Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

قوانين أبن العسال ماله وما عليه

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
إنصافا‏ ‏لابن‏ ‏العسال

 

**********************************

القوانين فى الكنيسة القبطية أو فى المسيحية ليست قوانين منزلة ولكن يجب أن يكون مرجعها الكتاب المقدس ويمكن تغيير هذه القوانين طبقاً للأمر الإلهى للتلاميذ : " كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء وكل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء " ووجود قوانين مزورة فى بعض الكتابات القديمة قد اثر على فكر الأساقفة فقد إعتقدوا فى انفسهم طبقاً لهذه القوانين أنهم ملوك بعد أن نقل أبن العسال والدسقولية بعض قوانين الملوك وأدخلوها فى ضمن قوانين الكنيسة مثل الأنبا دانييل أسقف سيدنى وغيره 

**********************************

المقالة التالية عن الكرازة السنة 37 العددان9-10 3ابريل 2009

القوانين الكنسية

 أبن العسال ماله وما عليه

 قوانين  أبن العسال

 هو صفى الدولة إبن العسال وهو أشهر كاتب قبطى جمع قوانين الكنيسة فى العصور الوسطى فى مؤلفه المشهور بإسم : " المجمع الصفوى لأبن العسال"

وضع الكتاب سنة 1235م فى عهد البابا كيرلس الثالث المشهور بأبن اللقلق البطريرك الـ 75 وفى زمن الدولة الأيوبية وقال انه صنف هذا الكتاب بناء على طلب من المجمع المقدس للكنيسة القبطية بإعتباره عالم قبطى بل كان أبرز علماء عصره وهو أحد ثلاثة أخوه تسموا كلهم بأسم أولاد العسال .

من هم الأخوة الثلاثة أولاد العسال ؟

هم 1 - مؤتمن الدولة أبو إسحق - 2 - هبة الله أبو الفرج الحكيم الأسعد - 3 - صفى الدولة الأمجد إبن العسال وكان أكثر من إخوته شهرة

وكان لهؤلاء الثلاثة مراكز كبيرة فى الدولة كما كانت لهم مكانة فى الكنيسة أيضاً وكانوا من العلماء الذين نبغوا فى علوم كثيرة :

أ - كانوا علماء فى اللغة القبطية : فقد قاموا بوضع كتباً فى قواعد اللغة القبطية  Grammer كما وضعوا أيضاً قوانين فى اللغة القبطية ، والمقدمات الخمس لهذه اللغة ومن أشهر كتبهم فيها : (السلم المقفى ، والذهب المصفى) ، والسلم الكبير ، وكتباً أخرى ، ويعتبرون أنهم من قاموا بنهضة فى إحياء اللغة القبطية وجعلها تستعمل من جديد ، وكانت قد ألغيت فى دواوين الحكومة سنة 706م فى عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان (أحد خلفاء الأسرة الأموية.. )  

ب - ولهم كتابات لاهوتية عديدة : عن أزلية الإله ووحداتنيته وصقاته ، والتثليث والتوحيد ، وسر التجسد الإلهى ، والقيامة وحالة النس بعد الموت وكتاب التبصرة فى العقائد النصرانية وكتب أصول الدين وكتاب الفردوس العقلى وتفسير ما ورد فى الأناجيل عن ألام المسيح .

ج - ولهم دراسات ومحاورات مع مسلمى عصرهم : فقاموا بالرد على القائلين بتحريف الإنجيل ومن أشهر كتبهم فى هذا المضمار كتاب الصحائح فى الرد على النصائح - ولهم ملاحظات على مناظرات الشيخ عيسى الناشى ، والأمام فخر الدين بن الخطيب

هـ - ولهم كتب فى الحساب الأبقطى وكتب فى قوانين الكنيسة : ليس عجباً بعد كل هذا أن عهدت الكنيسة لصفى الدولة بن العسال أن يجمع القوانين الكنسية ، فجمعها فى كتابه (المجموع الصفوى) وكلمة الصفوى مشتقه من أسمه صفى الدولة

 

المجموع الصفوى

حسناً أنه أسماه " المجموع" لأنه كان فى هذا الكتاب جامعاً أكثر من كونه عالماً فلم يكن Scholar  بالمعنى الدقيق للكلمة ، فالمفروض فى العالم ليس فقط أن يجمع المعلومات بل يفحص ويحقق ويدقق ويقارن ويصحح من الباطل ، والقوانين الرسمية من القوانين المزورة ، ولكنه لم يفعل ذلك بل كتابه يجمع خليطاً من السليم والزائف

 

ميزة إبن العسال

وهذا أمر يشكر عليه بلا شك ، وهذا التصنيف يظهر واضحاً جداً فى الجزء الأول من كتابه عن

الكنيسة - الكتب الإلهية - التعميد والدخول فى الإيمان - البطاركة - الأساقة - الرتب الكنسية - الرهبان والراهبات - الأرامب والعلمانيين - القوانين واللوترجيات - القربان والعشاء الربانى - الصلاة والصوم - الصدقة والعشور والبكور والنذور - الوقف - الأحد والسبت - الأعياد - الشهداء والمعترفين - الجاحدين - المرضى والأموات ... ألخ

وفى هذه الأبواب جمع ما إستطاعه من القوانين الكنسية سواء أكانت صحصحة أو مزورة

أما الجزء الثانى من كتابه ، فهو عبارة عن مقالات كتبها وليست قوانين أى أنها Codex

ولا يمنع أنه أستشهد فى أجزاء منها ببعض آيات أو بقليل من القوانين ولكنها فى مجموعة من إنشائه وبعضها فكر خالص منه وأهم باب فى الجزء الثانى هو الخاص بالزواج والطلاق .

