Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ست وسبعين ومائتين وسنة سبع وسبعين ومائتين وسنة ثمان وسبعين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة256 خلافة المعتمد
سنة257
سنة258 وسنة259
سنة260 وسنة261 وسنة262
سنة263 وسنة264
سنة265
سنة266
سنة267
سنة268
سنة269
سنة270
سنة271 وسنة272
Untitled 4850
سنة276 وسنة277 وسنة278

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة ست وسبعين ومائتين
في هذه السنة جعلت شرطة بغداد إلى عمروبن الليث، وكتب اسمه على الأعلام والترسة وغيرهأن وكان ذلك في شوال، ثم ترتب في الشرطة عبيد الله بن طاهر من قبل عمرو، ثم أمره بطرح اسم عمروعن الأعلام وغيرها في شوال من هذه السنة.
وفيهأن في منتصف شهر ربيع الأول، سار الموفق إلى بلاد الجبل، وسبب مسيره أن الماذرائي، كاتب أذكوتكين، أخبره أن له هناك مالاً عظيمأن وأنه إن سار معه أخذه جميعه، فسار إليه، فلم يجد المال، فلما لم يجد شيئاً سار إلى الكرج، ثم إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف، فتنحى أحمد عن البلد بجيشه وعياله، وترك داره بفرشها لينزلها الموفق إذا قدم.
وفيها استعمل الموفق بالله على أذربيجان ابن أبي الساج، فسار إليهأن فخرج إليه عبد الله بن الحسن الهمداني، صاحب مراغة، ليصدره عنهأن فحاربه، فانهزم عبد الله وحصر، وأخذت منه سنة ثمانين ومائتين، كما نذكره، واستقر ابن أبي الساج لعمله. (3/338)
وفيها توفي محمد بن حماد بن إسحاق بن حماد بن يزيد القاضي.
وفيها قتل عامل الموصل لاين كنداج إنساناً من الخوارج اسمه نعيم، فسمع هارون وتقدم الخوارج بذلك وهوبحديثه الموصل، فجمع أصحابه وسار إلى الموصل يريد حرب أهلهأن فنزل شرقي دجلة، فأرسل إليه أعيانهم ومقدموهم يسألونه ما الذي أقدمه؟ فذكر قتل نعيم؛ فقالوا: إمنا قتله عامل السلطان من غير اختيار منأن وطلبوا منه الأمان ليحضروا عنده يعتذرون، ويتبرئون من قتله، فأمنهم، فخرج إليه جماعة من أهل الموصل وأعيانهم، وتبرؤوا من قتله، فرحل عنهم.
وفيها عاد حجاج اليمن عن مكة، فنزلوا واديأن فأتاهم السيل فحملهم جميعهم وألقاهم في البحر.
وفيها توفي أبوقلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري، وكان يسكن بغداد.
وفيها ورد الخبر بانفراج تل من نهر البصرة، يعرف بتل شقيق، عن سبعة أقبر فيها سبعة أبدان صحيحة، والقبور في شبه الحوض من حجر في لون المسن، عليه كتاب لا يدري ما هو، وعليهم أكفان جدد ويفوح منها ريح المسك، أحدهم شاب له جمة وعلى شفتيه بلل كأنه قد شرب ماء، كأنه قد كحل، وبه ضربة في خاصرته.
وحج بالناس هارون بن محمد الهاشمي.
وفيها توفي أبومحمد عبد اله بن مسلم بن قتيبة، صاحب كتاب: أدب الكاتب، وكتاب المعارف، وهوكوفي، وإمنا قيل له الدينوري لأنه كان قاضيهأن وقيل مات سنة سبعين؛ وأبوسعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله اليشكري النحوي الراوية، وكان مولده سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وفيها توفي محمد بن علي أبوجعفر القصاب الصوفي، وهومن أقران السري وصحبه الجنيد كثيراً.


حوادث سنة سبع وسبعين ومائتين
في هذه السنة دعا بازمار بطرسوس لخماريه بن أحمد بن طولون.

وسبب ذلك أن خمارويه أنفذ إليه ثلاثين ألف دينار، وخمسمائة ثوب، وخمسمائة مطرف، وسلاحاً كثيرأن فلما وصل إليه دعا له، ثم وجه إليه بخمسين ألف دينار.
وفيهأن في شهر ربيع الآخر، كان بين وصيف خادم ابن أبي الساج والبرابرة أصحاب أبي الصقر قتنة، فاقتتلوأن فقتل بينهم جماعة؛ كان ذلك بباب الشام، فركب أبوالصقر ففرقهم.
وفيها ولي يوسف بن يعقوب المظالم، وأمر من ينادي: من كانت له مظلمة قبل الأمير الناصر لدين الله الموفق، أوأحد من الناس، فليحضر.
وفيهأن في شعبان، قدم بغداد قائد عظيم من قواد خمارويه بن أحمد بن طولون في جيش عظيم؛ وحج بالناس هارون بن محمد بن عيسى الهاشمي.
وفيها توفي أبوجعفر أحمد بن أبي المثنى الموصلي، وكان كثير الحديث، وهومن أهل الصدق والأمانة.
وفيها توفي أبوحاتم الرازي، واسمه محمد بن إدريس بن المنذر، وهومن أقران البخاري ومسلم.
ومات فيها يعقوب بن سفيان بن حوان السري، وكان يتشيع؛ ويعقوب ابن يوسف بن معقل الأموي، والد أبي العباس الأصم.
وفيها توفيت عريب المغنية المأمونية، وقيل إنها ابنة جعفر بن يحيى ابن خالد بن بمك، وكان مولدها سنة إحدى وثمانين ومائة.
وفيها توفي أبوسعيد الخراز، واسمه أحمد بن عيسى، وقيل سنة ست وثمانين، والأول أشبه بالصواب.
الخراز بالخاء المعجمة والراء والزاي.


