Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا الأنبا غبريال البطريرك الـ 77-البابا الأنبا يؤنس البطريرك الـ 78

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شجرة الدر
البابا أثاسيوس الـ 76
هولاكو يهاجم مصر
البابا غبريال الـ 77
البابا يؤنس الـ 78
البابا ثيودسيوس الـ 79
السلطان قلاوون
البابا يؤنس الـ 80
الملك الأشرف
الملك الأشرف وإضطهاد الأقباط
البابا يؤنس الـ 81
ثلاثة مماليك ملوك
الملك الناصر المرة الثالثة
الملك الناصر وإضطهاد الأقباط
البابا ينيامين الـ 82
أطول أزمنة الإضطهاد
ثمانية ملوك أخوة
البابا بطرس الـ 83
البابا مرقس الـ 84
البابا يوحنا الـ 85
آخر ملوك المماليك البحرية
البابا غبريال الـ 86
المماليك يحكمون مصر

*************************************************************************************

تعليق من الموقع : بطريركين فى وقت واحد .. لم تكن الكنيسة القبطية فى العالم هى الوحيدة التى حدثت بها هذه الظاهرة النادرة ولكن حدثت أيضاً فى االكنائس الرسولية الأخرى فالكنيسة الكاثوليكية مثلاً كان بها أربعة بطاركة فى وقت واحد ، وفى عصر آخر كان لها ثلاثة بطاركة فى وقت واحد ، ونحيط القراء علماً أن الإختلاف على إختيار البطريرك لا يعنى الإنقسام ، الإنقسام ناتج عن إختلاف عقائدى - ويعتبران البابا الأنبا غبريال البطريرك الـ 77-البابا الأنبا يؤنس البطريرك الـ 78 كانا أقرب إلى فترة شراكة فى الرآسة فى فترتهم الزمنية كما يبدوا من الأحداث التاريخية .

****************************************************************************************

 

  العصر القبطى العجيب

رسامة أثنين من الباباوات فى وقت واحد

 

فى هذا العصر العجيب بالنسبة للأقباط كان هناك اثنين من البطاركة وهى المرة الوحيدة ويذكر القس منسى يوحنا فى حاشية كتابة أنه حدث فى تاريخ كنيسة رومية حالات كثيرة مثل هذه الحالة (1)

يوحنا السابع البطريرك 77 وكان أسمه يوحنا بن أبى سعيد السكرى , والآخر وغبريال 3 البطريرك الـ 78 وكان أبن أخت أسقف طنبذى وكلاهما من مصر والأثنان رشحوا لنوال نعمة البطريركية وقد تساوت أصوات منتخيبهما فى المجمع المقدس , وكان يوحنا معضداً من الأراخنة من طائفة ألقباط فى مصر القديمة وغبريال من أعيان القاهرة وأشتد اللدد والخصام وعمل كل فريق على نصرة صاحبه وأنقسم الأساقفة إلى قسمين وأخيراً أتفقوا على تحكيم القرعة الهيكلية فأقترع الفريقان على أيهما يولى فوقعت القرعة بأسم النبا غبريال ومع ذلك لم يرضى القسم ألاخر وذهبوا إلى أسترضاء الحكام ليعضدوهم فى أمر أنتخاب يوحنا حتى تقووا فتمكنوا من أقامته بطريركاً .

إختيار البابا غبريال

البابا غبريال هو البطريرك الـ 77 من عدد الآباء , وهو أبن أخو الأب بطرس الشامى أسقف طنبدى الذى كان قساً بالكنيسة المعلقة فأختير للبطريركية وكرز قمصاً

