Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مصطفي أمين.. و٦٤ عاماً علي مولد أخبار اليوم

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
جريدة الأهرام
الشيخ يوسف وجريدة المؤيد
أول صحفى يسجن
أول احتجاب للصحف المصرية
الصحافة والسلطة
‘إنشاء صحافة بمصر
روز إليوسف
مصطفي أمين والأخبار
جريدة‏ '‏الصاعقة
تاريخ المجلات والجرائد المسيحية
الصحف والأحزاب
محمد حسنين هيكل
مجلة صباح الخير
صحف أباظية
دنيا الفن
على أمين
مجلة الأطفال ميكى
جريدة ‏مصر
مجلة إبداع
جريدة ‏المقطم‏
صحافة الأقباط
جريدة الوقائع
أول نقيب لصحفيين
New Page 7350

Hit Counter

 

 المصرى اليوم  تاريخ العدد الجمعة ١٨ ابريل ٢٠٠٨ عدد ١٤٠٥ عن مقالة بعنوان [ ١١ عاماً علي رحيل مصطفي أمين.. و٦٤ عاماً علي مولد «أخبار اليوم» ] كتب محمد المصطفي
مصطفى مع رسائل «ليلة القدر» و «لست وحدك»
عندما اندلعت ثورة ١٩١٩ كان عمر التوأم ثلاثة أعوام، وكانا قد ولدا في مركز قيادة ثورة ١٩١٩ «أي بيت الأمة» وكان زعيم الثورة هو خال أمهما، وظلا في هذا البيت ١٣ عاماً.. وعايشا - صبيين- تداعيات وقائع الثورة، وكان مولدهما في ٢١ فبراير ١٩١٤، وكان مصطفي أمين قد كتب بأسلوبه الطريف أن توأمه قد رأي النور قبله بخمس دقائق، لذا يعتبره شقيقه الأكبر، ثم عاشا فترة صباهما في مدينة «دمياط» لظروف عمل والدهما، وهناك تعرفا علي جلال الدين الحمامصي وامتدت صداقتهما إلي آخر العمر.
مارس التوأم الصحافة منذ الصغر عام ١٩٢٢ حين كان عمرهما ٨ سنوات، وأصدرا مجلة «الحقوق» بالقلم الرصاص التي تضمنت أخبار البيت وأحوال الأم والضيوف والزوار والطباخ والشغالة، وبعد ذلك بعامين أصدرا مجلة «سنة ثالثة ثالث» ثم أصدرا مجلة «عمارة البابلي» لأولاد الحي.
علي حصل علي البكالوريا وسافر عام ١٩٣١ إلي إنجلترا وحصل علي بكالوريوس الهندسة عام ١٩٣٦ وحين عاد إلي مصر عين مهندساً باليومية في مصلحة الميكانيكا والكهرباء، واختير عام ١٩٤١ مديراً لمكتب وزير التموين، ثم مديراً لمكتب وزير المواصلات ومديراً لمكتب وزير المالية عام ١٩٤٢، وفي عام ١٩٤٣ عين مديراً عاماً للمستخدمين والمعاشات،
وفي عام ١٩٤٤ تفرغ مع مصطفي أمين لإصدار جريدة «أخبار اليوم»، وحين باع محمد التابعي مجلة «آخر ساعة» عام ١٩٤٥ باعها للتوأم، وفي مؤسسة «أخبار اليوم» أصدرا مجلة «آخر لحظة» عام ١٩٤٨، ومجلة «الجيل الجديد» عام ١٩٥١، وفي ١٨ يونيو عين نائباً لرئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، وفي ٧ أغسطس عام ١٩٦١ تولي رئاسة تحرير مطبوعات «دار الهلال»، وفي مارس ١٩٦٢ عين رئيساً لمجلس الإدارة، وفي أبريل ١٩٦٤ تولي رئاسة تحرير «أخبار اليوم» وأصدر مجلة «هي».
أما مصطفي أمين فقد اختلفت حياته قليلاً عن حياة توأمه، فقد التحق بالعمل في «روزاليوسف» بعد صدورها عام ١٩٢٥ وهو طالب، ثم هاجر منها إلي «آخر ساعة» حينما أسسها أمير الصحافة محمد التابعي عام ١٩٣٤، ومصطفي أمين هو الذي قدم إحسان عبدالقدوس لمحمد التابعي بعدما اختلف مع والدته، وترك مصطفي «آخر ساعة» إلي «دار الهلال».
