Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الإحتلال الأموى

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
خلفاء بنى أميه الفرع السفيانى
البابا أغاثون الـ39
أم معاوية آكلة الأكباد
المقريزى ومقتل عثمان
البابا خائيل2 البابا الـ46
القديس يوحنا الدمشقى
الجامع الأموى كان كنيسة
البابا يوحنا3 الـ 40
البابا إسحق الـ 41
البابا سيمون الـ 42
البابا ألكستدروس 2 الـ 43
البابا قزما 1 الـ 44
زخارياس أسقف سخا
البابا تاودروس الـ 45
جرائم الأمويين ضد الشيعة
البابا شنودة والخلفاء الأمويين
ال
New Page 1205
New Page 1206
ولاة الأموين على مصر
خلفاء بنى أمية - الفرع المروانى

 شعار الأمويين ولون أعلامهم

ومنها اللون في الأعلام والخلع ونحوها
وكان شعار بني أمية من الألوان الخضرة فقد حكى صاحب حماة عن الملك السعيد إسماعيل المتقدم ذكره أنه حين ادعى الخلافة وأنه من بني أمية لبس الخضرة وهذا صريح في أنه شعارهم
[
الجزء التالى نقل من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا - القلقشندي - الكتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا - المؤلف : أحمد بن علي القلقشندي - الناشر : دار الفكر - دمشق - الطبعة الأولى 1987، تحقيق : د.يوسف علي طويل عدد الأجزاء : 14 ] : "كان شعارهم الخضرة، حكى صاحب حماة عن الملك السعيد صاحب اليمن المقدم ذكره أنه حين ادعى الخلافة وأنه من بني أمية لبس الخضرة، وهذا صريح في أن شعارهم الخضرة".

