Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا يؤنس ( يوحنا ) الثالث البطريرك الـ 40

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
خلفاء بنى أميه الفرع السفيانى
البابا أغاثون الـ39
أم معاوية آكلة الأكباد
المقريزى ومقتل عثمان
البابا خائيل2 البابا الـ46
القديس يوحنا الدمشقى
الجامع الأموى كان كنيسة
البابا يوحنا3 الـ 40
البابا إسحق الـ 41
البابا سيمون الـ 42
البابا ألكستدروس 2 الـ 43
البابا قزما 1 الـ 44
زخارياس أسقف سخا
البابا تاودروس الـ 45
جرائم الأمويين ضد الشيعة
البابا شنودة والخلفاء الأمويين
ال
New Page 1205
New Page 1206
ولاة الأموين على مصر
خلفاء بنى أمية - الفرع المروانى

 

البابا يؤنس / يوحنا الثالث البطريرك رقم 40

البابا يوحنا السمنودى 680 م - 689 م

رسامة أغاثون ليكون البابا ال  39

خدم يوحنا الأقباط مع البابا أغاثو فإكتسب شهرة بينهم فى المحبة والخدمة فإنتخبه الشعب بالإجماع ليكون البطريرك الـ 40 1 كيهك 379 ش 27/11/680 م وسمى يوحنا الثالث (يؤنس الثالث) لأنه كان ثالث بابا رسم بإسم يوحنا فى سلسلة تاريخ البطاركة الذين سبقوه

الحكام المعاصرون

3 - يزيد بن معاوية 680 - 683م ويقدر المؤرخون مدة حكمه من 10 شهور إلى ثلاث سنين

http://www.coptichistory.org/new_page_643.htm خلفاء الأسرة الأموية - مخازى ومعائب بنى أمية - خلفــاء الفرع السوفيانى  الخليفة الثانى : يزيد ين معاوية كان يشرب الخمر ويلعب بالقرود -   الخليفة الثالث معاوية بن يزيد بن معاوية

 

معاوية وزيد ومعاوية أبنه

ومروان أبن الحكم

 وعبد الملك بن مروان

 

ولما شاخ البابا أغاثوا القديس وإعتلت صحته وقارب على الإنتقال من عالمنا الأرضى قام تاودروس الخلقيدونى الملكى ( تابع للكنيسه اليونانيه البيزنطية) المسئول بتحصيل الجزية من الإسكندريه والوجه البحرى من قبل الخليفه الأموى يزيد بن معاويه بوضع يده على كل ما للكنيسة القبطية من الأموال والكنائس الباقية والأراضى وختم بالشمع عليها , حتى أنه عندما تنيح البابا لم يجدالمعزيين ولا الرهبان والقسوس شيئا يأكلونه فى يوم وفاته سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس  Evetts    طبعه باريس1904  ج1 ص 103
أما مسز بوتشر فقد قالت " ثم غالى تاودروس من أتباع كنيسه الأروام ( اليونانين ) فى القحه والبذائه فأصدر امرا يحتم على البطريرك القبطى بالإنكماش فى كنيسته وان لا يبرح صومعته فيها وإلا يحل رجمه بالأحجار وقتله وكان ذلك بسبب ذلك البغض والحقد الكامنين فى صدر هذا الرومى ضد أغاثو , حتى أنه عندما توفى هذا البطريرك أسرع هذا الحاقد , وأغلق جميع أبواب البطريركيه وختمها بالشمع بدون مسوغ شرعى وبدون قانون يخول له هذا التدخل المذموم , وقالت مسز بوتشر معلقه على ما حدث من الأروام المسيحين : " وكانت النتيجه أن حاشيه البطريرك إستائت من هذه الوقاحه ورفعت دعواها إلى حاكم مسلم الذى نظر فى الأمر ورفع هذا الحيف الثقيل " كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 160
ويؤكد مخطوط تاريخ البطاركة الذى جمعه أبن المقفع سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 102 ما فعله هذا الرومى : " ولما تنيح البابا القديس أنبا أغاثون وضع تاوضروس الأنطونى يده على كل شئ (فى البطريركية) حتى أنهم لم يجدوا خبزاً يأكلونه يوم وفاته , لأنه ختم على كل ما له وعلى جميع ما عندهم "
وأوضحت مسز بوتشر رأيها عن وضع الطائفتين الشقيقتين وتلاعب المسلمين بهما فقالت " أن عوامل العداوه والشقاق بين الأقباط والأروام قد أضر بالطائفتين " كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 160
الإنتقام الإلهى:  
 ولما كان تاودروس الخلقيدونى الرومى محبا للحياه محبا للسلطة محبا للمال0وكما هو معروف انه لا يوجد فى الحياه إلا شهوه جسد وشهوه بطن وتعظم معيشة0 فأعطى هذا المغرور لنفسه كل ما تشتهيها وراح يأكل بنهم شديد0
 فإنتقم الرب منه بضربه ضربه قويه فضربه فى أحشاءة وأصابة بعلة ألإستسقاء فصار يأكل بدون أن يشبع وقيل أنه كان يقدم له 12 رطلا من الخبز و24 رطلا من اللحوم وكميه كبيره من التين ويشرب زقا واحداً نبيذ من أجود أنواع نبيذ مريوط الذي كانت مريوط مشهوره بصناعتة فى هذا الوقت0 , ولا يشبع ولا يرتوى ولا يمتلئ بطنه ومات بموته سوء .  
وتولى إبن تاودروس مكانه فى جباية الجزيه من الأقباط ولكنه لم يكن مثل والده بل كان هادئا الطباع وعندما رأى ما حدث لأبيه حاول جهده أن يتخذ طريقا صالحا ويكفر عن سيئات أبيه , وصار للبابا يوحنا كالولد فصار يخدم البابا يوحنا , وكان البابا يحبه ويثق به ويهديه إلى الطرف المستقيمه , إلا أنه بالرغم من قوه هذه العلاقه , وقالت أيريس حبيب المصرى : " لكنه لم يفض الأختام التى كان وضعها أبوه على الكنائس القبطيه عنوه وإقتدارا "ً قصه الكنيسه القبطية بقلم أيريس حبيب المصرى – الطبعه السابعه سنة 2000 ج2 ص 258 
ويقول تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 102 : " وولو ولده بدلاً منه وصار لأبينا البابا يوحنا كولده وكان له أمانه فيه ومحبة وكان الأب البطريرك يهديه كأبنه "
 الحكام والولاه المعاصرون للبابا يوحنا: 