الأراخنة يكرزون بطريركا آخر

 وتقول مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 251 : " وعمد يوحنا إلى رشوة حكام المسلمين ليعضدوه فى أمر أنتخابه بطريركاً ولما كانت الكنيسة فى ذلك الوقت فى فتور ولم يكن الأساقفة الذين لهم حق إنتخاب البطريرك دوى غيرة للكنيسة فلم يعارضوا فى مشروع يؤنس وأنتخبوه بطريركاً وأختفلوا بتدشينه وحكم الكنيسة نحو سبع سنوات , ولكن المال الذى دفعه يوحنا للحكام المسلمين نظير نواله ذلك المركز لم يكن كافيا ولم يسد مطامعهم " ويقول أبن المقفع : " حدث أن بعض الأراخنة بمصر أتفقوا على يؤنس أبن أبى سعيد السكرى ومن كان معه فأبطل وقدموا يؤنس فى 6 طوبة سنة 978 للشهداء الأطهار وذلك بعد وفاة البطريرك السابق بشهر واحد وأقام بطريركا مدة  6 سنين وتسعة أشهر "  وكانت كلها منافسة وخصام ومعاكسة وتدهورت حاله الكنيسة فتقوى حزب غبريال

وتقول مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 253 : " وبذلت الكنيسة اليونانية حديثاً كل مساعيها لبسط نفوذها فى مصر كما فعلت فى الحبشة , إذ فى السنين الأولى من حكم السلطان الظاهر بيبرس , أرسل أمبراطور القسطنطينية وفداً يطلب منه التصريح بإنتخاب بطريرك الكنيسة اليونانية فى مصر حيث كانت وقتئذ بلا بطريرك فأجاب بيبرس هذا الملتمس وأنتخبوا رجلاً أصله طبيب عيون وأرسلوه إلى القسطنطينية وأرسلوه إلى القسطنطينية لسيامته بطريركياً , ولكن لا يعلم شئ فى التاريخ عن هذا الرجل حتى أسمه أختلف فى تدوينه الكتاب والمؤرخون إذ كل مؤرخ كتب أسمه بخلاف ما كتب الآخر .

 

تكملة تكريز البطريرك البابا الأنبا غبريال

وتقول مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 251 : " ولما كان الظاهر بيبرس غائباً فى سوريا لمحاربة التتار أتحد أساقفة الأقباط فى عزل البطريرك يوحنا وأقاموا بدلاً منه غبريال البطريرك على الكنيسة لأنه يستحق هذا المركز نظراً لكفائته الشرعية وأحقيته لذلك المنصب عن يوحنا بناء على قرارهم فى مجلس الأنتخاب الأولى " وعزلوا يؤنس أبن سعيد وأكملوا تقدمه الأنبا غبريال وظل بطريركا لمدة سنتين وشهرين من 14 بابه سنة 985 للشهداء حتى 6 طوبة سنة 987 ثم عزل من البطريركية , ويقول القس منسى يوحنا تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا - الناشر مكتبة المحبة ص 428 رأياً آخر وهو : " وسجنوا البابا يوحنا فى أحد الأديرة ولكن ظهرت فتنه وخلاف شديد فى خلال مدة توليه البابا غبريال ولم تخمد نارها ولا ينطفئ أوزارها حتى تنيح غبريال فأتحدت كلمة الجميع على إعادة البابا يوحنا إلى منصب البطريركية فأخرجوه من معتقله وأرجعوه إلى مقره فقوبل فيه بإكرام زائد "

عزل البطريرك الأنبا غبريال وعاد يؤنس بأمر السلطان ( الملك)

وتقول مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 251 : " ولما رجع الملك الظاهر بيبرس بعد ذلك بسنتين من حربه فى الشام ضد التتار رفع يوحنا شكواه إليه وطلب مساعدته ورجحت كفه يؤنس لأنه كان دفع مالاً فأقامه بطريركاً بالرغم من معارضة الكنيسة والأساقفة " وعزل الأنبا غبريال وأعيد البطريرك يؤنس بأمر السلطة ,

وفاة البابا الأنبا غبريال الـ 77

وظل الأنبا غبريال يعتبر بطريركا فى عين الأقباط لأن الأقباط لا يرضخون للسلطه إلى أن تنيح بكنيسة أبو مرقورة بمصر ودفن بها فى 17 أبيب سنة 990 للشهداء ولما تنيح قدموا أسمه على أسم البطريرك يؤنس فى الكنيسة فى جدول أسماء بطاركتها أعترافا بما يستحقه غبريال من التعظيم أكثر من يوحنا وذلك نظراً لأفضلية البابا غبريال عن البابا يؤنس فى المزايا والأنتخاب الشرعى والقانونى

