Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

شكوى نسطور ويوحنا أسقف انطاكية التى أدت إلى عقد جلسات أخرى لمجمع أفسس

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأمبراطور يأمر بعقد المجمع
هرطقة نسطور والأنقسام
الحروم الأثنى عشر
أفسس مدينة العذراء
ما قبل المجمع
الجلسة الأولى
أقوال الآباء ضد نسطور
الحكم بإدانة نسطور
مقاومة يوحنا الأنطاكى
الجلسة من 2-6
قرارات وقوانين الجلسة 7
أحكام أخرى للمجمع
ما بعد مجمع أفسس
سجن كيرلس وممنون
وثيقة الكذب والخداع والرياء
تغيير رأى الأمبراطور
الطرفين فى خلقيدونية
نسطور والأرثوذكس بالقسطنطينية
إنتهاء مجمع أفسس
وشاية عن كيرلس وبلخريا
رسائل البابا كيرلس
صلح الأسكندرية وانطاكيا
القوة والضعف بالنسطورية
القضاء على النسطورية
تاريخ الكنيسة النسطورية
أنطاكية والنسطورية

Hit Counter

 

قرارات مجمع أفسس الأول عام 431م / الجلسة الأولى
 

+ ثم قرر المجمع بان سر التجسد المجدي القائم من اتحاد اللاهوت بالناسوت فى أقنوم الكلمة الأزلى بدون انفصال ولا امتزاج ولا تغير .
+ وإن السيدة العذراء مريم هى والدة الإله .
+ ووضع الأباء مقدمة قانون الإيمان التي ورد فيها:

"نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله، لأنك ولدت لنا مخلص العالم، أتى وخلص نفوسنا , المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح , فخر الرسل أكليل الشهداء , تهليل الصديقين , ثبات الكنائس , غافر الخطايا , نكرز ونبشر بالثالوث المقدس , لاهوت واحد , نسجد له ونمجده , يا رب أرحم يارب أرحم يارب بارك آميـــــــن "
+ ثم استعرض المجمع بدعة بلاجيوس وناقشه المجمع ولم يرجع فحرمه وبدعته .
*** وحكم بعدم سن قانون إيمان آخر خلاف دستور الإيمان المعروف وبعدم الزيادة عليه والتنقيص منه وحرم كل من يتعدى على هذا القانون .. ويلاحظ أن ديسقوروس قد تذرع بهذه الفقرة فى مجمع أفسس الثانى , وأقام الحجــة على مجمع خلكيدون , وسن المجمع الأفسسى خلاف ذلك 8 قوانين

*** أما فيما يختص بالحكم ضد نسطور فقالوا ما نصه : " من المجمع المقدس الملتئم فى مدينة أفسس هذه المتروبوليتية بإسم الرب وبموجب مراسيم ملكنا الكلى العبادة والجسن الديانة إلى نسطور يهوذا الثانى , أعلم أنه لأجل تعاليمك النفاقية (نفاق) وعصيانك على القوانين قد عزلت وقطعت من هذا المجمع المقدس بموجب قوانين الكنيسة وحكم عليك بانك مفرز من كل درجة ومعدوم كل وظيفة وغريب من كل خدمة كنائسية "

 

مشكلة وصول بطريرك إنطاكية وعدم اعترافه بالقرارات لعدم حضوره وطلب من الأساقفة إعادة المجمع .
وبالطبع لم يقبل نسطور الحكم عليه بالحرمان ,

+ وأعلن المجمع قراراته على الشعب ففرح بحرم نسطور وهتفوا للقديس كيرلس لكن لم يمضى إلا خمسة أيام حتى وصل يوحنا أسقف أنطاكيا في الرابع والعشرين من حزيران  ومعه وفد كنيسته مكون من 34 أسقفاً حتى أنقلب الفرح إلى حزن