عاصر هذا البابا كل من الخليفه يزيد بن معاويه , والخليفه مروان بن الحاكم والخليفه عبد الملك بن مروان ويصفه مخطوط تاريخ البطاركة : أنه : " كان مثل أسد إذا خرج من الغابة جائعاً يأكل ويدوس الباقى برجليه وقد ملك الشرق والفسطاط وولى أولاده كل الكور (المدن) وكان أكبر أولاده أسمه عبد الملك أعطاه ولاية دمشق , والولد الثانى  عبد العزيز أعطاة مصر وكان المصريين يخافون مروان , وكان المصريين يترجون وصول إنسان أخر أسمه أبن الزبير فوصل وغلب جيش مروان , ووضع كاتبان أرثوذكسيان على جميع بلاد مصر ومريوط ومراقية ودبلو (ليبيا) أسم أحدهما أثناسيوس وكان له ثلاثة أولاد وأصله من أهل الرها التابعه لسوريا وأسم الآخر أسمه أسحق هو وولده من أهل شبرا وصفه تاريخ البطاركة قائلاً : وهم قوم من أحسن الأرثوذكس     .

وقد عاصر هذا البابا سعيد بن يزيد ألزدى الوالى فى عصر الخليفة يزيد بن معاوية , وعاصر أيضاً مسلمة بن عقبة المرسى الوالى فى خلافة يزيد , وعاصر أيضاً عبد الرحمن بن جحدم فى خلافة عبدالله بن الزبير .

ثم عاصر عبد العزيز الوالى وهو أبن الخليفة مروان بن عبد الحكم

أخبار من بيزنطة

ووردت أنباء فى بداية جلوس البابا يوحنا عن قتل طيباروس الملك على بيزنطية وأخذ ولده الملك وأسمه أوغسطس , ولما ملك وجه إهتمامه على أستعادة السواحل التى غزاها المسلمون فإستعادها وأخذ جزائر كثيرة كان المسلمين قد غزوها ومنها جزيرة صقلية ,  وذهب هذا الملك إلى القسطنطينية للحرب فقتله أحد وزرائه ذبحاً وولى الملك بعده ولده يوسنسيانوس مكانه وكان ملكاً جريئاً فوقع خوفه فى قلوب المسلمين وقال مخطوط تاريخ البطاركة يصف هذا الملك : " كان مثل أسد يثب على الذئاب  "  

