Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

جارية أسمها شجرة الدر تصبح أول ملكة للمسلمين فى العصر الإسلامى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا إذهب إلى صفحة الفهرس التى بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
شجرة الدر ملكة المسلمين
جيش من الرقيق الأبيض
قتل شجرة الدر بالقباقيب
حمام الخشبية
سجن لويس بدار أبن لقمان

هل تعلم ان شجرة الدر اصلا ارمينية ....
شجر الدرّ أو شجرة الدّر الملقبة بعصمة الدين أم خليل، أرمينية الاصل، وكانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648 هـ مايو 1250م.
وتولت عرش مصر لمدة 80 يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م) ولعبت دوراً تاريخياً مهما أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.

**************************************************

نقل الموضوع التالى من كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثالث من ص 223 - 233 .. حتى يمكن لأى دارس أو باحث أن ينقل ما يراه مناسباً , وقد عدلنا تعديلاً بسيطا جداً فى لغته العربية بما يناسب العصر 

**************************************************

 

 جارية ارمنية الأصل

وكان الملك الصالح له عديد من الجوارى وكان من ضمن جواريه جارية بيضاء محبوبة وهى أرمنية الأصل أسمها شجرة الدر وهى والدة غياث الدين توران شاة الأبن الوحيد للملك الصالح ( إلا أن المقريزى يقول ان توران شاة لم يكن أبن الملك الصالح حقيقة بل هو أبن احدى نسائه) الذى رزق به منها لأنه لم يرزق من نساؤه الأخريات سوى بفتيات (بنات) , وكانت شجرة الدر عارفة بأمور الدولة وسياستها وصفات الأمراء فقد شاع أن الملك الصالح قد عهد إليها بإدارة البلاد عدة سنوات فى أثناء مدة غيابه فى حروب سوريا .

ولما مات الملك الصالح ذاقت حلاوة الملك وأدارت البلاد بأسمة وتكتمت خبر وفاته , وصارت تصدر الأوامر بأسمه ثم تواطأت مع المير فخر الدين ورئيس الخصيان جمال الدين محسن على مبايعة أبنها غياث الدين الذى كان وقتها فى سوريا ولم يسمع بوفاة أبيه .

ونجحت خطتها وجمعت مجلس من الأمراء الأتراك حكام مصر ووقفت تخطب فيهم وقالت أن الملك الصالح يأمركم بمبايعة أبنه الأمير المعظم غياث الدين توران شاة مرك لمصر .. وقد عين الملك الصالح الأمير فخر الدين أتابكا لأدارة الأحكام .. ولم يعد بوسع الأمراء والأعيان الموجودين إلا مبايعته .. وأرسلت شجرة الدر هذه الأوامر من المنصورة إلى القاهرة فبايعة من فيها  من القيادات وأعيان السلطة وأرسلت الرسائل بختم الملك الصالح إلى جميع أنحاء مصر , وكان الجميع يظنون أن الملك الصالح ما زال حياً لأنهم أعتادوا مشاركة شجرة الدر فى حكم مصر وإصدار الأحكام والأوامر فصدقوها , ولكنهم عندما علموا بأنها أرسلت بأستقدام الأمير غياث الدين بسرعة إلى القاهرة خامرهم الريبة .

وفى الوقت الذى كان المماليك والأمراء المصريون يواصلون المساعى فى أنتخاب خليفة لهم وبعد أن فازت شجرة الدر بأمنيتها صارت تدبر أمر المملكة بالأتحاد مع الأمير فخر الدين ورئيس الخصيان جمال الدين محسن فأصدرت الأوامر بتقوية الجيش والحصون للدفاع عن حكمها فى مصر ضد الفرنجة حتى يصل أبنها من سوريا .

