Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

محمود أبوالفتح مؤسس نقابة الصحفيين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
جريدة الأهرام
الشيخ يوسف وجريدة المؤيد
أول صحفى يسجن
أول احتجاب للصحف المصرية
الصحافة والسلطة
‘إنشاء صحافة بمصر
روز إليوسف
مصطفي أمين والأخبار
جريدة‏ '‏الصاعقة
تاريخ المجلات والجرائد المسيحية
الصحف والأحزاب
محمد حسنين هيكل
مجلة صباح الخير
صحف أباظية
دنيا الفن
على أمين
مجلة الأطفال ميكى
جريدة ‏مصر
مجلة إبداع
جريدة ‏المقطم‏
صحافة الأقباط
جريدة الوقائع
أول نقيب لصحفيين
New Page 7350

Hit Counter

 

عاش للوطن.. ومات فى المنفى : محمود أبوالفتح مؤسس نقابة الصحفيين
المصرى اليوم كتب غادة محمد الشريف ٢٧/ ٨/ ٢٠١٠
كان محمود أبوالفتح، صاحب الراتب الأكبر بين الصحفيين المصريين، فقد كان أجره الشهرى سنة ١٩٣٥، وهو يشغل منصب سكرتير تحرير جريدة الأهرام، سبعين جنيهاً، ورغم ضخامة الراتب، آنذاك، إلا أن أبوالفتح لم يطق الاستمرار فى الأهرام بعد أن تجاوزه الاختيار لرئاسة التحرير، وهو ما رأى فيه إهانة يصعب استيعابها، فشرع فى الإعداد لإصدار صحيفة يومية جديدة تحمل اسم «المصرى» ولم يكن يملك عند اتخاذ القرار، إلا ١٠٠٠ جنيه، وقد أشفق عليه «تقلا باشا»، صاحب الجريدة العريقة، فعرض عليه زيادة راتبه إلى ١٠٠ جنيه، مقابل صرف النظر عن المشروع الصحفى غير المضمون، لكن الصحفى الجسور أصر على المغامرة وشارك محمد التابعى وكريم ثابت، قبل أن يضيقا بالخسائر التى طالت الجريدة فى سنواتها الأولى فباعا حصتيهما، وآلت الملكية كاملة إلى «أبوالفتح» بدعم من حزب الوفد والزعيم مصطفى النحاس.
واستطاع الصحفى القدير أن يتجاوز البداية المتعثرة ويطور أسلوب التحرير الصحفى، متخلصاً من التبويب التقليدى بطىء الإيقاع فارتفع التوزيع من ٨ آلاف نسخة إلى ١٦٠ ألفاً، ومن المنطقى أن تزداد بالتبعية حصيلة البيع وعوائد الإعلانات وتزدهر الأحوال المادية بفضل النجاح الذى تحققه صحيفة مصرية من قبل. للدور الذى لعبته «المصرى» ومواقفها السياسية الوطنية المستنيرة الجديرة بالاحترام، مع إشارة إلى حقيقة تاريخية لا ينبغى إغفالها هى أن «أبو الفتح» أول نقيب للصحفيين فى مصر وصاحب الفضل الأكبر فى إنشاء النقابة والنهوض بها.
هذا ما أوضحه الفصل الرابع من كتاب محمود أبوالفتح «بين الصحافة والوطن» الذى يعد الإصدار الحادى عشر من أحدث إصدارات وزارة الاستثمار وهو «كتاب تذكارى» للكاتب مصطفى بيومى ضمن سلسلة رواد الاستثمار، فى إطار رد الاعتبار لرواد الاقتصاد ونشر ما ساهم به من رفع شأن الاستثمار بمصر.
يحظى محمود أبوالفتح، بمكانة بالغة الأهمية فى تاريخ الصحافة المصرية، إذ اقترن اسمه بجريدتين شهيرتين مؤثرتين «الأهرام التى كان يعد هو محررها الأول وأبرز كتابها لسنوات امتدت إلى منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، بالإضافة لكونه أول مؤسس لجريدة «المصرى» التى رأس تحريرها وصعد بها إلى التربع على قمة الصحف المصرية توزيعاً وتأثيراً، لدرجة حققت مزيداً من النجاح على الصعيدين السياسى والاقتصادى.
واقعة مبكرة تكشف عن المشاعر الوطنية المتدفقة لـ«محمود أبوالفتح» منذ مطلع شبابه، ففى مرحلة الدراسة الثانوية، كتب موضوعاً باللغة الإنجليزية فى مادة الإنشاء، يعبر عن شجاعة سياسية ونضج فكرى، مطالباً بالدستور والاستقلال وكان الموضوع كواجب مدرسى من حيث سلامة اللغة وبراعة ترتيب الأفكار جعلته يستحق الدرجة النهائية من وجهة نظر المعلم المصرى.
وأثناء الاحتلال الإنجليزى، إنحاز دنلوب، ممثل الاحتلال لوطنه، فى سياق السياسة التعليمية فى مصر، لكن انتصر ناظر المعارف سعد زغلول للمدرس والطالب المصرى محمود أبوالفتح، وقتها ولم يقنع الشاب الصغير بكتابة موضوع الإنشاء الذى أثار الأزمة، فإذا به ينظم ويقود مظاهرة للتنديد بسياسة «دنلوب» وهو ما أفضى إلى فصله من المدرسة فاضطر للحصول على شهادة البكالوريا بنظام المنازل. وفى مدرسة الحقوق التى التحق بها «أبو الفتح» تكرر الصراع ذو الطابع السياسى الوطنى وعندما زار «دنلوب» للمدرسة قاد الطالب الوطنى، مظاهرة احتجاج جديدة وتعرض للفصل.