فتنه بسبب مجمع خلقيدونية فى القسطنطينية

وقام راهب فى مدينة القسطنطينية أسمه مكسيموس وأثار القلائل وصنع إضطراباً كبيراً قائلاً إن كنتم على إيمان مجمع خلقيدونية حقاً فإعترفوا بقول المجمع بطبيعتين وشخصين وأقنومين وإرادتين ومشيئتين فتبعه جمع كثير فوقع عداء بين شعب القسطنطينية وغضب قسطنطين عليه فنفاة قسطنطين فسكنت الفتنة

 

الوالى عبد العزيز بن مروان وفك الأختام :  

ولى الخليفه مروان أولاده الأربعة على ولايات خلافته فأعطى إبنه الكبير ولايه دمشق وإسمه عبد الملك وأعطى الثانى ولايه مصر وإسمه عبد العزيز  

وعين الوالى عبد العزيز الكاتبين أورثوذكسين السابقين لجمع الجزيه على مصر وهما أثناسيوس من أهل الرها إحدى بلاد سوريا وكان له ثلاثه أولاد , أما الآخر فكان إسمه إسحق وله ولد واحد من شبرا 0  

أما الكنائس الأرثوذكسية فى الإسكندرية فقد ظلت مغلقة وأستولى علي بعضها الأروام الملكين ( اليونان ) يصلون بها , فكتب البابا يوحنا الثالث إلى هذين الكاتبين يعرفهما حال الكنائس التى صارت فى يد الأروام الذين لقله عددهم فى أحياء كبيرة لم تكن لهم القدرة على إدارتها وشغلها والصلاه فيها فأغلقوها بالشمع وختموا عليها حتى لا يصلى فيها الأقباط وإستخدم هاذان الكاتبان نفوذهما لدى الخليفة وأرسلا كاتبان بأمر فك الأختام والشمع وتسليم جميع الكنائس المغلقة التى للكنيسة القبطية إلى البطريرك القبطى البابا يوحنا الثالث.

البابا يوحنا قبل رسامته

(الجزء التالى منقول من مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م ص 94) ناحية سيله (ناحية سيله مركز الفيوم) دير] (دير) الدير المعروف بدير الأخوة وبه كنيسة على أسم الشهيد أبو مينا وكان يأوى فيه القس يوحنا السمنودى (خلف البابا أغاثو الـ 39 أى أصبح بطريركاً بأسم البابا يوحنا الثالث الـ 40) وكان هذا القس عالماً متواضعاً معزى بتعاليمه لكل من يأتى إليه ويسمع أقواله وهذا صار بطريركاً فى الإسكندرية .

 

 

 قداسة البابا يوحنا الثالث :

 كان البابا يوحنا الثالث بهى الطلعه نعمه إلهنا ظاهره عليه ويقول إبن المقفع أن وجهه كان مثل موسى لم يستطع أحد أن ينظر إلى وجهه , ولم يقدر أحد أن يميز محاجر عينيه من كثره النور , وكان الرب معه فكان يشفى كثيراً من أمراض شعبه بدعائه , وكان بتول النفص والجسد , مسالما لجميع الناس , وعندما فاقت عجائبه وزاعت فى بلاد الأرض , وبلغت المعجزات التى كان يعملها البابا بقوة المسيح إمبراطور القسطنطينية ومستشاريه والحاشيه التى بقصره  فأرسلوا إليه الهدايا النفيسه سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م   وطبعه ايفتس          Evetts    طبعه باريس1904    ج1  ص 105 بالرغم من خلافهم العقائدى مع الأقباط 0

الحادثه الأولى من نوعها  المسلمين يقومون بتعذيب بابا قبطى

قصة تعذيب والى مسلم لبابا القبطى

 هذه اول حادثه من نوعها تحدث من المسلمين بتعذيب بابا قبطى ثم توالى الولاه فى التفنن فى سرقه أموال المسيحين بتهديدهم وإضطهادهم وقتلهم وإبتزازهم – وقد أشار المؤرخين قبل الإحتلال الإسلامى أن آباؤنا البطاركة فد أضطهدوا وعذبوا ونفوا بسبب تمسكهم بإيمانهم المسيحى – ولكن سيكتشف القارئ أن سبب تعذيب المسلمين لهم هو جشع الولاه ونهمهم للحصول على مال من هؤلاء الرهبان المتقشفين الذين تركوا كل شئ فى العالم من شهوه أكل وملبس وتعظم معيشة يعظون كل الناس كل حين قائلين أن " المال اصل كل الشرور " 

