Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ثلاث وسبعين ومائتين سنة أربع وسبعين ومائتين وسنة خمس وسبعين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة256 خلافة المعتمد
سنة257
سنة258 وسنة259
سنة260 وسنة261 وسنة262
سنة263 وسنة264
سنة265
سنة266
سنة267
سنة268
سنة269
سنة270
سنة271 وسنة272
Untitled 4850
سنة276 وسنة277 وسنة278

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة ثلاث وسبعين ومائتين
ذكر اختلاف بين ابن أبي الساج وابن كنداج والخطبة بالجزيرة لابن طولون

في هذه السنة فسد الحال بين محمد بن أبي الساج وإسحاق بن كنداج، وكانا متفقين في الجزيرة.
وسبب ذلك أن ابن أبي الساج نافر إسحاق في الأعمال، وأراد التقدم، وامتنع عليه إسحاق، فأرسل ابن أبي الساج إلى خمارويه بن احمد بن طولون، صاحب مصر، وأطاعه، وصار معه وخطب له بأعماله، وهي قنسرين، وسير ولده ديوداد إلى خمارويه رهينةً، فأرسل إليه خمارويه مالاً جزيلاً له ولقواده.
وسار خمارويه إلى الشام، فاجتمع هووابن أبي الساج ببالس، وعبر ابن أبي الساج الفرات إلى الرقة، فلقيه ابن كنداج، وجرى بينهما حرب انهزم فيها ابن كنداج، واستولى ابن أبي الساج على ما كان لابن كنداج، وعبر خمارويه الفرات ونزل الرافقة، ومضى إسحاق منهزماُ إلى قلعة ماردين، فحصره ابن أبي الساج، وسار عنها إلى سنجار، فأوقع بقوم من الأعراب، وسار ابن كنداج من ماردين نحوالموصل، فلقيه ابن أبي الساج ببرقعيد، فكمن كمينأن فخرجوا على ابن كنداج وقت القتال، فانهزم عنهأن وعاد إلى ماردين فكان فيها؛ وقوي ابن أبي الساج، وظهر أمره، واستولى على الجزيرة والموصل، وخطب لخمارويه فيها ثم لنفسه بعده.
ذكر وقعة بين عسكر ابن أبي الساج والشراة
لما استولى ابن أبي الساج على الموصل أرسل طائفة من عسكره مع غلامه فتح، وكان شجاعاً مقدماً عنده، إلى المرج من أعمال الموصل، فساروا إليهأن وجبوا الخراج منها.
وكان اليعقوبية الشراة بالقرب منه، فأرسل إليهم فهادنهم، وقال: إمنا مقامي بالمرج مدة يسيرة ثم أرحل عنه. فسكنوا إلى قوله وتفرقوأن فنزل بعضهم بالقرب من سوق الأحد، فأسرى إليهم فتح في السحر، فكبسهم وأخذ أموالهم، وانهزم الرجال عنه.
وكان باقي اليعقوبية قد خرجوا إلى أصحابهم الذين أوقع بهم فتح من غير أن يعلموا بالوقعة، فلقيهم المنهزمون من أصحابهم، فاجتمعوأن وعادوا إلى فتح فقاتلوه، وحملوا حملة رجل واحد، فهزموه وقتلوا من أصحابه ثماني مائة رجل، وكان أصحابه ألف رجل، فأفلت في نحومائة رجل، وتفرق مائة في القرى واختفوأن وعادوا إلى الموصل متفرقين، وأقاموا بها.
ذكر وفاة محمد بن عبد الرحمن
وولاية ابنه المنذر

في هذه السنة توفي محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي، صاحب الأندلس، لخ صفر، وكان عمره نحواً من خمس وستين سنة، وكانت ولايته أربعاً وثلاثين سنة وأحد عشر شهراً، وكان أبيض، مشرباً بحمرة، ربعة، أوقص، يخضب بالحناء والكتم، وخلف ثلاثة وثلاثين ولداً ذكورأن وكان ذكيأن فطناً بالأمور المشتبهة متعانياً منها.
