Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

قرارات وقوانين جلسة مجمع أفسس السابعة

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأمبراطور يأمر بعقد المجمع
هرطقة نسطور والأنقسام
الحروم الأثنى عشر
أفسس مدينة العذراء
ما قبل المجمع
الجلسة الأولى
أقوال الآباء ضد نسطور
الحكم بإدانة نسطور
مقاومة يوحنا الأنطاكى
الجلسة من 2-6
قرارات وقوانين الجلسة 7
أحكام أخرى للمجمع
ما بعد مجمع أفسس
سجن كيرلس وممنون
وثيقة الكذب والخداع والرياء
تغيير رأى الأمبراطور
الطرفين فى خلقيدونية
نسطور والأرثوذكس بالقسطنطينية
إنتهاء مجمع أفسس
وشاية عن كيرلس وبلخريا
رسائل البابا كيرلس
صلح الأسكندرية وانطاكيا
القوة والضعف بالنسطورية
القضاء على النسطورية
تاريخ الكنيسة النسطورية
أنطاكية والنسطورية

Hit Counter

لجلســــة السابعة والأخيـــــرة / منشور وقوانين

الجلسه السابعة كانت في الحادي والثلاثين من تموز / يولية سنة 431 م وقد نوقش فيها موضوع استقلال كنيسة قبرص: وشملت ولاية الشرق قبرص وكانت قد خضعت هذه الجزيرة لأنطاكية في شؤونها المدنية. واعتبرت كنائس قبرص كنيسة أنطاكية كنيسة مؤسسة فنشأت مرتبطة بالكنيسة الأم خاضعة لها. وكان ما كان من أمر آريوس والآريوسية ودب الشقاق في صفوف المؤمنين في أنطاكية فتشاغلوا عن شؤون قبرص وتركوها بدون رعاية . وفي النصف الثاني من القرن الرابع ظهر راعياً صالحاً عالماً وورعاً. فوحد صفوف المؤمنين فيها وزادهم ثقة في النفس وإحساساً بالعزة والكرامة. والإشارة هنا إلى القديس ابيفانيوس صاحب كتاب علبة الأدوية البناريون وكتاب الانكيرونس "الثابت في مرساه"، وكتاب الأدوية ضد البدع وفيه محاولة لدحض ثمانين بدعة وهرطقة.

وقد ولد بيفانيوس في بيت جبرين وتنسك في بيت صدوق وأنه ذاع صيت علمه وقداسته فعين أسقفاً على مدينة قسطنسية (سلامينة) سنة 367 وبقي فيها حتى وفاته في سنة 403. والواقع أن تأثير وقوة شخصيه ونفوذ وقداست وعلم ابيفانيوس أدى إلى ممارسة الاستقلال قبل الاعتراف به.

وفي سنة 415 كان هناك جدلا محتدماً بين تروئيلوس متروبوليت الجزيرة والكسندروس أسقف أنطاكية. وأستعان أسقف أنطاكية بزميله الروماني انوشنتيوس الأول فأكد أسقف رومة وجوب الاعتراف بسلطة أسقف أنطاكية في جميع أنحاء ذيقوسية الشرق ويضيف أن هذا التقدم عائد إلى أمرين أولهما أن أنطاكية كانت مقر الرسول بطرس وأنها كانت عظيمة.

ولكن أساقفة قبرص لم ييأسوا ولم يكترثوابنصيحة روما . فلما كان ما كان من أمر نسطوريوس ومجمع أفسس طلب يوحنا أسقف أنطاكية يوحنا والي ذيقوسية الشرق أن يأمر بتأجيل انتخاب خلف للمتروبوليت ثودوروس في قبرص إلى أن يرفض مجمع افسس. ولكن رجينيوس المتروبوليت الجديد كان قد انتخب فعلاً وأقلع للحال إلى أفسس ومعه أسقفان ليطالبا بإستقلاق الأسقفية. وبات رجينيوس ينتظر فرصة مناسبة لإثارة قضيته. فلما توترت العلاقات بين يوحنا وكيرلس تقدم متروبوليت قبرص بطلب رسمي إلى المجمع في جلسته السابعة في الحادي والثلاثين من تموز سنة 431 م يرجو به منح قبرص استقلالها. فوافق المجمع وكان له ذلك