وكان يوحنا أسقف أنطاكية (428-441) على رأس الوفد الأنطاكي. وتألف الوفد من أربعة وثلاثين أسقفاً: يوحنا أسقف أنطاكية والكسندروس أسقف أبامية ويوحنا أسقف دمشق وايلاذيوس أسقف طرسوس والكسندروس أسقف منبج ومكسيموس أسقف عين زربة وذكسيانوس أسقف سلفكية وكيروس أسقف صور واستيريوس أسقف آمد وانطوخيوس أسقف بصرى وثيودودريطس أسقف قورش وبولس أسقف حمص ومكاريوس أسقف اللاذقية وابرنجيوس أسقف قنسرين وجيرونتيوس أسقف كلوديابوليس وأوسونيوس أسقف هيميرية الرها وأوريليوس أسقف ايرينوبوليس أسورية وبوليخروتيوس أسقف حماه وملاتيوس أسقف قيصرية الجديدة وموسايوس أسقف أرواد وطرطوس وايلاذيوس أسقف عكة وهيسخيوس أسقف كستبالة بودروم قيليقية وتريانوس أسقف أوغوسطة وسلوستوس أسقف كوريكوس وفالنتينوس أسقف ملوس وزوسيس أسقف اسبوس ويوليانوس أسقف شيزر وديوجينس أسقف جسر شغور والياس أسقف بلقيس بالقرب من بيره جك وبلاكوس أسقف اللاذقية ومركلوس أسقف عرقة ورابولا أسقف الرها.

الكونت إيرنيئوس يمنع إبلاغ يوحنا الأنطاكى بقرار المجمع

 

 وفى يوم 26 أو 27 يونيو ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1438; Hardouin, t.i.p.1595.

وصل يوحنا الأنطاكى إلى أفسس ، فأرسل المجمع وفداً مفوضاً لمقابلته على الفور.  الوفد مكوناً من عدد من الأساقفة والإكليروس، وذلك للتعبير عن الاحترام اللائق له، وفى نفس الوقت لإبلاغه بعزل نسطور حتى لا يدخل فى أية مناقشات معه. كان الكونت إيرنيئوس صديق نسطور ومكلف بحمايته فأصدر أمراً للجنود الذين أحاطوا برئيس الأساقفة يوحنا ليمنعوا الوفد المفوض من التحدث إليه فى الطريق ؛ وبالتالى فقد رافقه الوفد إلى مقر إقامته ، حيث اضطروا إلى الانتظار عدة ساعات ، تعرضوا فيها لإهانات الجنود. وأخيراً، بعد أن أبلغوه بما عهد إليهم إبلاغه ، اقتيدوا إلى منازلهم بعد أن أسيئت معاملتهم وضُربوا. ووافق عليها. أبلغ ألساقفة المبعوثون المجمع فوراً بما حدث وأظهروا الجروح التى أصابتهم ، الأمر الذى أثار سخطاً شديداً ضد يوحنا الأنطاكى. ووفقاً لبيان ممنون، ( )

Hefele, C.J., quoting Tillemont, t.xiv. note 46, Sur St. Cyrille

فقد تم النطق بالحرم ضد يوحنا الأنطاكى لهذا السبب ، ولكن من الواضح أن ممنون فى روايته القصيرة جداً قد تغاضى عن جزئية من الأحداث، ألا وهى دعوة يوحنا ثلاث مرات. ( )

Hefele, C.J., quoting Cf. Epistola Memnonis, U.cc.
 

 

فى هذه الأثناء، تمادى كانديديان فى مقاومته لأعضاء المجمع، مسبباً لهم ضيقاً وإهانات بواسطة جنوده، كما أنه أوقف إمدادهم بالغذاء، بينما أمدّ نسطور بحرس شخصى دائم من الفلاحين المسلحين. ( )

Hefele, C.J., quoting Epist. Synodi Mansi, t.iv.p.1334; Hardouin, t.i.p.1507
 

وبعد وصول يوحنا الأنطاكى مباشرةً، بينما كان لايزال مُغَبَراً من الرحلة، ( )

 