الفرنجة يهاجمون المنصورة

وفى شهر فبراير 1250 م بدأ زحفهم إلى داخل البلاد فوصلوا المنصورة وحاربوا المسلمين بشدة وأندهش المسلمين من شدة بأسهم وحدثت مقتله عظيمة للمسلمين فى الحرب المواجهه , وكان المسلمون بقيادة الأمير فخر الدين فحارب ببسالة وساعده الآيات المماليك فقهروا الفرنجة فى معركه وكان بحر أشمون فاصلا بين الجيشين ولم يستطع الفرنجة عبوره إلى المنصورة ولم يكن يعرفون طريقا آخر , فأتاهم بعض المسلمين فى سبيل المال ودلوهم على طريق يسهل الوصول منه إليها  .

فسارت سريه من فرسان الفرنجة وهاجمت المنصورة فجأة وكان الأمير فخر الدين فى الحمام فلما علم بهجوم الفرنجة إلى المحلة أندهش وأمر رجاله بالخروج للدفاع فأدركه فرسان الفرنجة وقتله وكاد المسلمين يذوقون طعم الهزيمة , ولكن أستبسل المسلمين وأنتهت المعركة بخسارة كبيرة للفريقين , ولما كانت المعارك شديدة فلم يعد أحد من الفريقين القدرة على مواصلة القتال وظل الجيشين يتناوشان حتى وصل الملك الصغير طوران شاه من شوريا فتشددت عزيمة المسلمين وهاجموا الفرنجة من البر والبحر حتى هزموهم وأسروا منهم 32 مركبا .

وضعف جيش الفرنجة وأصبحوا فى حالة يؤسف لها وذكر المؤرخ جونفيل ما أصابهم فقال : " أنهم بعد هذه الهزيمة أرسلوا يطلبون مؤناً وذخائر من دمياط فلم يأتى أليهم شئ , ثم وصلت الأخبار  أن المسلمين أستولوا على المراكب الراسية فى النهر عند دمياط ونقلوها سراً إلى البر وأنزلوها ثانيا فى النهر فى المنطقة التى بين دمياط والمنصورة , كما قاموا بالهجوم على القافلة الحربية الفرنجة الذخائر والمؤن التى كانت متجهة من دمياط إلى المحاصرين من الفرنجة فى المنصورة , ولما عرف الملك لويس التاسع كل هذه الأخبار الغير مشجعة على مواصلة القتال , فطلب عقد هدنة وبعد ذلك يصطلحان على أن ينسحب من مصر ويخلى دمياط مقابل أعطائة أورشليم (بيت المقدس) وما حولها فلم يقبل حكام مصر من المسلمين ,

ووجد الملك لويس نفسة فى موقف لا يحسد عليه فأعد خطة للتقهقر والإنسحاب إلى دمياط وفى 2 محرم 647هجرية

الملك لويس يسقط أسيراً فى يد المسلمين

تحرك الجيش الفرنسى بقيادته فتبعهم المسلمين وهاجموهم غربى فارسكور وأنقضوا عليهم كالبواشق وقتلوا منهم ألوفا عديدة (قدرتها مؤلفة كتاب الأمة القبطية 30 ألفا - وبالغ المقريزى فى العدد وقال أن العدد مائة ألف ) حتى أمتلأ النيل بجثثهم , وأسروا الملك لويس التاسع وجميع أمراؤه وقيادات جيشة وكانوا فروا مع ملكهم إلى منية أبى عبداللة وذبح المسلمين مائتين من الذين أستسلموا ذبح النعاج وقطعوا رؤوسهم لأنهم أبو أن يعتنقوا الإسلام .

وهدد المسلمون الملك لويس بالموت والتعذيب إن لم يقبلوا الشروط التى أشترطها الملك طوران شاة فى مقابل أطلاق سراحهم فلم يقبل الملك لويس التاسع بهذه الشروط لأنه لن يقدر على تنفيذها , ولما رأى المسلمون أنهم لم ينجحوا فى الشروط السابقة فبدلوها بشروط أخرى أخف منها حتى لا تأتى أوربا كلها للأنتقام وأوصلوا شروطهم إلى الحصول على فدية معقوله .