 

عقد المجمع جلسته الأخيرة وفيها كتب تقريراً مفصلاً عن كل أعماله : لإرسالة إلى ألإمبراطور ملحقاً بها ثمانية قرارات مجمعية أخرى تخص الكنيسة جاء فيها ما يلى :-

 

المجمع المقدس المنعقد فى مطرانية أفسس

بنعمة المسيح إلهنا وأوامر جلالتكم يكتب إلى الملكين البارين المحبين للإله ثيؤدوسيوس وفالينتانوس ...

إن لعظمتكم رغبة فى تثبيت الإيمان , أصدرتم أمركم الكريم إلى المجمع بالشروع فى فحص دستور الإيمان , ونحن بدافع الغيرة الكاملة , قد بذلنا الجهد فى أتباع التقاليد القديمة التى للآباء الرسل والإنجيليين وكذا التفسير الذى وضعة الآباء 318 أسقفاً المجتمعون فى نيقية للأمانة المقدسة , وبإتفاق تام وأقتناع ثابت أصدرنا قاراراتنا التى عرضناها على جلالتكم فى التقارير التى حررناها , والتى ثمقتضاها خلعنا نسطوريوس , الذى رغم وجود المجمع فى أفسس , لم يكتم إيمانه الفاسد بل أخذ بذيع تعاليمه المخالفة للإيمان القويم , وينشر لإيمانه المشئوم , وكل ذلك قد عرضناه بالتفصيل على جلالتكم فى التقارير المحررة منا .

ولكن ظهر الكونت كنديديان , حتى أخذ يشجع نسطوريوس , ولم يراع مرضاة الإله وبره , وبذل كل إهتمامه فى أن يجتذب سمع جلالتكم لجانبه , قبل أن تقفوا على فحوى التقارير , وقبل ان تعرفوا حقيقة ما جرى , كما أجتهد أن يبلغ تقواكم ما يتفق مع صداقته لنسطوريوس , وما يحقق رغباته , قبل ان تعرف عظمتكم الحقيقة بالإطلاع على التقارير التى حررناها , والتى أظهرنا فيها سلامة تصرفاتنا , التى لم تصدر بسبب عدائنا لنسطوريوس , بل لتثبيت دستور الإيمان الذى حرفه المبتدع فى عظاته وكتاباته وكذلك حكمنا عليه بالعزل , وكان الإنجيل المقدس موضوعاً فى وسطنا يذكرنا بوجود السيد المسيح رب الكون بيننا "

لذلك نتوسل إلى جلالتكم أن تعتبروا أولئك الذين مجدوا الإخلاص للإله , جديرين بكل شكره , ولقد راينا أيضاً الوقور يوحنا أسقف أنطاكية , يقدم داعى الصداقة على أستقامة الإيمان , دون الإلتفات إلى تحذيرات عظمتكم , وقد أستحال علينا جذبه إلى جانب الإيمان الصحيح الذى وضع منذ البدء , فضلاً عن أنه قد مكث 21 يوماً بعد الموعد المحدد لعقد المجمع دون أن يحضر , بينما أحترم جميع الأساقفة الأيام التى حددتموها  , وتقدمنا نحن الأرثوذكسيين إلى الإشتراك فى المجمع المقدس متقدين غيره نحو الإيمان , وراغبين فى البحث عن حقيقة البر , ورغم علمنا السابق بعداء الأسقف يوحنا , وتأكدنا من مجاملة الكونت كنديديان لنسطوريوس , كنا نشك فى وجود من يضع محبة الناس فوق محبة الإله , ولكن يوحنا الأسقف قد أنحاز منذ أبتداء حضوره إل المجمع إلى آراء نسطوريوس , ولا ندرى أكان الباعث له على ذلك صداقته لنسطوريوس أو إشتراكه معه فى أعتقاده الفاسد ؟ .

