Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

قوانين العقوبات الكنسية القديمة الحرم والطرد والإيقاف نظام العقاب بالخوارس الغير معمول به اليوم والتى تقسم الكنيسة

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
ما هو المجمع المقدس
لائحة انتخاب البطريرك1957
اللائحة الأساسية للمجمع ف 1,2,3
اللائحة الأساسية للمجمع ف4، 5
اللائحة الأساسية للمجمع ف6
اللائحة الأساسية للمجمع ف7
للائحة الأساسية ف8، 9 ، 10، 11
فهرس قوانين الكنيسة القبطية
مبادئ البابا شنودة والأساقفة
نص تعهد الأسقف
قرارات وتوصيات المجمع
مصادر‏ ‏القانون‏ ‏الكنسي
سيمنار المطارنة والأساقفة
بطاقات هوية للإكليروس القبطى
إقتراحات لبيب
حصر القوانين الكنسية
قوانين أبن العسال
قوانين العقوبات الكنسية القديمة
بعض قرارات المجمع المقدس
الرهبان خارج الأديرة
القانون والعلاقه بين المسيحى ةغيره
القانون الكنسى والمجتمع
المجمع المقدس والكتب
الزواج والطلاق بيان للمجمع
المجلس الملى وقانون جديد

المصدر : الكرازة السنة 37 العددان11-12 1مايو 2009

 وضعت القوانين الكنسية القديمة المعروفة منذ نشأة المسيحية ، والمجامع المسكونية والمكانية حتى منتصف القرن الخامس الميلادى ، وكانت الكنيسة وقتها حاسمة جداً ، وحازمة فى معاملة المؤمنين وفى معاقبتهم على خطاياهم الثقيلة بعقوبات علنية !

مصدر سلطان العقوبة

سلطان الكنيسة فى العقوبة سلطان إلهى " 17 وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. 18 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. " (مت 18 : 17 - 18)

وهذا السلطان الكنسى قد مارسه بطرس الرسول فى معاقبته لحنانيا وسفيرة (أع5) كما مارسه بولس الرسول فى معاقبته لخاطئ كورنثوس (1كو5: 5) وفى لعنته التى صبها على عليم الساحر(أع13: 11) كذلك عقوبة المحرم التى فرضها على كل من يخطئ فى التعليم .

وكان القصد الإلهى من العقوبة أن تحتفظ الكنيسة بقدسيتها ولأن يرتدع الخطاة وكذلك يكون عند الباقين خوف (1تى5: 20) (أع5: 11)

والعقوبات الإلهية جذورها ممتدة فى العهد القديم منذ خطية آدم وحواء ، كما مارس الاباء والأنبياء فرض هذه العقوبات أيضاً وتنفيذها بسلطان إلهى .

درجات وأنواع العقوبة

العقوبات الكنسية تختلف بإختلاف نوعية الخطية ومدى تكرارها فهى تقع على من يخطئ وعلى من يقصر فى واجباته الروحية ، وكل خطأ له وزنه وقدره وقد وضع ألاباء قاعدة قانونية هامه هى :

"لا يجوز فرض عقوبتين على خطية واحدة "

ويستثنى من هذه القاعدة الهرطقة والبدعة ، وكل إنحراف عن الإيمان السليم فهناك خطية عقوبتها بالنسبة إلى العلمانى الفرز ، وأما بالنسبة للكاهن فتكون عقوبته عليها هى إسقاط درجته الكهنوتية مع عدم فرزه من جماعة المؤمنين ، ولكن إذا وقع الكاهن فى هرطقة تفرض عليه العقوبتان معاً ..

فيسقط ليس فقط من درجته الكهنوتية ، وإنما من كل درجات الكهنوت مهما بلغ علوه فيها ، وكذلك يفرز من جماعة المؤمنين وهكذا حدث مع آريوس القس ومع كل من تبع هرطقته من الأساقفة والقسوس والشمامسة ، وهكذا حدث مع نسطور بطريرك القسطنطينية ومن قبله مع مقدونيوس بطريرك القسطنطينية ، ومع الراهب يمكن أن يسقط من كهنوته ورهبنته معاً إذا هرطق ، ويفرز من جماعة المؤمنين ، أى توقع عليه ثلاث عقوبات .

فماذا يحدث إذا تزوج شماس أو قس بعد ترمله ؟

فى هذه الحالة يسقط الشماس من درجة الشموسية ، ويسقط الكاهن من درجة القسسية ، ولكن يبقى كلاهما داخل جماعة المؤمنين .

