Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أوجهه القوة والضعف فى البدعة النسطورية

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأمبراطور يأمر بعقد المجمع
هرطقة نسطور والأنقسام
الحروم الأثنى عشر
أفسس مدينة العذراء
ما قبل المجمع
الجلسة الأولى
أقوال الآباء ضد نسطور
الحكم بإدانة نسطور
مقاومة يوحنا الأنطاكى
الجلسة من 2-6
قرارات وقوانين الجلسة 7
أحكام أخرى للمجمع
ما بعد مجمع أفسس
سجن كيرلس وممنون
وثيقة الكذب والخداع والرياء
تغيير رأى الأمبراطور
الطرفين فى خلقيدونية
نسطور والأرثوذكس بالقسطنطينية
إنتهاء مجمع أفسس
وشاية عن كيرلس وبلخريا
رسائل البابا كيرلس
صلح الأسكندرية وانطاكيا
القوة والضعف بالنسطورية
القضاء على النسطورية
تاريخ الكنيسة النسطورية
أنطاكية والنسطورية

Hit Counter

 

لعل قوة المذهب النسطورى تبدو أوضح ما تكون فى إدراكها الواضح لحقيقة ناسوت السيد المسيح , قالوا : أن مخلص البشر إجتاز تجارب الحياة التى يجب أن يجتاز بها أى انسان عادى وإذن فلقد أدت النسطورية للكنيسة خدمة كبرى فى هذا السبيل إذ أكدت كمال ناسوت الفادى فقطعت الطريق أمام كل نظرية تنفى عملياً ناسوت المسيح وتهدم عمل الفداء من اساسه .

ولكن ما أعطته النسطورية بأحدى يديها أنتزعته باليد الأخرى , وذلك أنها فشلت فشلاً كاملاً فى بيان أن لاهوت المسيح وناسوته قد أجتمعا معاً فى أتحاد كامل من غير أختلاط ولا أمتزاج ولا تغيير , إتحاد حى دائم لا يقبل الأنفكاك أو الإنحلال .

إن النسطورية قالت بنوع من الإتحاد أو هو فى الحقيقة على حد تعبير نسطور هو إقتران أو مصاحبة أو إزدواج , وإذا كان يمكن أن يسمى إتحاداً فهو إتحاد أدبى أو أخلاقى أو بالحرى هو إتحاد خارجى , وليس إتحاد حقيقياً ثابتاً , هو إتحاد أقرب ما يكون إلى نوع من التآلف بين كائنين ماميزين فى طبيعتهما وجوهرهما .

 ومن هنا فإن النسطورية فد أساءت إلى حقيقة التجسد وبالتالى إلى حقيقة الكفارة والفداء , فجعلت التجسد بلا معنى , وأفرغته من كل قيمته ومعناه , وإذا كان هدف التجسد هو الفداء , فقد جعلت الفداء أيضاً بلا ثمر , لأن قيمة الفداء هى فى أن الذى مات عن البشر هو الإله المتأنس ولا تصير له هذه القمية إلا على أساس الإتحاد الكامل الحقيقى بين اللاهوت والناسوت .

لقد قال النساطرة أن المسيح كان إلهاً وإنساناً معاً وكانت له خبرات الطبيعتين فآمنوا بطبيعتين فى المسيح إجتمعنا معاً فى نوع من الأزدواج كما قلنا .

وبذلك فشلوا تماماً فى إدراك فكرة أن الإله صار إنساناً , وهو المعنى الذى أوضحة الإنجيل وفهمته الكنيسة الجامعة الرسولية أن الإله تنازل ليولد كإنسان , إتضع ليتخذ طبيعة بشرية , ويحيا حياة بشرية , ومن دون أن يفقد شيئاً من ألوهيته , وفى هذا ينحصر معنى الإتحاد الحقيقى الذى لا يقبل بحال ما نوعاً من الإنحلال , بينما النساطرة فهموا المسألة منذ الإبتداء على أساس لإستبعاد إمكانية الإتحاد بالمعنى الحقيقى فلم يبلغوا ابداً إلى فهم حقيقى لمعنى التجسد .