ولما اكملنا اعمالنا وحررنا تقارير صادقة لتقديمها لعظمتكم قد منعنا - كما أسلفنا الذكر - وذلك بمساعى الكونت كنديديان

وبناء على ذلك نبلغ عظمتكم كل نقطة ... لأن كل الساقفة المجتمعين , قد اصدروا حكماً بإدانة وخلع نسطوريوس , طبقاً للقوانين الكنسية , وعدتنا مائتا أسقف حضرنا من جميع أنحاء المسكونة , وقد أتحد معنا أساقفة الغرب فى هذا القرار

*****************************************

هناك شك بخصوص تاريخ انعقاد الجلسة السابعة والأخيرة، فالقرارات ودقائق الجلسات تحددت بتاريخ 31 أغسطس، ولكن جارنيه Garnier ( )

 Hefele, C.J., In his edition of the works of Marius Mercator, in the preface to Pars ii. P.729, edit. Migne.

ومن بعده عدد كبير من الدارسين المتميزين، افترضوا وجود خطأ من الكاتب فى هذه النقطة، وقالوا إنه يوم 31 يوليو وليس أغسطس، لأن المندوب الإمبراطورى الجديد يوحنا John، وصل إلى أفسس فى الأيام الأولى من شهر أغسطس، ولم تعقد أية جلسات أخرى بعد وصوله. ( )

Hefele, C.J., quoting Dupin, Nouvelle Biblioth. t.iv. p. 300; Tillemont, Memoires, t.xiv. p.444, edit. Venise; Fleury, Hist.. Excel. Liv.xxv § 57; Remi Ceillier, Histoire des Auteurs Sacres, t. xiii. P.746; Walch, Ketzergesch. Bd. v. S.511 f

عقدت هذه الجلسة السابعة أيضاً فى كنيسة العذراء مريم، وبدأت بقراءة عريضة مُقدمة من ريجينوس Rheginus رئيس أساقفة قوستنتيا Constantia فى قبرص وموقعة منه ومن أسقفين آخرين من قبرص هما زينون Zeno وأوغريس Evagrius. كان بطريرك أنطاكية قد ادعى لبعض الوقت أن له حق الرئاسة على أساقفة قبرص وبصفة خاصة حق السيامة.. الخ. وعندما تُرك كرسى مطران هذه الجزيرة خالياً مرة ثانية بموت ترويلوس Troilus فى وقت الدعوى إلى انعقاد مجمع أفسس، فإن الدوق ديونيسيوس –حاكم أنطاكية– وبناء على طلب البطريرك الأنطاكى، منع اختيار رئيس الأساقفة الجديد قبل أن يحدد المجمع حل الخلاف. وإذا– على عكس توقعاته– تم اختيار الأسقف فيجب عليه أن يحضر مجمع أفسس. وكانت رسالتا الحاكم فى هذا الصدد، والموجهتان إلى رئيس قبرص وكهنة قوستنتيا Constantia، مرفقتين بالطلب، وتمت قراءتهما فى نفس الوقت. لكن أساقفة قبرص لم يعطوا أى اعتبار لهذا المنع، واختاروا رئيس الأساقفة ريجينوس وقد تم ذكره (حسب عادتهم) فى مجمعهم المكانى، لأن ادعاءات الأنطاكيين، كما أوضحوا فى أفسس، كانت contra apostolicos canones et definitions sanctissimae Nicenae Synodi (أى تخالف القوانين الرسولية وتعريفات مجمع نيقية المقدس). ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1465; Hardouin t.i.p.167.

بالرجوع إلى قوانين نيقية، وضع القانون رقم 4 نصب أعينهم بوضوح، وهو ينص على ما يلى: "يعيّن الأسقف بواسطة جميع أساقفة المكان". ( )

Hefele, C.J., Vol. I. p. 381.