 تحول الخلافة بالإختيار بالشورة إلى الحكم بالوراثة
وبهذا إنقسم العرب الى قسمين  وأصبح هناك خليفتين احدهم مع الخليفه على ويشمل بلاد الفرس والعرب ومصر اما القسم الثانى مع الخليفه معاويه بن ابى سفيان ووكيله عمرو بن العاص ويشمل الشام وجزء من العراق وظل هذا الانقسام 4 سنوات
وأرسل معاويه عمرو بن العاص بجيش الى مصر فغزاها مره ثانيه0المره الاولى استولى عليها المسلمين من الروم والمره الثانيه إستردها ومعه 6000 فارس وجندى من إخوانه وأقرباؤه  وقبض على محمد بن أبى بكر وسلمه الى معاويه بن حديج الذى وضعه فى جلد حمار وأحرقه بالنار و قطع رأسه  وأرسلت رأسه الى الخليفه معاويه سنه 651م 38هجريه  ووصلت اخبار مقتل محمد بن ابى بكر والى مصر الى الخليفه على بن ابى طالب كما سمع بسقوط مصر
وقاد على بن ابى طالب جيشا لقتال معاويه وتقاتلا عند نهر الفرات لمده 32 يوما ثم عقدا صلحا فذهب على الى الكوفه اما معاويه فإستولى على مكه والمدينه واليمن
 اما أئمه الاسلام فى مكه لم يرضهم سيلان دم المسلمين فتأمروا وارسلوا ثلاثه افراد لإغتيال المسؤلين عن هذه المذابح الاسلاميه والانقسامات الداخليه فبعثوا عبد الرحمن بن ملجم الى على بن ابى طالب فقتله نحرا بالسيف وقبض على القاتل عبد الرحمن بن ملجم وقطعوا يديه ورجليه وسملوا عينيه بالحديد المحمى بالنار ثم قطعوا لسانه فمات ويذكر ابن سعد فى الطبقات الكبرى ج3 ص 39 انهم حرقوا جثته وقد ايد هذه الروايه" الطبرى وإبن الاثير"
والثانى ارسلوه الى معاويه الذى ضربه بالسيف إلا انه أخطأه فتوسل اليه الضارب الا يقتله وبشره بموت على بن ابى طالب فلم يعفى عنه وقتله
اما الثالث فلم يدرك عمرو بن العاص ليقتله وكان عمرو قد إشترط على معاويه ان يصير واليا على مصر مدى الحياه قأجابه معاويه الى طلب
وبعد مقتل عل بايع العرب الحسن على بن ابى طالب خليفه سنه 653م 60 هجريه بعد ابيه  فسار معاويه لقتاله بجيش يفوقه فى العدد والعده بقرب الكوفه الا ان جنود الحسن خانته وتخلت عنه فتنازل الحسن عن الخلافه لمعاويه سنه 669م 65هجريه وبهذا التنازل أصبح معاويه هو الخليفه الوحيد للعرب
ومع هذا الانتصار فقد أصر معاويه على أن يقتل كل أقرباء على وأصحابه حتى لا يطالب أحدهم بالخلافه وبهذا يعتبر معاويه بن ابى سفيان مؤسس الجكم الاموى هو اول خليفه أموى وسمى بذلك نسبه الى ابيه جد معاويه الاكبر وجعل الخلافه وراثيه وبقيت فى يد الاسره الامويه 90 سنة**
 توفى معاويه 672م 60هجريه وخلفه ابنه يزيد الذي أصبح خليفه دمشق بعد أبيه وقتل يزيد بن معاويه الحسين وقد أفاض فيه الرواه ثم بايع اهل مكه عبدالله بن الزبير فبعث اليهم يزيد بجيش بقياده مسلمه بن عقبه المرسى 675م 63 هجريه حاصرها ولم تستسلم له دخلها ونهبها وأحرق البيت والكعبه وأصدر أمره بإستباحه المدينه ثلاثه أيام بعد إنهزام اهلها فى موقعه الحره إستقل ابن الزبير بعد موت يزيد خليفه دمشق فقهر جنود الشام وطردهم من مكه وبايع اهل الشام معاويه الثانى ابن يزيد خليفه سنه 676م و64 هجره وكان يحب الانفراد والعزله وكرة الخلافه وإستقال بعد 3 اشهر خلفه مروان بن الحكم اما خليفه مكه عبدالله ابن الزبير فأرسل عبد الرحمن بن جحدم واليا على مصر فأعد مروان جيشا وزحف الى مصر وحارب أميرها وولى مكانه أبنه عبد العزيز ورجع الى دمشق وخلفه إبنه عبد الملك الذى قام بالحرب على خليفه مكه وإستمر يحارب إبن الزبير وبعد أن قتله وقف عبد الملك على منبر الرسول عام 75 هجريه وخطب قائلا( والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه ذكر فى تاريخ الخلفاء للسيوطى ص195-200) وصفه الزهرى بأنه أول من نهى عن ألأمر بالمعروف
