Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة أربع وثلاثين وخمسمائة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
بقية سنة530 وسنة532
سنة532 وسنة533
سنة534 وسنة535
سنة536 وسنة537
سنة538 وسنة539
سنة540 وسنة541
سنة542 وسنة543
سنة544
سنة545 وسنة546
سنة547
سنة548
سنة549 وسنة550 وسنة551
سنة552
سنة553 وسنة554
سنة555

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وخمسمائة
ذكر حصار أتابك زنكي دمشق

في هذه السنة حصر أتابك زنكي دمشق مرتين، فأما المرة الأولى فإنه سار إليها في ربيع الأول من بعلبك بعد الفراغ من أمرها، وتقرير قواعدها وإصلاح ما تشعث منها، ليحصرها، فنزل في البقاع، وأرسل إلى جمال الدين صاحبها يبذل له بلداً يقترحه ليسلم إليه دمشق، فلم يجبه إلى ذلك، فرحل وقصد دمشق، فنزل على داريا ثالث عشر ربيع الأول فالتفت الطلائع واقتتلوا، وكان الظفر لعسكر زنكي وعاد الدمشقيون منهزمين، فقتل كثير منهم .
ثم تقدم زنكي إلى دمشق، فنزل هناك، ولقيه جمع كثير من جند دمشق وأحداثها ورجالة الغوطة، فقاتلوه، فانهزم الدمشقيون، وأخذهم السيف، فقتل فيهم وأكثر، وأسر كذلك، ومن سلم عاد جريحاً. وأشرف البلد ذلك اليوم على أن يملك، اكن عاد زنكي عن القتال وأمسك عنه عدة أيام، وتابع الرسل إلى صاحب دمشق، وبذل له بعلبك وحمص وغيرهما مما يختاره من البلاد، فمال إلى التسليم، وامتنع غيره من أصحابه من ذلك، وخوفوه عاقبة فعله، وأن يغدر به كما غدر بأهل بعلبك، فلما لم يسلموا إليه عاود القتال والزحف.
ثم إن جمال الدين صاحب دمشق مرض ومات ثامن شعبان، وطمع زنكي حينئذ في البلد، وزحف إليه زحفاً شديداً ظناً منه أنه ربما يقع بين المقدمين والأمراء خلاف فيبلغ غرضه، وكان ما أمله بعيداً، فلما مات جمال الدين ولي بعده مجير الدين أبق ولده، وتولى تدبير دولته معين الدين أنز فلم يظهر لموت أبيه أثر مع أن عدوهم على باب المدينة؛ فلما رأى أنز أن زنكي لا يفارقهم، ولا يزول عن حصرهم، راسل الفرنج، واستدعاهم إلى نصرته، وأن يتفقوا على منع زنكي عن دمشق، وبذل لهم بذولاً من جملتها أن يحصر بانياس ويأخذها ويسلمها إليهم، وخوفهم من زنكي إن ملك دمشق؛ فعملوا صحة قوله إنه إن ملكها لم يبق لهم معه بالشام مقام، فاجتمعت الفرنج وعزموا على السير إلى دمشق ليجتمعوا مع صاحبها وعسكرها على قتال زنكي، فحين علم زنكي بذلك سار إلى حوران خامس رمضان، عازماً على قتال الفرنج قبل أن يجتمعوا بالدمشقيين، فلما سمع الفرنج خبره لم يفارقوا بلادهم، فلما رآهم كذلك عاد إلى حصر دمشق ونزل بعذرا شماليها سادس شوال، فأحرق عدة قرى من المرج والغوطة ورحل عائداً إلى بلاده. (5/17)
ووصل الفرنج إلى دمشق واجتمعوا بصاحبها وقد رحل زنكي، فعادوا،فسار معين الدين أنز إلى بانياس في عسكر دمشق،وهي في طاعة زنكي،كما تقدم ذكرها، ليحصرها ويسلمها إلى الفرنج؛ وكان واليها قد سار قبل ذلك منها في جمع من جمعه إلى مدينة صور للإغارة على بلادها، فصادفه صاحب أنطاكية وهو قاصد إلى دمشق نجدة لصاحبها على زنكي، فاقتتلا، فانهزم المسلمون وأخذوا والي بانياس فقتل، ونجا من سلم منهم إلى بانياس، وجمعوا معهم كثيراً من البقاع وغيرها، وحفظوا القلعة، فنازلها معين الدين، فقاتلهم، وضيق عليهم، ومعه طائفة من الفرنج، فأخذها وسلمها إلى الفرنج.