وإذا تزوج قس راهب فإنه يسقط من درجة الكهنوت ويسقط من طقس الرهبنة .. ولكن لا يفرز من جماعة المؤمنين بل يدخل فى قانون التوبة ، ولا يتناول لأنه كسر نذر ، حتى تنتهى مدة عقوبته .. أما متى تنتهى وكيف؟ فهذا سنتحدث عنه بمشيئة الرب فى مناسبة أخرى .

الطرد من جماعة المؤمنين Excommunication وهى كلمة مشتقة من جزئين  Ex  بمعنى خارج أو خارجاً وCommunity بمعنى الجماعة ، فيكون معنى العقوبة هو طرد المخطئين خارجاً من جامعة المؤمنين .

وهى غير الحرم Anathema التى توقع على الهراطقة

 ومن أمثلتها  الـ 12 حرماً التى أوقعها القديس كيرلس الكبير على نسطور وكل من يقع فى هرطقته بالتفصيل .. زمن أمثلتها أيضاً قول القديس بولس الرسول : " 8 وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! 9 كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»" (غلا 1: 8-9)

والشخص المحروم من الكنيسة يقال عنه  Anathemaied أما الشخص المبعد من الكنيسة فيقال عنه Excommunicated أما الكاهن الذى يسقط من درجته الكهنوتية فيها عنه Depsed والقطع من الكهنوت يسمى Depoces هذا غير إيقاف الكاهن

نذكر كل هذه التعبيرات ، لكى نفرق بين كل هذه الأنواع من العقوبات لأن كثير من العامة لا يعرفون غير كلمة "محروم" .. كما يحدث أحياناً أن الكاهن فى حالة غضب يصدر حكمه على أحد المؤمنين فيقول له : أنت محروم !

وذلك دون أن يحدد معنى أو نطاق هذا الحرم !!

هل حرمان من التناول مثلاً ؟ أم حرمان من دخول الكنيسة ؟ أم حرمان من جماعة المؤمنين؟ .. وهل هو حرمان لمدة معينة؟ أم حرمان دائم؟ ولا يفهم الإنسان المعاقب معنى هذا الحرمان ، وربما لا يكون فى ذهن الكاهن معنى محدد لهذا الحرم !! ولكنها مجرد كلمى صدرت فى ساعة غضب؟؟

ومن المفروض أن يعتمد الحرم على قوانين وعلى إجراءات معينة .

ولا يجوز أن تستخدم كلمة الحرم عبثاً بدون سبب كنسى يوجهها حسب القوانين الكنسية .

ولا يجوز أن تكون عامة مبهمة بغير تحديد المقصود منها ..  وألا يقع الناس فى بلية وشك .. وقد يفقدون الثقة فى السلطان الكنسى .

العقوبات الكنسية ونظام الخوارس

كانت العقوبات الكنسية قديماً مرتبطة بنظام الخوارس وطريقة بناء الكنيسة .. فلم يكن صحن الكنيسة يمثل مسطحاً واحداً إنما كان مقسماً إلى أقسام تسمى خوارس ، يفصل كلا منها عن الآخر حاجز بباب - نوع من الدرابزين .

القسم الأول (الخورس الأول) وهو الأكثر قرباً من الهيكل هو خورس المؤمنين وأحياناً كان يسمى خورس القديسين وهو مكان المؤمنين الذين لهم حق حضور كل صلوات القداس ، والتقدم للأسرار والتناول ، كما أن لهم الحق فى تقديم قرابينهم أى عطاياهم التى تذكر فى أوشية القرابين .

وهذا الخورس كان يسمح بدخوله أيضاً للتائبين الذين هم فى ىخر مرحلة للتوبة ، بحيث يسمح لهم بمجرد مشاركة المؤمنين فى حضور صلوات القداس ، ولكن لا يسمح لهم بالتناول من الأسرار الكنسية حتى تنتهى المدة المفروضة عليهم فى توبتهم .. كذلك لم تكن الكنيسة تسمح لهؤلاء بتقديم قرابين أو عطايا ، أى لا تقبل ذلك منهم ، بل أنهم مجرد مشاركين فى الصلاة .