وفى المناقشة التى دارت فى أفسس، بناءً على طلب القبرصيين، علّق كثيرون: "إنه لا ينبغى أن ننسى أن مجمع نيقية قد حفظ كرامته لكل كنيسة، ويجب أن نتذكر ذلك بصفة خاصة فى أنطاكية". ( )

Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1468; Hardouin t.i.p.1620.

وأشار المتكلمون هنا إلى قانون نيقية السادس فأرادوا أن يقولوا: " أن هذا القانون أكد للكراسى البطريركية العظمى ومن بينها كرسى أنطاكية، حقوقها القديمة. لذلك ينبغى أن يصاغ السؤال على النحو التالى: كيف كان الحال فى الأزمنة القديمة؟ هل كان الأساقفة الأنطاكيون يملكون ويمارسون حق سيامة الأساقفة القبرصيين فى الأزمنة الأولى أم لا؟" عند ذلك طلب المجمع من الأساقفة القبرصيين أن يثبتوا أن أنطاكية لم يكن لها مثل هذا الحق عليهم، وقد أكد أحدهم وهو بالتحديد زينون أن رئيس الأساقفة المتنيح تريلوس Troilus أسقف قبرص وكل أسلافه حتى زمان الرسل، كانت تتم سيامتهم بواسطة أساقفة دولتهم وليس أسقف أنطاكية أبداً. وهنا استخلص المجمع القرار التالى: "إن كنائس قبرص يجب أن يتأكد لها استقلالها وحقها فى أن تختار وتكرس أساقفتها. وأن تتجدد بصفة عامة حريات جميع الأقاليم الكنسية. وأن جميع التدخلات فى أقاليم أخرى محظورة". ( )

 Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1466 – 1470; Hardouin, t.i. p. 1617-1620; Fuchs, L.c.S. 149-153 Cf., Maassen, Der Primat des Bischofs von Rom, S.50 ff..

وفى نفس الجلسة أرسل المجمع أيضاً منشوراً إلى جميع الأساقفة والكهنة والعلمانيين بشأن النطق بقطع يوحنا الأنطاكى من الشركة وتجميد جميع سلطاته الروحية هو وأتباعه الذين ذُكرت أسماؤهم. وقد أرفقوا القوانين التالية بهذا الإعلان العام:
قانون 1: إذا فصل أحد المطارنة نفسه عن هذا المجمع المسكونى المقدس وانضم إلى مجمع المرتدين (conciliabulum) أو سوف ينضم إليهم فيما بعد، أو إذا كان متفقاً مع الكلستين (البيلاجيين) أو سوف يتفق معهم فيما بعد، فإنه لن تكون له رئاسة بعد على أساقفة مقاطعته، كما أن المجمع يبعده ويوقفه عن كل شركة فى الكنيسة. كما أنها مهمة كل أساقفة المقاطعات (الإيبارشيات) أنفسهم والمطارنة المجاورين الأرثوذكس أن يلاحظوا تنفيذ عزله الكامل من أسقفيته.
قانون 2 : إذا تخلى أحد أساقفة المقاطعات عن المجمع المقدس وتمادى فى الارتداد عن العقيدة، أو حاول إيجاد طرق لخداع المجمع أو إذا تحول وانضم إلى جماعة المرتدين بعد أن يكون قد وقَّع على عزل نسطور، فإن هذا الأسقف تبعاً لحكم المجمع المقدس يعتبر منفصلاً بالكلية عن الكهنوت ومجرداً من رتبته.
قانون 3 : إذا أوقف أحد الكهنة عن ممارسة كهنوته بواسطة نسطور أو أحد أتباعه فى أية مدينة أو قرية بسبب استقامة آرائه، فإننا نحكم أنه من الصحة والاستقامة عودته إلى رتبته. وكقاعدة عامة، فإننا نرسم أن رجال الإكليروس الذين يتفقون مع المجمع الأرثوذكسى والمسكونى لا يجب عليهم بأى حال أن يخضعوا لأساقفة قد ارتدوا أو سوف يرتدون عن العقيدة.
قانون 4 : إذا ارتد أحد الكهنة (رجال الاكليروس) وانحاز إلى آراء نسطور أو كلستيوس فى السر أو على الملأ فإن المجمع المقدس يرى أنه من الحسن والمستقيم أن يتم عزله.
قانون 5 : أولئك الذين تمت إدانتهم بواسطة المجمع المقدس أو بواسطة أساقفتهم لأفعال ملومة، وأولئك الذين يسعى أو سيسعى نسطور وأتباعه لإعادتهم إلى الشركة أو إلى رتبتهم (منافياً بذلك القوانين فى عدم المبالاة التى يتصف بها) فإننا نحكم أن هؤلاء الأشخاص يجب ألا يستفيدوا من ذلك بل أن يظلوا معزولين.
قانون 6: وبالمثل، إذا بأى حال أراد أحد أن يضع جانباً ما تم فى كل قضية فى مجمع أفسس المقدس، فإن المجمع قرر أنه إن كان هؤلاء من الأساقفة أو الكهنة يتم عزلهم بالكلية من رتبتهم، وإن كانوا من العلمانيين يتم حرمهم من الشركة.