 

مآخذ على المجموع الصفوى

1 - أورد الكثير من القوانين المزورة

أ - فمثلاً المعروف فى مجمع نيقية القمدس أصدر عشرون قانوناً فقط ، وتوجد مجموعة مزورة منسوبة إلى مجمع نيقية تشمل 84 قانوناً لا تعترف بهاالكنيسة ، و المعروف أن ابن العسال إستخدم المجموعتين كليهما ، ورمز لأحداها بالرمز (نيق) وبالأخرى رمز (نيقية) -

ب - لم ينبه القارئ إلى أن هذه القوانين مزورة وإنما أوردها فى كتابه بأسلوب عادى ولا فرق بينها وبين غيرها .

2 - أورد قوانين مزورة منسوبة إلى الرسل : ومن ضمنها "قوانين علية صهيون" ورمزها هو "ع" عند أبن  العسال ، وهذه المجموعة أوردها أيضاً أبن كبر ، وأى عالم يفحصها يمكن أن يكتشف زيفها

وأوقف القارئ أمام مجموعات قوانين كثيرة منسوبة إلى الرسل :

منها القوانين التى تعترف بها كنيستنا [ 127 قانوناً فى كتابين أحدهما يشمل 56 قانوناً والآخر 71 نشرتهما مجموعة Patrologia Orietalis

ومنها قوانين أكليمنضس فى مجموعة كتب

ومنها قوانين علية صهيون السابق ذكرها

ومنها رسالة من بطرس الرسول إلى أكليمنضس ؟!

وقدم الجميع كأنها قوانين سليمة ، والعجيب أنه كان يذكر فى مقدمة كتابة : انها هذه معروفة عند النساطرة أو عند الملكيين ..

الباب الرابع كله قوانين مزورة

وهو الباب الخاص بالآباء البطاركة ، وكله من القوانين المزورة المنسوبة إلى مجمع نيقية المسكونى .. وذلك كان واضحاً من أرقامها : 35 .. 44 - 46 - 51 - 76 .. ألخ ومحتوياتها لا يمكن أن يرضى عنها عالم يفحص المعلومات قبل نشرها .

ويقول فى الباب الرابع وينسب ذلك [ القانون 37 لمجمع نيقية وهو من القوانين المزورة ] أن آباء مجمع نيقية المقدس : " أمروا أن يكون البطاركة فى جميع العالم أربعة لا غير ، مثل كتبة الإناجيل الأربعة ، والأنهار الفردوسية ألأربعة ، والرياح الأربع ، والعناصر الأربعة .. " !!

وطبعاً هذا كلام غير معقول ، ولا يمكن تطبيقه عملياً وسط عدد كبير من الكنائس الكثيرة ، ولم يصدر إطلاقاً من مجمع نيقية المسكونى المقدس .. ثم ما معنى إرتباط عدد البطاركة بعدد الأناجيل ، وبالأنهار الأربعة وبالرياح الأربعة .. !!

وما هو أسوأ من هذا ، أنه يضيف إلى عدد البطاركة الأربعة مبدأ آخر ضد العقيدة القبطية الأرثوذكسية ، فيقول عن البطاركة : ويكون الرئيس فيهم والمقدم ، هو صاحب كرسى بطرس برومية على ما أمرت به الرسل !!

ومبدأ الرئاسة العامة هذه قد نهى عنه السيد المسيح ، ولم يحدث أن الرسل قد أمروا بشئ مثل هذا لا فى قوانين الرسل ولا فى الدسقولية ، كما أن الكتاب المقدس يشرح لنا أن مؤسس كرسى روما هو القديس بولس الرسول ( أع 28: 30 - 32) حسب أمر الرب له بان يبشر فى رومية (أع23: 11) وفى ترتيب الكراسى ، يذكر فى نفس هذا القانون المزور .

والثانى صاحب كرسى الأسكندرية والثالث صاحب كرسى أفسس !

بينما قوانين الكنيسة تضع كرسى أنطاكية بعد كرسى الأسكندرية مباشرة ، أما ذكره لكرسى أفسس هنا فلأنه موجود فى آسيا الصغرى ويقصد بهذا كرسى مدينة القسطنطينية التى لم تكن قد بنيت بعد (وقت مجمع نيقية) ولم تكن فى ذلك الوقت عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية 

ويبرر أبن العسال تقدمة كرسى أفسس ، بأن ينسب إلى مجمع نيقية (قانون 38 النزور) أن بنقل بطريركية أفسس إلى مدينة الملك لكى تكوم الكرامة للكهنوت والملك معاً !!