الوالى عبد العزيز يبتز البابا القبطى

حدث أن ذهب الوالى عبد العزيز إلى الإسكندرية ( ذكر بعض المؤرخون أن الوالى صاحب هذه الحادثة هو سعيد بن يزيد الأزدى) فى أول سنة من ولايته ليأخذ خراجها ووصل إلى المدينة سراً فلم يشعر به أحداً , فلم يعلم البابا بقدومه ليلقاه بالحفاوه اللائقه بأمير عربى يحكم مصر مزودا بالهدايا الثمينه والعطايا الكثيرة , ولما كان الأروام متولين أمر الخراج فى مصر فعلموا بوصول الأمير وكان لهم السبق فى الإجتماع به فسعى قوم من أشرار الروم ومنهم ثاوفانيس زوج أخت تاودروس ( ذكر بعض المؤرخين أن إسمه ثيودوسيوس ) فأوغلوا صدرالأمير حقدا على البابا وإنتهز هذه الفرصه ووشى بالبطريرك إلى الوالى المسلم وقال له " أنه لم يخرج ليتلقاك لكثره تجبره وكبرياؤه لكثره ماله " فغضب الوالى غضبا شديداً وأمر بإحضار البابا يوحنا إلى الإيوان ( الديوان – مكان جمع الجزية) فلما وقف بين يديه قال الوالى : " ما سبب غلظ رقبتك وعدك قدومك لتفدم ولائك وطاعتك مثل باقى كبار المدينة " فأجاب البابا : " أننى لم أعلم بحضورك ويعلم الرب ألإله أنى لم أفعل هذا لغلظ رقبه ولكن لضعفى ولأنى لا أتمكن من الخروج من المدينة إلى موضع آخر "

ان الأمير قد قرر العقاب سابقا فسلمه إلى قائد مسلم لإحدى الأبراج إسمه سمد ( ذكرت مسز بوتشر أن الشخص الذى تولى تعذيب البابا هو الوالى سعيد بن يزيد وذكرت بعض المراجع أن إسمه سعد راجع كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900  ص 161 ) وكان هذا الرجل مشهورا بغلظه القلب والقسوه سيئا فى طباعه تسلم البابا وأخذه إلى بيته ليعذبه حتى يدفع ما قرره الأمير وكان ذلك فى اليوم الأول من أسبوع الفصح ( الالام ) , وكان مع البابا رجلان من أخيار القبط هما أراس القس الأمين والمسؤول على أموال البيعه ( الكنيسه ) وكان رجلا حكيما معروف بالتواضع والوداعه عند أهل المدينه , والآخر هو الشماس كاتبه حيث كان من الأمور المعتاده أن يكون لكل بابا كاتباً 0

المسلمون يعذبون البابا القبطى

 أوقف رجل الشر سمد ( سعد ) أمامه البابا وقال له : " أريد منك أن تدفع مائه ألف قطعه ( دينار) ذهب التى أمر بها الأمير " فأجاب البابا بهدوء وسكينه: " تطلب منى مائه ألف قطعه ديناراً وأنا لا أملك مائه ألف درهم , لأن إلهى فى شريعته أمرنى أن لا أقتنى المال لأنه أصل كل شر , وما شئت أن تفعل إفعل , وجسدى أمامك بيدك ونفسى وجسدى بيد سيدى يسوع المسيح " ولما سمع الكافر إسم المسيح حنق على البابا للغايه كأن مسه شيطان وأمر عبيده بإحضار قصريه من النحاس مملوءاً جمراً من نار وأوقف البطريرك عليه حتى يدفع ما أمر به الوالى وذاب شحم رجلى البابا من شدة النار وقوتها وشهد الواقفين أن البابا لم يتحرك ولم يلفظ كلمة إستغاثه أو تأوه وأعطاه الرب إلهنا قوة الصبر وإحتمال النار وخيل للواقفين إنما هو يقف على وثير الفراش وناعم الرياش – ولكن إلهنا العظيم لم يرضى بهذا الظلم والإضطهاد فأوقع بزوجه الوالى ضيقه عظيمه وأرسلت أستاذها (رئيس الحرس أو المتولى شئون البيت) إلى سمد ( سعد ) وقالت : " إحذر أن تفعل سوءاً برجل الله البطرك الذى سلموه لك لأن أصابنى بسببه بلايا عظيمه فى هذه الليله " فأوقف تعذيبه ووضعه بالسجن مع رجليه الأخيار الصالحين إلى الغد ليفكر ماذا سيصنع به ؟