قانون 7: بعد قراءة قانون الإيمان الذى سنه الآباء الثلثمائه والثمانية عشر القديسين فى نيقية والقانون المغاير الكفرى لثيؤدور الموبسوسيتى والذى قدمه كاريسيوس كاهن فيلادلفيا لمجمع أفسس قرر المجمع أنه لا يسمح لأحد بإخراج أو نشر أو تأليف إيمان آخر غير ذاك الذى وضعه بالروح القدس الآباء القديسون الذين اجتمعوا فى نيقية.
أما بخصوص من يجرؤ على تأليف إيمان آخر وعرضه أو تقديمه لمن قد يريد أن يدخل إلى معرفة الإيمان (من اليونانيين أو اليهود أو من الهراطقة)، فإن هذا الإنسان إن كان أسقفاً أو كاهناً فإنه يعزل، الأسقف يجرد من الأسقفية والكاهن من الكهنوت، وإن كان علمانياً فإنه يحرم من الشركة. وعلى نفس المنوال إن وجد أن أحد الأساقفة أو الكهنة أو العلمانيين يقبل أو يعلم بالعقائد المتضمنة فى نص كاريسيوس بخصوص تجسد ابن الله الوحيد، أو يقبل ويعلم بالعقائد الكفرية والمضلة الخاصة بنسطور والتى تتصل بهذا النص، دعهم يقعون تحت حكم هذا المجمع المقدس المسكونى: إن كان أسقفاً يفصل من الأسقفية ويعزل وإن كان كاهناً يعزل أيضاً من الكهنوت، وإن كان علمانياً يحرم من الشركة كما قلنا من قبل.
قانون 8 : بلغ إلينا بواسطة ريجينوس الأسقف المتدين والزميل ومن معه من أساقفة مقاطعة قبرص الأتقياء -زينون وأوغريس- ابتداعاً يخالف النظام الكنسى وقوانين الآباء القديسين وهجوم على حرية الجميع. والمرض الذى يصيب الجميع يحتاج إلى علاج سريع، لأنه قد يسبب ألماً عظيماً. لذلك، فإنه إن لم يكن هناك تقليد قديم يجعل أسقف مدينة الأنطاكيين يقوم بالسيامات فى قبرص (وقد علمنا يقينية ذلك بتقارير تحريرية وشفوية)، فإن الرجال الموقرين جداً رؤساء الكنائس المقدسة فى قبرص الذين لجأوا إلى المجمع المقدس، سوف يقومون بسيامة أساقفتهم الموقرين جداً دون مضايقة أو تعرض للعنف وفقاً لقوانين الآباء القديسين واستخدامها القديم.
نفس الأمر سوف يراعى فى باقى الإيبارشيات وفى كل مكان من المقاطعات حتى لا يأخذ أى أسقف محبوب لدى الله مقاطعة أخرى لم تكن فى زمن سابق ومن البداية تحت سيطرته أو سيطرة من سبقوه. وإذا أخذ أحد أى مقاطعة بالقوة ووضعها تحت سيطرته دعه يعيدها حتى لا نتعدى قوانين الآباء وحتى لا يدخل تعظم السلطة العالمية تحت مظهر الأعمال المقدسة. وبدون أن ندرى نفقد قليلاً قليلاً الحرية التى وهبت لنا بدم المسيح يسوع ربنا الذى حرر كل البشر. لذلك بدا للمجمع المسـكونى المقـدسة أنه من الصالح والمستقيم أن الحقوق المكتسبة لكل مقاطعة من البدء والمؤسسة وفقاً للاستخدام القديم منذ زمن بعيد يجب أن تصان سليمة وغير منثلمة.
كل مطران له الحرية فى أخذ نسخة من أعمال المجمع كضمان له.
إذا أخرج أحد سُنَّة تخالف ما تم تعريفه الآن فإن المجمع المقدس يعلن بصوت واحد عدم جدواه.
 

