Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 القصة الكاملة لمقتل عثمان بن عفان كما يرويها المؤرخ المسلم المقريزى

 ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
خلفاء بنى أميه الفرع السفيانى
البابا أغاثون الـ39
أم معاوية آكلة الأكباد
المقريزى ومقتل عثمان
البابا خائيل2 البابا الـ46
القديس يوحنا الدمشقى
الجامع الأموى كان كنيسة
البابا يوحنا3 الـ 40
البابا إسحق الـ 41
البابا سيمون الـ 42
البابا ألكستدروس 2 الـ 43
البابا قزما 1 الـ 44
زخارياس أسقف سخا
البابا تاودروس الـ 45
جرائم الأمويين ضد الشيعة
البابا شنودة والخلفاء الأمويين
ال
New Page 1205
New Page 1206
ولاة الأموين على مصر
خلفاء بنى أمية - الفرع المروانى

Hit Counter

 

 

 المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  الجزء الرابع ( 148 من 167 )  : " أن رجلًا من اليهود في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أسلم فقيل له عبد الله بن سبأ وعرف بابن السوداء وصار ينتقل من الحجاز إلى أمصار المسلمين يريد إضلالهم فلم يطق ذلك فرجع الى كيد الإسلام وأهله ونزل البصرة في سنة ثلاث وثلاثين فجعل يطرح على أهلها مسائل ولا يصرح فأقبل عليه جماعة ومالوا إليه وأعجبوا بقوله فبلغ ذلك عبد الله بن عامر وهو يومئد على البصرة فأرسل إليه فلما حضر عنده سأله ما أنت فقال رجل من أهل الكتاب رغبت في الإسلام وفي جوارك‏.‏
فقال ما شيء بلغني عنك أخرج عني‏.‏
فخرج حتى نزل الكوفة فأخرج منها فسار إلى مصر واستقرّ بها وقال في الناس العجب ممن يصدّق أن عيسى يرجع ويكذب أن محمدًا يرجع وتحدث في الرجعة حتى قبلت منه فقال بعد ذلك‏:‏ أنه كان لكل نبيّ وصي وعلي بن أبي طالب وصيّ محمد فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله في أن عليّ بن أبي طالب وصيه في الخلافة على أمّته واعلموا أن عثمان أخذ الخلافة بغير حق فانهضوا في هذا الأمر وابدؤوا بالطعن على أمرائكم فأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا به الناس وبث دعاته وكاتب من مال إليه من أهل الأمصار وكاتبوه ودعوا في السرّ إلى ما عليه رأيهم وصاروا يكتبون إلى الأمصار كتبًا يضعونها في عيب ولا تهم فيكتب أهل كل مصر منهم إلى أهل المصر الآخر بما يضعون حتى ملوا بذلك الأرض إذاعة وجاء إلى أهل المدينة من جميع الأمصار فأتوا عثمان رضي الله عنه في سنة خمسة وثلاثين وأعلموه ما أرسل به أهل الأمصار من شكوى عمالهم فبعث محمد بن مسلمة إلى الكوفة وأسامة بن زيد إلى البصرة وعمار بن ياسر إلى مصر وعبد الله بن عمر إلى الشام لكشف سير العمال‏.‏