وبموت البابا غبريال خلا الجو لبابا يوحنا حتى مات

ولم يكن بيبرس مسلماً حقيقاً أى متعمقاً فى الدين ولكنه كان مسلماً تقياً شديد الكره للموبيقات ودواعى الفساد فمنع صنع البيرة وقفل معاملها فى جميع انحاء مصر وحرم بيعها تحريما قاطعا وفعل ذلك فى كل أنواع الخمور وأراق الموجود منها فى الحانات وأبطل المنكرات ومنع الفواحش فى مصر والشام وسائر مملكته وحذر النساء من العمل فى البغاء ونفى وحبس بعظهن حتى يتزوجن , وكتب امرا عمومياً يتلى على المنابر , وكان عنده طواشياً أسمه شجاع الدين عنبر وهو من أخص أمرائه فلما علم انه يشرب الخمر شنقه تحت القلعة , وكان فى ذلك الحين أول إكتشاف البن وشرب القهوة فى بلاد اليمن ولم تدخل القهوة لبلاد الغرب إلا بعد ذلك بثلاثة قرون , وكثير من المسلمين المتعبدين فى مصر وغيرها كلنوا يحرمون ذوقها ولمسها ووضعوا البن فى مصاف أنواع الخمور المحرمة .

وأثقل على المصريين وخاصة الأقباط والجزية والضرائب

 

البابا الأنبا يؤنس البطريرك الـ 78

 

يؤنس البطريرك 78 من العدد بأسم يؤنس البطريرك أبن سعيد السكرى وهو من أهل مصر وفدم فى 6 طوبه سنة 978 للشهداء , وكان فى أيام الملك الظاهر بيبرس وفى سنة 662 للهجرة , ويقول القس منسى عن حكمه البابا يوحنا فى فترته الثانية  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا - الناشر مكتبة المحبة ص 428 : " وكان البابا يوحنا جليل القدر واسع المعرفة والعلم فلما أستقر له المنصب فى المرة الثانية دبر الأمور فأحسن التدبير وعمل على أزالة الوحشة من بين الأحزاب وبالغ فى التلطف مع الحزم ففاز ونجح ومالت إليه القلوب وأتحدت على محبته الخواطر فعظمت شهرته وأتسعت كلمته

اخبـــــــــــار من الحبشة

تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا - الناشر مكتبة المحبة ص 428 ووصل رسالة من أمبراطور الحبشة يشكى من تهجم المطارنة السوريون على بلاده (كان والد الأمبراطور قد أستقدم أساقفة يونانين (ملكيين) من سوريا ) وأعترف أمبراطور الحبشة برئاسة الكنيسة القبطية وخضوعه لها دون غيرها من الكنائس , وطلب منه أن يرسم مطران تقى يرعى الكنيسة الحبشية , ولما وصل البطريرك هذا الخطاب حتى أسرع برسامة مطران قادر ليرعى كنيسة الحبشة حتى يحفظها من هجمات الكنائس الأخرى .

وحدث فى أيامه أن تاجراً مصريا (يعتقد انه مسلم) أرسل مبلغاً من المال لشريك له فى الحبشة وتصادف أن الرجل مات قبل وصول المال إليه فرفع التاجر المصرى شكوى للظاهر بيبرس ملك مصر حوله على البابا يوحنا فوعد بالمساعدة وأرسل كتاباً (رسالة) إلى امبراطور الحبشة ومعهم ذلك التاجر وحالما وصل به وعلم الناس أن البطريرك أرسل رساله إليهم خطابا فإجتمع كل حكام الأقاليم وهرولوا لمقابلة حامله بكل إحترام وإجلال , وكان الذى يحمل الرسالة أركبه الأثيوبيين هو وأتباعه على ظهور الخيل , وكان سكان وحكام بلاد الحبشة التى مر عليها الوفد ومعهم الخطاب يكرمونهم ويضيفونهم ليلاً بمنازلهم ويقيمون لهم ولائم عظيمة حتى وصلوا العاصمة وفى يوم الأحد التالى أحتشد الأثيوبيين من أمبراطورهم إلى فقيرهم فى الكنيسة الكاتدرائية الكبرى وقرأ عليهم المطران الخطاب وكان الأمبراطورخاشعاً عارى الرأس صاغياً بوقارلكل حرف منه وقرأ خطاب البطريرك على مسمع من الجميع فى الكنيسة الكبرى وبعد قراءته أصدر أمره فى الحال بإستحضار المال المطلوب للتاجر وسلمه الأمبراطور بيده لمندوب البطريرك الذى جاء يحمل الخطاب وفوق ذلك حمله بالهدايا الثمينة وعاد ذلك المندوب ومن معه إلى مصر مودعاً الأخوة الأثيوبيين وعاد التاجر إلى مصر يحمل ماله  .

