Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا سيمون الأول الـبطريرك رقم 42

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
خلفاء بنى أميه الفرع السفيانى
البابا أغاثون الـ39
أم معاوية آكلة الأكباد
المقريزى ومقتل عثمان
البابا خائيل2 البابا الـ46
القديس يوحنا الدمشقى
الجامع الأموى كان كنيسة
البابا يوحنا3 الـ 40
البابا إسحق الـ 41
البابا سيمون الـ 42
البابا ألكستدروس 2 الـ 43
البابا قزما 1 الـ 44
زخارياس أسقف سخا
البابا تاودروس الـ 45
جرائم الأمويين ضد الشيعة
البابا شنودة والخلفاء الأمويين
ال
New Page 1205
New Page 1206
ولاة الأموين على مصر
خلفاء بنى أمية - الفرع المروانى

 

سوريا يصبح بطريركيا على الأقباط
البابا سيمون الأول الـ 42 من 692 م - 700 م



الخلفاء والولاه الذين عاصروا هذا البابا:
البابا سيمون الأول البطريرك رقم (42) كان سورى الأصل0 وعاصر الوالى عبد العزيز بن مروان وهو شقيق الخليفه عبد الملك بن مروان0

والوالى عبد العزيز بن مروان بن الحكم ويكنى أبا الاصبع وليها من قبل ابيه فى رجب 65 هـ / فبراير 685 م. وأقره عليها أخاه عبد الملك عندما تولى إمارة المؤمنين ... توفى عبد العزيز وهو وال عليها فى جمادى الأولى 86 هـ / مايو 705 م - وكانت ولايته عشرين سنة وعشرة أشهر وأياما


نشأه البابا سيمون:

والغريب فى قصه حياه سيمون أن أبواه من أهل سوريا ويعتقد أنهما قدما لزياره قبر ساويرس أسقف انطاكيه (هرب أسقف أنطاكيه من بطش الإمبراطور يوستينيان الى مصر منذ قرن من الزمان وكان جسد القديس ساويرس فى تابوت فى الدير وكان السورين يحضرون قرابين ونذور) وقد قدما إبنهما منذ صباه لخدمه الهيكل قرباناً ( يعتقد انه نذر لله) وقال مؤرخين آخرين بل أنهما كانا سوريان يقيمان باللإسكندريه00وأخذه تادرس أرخن مدينه الأسكندريه فى أيام البابا أغاثو وأرسله إلى الأب يوحنا الى دير الزجاج ليكمل تعليمه ويصبح راهبا وبدا يدرس العلوم اللاهوتيه والفلسفيه والعالميه0 ونال سيمون رتبه الشموسيه بها 0
وكان تحت رعايه البابا أغاثوا الكامله ورأى ميله للنسك والتعبد والوحده حيث درس الكتب المقدسه العهد القديم(كتب اليهود المقدسه) العهد الجديد ( الإنجيل -بشاره سيدنا المسيح) وعندما زار البابا أغاثوا الدير إندهش من تقدم سيمون فى العلوم والمعرفه وتقدمه فى حياته الروحيه المسيحيه فكان تقيا متواضعا بارا فما كان منه إلا أنه رسمه قسيسا0
وحدث بعد ذلك ان رهبان الدير إنتخبوه وكيلا لديرهم تقديرا منهم لخدمته المتواصله لهم0 فما ان ألقيت على عاتقه هذه الدرجه حتى تفانى فى خدمتهم أكثر مما كان وهكذا عندما كان أمينا على القليل اقامه الله على الكثير0 وبالرغم من سلطته على قلوب كل من كان بالدير إلا انه كان مطيعا لرئيس الدير يوحنا0
قصه إختيار هذا البابا العجيبه:

