Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

سنة خمس وستين ومائتين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة256 خلافة المعتمد
سنة257
سنة258 وسنة259
سنة260 وسنة261 وسنة262
سنة263 وسنة264
سنة265
سنة266
سنة267
سنة268
سنة269
سنة270
سنة271 وسنة272
Untitled 4850
سنة276 وسنة277 وسنة278

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة خمس وستين ومائتين
ذكر أخبار الزنج

في هذه السنة كانت وقعة بين أحمد بن ليثويه وبين سليمان بن جامع والزنج بناحية جنبلاء.
وكان سببها أن سليمان كتب إلى الخبيث يخبره بحال نهر يسمى الزهري، ويسأله أن يأذن في عمله، فإنه متى أنفذه تهيأ له حمل ما في جنبلاء وسواد الكوفة، فأنفذ إليه نكرويه لذلك، وأمره بمساعدته، والنفقة على عمل النهر، فمضى سليمان فيمن معه وأقام بالشريطة نحواً من شهر، وشرعوا في عمل النهر.
وكان أصحاب سليمان، في أثناء ذلك، يتطرقون ما حولهم، فواقعه أحمد ابن ليثويه، وهوعامل الموفق بجنبلاء، فقتل من الزنوج نيفاً وأربعين قائدأن ومن عامتهم ما لا يحصى كثرة، وأحرق سفنهم، فمضى سليمان مهزوماً إلى طهثا.
وفيها سار جماعة من الزنوج في ثلاثين سميرية إلى جبل، فأخذوا أربع سفن فيها طعام وانصرفوا.
وفيها دخل الزنج النعمانية فأحرقوهأن وسبوأن وساروا إلى جرجرايأن ودخل أهل السواد بغداد.
ذكر استعمال مسرور البلخي على الأهواز وانهزام الزنج منه
وفيها استعمل الموفق مسروراً البلخي على كور الأهواز، فولى مسرور ذلك تكين البخاري، فسار إليها تكين، وكان علي بن أبان والزنج قد احاطوا بتستر، فخاف أهلهأن وعزموا على تسليمها إليهم، فوافاهم في تلك الحال تكين البخاري، فواقع علي بن أبان قبل أن ينزع ثيابه، فانهزم علي والزنج، وقتل منهم كثير، وتفرقوأن ونزل تيكن بتستر؛ وهذه الوقعة تعرف بوقعة باب كورك، وهي مشهورة. (3/304)
ثم إن علياً قدم عليه جماعة من قواد الزنج، فأمرهم بالمقام بقنطرة فارس، فهرب منهم غلام رومي إلى تكين، وأخبره بمقامهم بالقنطرة، وتشاغلهم بالنبيذ، وتفرقهم في جمع الطعام، فسار تكين إليهم ليلأن فأوقع بهم، وقتل من قوادهم جماعة، فانهزم الباقون.
وسار تكين إلى علي بن أبان، فلم يقف له علي، وانهزم غلام له يعرف بجعفرويه، ورجع علي إلى الأهواز، ورجع تكين إلى تستر، وكتب علي إلى تكين يسأله الكف عن قتل غلامه، فحبسه، ثم تراسل علي وتكين وتهاديأن فبلغ الخبر مسروراً بميل تكين إلى الزنج، فسار حتى وافى تكين وقبض عليه، وحبسه عند إبراهيم بن جعلان، حتى مات وتفرق أصحاب تكين، ففرقة سارت إلى الزنج، وفرقة إلى محمد بن عبيد الله الكردي، فبلغ ذلك مسرورأن فأمنهم، فجاءه منهم الباقون؛ وكان بعض ما ذكرناه من أمر مسرور سنة خمس وستين، وبعضه سنة ست وستين ومائتين.
ذكر عصيان العباس بن طولون على أبيه
وفيها عصى العباس بن أحمد بن طولون على أبيه؛ وسبب ذلك أن أباه كان قد خرج إلى الشام، واستخلف انه العباس، كما ذكرناه، فلما أبعد عن مصر حسن للعباس جماعة كانوا عنده أخذ الأموال والانشراح إلى برقة، ففعل ذلك، وأتى برقة في ربيع الأول.
