تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 8: 9) 9 وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة، قائلا انه شيء عظيم!.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " وَكَانَ قَبْلاً فِي ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِيمُونُ، يَسْتَعْمِلُ ٱلسِّحْرَ وَيُدْهِشُ شَعْبَ ٱلسَّامِرَةِ، قَائِلاً: إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ!»."
***كَانَ قَبْلاً أي قبل مجيء فيلبس بزمان طويل ) ( أع 8: 11) وهذه أول واقعة بين الإنجيل والسحر وبعد ذلك جرى مثلها في قبرس (أع ١٣: ٨) وفي فيلبي (أع ١٦: ١٦) وفي أفسس (أع ٩: ١٣) وكان الناس في تلك الأيام يعتقدون جهلاً أن للسحر قوة عظيمة.
*** سِيمُونُ : وهو المعروف فى الأوساط التاريخية والعلمية بإسم "سيمون ماجوس" وتترجم إلى "سيمون الساحر" ومما ورد عنه فى سفر الأهمال يشير إلى أنه صخص خطير للغاية ذكى متعدد المواهب الشيطانية فهو يدعى الربوبية بعد أن يفعل أعمال خارقة ويدعى العلم الغيبى والفلسفة والمعرفة عن تركيب السماوات والخلائق والتوسط بين الإله والخليقة وهو المعروف بأبوا أو مؤسس جماعة الغنوسيين فى البداية الذى وضع لهم فلسفة "العلم الكاذب الإسم" كما اطلقه القديس بولس على الغنوسية (1 تى 6: 20) 20 يا تيموثاوس، احفظ الوديعة، معرضا عن الكلام الباطل الدنس، ومخالفات العلم الكاذب الاسم، "
والقديس إيرينينوس فى كتابه (ضد الهراطقة 1: 23) ذكر تاريخ سيمون وقال كان يجول بإمرأة تدعى هيلانة تدعى أنها من تجسدات سابقة من المدعو إله العقل Ennoj والكلمة تعنى " فكر الإدراك الإلهى الذى خرجت منه كل القوى الملائكية والعالم المادى"
ويعطى القديس هيبوليتس فى كتابه (دحض الهرطقات 6: 2-5) تقريرا شاملا لمنهج سيمون على أساس غنوسى وأسماه " الكشف الأعظم "
ويحكى القديس يوستينوس فى كتابه (الدفاع 1/ 26) كيف إستطاع هذا الساحر أن يجتذب مكرسين لنظامه بواسطة القوى لسحرية ليس فى السامرة فقط بل فى أنطاكية ايضا وروما نقسها التى عاش فيها فى ايام افمبراطور كلوديوس وقد أكرموه فى روما بعمل تمثال حفر عليه عبارة "تذكار لسمعان الإله المقدس" ولكن يقال ان القراءة خاطئة وقد لوث المسيحية فى روما بتعاليمة الفاسدة وأوغر صدر الحكام ضد المسيحيين ويقال أنه دخل فى صراع مع بطرس عنام إنتهى بغبعادة عن المسيحية وظلت جماعة السيمونيين تعمل وتخرب حتى منتصف القرن الثالث بنقرير من العلامة أوريجانوس المصرى (ضد كلسس 1: 57)
*** ٱلسِّحْرَ ادعى كثيرون من الكلدانيين والمصريين قوة السحر ومنهم السحرة الذين قاوموا موسى وهارون أمام فرعون (خروج ٧: ١١ و ٢٢) 11 فدعا فرعون ايضا الحكماء والسحرة.ففعل عرافو مصر ايضا بسحرهم كذلك. 22 وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم.فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب (خر٨: ٧)7 وفعل كذلك العرافون بسحرهم واصعدوا الضفادع على ارض مصر " . وادّعى ذلك اليهود أيضاً وقالوا أنهم يستطيعون ذلك باستعانة أرواح الموتى أو استخدام الأرواح الشريرة وقالوا أنهم يقدرون أن يحملوا الناس بالأحراز والتعاويذ ويعرفون ما في المستقبل ويفسرون الأحلام ويكتشفون الدفائن والمسروقات. والله حرم السحر في العهد القديم (لاويين ١٩: ٣١ ) 31 لا تلتفتوا الى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم.انا الرب الهكم. ( إشعياء ٨: ٦٩). 19 واذا قالوا لكم اطلبوا الى اصحاب التوابع والعرافين المشقشقين والهامسين.الا يسال شعب الهه.ايسال الموتى لاجل الاحياء. " ولا نعلم ماذا كان نوع السحر الذي تعاطاه سيمون ولعله كان يعرف شيئاً من غرائب الفلسفة الطبيعية أو الكيمياء مما تجهله العامة ويفعل بذلك ما لا يستطيعونه وينسب ما يأتيه إلى قوته الذاتية أو إلى قوة الأرواح التي ادعى أنها تطيعه أو لعله كان على جانب عظيم من خفة اليد فيظهر أنه يعمل معجزات والواقع ليس كذلك.