حدث انه عند إنتخاب وترشيح خليفه البابا الراحل ان قام جدال وخلاف بين الأقباط فرشح فريق كهنه الكنيسه المرقسيه الراهب يوحنا (يؤنس) رئيس دير الزجاج (احد أديره وادى النطرون)0 بينما رشح الفريق الثانى كهنه كنيسه الإنجيلين بالإسكندري راهبا إسمه بقطر (فكتور) من دير تفسر(تاريخ الكنيسه القبطيه)0 اما العلمانيين من الكتبه من الشعب وهم طبقه المثقفين فى هذا العصر إنحازوا للمرشح الأول يوحنا0 ولما كان الهدف واحد إتفق الجميع على التشاور وعدم التحيز أو التشبث بالرأى لخير الكنيسه والشعب0فإتفقت كلمتهم على إختيار مرشح واحد هو يوحنا، فذهبوا جميعا الى الوالى فى الفسطاط لكى يحيطوه علما بقرارهم ونظر عبد العزيزالوالى الى يوحنا وإرتاح لقرارهم0 فقد إختاروا شيخا وقورا متواضعا حكيما0 ولكن يقول العامه( العبد فى التفكير والرب فى التدبير)
وحدث أن وقف أسقفا كهلا كان هو الوحيد الذى شذ عن الإجماع بإنتخاب يوحنا ووقف بدون مشاوره ولا موافقه أحد، وقال بلا تردد: " هذا لا يكون لنا بطرك " فعند ذلك نزل على الجميع سكوت ولم يجاوبه أحد بحرف واحد ! فقال الأمير : " فمن يصلح لهذا المكان فى رأيك " فقال الأسقف : " إن الراهب المستحق هو سيمون" 0 وسأله الوالى: من هو سيمون؟0فأشار إليه، وهنا قال البعض: " ولكنه سريانى " فبدت الدهشه على الوالى وقال: " أليس من الأفضل للمصريين أن يكون باباهم مصريا0!! فقال الأساقفه:" نعم، وقد إخترنا يوحنا وهو مصرى"0
ونظر الوالى الى سيمون ليعرف رد فعله، ولم ينتظر سيمون أن يسأله الوالى فقال: " إن يوحنا هو أبويا الروحى وهو قائدا ورئيسا على دير وهو أولى بأن يكون مدبرا للكنيسه وراعيا للشعب، وإنى أشهد، أنه كالملائكه فى الطهاره والبر، وقد علمنى ما أعرفه من مختلف العلوم العالميه والعلوم الدينيه والروحيه0وهو أبى الروحى وقد ربانى منذ صغرى " وكانت إجابه سيمون مثار دهشه الجميع لإنها أعطت معلمه الكرامه اللائقه وأظهرت محبته لمعلمه كما أوضحت عنصرا هاما من عناصر شخصيته هو" التواضع " لإنه فضل معلمه عن نفسه فى هذه الرتبه العاليه فأعجب به الجميع وجذب إليه كل من كان موجودا 0 فما كان إلا أنهم قالوا فى صوت واحد: " إن سيمون مستحق لنوال هذه الرتبه وبركتها " **
ودهش الأمير وتعجب لهذا التحول المفاجئ فى قرار الشعب والكتبه والأساقفه والكهنه لأجل إنسان غريب لا يعرفونه بالجمله إلا منذ يومين ثم قال لهم: " أنتم أصحاب الرأى0 وليس لى إلا أن أقر بالموافقه على قراركم لمن إنتخبتموه" فمضوا من عنده الى كنيسه الإنجيلين بالإسكندريه ورسم بطريركا فى 23 كيهك 409 ش التى توافق 19 ديسمبر 692 م 0
وكان فى الأصل أنه لما جاء مندوبوا الأساقفه ليأخذوا يوحنا أسقف الدير الى الفسطاط فذهب سيمون معهم مؤيدا لإنتخاب رئيسه إلا أن تفانيه وامانته فى الخدمه ومحبته النقيه بدون غرض أو هدف أديا الى أن ينال رتبه وكرامه الباباويه فى لحظه0 وإستمرت محبته للآخرين ووداعته حتى بعد أن أصبح رئيسا لأقباط مصر وكبيرا بين عظمائها 0
ولم تؤثر عليه السلطه الباباويه فقد عهد الى يوحنا أبيه بإداره الشئون الكنسيه كما لو كان يوحنا هو الجالس على العرش الباباوى0 شاعرا بالطمأنينه لحسن إداره معلمه التى رآها عن قرب فى إداره الدير0
ومن تواضعه الشديد أنه بعد أن أصبح أب للأقباط ورئيسهم وكبيرالمصريين( بابا ) كان يدعوا يوحنا معلمه فى الدير يا( أبى) وظل رباط المحبه يربط بين الشيخ الراهب وتلميذه فسقطت الحواجز الفاصله بينهما فلا يمكن ان تعرف0 من هو الرئيس والمرؤوس؟0ومن ألأب ومن هو ألإبن؟ 0 كما لم يدخل بينهما الحسد أو الغيره0 بل اصبحا الإثنين واحدا فى المسيح، وفى خدمه شعبه وكنيسته ومن منبع الحب ظل الأقباط فى ظلال كنيستهم شامخين مسجله فى سطور التاريخ على مر العصور0ويقول ابن المقفع " أنه بعد ثلاث سنين تنيح أبوه يوحنا بسلام وإستحق أن يجعل المغبوط سيمون البابا يده على عينيه حتى أنه كفنه بيده وأخذ بركه أبيه وحمله للدير ودفنه وقام فى صلاه أربعين يوما حتى تم بناء قبره ودفنه فيه ووسعه لنفسه حتى إذا مات يدفن بجانبه , ولا يستطيع أحد أن أن يصف المحبه الإلهيه لهذا البابا لكل الناس غير القول الإلهى :" المحبه قويه كالموت "
المؤرخ الوحيد الذى شاهد وسجل الإحتلال العربى الإسلامى لمصر