وفى الفجر عند صياح الديك ذهب إلى الأمير فأمره الأمير عبد العزيز قائلا : " إياك أن تمس جسده بسؤ لأجل ما نالنا فى هذه الليلة بسببه , لكن مهما قدرت خذه منه بلطف وإلا فلا تقربه بسؤ لأن الله قد أظهر لى أنه عبده فعاد سمد إلى بيته وكان هذا هو يوم الثلاثاء من أسبوع الالام 0

فأحضره أمامه والأغلال فى عنقه والسلاسل فى يديه وكلمه كلاما كثيرا وظن أنه بتهديده سوف يدفع المال الذى طلبه الوالى وأن البابا يظهر فقره ولديه كنوز العالم ,  فإستحضر ثياب يهودى وأقسم أنه إن إن لم يدفع ما هو مقرر عليه سيلبسه ملابس اليهود إحتقارا له ويلطخ وجهه بالرماد كما تفعل النساء فى حاله الحزن ويطوف به حول المدينه فأجاب البابا بشجاعه وقوه قلب : " إن لم يخلصنى الرب إلهى من يديك لأنه ليس لك القدره أن تفعل فى شيئا إلا بأمره " فقال سمد الشرير : " سأترك لك خمسين ألف ديناراً وتقوم بدفع خمسين ألف دينارا لكى أطلقك لتحصلها " . فأجابه البابا وقال له : " الذى أقدر عليه هو ثيابى التى على جسدى " وإستمر الرجل يفاصله وينزل بالمبلغ حتى وصل إلى عشره ألاف فقال له البابا : " لا أقول ما لا أقدر عليه "  

ووصل الخبر إلى الكتبه من الأقباط الموظفين بالأسكندرية أن المبلغ المطلوب إنتهى إلى عشره الاف ديناراً – فأوعزوا له سراً أن يقبل الدفع وقسموا المبلغ على الأساقفه والكتاب الذين يعملون فى الدواوين وجمعوا له المبلغ سراً خوفاً من يقوم الوالى بإضطهاد الأقباط وقتلهم كعادة المسلمين للحصول على المال .

أمضى البابا فى السجن أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من أسبوع البصخه وفى يوم خميس العهد وهو ذكرى إجتماع السيد المسيح بتلاميذه تقدم الأقباط إلى الوالى وطلبوا منه أن  يحضر البابا ليسمع منه قوله فلما أحضره ونظر إليه رآه كأنه شبه ملاك الرب فأمر بإحضار مخده كبيره ( وسادة للجلوس عليها حسب عادة العرب ) وقال له الأمير : " ألا تعلم أن السلطان لا يقاوم " فأجاب القديس قائلا : " السلطان يسمع منه أمره فيما يجب ويخالف لأمره فيما يغضب الرب الإله وقال ربنا فى الإنجيل لا تخافوا ممن يقتل الجسد وليس له سلطان على النفس والروح ولكن خافوا ممن يقدر أن يهلك النفس والجسد جميعاً وهذا يعنى أن الرب هو الذى له القدره على ذلك وحده " فأجاب الأمير : " إلهك يحب الصدق والحق " فقال البابا : " إلهى كله حق وليس فيه كذب بل يهلك كل من ينطق بالكذب " فأجاب الأمير وقال له : " أنا أصدقك , إن أى مبلغ دفعه لك النصارى بسبب مطالبتى لك إدفعه لى ولا أريد منك غيره فأشار الكتاب الموظفين أن يقبل فقبل وأطلقه الأمير بعد أن ظن أعداء البيعه أنهم نالوا من  الأقباط فرأوا فرحهم بخروج باباهم راكبا والأقباط يحيطون به وإستمروا يسبحون إلههم ويرتلون ويشكرونه على خلاصهم من هذه المكيده ووصلوا إلى الكنيسه فى يوم خميس العهد فصلى على اللقان وغسل البابا أرجل شعبه تماماً كما فعل السيد المسيح وصلى فى وسطهم مقدسا وحاملا الأسرار وقرب الشعب ثم رجع إلى قلايته بسرور زائد يمجد الرب القدير .