معاهدة التسليم

وكانت ملكة فرنسا مقيمة فى دمياط وكانت قد وضعت طفلا عندما سمعت بأسر زوجها الملك لويس بيوم أو أثنين , فلما أستبدل الملك طوران شاة حكم الموت بالغرامة المالية قدرها بـ مليون بزانتا ذهبيا , أى ما يساوى 500 ألف بنتو ذهباً عن أشراف الجيش والتخلى عن مدينة دمياط فدية , وعن الملك لويس ووافق ملك فرنسا على تلك الشروط وأرسل إلى زوجته فى دمياط لتفديه بالمال فأندهش الملك توران من ذلك كثيرا لأنه لم يكن يتوقع من الملك لويس إلا المراوغة والمساومة كما هى عادة أهل الشرق فى أنهم يخلفون الوعود ويطيلون المفاوضات فى البيع والشراء لتخفيض المبالغ , ولكن رأى الملك لويس أن يستفيد من الأسرى المسلمين الذين عنده فأتفقوا على أن يدفع الملك 400 ألف بيزانتا زهبا ( يعتقد أنها عملة بيزنطية ) والباقى يبادل له أسرى المسلمين الذين عنده , وقبل الملك طوران بهذه الشروط , وأستلم الملك طوران شاه مائة ألف بيزانت وأشترط الملك طوران أن يتسلم الـ 300 ألف قبل مبارحة الفرنجة لدمياط وحددوا يوم الخروج منها

ثورة الأتراك فى جيش الأتراك

غير أنه قامت فى تلك الأثناء ثورة فى جيش الأتراك فى مصر فتغير الأحوال  لأن القوة الأساسية للجيش كان يتكون من الأتراك والباقيين من قبائل العرب وكان مطلبهم عدم أحقية طوران شاة فى الحكم لأنه يجب أن يحكم الأتراك الأقوى , على أن أولئك الأتراك الأرقاء الذين لا علم لهم ولا أصل أو فرع ولا يعرفون شيئاً من أمور الدنيا إلا المعسكر الذى نشأوا فيه ويكون أنتماؤه إلى الأمير الذى أشتراه ولم يكن لهم الحق أن يطالبوا بالعرش فى مصر والذى لا يعرفون للحكم معنى , وقامت شجرة الدر بقوة حكمتها وحسن سياستها وشدة تأثيرها أطفأت نار الثورة وتغلبت على الفتنة وتغلبت بالحنكة على الجنود المتمردة قبل أن تنموا الفتنة والتى ثار مثلها بعد وصول أبنها من سوريا , وقد روى بعض المؤرخين أن سبب ثورتهم هذه المرة كان على أقتسام الأموال التى أخذها طوران شاة من الملك لويس , وقال مؤخرون آخرون أن سبب الثورة أن الملك طوران شاه عزل أصحاب النفوذ من الأمراء وولى آخرون ممن جاءوا معه من الشام (بين النهرين) إذ كان يثق فيهم .