ولما مات ولي بعده ابنه المنذر بن محمد، بويع له بعد موت أبيه لثلاث ليال، وأطاعه الناس، وأحسن إليهم.
ذكر عدة حوادث (3/335)
وفيها أيضاً وقعة بالرقة في جمادى الأولى بين إسحاق بن كنداجيق وبين محمد بن أبي الساج، فانهزم إسحاق، ثم كانت بينهما وقعة أخرى في ذي الحجة فانهزم إسحاق أيضاً.
وفي هذه السنة وثب أولاد ملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملك أحدهم بعده.
وفيها قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون الذي كان قدم عليه بالأمان حين كان يقاتل الزنج بالبصرة، ولما قبضه قيده، وضيق عليه، وأخذ منه أربع مائة ألف دينار، فكان لؤلؤ يقول: ليس لي ذنب إلا كثرة مالي؛ ولم تنزل أموره في إدبار إلى أن افتقر ولم يبق له شيء، ثم عاد إلى مصر في آخر أيام هارون بن خمارويه، فريداً وحيدأن بغلام واحد، فكان هذا ثمرة العقل السخيف وكفر الإحسان.
وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق.
وفيها ثار السودان بمصر، وحصروا صاحب الشرطة، فسمع خمارويه ابن أحمد بن طولون الخبر، فركب، وفي يده سيف مسلول، وقصد دار صاحب الشرطة، وقتل كل من لقيه من السودان، فانهزموا منه، وأكثر القتل فيهم، وسكنت مصر وأمن الناس.
وفيها مات أبوداود سليمان بن الأشعث السجستاني، صاحب كتاب السنن، ومحمد بن زيد بن ماجة القزويني، وله أيضاً كتاب السنن، وكان عاقلأن إماماً عالماً؛ وتوفي الفتح بن شحرق أبوداود الكشي الصوفي، وكان موته ببغداد، وهومن أصحاب الأحوال الشريفة؛ وتوفي حنبل بن إسحاق.


حوادث سنة أربع وسبعين ومائتين
ذكر الحرب بين عسكر عمرو بن الليث وبين عسكر الموفق

في هذه السنة سار الموفق إلى فارس لحرب عمروبن الليث الصفار، فبلغ الخبر إلى عمرو، فسير العباس بن إسحاق في جمع كبير من العسكر إلى سيراف، وأنفذ ابنه محمد بن عمروإلى أرجان، وسير أبا طلحة شركب، صاحب جيشه، على مقدمته، فاستأمن أبوطلحة إلى الموفق، وسمع عمروذلك، فتوقف عن قصد الموفق.
ثم إن أبا طلحة عزم على العود إلى عمرو، فبلغ الموفق خبره فقبض عليه بقرب شيراز، وجعل ماله لابنه المعتضد أبي العباس، وسار يطلب عمرأن فعاد عمروإلى كرمان، ومنها إلى سجستان على المفازة، فتوفي ابنه محمد بالمفازة، ولم يقدر الموفق على اخذ كرمان وسجستان من عمروفعاد عنه.
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة غزا بازمار، فأوغل في أرض الروم فأوقع فيها بكثير من أهلهأن وقتل وغمن، وسبى وأسر، وعاد سالماً إلى طرسوس.
وفيها دخل صديق الفرغاني دور سامرا فنهبهأن وأخذ أموال التجار منها وأفسد؛ وكان صديق هذا يحفر الطريق ويحميه، ثم صار يقطعه.
وحج بالناس هارون بن محمد.
وفيها توفي أبوالعباس بن الكبش بن المتوكل، وكان قد حبسه أخوه المعتمد ثم أطلقه.
وفيها توفي الحسن بن مكر، وعلي بن عبد الحميد الواسطي.