لى النقمه أنا أجازى يقول الرب:

  أما الأروام فنالهم غم وخزى شديد وإنتقم ربنا من ثاوفانيس رئيس مريوط مدبر المكيده فقبض عليه الأمير بسرعه وسلمه إلى احد كتابه ومعه أمراً بإلقائه فى السجن ثم قام بتعذيبه عذاباً شديداً , ثم أرسل أمرا آخر بقتله . 

وأعطى الرب البطريرك نعمه وقبولا وحظوه لدى الأمير فأصدر الأمير أمراً إلى جميع من فى المدينة : " أن لا يخاطب أحد بطريرك الأقباط إلا بالكلمات الحسنه ولا ينبغى لأحد أن يذكر أمامه عنه كلمه سوء , وأن لا يتعرض له أحد فى دخوله ولا فى خروجه "  

أعمال البابا يوحنا الثالث: 

سأل البابا يوحنا الرب أن يظهر له من يصلح أن يجلس من بعده على كرسى العظيم مار مرقس رسول المسيح , فعلم عن أخ فاضل متعبد فى دير القديس أنبا مقار بوادى هبيب إسمه إسحق , أخذه أسقف إسمه زكريا وصار يوحنا ولداً له وكان مملوء من نعمة المسيح التى كانت تعينه وتقويه وكانت له هيبة ووقار وإتضاع وكانت أعماله حسنة ورأى الناس إتضاعه وحسن أعماله فأرسل البابا يوحنا وأحضره إليه وصار يحافظ عليه مثل حدقه عينه ودربه على الكتابه والنسخ وتسجيل أعمال الكنيسة  وإدارة الكنيسة

وقام هذا البابا بمساعده شعبه القبطى المحب للمسيح ببنيان كنيسه الشهيد الجليل مار مرقس الإنجيلى , وأتم بناؤها فى ثلاث سنين وزينها بمكان يليق ببيت إله , وإشترى لها أملاكا فى مصر ( يقصد الفسطاط ) وأخرى فى مريوط والأسكندرية للصرف عليها وعلى القائمين فيها .

يقول أبو المكارم المؤرخ (5): " كنيسة مار مرقس وهى التى كان يطلق عليها أسم القمجة (كلمة قمجة تعنى بالقبطية النزهة) وكانت خارج الثغر ومعنى كلمة القمجة هو النزهــة جدد بنائها السمنودى البطريرك الـ 40 وظل ثلاث سنين يرمم بنائها وأكملها  ثم يكرز فيها الرتب  وكرزت أولاً فى 6 أمشير وأشترى لها املاك فى مصر والإسكندرية وفى مريوط ، وأنشأ طاحون ومعصرة وآدر وساعدة المسيحيون القباط ببعض ما إحتاجه فى البناء الأخير . "

أيـــام الغــــلاء :

وحدث غلاء فى أيام هذا البابا أستمر لمدة ثلاث سنين , وأعان الرب هذا البابا للقيام بسد جوع شعبه الفقير والمساكين طوال تلك المده ولولا أن الرب دبر وجوده لماتوا وهلكوا من شده الجوع  وبنى طاحون كعك ومعصرة للزيت الحار وباركه الرب الإله فى كل أعماله كما بارك يوسف البار  

وكان هذا البابا كثير الصدقات فكان يدفع لفقراء المدينه قوتهم على دفعتين كل أسبوع ويدفع لهم دراهم ليشتروا باقى إحتياجاتهم

وكانت طاحونه الكعك لا تبطل ليلا ولا نهارا تعمل دائما ولا تتوقف ويقول عنه إبن المقفع :" أنه كان يدفع صدقات مثل رمل البحر"  سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م   وطبعه ايفتس          Evetts    طبعه باريس1904    ج1  ص 107

موت إبن عمرو بن العاص :

 قيل أنه عندما إستولى مروان بن عبد الحكم على الفسطاط أن إبن عمر بن العاص مات فى منزله وكان قد مكث فى منزله ولم يبارحه طيله حياته , كما لم يكن له أى دور فى الشئون الحربية السياسية التى ذخرت بها الأمة العربية الإسلامية وكذلك المجاعه التى هددت البلاد , فى هذه الأحوال السيئه مات إبن أكبر قائد للمسلمين , ولم يحتفل به المسلمون بل دفنوه فى حفره تحت جدار منزله  