أما العلاقة بين التوأم وثورة يوليو، فقد بدأت درامية فقد اعتقلا في ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ ولم تثبت أي تهمة ضدهما فخرجا بعد أيام قليلة ليواصلا العمل في «أخبار اليوم» كما انتهت العلاقة نهاية درامية أيضاً إذ حكم علي مصطفي بالسجن تسع سنوات ونفذ العقوبة، بينما قضاها علي في الخارج.
وبعد وفاة عبدالناصر في ٢٩ سبتمبر ١٩٧٠ قام المدعي الاشتراكي الدكتور مصطفي أبوزيد بدراسة قضية «مصطفي أمين» وخلص المدعي ببطلان الأدلة وصدر قرار جمهوري بإسقاط الحكم والإفراج عن مصطفي أمين.
وأصدر السادات قراراً بتعيين علي أمين رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم» ومصطفي أمين رئيساً للتحرير، وقرر مصطفي أن يبدأ مرحلة جديدة في حياته، وتبقي «أخبار اليوم» مدرسة صحفية لها بصماتها علي الصحافتين المصرية والعربية، فهي صحافة الخبر ومتابعته وصحافة الخدمات والموضوعات الإنسانية.
وفي ١٣ أبريل من عام ١٩٩٧ رحل مصطفي أمين ليلحق بنصفه الآخر علي أمين الذي كان قد رحل عن دنيانا في ٢٨ مارس عام ١٩٧٦.
وفوق البعد المهني الذي تركته مدرسة التوأمين الصحفية فقد تركا وراءهما مآثر إنسانية ومهنية أخري مثل «ليلة القدر» و«عيد الأم» و«جائزة مصطفي وعلي أمين الصحفية السنوية».
معارك مصطفي «الناعمة» مع أم كلثوم وفاتن حمامة
كتبت : إيمان يونس
اكتسب الكثير من والدته وفي ذكرياته عنها يقول «أنا مدين لأمي بالكثير وكانت أمي مؤمنة إيماناً غريباً بثورة ١٩١٩ وبلغ اهتمامها بهذه الثورة أن اشتركت في تهريب منشورات، ففي إحدي المرات التي كانت المواصلات مقطوعة بين القاهرة والمحافظات لأن رجال الثورة قاموا بقطع السكك الحديدية التي كانت تربط العاصمة بباقي المحافظات ولذلك ذهبت إلي بورسعيد بالمركب وكانت تحتفظ بالمنشورات تحت ملابسها وكأنها حامل وقامت بتسليم المنشورات إلي قاضي محكمة بورسعيد الذي كان أحد أعضاء الجهاز السري في الثورة».
ولمصطفي أمين ذكريات كثيرة مع رؤساء مصر، ويروي عن أول لقاء بينه وبين جمال عبدالناصر فيقول «كان أول لقاء بيني وبين جمال عبدالناصر في بيت أم كلثوم في حفلة أقامتها لأبطال الفالوجا الذين حوصروا وكان هذا قبل قيام الثورة قدمني إبراهيم بغدادي إليه ثم صافحته وقلت له: أنا مصطفي أمين علي فقال عبدالناصر ضاحكاً: وكيف لا أعرفك وكل نقودي ضاعت علي صحفك لقد كنا نرسل أحد جنود الفالوجا ليخترق الحصار ويشتري لنا الجريدة.
أما عن لقائه بالسادات فيقول «تعرفت علي السادات لأول مرة عندما اتهم بقتل أمين عثمان وكنت ضمن المدافعين عنه في حملة صحفية هزت الرأي العام وقتها، وعندما أصبح رئيساً للجمهورية أبقاني في السجن أربع سنوات ثم قابلته أم كلثوم وقالت له: مصطفي أمين بريء فقال لها بعد المعركة سأخرجه وفعلاً خرجت من السجن بعد حرب أكتوبر بعدة شهور، وعن الرئيس حسني مبارك يقول «أتفق مع الرئيس حسن مبارك مائة بالمائة في السياسة الخارجية أما في السياسة الداخلية فأعتقد أن من المصلحة أن يصدر دستور جديد تقوم بإصداره جمعية وطنية، ووقعت فجوة بين مصطفى وبين الرئيس السادات فيما بعد بسبب إحدى مقالاته في عموده الشهير "فكرة". أما المحنة الكبري التي تعرض لها مصطفي أمين فهي اعتقاله لمدة تسع سنوات بتهمة التخابر مع أمريكا وكان هذا عام ١٩٦٥ أما المحنة الثالثة فكانت عند وفاة شقيقه علي أمين عام ١٩٧٦.