وتقول مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 252

" وهذه صورة رسالة أمبراطور الحبشة إلى بطريرك يوحنا ..

من النجاشى الأكبر ملك ملوك أثيوبيا - ملك صهيون وإسرائيل الجالس على عرش يهوذا أو سليمان .. إلى قداسة الأب الأقدس البابا يوحنا بطريرك الكرسى الأسكندرى الذى أحييه بالتجلة والوقار اللائقتان بخليفة مارى مرقس البشير وأنيانوس .

أما بعد فألتمس أصغائكم إلى كلامى وإجابة طلبى , وهو أنى أرغب أن تمدونى بمطران صالح ليعلمنى وأمتى منه كل ما هو حسن ونافع , وأتوسل إليك أيها ألأب أن تتبع وصية النبى داود التى وجهها إليك فى مزاميره الآية ( يا ابنى لا تترك خرافك تقع بين مخالب الذئب ) فإننا نكره المطارنة السوريين المقيمين فى الجبشة ألان كرها شديداً ومن عهد دخول النصرانية إلى بلادنا ونحن متتبعين وخاضعون لناموس البطريكخانة المصرية , ولم نتعود معاناة الألآم زمناً مديداً ومن ممارسة هؤلاء الغرباء شؤون وظيفتهم الأسقفية بيننا ولو لم يتمتعوا بممارسة مهنتهم بأمان تحت حماية والدنا الذى لم يحميهم إلا لعد وجود مطران أمامه من لدنك لكنت أنزلتهم غلى الحضيض وطردتهم من بلادى .. فالآن أيها الأب الصالح أتوسل إليك أن لا تسمح بخراب مملكتى التى تحت سلطانك وأرسل لنا مطراناً صالحاً مدشناً ببركتك ويدك الطاهرة حتى ان الرب سيدنا يسوع المسيح يستمطر غيث بركاته القدوسة عليك , أفتكر فى القديس مار مرقس البشير وعاملنا بمبدأه فلا تتركنا للذئاب ولا تعاقبنا لأجل خطايانا .

أنتخب لنا مطراناً يمثلك فى القداسة أو أن كان هذا ألمر ليس فى يدك فأستأذن من سلطان مصر فى ذلك ولما تمنحنا هذا الطلب تنال منا كل ما هو مرغوب لك , ولا تخف من أولئك الأساقفة السوريون سيستمرون فى ممارسة مهمتهم بين ظهرينا , وها نحن بين يديك أطوع لك من ظلك فإن أمرت بطردهم طردناهم وإن شئت إبقائهم فالأمر أمرك أبقيناهم ولكننا نشعر بعدم رضاك على تصرفنا معهم وسير بعطنا تحت مشورتهم الدينية .. ولكن نرجوا قداستكم التكرم والتنازل بالصفح عن خطأنا وأغفر لنا خطايانا وأيضاً سامح أبناء وطننا العزيز ولتحل علينا نعمتك وبركاتك فى الحياة والموت . "

لماذا أمر الملك الظاهر بيبرس بأن يدفع الأقباط 50 ألف دينار

 