مرض البابا يوحنا الثالث :

 وشاءت إراده الرب أن يصاب هذا البابا بمرض النقرس فى رجليه فاعذب منه كثيراً جداً وكان الأطباء من الأقباط يعالجونه بمشورة أهله والمحيطين به وحدث أن قرر الوالى عبد العزيز السفر إلى مصر ( الفسطاط) فصحبه البابا فى رحلته إلى أن وصلا حتى أحس بنغس ونخس فى جنبه فأخبروا الأمير بذلك فحزن حزناً شديداً فأمر كتابه بإعداد مركبا تقله إلى مدينة الإسكندرية فلما وصل إلى مدينة الإسكندرية إنتشر الخبر أن البابا متوعك ووصل إلى جماعه الأساقفه  فدخلوا إليه والذين زاروه هم أغريغوغريوس أسقف القيس وأبا يوحنا اسقف نيقيوس وأنبا يعقوب أسقف أرواط وأنبا يوحنا أسقف سخا وأنبا ثيدر أسقف مليدس , أما الشعب المحب لراعيه فكانوا حزانى لألامه ومرضه ولما رأوا راعيهم يتسلم دعوته لينتقل من الأرض إلى السماء , وأنه كان خادمهم قبل أن يكون رئيسهم وأنه لم يقم فى جيلهم من فعل أفعاله ةتحمل المشقات والآلام فى صبر عجيب ووصل البابا يوحنا منهكا متعبا إلى الكنيسه التى بناها لمار مرقس الإنجيلى التىبناها ب لحكمه يراها الرب الغير مدركه للبشر حملوه ودخلوا به إلى المذبح الكبير فتحامل على نفسه ووقف بالرغم من أنه فى لحظات عمره الأخيره وأنشد إلى إلهه صلاه الشكر يشكر الرب على صنيعه وقوته التى أعطاها له ليخدم شعبه وعندما أكملها غاب عن الوعى فحملوه ودخلوا به إلى مخدعه فأسلم الروح فى يد المسيح بمجد وكرامه 0 وكانت مدة جلوسه على كرسى مار مرقس الرسول تسع سنين وتنيح1 كيهك 406 ش
27 نوفمبر 689 م  ودفن فى المكان الذى بناه لنفسه فى ك
نيسه القديس مرقس بركات هذا القديس الذى جاهد الجهاد الحسن وجلس على الكرسى البطريركى لمدة
9 سنين  وكان مركز الكرسى المرقسى بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية وأكمل سعيه فى سلام تكون معنا آمين

 العلاقه بين البابا يوحنا والوالى عبد العزيز:

 قالت أيريس حبيب المصرى : " أن الأطباء أشاروا على عبد العزيز بأن يقيم فى حلوان للأستشفاء آثر الإقامة فى دير أبى سيفين بطموة – وهو يقع على الضفة الغربية للنيل المقابله لحلوان , وشائت العنايه الإلهيه أن يتال عبد العزيز الشفاء من دائه بسرعه لم يكن يتوقعها ومنح الرهبان عشرين ألف دينار فى تلك الزيارة

ومما يجب ذكره أن العمله الأولى للإمبراطورية الإسلامية منذ نشأة الإسلام قد سكها عبد العزيز وهو مقيم فى دير أبى سيفين بـ طموه فى مصر وكانت تشبه العملات البيزنطية عبارة عن هلال على عمود قائم على سلالم   0  