********
الأنبا يوحنا النقيوسى
نشأه الأسقف يوحنا النقيوسى:
قالت الأستاذه الكبيره أيريس حبيب المصرى " المعروف ان هذا المؤرخ أنه ترهب فى دير الأنبا مكارى الكبير فى برية شهيت , حيث إشتهر بعلمه الواسع وتقواه الفائقة ومقدرته التى بلا حدود فى الإطاره والتنظيم , فإستعان به البابا أغاثوا (39) وعينه ضمن سكرتيريته فأخلص فى خدمته إلى الحد أنه عندما إنتقل هذا البابا إلى بيعه الأبكار إستبقاه البابا يوحنا الثالث (40) , وإستمر يوحنا النقيوسى فى خدمه البابا أسحق (41) الذى جلس على كرسى القديس مرقس العظيم وكان يلازم البابا إسحق ملازمه الظل حتى أنه كان يلازمه أيضا كلما ذهب لمقابلة أمير البلاد , فقد كان هذا البابا العلاٌمة يثق فيه وقد انعم ربنا على يؤنس بعمر مديد فخدم الأنبا سيمون (42) خليفه الأنبا إيساك فيكون بذلك خدم أربعه باباوات بالتتالى مع أن يؤنس كان قد بلغ سن الشيخوخة .. زلكن رأى هذا البابا أن يكافئه لخدكاته الكثيره فرسمه أسقفا لمدينه نقيوس ... ورئيساً على الأديرة ولهذا السبب أطلق عليه معاصروه لقب " مدير الأديرة " قصه الكنيسة القبطية د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثانى الطبعه السابعه سنة 2000
عندما مات يوحنا معلم البابا سيمون فتش البابا سيمون عن راعيا خبيرا بأحوال الرهبان والإداره , وكان يوحنا النيقيوسى أو النيقاوى خبيرا بأحوال الرهبان وشئونهم أسقفا لأبروشيه نقيوس فى النصف الثانى من القرن السابع ( نسبه إلأى نقيوس بمركز منوف وتسمى باللغه القبطية " أبشاتى" وحور العرب إسمها وأصبحت ابشادى وهى قريبه الآن من زاويه رزين وكانت فى ذلك الزمن جزيره كبيره بين فرعى النيل ولا تزال توجد بها آثار الهياكل التى شادها الفراعنه ما زالت آثار الكنائسالتى بناها المسيحيون فى العصور المسيحيه الأولى باقيه بها حتى الآن بعد أن هدمها العربان وجارت عليها أيدى الحدثان بعد أن مال الزمان ) وقام المستشرق الفرنسى دارسى سنة 1912 بحفريات حول قريه رزين فلم يعثر بعا إلا على تمثال واحد لرمسيس الثانى وعلى بعض الأحجار المبعثره والجدران المتداعية كانت فى يوما من الأيام تكون كنائس للعبادة المسيحية , أما ما تبقى لعا من شهره فهى مرتبطه بإسم بؤنس وغيره من الأساقفة الذين إعتلوا سدتها حين كانت مدينه عظمى ومقراص لأسقفيع شهيره " حول مدينة نيقيو " مقال للأستاذ لبيب حبشى نشره فى رساله مار مينا العدد الرابع سنة 1950 ص 183- 184
ولا يعرف بالضبط المده التى قضاها يوحنا فى رعاية الأديره ولكنه من المعروف أنه قاسى فى سبيل هذا العمل متاعب ومشاق يقاسيها كل من كان يخدم الشعب بغيره وإخلاص , ومما زاد من متاعبه أن أحد الرهبان المحبين للشهوات أخرج عذراء من ديرها ودخل بها وادى هبيب وإرتكب معها اٌثم وإرتكب خطيئه الزنى , فلما إنتشر الخبر وظهر الأمر بين الرهبان جزعوا وفزعوا وإرتعبوا من هذا العمل الشيطانى فى أرض مقدسة , ووصل الخبر إلى مسامع الأنبا يوحنا فقام بتأديب الرهب وضربه ضربا مبرحا وموجعا حتى مات بعد عشرة أيام من شدة الضرب 0