كما يروي مصطفي أمين عن علاقته بالعديد من النجوم مثل روز اليوسف وأم كلثوم وعبدالحليم ومحمد عبدالوهاب وشادية وفاتن حمامة وكامل الشناوي، فأم كلثوم لها مواقف لا تنسي معه حين وقفت إلي جانبه في محنة السجن وحين ساهمت بسبعة عشر ألف جنيه لإصدار «أخبار اليوم» عندما عاقتها الحكومة المصرية وقتها فأمرت البنوك بعدم إقراض الجريدة حتي لا تستطيع أن تصدر،
أما عبدالحليم فيقول عنه «استوقفني عبدالحليم أنه مملوء بالإحساس وفي صوته ألم وشجن وكان كثيراً ما يزورني في مكتبي خاصة في الأيام التي كان يتعرض فيها لهجوم من النقاد، وكنت أقول له لا تيأس بل اجمع الطوب الذي يلقونه عليك وابن منه درجة جديدة في سلم النجاح لتصعد عليها وفي يوم من الأيام كنت معه أنا وشادية في طريقنا للإسكندرية، فطلبا مني أن أكتب لهما قصة للسينما فقلت لا أستطيع، فقالا لي أمامنا طريق طويل حتي نصل ابدأ القصة الآن
وهذا ما حدث فعندما وصلنا إلي الإسكندرية كنت قد ألفت «معبودة الجماهير» ويحكي عن فاتن حمامة: «بدأت صداقتي القوية بها بخناقتين حاميتين الأولي عندما كتبت مقالاً أنصح فيه الشباب بعدم الزواج من الفنانات ووضعت عنواناً له «لا تتزوج فاتن حمامة» وكانت فاتن مقبلة علي الزواج فتصورت أنني أقف في وجه هذا الزواج فقلت لها اقرئي المقال وستعرفن أن العنوان فقط هو الذي يعنيك أما الباقي فهو عن الشباب الذي لديه هوس الارتباط بالفنانات،
والمرة الثانية كانت عندما كتبت مقالاً ساخراً عن دخولي أحد المستشفيات، وتصادف أن أنام علي السرير الذي كانت ترقد عليه فاتن حمامة فكتبت «أكتب إليكم من سرير فاتن حمامة» فثارت ثورة عارمة واتهمتني بأنني أسيء لسمعتها لكنها هدأت بعد أن قرأت المقال واكتشفت أن العنوان هو الذي يثير فضول القارئ.
تفاصيل خاصة من لحظات مولد «أخبار اليوم»
كتب : إبراهيم الخضرى
إن مولد الجريدة أشبه بمولد الطفل، فيه كل الفرحة التي تسبق الميلاد فتجد اللخمة والهرجلة التي تراها في غرفة الولادة قبل وضع الطفل بدقائق ومولد الجرائد كمولد الأطفال لا تستطيع أن تعرف بالضبط متي يتم الميلاد مهما حسب الأطباء وأحصت الأمهات.. هكذا كتب محرر مجلة «المصور» في عددها الصادر أول يونيو ١٩٥٢م قائلاً: «حضرت مثلاً مولد مجلة آخر ساعة في عام ١٩٣٤ وكان مولداً عجيباً مشبهاً الصحف والمجلات بالصناعة الكبري التي لا تقل شأناً عن صناعة الغزل والنسيج وليست لعهدنا الحاضر، وقال المحرر إنه يتذكر أن جيب أستاذه التابعي كانت فيه ٨ جنيهات فقط عندما قرر أن يصدر آخر ساعة وأن تكون هذه المجلة من كبري المجلات الأسبوعية في مصر، ولو أن صحفياً فكر في هذا وفي جيبه ٨٠ ألف جنيه لظن الناس أنه مجنون ولكن التابعي لم يكن مجنوناً ونجحت «آخر ساعة» من يومها الأول وشقت طريقها إلي المجد».