النصوص الثمانية ( القوانين ) التى وضعها مجمع أفسس الأول

1 - من حيث أنه قد وجب على الذن تخلفوا عن المجمع المقدس لأجل علة ما , سواء أكانت كنسية أو جسدانية , ألا يجهلوا المراسيم الموضوعة فيه , لهذا نعلم نعلم قداستكم ومودتكم أنه إن كان ميتروبوليت (مطران) الأيبروشية قد عصى على المجمع المقدس المسكونى وإنحاز إلى مجمع العصيان [ أى المجمع الذى عقده يوحنا الأنطاكى مع النساطرة ] أو أنه بعد ذلك ينحاز إليه , أو أن كان قد وافق على رأى كالاستينوس ( أحد أتباع نسطور ) فهذا لا يمكنه أن يضع شيئاً ضد أساقفة الأيبروشية البتة لكونه منذ الآن قد طرح ونفى من كل شركة كنسية من قبل المجتمع وهو معدوم العمل عاطلاً ( موقوفاً ) .

والمجمع يفوض لأساقفة الإيبروشية والمطارنة الذين حولهم , المستقيمى الرأى , أمر طرحه بالكلية من درجة الأسقفية .

2 - وأما إن كان البعض من أساقفة الإيبروشية قد تاخرلا عن المجمع المقدس وإنحاز إلى ذوى العصيان , أو أنه عزم على أن ينحاز إليهم , أو أنه بعد أن وقع على قطع النسطوريين وحرمه رجع أيضاً إلى جماعة المبتدعين , فعلى ما لاح للمجمع المقدس أن مثل هؤلاء يسقطون من درجاتهم الكهنوتية .

3 - إذا كان بعض الإكليريكيين ( الإكليوس ) الذين فى كل مدينة أو قرية قد منعوا من الكهنوت من قبل نسطوريوس ومشايعيه بسبب إستقامة رأيهم , فقد قضينا لهم عدلاً برتبتهم الخاصة , وإننا نأمر الإكليريكيين عموماً الذين يعتقدون إعتقاد المجمع المسكونى الأرثوذكسى المقدس ألا يخضعوا البته للأساقفة العصاة المقطوعين .

4 - إن كان قوماً من الإكليروس يعصون ويتجاسرون على أن يقبلوا بمذهب نسطوريوس وكالاستينوس أو أن يستميلوا الشعب لأعتناق هذه التعاليم الفاسدة فهؤلاء يعتبرون مقطوعين بحسب حكم المدمع المقدس العادل .

5 - إن الذين حكم عليهم من المجمع المقدس أو من أساقفتهم لأعمال ممنوعة , وقد حاول نسطوريوس ومشايعوه أن يمنحوهم الشركة فى الدرجة الكهنوتية بناء على عدم إكتراثهم بشئ فهؤلاء قضينا عليهم عدلاً ألا يستفيدوا من ذلك , بل فليثبتوا مقطوعين .