فرجعوا إلى عثمان إلاّ عمارًا وقالوا‏:‏ ما أنكرنا شيئًا وتأخر عمار فورد الخبر إلى المدينة بأنه قد استماله عبد اللّه ابن السوداء في جماعة فأمر عثمان عماله أن يوافوه بالموسم فقدموا عليه واستشاروه فكل أشار برأي ثم قدم المدينة بعد الموسم فكان بينه وبين عليّ بن أبي طالب كلام فيه بعض الجفاء بسبب إعطائه أقاربه ورفعه لهم على من سواهم وكان المنحرفون عن عثمان قد تواعدوا يومًا يخرجون فيه بأمصارهم إذ سار عنها الأمراء فلم يتهيأ لهم الوثوب وعندما رجع الأمراء من الموسم تكاتب المخالفون في القدوم إلى المدينة لينظروا فيما يريدون وكان أمير مصر من قبل عثمان رضي الله عنه عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامريّ فلما خرج في شهر رجب من مصر في سنة خمس وثلاثين استخلف بعده عقبة بن عامر الجهنيّ في قول الليث بن سعد‏.‏


وقال يزيدبن أبي حبيب‏:‏ بل استخلف على مصر السائب بن هشام العامريّ وجعل على الخراج سليم بن عنز التجيبيّ فانتزى محمد بن أبي حذيفة بن عتية بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف في شوال من السنة المذكورة وأخرج عقبة بن عامر من الفسطاط ودعا إلى خلع عثمان رضي الله عنه واسعر البلاد وحرّض على عثمان بكل شيء يقدر عليه فكان يكتب الكتب على لسان أزواج رسول الله ويأخذ الرواحل فيضمرها ويجعل رجالًا على ظهور البيوت ووجوههم إلى وجه الشمس لتلوح وجوههم تلويح المسافر ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة بمصر ثم يرسلون رسلًا يخبرون بهم الناس ليلقوهم و قد أمرهم إذا لقيهم الناس أن يقولوا ليس عندنا خبر الخبر في الكتب فيجيء رسول أولئك الذين دس فيذكر مكانهم فيتلقاهم ابن أبي حذيفة والناس يقولون‏:‏ نتلقى رسل أزواج رسول الله فإذا لقوهم قالوا لهم ما الخبر قالوا‏:‏ لا خبرعندنا عليكم بالمسجد ليقرأعليكم كتاب أزواج النبي فيجتمع الناس في المسجد اجتماعًا ليس فيه تقصير ثم يقوم القارىء بالكتاب فيقول‏:‏ إنا نشكو إلى الله وإليكم ما عمل في الإسلام وما صنع في الإسلام فيقوم أولئك الشيوخ من نواحي المسجد بالبكاء فيبكون ثم ينزل عن المنبر ويتفرق الناس بما قُريء عليهم‏.‏
فلما رأت ذلك شيعة عثمان رضي الله عنه اعتزلوا محمد بن أبي حذيقة ونابذوه وهم معاوية بن خديج وخارجة بن حذاقة وبسر بن أرطاة ومسلمة بن مخلد وعمرو بن قحزم الخولانيّ ومقسم بن بجرة حمزة بن سرح بن كلال وأبو الكنود سعد بن مالك الأزليّ وخالد بن ثابت الفهمي في جمع كثير وبعثوا سلمة بن مخزمة التجيبيّ إلى عثمان ليخبره بأمرهم وبصنيع ابن أبي حذيفة فبعث عثمان رضي اللّه عنه سعد بن أبي وقاص ليصلح أمرهم فبلغ ذلك ابن أبي حذيفة فخطب الناس وقال‏:‏ إلاأن الكذا والكذا قد بعث إليكم سعد بن مالك ليقلّ جماعتكم ويشتت كلمتكم ويوقع التجادل بينكم فانفروا إليه فخرج منهم مائة أو نحوها وقد ضرب فسطاطه وهو قائل‏:‏ فقلبوا عليه فسطاطه وشجوه وسبوه فركب راحلته وعاد راجعًا من حيث جاء‏.‏
وقال‏:‏ ضربكم اللّه بالذل والفرقة وشتت أمركم وجعل بأسكم بينكم ولا أرضاكم بأمير ولا أرضاه عنكم‏.‏
وأقبل عبد الله بن سعد حتى بلغ جسر القلزم فإذا بخيل لابن أبي حذيفة فمنعوه أن يدخل فقال‏:‏ ويلكم دعوني أدخل على جندي فأعلمهم بما جئت به فإني قد جئتهم بخير‏.‏
فأبوا أن يدعوه فقال‏:‏ والله لوددت أني دخلت عليهم وأعلمتهم بما جئت به ثم مت فانصرف إلى عسقلان‏.‏