وفى فبراير ١٩١٩ قبل شهر واحد من اشتعال الثورة الشعبية، بدأت علاقة أبوالفتح بالوفد المصرى ولأن أبوالفتح يتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية إتقانه للغة العربية، أوكل إليه الزعيم سعد زغلول، هذه المهمة التى تحتاج إلى خبير بالأساليب الصحفية وفنون التحرير حاجتها إلى الوعى الوطنى والحنكة السياسية.
وفى اليوم الأخير من شهر مارس سنة ١٩١٩ حقق محمود أبوالفتح سبقاً صحفياً بارزاً فقد نجح فى إجراء حوار مع «اللورد اللبنى» ونشر فى جريدة وادى النيل وأثار الحوار ردود فعل واسعة نبهت إلى موهبة ومهارة تحتاجها الحركة الوطنية المصرية فى كفاحها ضد الاحتلال. وسرعان ما لحق بالوفد المسافر إلى باريس وقبل سفره اتفق معه داوود بركات رئيس تحرير الأهرام أن يوافى الصحفية بأخبار وتحركات الوفد المصرى فضلاً عن متابعة كل جديد على الساحة السياسية.
وانتظمت جريدة «المصري» فى الصدور بين أكتوبر ١٩٣٦ ومايو ١٩٥٤ وتعد «المصرى»، الإنجاز الأهم فى مسيرة محمود أبوالفتح، لكن تاريخه يعود إلى ما قبل ذلك بكثير، ذلك أنه ارتبط بجريدة وادى النيل السكندرية، وأسهم فى تحرير جريدتى الجمهور والأفكار بالإضافة لكتاباته فى الأهرام.
وكانت «المصرى» أكثر الصحف انتشاراً وتوزيعاً فى مصر والعالم العربى واحتضنت كَّتاباً من مختلف المدارس والأجيال ومن هذه الأقلام سعد مكاوى وعبدالرحمن الشرقاوى ويوسف إدريس وعبدالرحمن الخميسى وعبدالعظيم أنيس ولطفى الخولى غير قصائد شاعر الشعب بيرم التونسى واللوحات الكاريكاتورية للفنان رخا، بالإضافة إلى قيام عبدالرحمن الشرقاوى بنشر رواية الأرض مسلسلة فى الجريدة بعد شهور من ثورة يوليو.
وكان محمود أبوالفتح، صاحب فكرة إنشاء نقابة الصحفيين سنة ١٩٤١، وبعد عامين من تأسيس النقابة، اشترطت الحكومة الموافقة بتوفير مقر مناسب للنقابة، فما كان من «أبوالفتح» سوى التبرع بشقته فى عمارة الايموبليا ليجعل مقراً لها، وبعد الموافقة على إشهار النقابة كان منطقياً أن يجمع الصحفيون على انتخابه أول نقيب للصحفيين فى مصر، وبعد عامين من تأسيس النقابة خصصت الحكومة الأرض المقام عليها مبنى النقابة الحالى، ومرة أخرى يظهر محمود أبوالفتح متبرعاً بالجزء الأكبر من نفقات إنشاء المبنى.
بادرت جريدة «المصرى» منذ بداياتها بتأييد الثورة فى الساعات الأولى لقيامها، وكان للمصرى موقف ثابت تجاه الديمقراطية ودافعت «المصرى» عن المسجونين السياسيين أثناء حكم الوفد. لقد تناول الكتاب سيرة «أبوالفتح»، منذ ميلاده فى الزقازيق، لأسرة أزهرية متوسطة إذ ولد فى الخامس عشر من أغسطس سنة ١٨٩٣ وحتى رحيله فى اليوم نفسه من عام ١٩٥٨. وفى الفصل الخامس والأخير، يستعرض الصدام والمنفى وفيه رصد وتحليل لأسباب الصراع والتوتر بين الصحفى الكبير وثورة يوليو، وما تعرض له من تعنت واضطهاد يتكئ على أسباب سياسية فى المقام الأول، ولا شأن له بالقانون الذى حاكموه به غيابياً وحكم عليه بالسجن ١٠ سنوات ومصادرة أمواله وكان وقتها يقيم بالخارج.
ويرى الكاتب أن الاختلاف مع قادة الحركة العسكرية، لا يعنى الخطأ المطلق والخيانة وهذا سبب وراء محاكمة «أبوالفتح» ونفيه. وفى خاتمة الكتاب يعرض الكاتب، محاولة لاستخلاص ثمرة التجربة غير التقليدية للصحفى القدير، الذى اجتهد فى حب الوطن واصطدم باجتهادات مغايرة مما أسفر عن حرب لا تكافؤ فيها، وصولاً للموت فى برودة الغربة. وتمر السنون وتصدر أحكام تنصف «أبوالفتح» وأسرته وترد له ممتلكاته، لكن بعد وفاته. وبين أوراق «أبوالفتح» التى وجدت بعد رحيله، مظروف أبيض اللون كتب عليه «أرض وطنى» وفى داخل المظروف حفنة من تراب مصر، الوطن الذى عاش له ودفن بعيداً عنه.

 

This site was last updated 08/28/10