ويضيف، وحضرت مولد المصري عام ١٩٣٦ وكانت ليلة ميلادها رهيبة وكان الشركاء الثلاثة التابعي ومحمود أبوالفتح وكريم ثابت باشا يقطعون أرض المطبعة ذهاباً وإياباً في انتظار العدد الأول من «المصري» كما يفعل الآباء عندما يسيرون أمام غرفة الولادة وهم في التظار معرفة المولود «ولد أم بنت».
وفي عام ١٩٤٤ حضرت مولد «أخبار اليوم» وكنت أري علي ومصطفي أمين يحملان علي أيديهما صفحات الرصاص ويسيران بها في الشارع بعد منتصف الليل من مطبعة مصر إلي جريدة الأهرام لتكبس الصفحات ولم يكن لدي «أخبار اليوم» وقتئذ سيارة تحمل الصفحات أو عربة حنطور تقوم بهذه المهمة العجيبة وبينما كانا في هذا الموكب العجيب أقبل سابا حبش باشا ليطمئن علي المولود المنتظر وتعاون معنا في حمل الصفحات وكان منظراً عجيباً أن تري وزيراً سابقاً يحمل بيديه صفحات الرصاص.
سبق هذا المولد مشاكل وأزمات فالنظام الذي يجري عليه العمل في دار أخبار اليوم ديمقراطي لا يستأثر أحد برأي ولا يفرض أحد رأيه علي الآخرين فلما تقرر إنشاء جريدة يومية اختلف الرأي في تسمية الجريدة الجديدة، فكان هناك فريقان، الأول كان يريد تسميتها «أخبار اليوم» بحجة أن رخصة أخبار اليوم يومية وتصدر أسبوعية مؤقتاً وأن اسم «أخبار اليوم» هو أصلح الأسماء لجريدة يومية وأنها نالت نجاحا كبيراً وشهرة صحفية ممتازة وأنها فوق ذلك لها قوة عظيمة في الإعلانات، كل هذا رأس مال ضخم يجب استغلاله ولهذا يجب أن تكون الجريدة الجديدة «أخبار اليوم» تصدر كل يوم وفي يوم السبت يصدر العدد الأسبوعي منها كما تفعل التايمز ونيويورك تايمز وجرائد العالم الكبري.
«فكرة مصطفي أمين» درس خصوصي في السياسة والتاريخ.. والرومانسية أيضاً
كتبت : كريمة حسن
جرت العادة أن نقرأ الصحيفة من صفحتها الأولي لنطالع أهم الأخبار والعناوين الرئيسية لكن صحيفة «الأخبار» في عهد الكاتب الراحل الكبير مصطفي أمين كسرت هذه القاعدة بفضل كتابته عمود «فكرة» في الصفحة الأخيرة فأصبح القراء ما أن تمسك أيديهم بالصحيفة حتي تبحث أعينهم عن مقاله في العمود الواقع يسار الصفحة الأخيرة.
وظل عمود «فكرة» أشهر عمود في الصحافة المصرية، والمصري اليوم اختارت بعضاً من أفكار مصطفي أمين والتي تتقاطع مع لحظتنا الراهنة.
* في سنة ١٩٤٨ كانت الأحكام العرفية معلنة في مصر وسوريا والأردن والعراق وضاعت نصف فلسطين، وفي سنة ٦٧ كانت الأحكام العرفية معلنة في أغلب الدول العربية فضاعت كل فلسطين. لم نكسب شبراً واحداً من فلسطين بتقييد حرية الصحافة وحرية التنقل وحرية القول ذلك أن المقيدين في السلاسل لا يكسبون الحروب. وأنا في كل يوم ازداد إيماناً بأننا بالحرية نستطيع أن نستعيد ما فقدناه بالاستبداد. وأننا بالديمقراطية نتفادي الأخطاء، التي ارتكبناها في ظل حكم الفرد وأننا بسيادة القانون سوف نكون أقوي ألف مرة منا بغير عدالة وبغير قانون ومن العجب أننا لم نستفد من دروس التاريخ.
