Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة خمس وأربعين وخمسمائة سنة ست وأربعين وخمسمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
بقية سنة530 وسنة532
سنة532 وسنة533
سنة534 وسنة535
سنة536 وسنة537
سنة538 وسنة539
سنة540 وسنة541
سنة542 وسنة543
سنة544
سنة545 وسنة546
سنة547
سنة548
سنة549 وسنة550 وسنة551
سنة552
سنة553 وسنة554
سنة555

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة خمس وأربعين وخمسمائة
ذكر أخذ العرب الحجاج

في هذه السنة، رابع عشر المحرم، خرج العرب، زعب ومن انضم إليها، على الحجاج بالغرابي، بين مكة والمدينة، فأخذوهم ولم يسلم منهم إلا القليل.
وكان سبب ذلك أن نظر أمير الحاج لما عاد من الحلة على ما ذكرناه وسار على الحاج قايماز الأرجواني، وكان حدثاً غراً، سار بهم إلى مكة، فلما رأى أمير مكة قايماز استصغره وطمع في الحاج، وتلطف قايماز الحال معه إلى أن عادوا.
فلما سار عن مكة سمع باجتماع العرب، فقال للحاج: المصلحة أنا لا نمضي إلى المدينة؛ وضج العجم وتهدده بالشكوى منه إلى السلطان سنجر ، فقال لهم: فأعطوا العرب مالاً نستكف به شرهم! فامتنعوا من ذلك، فسار بهم إلى الغرابي، وهو منزل يخرج إليه من مضيق بين جبلين، فوقفوا على فم مضيق، وقاتلهم قايماز ومن معه، فلما رأى عجزه أخذ لنفسه أماناً، وظفروا بالحجاج، وغنموا أموالهم وجميع ما عندهم، وتفرق الناس في البر، وهلك منهم خلق كثير لا يحصون كثرة، ولم يسلم إلا القليل، فوصل بعضهم إلى المدينة وتحملوا منها إلى البلاد، وأقام بعضهم مع العرب حتى توصل إلى البلاد.
ثم إن الله تعالى انتصر للحاج من زعب فلم يزالوا في نقص وذلة، ولقد رأيت شاباً منهم بالمدينة سنة ست وسبعين وخمسمائة، وجرى بيني وبينه مفاوضة قلت له فيها: إنني والله كنت أميل إليك حتى سمعت أنك من زعب فنفرت وخفت شرك. فقال: ولم؟ فقلت: بسبب أخذكم الحاج. فقال لي: أنل لم أدرك ذلك الوقت، وكيف رأيت الله صنع بنا؟ والله ما أفلحنا، ولا نجحنا، قل العدد وطمع العدو فينا.
ذكر فتح حصن فاميا
في هذه السنة فتح نور الدين محمود ابن الشهيد زنكي حصن فاميا من الفرنج وهو مجاور شيزر وحماة على تل عال من أحصن القلاع وأمنعها، فسار إليه نور الدين وحصره وبه الفرنج وقاتلهم وضيق على من به منهم، فاجتمع من الشام من الفرنج وساروا نحوه ليرحلوه عنهم فلم يصلوا إلا وقد ملكه وملأه ذخائر وسلاحاً ورجالاً وجميع ما يحتاج إليه، فلما بلغه مسير الفرنج إليه، رحل عنه وقد فرغ من أمر الحصن وسار إليهم يطلبهم، فحين رأوا أن الحصن قد ملك وقوة عزم نور الدين على لقائهم عدلوا عن طريقه ودخلوا بلادهم وراسلوه في المهادنة وعاد سالماً مظفراً ومدحه الشعراء وذكروا هذا الفتح، فمن ذلك قول ابن الرومي من قصيدة أولها:
أسنى الممالك ما أطلت منارها ... وجعلت مرهفة الدسار دسارها
وأحق من ملك البلاد وأهلها ... رؤف تكنف عدله أقطارها
ومنها في وصف الحصن:
أدركت ثأرك في البغاة وكنت يا ... مختار أمة أحمد مختارها (5/41)
طابت نجومك فوقها ولربما ... باتت تنافثها النجوم سرارها
عارية الزمن المعير شمالها ... منك المعيرة واسترد معارها
أمست مع الشعري العبور وأصبحت ... شعراء تستغلي الفحول شوارها
وهي طويلة.