وأما الحصر الثاني لدمشق، فإن أتابك لما سمع الخبر بحصر بانياس عاد إلى بعلبك ليدفع عنها من يحصرها، فأقام هناك، فلما عاد عسكر دمشق، بعد أن ملكوها وسلموها إلى الفرنج،فرق أتابك زنكي عسكره على الإغارة على حوران وأعمال دمشق، وسار هو جريدة مع خواصه، فنازل دمشق سحراً ولم يعلم به أحد من أهلها، فلما أصبح الناس ورأوا عسكره خافوا، وارتج البلد، واجتمع العسكر والعامة على السور وفتحت الأبواب وخرج الجند، والرجالة فقاتلوه، فلم يمكن زنكي عسكره من الإقدام في القتال لأن عامة عسكره تفرقوا في البلاد للنهب والتخريب، وإنما قصد دمشق لئلا يخرج منها عسكره إلى عسكرهم وهم متفرقون، فلما اقتتلوا ذلك اليوم قتل بينهم جماعة ثم أحجم زنكي عنهم وعاد إلى خيامه ورحل إلى مرج راهط، وأقام بنتظر عودة عسكره، فعادوا إليه وقد ملأوا أيديهم من الغنائم، لأنهم طرقوا البلاد وأهلها غافلون، فلما اجتمعوا عنده رحل بهم عائداً إلى بلادهم.
ذكر ملك زنكي شهرزور وأعمالها
في هذه السنة ملك أتابك زنكي شهرزور وأعمالها وما يجاورها من الحصون، وكانت بيد قفجاق بن أرسلان تاش التركماني، وكان حكمه نافذاً على قاضي التركمان ودانيهم، وكلمته لا تخالف، يرون طاعته فرضاً، فتحامى الملوك قصده، ولم يتعرضوا لولايته لهذا ولأنها منيعة كثيرة المضايق، فعظم شأنه وازداد جمعه، وأتاه التركمان من كل فج عميق.
فلما كان هذه السنة سير إله أتابك زنكي عسكراً، فجمع أصحابه ولقيهم فتصافوا واقتتلوا، فانهزم قفجاق واستبيح عسكره، وسار الجيش الأتابكي في أعقابهم فحصروا الحصون والقلاع فملكوها جميعها وبذلوا الأمان لقفجاق فصار إليهم، وانخرط في سلك العساكرولم يزلهو وبنوه في خدمة البيت الأتابكي على أحسن فضية إلى بعد سنة ستمائة بقليل وفارقوها.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة جرى بين أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله وبين الوزير شرف الدين علي بن طراد الزينبي منافرة، وسببها أن الوزير كان يعترض الخليفة في كل ما يأمر به، فنفر الخليفة من ذلك،فغضب الوزير، ثم خاف فقصد دار السلطان في سميرية، وقت الظهر، ودخل إليها واحتمى بها، فأرسل إليه الخليفة في العود إلى منصبه، فامتنع؛ وكانت الكتب تصدر باسمه، واستنيب قاضي القضاة الزينبي، وهو ابن عم الوزير، وأرسل الخليفة إلى السلطان رسلاً في معنى الوزير، فأرخص له السلطان في عزله، فحينئذ أسقط أسمه من الكتب، وأقام بدار السلطان؛ ثم عزل الزينبي من النيابة وناب سديد الدولة بن الأنباري.
وفيها قتل المقرب جوهر وهو من خدم السلطان سنجر، وكان قد حكم في دولته جميعها، ومن جملة أقطاعه الري، ومن جملة مماليكه العباس صاحب الري، وكان سائر عسكر السلطان سنجر يخدمونه ويقفون ببابه وكان قتله بيد الباطنية، وقف له جماعة منهم بزي النساء واستغثن به، فوقف يسمع كلامهم فقتلوه، فلما قتل جمع صاحبه عباس العساكر وقصد الباطنية، فقتل منهم وأكثر، وفعل بهم ما لم يفعله غيره، ولم يزل يغزوهم ويقتل منهم ويخرب بلادهم إلى أن مات.
وفيها زلزلت كنجة وغيرها من أعمال أذربيجان وأران إلا أن أشدها كان بكنجة فخرب منها الكثير وهلك عالم لا يحصون كثرة. قيل: كان الهلكى مائتي ألف وثلاثين ألف، وكان من جملة الهلكى ابنان لقرابسنقر صاحب البلاد، وتهدمت قلعة هناك لمجاهد الدين بهروز، وذهب له فيها من الذخائر والأموال الشيء الكثير. (5/18)
وفيها شرع مجاهد الدين في عمل النهروانات: سكر سكراً عظيما يرد الماء إلى مجراه الأول، وحفر مجرى الماء القديم، وخرق إليه مجراة تأخذ من ديالى ثم استحال بعد ذلك وجرى الماء ناحية السكر، وبقي السكر في البئر لا ينتفع به أحدا، ولم يتعرض أحد لرده إلى مجراه عند السكر إلى وقتنا هذا.
وفيها انقطع الغيث ببغداد والعراق، ولم يجيء غير مرة واحدة في آذار، ثم انقطع، ووقع الغلاء، وعدمت الأقوات بالعراق .
وفيها، في جمادى الأخرى، دخل الخليفة بفاطمة خاتون بنت السلطان مسعود، وكان يوم حملها إلى دار الخليفة يوماً مشهوداً، أغلقت بغداد عدة أيام وزينت وتزوج السلطان مسعود بابنة الخليفة المقتفي لأمر الله، وعقد عليها، واستقر أن يتأخر زفافها خمس سنين لصغرها؛ وفيها، في ربيع الأول، توفي القاضي أبو الفضل يحيى ابن قاضي دمشق المعروف بالزكي.