وبلغ لخبر أباه، فعاد إلى مصر، وأرسل إلى ابنه ولاطفه واستعطفه، فلم يرجع إليه، وخاف من معه فأشاروا عليه بقصد إفريقية، فسار إليهأن وكاتب وجوه البربر، فأتاه بعضهم، وامتنع بعضهم، وكتب إلى إبراهيم بن الأغلب يقول: إن أمير المؤمنين قد قلدني أمر إفريقية وأعمالها؛ ورحل، حتى أتى حصن لبدة، ففتحه أهله له، فعاملهم أسوأ معاملة، ونهبهم، فمضى أهل الحصن إلى إلياس بن منصور النفوسي، رئيس الإباضية هناك، فاستعانوا به، فغضب لذلك، وسار إلى العباس ليقاتله.
وكان إبراهيم بن الأغلب قد أرسل إلى عامل طرابلس جيشأن وأمره بقتال العباس، فالتقوأن واقتتلوا قتالاً شديداً قاتل العباس فيه بيده، فلما كان الغد وافاهم إلياس بن منصور الإباضي في اثني عشر ألفاً من الإباضية، فاجتمع هووعامل طرابلس على قتال العباس، فقتل من أصحابه خلق كثير، وانهزم أقبح هزيمة، وكاد يؤسر، فخلصه مولى له، ونهبوا سواده واكثر ما حمله من مصر، وعاد إلى برقة أقبح عود.
وشاع بمصر أن العباس انهزم، فاغتم والده حتى ظهر عليه، وسير إليه العساكر لما علم سلامته، فقاتلوه قتالاً صبر فيه الفريقان، فانهزم العباس ومن معه، وكثر القتلى في أصحابه، وأخذ العباس أسيراً، وحمل إلى أبيه، فحبسه في حجرة في داره إلى أن قدم باقي الأسرى من أصحابه، فلما قدموا أحضرهم أحمد عنده، والعباس معهم، فأمره أبوه أن يقطع أيدي أعيانهم وأرجلهم، ففعل، فلما فرغ منه وبخه وذمه وقال له: هكذا يكون الرئيس والمقدم؟ كان الأحسن أنك كنت ألقيت نفسك بين يدي، وسألت الصفح عنك وعنهم، فكان أعلى لمحلك، وكنت قضيت حقوقهم فيما ساعدوك وفارقوا أوطانهم لأجلك، ثم أمر به فضرب مائة مقرعة، ودموعه تجري على خديه رقة لولده، ثم رده إلى الحجرة واعتقله وذلك سنة ثمان وستين ومائتين.
ذكر موت يعقوب وولاية أخيه عمرو
وفيها مات يعقوب بن الليث الصفار تاسع شوال بجند يسابور من كور الأهواز، وكانت علته القولنج، فأمره الأطباء بالاحتقان بالدواء، فلم يفعل، واختار الموت.
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولاً وكتاباً يستميله ويترضاه، ويقلده أعمال فارس، فوصل الرسول ويعقوب مريض، فجلس له، وجعل عنده سيفأن ورغيفاً من الخبز الخشكار، ومعه بصل، وأحضر الرسول، فأدى الرسالة، فقال له: قل للخليفة إنني عليل، فإن مت فقد استرحت منك واسترحت مني، وإن عوفيت فليس بيني وبينك إلا هذا السيف، حتى آخذ بثأري، أوتكسرني وتعقرني، وأعود إلى هذا الخبز والبصل؛ وأعاد الرسول، فلم يلبث يعقوب أن مات.