6 - ونظير ذلك إذا وجد قوم يريدون أن يعملوا بخلاف ما دونة المجمع الملتئم فى أفسس فى أمر من المور , فلقد حدد المجمع المقدس بأنه كان مثل هذا أسقفاً أو إكليريكياً فليخلع من الكهنوت بالكلية , وإن كان عامياً فليفرز .

7 - بعد تلاوة " قانون الإيمان " قد حدد المجمع المقدس أنه لا يسوغ لأحد أن يتلو أو يكتب أو أن يؤلف إيماناً آخر غير الإيمان الذى حدده الآباء القديسون المجتمعون فى نيقية بالروح القدس , وإن الذين يتجاسرون على أن يؤلفوا إيماناً آخر أو يتلوه أو يقدموه للراغبين فى العودة إلى معرفة الحق من الوثنيين أو من اليهود أو من المنضمين إلى أيه هرطقة كانت فليفصلوا من أسقفيتهم إذا كانوا أساقفة , وليجردوا من درجاتهم إن كانوا إكليريكيين , وليفرزوا إن كانوا عاميين لأنهم يعتقدون أو يعلمون عن تجسد إبن الإله الوحيد طبقاً للتأليف الذى وضعه القس خاريستوس , والذى يحتوى على معتقدات نسطوريوس الملتوية والضالة , فليكونوا تحت حكم هذا المجمع المقدس المسكونى وذلك بأن يفصل الأسقف من أسقفيته ويكون مقطوعاً ( محروماً ) ويجرد الإكليريكى من درجته , ويفرز ( يطرد ) العامى كما سلف .

8 - إن أوريجانوس المشارك لنا فى السقفية الذى يود الإله وزينون وأيواغروس الوادين للإله أسقفى أيبروشية قبرص والذين معه , أخبرونا بأمر محدث بخلاف الشرائع الكنسية وقوانين الرسل القديسين , فلذلك من حيث ألسقام العمومية قد تحتاج إلى علاج أعظم لكونها مؤدية إلى ضرر أعظم , فإن كان لم يسبق أن عمل أسقف مدينة أنطاكية الشرطونيات ( الرسامات ) الكائنة فى قبرص - كما أعلم بذلك الرجال كلى القداسة القادمون إلى المجمع المقدس كتابة وشفاهاً , فليكن لرؤساء وكنائس قبرص المقدسة عدم التشويش والأغتصاب حسب قوانين الاباء الأبرار والعادة القديمة , وهم يشرطنون الأساقفة الكلى ورعهم بذاته , وهذا ألمر نفسه فليحفظ فى الأيبروشيات الأخرى , وفى كل مكان , فلا يستولى أحد الأساقفة المحبين للإله على إيبوشية أخرى لم تكن من الأصل تابعة له أو لأسلافه , بل إذا كان قد تجرأ أحد وأستولى على أبروشية ما , وجعلها تحت طاعته بإغتصاب فليردها لكى لا يكون هناك تعدى على قوانين الآباء ..

وقد لاح للمجمع المقدس المسكونى أن تسلم لكل أيبوشية حقوقها التى لها منذ زمان خالصة من الأغتصاب بحسب السنة الجارية منذ القديم , وليكن مأذوناً لكل متوبوليت ( مطران ) بأن يتخذ صورة الأعمال التى صارت سنداً له فى وثائقه ليحصن ذاته بها , ومن يورد أمراً مخالفاً لما حدده هذا المجمع المقدس فلا يعمل به ولا يقبل كلية . 

===================

المـــــــــــــــراجع

(1)  تاريخ الكنيسة القبطية - القس منسى يوحنا
(2) الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة - للأسقف الأنبا إيسيذورس ج1 ص 483

(3) تاريخ الكنيسة القبطية – إصدار كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وما رمينا بستاتين إيلاند بنيويورك

(4)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية -

(5)  تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل

(*) السجالات الكريستولوجية فى القرنين الرابع والخامس بقلم الأنبا بيشوى أسقف كفر الشيخ والبرارى ودير القديسة الشهيدة دميانة ورئيس المجمع المقدس

This site was last updated 05/06/08