وأجمع محمد بن أبي حذيفة على بعث جيش إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال‏:‏ من يتشرط في هذا البعث فكثرعليه من يتشرّط‏.‏
فقال‏:‏ إنما يكفينا منكم ستمائة رجل فشرط من أهل مصر ستمائة رجل على كل مائة منهم رئيس وعلى جماعتهم عبد الرحمن بن عديس البلويّ وهم كنانة لنِ بشر بن سليمان التجيبي وعروة بن سليم الليثيّ وأبو عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ وسودان بن ريان الأصبحي وذرع بن يشكر النافعيّ وسجن رجال من أهل مصر في دورهم منهم‏:‏ فلما بلغ ذلك كنانة بن بشر وكان رأس الشيعة الأولى دفع عن معاوية ماكره ثم قتل عثمان رضي الله عنه في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين فدخل الركب إلى مصر وهم يرتجزون‏:‏ خذها إليكَ واحذرن أبا الحسن‏.‏
إنا نمِرُّ الحربَ إمرار الوسن‏.‏
بالسيفِ كي تخمُدَ نيرانُ الفتنْ‏.‏
فلما دخلوا المسجد صاحوا إنا لسنا قتلة عثمان ولكن الله قتله‏.‏
فلما رأى ذلك شيعةعثمان قاموا وعقدوا لمعاوية بن خديج عليهم وبايعوه على الطلب بدم عثمان فسار بهم معاوية إلى الصعيد فبعث إليهم ابن أبي حذيفة فالتقوا بدقناس من كورة البهنسا فهزم أصحاب ابن أبي حذيفة ومضى معاوية حتى بلغ برقة ثم رجع إلى الإسكندرية فبعث ابن أبي حذيفة بجيش آخر عليهم قيس بن حرمل فاقتتلوا بخربتا أوّل شهر رمضان سنة ست وثلاثين فقتل قيس وسار معاوية بن أبي سفيان إلى مصر فنزل سلمنت من كورة عين شمس في شوال فخرج إليه ابن أبي حذيفة في أهل مصر فمنعوه أن يدخلها فبعث إليه معاوية إنا لا نريد قتال أحد إنما جئنا نسأل القود لعثمان ادفعوا إلينا قاتليه عبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر وهما رأس القوم فامتنع ابن أبي حذيفة وقال لو طلبت منا جديًا أرطب السرة بعثمان ما دفعناه إليك‏.‏
فقال معاوية بن أبي سفيان لابن أبي حذيفة‏:‏ اجعل بيننا وبينكم رهنًا فلا يكون بيننا وبينكم حرب‏.‏
فقال ابن أبي حذيفة‏:‏ فإني أرضى بذلك فاستخلف ابن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصلت بن مخرمة وخرج في الرهن هو وابن عيسى‏.‏
وكنانة بن بشر وأبو شمر بن أبرهة وغيرهم من قتلة عثمان فلما بلغوا لدّ سجنهم بها معاوية وسار إلى دمشق فهربوا من السجن غير أبي شمر بن أبرهة فإنه قال‏:‏ لاأدخله أسيرًا وأخرج منه آبقًا وتبعهم صاحب فلسطين فقتلهم واتبع عبد الرحمن بن عديس رجل من الفرس فقال له عبد الرحمن بن عديس‏:‏ اتق الله في دمي فإني بايعت النبيّ تحت الشجرة فقال له‏:‏ الشجر في الصحراء كثير فقتله‏.‏
وقال محمد بن أبي حذيفة في الليلة التي قُتل في صباحها عثمان‏:‏ فإن يكن القصاص لعثمان فسنُقتل من الغد فقُتل من الغد وكان قتل ابن أبي حذيفة وعبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر ومن كان معهم من الرهن في ذي الحجة سنة ست وثلاثين‏.‏
فلما بلغ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مصاب بن أبي حذيفة بعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاريّ على مصر وجمع له الخراج والصلاة فدخلها مستهل شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلاثين واستمال الخارجية بخربتا ودفع إليهم أعطياتهم ووفد عليه وفدهم فأكرمهم وأحسن إليهم ومصر يومئذ من جيش عليّ رضي اللّه عنه إلاّ أهل خربتا الخارجين بها‏.‏