بلغ أمر موت الراهب الإكليروس فهاجوا فى ثوره شنعاء لولا أن اساقفه مصر تداركوا الأمر فإجتمعوا سرا ةسألوا الأنبا يوحنا عن القضية فإعترف أمامهم أنه هو الذى ضربه ضربا موجعا أدى إلى وفاته فأوجبوا عليه القطع لأنه كان قاسيا وتعدى واجب الأسقفيه , وحرموا عليه أن يتقدم لرفع الأسرار الربية بل يتناولها كراهب 0
فلما سمع الحكم وقف فى وسطهم وقال : " لقد قطعتمونى ظلما , هكذا يجعلكم الهنا غرباء عن كراسيكم إلى تمام الومان الذى حكمتم به على "
وجرى فعلا أن بعض الأعيان كانوا يخالطون غير زوجاتهم ولما منعهم الأساقفه وشوا بهم إلى الوالى المسلم فإستحضرهم من بلادهم وظل مده يستوجبهم حتى مات الأنبا يوحنا وكان قد بلغ من العمر أقصاه – ويظهر أن تلك الإساءه قد أحزنته فقضت عليه
وعندما رفع الأقباط الخطاة قضيتهم للوالى المسلم عبد العزيز, ظنوا أنه سوف يوافق على طلبهم وسيحكم لهم طبقا لما يأمر به دينه لأن هذا مباح فى الإسلام 0 إلا أن هذا الوالى كان عادلا فى هذه المشكله فلم يحقق آمالهم وينفذ لهم غاياتهم الشهوانيه , فالخطيئه مثل المرض تنتقل عن طريق الإختلاط وقد إنتقلت عدوى الطلاق للأقباط خاصه والمسيحين عامه من المسلميين0 0
ظهرت هذه البدعه الجديده بأن طلب الأقباط من أساقفتهم بوضع قائمه قواعد تسمح للأقباط أن يطلقوا نسائهم , فلم يوافق الأساقفه على وضع هذه القواعد لإباحه الطلاق ، ولكن أعضاء هذه البدعه رفعوا الأمر الى الوالى المسلم عبد العزيز ، فقد إستدعى كل أساقفه مصر على إختلاف مذاهبهم وطلب منهم تشكيل مجمع دينى للنقاش وإتخاذ قرار فى هذا الأمر.
إحتشد فى المجمع 64 أسقفا الغالبيه العظمى من الأقباط ، والباقى من الكنيسه الملكيه الخلكيدونيه وغيرهم فى سنه 695م فى بابليون وبدأوا يناقشون الموضوع بروح خاليه من العداء وكان من بين الأساقفه الهراطقه، ثاوفيلس الخلكيدونى، وتادروس الأوطاخى، وجرجس البرسنوفى0

وجه الشر الوالى عبد العزيز يهاجم الكنائس :

وقبل ان تنفض جلسات المجمع وردت أنباء من القسطنطينيه تذكر أنه حدثت ثوره فيها إنتهت بخلع الإمبراطور يوستنيانوس وتنصيب قائد شجاع إسمه ليونتيوس مكانه فلما سمع الوالى هذه الأخبار أحس بإنهيار وتفكك قوه الإمبراطوريه الرومانيه.
ومن الظاهر أنه كان يتملق المسيحيين خوفا من الهجوم البيزنطى وإنضمام الأقباط معهم فى القتال. فلم يعبأ بعد ذلك بمعاملتهم معامله حسنه كما كان يفعل من قبل وظهر وجهه الشرير وتلون بلون آخر كما يتلون الثعبان ، وراح فى جهله يشنع عليهم قائلا: أنهم كفره يجعلون لله زوجه وولدا
ولأنه ديكتاتورا ولا يفهم غير السيف والخوف طريقا لإنهاء أى نقاش فعيرهم بعدم إتفاقهم فى هذا الأمر وأمور أخرى كثيره0 ثم سأل الأساقفه الثلاثه قائلا: من من هؤلاء الأساقفه أقرب إليك ؟ فأجاب بصوت عال: لا أحب ولا أقترب الى واحد منهم وأحرم هرطقاتهم المرزوله، فصادق الجميع على كلامه0 وحكم المجمع بقطع كل من لم يتركوا النساء الغريبات ويرجعوا الى نسائهم الذين تزوجوهم بمعنى بطلان زواجهم الثانى0
وضايق الوالى الأقباط كثيرا ونهب أموالهم وسلب مقتنياتهم وكان البطريرك المصرى فى مثل هذه الأحوال هدفا للمصائب والرزائل ولذا وقع سيمون تحت طائله سخط الوالى ورجزه كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 169

