Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة ثمان وستين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة256 خلافة المعتمد
سنة257
سنة258 وسنة259
سنة260 وسنة261 وسنة262
سنة263 وسنة264
سنة265
سنة266
سنة267
سنة268
سنة269
سنة270
سنة271 وسنة272
Untitled 4850
سنة276 وسنة277 وسنة278

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة ثمان وستين ومائتين
ذكر أخبار الزنج

في هذه السنة في المحرم خرج إلى الموفق من قواد الخبيث جعفر بن إبراهيم المعروف بالسحان، وكان من ثقات الخبيث، فاتاع لذلك، وخلع عليه الموفق، وأحسن إليه، وحمله في سميرية إلى إزاء قصر الخبيث، فكلم الناس من أصحابه، وأخبرهم أنهم في غرور، وأعلمهم بما وقف عليه من كذب الخبيث وفجوره، فاستأمن في ذلك اليوم خلق كثير من قواد الزنج وغيرهم، فاحسن إليهم الموفق، وتتابع الناس في طلب الأمان.
ثم أقام الموفق لا يحارب ليريح أصحابه إلى شهر ربيع الآخر، فلما انتصف ربيع الآخر قصد الموفق إلى مدينة الخبيث، وفرق قواده على جهاتهأن وجعل مع كل طائفة منهم من النقابين جماعة لهدم السور، وتدم إلى جميعهم أن لا يزيدوا على هدم السور، ولا يدخلوا المدينة، وتقدم إلى الرماة أن يحموا بالسهام من يهدم السور وينقبه، فتقدموا إلى المدينة من جهاتها وقابلوهأن فوصلوا إلى السور، وثلموه في مواضع كثيرة.(3/317)
ودخل أصحاب الموفق من جميع تلك الثلم، وجاء أصحاب الخبيث يحاربونهم، فهزمهم أصحاب الموفق وتبعوهم حتى أوغلوا في طلبهم، فاختلفت بهم طرق المدينة، فبلغوا أبعد من الموضع الذي وصلوا إليه في المرة الأولى، وأحرقوأن وأسروأن وتراجع الزنج عليهم، وخرج الكمناء من مواضع يعرفونها ويجهلها الآخرون، فتحيروأن ودافعوا عن أنفسهم، وتراجعوا نحودجلة بعد أن قتل منهم جماعة، وأخذ الزنج أسلابهم.
ورجع الموفق إلى مدينته، وأمر بجمعهم، فلامهم على مخالفة أمره، والإفساد عليه من رأيه وتدبيره، وأمر بإحصاء من فقد، وأقر ما كان لهم من رزق على أولادهم وأهليهم، فحسن ذلك عندهم وزاد في صحة نياتهم.
ذكر الوقعة بين المعتضد والأعراب
وفي هذه السنة أوقع أبوالعباس أحمد بن الموفق، وهوالمعتضد بالله، بقوم من الأعراب كانوا يحملون الميرة إلى عسكر الخبيث، فقتل منهم جماعة، وأسر الباقين، وغمن ما كان معهم، وأرسل إلى البصرة من أقام بها لأجل قطع الميرة.
وسير الموفق رشيقأن مولى أبي العباس، فأوقع بقوم من بني تميم كانوا يجلبون الميرة إلى الخبيث، فقتل أكثرهم، وأسر جماعة منهم، فحمل الأسرى والرؤوس إلى الموفقية، فأمر بهم الموفق، فوقفوا بإزاء عسكر الزنج، وكان فيهم رجل يسفر بين صاحب الزنج والأعراب بجلب الميرة، فقطعت يده ورجله، وألقي في عسكر الخبيث، وأمر بضرب أعناق الأسارى، وانقطعت الميرة بذلك عن الخبيث بالكلية، فأضر بهم الحصار، وأضعف أبدانهم، فكان يسال الأسير والمستأمن عن عهده بالخبز فيقول: عهدي ه منذ زمان طويل.