فلما ولي علي رضي الله عنه قيس بن سعد وكان من ذوي الرأي جهد معاوية بن أبي سفيان وعمروبن العاص على أن يخرجاه من مصر ليغلبا على أمرها فامتنع عليهما بالدهاء والمكايدة لنلم يقدرا على أن يلجأ مصر حتى كان معاوية قيسًامن قبل عليّ رضي اللّه عنه فكان معاوية يحدّث رجالًا من ذْوي رأي قريش فيقول‏:‏ ما ابتدعت من مكايدة قط أعجب إلي من مكايدة كدت بها قيس بن سعد حين امتنع مني قلتُ لأهل الشام لا تسبوا قيسًا ولاتدعوا إلى غزوة فإن قيسًالنا شيعة تأتينا كتبه ونصيحته سرّا ألا ترون ماذا يفعل بإخوانكم النازلين عنده بخربتا يجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راكب يأتيه منهم‏.‏
قال معاوية‏:‏ وطفقت كتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فسمع بذلك جواسيس عليّ بالعراق فأنهاه إليه محمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر فاتهم قيسًافكتب إليه يأمره بقتال أهل خربتا وبخربتا يومئذ عشرة اَلاف فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى عليّ رضي الله عنه أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم وأهل الحفاظ منهم وقد رضوا مني بأن أومن سربهم واجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست بكائدهم بأمر أهون عليّ وعليك من الذي أفعل بهم وهم أسود العرب منهم بسر بن أرطاة وسلمة بن مخلد ومعاوية بن خديج‏.‏
فأبى عليه إلاّ قتالهم فأبى قيس أن يقاتلهم‏.‏
وكتب إلى عليّ رضي الله عنه إن كنت تهتمني فاعزلني وابعث غيري‏.‏
وكتب معاوية رضي الله عنه إلى بعض بني أمية بالمدينة‏:‏ أن جرى الله قيس بن سعد خيرًا فإنه قد كف عن إخواننا من أهل مصر الذين قاتلوا في دم عثمان واكتموا ذلك فإنني أخاف أن يعزله علي إن بلغه ما بينه وبين شيعتنا حتى بلغ عليًارضي اللّه عنه ذلك فقال‏:‏ من معه من رؤساء أهل العراق وأهل المدينة بدل قيس وتحوّل‏.‏
فقال عليّ ويحكم إنه لم يفعل فدعوني‏.‏
قالوا‏:‏ لتعزلنه فإنه قد بدل‏.‏
فلم يزالوا به حتى كتب إليه إني قد احتجت إلى قربك فاستخلف على عملك واقدم‏.‏
فلما قرأ الكتاب قال‏:‏ هذا من مكر معاوية ولولا الكذب لمكرت به مكرايًدخل عليه بيته فوليها قيس بن سعد إلى أن عزل عنها أربعة أشهر وخمسة أيام وصرف لخمس خلون من رجب سنة سبع وثلاثين ثم وليها الأشتر مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي من قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وذلك أن عبد الله بن جعفر كان إذا أراد أن لايمنعه عليّ شيئًا قال له بحق جعفر‏.‏
فقال له أسألك بحق جعفر آلا بعثت الأشتر إلى مصر فإن ظهرت فهو الذي تحب وإلاّ استرحت منه‏.‏
ويقال‏:‏ كان الأشتر قد ثقل على عليّ رضي الله عنه وأبغضه وقلاه فولاه وبعثه فلما قدم مصر لقي بما يلقي العمال به هناك فشرب شربة عسل فمات‏.‏