 ثم حارب مصعبا أخو عبدالله من بعده حتى رجحت كفته وإنتصر وأصبح هو الخليفه الوحيد للمسلمين ثم الخليفه عبد العزيز بن مروان (أصبح خليفه بعد أن تولى مصر لمده 20 سنه) ، ولما توفى خلفه الوليد الملقب بأبى العباس (إبن عبد الملك بن مروان) وكان عبد الملك له أربعه أبناء تولوا الخلافه على الترتيب وهم(الوليد - وسليمان - ويزيد - وهشام)وكان يزيد بن عبد الملك هو التاسع فى خلافه بنى أميه وحكم 4 سنين وذكر السيوطى ص232 أنه ما أن ولى (حتى أتى بأربعين شيخا فشهدوا له ما على الخليفه حساب ولا عذاب)
وكان اخر الاخوه فى الحكم هو هشام وقال المؤرخون المسيحيون أن هشام كان عادل فى حكمه وأمر بتسليم كل شخص سدد ضرائبه برائه رسميه بإسمه حتى (لا يظلم ولا يكون فى مملكته ظلم ) وقال عنه الأسقف ساويرس ص152 ( كان هشام رجلا خائفا من الله على طريق الإسلام وكان محب لسائر الناس ) أما المؤررخون المسلمون فلهم رأيا آخرا فيقول كتاب مروج الذهب للمسعودى ج3 ص219 [ أن زيد بن على بن الحسين تمرد على الخليفه الأموى هشام بن عبد الملك ، وحدث ان زيد قتل فى المعركه ، فدفنه رفاقه بسرعه فى ساقيه ماء ، وردموا قبره بالتراب والحشيش لإخفاءه ، فإستدل على مكانه قائد جيش هشام ( فإستخرجه وبعث برأسه الى هشام ، وكتب إليه هشام: أن إصلبه عريانا ، فصلبه يوسف كذلك ، وبنى تحت خشبته عمودا ثم كتب هشام الى يوسف يأمره بإحراقه وذروه فى الرياح ]
وحدث ان اليزيد اوصى أخيه هشام بإعطاء الخلافه لإبنه الوليد قبل ان يموت ووفى هشام بوعده لأخي وبهذا اصبح الوليد بن يزيد عبد الملك خليفه بعد الاربعه أخوه (ابيه وأعمامه) ورأى يزيد بن الوليد عبد الملك (ابن عمه "الاخ الاول من 4 أخوه")ان الوليد بن يزيد عبد الملك الخليفه (إبن الاخ الثالث) يفعل أفعال شاذه وأن سلوكه منافى للاداب العامه وأخلاقه منحطه وكان مثار السخريه من العامه0 فقتله ابن عمه يزيد بن الوليد عبد الملك (ولم تزيد مده الخليفه المقتول عن عام واحد) ثم حكم يزيد بن الوليد 5 اشهر ثم مات وتولي الحكم شقيقه لمده 70 يوما ثم عزل على يد مروان بن محمد الذى حكم لمده 5 سنين، وقتل وهو مصلوب منكس الرأس على يد العباسيين فى مصر  هذا الموجز هو ملخص شديد لتعريف القراء مجرد اسماء الخلفاء الراشده والامويه والاحداث الهامه ولم نتعرض للتفاصيل لما فيها من احداث اخرى مخزيه ومخجله احيانا ومؤلمه ودمويه غالبا حرصا على شعور القراء  كما ان هذه التفاصيل لا تهم الباحثين فى التاريخ القبطي وهناك مراجع تاريخيه موثوق بها مثل، مروج الذهب للمسعودى، تاريخ الخلفاء للسيوطى،البدايه والنهايه لإبن كثير،الكامل لإبن الأثير، ابن الطبرى، الأخبار الطوال للدينورى، تاريخ الأمم والملوك للطبرى،اليعقوبىأنساب ألأشراف للبلاذرى000 وغيرها، يمكن الرجوع اليها لزياده المعرفه عن التاريخ العربى والاسلامى