فلما وصلوا إلى هذا الحال رأى الموفق أن يتابع عليهم الحرب ليزيدهم ضراً وجهدأن فكثر المستأمنون في هذا الوقت، وخرج كثير من أصحاب الخبيث، فتفرقوا في القرى والأنهار البعيدة في طلب القوت، فبلغ ذلك الموفق، فأمر جماعة من قواد غلمانه السودان بقصد تلك المواضع ودعوة من بها إليه، فمن أبى قتلوه، فقتلوا نهم خلقاً كثيراً وأتاه أكثر منهم.
فلما كثر المستأمنون عند الموفق عرضهم، فمن كان ذا قوة وجلد أحسن إليه وخلطهم بغلمانه، ومن كان منهم ضعيفأن أوشيخأن أوجريحاً قد أزمنته الجراحة كساه، وأعطاه دراهم، وأمر به أن يحمل إلى عسكر الخبيث فيلقى هناك، ويؤمر بذكر ما رأى من إحسان الموفق إلى من صار إليه، وأن ذلك رأيه فيهم، فتهيأ له بذلك ما أراد من استمالة أصحاب الخبيث.
وجعل الموفق وابنه أبوالعباس يلازمان قتال الخبيث تارة هذا وتارة هذأن وجرح أبوالعباس ثم برأ.
وكان من جملة من قتل من أعيان قواد الخبيث: بهبود بن عبد الوهاب، وكان كثير الخروج في السميريات، وكان ينصب عليها أعلاماً تشبه أعلام الموفق، فإذا رأى من يستضعفه أخذه وأخذ من ذلك مالاً جزيلأن فواقعه في بعض خرجاته أبوالعباس، فأفلت بعد أن أشفى على الهلاك، ثم إنه خرج مرة أخرى فرأى سميرية فيها بعض أصحاب أبي العباس، فقصدها طامعاً في أخذهأن فحاربه أهلهأن فطعنه غلام من غلمان أبي العباس في بطنه فسقط في الماء، فأخذه أصحابه، فحملوه إلى عسكر الخبيث، فمات قبل وصوله، فأراح الله المسلمين من شره.
وكان قتله من أعظم الفتوح، وعظمت الفجيعة على الخبيث وأصحابه، واشتد جزعهم عليه، وبلغ الخبر الموفق بقتله، فأحضر ذلك الغلام، فوصله، وكساه، وطوقه، وزاد في أرزاقه، وفعل بكل من كان معه في تلك السميرية نحوذلك؛ ثم ظفر الموفق بالدوابني وكان ممايلاً لصاحب الزنج.
ذكر أخبار رافع بن هرثمة
لما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني، على ما ذكرناه، وكان قتله هذه السنة، اتفق أصحابه على رافع بن هرثمة فولوه أمرهم.
وكان رافع هذا من أصحاب محمد بن طاهر بن عبد اله بن طاهر، فلما استولى يعقوب بن الليث على نيسابور، وأزال الطاهرية، صار رافع في جملته، فلما عاد يعقوب إلى سجستان صحبه رافع؛ وكان طويل الحية، كريه الوجه، قليل الطلاقة، فدخل يوماً على يعقوب، فلما خرج من عنده قال: أنا لا أميل إلى هذا الرجل، فليلحق بما شاء من البلاد؛ فقيل له ذلك، ففارقه وعاد إلى منزله بتامين، وهي من باذغيس، وأقام به إلى أن استقدمه الخجستاني، على ما ذكرناه، وجعله صاحب جيشه.(3/318)
فلما قتل الخجستاني اجتمع الجيش عليه، وهوبهراة، فأمروه كما ذكرناه، وسار رافع من هراة إلى نيسابور، وكان أبوطلحة بن شركب قد وردها من جرجان، فحصره فيها رافع وقطع الميرة عنه وعن نيسابور، فاشتد الغلاء بها ففارقها أبوطلحة، ودخلها رافع فأقام بها وذلك سنة تسع وستين ومائتين، فسار أبوطلحة إلى مرو، وولى محمد بن مهتدي هراة، وخطب لمحمد ابن طاهر بمرووهراة، فقصده عمروبن الليث، فحاربه، فهزمه، واستخلف عمروبمرومحمد بن سهل بن هاشم، وعاد عنهأن وخرج شركب إلى بيكند، واستعان بإسماعيل بن أحمد الساماني، فأمده بعسكره، فعاد إلى مرو، فأخرج عنها محمد بن سهل، وأغار على أهل البلد، وخطب لعمروبن الليث، وذلك في شعبان سنة إحدى وسبعين.