فلما أخبر عليّ بذلك قال لليدين وللفم وسمع عمرو بن العاص بموت الأشتر فقال‏:‏ إن لله جنودًا من عسل‏.‏
أو قال إنّ للّه جنودًا من العسل‏.‏
ثم وليها محمد بن أبي بكر الصدّيق من قبل عليّ رضي اللّه عنهم وجمع له صلاتها وخراجها فدخلها للنصف من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فلقيه قيس بن سعد فقال له‏:‏ إنه لا يمنعني نصحي لك عزله إيايَ ولقد عزلني عن غير وهنِ ولا عجزٍ فاحفظ ما أوصيك به‏.‏ يَدُم صلاح
حالك‏:‏ دع معاوية بن خديج ومسلمة بن مخلد وبسر بن أرطاة ومن ضوى إليهم على ما هم عليه لا تكفهم عن رأيهم فإن أتوك ولم يفعلوا فاقبلهم إن تخلفوا عنك فلا تطلبهم وانظر هذا الحيّ من مضر فأنت أولى بهم مني فألن لهم جناحك وقرب عليهم مكانك وارفع عنهم حجابك وانظر هذا الحي من مدلج فدعهم وما غلبوا عليه يكفوا عنك شأنهم وأنزل الناس من بعد على قدر منازلهم فإن استطعت أن تعود المرض وتشهد الجنائز فافعل فإنّ هذا لا ينقصك ولن تفعل إنك واللّه ما علمت لتظهر الخيلاء وتحب الرياسة وتسارع إلى ما هو ساقط عنك والله موفقك‏.‏
فعمل محمد بخلاف ما أوصاه به قيس فبعث إلى ابن خديج والخارجهّ معه يدعوهم إلى بيعته فلم يجيبوه‏.‏
فبعث إلى دور الخارجة فهدمها ونهب أموالهم وسجن ذراريهم فنصبوا له الحرب وهموا بالنهوض إليه‏.‏
فلما علم أنه لا قوة له بهم أمسك عنهم ثم صالحهم على أن يسيرهم إلى معاوية وأن ينصب لهم جسر انتقيوس يجوزون عليه ولا يدخلون الفسطاط ففعلوا ولحقوا بمعاوية‏.‏
فلما أجمع عليّ رضي الله عنه ومعاوية على الحكمين أغفل عليّ أن يشترط على معاوية أن لا يقاتل أهل مصر‏.‏
فلما انصرف عليّ إلى العراق بعث معاوية رضي اللّه عنه عمرو بن العاص رضي الله عنه في جيوش أهل الشام إلى مصر فاقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه أهل مصر ودخل عمرو بأهل الشام الفسطاط وتغيب محمد بن أبي بكر فأقبل معاوية بن خديج في رهط ممن يعينه على من كان يمشي في قتل عثمان وطلب ابن أبي بكر فدلتهم عليه امرأة‏.‏
فقال‏:‏ احفظوني في أبي بكر فقال معاوية بن خديج‏:‏ قتلت ثمانين رجلًا من قومي في عثمان وأتركك وأنت صاحبه فقتله ثم جعله في جيفة حمار ميت فأحرقه بالنار فكانت ولاية محمد بن أبي بكر خمسة أشهر ومقتله لأربع عشرة خلت من صفر سنة ثمان وثلاثين‏.‏
ثم ولي عمرو بن العاص مصر من بعده فاستقبل بولايته هذه الثانية شهر ربيع الأول وجعل إليه الصلاة والخراج وكانت مصر قد جعلها معاوية له طعمة بعد عطاء جندها والنفقة على مصلحتها ثم خرج إلى الحكومة واستخلف على مصر ابنه عبد الله بن عمرو وقتل خارجة بن حذافة ورجع عمرو إلى مصر فأقام بها وتعاقد بنو ملجم عبد الرحمن وقيس ويزيد على قتل عليّ رضي الله عنه وعمرو ومعاوية رضي الله عنهما وتواعدوا على ليلة من رمضان سنة أربعين فمضى كل منهم إلى صاحبه فلما قُتل علي بن أبي طالب‏.‏
رضي الله عنه واستقر الأمر لمعاوية كانت مصر جندها وأهل شوكتها عثمانية وكثير من أهلها علوية‏.‏
 

This site was last updated 04/02/11