**************

 قطع الرؤوس

 رُأي راس الحسين (ع) بين يدي عبيد الله بن زياد في قصر الكوفة، ثم رُأي راس ابن زياد بين يدي المختار الثقفي، ثم رٌأي راس المختار بين يدي مصعب بن الزبير، ثم رُأي رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان. و كانت المدة بين أول الرؤوس و آخرها اثنتا عشر سنة.

****************************************************************************

وكان أثناء الخلافة الأموية هناك خلافة أخرى فى مكة هى خلافة عبد الله بن الزبير من 64 إلى 73
ومدة حكم الأموين كانت 97 سنة

  وقسم المؤرخون الخلافة الأموية على فترتين متميزيتين :


الأولى : الفترة السفيانية:

وهي الفترة التي تولى الخلافة فيها كل من الخليفة معاوية ابن أبي سفيان وابنه الخليفة  يزيد بن معاوية وحفيده الخليفة معاوية بن يزيد وقد امتدت 23 سنة (41 - 64هـ).

خلفــــاء الفرع السوفيانى

 

حياته

مدة الحكم

الخليفة

م

606 - 680

(25يوم- 3أشهر- 19سنه ) 661- 680

أبو عبد الرحمن / معاوية بن أبي سفيان

1

646 - 684

(10 أشهر- 3سنين ) 680 - 683

أبو خالد / يزيد بن معاوية

2

646 - 684

683  - 683

أبو ليلى / معاوية بن يزيد

3


الثانية : الفترة المروانية:

وهي الفترة التي انتقلت فيها الخلافة إلى الخليفة مروان بن الحكم حتى عهد حفيده الخليفة مروان بن محمد بن الحكم, آخر خلفاء بني أمية, ومدتها 68 سنة (64 - 132هـ).