ثم يضيف هذا الباب شيئاً عجيباً بالنسبة إلى الحبشة ، ناسباً إياه أيضاً إلى مجمع نيقية (فى القوانين المزورة : قانون 42) فيقول : الحبش لا البطريرك عليهم بطرك من علمائهم ، ولا بإختيار منهم من أنفسهم ؟ !

علماً بأنه أثناء إنعقاد مجمع نيقية المسكونى سنة 325 م لم تكن كنيسة الحبشة قد تأسست بعد !! فالذى أسسها هو البابا أثناسيوس الأسكندرى سنة 329 م وأرسل إليها أول اسقف هو القديس أفرومنتيوس ، والبابا أثناسيوس كان شماساً عندما إنعقد مجمع نيقية ، ولم تكن هناك مشكلة أمام مجمع نيقية خاصة بالحبشة وإقامة بطريرك لها !!

ومن القوانين الغريبة التى أوردها أبن العسال عن الأساقفة نسبه أيضاً إلى مجمع نيقية : " إن عرض لأحد من ألأساقفة غيبة عن كرسيه ، فلا يزيد عن 6 أشهر ، فإن زادوا عليها من غير إضطرار ولا أذن من البطريرك وعيدوا عيد القيامة فى غير من كراسيهم فيخرجوه من الكهنوت . 

ومن أخطاء إبن العسال إعتماده على قوانين الملوك

وقوانين الملوك ليست قوانين كنسية ، وليست ملزمة وعجيب أنه يقول عنها أنها : " إختصرت للملوك من أقوال كثيرة فى مجمع نيقية !!! فقوانين جيستنيان مثلاً ما علاقتها بمجمع نيقية ؟!!! ولو كان مصدر القوانين التى أستخدمها وسماها " التطلسات" هو مجمع نيقية فلماذا لم يصدرها المجمع بصراحة ؟ !

ومن أخطائه أيضاً قوانين العقوبات الجسدية

وقد أورد فى عقوبة الزنا (باب 48) عقوبة قطع الأنوف ، وحلق الشعر ، والنفى ، وكذلك ما أورده فى عقوبة القتل (باب 47) وما ذكره على طالب الثأر (وولى الدم) وهذا تعبير إسلامى) ولا علاقه له بقوانين الكنيسة ، ولا توجد فى قوانين الكنيسة إطلاقاً أيه عقوبة جسدية مثل قطع الأنوف !!

ويذكر فى باب السحر ، قانون يجيز بقتل الساحر .

وكذلك يفرق فى القوانين بين العبد والحر وهذا ضد تعليم العهد الجديد (تعاليم السيد المسيح) الذى يقول لا فرق بين العبد والحر .

ومن أخطاؤه إعتماده على فكره الخاص

فى كثير من الأبواب مثل الباب 21 عن المرضى ، وبالباب 18 عن الوقف ، والباب 16 عن الصدقة ، والباب 11 عن العلمانيين وفوائد الصوم (الباب 56) وغالبية الباب 14 عن الصلاة .

ومن أخخطائه أيضاً ما ذكره عن الصوم عن جمعة هرقل قبل الصوم الكبير (باب 15) وقوله عن أكل السمك فى الأصوام المستقرة ومن ثم يستثنى الأربعاء والجمعة مثلاً .

وعموماً الرجل له جهد ، وله أخطاؤه ، وكتابه يعتبر بحثاً ، وليس سجلاً للقوانين Codex

************************************

..الأب وديع أبو الليف: كتاب "كفاية المبتدئين فى علم القوانين" لابن العسال له مخطوط وحيد

الأقباط متحدون  السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٣ - تصوير-عماد توماس

قال الاب "وديع أبو الليف" الفرنسيسكاني ، أن كتاب كفاية المبتدئين فى علم القوانين للصفي بن العسال، كتبه بن العسال للشباب والشيوخ ليوضح فيه القوانين بالمصادر. و حدد له "جراف" عام 1947 مخطوطتين بينما فى عام 1951 ذكر المؤرخ صالح نخله ان الكتاب غير موجود وقال عنه موريس أسعد ان هذا الكتاب لم يعثر عليه بعد رغم ان جراف قد ذكره وأضاف "أبو الليف"، خلال محاضرته بالمؤتمر السنوي للتراث العربي المسيحي الذي عقد بمقر مركز دراسات الآباء بالقاهرة مساء أمس الجمعة، أن هذا الكتاب مجهول وهو مخطوط متأخر يعود إلى عام 1848 له مخطوط وحيد وخطه سئ ومحفوظ بشكل جيد وادرج الناسخ الحواشي داخل النص مما سبب نوعا من اللبس والإبهام وأوضح أن كتاب "كفاية المبتدئين فى علم القوانين" تم تحقيقه عام 1989 وظل حبيس الورق حتى تم نشر نصفه في مجلة "صديقي الكاهن" وبعد ذلك جُمع وسينشر قريبا

   

This site was last updated 02/24/13