وفيها جمع إسحاق بن كنداج جمعاً كثيراً وسار نحوالشام، فبلغ الخبر خمارويه، فسار إليه وقد عبر الفرات، فالتقيأن وجرى بين الطائفتين قتال شديد، انهزم فيه إسحاق هزيمة عظيمة لم يرده شيء، حتى عبر الفرات وتحصن بهأن وسار خمارويه إلى الفرات، فعمل جسرأن فلما علم إسحاق بذلك سار من هناك إلى قلاع له قد أعدها وحصنهأن وأرسل إلى خماريه يخضع له، ويبذل له الطاعة في جميع ولايته، وهي الجزيرة وما والاهأن فأجابه إلى ذلك.
وصالحه ابن أبي الساج، وجمع جمعاً كثيرأن وسار نحوالشام قاصداً منازعة خمارويه حيث كان أبعد إلى مصر، فبلغ الخبر خمارويه، فخرج عن مصر في عساكره، فالتقيا في البثينة من أعمال دمشق، فاقتتلا قتالاً عظيمأن فانهزم ابن أبي الساج، وعاد منهزماً حتى عبر الفرات، فأحضر خمارويه ولد ابن أبي الساج، وكان رهينة عنده، فخلع عليه، وسيره إلى أبيه، وعاد إلى مصر.


حوادث سنة خمس وسبعين ومائتين
ذكر الاختلاف بين خمارويه وابن أبي الساج

قد ذكرنا اتفاق ابن أبي الساج وخمارويه بن طولون، وطاعة ابن أبي الساج له، فلما كان الآن خالف ابن أبي الساج على خمارويه، فسمع خمارويه الخبر، فسار عن مصر في عساكره نحوالشام، فقدم إليه آخر سنة أربع وسبعين، فسار أبن أبي الساج إليه، فالتقوا عند ثنية العقاب بقرب دمشق، واقتتلوا في المحرم من هذه السنة، وكان القتال بينهمأن فانهزمت ميمنة خمارويه وأحاط باقي عسكره بابن أبي الساج ومن معه، فمضى منهزماً واستبح معسكره، وأخذت الأثقال والدواب وجميع ما فيه. (3/336)
وكان قد خلف بحمص شيئاً كثيرأن فسير إليه خمارويه قائداً في طائفة من العسكر جريدة، فسبقوا ابن أبي الساج إليهأن ومنعوه من دخولها والاعتصام بهأن واستولوا على ما له فيهأن فمضى ابن أبي الساج منهزماً إلى حلب، ثم منها إلى الرقة، فتبعه خمارويه، ففارق الرقة، فعبر خمارويه الفرات، وسار في أثر ابن أبي الساج، فوصل خمارويه إلى مدينة بلد، وكان قد سبقه ابن أبي الساج إلى الموصل.
فلما سمع ابن أبي الساج بوصوله إلى بلد سار عن الموصل إلى الحديثة، وأقام خمارويه ببلد، وعمل له سريراً طويل الأرجل، فكأنه يجلس عليه في دجلة، هكذا ذكر أبوزكرياء يزيد بن إياس الأزدي الموصلي صاحب تاريخ الموصل: أن خمارويه وصل إلى بلد؛ وكان إماماً فاضلاً عالماً بما يقول وهويشاهد الحال.
ذكر الحرب بين ابن كنداج وابن أبي الساج
لما انهزم ابن كنداج من ابن أبي الساج، كما ذكرناه، أقام إلى أن انهزم ابن أبي الساج من خمارويه، فلما وافى خمارويه بلداً أقام بهأن وسير مع إسحاق بن كنداج جيشاً كثيرأن وجماعة من القواد، ورحل يطلب ابن أبي الساج، فمضى بين يديه وابن كنداج يتبعه إلى تكريت، فعبر ابن أبي الساج دجلة، وأقام ابن كنداج، وجمع السفن ليعمل جسراً يعبر عليه، وكان يجري بين الطائفتين مراماة.