* لا يمكن أن تكون الصحف حرة وهي مملوكة للحكومة، ولا هي مملوكة للحزب الذي تتكون منه الحكومة، ولا يمكن أن يكون الصحفيون أحراراً، والحكومات تعينهم بقرارات وتفصلهم بقرارات.. معني حرية الصحافة أن تكون لسان الأمة لا لسان الحكومة، أن تقول للحاكم ما يريده الشعب، لا أن تكتفي بأن تقول للشعب ما يريده الحاكم.. معني حرية الصحافة ألا تملك الحكومات الصحف، وإنما يملكها الشعب في شركات مساهمة يساهم فيها عمالها ومحرروها وقراؤها. ولا يمكن أن تكون حرة وهي تابعة للدولة.
* لا ديمقراطية بلا معارضة. فإذا غابت الديمقراطية غابت المعارضة. وإذا جاءت الديمقراطية جاءت معها المعارضة. ولكن الديمقراطية لا تستطيع أن تزاول عملها بغير حرية صحافة، والمعارضة بغير حرية صحافة هي مصباح كهربائي بغير كهرباء! ولا يمكن أن تكتفي المعارضة بشرح وجهة نظرها في البرلمان، فمن الذي يوصل رأي المعارضة إلي الشعب؟.. ومن أجل هذا فإننا نلاحظ في الانتخابات البريطانية أن المعارضة تأخذ في الإذاعة والتليفزيون ضعف الوقت الذي تأخذه الحكومة، بمعني أنه يحدد لممثل الحكومة نفس عدد الدقائق التي تعطي لممثل حزب المحافظين. ونفس عدد الدقائق التي تعطي لممثل حزب الأحرار.. إن المعارضة هي صوت الحرية! ويوم تغيب الحرية يموت صوت المعارضة!
* عندما يؤلف الطاغية حزباً لا يضم إلا الإمعات والنكرات والانتهازيين وفتوات كل زفة، وكلاب كل سلطة، فإذا اهتز مقعد الحاكم الواحد وخرجت المظاهرات تهتف بسقوطه تجد كثيراً من أعضاء حزب الحاكم تمشي في مقدمة المظاهرات تهتف بسقوط الحاكم الطاغية الظالم، وهي التي كانت قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة تهتف بحياة الحاكم العادل الصادق الأمين! إن الضعفاء لا يستطيعون أن يكونوا مخلصين!
* كانت الحكومات ترتعد من نقابة الصحفيين. وكانت تجمع أصحاب الصحف والمجلات والمحررين. وكان أول نقيب للصحافة هو جبرائيل تقلا صاحب «الأهرام»! وقد حاولت الحكومة القائمة في تلك الأيام أن تسقطه، ولكن النقابة هي التي أسقطت الحكومة، وكان أهم مطلب للنقابة هو حرية الصحافة! وبعد ذلك تضاءل شأن النقابة، وأصبح أهم مطلب هو دخول حديقة الحيوانات مجاناً! ثم جاء زمن كان انتخاب النقابة بالتعيين! الصحافة الحرة هي التي تنشئ نقابة الصحافة القوية!
التوأمان.. من «البالوظة» إلي عرش الصحافة المصرية
كتبت : أميرة طلعت
كراسة صغيرة كتب فيها الأخوان «أمين» أول سطر في حياتهما الصحفية، لم يكن عمرهما قد تعدي ٨ سنوات، حين فكرا في إصدار مجلة تنشر أخبار بيت الأمة الذي تربيا فيه، فانتزعا اسم إحدي المجلات القديمة، التي كان والدهما يحتفظ بالعديد من أعدادها، وكانت تسمي «الحقوق» وقاما بلصقها علي كراسة مدرسية كتبت بالقلم الرصاص.
حالة عشق وشغف لازمت عملاقي الصحافة المصرية منذ الصغر، رغم الصعوبات التي واجهاها.. فنجد في الكتاب التذكاري «أخبار اليوم مدرسة صحفية مصرية»، الذي أصدرته مكتبة الإسكندرية، أن مشكلات كثيرة واجهت الطفلين في إصدار مجلتهما لكن لم يقفا عندها كثيراً، فكانت مشكلتهما الأولي توفير نسخ من المجلة لزملائهما، لأن النسخ المكتوبة بخط اليد لن تكفي، ففكرا في طباعتها علي «البالوظة»، وساعدهما علي ذلك أنهما عاصرا طباعة المنشورات في بدروم بيت الأمة أيام ثورة ١٩١٩، فما كان من الأخوين إلا أن نقلا ماكينة البالوظة من البدروم إلي سطح المنزل.