وفى الوقت الذى سمح فيه للموفودين من أعضاء المجمع أن يكونوا فى انتظاره، عقد فى منزله مجمعاً مع أتباعه، فيه قصَّ الكونت كانديديان أولاً كيف عقد كيرلس وأصدقاؤه جلسة منذ خمسة أيام، على الرغم من كل التحذيرات، وفى تعارض مع المراسيم الإمبراطورية، وتنازعوا مع الكونت على أحقيته فى الحضور، وطردوا الأساقفة الذين أرسلهم نسطور، ولم يبالوا بخطابات الآخرين. وقبل أن يستكمل حديثه، طلب يوحنا الأنطاكى أن يُقرأ مرسوم الإمبراطور الخاص بالدعوة، وعند ذلك استمر كانديديان فى عرضه لما تم، وفى الرد على سؤال آخر وجهه يوحنا، أعلن كانديديان أن نسطور قد تمت إدانته دون أن يُسمع منه. فوجد يوحنا أن هذا يتمشى تماماً مع ميل المجمع، حيث إنهم بدلاً من استقباله هو ورفقائه بطريقة ودية، هاجموهم بعنف (هكذا وصف ما حدث). ولكن المجمع المقدس الذى كان منعقداً فى ذلك الحين، سوف يقرر ما هو مناسب بخصوصهم. وهذا المجمع الذى يتكلم عنه يوحنا بكلمات طنانة، كان عدده ثلاثة وأربعين عضواً فقط بما فيهم شخصه، بينما الجانب الآخر كان يزيد على المائتين.

ولما وصل أرسل المجمع نواباً من قبله وأفاده بقرار المجمع بقطع نسطور فتكدر يوحنا من ذلك , وأعتبر عمل المجمع كان متسرعاً وأتهم البابا كيرلس بالأستبداد  .

يوحنا يعقد مجمعاً آخر مناوئ لمجمع أفسس

 

 وتقدم كثير من الأساقفة نساطرة، ليقصّوا كيف كان كيرلس وممنون أسقف أفسس، منذ البداية يسيئون معاملة النساطرة، فلم يسمحوا لهم بدخول أية كنيسة، وحتى فى يوم عيد الخمسين لم يسمحوا لهم بإقامة الخدمة. علاوة على ذلك، فقد أرسل ممنون بعض الإكليروس التابعين له إلى منازل الأساقفة حيث أمروهم بتهديدات أن يشاركوه فى مجمعه. وبهذه الطريقة تسبب هو وكيرلس فى بلبلة كل شئ حتى لا يتم فحص هرطقاتهم

وغضب يوحنا الأنطاكى جداً من حكم الحرمان لأنه كان من أعوان نسطور فعقد مجمعا مضادا مؤلفاً من ثلاثة وأربعين أسقفاً تم فيه التصويت على إعلان أن كيرلس وممنون هرطوقيان , وعلى عزلهما من وظائفهما وقطعهما من الشركة, كما رفض قبول أساقفة المجمع الأفسسى ( 200 أسقف الذين حضروا مجمع أفسس وحرموا نسطور ) فى شركته , إن لم ينزلوا عن قراراهم ضد نسطور أبن وطنه مدعياً أنهم وقعوا على القرار بدون فحص أو ترو . وكتب يوحنا بهذا كله إلى الأمبراطور والمجلس الأعلى والأمبراطورة والاكليروس والشعب. 