وكان ابن أبي الساج في نحوألفي فارس، وابن كنداج في شعرين ألفأن فلما رأى ابن أبي الساج اجتماع السفن سار عن تكريت إلى الموصل ليلأن فوصل إليها في اليوم الرابع، فنزل بظاهرها عن الدير الأعلى، وسار ابن كنداج يتبعه، فوصل إلى العزيق، فلما سمع ابن أبي الساج خبره سار إليه، فالتقوأن واقتتلوا عند قصر حرب، فاشتد القتال بينهم، وصبر محمد بن أبي الساج صبراً عظيمأن لأنه كان في قلة، فنصره الله، وانهزم ابن كنداج وجميع عسكره، ومضى منهزماً.
وكان أعظم الأسباب في هزيمته بغيه، فإنه لما قيل له: إن ابن أبي الساج قد أقبل نحوك من الموصل ليقاتلك، قال: أستقبل الكلب! فعد الناس هذا بغياً وخافوا منه، فلما انهزم، وسار إلى القة، تبعه محمد إليهأن وكتب إلى أبي أحمد الموفق يعرفه ما كان فيه، ويستأذنه في عبور الفرات إلى الشام، بلاد خمارويه، فكتب إليه الموفق يشكره، ويأمره بالتوقف إلى أن تصله الإمداد من عنده.
وأما ابن كنداج فإنه سار إلى خمارويه، فسير معه جيشأن فوصلوا إلى الفرات، فكان إسحاق بن كنداج، وابن أبي الساج بالرقة، ووكل بالفرات من يمنع من عبورهأن فبقوا كذلك مدة.
ثم إن ابن كنداج سير طائفة من عسكره، فعبروا الفرات في غير ذلك الموضع، وساروا فلم تشعر طائفة عسكر ابن أبي الساج، وكانوا طليعة، إلا وقد أوقعوا بهم، فانهزموا من عسكر إسحاق إلى الرقة، فلما رأى ابن أبي الساج ذلك سار عن الرقة إلى الموصل، فلما وصل إليها طلب من أهلها المساعدة بالمال، وقال لهم: ليس بالمضطر مروءة؛ فأقام بها نحوشهر، وانحدر إلى بغداد، فاتصل بأبي أحمد الموفق في ربيع الأول من سنة ست وسبعين ومائتين، فاستصحبه معه إلى الجبل، وخلع عليه، ووصله بمال، وأقام ابن كنداج بديار ربيعة وديار مضر من أرض الجزيرة.
ذكر الحرب بين الطائي وفارس العبدي
وفيها ظهر فارس العبدي في جمع، فأخاف السبيل، وسار إلى دور سامرا ونهب، فسار إليه الطائي مقاتلأن فهزمه الطائي، وأخذ سواده، ثم سار الطائي إلى دجلة ليعبرهأن فدخل طيارة له، لأدركه بعض أصحاب فارس، فتعلقوا بكوثل الطيارة، فرمى الطائي نفسه في الماء وسبح، فلما خرج منه نفض لحيته وقال: أيش ظن العبدي؟ أليس أنا أسبح من سمكة؟ ثم نزل الطائي السن والعبدي بإزائه، وقال علي بن بسام في الطائي:
قد أقبل الطائي ما أقبلا ... يفتح في الأفعال ما أجملا
كأنه من لين ألفاظه ... صبية تمضع جهد البلا
وجهد البلا ضرب من النافط يتعلك.
وفيها قبض الموفق على الطائي وقيده، وختم على كل شيء له، وكان يلي الكوفة وسوادهأن وطريق خراسان، وسامرأن والشرطة ببغداد، وخراج بادوريأن وقطربل، ومسكن.
ذكر قبض الموفق على ابنه المعتضد بالله
في هذه السنة، في شوال، قبض الموفق على ابنه المعتضد بالله أبي العباس أحمد. (3/337)
وسبب ذلك أن الموفق دخل إلى واسط ونزل بهأن ثم عاد إلى بغداد، وتخلف المعتمد على اله بالمدائن، وأمر الموفق ابنه أن يسير إلى بعض الوجوه، فقال: لا أخرج إلا إلى الشام لأنها الولاية التي ولانيها أمير المؤمنين. فلما امتنع عليه أمر بإحضاره، فلما حضر أمر بعض خدمه أن يحبسه في حجرة في داره، فلما قام المعتضد تقدم إليه الخادم وأمره بدخول تلك الدار، فدخل ووكل بع فيها.