بدأ علي ومصطفي أمين البحث عن عمل في الصحف الكبري، لكن دون جدوي بسبب صغر سنهما، فلجآ إلي شقيق زميل لهما لمساعدتهما في نشر موضوعاتها بالصحف فساهما من خلاله في تحرير مجلة «الرغائب» كما اشتركا في المجلات التي أصدرها محمد التابعي مثل: البرق، ومجلة مصر الجديدة، والربيع، وصدي الشرق، إلي أن وافقت حكومة إسماعيل صدقي علي التصريح بعودة روزاليوسف في ٣٠ أغسطس عام ١٩٣١، فانتقلا إليها مع التابعي
وفي العام نفسه قابلا التابعي وتمكن مصطفي من إقناعه بإمكانياته فعينه نائباً لرئيس التحرير في روزاليوسف.
أما مصطفي أمين فسافر إلي أمريكا لإكمال دراسته، فالتحق بجامعة جورج تاون ودرس العلوم السياسية، وفي عام ١٩٣٨ حصل علي درجة الماجستير في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولي وعاد إلي مصر، فعمل مدرساً لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية.
ترك التابعي روزاليوسف نتيجة خلاف وقع بينه وبين صاحبة المجلة فاطمة اليوسف، وفكر في إصدار مجلة سياسية أسبوعية اختار لها مصطفي أمين اسم «آخر ساعة» ونال إعجاب التابعي.
«دار صحفية كبري» كان الحلم الذي راود مصطفي أمين منذ الصبا، في حين كان علي يحلم بها علي غرار الدور الصحفية الأوروبية، أرسل علي لشقيقه اقتراحاً بإصدار صحيفة أسبوعية مصرية، أصحابها مصريون، تجمع بين المجلة الأسبوعية والصحيفة اليومية، ليست لها انتماءات حزبية وسياستها هي الدفاع عن الوطن، إلا أن الفكرة لم تجد استحساناً عند محمد التابعي وروزاليوسف.
حددت استقالة مصطفي أمين من مجلة «الاثنين» رغبته في امتلاك دار صحفية حيث اتخذ قراراً بألا يعمل عند أحد، وكان أول ما فكر فيه هو أن يستأجر صحيفة ثم يغير اسمها فيما بعد، وكان تفكيراً منطقياً يتماشي وظروفه المادية في ذلك الوقت، التي لم تكن تسمح بأن يمتلك داراً صحفية، فكانت فكرة الاستئجار أفضل، وذهب مصطفي أمين لمقابلة أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الأمور الخاصة بالصحيفة الجديدة، ووجد نفسه يطلب منه الترخيص له بإصدار صحيفة يومية باسم «أخبار اليوم» وفي خمس دقائق وقع رخصة الصدور، وبالتالي انتهت فكرة الاستئجار.
وفي ٢٢ أكتوبر عام ١٩٤٤ بدأ مصطفي أمين في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة «صحيفة يومية سياسية تصدر باللغة العربية» باسم «أخبار اليوم».
وفي ٢٦ أكتوبر ١٩٤٤ تم التصريح بإصدار «أخبار اليوم» لصاحبها مصطفي أمين بعد إخطار مدير مصلحة البريد ومدير مصلحة السكة الحديد ومدير إدارة المحاكم الأهلية ومدير مصلحة مراقبة النشر، وهي الجهات التي تتعامل معها الجريدة تعاملاً مباشراً.
في الأول من نوفمبر ١٩٤٤ اتجه نظر القراء إلي إعلانات قصيرة من سطرين تتحدث عن مولد صحيفة جديدة اسمها «أخبار اليوم».