ذكر حصر الفرنج قرطبة ورحيلهم عنها
في هذه السنة سار السليطين، وهو الأذوفونش، وهو ملك طليطلة وأعمالها، وهو من ملوك الجلالقة، نوع من الفرنج، في أربعين ألف فارس إلى مدينة قرطبة، فحصرها، وهي في ضعف وغلاء، فبلغ الخبر إلى عبد المؤمن وهو في مراكش، فجهز عسكراً كثيراً، وجعل مقدمهم أبا ذكرياء يحيى بن يرموز ونفذهم إلى قرطبة، فلما قربوا منها لم يقدروا أن يلقوا عسكر السليطين في الوطاء وأرادوا الاجتماع بأهل قرطبة ليمنعوها لخطر العاقبة بعد القتال، فسلكوا الجبال الوعرة والمضايق المتشعبة، فساروا نحو خمسة وعشرين يوماً في الوعر في مسافة أربعة أيام في السهل، فوصلوا إلى جبل مطل على قرطبة، فلما رآهم السليطين وتححق أمرهم رحل عن قرطبة.
وكان فيها القائد أبو الغمرالسائبمن ولد القائد ابن غلبون، وهو من أبطال أهل الأندلس وأمرائها فلما رحل الفرنج خرج منها لوقته وصعد إلى ابن يرموز، وقال له:انزلوا عاجلاً وادخلوا البلد؛ ففعلوا، وباتوا فيها، فلما أصبحوا من الغد رأوا عسكر السليطين على رأس الجبل الذي كان فيه عسكر عبد المؤمن، فقال لهم أبو الغمر: هذا الذي خفته عليكم لأني علمت أن السليطين ما أقلع إلا طالباً لكم، فإن من الموضع الذي كان فيه إلى الجبل طريقاً سهلة، ولو لحقكم هناك لنال مراده منكم ومن قرطبة، فلما رأى السليطين أنهم قد فاتوه علم أنه لم يبق له طمع في قرطبة، فرحل عائداً إلى بلاده، وكان حصره لقرطبة ثلاثة أشهر، والله أعلم.
ذكر ملك الغورية هراة
في هذه السنة سار ملك الغور الحسن بن الحسين من بلاد الغور إلى هراة فحصرها، وكان أهلها قد كاتبوه، وطلبوا ان يسلموا إليه البلد هرباً من ظلم الأتراك لهم، وزوال هيبة السلطنة عنهم، فامتنع أهل هراة عليه ثلاثة أيام، ثم خرجوا إليه وسلموا البلد وأطاعوه، فأحسن إليهم، وأفاض عليهم النعم، وغمرهم بالعدل، وأظهر طاعة السلطان سنجر والقيام على الوفاء له والأنقياد إليه.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة أمر علاء الدين محمود بن مسعود، الغالب على أمر طريثيث التي بيد الإسماعيلية، بإقامة الخطبة للخليفة، ولبس السواد، ففعل الخطيب ذلك، فثار به عمه وأقاربه ومن وافقهم، وقاتلوه ، وكسروا المنبر وقتلوا الخطيب.
وكان فعل علاء الدين هذا لأن أباه كان مسلماً، فلما تغلب الإسماعيلية على طريثيث أظهر موافقتهم، وأبطن اعتقاد الشريعة، وكان يناظر على مذهب الشافعي، وازداد تقدماً بطريثيث وجرت أمورها بإرادته؛ فلما حضره الموت أوصى أن يغسله فقيه شافعي، وأوصى إلى ابنه علاء الدين، إن أمكنه أن يعيد فيها إظهار شريعة الإسلام فعل. فلما رأى من نفسه قوة فعله فلم يتم له.
وفيها كثر المرض بالعراق لا سيما بغداد، وكثر الموت أيضاً فيها، ففارقها السلطان مسعود.