وثار القواد من أصحابه ومن تبعهم وركبوأن واضطربت بغداد لما رأوا السلاح والقواد، فركب الموفق إلى الميدان وقال لهم: ما شأنكم؟ أترون أشفق على ولدي مني، وقد احتجت إلى تقويمه! فانصرفوا.
في هذه السنة سار الطائي إلى سامرا بسب صديق، فراسله وأمنه، ودخل سامرا في جماعة من أصحابه، فأخذهم الطائي وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف،وحملهم إلى بغداد.
وفيها غزا بازمار في البحر، فغمن من الروم أربعة مراكب.
ذكر استيلاء رافع بن هرثمة على جرجان
في هذه السنة سار رافع بن هرثمة إلى جرجان، فأزال عنها محمد بن زيد، وسار محمد إلى استراباذ، فحصره فيها رافع، وأقام عليه نحوسنتين، فغلت الأسعار بحيث لم يوجد ما يؤكل، وبيع وزن درهم ملح بدرهمين فضة، وفارقها محمد بن زيد ليلاً في نفر يسير إلى سارية، فسير إليه رافع عسكرأن فتحاربأن وسار محمد عن سارية وعن طبرستان، وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين، واستأمن رستم بن قارن إلى رافع بطبرستان، فصاهره ابن قوله.
وقدم على رافع، وهوبطبرستان، علي بن الليث، وكان قد حبسه أخوه عمروبكرمان، فاحتال حتى تخلص هووابناه المعدل والليث، وأنفذ رافع إلى شالوس محمد بن هارون نائباً عنه، فأتاه بها علي بن كالي مستأمنأن فأتاهما محمد بن زيد وحصرهما بشالوس، وأخذ الطريق عليهمأن فلم يصل منهما إلى رافع خبر، فلما تأخر خبرهما عنه أرسل جاسوساً يأتيه بأخبارهمأن فعاد إليه فأخبره بحصر محمد بن زيد إياهما بشالوس، فعظم عليه، وسار إليهمأن فرحل عنهما محمد بن زيد إلى أرض الديلم، فدخل رافع خلفه أرض الديلم فخرقها حتى اتصل بحدود قزوين، وعاد إلى الري، وأقام بها إلى أن توفي الموفق في رجب سنة ست وسبعين ومائتين.
ذكر وفاة المنذر بن محمد الأموي
وفيها في المحرم توفي المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي، صاحب الأندلس، وقيل في صفر، وكانت ولايته سنة واحدة وأحد عشر شهراً وعشرة أيام، وكان عمره نحواً من ست وأربعين سنة.
وكان أسمر طويلاً بوجهه أثر جدري، جعدأن كث اللحية، وخلف ستى ذكرو، وكان جواداً يصل الشعراء ويحب الشعر.
ولما توفي بويع أخوه عبد اله بن محمد، بويع له يوم موت أخيه، وكنيته أبومحمد، أمه أم ولد اسمها عشار توفيت قبل ابنها بسنة، وفي أيامه امتلأت الأندلس بالفتن، وصار في كل جهة متغلب، ولم تزل كذلك طول ولايته.
ذكر عدة حوادث
وفيها توفي أبوبكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروروذي، وهوصاحب أحمد بن حنبل؛ وعبد الله بن يعقوب بن إسحاق العطار الموصلي التميمي، وكان كثير الحديث والرواية، وكان معدلاً عند الحكام.
وفيها توفي أبوسعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله البكري النحوي الغوي المشهور، صاحب التصانيف، وقيل توفي سنة سبعين، والأول أصح.

This site was last updated 07/15/11