في يوم السبت ١١ نوفمبر ١٩٤٤ صدر العدد الأول من «أخبار اليوم»، واعتبر أصحاب الدور الصحفية صدورها يوم السبت دلالة إفلاس، ورغم ذلك حققت انتشاراً واسعاً وبلغ توزيعها ١١٠ آلاف نسخة، وهو رقم قياسي لم تسجله أي مجلة أسبوعية أو صحيفة أسبوعية أو يومية في عددها الأول، ويري البعض أن السر في ذلك هو حملة الدعاية الضخمة التي تولتها شركة الأهرام التي كانت أكبر صحف مصر توزيعاً في ذلك الحين.
بدأت «أخبار اليوم» في شقة فوق سطح العمارة رقم ٤٣ بشارع قصر النيل، وفي ١١ نوفمبر ١٩٤٥ بعد عام واحد تم وضع حجر الأساس لإنشاء أول دار صحفية مصرية يملكها اثنان مصريان «علي ومصطفي أمين».
كانت البداية بمنطقة عشش الترجمان إلا أنها انتقلت بعد ذلك إلي شارع الصحافة، وفي نهاية يونيو ١٩٤٧ استكملت الدار بناء أربعة طوابق وبدأ الاستعداد لإنشاء قسم طباعة الروتوغرافور.

*********************************

جريدة الأخبار

 جريدة الأخبار اليومية صدر عددها الأول فى ١٥ يونيو ١٩٥٢، كانت ستصدر أولا باسم الأخبار المصورة. وقد كتب مصطفى أمين قصة هذا الاسم من قبل.
قال: «علمنا أننا لا نستطيع أن نحصل على اسم الأخبار لأن ورثة المغفور له أمين الرافعى كانوا يملكونه. فرأى فريق منا أن نسمى الجريدة الأخبار المصورة، واختار فريق آخر اسم الأخبار الجديدة. وأخذت الأصوات فنالت الأخبار الجديدة الأغلبية.. وذات يوم زارنا الأستاذ عبدالفتاح الرافعى، واقترحنا عليه أن نأخذ رخصة الأخبار من الورثة، فرحب بالاقتراح، وقال إنه يهمه أن تعود الأخبار التى كان يصدرها أخوه العظيم، وتصبح من جديد علما خفاقا. وانتقلت رخصة الأخبار. وعرضنا الأمر على زملائنا المحررين فعارضوا أن نغير اسم الأخبار الجديدة بعد النجاح العظيم الذى ناله الاسم. وتحايلنا على تنفيذ قرارنا. فكانت كلمة (الجديدة) تتضاءل شيئاً فشيئاً تحت اسم الأخبار حتى اختفت فجأة. واصبح اسم الجريدة الأخبار فقط».
ولدينا هنا إخطار قدمه «مصطفى أمين بك» لتغيير اسم جريدة «الأخبار المصورة» إلى «الأخبار الجديدة». قدم الطلب مكتوبا فى خطاب بتاريخ ١٧ أبريل ١٩٥٢ إلى المسؤول وكان «محافظ مصر»!! أى محافظ القاهرة حاليا. وقد ذكر اسم مصطفى أمين فى هذا الإخطار القصير ثلاث مرات، مرتان منها عند التوقيع لأنه وقَّع مرة بصفته ممثلاً لدار أخبار اليوم، ومرة بصفته رئيساً لتحرير الأخبار، أما المرة الأولى فكانت للتأكيد على استمراره «مقروناً بصفة بك» رئيساً للتحرير.
ويبدو أن مصطفى أمين كان كثير الكتابة لمحافظ مصر ليخطره بتغييرات فى المسؤولين عن صحفه، أو يخطره بإصدارات جديدة، مثل هذا الإخطار الذى أرسله هذه المرة لمحافظ القاهرة، وليس لمحافظ مصر، فى ١٨ نوفمبر ١٩٥٣. ويبدو أن حكومة ثورة يوليو غيرت من اسم المحافظ بعد قيامها وهو الاسم ذاته المستخدم حتى اليوم.
فى هذه الرسالة يخطر مصطفى أمين المحافظ بأن «دار أخبار اليوم» أسندت رئاسة تحرير مجلة الجيل الجديد إلى الأستاذ موسى صبرى».. وقد وقّع موسى مع مصطفى على هذا الإخطار. وقد عملت فى بداية حياتى الصحفية تحت رئاسة موسى صبرى ولى معه ذكريات عدة ليس هنا مجالها.

This site was last updated 02/27/09