الوالى عبد العزيز يطلب جزية من الرهبان
يتشدق المسلمين بشريعتهم الإسلامية التى منعت عن الرهبان الجزية ولكننا نجد أن هذه الشريعة لم تطبق انما كانت حبراً على ورق فقد طلب الوالى الأموى عبد العزيز جزيه من الرهبان والبطريرك بعد أن كانوا معافيين منها 0 ولم يكتفى هذا الوالى بهذا ولكنه كان الوالى عبد العزيز يدخل الكنائس ويعبث بصورها وصلبانها ويكتب على الحوائط رقعا يقول فيها: " محمد رسول الله وعيسى رسول الله والله لا يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد " ولم يعرف هذا الجاهل أن هذا هو إيمان الأقباط وأن قرآنه إنما كتبها ضد بدعه نصرانية وكان يلصق رقعه على الأسوار والأبواب داخل وخارج الكنائس0 ويقول ميخائيل السورى المؤرخ ميخائيل السورى المؤرخ ج2 ص 475 عن الوالى عبد العزيز: " إنه ذكى وكثير الإطلاع " وهذا رأى المؤرخ ولكن ما فعله عبد العزيز يشير الى ضيق الأفق وضحاله فى التفكير و كل حكمته السابقه مبنيه على مصلحه فى التعامل0
وكان يوحنا النقيوسى أسقفاً غزير الإطلاع واسع الثقافه خبيرا بصحف الأقدمين متبحر فى المعرفه الدينيه والأدبية والتاريخية ومن أهم مآثره القيمه ذلك المؤلف الضخم الذى كتبه فى تاريخ مصر باللغه القبطية , وهو يعد من أفضل ما كتب فى التاريخ نظراً لإحتوائه على الكثير من الحوادث التى جرت فى أيام الإحتلال العربى لمصر والتى شاهدها بعينه وعاصر أحداثها , وقد ترجم هذا المؤلف الثمين من القبطيه إلى اليونانيه فالحبشيه ثم العربيه , ولم تبقى من ترجماته يوى النسخه الحبشيه التى نقلهاإلى العربيه الشماس غبريال المصرى الراهب الذى كان قائدا للجيش الحبشى منذ 300 سنة , وإهتم الدكتور زوتنبرج بنشر هذا المؤلف الثمين باللغتين الفرنسيه والحبشيه تاريخ الكنيسه القبطيه القس منسى يوحنا مكتبه المحبه القاهره سنة 1983 ص302
وقد إطلعت مسز بتشر على ترجمه من الترجمات العربيه وكتب عليها تاريخ الترجمه ووجدت كثير من الأغلاط فقالت قال أنه ترجمها " سنة 7594 للخليقة – 1947 للأسكندر – 1594 للشهداء – 980 للهجره أو 1010 قمرية " ولكننا لا يمكن أن نأخذ إعتراضها على هذه التواريخ لأنه ما زالت بعض التواريخ خاطئه للآن كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 167,168
قسم الأنبا يؤنس تاريخه إلى 120 قسما والموضعات التى تكلم فيها هى المصريين أول شعب صاغ الذهب وإستخرج المعادن من المناجم – من أسس مدينه أون ( هيلوبيلوس) تأسيس مدينه أبى صير – تأسيس مدينه سمنود والبرابى – بدء الزراعه فى مصر – الإحتفاء بذكرى سيزوستريس وهو أول ملك فرض الضرائب وحفر القنوات – بناء الأهرامات الثلاثه فى ممفيس – الملك بروسوبيس الذى أبدل اسم بلده أبشادى بإسم نيقيو وقام بتحويل مجرى النهر من الشرق إلى الغرب عند هذه البلده – منشآت مدينه الأسكندرية – بناء حصن بابليون – حكم دقلديانوس المصرى – الإحتفال بذكرى البابا ثيؤوفيلس بابا الأسكندرية , وهو من ممفيس – الثورة فى مصر على الإميراطور فوقا
وقدم يوحنا النيقيوسى فى الفصل الأخير ملخصا للموضوعات التى ذكرها بالتفصيل فى كتابه ثم توجه إلى إلهنا بالشكر لأنه أعانه فمكنه من أن يكمل كتابه فى التاريخ العام " صور من تاريخ القبط " رسالة مار مينا الرابعه طلعت بالأسكندرية سنة 1950 الفصل الخاص بيوحنا النقيوسى للدكتور مراد كامل ص 169 - 179