ثم دخلت سنة خمس وثلاثين وخمسمائة
ذكر مسير جهاردانكي إلى العراق

في هذه السنة أمر السلطان مسعود الأمير إسماعيل المعروف بجهاردانكي، والبقش كون خر، بالمسير إلى خوزستان وفارس وأذهما من بوزابة، وأطلق لهما نفقة على بغداد، فسار فيمن معهما إلى بغداد، فمنعهم مجاهد الدين بهروز من دخولها، فلم يقبلوا منه،فأرسل إلى المعابر فخسفها وغرقها، وجد في عمارة السور، وسد باب الظفرية وباب كلوازي، وأغلق باقي الأبواب، وعلق عليها السلاح وضرب الخيام للمقاتلة.
فلما علما بذلك عبرا بصرصر، وقصدا الحلة، فمنعا منها، فقصدا واسط، فخرج إليهما الأمير طرنطاي وتقاتلوا، فانهزم طرنطاي، ودخلوا واسط فنهبوها ونهبوا بلد فرسان والنعامية، وانضم طرنطاي إلى حماد بن أبي الخير صاحب البطيحة، ووافقهم عسكر البصرة، وفارق اسماعيل والبقش بعض عسكرهما وصارا مع طرنطاي، فضعف أولئك، فسار إلى تستر واستشفع إسماعيل إلى السلطان فعفا عنه.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة وصل رسول من السلطان سنجر، ومعه بردة النبي، صلى الله عليه وسلم، والقضيب، وكانا قد أخذا من المسترشد، فأعادهما الآن إلى المقتفي .
وفي هذه السنة توفي أتابك قراسنقر صاحب أذربيجان وأرانية بمدينة أردبيل، وكان مرضه السل، وطال به، وكان من مماليك الملك طغرل، وسلمت أذربيجان وأرانية إلى الأمير جاولي الطغرلي. وكان قراسنقر علا شأنه على سلطانه وخافه السلطان.
وفيها كان بين أتابك زنكي وبين داود سقمان، بن أرتق، صاحب حصن كيفا، حرب شديدة، وانهزم داود بن سقمان، وملك زنكي من بلاده قلعة بهمرد وأدركه الشتاء فعاد إلى الموصل.
وفيها ملك الإسماعلية حصن مصيات بالشام، وكان واليه مملوكاً لبني منقذ أصحاب شيزر، فاحتالوا عليه، ومكروا به حتى صعدوا إليه وقتلوه، وملكوا الحصن، وهو بأيديهم إلى الآن.
وفيها توفي سديد الدولة بن الأنباري واستوزر الخليفة بعده نظام الدين أبا نصر محمد بن محمد بن جهير، وكان قبل ذلك أستاذ الدار ز وفيها توفي يرنقش بازدار صاحب قزوين.
وفيها، في رجب، ظفر ابن الدانشمند، صاحب ملطية وغيرها من تلك النواحي، بجمع من الروم فقتلهم وغنم ما معهم.
وفيها، في رمضان، سارت طائفة من الفرنج بالشام إلى عسقلان ليغيروا على أعمالها، وهي لصاحب مصر، فخرج إليهم العسكر الذي بعسقلان فقاتلهم، فظفر المسلمون وقتلوا من الفرنج كثيراً، فعادوا منهزمين.
وفيها بنيت المدرسة الكمالية ببغداد، بناها كمال الدين أبو الفتوح بن طلحة صاحب المخزن، ولما فرغت درس فيها الشيخ أبو الحسن بن الخل، وحضره أرباب المناصب وسائر الفقهاء.
وفيها، في رجب، مات القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قاضي المارستان، وغيرها من علوم الأوائل، وهو أخر من ؛دث في الدنيا عن أبي إسحق البرمكي والقاضي أبي الطيب الطبري وأبي طالب العشاري وأبي محمد الجوهري وغيرهم.
وتوفي الإمام الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصفهاني عاشر ذي الحجة، ومولده سنة تسع وخمسين، وله التصانيف المشهورة.
وتوفي يوسف بن الحسن أبو يعقوب الهمذاني من أهل بروجرد، وسكن مرو، وتفقه على أبي إسحق الشيرازي، وروى الحديث واشتغل بالرياضيات والمجاهدات، ووعظ ببغداد، فقام إليه متفقه يقال له ابن السقاء وسأله وآذاه في السؤال فقال: اسكت، إني أشم فيك ريح الكفر! فسافر الرجل إلى بلد الروم وتنصر. (5/19)
وفيها مات أبو القاسم علي بن أفلح الشاعر المشهور.

This site was last updated 07/27/11