قال يوحنا الأنطاكى فى مجمعه : "إنه كان يتمنى بالتأكيد أن لا يضطر لطرد أى شخص من الكنيسة يكون قد نال الكهنوت المقدس، ولكن الأعضاء المريضة ينبغى قطعها دون شك، لكى يُنقَذ الجسد كله، ومن أجل هذا السبب يستحق كل من كيرلس وممنون أن يُعزلا، لأنهما تسببا فى الفوضى وتصرفا ضد أوامر الأباطرة، كما أنهما كانا مدانين بالهرطقة فى الفصول (الحروم) السابق ذكرها. وجميع الذين ضلوا بسببهما ينبغى قطعهم من الشركة حتى يعترفوا بخطئهم ويُحرِّموا حروم كيرلس الهرطوقية، ويتمسكوا بشدة بقانون الإيمان النيقاوى، دون أية إضافات غريبة، وينضموا إلى مجمع يوحنا".
وقد وافق الاجتماع (مجمع الأنطاكيين) على هذا الاقتراح، ثم أعلن يوحنا الحكم بالطريقة التالية: "يعلن المجمع المقدس المجتمع فى أفسس، بنعمة الله وأمر الأباطرة الأتقياء: لقد كنا نتمنى بحق أن نتمكن من عقد مجمع فى سلام، ولكن لأنكم عقدتم اجتماعاً منفصلاً له ميل هرطوقى وقح وعنيد، بالرغم من أننا كنا فى منطقة مجاورة، وملأتم المدينة والمجمع المقدس بالبلبلة، لكى تمنعوا فحص هرطقاتكم الأبولينارية والأريوسية والأفنومية، ولم تنتظروا وصول الأساقفة القديسين من جميع المناطق، وأيضاً تغاضيتم عن تحذيرات ونصائح كانديديان، لذلك إعلم يا كيرلس السكندرى وأنت يا ممنون أسقف هذا البلد، بأنكما معزولان ومطرودان من جميع الوظائف الكهنوتية، لأنكما أصل لكل البلبلة.. الخ. ويا أيها الآخرون الذين وافقتموهما فلتكونوا مقطوعين من الشركة حتى تدركوا خطأكم وتنصلحوا وتقبلوا من جديد الإيمان النيقاوى (كما لو كانوا هم الذين سلموه!) بدون أية إضافات غريبة وتحرموا حروم كيرلس الهرطوقية، وفى كل شئ أن تذعنوا لأوامر الأباطرة، الذين يطلبون تبصراً مسالماً وأكثر دقة للعقيدة."
لقد وقَّع على هذا المرسوم الثلاثة والأربعون عضواً أعضاء المجمع (الأنطاكى) جميعاً. ( ) ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1259 sqq.; Hardouin, t.i.p.1447 sq, Fuchs, l.c. Bd. iv.S.92 ff.

ثم قام المجمع الأنطاكى بواسطة خطابات تعبر عن وجه نظر واحدة ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.pp. 1271-1280; Hardouin, t.i.p.1458 sqq.
 

، بإبلاغ الإمبراطور ونساء الأسرة المالكة (زوجة وأخت الإمبراطور ثيئودوسيوس الثانى) والكهنة، ومجلس الشيوخ، وشعب

القسطنطينية بكل ما حدث، وبعد ذلك بفترة وجيزة، طالبوا أعضاء المجمع الأصلى مرة أخرى تحريرياً، ألا يؤجلوا التوبة والرجوع، وأن يفصلوا أنفسهم عن كيرلس وممنون، الخ...، وإلا سوف يضطرون فى القريب العاجل أن يندبوا حماقتهم. ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv. p. 1270; Hardouin, t.i. p.1458


وفى مساء يوم السبت ( إن كان يوحنا قد وصل إلى أفسس يوم الجمعة 26 يونيو فهذا السبت هو اليوم التالى لوصوله. أما إذا كان قد وصل فى اليوم السابع والعشرون فإن ما يذكر هنا يكون قد تم فى مساء يوم وصوله ) طلب المجمع من الكونت كانديديان أن يتحذَّر لئلا يقوم كيرلس أو ممنون أو أى شخص من أتباعهما (الذين قُطعوا من الشركة) بالخدمة المقدسة يوم الأحد. وقد تمنى كانديديان فى ذلك الوقت ألا يرأس أى عضو من الطرفين صلاة القداس، إنما فقط كهنة المدينة؛ ولكن ممنون أعلن أنه لن يستسلم بأى حال من الأحوال ليوحنا ومجمعه، أما كيرلس وأتباعه فقد قاموا بالخدمة المقدسة". ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.v.p.774 sq.

وقد أحبطت جميع مجهودات يوحنا لتعيين أسقف– بالقوة الجبرية فى أفسس- بدلاً من ممنون، بسبب معارضة سكان المدينة الأرثوذكس. ( )

 Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1439; Hardouin, t.i. p. 1595.