وفى الفصل المائه والحادى عشر كتب عن الإحتلال العربى لمصر وكان الوصف موجزا مختصراً على عكس باقى الفصول الكتاب التى كتبت بالتفصيل مما يرجح أن الذى قام بالترجمة إلى اللغة الأثيوبية فد أغفل الكثير من التفاصيل إلا أن ما وصل إلينا من كتابه الثمين يعتبر مصدراً أساسياً لكل باحث عن الحقيقه وخاصه أن المؤرخين العرب أمثال عبد الحكم وغيرهم أرخوا هذه الفتره بعد أكثر من مائه سنة من حدوثها , فقد قدم هذا الأسقف خدمه جليله لأجيال مصر اللاحقه
وذكرت د/ أيريس حبيب المصرى أن المستشرق زوتنبرج الذى ترجم كتابه من الأثيوبيه إلى الفرنسيه وهو من الباحثين فى سيره حياته يقول : " أن يوحنا نفى إلى إحدى جزر النيل حيث قضى الجزء الأخير من شيخوخته , وأنه أصيب بفقد بصره فى تلك الفتره , وكان بعض المؤمنين منالأقباط فروا من شده الإضطهاد فإعتنوا به إلى أن تنيح بسلام يوميات يؤنس النيقيوسى – النص الأثيوبى مع الترجمه الفرنسية ترجمه زوتنبرج طبع فى باريس سنة 1883 ص 418 - 419
رساله البابا سيمون الى أنطاكيه:
ارسل رساله شركه الى يوليانوس أسقف أنطاكيه فى ذلك الوقت وعندما قرأها فرح لما كانت تحتويه من تفسير وشرح للعقائد اللاهوتيه الإرثوذكسيه الواحده والتى تربط بين الكنيستين وبلغ من إعجابه بهذه الرساله أنها كانت موضوع عظته التى ألقاها الأحد التالى لإستلامه الخطاب ثم أرسل رساله ردا على رسالته مملؤه بالفرح والتهنئه على رتبته وراجيا من الله ان يزيده حكمه وعمقا فى معرفه الأسفار والأسرار الإلهيه0 كما أرسل هديه بمناسبه إعتلائه كرسى الإسكندريه (مرقس الرسول) وكتب له جوابا0
مجمع كنسى يدعوا ممثلا غير شرعى لمصر:
فى السنه الأولى لباباويه سيمون عقد الإمبراطور يوستينياس مجمعا يعرف بإسم إن ترلو (عقده الإمبراطور تحت قبه فى قصره) ودعى فيه البطاركه والأساقفه ودعى أيضا فيه بطريرك الملكيين على اساس أنه يمثل لقب خليفه ( مرقس الرسول الذى ارسله الله للمصريين) مع كونه دخيلا ومعين من الخارج وليس مصريا بل كان منقولا من إحدى الولايات الغربيه للإمبراطوريه ولم ينتخبه المصريين وبهذا فلا يكون ممثلا شرعيا أو قانونيا كما لا يكون له الحق فى أن يتكلم نيابه عن المصريين ولم يدعى الإمبراطور الممثل الشرعى لمصر وهو البابا سيمون0 والعجيب أن المجمع الذى تجاهل البابا القبطى المصرى الإسكندرى0 قد أعلن( أن الأساس التى تقوم عليها القوانين الكنسيه هو الرسائل العقيديه التى كتبها كلا من ديونيسيوس ، بطرس خاتم الشهداء ، الكسندروس ، أثناسيوس ، وكيرلس) وكل هؤلاء الذين ذكرهم المجمع هم أقباط مصريين، ومن سلسله باباوات الإسكندريه العظماء الذى كان البابا سيمون خليفتهم ورقم 41 الذى سلبوا حقه فى الدعوه لحضور هذا المجمع، ورؤيتهم يمجدون أسلافه الذين شردوهم ونفوهم وضربوهم فى بعض الأحيان فى سبيل ان يحفظوا لنا إيماننا اليوم0على ان هذا التجاهل لم ولن يخدم الوحده فى المسيح انما يدل على عدم إتساع الأفق وإنعدام المحبه وتدخل الأباطره فى القوانين والعقائد اللاهوتيه الدينيه ومزج الدين بالسياسه أدى إلى إنهيار الوحده فى الحقوق والواجبات بين الشعوب المختلفه المكونه لإمبراطوريتهم0