خلفــــاء الفرع المروانى

 

حياته

مدة الحكم

الخليفة

م

-685 

684 - 685 م

أبو عبد الملك / مروان بن الحكم

4

647 - 705م

(17 يوم – 7 أشهر- 21 سنه ) 685 - 705م

أبو الوليد / عبد الملك بن مروان

5

- 715 م

705 - 715 م

أبو العباس / الوليد بن عبد الملك

6

- 718م

(7 أشهر – 2 سنه) 715  - 717 م

أبو أيوب / سليمان بن عبد الملك

7

681 - 720م

(23يوم /5 أشهر / 2 سنه) 717 - 720م  سقي سماً

أبو حفص / عمر بن عبد العزيز

8

691 - 723 م

(1 شهر  - 4 سنين) 720 - 724 م

أبو خالد / يزيد بن عبد الملك

9

690 - 743م

(20 يوم , 8 أشهر , 4 سنين) 724 - 743 م

أبو الوليد / هشام بن عبد الملك

10

709 - 744م

743 - 744م - قتـــــــــل

أبو العباس / الوليد بن يزيد

11

- 744 م

744 - 744 م

أبو خالد /"الناقص" يزيد بن الوليد

12

750م

744 - 744م - خلع ثم قتله العباسيون في وقعة الزاب

أبو إسحاق إبراهيم بن الوليد

13

750م

744 - 750 م قتله العباسيون في وقعة الزاب

أبو عبد الملك / مروان بن محمد بن مروان بن الحكم "الجعدي الحمار"

14


وفي خلال الفترتين ومدتهما 91 سنة وتسعة أشهر توالى أربعة عشر خليفة كان أهمهم معاوية ابن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وأخوه هشام بن عبد الملك وكانت مدة خلافتهم (71 سنة) من أصل (91 سنة) فالدولة الأموية كانت دولتهم, وفي عهدهم أحتلوا أرضى الدول من البحر الأطلسي إلى حدود الصين, ثم أخذت شمس الخلافة بالغروب, بما شبت فيها من ثورات للأستقلال أو الصراع على الخلافة وانتقاض على الحكم وثورات الخوارج وحروب أهلية أثارتها العصبية القبلية بين المضرية واليمنية .
في المجال السياسي
أ- نقل العاصمة من الكوفة إلى دمشق وكان علي ابن أبي طالب نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة وقد أغضب نقل العاصمة إلى دمشق أهل الحجاز وأهل العراق ولتثبيت حكمهم بنو الجامع الأقصى حتى يحولوا نظر المسلمين بعيداً عن مكة .
ب- تحول الخلافة إلى ملك موروث, ينتقل بعهد من الخليفة السابق إلى ابنه أو إلى اثنين أو أكثر من أولاده بالترتيب, وهذا حدث مع الخليفة عبد الملك بن مروان حين عهد بالخلافة إلى ولديه الوليد وسليمان ,

أى أنه تبدلت صيغة البيعة, فبعد أن كانت بيعة الخليفة في عهد الخلفاء الراشدين تقوم على مبايعته على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وتؤخذ ممن حضر المبايعة من أهل المدينة أصبحت تؤخذ من الرعية وخاصة القضاة وكبار الشيوخ وحضور الخليفة في عاصمة الدولة (دمشق) وبحضور عماله في الولايات , ومن مراسيمها الحلف بالله تعالى وبالطلاق والعتاق وبكل محرجة الإيمان, وذلك لتأكيدها والتحفظ من نقضها . وكان الخليفة يأخذ البيعة لمن يعهد بالخلافة من أولاده من بعده, وإذا ما رفض أهل مدينة البيعة, فكانت تؤخذ بالقهر والغلبة والإرهاب والقتل كما فعل مسلم بن عقبة المري, حين أخذ البيعة ليزيد بن معاوية من أهل المدينة سنة 63هـ.
ج- وكانت أقوى الجماعات القرشية المنافسة لبني هاشم هم قبيلة كلب اليمانية المتوطنة هناك قبل الإسلام خارج العربية . , وكانوا يتزوجون من هذه القبيلة القوية , فقد تزوج عثمان ابن عفان من نائلة بنت الفرافصة الكلبية وكان ابن عمه سعيد بن العاص قد تزوج من قبل أختها هندا, ثم تزوج معاوية ابن أبي سفيان من ميسون بنت بحدل الكلبية فاستولدها ابنه يزيدا, وتزوج مروان بن الحكم ليلى بنت زبان الكلبية واستولدها ابنه عبد العزيز, ثم تزوج قطية بنت بشر بن عامر الكلبية واستولدها ابنه بشرا , وبذلك ارتبطت القبائل الكلبية مع بني أمية برابطة المصاهرة وشكلت الثقل السياسي والحربى الذي دعم الدولة الأموية حتى إنهيارها .
د- مرت فتره من الاستقرار السياسي في الدولة الإسلامية استمر حوالي ربع قرن, أتاح للأحتلال الإسلامى الأموى هضم الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين وتنظيمها في إطار الإحتلال الإسلامي الإستيطانى.
هـ- أصبح نظام الخلافة أشبه شيء بالنظام الملكي أو القيصري كما سبق وذكرنا . وأخذت الدولة بالنظام الإداري والمالي الذي كان متبعا في الدولتين الفارسية والبيزنطية بدون تغيير .
في المجال الاقتصادي تحولت طرق التجارة إلى مواني الشام ومصر, وخاصة بعد معركة ( ذات الصواري) سنة 34هـ وتدمير الأسطول البيزنطي .