هذا وإن إعتقاد النسادرة فى ربنا يسوع إعتقاد مهين للاهوته , ذلك أن المسيح عندهم هو فى الحقيقة " إنسان لابس الإله " أو " إنسان ملتحق بالله "     

ذلك أن النساطرة يلحون دائماً على ناسوت المسيح , ويعتبرون الناسوت هو نقطة البداية فى نظريتهم فهم يعتبرون المسيح إنساناً لإقترن الإله به بطريقة أخرى غير الإتحاد الحقيقى , وبلغة أخرى هى أتصال أو مصاحبة                     وليس إتحاد   

وعلى ذلك فأقنوم المسيح أقنوم مركب إنسان والإله , إبن افنسان وابن الإله - أى أن هناك أبنين فى اقنوم المسيح , فالمسيح الذى يعلمون به ليس هو الإله اللابس الناسوت     

بل بالحرى الإنسان اللابس الإله   

وفى هذه الحالة يكون المسيح فى نظر النساطرة إنساناً أولاً ثم نال نعمة خاصة من الإله " فسر الإله به " وسكن فيه , فهو إنسان الإله فيه , ويمكن تفسير معتقدهم أيضاً فى المسيح أنه   

بمعنى أنه الإنسان المحمول بالإله أو الملهم بالإله ولو أن المعروف أن النساطرة فهموها بالمعنى الول , وسواء فسرت العبارة بالمعنى الأول أو بالمعنى الأخير .

فالمسيح عندهم ليس هو الإله المتأنس , وإنما هو إنسان ملتحف بالإله , فهو والحالة هذه لا يكاد يفترق كثيراً عن إنسان تقى أو قديس , ومن عبارات نسطور الكفرية والتى أقتبسها البابا كيرلس فى مهاجمته النسطورية قوله (1) : " أنى من اجل الذى حمل أوقر المحمول , ومن أجل غير المرئى أعبد المرئى " .. وقوله (2) ... " إن الذى رفع يسمى الإله ( يشارك اسم الإله ) بمصاحبة الذى رفعه "

ومن هاتين العبارتين يتضح أنه ليس للمسيح فى نظر النساطرة إلا فى دور سلبى , والفعل كله منسوب للإله مما يتبين معه أن المسيح فى عقيدتهم ليس هو الإله عينه .

ثم ان النساطرة وقعوا فى خطأ جسيم لأنهم أعتقدوا أن اللوغوس أتخذ أنساناً وفى هذه الحالة لا يكون العمل الكفارى للمسيح خلاصاً للجنس البشرى باسره , وإنما يصير الخلاص لفرد واحد فقط .

وهذه النتيجة الوخيمة التى وصلت إليها بدعه نسطور وتعليمه الفاسد ,

أن الكلمة لم يتخذ أنساناً وإنما ـخذ ناسوتاً وأتحد به ونحن نعنى هنا الناسوت غير مشخص , الناسوت بخصائصه وصفاته من دون تعين بشخص أو فرد بذاته .

وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى ذلك ان النساطرة يقولون بالجمع بين اللوغوس وإنسان فى ثنائية صريحة وهم على قول البابا كيرلس يقولون باقنومين وبأبنين فى مركب هو أقرب إلى مزيج أو خليط منه إلى إتحاد بالمعنى الدقيق

بينما ينكر الأرثوذكسيون هذه الثنائية وينادون بالإتحاد بين اللاهوت والناسوت فى اقنوم واحد وطبيعة واحدة جمعت بين صفات وخصائص اللاهوت والناسوت معاً .

على أن مركز الشخصية أو الأقنومية فى الكلمة الذى كان هو الإله وصار إنساناً هو فى اللاهوت , لأن الناسوت غير مشخص وعلى ذلك فالقنوم الذى أتخذ أحوال الحياة الإنسانية وقبل الحد من حياته الإلهية بسبب تلك الأحوال الإنسانية , هو أقنوم اللاهوت الذى أتخذ الأحوال والخبرات والصفات الإنسانية فصارت ايضاً أحواله وخبراته وصفاته .    

This site was last updated 05/06/08