والمفترض عموماً، (†) هو أن يكون كانديديان قد سبق المجمع الشرعى بإرسال معلوماته، ولم يسمح لتقريرهم أن يصل إلى القسطنطينية. ولكن الوضع لم يكن هكذا، لأننا نلاحظ فى خطاب )لايزال باقياً( موجه إلى المجمع من دلماتيوس Dalmatius ورهبان آخرين وكهنة القسطنطينية ( )، أن الإمبراطور نفسه قد أرسل إليهم الخطابات التى وجهها المجمع إليهم بعد عزل نسطور مباشرة، وبالتالى لابد وأن يكون هو أيضاً قد استلم التقرير الذى تم إرساله إليه. ويؤكد دلماتيوس فى نفس الوقت أن الشعب قد وافق على عزل نسطور، وأن الإمبراطور قد عبّر عن الأمر بطريقة لطيفة جداً، موقراً المجمع. من هذا ندرك أنه (الإمبراطور) لم يكن إلى ذلك الحين، قد تسلم تقرير كانديديان. بعد وصول هذا التقرير حدث فجأة تغيير عنيف. فقد أرسل الإمبراطور ثيئودوسيوس الحاكم بلاديوس إلى أفسس بخطاب ( ) موضحاً: "إنه علم من كانديديان أن بعض الأساقفة قد عقدوا جلسة دون انتظار يوحنا الأنطاكى. بالإضافة إلى ذلك، فإنه حتى الأساقفة الذين كانوا موجودين فى أفسس، لم يشاركوا كلهم فى هذه الجلسة، والذين عقدوا الجلسة لم يناقشوا العقيدة بالطريقة المنصوص عليها، ولكن بروح تحزبية. ولذلك أعلن بأن كل ما تم عمله يعتبر لاغياً، وقال إنه سوف يرسل موظفاً رسمياً خاصاً من القصر، لكى بالاشتراك مع كانديديان يستطيع أن يفحص ما حدث، ويمنع أى شغب فى المستقبل. وفى الوقت الحالى، وحتى يناقش المجمع العقيدة، فإنه لا يسمح لأى أسقف بمغادرة مدينة أفسس، إما للذهاب إلى البلاط الإمبراطورى أو للرجوع إلى بلدته. وينبغى أن ينفذ هذا الأمر إلى الحكام فى كل الأقاليم أيضاً، بألا يسمحوا لأى أسقف قد يعود من أفسس إلى وطنه، أن يظل فيه. إن الإمبراطور ليس له دور فى صالح أى شخص، وبالتالى ليس فى صالح نسطور، بل فقط لصالح الحق والعقيدة". ويحمل هذا الخطاب تاريخ 29 يونيو ولكن حيث إن رد كيرلس الذى سلمه إلى بلاديوس Palladius قد كُتب يوم 1 يوليو، ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1422; Hardouin, t.i.p.1582.

 

فلابد أن بلاديوس يكون قد وصل إلى أفسس قبل نهاية يونيو، وهذا التاريخ لابد وأن يكون قد كُتب عن طريق الخطأ بواسطة الكاتب. فقد وجد مكتوباً على هامش نص هذا الخطاب كلمة dekatriw/n بدلاً من triw/n kalandw/n أى 19 يونيو وليس 29، ووافق كثير من المثقفين على هذا الاقتراح، ولكن تيلمونت Tillemont قد لفت النظر، وهو محق، لحقيقة أن جلسة المجمع الأولى وعزل نسطور التى يذكرها الإمبراطور فى هذا الخطاب، لم تتم حتى يوم 22 يونيو. ( )

Hefele, C.J., quoting Tillemont, Memoires, t. xiv. note 47, Sur St. Cyrille.
 

وذهب نسطور إلى القسطنطينية وحمل معه تقارير خاطئة من المجمع الصغير المضاد , ودون مندوب الأمبراطور الكونت كندبديان الذى كان يميل إلى النسطورية تقريراً آخر وملأها بالطعن فى رئيس المجمع ( البابا كيرلس ) وأعضائة المائتين دون أن يثبت شيئ من قرارات الآباء المائتين .