 http://history.al-islam.com/Names.asp?year=64#n374 يزيد ابن معاوية اباح المدينة المنورة ثلاث أيام وحاصر مكة المكرمة اربعة اشهر وضرب الكعبة بالمناجيق وخيولة تبولت علي قبر محمد

ويحاول عمر بن عبد العزيز تصحيح الأوضاع، فيموت مسمومًا

  فقد أعلن الزبير نفسه خليفة سنة هـ = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ولما كان فى مكة التى يعتبرها المسلمين ام القرى دان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح الحجاج في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي الخليفة مروان تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، وكان الحجاج قائدأً للخليفة عبد الملك بن مروان، الذى رأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في أشد حاجة إليه ؛ حتى ينهي الحرب الدائره بينه وبين عبد الله بن الزبير على الخلافة فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.

حاصر الحجاج مكة المشرفة، وأستمر فى حصاره للبيت ابن الزبير المحتمي ، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة معه ، ولم تستطع الدفاع عن مكة التي ضربها الحجاج بالمنجنيق  حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، واصبحت الولايات الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 هـ = 693م) دولة واحدة تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.

وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة

أالعروبة سباب سقوط الأسرة الأموية  

ذكر دكتور عبد الحليم عويس فى دراستة عن اسباب سقوط الطولونيين (1) فقال : " لقد تشكلت طبقة تعطي نفسها امتيازا جنسيا غريب الشكل ‏.‏‏.‏ فهي لمجرد أنها من البيت الأموي ، حتى ولو افتقدت كل صلاحيات الوجود والحكم بعد ذلك ، لا بد أن تقف في الصف الأول ‏.‏‏.‏ وأن تقود وتحكم ‏.‏‏.‏ ‏!‏‏!‏ والأدهى من ذلك أن هذه الدولة اعتمدت العنصرية العربية المستعلية حقا تتكئ عليه في سيادتها ‏.‏‏.‏ وظلمها ‏!‏‏!‏
وهذه الظاهرة ‏.‏‏.‏ تلد أمراضا حضارية خبيثة كلها شؤم وبلاء ‏.‏‏.‏ فإن هذه الطبقة سرعان ما يحاول كل واحد منها الحصول على حق ‏.‏‏.‏ أكثر شرعية جنسية ‏.‏‏.‏ لكي يصل إلى الحكم ، وبالتالي يلجأ إلى الدس والخديعة والقتل والاغتيال ويسود الطبقة الحاكمة جو من الصراع الداخلي يمنعها عن أن تؤدي للأمة أي شيء ، ويكون كل هم الحاكمين أن يحافظوا على الموقع الذي يقفون فيه ‏.‏‏.‏ هكذا كان الأمر بين الأمويين ولا سيما في الأيام الأخيرة من عمرهم ‏.‏‏.‏ أيام الوليد بن يزيد، ومروان بن محمد ‏.‏
ومن الأمراض الخطيرة التي تلدها ظاهرة الانفصام المشئومة استعانة هؤلاء الحاكمين بطبقة تتولى هي في الحقيقة الأمر ، وتستبد بالأمة ، وحين تستغيث الأمة لا تجد من يغيثها ، إذ يكون الحكام في واد آخر بعيد عنها ، بل إن هؤلاء الحكام يعتقدون أنهم بوجودهم في مراكز السلطة مدينون لهؤلاء العمال أو الولاة الغاشمين الظالمين ‏.‏
وقد زخرت صفحات التاريخ بعديد من هؤلاء الجبابرة الذين أساءوا إلى المسلمين والإسلام إساءات بالغة كالحجاج بن يوسف الثقفي في المشرق ، والوالي عبد الله ابن الحبحاب في المغرب ‏.‏
ولقد أساءت هذه الطبقة المصطنعة العازلة إلى تاريخ الأمويين نفسه أيما إساءة ، وزينت للخلفاء الأمويين كل جور ، وعملت في المسلمين عمل كسرى وقيصر في شعبيهما ‏.‏‏.‏ وكانت - يعلم الله - بلاء على المسلمين أي بلاء ‏!‏‏!‏ وقد كانت سببا في نجاح الخوارج ، وفي إشعال ثورات بربرية ، في ساحة الأندلس والمغرب ‏.‏
وبتأثير الطغيان الذي ساس به الولاة جماهير المسلمين ، انصرف الناس إلى أمورهم ، تاركين أمور الدولة في يد الفئة الحاكمة بل انصرفوا إلى الاندماج في كل حركات الخروج على الدولة ‏.‏‏.‏ وقد تمخض كل ذلك عن ميلاد تنظيم من أدق التنظيمات في تاريخ الانقلابات السياسية ، وهو التنظيم العباسي الذي رفع الراية العلوية ‏(‏ الرضا من آل البيت ‏)‏ أيام سريته ‏.‏‏.‏ إلى أن وصل إلى الحكم ‏.‏
ورأى آخرون أن العامل الهام الذي أدى إلى سقوط بني أمية هو تعصب الأمويين للعرب، مما أدى إلى خروج الموالي على الدولة الأموية وهم غير العرب الذين دخلوا في الإسلام عقب الفتح العربي في فارس ومصر والمغرب ‏.‏
وما لبث هؤلاء أن أصبحوا أعداء للعرب من بني أمية ولا شك أن سلوك الوليد ابن يزيد الذي أدى إلى مصرعه كان من أبرز الأسباب المباشرة في فساد الأحوال‏.‏
كما أن الاستبداد الفردي عامل من عوامل سقوط الدولة قال به كثيرون ‏.‏
وقد تكون كل هذه الأسباب صحيحة ، بل قد تكون متداخلة ، لكننا نميل إلى سبب جوهري نراه أكبر الأسباب وأبرزها ، وهو العنصرية الأموية التي جعلتهم يرفعون العرب على حساب غيرهم، ويثيرون الأحقاد في بقية الطوائف المسلمة‏!‏‏!‏
وتبقى عبرة التاريخ الأخيرة في سقوط الدولة الأموية ‏.‏ فإن نصر بن سيار ‏(‏ والي خراسان ‏)‏ كان على عهد مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين ‏.‏‏.‏ وكان نصر هذا ‏.‏‏.‏ كما كان مروان ‏.‏‏.‏ كان كلاهما من خيرة من أنجبت الدولة الأموية‏.‏‏.‏ هذا في الولاة ، وذلك في الخلفاء ‏.‏
لكنهما ظهرا بعد أن اتسعت خروق الدولة على أي راقع ، وكان رصيد الدولة من الفساد والتحلل والظلم والضعف ، قد أصبح أكبر وأضخم من طاقة أي إنسان ‏.‏
لقد كانت حركة التاريخ التي هي من سنة الله قد قالت في الدولة الأموية كلمتها ‏.‏‏.‏ وقد حاول ‏"‏ نصر ‏"‏ أن يستعمل ذكاءه في إنقاذ الدولة ، إذ كان يستشف ببصيرته الوقادة أن ثمة أمورا تبينت للدولة ، وأن دولة الأمويين على وشك الرحيل ، وكم كاتب الخليفة الأموي الأخير ‏"‏ مروان ‏"‏ في ذلك ‏.‏‏.‏ ولكن دون جدوى ‏.‏‏.‏ لقد اتسع الخرق ووجب أن ينهار البناء ‏!‏‏!‏
وكان مروان ‏.‏‏.‏ مشغولا بسداد ‏"‏ شيكات ‏"‏ سابقيه من الديون ‏.‏‏.‏ في بنك الضياع ‏.‏‏.‏ فلم يمكنه أن يستجيب لا ‏"‏ لنصر ‏"‏ ولا لضميره الذي كان يحس بقرب الكارثة ‏.‏‏.‏ هكذا تفعل الدول بنفسها ‏.‏‏.‏ نتيجة ظلمها ‏.‏ وتراكم هذا الظلم ‏.‏
وسقطت الدولة الأموية سنة 132هـ ، لقي مروان المسكين مصرعه في بمصر
 ================================================================