حوادث سنة ثمان وسبعين ومائتين
ذكر الفتنة ببغداد

فيها كانت الحرب ببغداد بين أصحاب وصيف الخادم والبربر، وأصحاب موسى ابن أخت مفلح، أربعة أيام من المحرم، ثم أصطلحوأن وقد قتل بينهم جماعة، ثم وقع بالجانب الشرقي وقعة بين أصحابه يونس قتل فيها رجل، ثم انصرفوا.
ذكر وفاة الموفق
وفيها توفي أبوأحمد الموفق بالله بن المتوكل، وكان قد مرض في بلاد الجبل، فانصرف وقد اشتد به وجع النقرس، فلم يقدر على الركوب، فعمل على سرير عليه قبة، فكان يقعد عليه، وخادم له يبرد رجله بالأشياء الباردة، حتى إنه يضع عليها الثلج، ثم صارت علة برجله، داء الفيل، وهوورم عظيم يكون في الساق، يسيل منه ماء، وكان يحمل سريره أربعون رجلاً بالنوبة، فقال لهم يوماً: قد ضجرتم من حملي، بودي أن أكون كواحد منكم أحمل على رأسي، وآكل، وأنا في عافية.(3/339)
وقال في مرضه: أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق، ما أصبح فيهم أسوأ حالاً مني؛ فوصل إلى داره لليلتين خلتا من صفر، وشاع موته بعد انصرف أبي الصفر من داره، وكان تقدم بحفظ أبي العباس، فأغلقت عليه أبواب دون أبواب، وقوي الإرجاف بموته، وكان قد اعترته غشية، فوجه أبوالصقر إلى المدائن، فحمل منها المعتمد وأولاده، فجيء بهم إلى داره، ولم يسر أبوالصقر إلى دار الموفق.
فلما رأى غلمان الموفق الماثلون إلى أبي العباس والرؤساء من غلمان أبي العباس ما نزل بالموفق، كسورا الأقفال والأبواب المغلقة على أبي العباس، فلما سمع أبوالعباس ذلك ظن أنهم يريدون قتله، وأخذ سيفه بيده، وقال غلام عنده: واله لا يصلون إلي وفي شيء من الروح! فلما وصلوا إليه رأى في أولهم غلامه وصيفاً موشكير، فلما رآه ألقي السيف من يده، وعلم أنهم ما يريدون إلا الخير، فأخرجوه وأقعدوه عند أبيه، فلا فتح عينه رآه، فقربه وأدناه إليه.
وجمع أبوالصقر عنده القواد والجند، وقطع الجسرين، وحاربه قوم من الجانب الشرقي، فقتل بينهم قتلى، فلما بلغ الناس أن الموفق حي حضر عنده محمد بن أبي الساج، وفارق أبا الصقر، وتسلل القواد والناس عن أبي الصقر؛ فلما رأى أبوالصقر ذلك حضر هووابنه دار الموفق، فما قال له الموفق شيئاً مما جرى، فأقام في داره الموفق، فلما رأى المعتمد أنه بقي في الدار نزل هووبنوه وبكتمر، فركبوا زورقاً فلقيهم طيار لأبي ليلى بن عبد العزيز بن أبي دلف، فحمله فيه إلى دار علي بن جهشيار.
وذكر أعداء أبي الصقر أنه أراد أن يقرب إلى المعتمد بمال الموفق أسبابه، وأشاعوا ذلك عنه عند أصحاب الموفق، فنهبت دار أبي الصقر، حتى أخرجت نساؤه منها حفاة بغير أزر، ونهب ما يجاورها من الدور، وكسرت أبواب السجون وخرج من كان فيها.
وخلق الموفق على ابنه أبي العباس، وعلى أبي الصقر، وركبا جميعأن فمضى أبوالعباس إلى منزله، وأبوالصقر إلى منزله وقد نهب، فطلب حصيرة يقعد عليها عارية؛ فولى أبوالعباس غلامه بدراً الشرطة، واستخلف محمد بن غامن بن الشاة على الجانب الشرقي.
ومات الموفق يوم الأربعاء لثمان بقين من صفر من هذه السنة، ودفن ليلة الخميس بالرصافة، وجلس أبوالعباس للتعزية.
وكان الموفق عادلأن حسن السيرة، يجلس لمظالم وعنده القضاة وغيرهم، فينتصف الناس بعضهم من بعض، وكان عالماً بالأدب، والنسب، والفقه، وسياسة الملك، وغير ذلك.
قال يوماً: إن جدي عبد الله بن العباس قال: إن الذباب ليقع على جليسي فيؤذيني ذلك؛ وهذا نهاية الكرم، وأنا والله أرى جلسائي بالعين التي أرى بها إخواني، والله لوتهيأ لي أن أغير أسماءهم لنقلتها من الجلساء إلى الأصدقاء والإخوان.
وقال يحيى بن علي: دعا الموفق يوماً جلساءه، فسبقتهم وحدي، فلما رآني وحدي أنشد يقول:
واستصحب الأصحاب حتى إذا دنوا ... وملوا من الإدلاج جئتكم وحدي
فدعوت له، واستحسنت إنشاده في موضعه، وله محاسن كثيرة ليس هذا موضع ذكرها..

This site was last updated 07/15/11