وفيها توفي الأمير علي بن دبيس بن صدقة صاحب الحلة بأسدباد، واتهم طبيبه محمد بن صالح بالمواطأة عليه، فمات الطبيب بعده بقريب.وفيها استوزر عبد المؤمن صاحب بلاد المغرب أبا جعفر بن أبي أحمد الأندلسي، وكان ماسوراً عنده، فوصف له بالعقل وجودة الكتابة، فأخرجه من الحبس واستوزره، وهو أول وزير كان للموحدين.
وفي هذه السنة، في المحرم، جلس يوسف الدمشقي مدرساً في النظامية ببغداد، وكان جلوسه بغير أمر الخليفة، فمنع، يوم الجمعة، من دخول الجامع، فصلى في جامع السلطان ومنع من التدريس، فتقدم السلطان مسعود إلى الشيخ أبي النجيب بأن يدرس فيها، فامتنع بغير أمر الخليفة، فاستخرج السلطان إذن الخليفة في ذلك، فدرس منتصف المحرم من السنة.
وفيها توفي أبو عبد الله محمد بن علي مهران الفقيه الشافعي، تفقه على الهراسي، و ولي قضاء نصيبين، ثم ترك القضاء وتزهد فأقام بجزيرة ابن عمر، ثم انتقل إلى جبل ببلد الحصن، في زاوية ، وكان له كرامات ظاهرة. (5/42)
وفيها مات الحسن بن ذي النون بن أبي القاسم بن أبي الحسن المسعري أبو المفاخر النيسابوري، سمع الحديث، سمع الحديث الكثير، وكان فقيهاً دائم الأشغال يعظ الناس، وكان مما ينشد:
مات الكرام وولوا وانقضوا ومضوا ... ومات من بعدهم تلك الكرامات
وخلفوني في قوم ذوي سفه ... لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا


ثم دخلت سنة ست وأربعين وخمسمائة
ذكر انهزام نور الدين من جوسلين وأسر جوسلين بعد ذلك

في هذه السنة جمع نور الدين محمود عسكره وسار إلى بلاد جوسلين الفرنجي، وهي شمالي حلبن منها تل باشر، وعين تاب، وإعزاز وغيرها، وعزم على محاصرتها وأخذها، وكان جوسلين لعنه الله، فارس الفرنج غير مدافع، قد جمع الشجاعة والرأي، فلما علم بذلك جمع الفرنج فأكثر، وسار نحو نور الدين فالتقوا واقتتلوا، فانهزم المسلمون وقتل منهم وأسر جمع كثير، وكان في جملة من أسر سلاح دار نور الدين، فأخذه جوسلين، ومعه سلاح نور الدين، فسيره إلى الملك مسعود بن قلج أرسلان، صاحب قونية، وأقصرا، وقال له : هذا سلاح زوج ابنتك، وسيأتيك بعده ما هو أعظم منه.
فلما علم نور الدين الحال عظم عليه ذلك، وأعمل الحيلة على جوسلين، وهجر الراحة ليأخذ بثأره، وأحضر جماعة من أمراء التركمان، وبذل لهم الرغائب إن هم ظفروا بجوسلين وسلموه إليه إما قتيلاً أو أسيراً لأنه علم أنه متى قصده بنفسه احتمى بجموعه وحصونه، فجعل التركمان عليه العيون،فخرج متصيداً، فلحقت به طائفة منهم وظفروا به فأخذوه أسيراً، فصانعهم على مال يؤديه إليهم، فأجابوه إلى إطلاقه إذا حضر المال، فأرسل في إحضاره،فمضى بعضهم إلى أبو بكر بن الداية، نائب نور الدين بحلب، فأعلمه الحال، فسير عسكراً معه، فكسبوا أولئك التركمان وجوسلين معهم، فأخذوه أسيراً وأحضروه عنده، وكان أسره من أعظم الفتوح لأنه كان شيطاناً عاتياً، شديداً على المسلمين، قاسي القلب، وأصيبت النصرانية كافة بأسره.
ولما أسر سار نور الدين إلى قلاعه فملكها، وهي تل باشر، وعين تاب، وإعزاز، وتل خالد، وقورس، والراوندان،وبرج الرصاص، وحصن البارة، وكفرسود، وكفرلاثا، ودلوك، ومرعش، ونهر الجوز، وغير ذلك من أعماله، في مدة يسيرة يرد تفصيلها.