وقلد الموفق تلك السنة أعمال خراسان محمد بن طاهر، وكان ببغداد، فاستخلف محمد على أعماله رافع بن هرثمة، ما خلا ما وراء النهر فإنه أقر عليه نصر بن أحمد، ووردت كتب الموفق إلى خراسان بذلك، وبعزل عمروبن الليث ولعنه، فسار رافع إلى هراة وبها محمد بن مهتدي، خليفة أبي طلحة شركب، فقتله يوسف بن معبد وأقام بهراة، فلما وافاه رافع استأمن إله يوسف فأمنه، وعفا عنه، فاستعمل على هراة مهدي بن محسن، فاستمد رافع إسماعيل بن أحمد، فسار إليه بنفسه في أربعة آلاف فارس، واستقدم رافع أيضاً علي بن الحسين المروروذي، فقدم عليه، فساروا بأجمعهم إلى شركب، وهوبمرو، فحاربوه فهزموه، وعاد إسماعيل إلى محازل وذلك سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فسار شركب إلى هراة، فطابقه مهدي وخالف رافعأن فقصدهما رافع فهزمهما.
وأما شركب فإنه لحق بعمروبن الليث؛ وأما مهدي فإنه اختفى في سرب، فدل عليه رافع، فأخذه وقال له: تباً لك يا قليل الوفاء! ثم عفا عنه وخلى سبيله، وسار رافع إلى خوارزم سنة اثنتين وسبعين فجبى أموالها ورجع إلى نيسابور.
ذكر الحوادث بالأندلس وبإفريقية
في هذه السنة سير محمد بن عبد الرحمن، صاحب الأندلس، جيشاً مع ابنه المنذر إلى المخالفين عليه، فقصد مدينة سرقسطة، فأهلك زرعهأن وخرب بلدهأن وافتتح حصن روطة، فأخذ منه عبد الواحد الروطي، وهومن أشجع أهل زمانه، وتقدم إلى دير تروجة، وبلد محمد بن مركب بن موسى، فهتكا بالغارة، وقصد مدينة لاردة وقرطاجنة فكان فيها إسماعيل بن موسى، فحاربه، فأذعن إسماعيل بالطاعة، وترك الخلاف وأعطى رهائنه على ذلك، وقصد مدينة أنقرة وهي للمشركين، فافتتح هنالك حصوناً وعاد.
وفيها أوقع إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بأهل بلد الزاب، وكان قد حضر وجوههم عنده، فأحسن إليهم، ووصلهم، وكساهم، وحملهم، ثم قتل أكثرهم، حتى الأطفال، وحملهم على العجل إلى حفرة فألقاهم فيها.
وفيها سارت سرية بصقلية مقدمها رجل يعرف بأبي الثور، فلقيهم جيش الروم، فأصيب المسلمون كلهم غير سبعة نفر، وعزل الحسن بن العباس عن صقلية، ووليها محمد بن الفضل، فبث السرايا في كل ناحية من صقلية وخرج هوفي حشد وجمع عظيم، فسار إلى مدينة قطانية فأهلك زرعهأن ثم رحل إلى أصحاب الشلندية فقاتلهم، فأصاب فيهم فأكثر القتل، ثم رحل إلى طبرمين فافسد زرعهأن ثم رحل فلقي عساكر الروم، فاقتتلوأن فانهزم الروم، وقتل أكثرهم فكانت عدة القتلى ثلاثة آلاف قتيل، ووصلت رؤوسهم إلى بلرم.