وتقول مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية مسز أ. ل . بتشر فى تاريخ الأمة القبطية الجزء الثالث ص 251: " وأتفق حدوث حريقة عظيمة خربت معظم المدينة فإتخذوا المسلمون هذه الحادثة سبب لأتهام الأقباط أنهم المتسببون فى حرق المدينة فألزموهم بدفع خمسين ألف دينار فدفع الأقباط هذا المبلغ الكبير جدا فى هذا الوقت بأسم إصلاح المدينة , والحقيقة أن الملك الظاهر بيبرس أخذ ذلك المال على الحروب التى كان يقيمها بيبرس طول مدة حكمه " أما أبن المقفع كاتب مخطوط تاريخ البطاركة فكتب فى تاريخه امرا آخر ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثالث ص 257 - 258 أمر الملك بيبرس أن يقوم الأقباط بحفر حفرة كبيرة ليحرقوا الأقباط بها , وطلب مقابلة البطريرك وخيره بين حرقهم احياء أو يدفع خمسون ألف دينار , وأفرجوا عن المسيحيين وظل المسلمين سنتين يأخذون منهم ما أمر به الظاهر بيبرس  : " وجرى على المسيحيين شدائد كثيره فى أيامه يطول شرحها , وقاسى الأساقفة فى أشياء يطول شرحها وعزل من البطريركية كما شرحنا فى قصة أنبا غبريال المذكور قبله ثم عاد ومده بطريركته تسعه وعشرين سنة - وتنيح فى اليوم 26 من برموده سنة 1009 للشهداء و 1293م ولبث بطريركا للمرة الثانية 22 سنة وسته شهور فتكون جملة سنى بطريركية 29 سنة , ودفن فى دير النسطور وظل كرسى مار مرقس خاليا سنة واحدة وأياماً .

ويقول القس منسى يوحنا تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا - الناشر مكتبة المحبة ص 429  :

" وقد وجد البيان ألاتى مكتوباً باللغتين القبطية والعربية فى كتاب يصخة تاريخه 10 بشنس سنة 1510 ش

أنه لما كان القانون الرسولى يأمر بقراءة أسفار العهدين العتيق والحديث صار ذلك فرضاً لازماً على كل مسيحى حتى جلس الأب الموقر الأنبا غبريال بن تريك ألـ 77 فى عدد البطاركة وهذا كان كاتباً على كرسى مار مرقس الرسول بمدينة الإسكندرية سنة 974 للشهداء الأطهار فرأى أن الناس بالنسبة لأنهماكهم فى أعمالهم وخدمة السلاطين والخلفاء وبقية الأشغال الثقيلة لا يمكنهم إتمام القانون الرسولى فجمع علماء من ذوى المعرفة والفهم ورهباناً كثيرين من دير القديس أبى مقار وأخذوا من العتيقة والحديثة ما يلائم ووضعوه كتابا وسموه كتاب البصخة وصاروا يعملون الفصح كل سنة فى بيعهم حتى صار الأب المكرم بكل نوع الأنبا بطرس أسقفاً على كرسى البهنسا فنظر فى البصخة فرأى انهم يعملون فى ساعة نبوات وأناجيل كثيرة وفى ساعة اخرى قليلة فجمع من الكتب المقدسة ووضع لكل ساعة من الساعات ما يوافقها وبذا صار تلاوة الساعات متساوية ووضع لكل يوم من ايام ألسبوع عظتين من أقوال الاباء واحدةللصباح وواحدة للمساء كما هو مدون بكتاب البصخة إلى يومنا هذا " أ هـ ( عن النسخة المطبوعة حديثاً )

الراهب بولس الحبيس سنة 666 هجرية والظاهر بيبرس :

كان الراهب بولس كاتباً نصرانياً ثم ترهب ، وقد عثر على كنز فرعونى فأخفاه وأخذ يتصدق منه على فقراء المسلمين والأقباط وانتشر خبره وشاعت قصته

فاعتقله السلطان الظاهر بيبرس وطلب منه ذلك الكنز فرفض وقال للسلطان أنه يساعد بذلك الكنز الفقراء والمحتاجين ومعظمهم ممن يصادر السلطان أموالهم أى أن الأموال تصل للسلطان فى نهاية الأمر، وكأن الراهب قد أعطى ضوءاً أخضر للسلطان الظاهر بيبرس فى إضطهاد ألقباط للحصول على الكنز من الراهب بولس الحبيس .

و تكاثر ضحايا السلطان وتعاظم نهمة للحصول على المال فأوقع بهم المصادرات وفرض عليهم الغرامات وقام ذلك الراهب بدفع الغرامات عنهم وإعانة المحبوسين ظلما .