مقتل الملك طوران شاة البشعة

وكتب سيور دى جرانفيل المؤرخ الفرنسى الذى كان معاصراً لطوران شاه الذى يصف تاريخ أواخر حياة ذلك الملك الذى كان آخر سلالة الملك صلاح الدين الأيوبى .. وبعد أن وصف الأستحكامات العظيمة التى بناها الملك طوران شاة على النيل بالقرب بفارسكور توقعا للحصار فى خطته فى حربه مع الفرنجة وتكلم عن أبراجها الخشبية الثلاثة المكسوة بالقماش التى كان يطلع عليها الملك طوران ويرى من علوها قوة الأعداء من على بعد .. وقد ذكر الضجيج الذى كان يسمع من خارج السرادق عندما كان الملك يتكلم مع كبار أمرائة .. ثم يتكلم عن أواخر أيام الملك طوران فقال : أن الملك طوران الصغير فى السن لما أشتم رائحة مؤامرة المماليك عليه هرب هو وثلاثة من أصحابة من أئمة الدين فى غاية محرم سنة 648 هـ إلى البرج الخشبى الذى بناه وفيه ثلاث غرف وهو قائم فوق سطح سرادقة كما شرحنا سابقا , فإجتمع خمسمائة فارس من رجال الحرس وهو جالس فوق سطح سرادقة ونادوا عليه أن ينزل فأجابهم  بأنه سينزل بشرط أن لا يقتربوا منه فقالوا : " أنت لست فى حصن دمياط ولا بد من نزولك بالقوة ثم أشعلوا النار فى البرج الخشبى فاشتعلت النار فيه " ويروى هذا المؤرخ عما رآه فقال : " لم أرى نارا كانت قوية جداً مثل هذه النار من قبل أخذت تنتشر فى جوانب البرج فأسرع الملك فى الهروب منه قبل أن تصل النار إليه , وهرب عن طريق النهر عن طريق دمياط فحاصره رجال الحرس وفطعوا عليه الطريق إليه وأراد أن يلقى بنفسه فى النهر فعاجله أحدهم وطعنه بحربة أخترقت ضلوعه فألقى بنفسه فى الماء والحربة مرشوقة فى بدنه فغاصوا ورائه فى الماء وأنتشلوه من النهر وذبحوه بالقرب من القارب الذى كنا فيه  ثم تقدم أحد فرسان الأتراك وأسمه فارس الدين عقطاى وشطر جثة الملك طوران نصفين بسيفه وأخرج قلبه بكفه وقطعة أرباً .. وذهب إلى الملك لويس التاسع الذى لم يكن فارق مصر ويداه ملطختان بدماء الملك طزران شاه وقال له : " بماذا تكافئنى يا ملك الفرنسيس به نظير قتل عدوك الذى لو عاش لما أبقى على حياتك " أما الملك لويس فنظر إليه شررا ولم يجبه بكلمة !!

وبعد ذلك جاء المماليك الذين وحزوا راس الملك طوران شاه وأخذوها وأسرعوا وقبضوا على أمراء الفرنيس وأشرافهم وسجنوهم فظن هؤلاء التعساء أنهم سيذبحونهم عند الصباح , ويظهر أن ذبحهم كان على وشك الوقوع إلا أنه حدث خلاف بين فريقين من الأمراء بعضهم فضل ذبحهم والبعض الآخر فضل فديتهم والحصول على المال , وفاز الحزب الأخير فى النقاش فأطلقوا سراحهم عند الصباح وسمحوا لهم بالرجوع إلى دمياط مقابل باقى 300 ألف بيزانتا التى وعد بدفعها الملك لويس للملك طوران شاة الذى قتل شر قتله وبموته أنقرضت الدولة الأيوبية

******************************************************************************

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 931 من 761) : " الملك عصمة الدين أم خليل شجرة الدر الصالحية ‏:‏ فاقاموها في السلطنة وحلفوا لها في عاشر صفر ورتبوا الأمير عز الدين أيبك التركاني الصالحي أحد البحرية مقدم العسكر وسار عز الدين أيبك الرومي من العسكر إلى قلعة الجبل وأنها ذلك إلى شجرة الدر فقامت بتدبير المملكة وعلمت على التواقيع بما مثاله والدة خليل ونقش على السكة اسمها ومثاله المستعصمة الصالحية ملكة المسلمين والدة المنصور خليل خليفة أمير المؤمنين وكانت البحرية قد تسلمت مدينة دمياط ن الملك روادفرنس بعدما قرر على نفسه أربعمائة ألف دينار وعاد العساكر من المنصورة إلى القاهرة في تاسع صر وحلفوا لشجرة الدر في ثالث عشره فخلعت عليهم وأنفقت فيهم الأموال ولم يوافق أهل الشام على سلطنتها وطلبوا الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز صاحب حلب فسار إليهم بدمشق وملكها فانزعج العسكر بالقاهرة وتزوج الأمير عز الدين أيبك التركماني بالملكة شجرة الدر ونزلت له عن السلطنة وكانت مدتها ثمانين يومًا‏.‏ وملك بعدها‏.‏

This site was last updated 01/03/16