المـــــــــــراجع

(1) دراسة لتاريخ سقوط ثلاثين دولة أسلامية  - دكتور عبد الحليم عويس

************************************************************

الجزء التالى نقل من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا - القلقشندي - الكتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشا - المؤلف : أحمد بن علي القلقشندي - الناشر : دار الفكر - دمشق - الطبعة الأولى 1987، تحقيق : د.يوسف علي طويل عدد الأجزاء : 14

الطبقة الثانية خلفاء بني أمية
أولهم معاوية بن أبي سفيان كان أميرا على الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستمر بها إلى أن سلم الحسن إليه الأمر فاستقل بالخلافة وبقي حتى توفي بدمشق مستهل رجب الفرد سنة ستين من الهجرة وقيل في النصف من رجب وهو أول من رتب أمور الملك في الإسلام
وقام بالأمر بعده ابنه يزيد بالعهد من أبيه وبويع له بعد وفاته في رجب سنة ستين وتوفي لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين
وقام بالأمر بعده ابنه معاوية وبويع له بالخلافة في النصف من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين فأقام بالخلافة أربعين يوما وقيل ثلاثة أشهر وقيل عشرين يوما
(3/266)
وقام بالأمر بعده مروان بن الحكم وبويع له بالخلافة بالجابية في رجب سنة أربع وستين ثم جددت له البيعة في ذي القعدة من السنة المذكورة وتوفي بالطاعون بدمشق في شهر رمضان سنة خمس وستين
وقام بالأمر بعده ابنه عبد الملك بالعهد من أبيه وبويع به بالخلافة في الثالث من شهر رمضان المذكور وتوفي بدمشق منتصف شوال من سنة ست وثمانين
وقام بالأمر بعده ابنه الوليد بالعهد من أبيه وبويع له بالخلافة يوم موت أبيه وتوفي بدمشق في منتصف جمادى الآخرة سنة ست وتسعين
وقام بالأمر بعده أخوه سليمان بن عبد الملك وبويع له يوم موت أخيه الوليد وكان أبوه قد عهد أن يكون هو الخليفة بعد أخيه الوليد وتوفي بدابق لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين
وقام بالأمر بعده ابن عمه عمر بن عبد العزيز بعهده له وبويع له بالخلافة يوم موته وتوفي بخناصرة لخمس وقيل لست بقين من رجب سنة إحدى ومائة
وقام بالأمر بعده يزيد بن عبد الملك بن مروان بعهد من أخيه سليمان أن يكون له الأمر من بعد عمر بن عبد العزيز وقيل بعهد من أبيه أن يكون له الأمر بعد أخيه سليمان ولكنه سلم لابن عمه عمر وبويع له يوم موت عمر وتوفي بجولان لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة (3/267)
وقام بالأمر بعده أخوه هشام بن عبد الملك بعهد من أخيه يزيد بويع له بالخلافة في يوم موته وتوفي بالرصافة لست خلون من ربيع الأول سنة خمس وعشرين ومائة
وقام بالأمر بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك بويع له بالخلافة لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وقيل لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين
وقام بالأمر بعده ابنه يزيد المعروف بالناقص سمي بذلك لنقصه الجند ما كان زادهم يزيد بويع له بالخلافة يوم قتل الوليد وتوفي بدمشق لعشر بقين من ذي الحجة من السنة المذكورة
وقام بالأمر بعده أخوه إبراهيم بن الوليد بويع له بالخلافة بعد وفاة أخيه في ذي الحجة المذكور فمكث أربعة أشهر وقيل أربعين يوما ثم خلع نفسه
وقام بالأمر بعده مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الجعدي بتسليم إبراهيم بن الوليد الأمر إليه وفي أيامه ظهرت دعوة بني العباس وقصدته جيوشهم فهرب إلى مصر فأدرك وقتل بقرية يقال لها بوصير من الفيوم وبزواله زالت دولة بني أمية

 

This site was last updated 06/23/11