ثم سار المسلمون إلى قلعة كان الروم بنوها عن قريب، وسموها مدينة الملك، فملكها المسلمون عنوة، وقتلوا مقاتليهأن وسبوا من فيها.
ذكر عدة حوادث
فيها سار عمروبن الليث إلى فارس لحرب عاملها محمد بن الليث عليهأن فهزمه عمرو، واستباح عسكره، ونجا محمد، ودخل عمرواصطخر فنهبها وأصحابه، ووجه في طلب محمد، فظفر به، وأخذه أسيرأن ثم سار إلى شيراز فأقام بها.
وفيها زلزلت بغداد في ربيع الأول، ووقع بها أربع صواعق.
وفيها زحف العباس بن أحمد بن طولون لحرب أبيه فخرج إليه أبوه إلى الاسكندرية، فظفر به، ورده إلى مصر، فرجع معه إليهأن وقد تقدم خبره سابقاً.
وفيها أوقع أخوشركب بالخجستاني واخذ أمه.
وفيها وثب ابن شبث بن الحسين، فأسر عمر بن سيما عامل حلوان.(3/319)
وفيها انصرف أحمد بن أبي الأصبع من عند عمروبن الليث، وكان عمروقد أنفذه إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف، فقدم معه بمال، فأرسل عمروإلى الموفق من المال ثلاثمائة ألف دينار، وخمسين مناص مسكأن وخمسين مناً عنبرأن ومائتي من عود، وثلثمائة ثوب وشي، وآنية ذهب وفضة، ودواب، وغلماناً بقيمة مائتي ألف دينار.
وفها ولي كيغلغ الخليل بن رمال حلوان، فنالهم بالمكاره بسبب عمر ابن سيمأن وأخذهم بجزيرة ابن شبث، وضمنوا له خلاص عمر وإصلاح ابن شبث.
وفيها كانت وقعة بين أذكوتكين بن أساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز ابن أبي دلف، فهزمه أذكوتكين، وغلبه على قم.
وفيها وجه عمروبن الليث قائداً بأمر أبي احمد إلى محمد بن عبيد الله الكردي، فأسره القائد وحمله إليه.
وفيها في ذي القعدة، خرج بالشام رجل من ولد عبد الملك بن صالح الهاشمي يقال له بكار بين سلمية وحلب وحمص، فدعا لأبي أحمد، فحاربه ابن عباس الكلابي، فانهزم الكلابي، فوجه إليه لؤلؤ صاحب ابن طولون قائداً يقال له يوذر في عسكر، فرجع وليس معه كبير أمر.
وفيها اظهر لؤلؤ الخلاف على مولاه أحمد بن طولون.
وفيها قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني في ذي الحجة، قتله غلام له.
وفيها قتل أصحاب أبي الساج محمد بن علي بن حبيب اليشكري بالقرية، بناحية واسط، ونصب رأسه ببغداد.
وفيها حارب محمد بن كيجور علي بن الحسين كفتمر، فأسر ككفتمر، ثم أطلقه، وذلك في ذي الحجة.
وفيها سار أبوالمغيرة المخزومي إلى مكة، وعاملها هارون بن محمد الهاشمي، فجمع هارون جمعاً احتمى بهم، فسار المخزومي إلى مشاش فغور ماءهأن وإلى جدة فنهب الطعام، وأحرق بيوت أهلهأن فصار الخبز بمكة: أوقيتان بدرهم.
وفيها خرج ملك الروم المعروف بابن الصقلبية، فنازل ملطية، فأعانهم أهل مرعش والحدث، فانهزم ملك الروم.
وغزا الصائفة، من ناحية الثغور الشامية، الفرغاني، عامل ابن طولون، فقتل من الروم بضعة عشر ألفاً، وغمن الناس، فبلغ السهم أربعين ديناراً.
وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمي، وابن أبي الساج على الأحداث والطريق.
وفيها مات محمد بن عبد الله بين عبد الحكم، والبصري، الفقيه المالكي، وكان قد صحب الشافعي، وأخذ عنه العلم.

This site was last updated 07/15/11