قوه الله تغلب قوة الشر والسحر:
كان هذا البابا ناسكا عابدا ومن الأمور التى سجلها التاريخ له أنه ظل محافظا على قوانين الرهبنه القاسيه، فظل محافظا لتقشفه، فلم يكن يعطى لنفسه راحه بل ظل يعمل بلا إنقطاع ليلا ونهارا، لم يمتع نفسه بأكل أو شرب، ولم يلذذ نفسه بطيب الأكل، وكان كل أكله خبزا وملحا مخلوطا بكمون او بقول0 لم يأكل لحما قط0 لم يخالط الكهنه او الأساقفه لصلاته الدائمه والإنفراديه0 كان يحرض الكهنه على النسك والتقشف وترك الإنهماك والإنغماس فى ترف المعيشه وبهرجه الحياه0
فضجر منه الكهنه وأبغضوه، فتآمروا على إهلاكه وقتله، فإتفقوا مع ساحرا ليركب له سما قاتلا، فأخذوا السم ووضعوه فى الإناء الذى يشرب فيه وقدموه إليه القتله ليشرب منه0 بعد تناول الأسرار الإلهيه، فلم يصاب بأذى، فأعادوا عملهم الشرير مره أخرى، فلم يناله أذى، وهكذا تحقق قول الإنجيل للمؤمنين(يحملون حيات وإن شربوا شيئا مميتا فلا يضرهم ) (إنجيل مرقس 16:18)
فإندهش الساحر والكهنه مما حدث ونسوا أن هناك قوه الله التى إؤتمنوا عليها بل إستعانوا بالشرير، وتمادى الكهنه فى شرهم مصممين على قتله، فأخذوا تينا ووضع لهم الساحر فيه سما قويا، وكلفوا أحد الكهنه كان قاسيا القلب بإطعامه التين المسمم قبل أن ان يأكل شيئا0 فأكل المسكين التين المقدم له ، فتحركت أحشاؤه، وأحس بالضعف والوهن يدب فى أوصاله، فلزم الفراش وإستمر أربعين يوما، والمجرمين ينتظرون موته، غير أن الرب أقامه وشفاه، وكان الوالى قدسمع وهو فى الفسطاط بمرض البابا فذهب لزيارته بالإسكندريه، فلما رآه فى ضعفه بعد المرض، قال باقى الكهنه أن أربعه من الكهنه سقوه سما0
فأمر الوالى بحرق الأربعه كهنه أحياء مع الساحر، وقبض عليهم الشعب وذهبوا إلى موضع يقال له الفاروس ليحرقهم هناك إلا أن البابا المحب سقط على وجهه أمام الوالى وبكى بدموع غزيره وطلب منه ان يسامحهم ويعفوا عنهم0 فتعجب الوالى من مسامحته للذين كانوا يريدون قتله، ولكنه أحرق الساحر عبر لغيره0
الشر يعطى للوالى فرصه ليظهر حقده:
حدث فى أيامه أن المسيحيين الأرثوذكس خاصه من إقليم [ مليبار] بالهند كانوا يرسلون بطلبات رسم آساقفه لهم من كنيسه أنطاكيه 0 فأرسلوا وفدا الى البلاد السوريه ولسبب ما وصل كاهن هندى الى الإسكندريه وطلب من البابا القبطى أن يقيم أساقفه للهند فقال البابا: إن الكنيسه القبطيه والكنيسة هما واحدا فى الإيمان ، وليس هناك ما يمنعنى من رسامه أسقف لبلادكم0غير أننى أنصحكم أن تتصلوا بالوالى فى مصر( يقصد بابليون) فهو الحاكم لإبلاغه بما تريدون0 وعندما غادر القس الهندى الكنيسه الباباويه 0
عرف الملكيون بما يريده الكاهن الهندى بطريقه ما0 وأقنعوهم بالذهاب الى الأسقف الملكى، فإقتنعوا برأى الملكيين ورسم لهم الملكيين أسقفا وكاهنين، ثم غادروا مصر للعوده الى الهند 0
وبعد أن قطعوا مسيره 20 يوما00قبض العرب على ثلاثه منهم على الحدود أما الكاهن الهندى فقد هرب وظنوا أنهم جواسيس وأحضروهم الى الخليفه عبد الملك وإعتقد الخليفه أن هذا الوفد إنما مرسل من المسيحيين فى مصر الى المسيحيين فى الهند ليتفقوا معا لطرد المحتلين المسلمين فقطع الخليفه أيديهم وأقدامهم وأعادهم بكتاب توبيخ الى أخيه الوالى عبد العزيز لأنه سمح لهؤلاء الجواسيس بالخروج من مصر0 وأمره بضرب عنق البابا إذا كانوا جواسيس ، كما أمره إما أن يضرب البابا القبطى 100 جلده لتجاسره على إرسال أولئك الكهنه بدون إذن منه أو يدفع البابا غرامه ماليه إذا لم يكونوا جواسيس0 فقبض عبد العزيز على البابا سيمون فى الساعه الثانيه من الليل بعد وصلته رساله أخيه فروى له البابا ما حدث بالضبط فلم يصدقه الوالى وتوعده وأخبره بما حكم الخليفه وأنه سيزيد عليه أنه سوف يهدم الكنائس ويضطهد المسيحيين ويقتل الأساقفه0 فسأله بأن يأتى بالأشخاص الثلاثه ويسألهم: من الذى رسمهم ؟ فقال له الوالى: انا لا أعرف بطريركا غيرك ولا أعرف ان للمسيحيين رئيسا غيرك0 ولما لم يسمع له الوالى طلب مهله من الوالى 7 أيام ليدعوا الله ويصلى ليكشف الله الأمر للوالى ويعلن له الحقيقه، فقال له الوالى: لعلك تريد أن تهرب أو تقتل نفسك!! فقال له البابا: أنا تحت تصرفك وإن كنت تريد أن تفعل شيئا إفعله ، فأعطاه مهله 3 أيام0