وكانت الكنيسة لا تقبل قرابين أو عطايا الخطاة والمحكوم عليهم وذلك عملاً بقول الوحى الإلهى فى المزمور زيت الخاطئ لا يدهن رأسى (مز 140) وكقول الكتاب لا تدخل اجرة زانية إلى بيت الرب (تث23: 18) وبنفس الوضع لا تقبل الكنيسة قرابين أو اموال أو عطايا من يكتسب ماله عن طريق خاطئ.

فالمرابى الذى يقتطع أموالاً من أفواه الفقراء والمساكين وصانع تماثيل الأصنام ، والذى يكتسب بالغش أو بالظلم أو عنطريق الملاهى ، كل ذلك لا تقبل الكنيسة قرابينهم .

كذلك الخاطئ المحكوم عليه من الكنيسة ، الممنوع من التناول لا تقبل قرابينه إلى أن تنتهى مدة عقوبته وبذلك يشعر بثقل ذنبه

وفيما يلى درجات العقوبات وموقعها من الخوارس :

درجات العقوبات وأماكنها فى الخوارس

  كان الخاطئ يحكم عليه فترة عقوبة قد تمتد إلى سنوات طويلة تتوزع حسب توبته على خوارس متعددة حتى يصل أخيراً إلى درجة التائبين المشاركين فى الصلاة مع المؤمنين فما هى درجات العقوبات هذه إنها

1 - درجة الباكيين أو النائحين خارج الكنيسة :

هؤلاء لم يكن يسمح بدخول الكنيسة مطلقاً بل يقفون فى الناء الخارجى ويبكون على خطاياهم ويتضرعون للداخلين والخارجين أن يصلوا من أجلهم وبعضهم أو كلهم يلبسون المسوح متذللين وذلك عملاً بقول الكتاب " ببيتك تليق القداسة" (مز92) فإذا قضى التائب هذه الفترة كما ينبغى ينتقل إلى : 

2 - خورس السامعين أو خورس الموعوظين :

وهو عبارة عن دهليز فى آخر الكنيسة يصرح له فيه أن يستمع إلى القراءات الكنسية من فصول البولس والكاثوليكون وأعمال الرسل والإنجيل ، وكذلك يستمع إلى العظة ثم يخرج بعد ذلك فلا يسمع صلوات القداس .

وفى هذا الخورس كان يسمح أيضاً بدخول اليهود والأمم وباقى الموعوظين وقبل رفع الأبرسفارين وبداية القداس يقف شماس ويقول : " لا يقف هنا موعوظ أو غير مؤمن" ويخرج كل من فى هذا الخورس .

3 - خورس الراكعين :

وهو أقرب الخوارس إلى مكان المؤمنين ، وهؤلاء ما كان يسمح لهم بحضور القداس الإلهى ولا بتقديم القرابين ولكنهم من أجل تقدمهم من غيرهم فى التوبة بتقدم موضعهم ويحضرون ما يسمح به الموعوظون الراكعون ، أو يقال أنهم كانوا قبل خروجهم يركعون ويصلى ألسقف أو الكاهن صلاة عليهم ويصرفهم ، فلا يحضرون قداس القديسين .. ولكنهم بعد أن يقضوا فترتهم يخرجون إلى درجة المشتركين فى الصلاة .

4 - درجة التائبين المشاركين فى الصلاة :

وهى آخر فترة يقضيها التائب فى قانون توبته ، وفى فترة عقوبته فإذا إنتهى منها يسمح له بالتناول وتسمح الكنيسة بقبول قرابينه كما سبق فشرحنا .

***

إنتهاء العمل بقانون العقوبات هذا :

حالياً لا يعمل بنظام العقوبات هذا فى كل كنائس العالم لم يعد أحد من الناس يحتملونه كما أنه كان علنياً ، وكان يتفق مع إنسحاق القلب فى التوبة فى علانيتها مما لا نجده الآن ، بل كان الناس لا يحتملون عقوبات تمتد أحياناً إلى سبع سنوات ، وإلى عشر سنوات وإلى عشرين سنة .

من يستطيع أن يحتمل هذه العقوبات الآن ؟ .. لا أحد

لذلك ألغت الكنيسة الكاثوليكية هذه العقوبات الموجوده فى القوانين القديمة ، وألغتها منذ زمن طويل .

كما ألغتها الكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية أو اليونانية منذ القرن الحادى عشر

وكذلك نظام الخوارس إنتهى من كل أبنية الكنائس منذ زمن طويل.

This site was last updated 09/13/16