وانطلق الراهب بولس يسير فى المدن والقرى يعين المحتاجين ويطلق بأمواله سراح المعتقلين والمحبوسين بسبب عجزهم عن دفع الغرامات والإتاوات ويتصدق على المحرومين من النصارى والمسلمين وغيرهم ،

ومن النوادر التى تحكى أن المسلمين كانوا يقومون أمامه بتمثيلية ، يقوم اثنان بجر رجل وهو يستغيث وهما يضربانه يمثلان دور رجال الشرطة فيستغيث المضروب بالراهب يقول له " يا أبونا أقضى ما علىّ من الديون " ، فيسأله الراهب عما عليه من الديون، ويكتب له ورقة بالمبلغ الذى يدعيه، فيأخذونه ويصرفونه من الصيرفى كما هو..
ووصلت للسلطان ستمائة ألف دينار عن طريق ذلك الراهب فيما دفعه عن المحبوسين والمصادرين، والغريب أن الراهب بولس لم يكن يأكل من ذلك المال ، بل كان طعامه ونفقاته من صدقات النصارى ،

وفى سنة 663 حدث حريق غامض فى حى الباطنية  وانتشر فى أحياء أخرى بالقاهرة واتخذها السلطان بيبرس فرصة ذهبية ليحصل على أموال الراهب الذهبية فاتهم اليهود والنصارى ظلماً بإشعال ذلك الحريق، وأصدر أمراً بإحراق كل اليهود والأقباط ، ولكى يتقن هذه التمثيلية فقد جمع كبار اليهود والنصارى تحت القلعة وأحضر الحطب والوقود ، وكان عددهم ألوفاً وارتفعت استغاثاتهم بالسلطان، فعفا عنهم السلطان نظير غرامة قدرها خمسمائة ألف دينار.. وبادر الراهب بولس بدفعها على أخرها. فاكتسب شهرة أكثر فى كل أنحاء مصر، وصارت تتبعه مجموعات من الناس أينما سار البعض يريد أن يتبرك منه وآخرين يطلبون منه المساعدات المالية ..
وتكاثر تابعيه فى مدينة الإسكندرية وأثارت غيظ علماء وشيوخ المسلمين فأرسلوا فتاويهم للسلطان تحتم قتل ذلك الراهب حتى لا يفتن المسلمين فى دينهم ، ورآها السلطان فرصة شرعية قانونية للتخلص من الراهب ويستولى على كنزه الخبيئ فاعتقله واستجوبه للمرة الثانية عن الكنز فرفض الراهب الاعتراف , لأنه علم يوم أن يعترف به سيقطع رقبته ، فأمر السلطان بتعذيبه حتى يعترف .. واستمر الراهب تحت التعذيب إلى أن لفظ أنفساه الأخيرة ومات سنة 666 هجرية ومات معه سر الكنز الذى جعل جشع المسلمين ونهمهم فى الحصول على الأصفر الرنان أن يرتكبوا كل أثم شيطانى  .
 

 سقوط مملكة النوبــــة المسيحية فى يد الإسلام

هاجم داود ملك النوبة المناطق الجنوبية من مصر فهاجمة المماليك ودحروه وكان الظاهر بيبرس فى حروبه فى الشام ولما أنتهى منها جاءه أبن أخت الملك داود يريد مساعدته فى الحصول على العرش فأعطاه جيشاً مدربا قضى على داود ومملكته ولم تقم لممالك النوبة المسيحة قومة مره أخرى راجع موضوع ممالك النوبة فى هذا الموقع

 

=================

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا - الناشر مكتبة المحبة ص 427 فقال : " يلاحظ أنه لم يقم بطريركان على كرسى ألأسكندرية فى وقت واحد إلا هذه المرة ولكن يندخش المطلع على تاريخ كرسى رومية إذ يجد أنه :-

جلس أسقفان فى وقت واحد 28 مرة - وجلس 3 اساقفة فى وقت واحد 6 مرات - وجلس أربعة أساقفة 4 مرات راجع تاريخ الأنشقاق 3: 405 - 406

This site was last updated 12/31/11