ثم ذهب البابا ليستغيث بالله لينقذ كنيسته من مؤامره الشيطان عليها، فسأل الله بدموع غزيره حتى يظهر الحقيقه وينهى المحنه ببدئ إضطهاد يعصف بكنيسته0 وحدث أن الله إستجاب لرجل الصلاه فعند مغيب شمس اليوم التالى ان أحد كتبه البطريرك رأى القس الهندى ماشيا على شاطئ البحر فمضى به الى البطريرك فأخذه فى اليوم الثالث الى الوالى وإلتمس منه أن يعفوا على المتسبب فى هذه البليه بعد وضوح الحقيقه 0 وقدم له القس الهندى الذى أعلمه بتفاصيل ما حدث0 فكتب الوالى الى أخيه أن أقباط مصر ليس لهم اى دخل فى هذا الموضوع وأنهم أبرياء وأصدر الوالى أحكامه بالعفو عن البطريرك سيمون ، وطرح القس الهندى فى السجن ، وشنق البطريرك الملكى تاودروس
سارق الرب الإله :
حدث ان قسا إسمه مينا أقامه البابا وكيلا على الوقف ( أملاك الكنيسه) المخصص للصرف على الكنائس وترك له حريه التصرف على كل ما تملكه الباباويه ، إلا أنه أساء التصرف وبدد اموال الوقف0 وأخبر بعضهم البابا فكان يحذر القس مينا قائلا: إحذر من أن تبقى فى منزلك شيئا يخص الله لئلا ينزل بك مصائب00 فلم يسمع لقوله ، بل تمادى السارق فى شره وسلط لسانه على البابا سيمون وقام بنشر الأكازيب والأقوال الغير لائقه0
فوقعت عليه صاعقه قويه أثناء يوم عاصف مملوء سحب كثيفه فى الشتاء، وتركته أخرس عاجز عن الكلام، فحزن البابا عليه وعلى أموال الكنيسه التى يتصرف فيها، وسأل الله أن يشفيه، ولما كان نصف الليل جاء خبر للبابا أن مينا أشرف على الموت، فأرسل كاتبا إليه ليسأل زوجته: هل هى على علم بمال الوقف أم لا ؟ فلما وصل الكاتب البيت كان مينا قد مات ! ولما توفى ألبسوه ثوب الكهنوت ووضعوه على السرير كعاده أهل الإسكندريه0 ودخل عليه الكاتب رسول البابا وإنحنى عليه ليقبله قبله الوداع 0
فقام الميت فى الحال وتعلق برقبته فإنزعج الكاتب وخاف فقال مينا الذى كان ميتا : الله الواحد ، ابونا الطوباوى سيمون 0 الله الواحد ، أبونا الطوباوى سيمون وأخذ مينا يشكر لله على رحمته وللبابا سيمون فأسرع الكاتب وأخبر البابا بما حدث0 وما كان من القس مينا ان توجه الى البابا طالبا الصفح والغفران لما فعله وما سببه من متاعب له وللكنيسه كلها وسلم للبابا جميع الأموال التى فى حوزته
نهايه كفاحه:
رسم البابا سيمون عده أساقفه تفوقوا فى العلوم الآهوتيه والعالميه مشهود لهم بالتقوى منهم زكريا أسقف سخا وأطلموس أخوه اٍسقف منوف العليا، وتمت الرسامه يوم الخميس فى مدينه حلوان ، وإعتلت صحته فجأه فقال لتلميذه هيا بنا نمضى الى وادى هبيب لنأخذ بركه القديسين فى الأديره ثم ذهب الى الإسكندريه حيث توفى فى 24 أبيب 416 ش التى توافق 18 يولية 700 م دفن بدير الزجاج كطلبه0 وكانت مده رياسته 7 سنين 8 أشهر ، وذكرت بعض المراجع العالميه وكذلك مؤرخوا الأقباط أن المسلمين بذلوا ما فى وسعهم ليدسوا السم للبابا ونجحوا ( لإشتهاره بالمعجزات ) ومات مسموما وبعد موته بالسم لم يتجاسر الأساقفه بإنتخاب بابا يخلفه لرئاسة الكنيسة القبطية فعهدوا إلى غريغوريوس أسقف القيس ( مركز بنى مزار بكديريه المنيا ) بإدارة أعمال الكنيسة حتى سنة 703 م ( 84 هـ) راجع تاريخ الأمه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 171
والظاهر أن الأقباط شكوا فى عبد العزيز الوالى المسلم فعندما تراجع يا أخى القارئ طرق موت البطاركه الذين عاصروا هذا الوالى تجدها متشابهه وكانوا كلهم معه قبل أن يصابوا فى أمعائهم أدى إلى وفاتهم وربما كان هذا التفسير خاطئا
 

This site was last updated 12/22/11