وبمعاونة مندوب الأمبراطور الكونت كندبديان وإتصالأته فى البلاط تمكن من إرسال التقارير الخاطئة التى أعدها مع نسطور وطلب التصريح بإعادة إنعقاد المجمع من جديد

فرح يوحنا وأتباعه بالطبع جداً بهذا الخطاب الإمبراطورى، وظنوا أن العالم كله سعيد، بأن يكون خاضعاً لمثل هؤلاء الحكام، كما جاء فى ردهم. ثم استرسلوا فى الحديث عن السبب الذى اضطرهم لعزل كيرلس والآخرين، ولم يخجلوا من الزعم بأن سببهم الرئيسى فى ذلك هو أن هؤلاء تجرأوا وهاجموا أسقف المدينة الإمبراطورية ولم يذعنوا لأوامر الإمبراطور. وبالنسبة لمجمعهم conciliabulum فهم يدعونه مجمعاً مقدساً، ويتضرعون أن يعطى الإمبراطور أمراً بأنه أثناء الفحص المنتظر للعقيدة، على كل مطران أن يصطحب معه أسقفين فقط، لكى يصعق العدد الكبير لأساقفة مصر وآسيا الصغرى، الذين يظنون إنهم لن يستطيعوا أن يتكلموا عنهم بازدراء كافٍ. وقالوا إنهم تمنوا، بعد قراءة خطاب الإمبراطور، أن يقيموا صلاة شكر فى كنيسة القديس يوحنا، ولكن الناس أغلقوا الأبواب فى وجوههم، وقادوهم إلى منازلهم بالقوة. وكان ممنون هو مصدر كل هذا ولذلك ينبغى أن يقوم الإمبراطور بطرده من المدينة. ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1379 sqq.; Hardouin t.i.p.1539 sqq.

من المحتمل أن الحادثة التى يشيرون إليها قد حدثت عند محاولة تعيين أسقف آخر لأفسس، بما أن ممنون أيضاً يذكر أن شغباً قد نشأ بهذه المناسبة. ( )

 Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1439; Hardouin, t.i.p. 1595.

وفى خطاب ثانٍ إلى الإمبراطور، طالبوا أن يُنقل المجمع إلى مكان آخر، أقرب إلى البلاط، حيث يمكن أن يُدان كيرلس وأتباعه من كتاباته الخاصة. ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1386 sqq.; Hardouin, t.i.p.1546 sq.


ويذكر تاريخ السريان الأرثوذكس للبطريريك مار أغناطيوس زكا عيواص - بطريريك انطاكية والرئيس الأعلى للكنيسة الأرثوذكسية - الجامعة في العالم وعضو المجمع العلمي العراقي عن ما دث فى مجمع أفسس وما بعده قائلاً : في سنة 431م شجب مجمع افسس تعليم نسطور بطريرك القسطنطينية الذي زعم بأن السيد المسيح هو اقنومان وطبيعتان . وتحزب له يوحنا بطريرك انطاكية وحذا حذو هذا خلفه دمنوس وهو ابن شقيقته . غير ان مجمع افسس الثاني 449م حطه من رتبته وأقام بدلا منه مكسيموس . ولاقت تعاليم نسطور قبولا لدى بعض السريان في المملكة الفارسية واطراف سورية وفلسطين وجزيرة قبرص ، فتألفت منه كنيسة انسلخت من الكرسي الانطاكي سنة 498م واقامت لها رئيسا اطلق على نفسه لقب ( جاثليق ) وكان أول جاثليق اسمه باباي وجعل مقره في سلوقية القريبة من المدائن كما مر بنا ونقل مقره سنة 762م الى بغداد وفي أوائل القرن الخامس عشر نقلوه الى القوش وسنة 1561م الى أرمي

***********************************

المـــــــــــــــراجع

(1)  تاريخ الكنيسة القبطية - القس منسى يوحنا
(2) الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة - للأسقف الأنبا إيسيذورس ج1 ص 483

(3) تاريخ الكنيسة القبطية – إصدار كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وما رمينا بستاتين إيلاند بنيويورك

(4)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية -

(5)  تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل

This site was last updated 05/06/08