وكان الحسن بن زيد العلوي يسمى يعقوب بن الليث السندان لثباته؛ وكان يعقوب قد افتتح الرخج، وقتل ملكهأن وأسلم أهلها على يده، وكانت مملكته واسعة الحدود، وكان اسم ملكها كتير، وكان يحمل على سرير من ذهب يحمله اثنا عشر رجلأن وابتنى على جبل عال بيتأن وسماه مكة، وكان يدعي الإلهية، فقتله يعقوب، وافتتح الخلجية وزابل وغير ذلك، ولم أعلم أي سنة كان ذلك حتى اذكره فيها. (3/305)
وكان يعقوب عاقلأن حازماً: من عاشرته أربعين يوماً فلم تعرف أخلاقه، فلا تعرفها في أربعين سنة؛ وقد تقدم من سيرته ما يدل على عقله.
ولما مات قام بالأمر بعد أخوه عمروبن الليث، وكتب إلى الخليفة بطاعته، فولاه الموفق خراسان، وفارس، وأصبهان، وسجستان، والسند، وكرمان، والشرطة ببغداد، وأشهد بذلك، وسيره إليه مع الخلع.
ذكر عدة حوادث
وفي هذه السنة وثب القاسم بن مهاة بدلف بن عبد العزيز بن أبي دلف بأصبهان، فقتله، ووثب جماعة من أصحاب أبي دلف بالقاسم، فقتلوه وريسوا عليهم أحمد بن عبد العزيز.
وفيها لحق محمد المولد بيعقوب بن الليث، فأكرمه يعقوب، وأحسن إليه. فأمر الخليفة بقبض أمواله وعقاره.
وفيها قتلت الأعراب جعلان، المعروف بالعيار، بدممأن وكان خرج يسير قافلة فقتلوه، فوجه في طلبهم، فلم يلحقوا.
وفيها حبس الموفق سليمان بن وهب، وابنه عبيد اله، وعدة من أصحابهمأن وقبض أموالهم وضياعهم، خلا أحمد بن سليمان، ثم صالح سليمان وابنه عبيد الله على تسع مائة ألف دينار، وجعلا في موضع يصل إليهما من أرادوأن وعسكر موسى بن أتامش، وإسحاق بن كنداجيق، والفضل بن موسى بن بغأن وعبروا جسر بغداد، ومنعهم الموفق، فلم يرجعوأن ونزلوا صرصر، فاستكتب أبوأحمد الموفق صاعد بن مخلد، فمضى إلى أولئك القواد فردهم من صرصر فخلع عليهم.
وفيها خرج خمسة بطارقة من الروم إلى أذنة فقتلوا وأسروا، وكان أرجوز والي الثغور، فعزل عنهأن فأقام مرابطأن وأسروا نحواً من أربع مائة، وقتلوا نحواً من ألف وأربع مائة، وذلك في جمادى الأولى.
وفيها غلب أحمد بن عبد الله الخجستاني على نيسابور، وسار الحسين ابن طاهر بن عبد الله إلى مرو، وهوعامل أخيه محمد بن طاهر، وأخربت طوس.
وفيها استوزر أبوالصقر إسماعيل بن بلبل.
وفيها وثب جماعة من الأعراب، من بني أسد، على علي ين مسرور البلخي قبل وصوله إلى المغيثة بطريق مكة، وكان الموفق ولاه الطريق.
وفها بعث ملك الروم إلى أحمد بن طولون عبد الله بن رشيد بن كاوس وعدة أسرى، وأنفذ معهم عدة مصاحف منه هدية إليه، وحج بالناس هارون ابن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي.
وفيها كانت موافاة أبي المغيرة عيسى بن محمد المخزومي إلى مكة لصاحب الزنج.
وفيها توفي أبوبكر أحمد بن منصور الزنادي وعمره ثلاث وثمانون سنة؛ وإبراهيم بن هاني أبوإسحاق النيسابوري، وكان من الأبدال قد صحب أحمد بن حنبل؛ وعلي بن حرب بن محمد الطائي الموصلي ومولده سنة خمس وسبعين ومائة وقيل غير ذلك، وقد تقدم؛ وعلي بن موفق الزاهد.
وفيها قتل أبوالفضل العباس بن الفرج الرياشي، قتله الزنج بالبصرة، أخذ العلم عن أبي عبيدة والأصمعي.

This site was last updated 07/15/11