ومما يذكره المقريزى أن عبد العزيز بن مروان الوالى الأموى قد وجد كنزا من كنوز مصر مدفونه تحت الأرض وقد أستخدم الذهب وباقى الكنوز فى صناعة أول عملة إسلامية وهذا ما قاله المؤرخ المقريزى عن إكتشافه الكنز المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الأول   9 / 167  : " قال المسعوديّ‏:‏ ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان وما يوجد في الدفائن من بالمطالب إلى هذه الغاية وقد أتينا على جميع ذلك فيما سلف من كتبنا‏.‏
فمن أخبارها ما ذكره يحيى بن بكير قال‏:‏ كان عبد العزيز بن مروان عاملًا على مصر لأخيه عبد الملك بن مروان فأتاه رجل متنصح فسأله عن نصحه فقال‏:‏ بالقبة الفلانية كنز عظيم‏.‏ قال عبد العزيز‏:‏ وما مصداق ذلك‏.‏ قال‏:‏ هو أن يظهر لنا بلاط من المرمر والرخام عند يسير من الحفر‏.‏
ثم ينتهي بنا الحفر إلى باب من الصفر تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان ملك الدنيا وجناحاه مضرجان بالياقوت والزمرد ورأسه على صفائح من الذهب على أعلى ذلك العمود فأمر له عبد العزيز بنفقة لأجرة من يحفر من الرجال في ذلك ويعمل فيه‏.‏
وكان هناك تل عظيم فاحتفروا حفيرة عظيمة في الأرض والدلائل المقدّم ذكرها من الرخام والمرمر تظهر فازداد عبد العزيز حرصًا على ذلك وأوسع في النفقة وأكثر من الرجالة ثم انتهوا في حفرهم إلى ظهور رأس الديك فبرق عند ظهوره لمعان عظيم‏.‏
لما في عينيه من الياقوت ثم بان جناحاه ثم بانت قوائمه وظهر حول العمود عمود من البنيان بأنواع الحجارة والرخام وقناطر مقنطرة وطاقات على أبواب معقودة ولاحت منها تماثيل وصور أشخاص من أنواع الصور الذهب وأجرنة من الأحجار قد أطبق عليها أغطيتها وسبكت‏.‏فركب عبد العزيز بن مروان حتى أشرف على الموضع فنظر إلى ما ظهر من ذلك فأسرع بعضهم ووضع قدمه على درجة من نحاس ينتهي إلى ما هناك فلما استقرّت قدماه على المرقاة ظهر سيفان عاديان عن يمين الدرجة وشمالها فالتقيا على الرجل فلم يدرك حتى جزآه قطعًا وهوى جسمه سفلًا‏.‏فلما استقرّ جسمه على بعض الدرج اهتز العمود وصفر الديك صفيرًا عجيبًا أسمع من كان بالبعد من هناك وحرّك جناحيه وظهرت من تحته أصوات عجيبة قد عملت بالكواكب والحركات إذا مال وقع على بعض تلك المرج شيء أو ماسها شيء انقلبت فتهاوى من هناك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة وكان فيها ممن يحفر ويعمل وينقل التراب وينظر ويحوّل ويأمر وينهي نحو ألف رجل‏.‏
فهلكوا جميعًا فخرج عبد العزيز وقال‏:‏ هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النيل نعوذ باللّه منه وأمر جماعة من الناس فطرحوا ما أخرج من هناك من التراب على من هلك من الناس‏.‏  "

وذكرت مسز بوتشر معلومه هامه لدارسى التاريخ : " أنه لما مات البابا يوحنا أصدر عبد العزيز أمراً باتا يقضى فيه على الأقباط بأن ينتخبوا بطريركهم الجديد فى بابليون التى أصبحت فى ذلك العهد من ضواحى الفسطاط , وكانوا ينتخبونه قبلا فى الأسكندرية" كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900  ص 164وذكرت أيضا أنه من ذلك الحين حتى القرن الحادى عشر وبطاركه الأقباط ينتخبون فى بابليون ولك رسامتهم تتم فى كنيسة رئيس الملائكه ميخائيل بالإسكندرية , وكان البطريرك المنتخب يتعهد بدفع من إيراده الرسمى مبلغا سنويا من المال لقسوس الأسكندرية إعانه لهم على تعمير كناس هذه المدينة 0

ومن مآثر هذا البطريرك أنه شيد كنيسة فى الثغر على أسم مار مرقس وبنى له منامة (أى مدفن) فيها فى مدة ثلاث سنين وأشترى لها اوقافاً فى ثغر الإسكندرية ومصر ومريوط وشيد بها طاحون كعك ومعصرة زيت حار وفى مدة الغلاء الذى أستمر ثلاث سنين كانت الطاحون تدور بلا إنقطاع وكان يعطى مجاناً منه للفقراء والمعوزين الخبز والكعك بإستمرار

********************

المــــــــــــراجع

(1)  سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 100 - 102 مع بعض التعديل البسيط الذى أجرى من الموقع لتلائم لغته لغة العصر مع الأحتفاظ بالمعنى .

(3)  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة

(4) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس

 (5) مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 145 - 146

This site was last updated 12/22/11