وكان نور الدين كلما فتح منها حصناً نقل إليه من كل ما تحتاج إليه الحصون، خوفاً من نكسة تلحق بالمسلمين من الفرنج، فتكون بلادهم غير محتاجة إلى ما يمنعها من العدو؛ ومدحه الشعراء، فممن قال فيه القيسراني من قصيدة في ذكر جوسلين:
كما أهدت الأقدار للقمص أسره ... وأسعد قرن من حواه لك اسر
طغى وبغى عدواً على غلوائه ... فأوبقه الكفران عدواه والكفر
وأمست عزاز كاسمها بك عزة ... تشق على النسرين لو أنها وكر
فسر واملإ الدنيا ضياء وبهجة، ... فبالأفق الداجي إلى ذا السنة قفر
كأني بهذا العزم لا فل حده ... وأقصاه بالأقصى وقد قضي الأمر
وقد أصبح البيت المقدس طاهراً ... وليس سوى جاري الماء له طهر
ذكر حصر غرناطة والمرية من بلاد الأندلس
في هذه السنة سير عبد المؤمن جيشاً كثيفاً، نحو عشرين ألف فارس، إلى الأندلس مع أبي حفص عمر بن أبي يحيى الهنياتي، وسير معهم نساءهم، فكن يسرن مفردات عليهن البرانس السود، ليس معهن غير الخدم، ومتى قرب منهن رجل ضرب بالسياط.
فلما قطعوا الخليج ساروا إلى غرناطة وبها جمع المرابطون، فحصرها عمر وعسكره، وضيقوا عليها، فجاء إليه أحمد بن ملحان، صاحب مدينة آش وأعمالها، بجماعته، ووحدوا، وصاروا معه، وأتاهم إبراهيم ابن همشك ابن مردنيش، صاحب جيان، وأصحابه، ووحدوا، وصاروا أيضاً معه، فكثر جيشه، وحرضوه على المسارعة إلى ابن مردينش، ملك بلاد شرق الأندلس، ليبغته بالحصار قبل أن يتجهز. (5/43)
فلما سمع ابن مردنيش ذلك خاف على نفسه، فأرسل إلى ملك برشلونة، من بلاد الفرنج، يخبره، ويستنجده، ويستحثه على الوصول إليه، فسار إليه الفرنجي في عشرة آلاف فارس، وسار عسكر عبد المؤمن، فوصلوا إلى حمة بلقوارة، وبينها وبين مرسية، التي هي مقر ابن مردنيش، مرحاة، فسمعوا بةصول الفرنج، فرجع وحصر مدينة المرية، وهي للفرنج، عدة شهور، فاشتد الغلاء بالعسكر، وعدمت الأقوات، فرحلوا عنها وعادوا إلى إشبيلية فأقاموا بها.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة، في ربيع الآخر، توفي العبادي الواعظ، واسمه المظفر ابن أردشير، بخوزستان، وكان الخليفة المقتفي أمر اللهقد سيره في رسالة إلى الملك محمد ابن السلطان محمود ليصلح بينه وبين الحويزي، فتوفي هناك وجلس ولده ببغداد للعزاء، وأقيم بحاجب من الديوان العزيز.
وكان يجلس ويعظ ويذكر والده ويبكي هو والناس كافة، ونقل العبادي إلى بغداد ودفن بالشويزي، ومولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وسمع الحديث من أبي بكر الشيروي، وزاهر الشحامي وغيرهما، ورواه.
وفيها انفجر بثق النهروان الذي أتمه بهروز بكثرة الزيادة في تامرا وإهمال أمرها، حتى عظم ذلك وتضرر به الناس.
وفيها سار الأمير قجق في طائفة من عسكر السلطان سنجر إلى طريثيث بخراسان، وأغار على بلاد الإسماعيلية، فنهب، وسبى وخرب، وأحرق المساكن، وفعل بهم أفاعيل عظيمة وعاد سالماً.

This site was last updated 07/27/11