*** ٱلسِّحْر : .
١ -ھناك طبقة اجتماعية كھنوتية من ميديا كانت تعنى بأمور علم الفلك يدعون الكلدانيين (دا 1: 20 )19 وكلمهم الملك فلم يوجد بينهم كلهم مثل دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا.فوقفوا امام الملك. 20 وفي كل امر حكمة فهم الذي سالهم عنه الملك وجدهم عشرة اضعاف فوق كل المجوس والسحرة الذين في كل مملكته. ( دا 2: 2 و10 و27) 2 فامر الملك بان يستدعى المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك باحلامه فاتوا ووقفوا امام الملك. 10 اجاب الكلدانيون قدام الملك وقالوا ليس على الارض انسان يستطيع ان يبين امر الملك.لذلك ليس ملك عظيم ذو سلطان سال امرا مثل هذا من مجوسي او ساحر او كلداني.27 اجاب دانيال قدام الملك وقال.السر الذي طلبه الملك لا تقدر الحكماء ولا السحرة ولا المجوس ولا المنجمون على ان يبينوه للملك. (دا 4: 7 و 9) 7 حينئذ حضر المجوس والسحرة والكلدانيون والمنجمون وقصصت الحلم عليهم فلم يعرفوني بتعبيره 9 يا بلطشاصر كبير المجوس من حيث اني اعلم ان فيك روح الالهة القدوسين ولا يعسر عليك سر فاخبرني برؤى حلمي الذي رايته وبتعبيره. (دا 5:: 11) 1 يوجد في مملكتك رجل فيه روح الالهة القدوسين وفي ايام ابيك وجدت فيه نيرة وفطنة وحكمة كحكمة الالهة والملك نبوخذناصر ابوك جعله كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين.ابوك الملك. ( مت 2: 1و 7 و16) 1 ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم 7 حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر 16 حينئذ لما راى هيرودس ان المجوس سخروا به غضب جدا فارسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس
بـ يدعوھم ھيرودوتس"الكھنة المديانيين". كانوا يشاركون في التنبؤ والتحكم في أحداث المستقبل استناداً إلى حركة وشكل اآللھة النجمية (أي الكواكب والنجوم والمذنبات).
٢ -ھناك مجموعة فلسفية رياضية على النقيض في الحياة اليونانية تعرف باسم الفيثاغوريون.
٣ -معظم جماعات السحر كانت مؤلفة من أشخاص كانوا يدعون أنھم قادرون على التعامل
مع القوى الفائقة الطبية أو القوى الطبيعية للطبيعة (تك ٤١ :٨ ،٢٤) ( خر ٧ : ١١ ،٢٢ ٩؛ :١١ )غالبا ً ما كانت ھذه القوى (أو اآللھة) يُنظر إليھا على أنھا في صارع مع البشرية
وتأخذ جانب ھذه القوة أو تلك القوة التي يمكن لمالك المعرفة أن يسيطر بھا على القوى ألجل
المكسب الشخصي (البردية السحرية في القرن الثالث والرابع الميلادي).
ھؤلاء العرافين أو السحرة أو المشعوذين كانوا يفعلون ما يلي:
أ- ينبؤون بأحداث مستقبلية
ب- يتحكمون بأحداث مستقبلية
ج- يفسرون أحداث المستقبل واألحالم
د- يلعنون أو يحمون أفرادا . ً، أو مدنا أو شعوبا أو جيوشا أخرى، الخ
٤ -كان بعض السحرة كما في (ع ٨ :٩ ،١١ يزعمون أن لديھم القدرة على التأثير على القوى الموضوعية للطبيعة أو الشخصية (الشيطانية) ليصنعوا مشيئتھم.ھذا كان يحتوي غالبا على طقوس سحرية وتعويذات.
٥ - السحرة الحقيقيون" غالبا ما كانوا يھاجمون سحرة آخرين لم ينجزوا الطقوس والشعائر
بشكل صحيح. وھؤالء كانوا يدعون دجالين أو مخادعين (أع ١٣ :٦ ٨ ،) ( أع ١٩ :١٣ )
٦ -قوة الإنجيل تتبدى في خدمة بولس في أفسس حيث السحرة السابقون الذين اھتدوا
بالإيمان بالمسيح أحرقوا كتب السحر الباھظة الثمن التي كانت لديھم (أي الكتب التي كانت
تعلمھم كيف يمارسون التعاويذ والشعائر والطقوس بشكل صحيح، (أع ١٩ :١٩ )
***وَيُدْهِشُ شَعْبَ ٱلسَّامِرَةِ أي يعجّبهم ويحيّرهم لأنهم لم يعرفوا الوسائط التي كان يفعل بها ما يدهشهم.
*** قَائِلاً إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ : أدهش أهل السامرة بعد أن خدعهم به وأدهشهم بأعماله حتى أقنعهم أنه " شئ عظيم" زتعنى إله المرتفعات " بعل زبول" وأنه "قوة إلهية عظيمة" زيعنى بذلك أنه "الإله القوى = جبوراه" زهز أصلا لقب عبرانى لـ "يهوه = الجبار= ha- geburah"
وكتوب فى كتاب اليوبيل "اليهودى"(1) أن يوسف وهو فى مثر كان الشعب يخرج وراءه يصيحون " El El wa abir وتعنى " الأره الإله والقوى الذى من الإله " وهذا لقب أكبر السحرة كذلك هو سمى نفسه هكذا " قوة الإله العظيمة" (2)
وبولس رد على ذلك (1كو 1: 24) 24 واما للمدعوين: يهودا ويونانيين، "فبالمسيح قوة الله" وحكمة الله.
******
(1) كتاب اليوبيل هو أبو كريفا يهودى يشرح من أول سفر التكوين حتى (خر 12) وهو موجود باللغة الحبشية ووجدت حديثا مقتطفات منه فى مخطوطات وادى قمران ويحتمل أن يكون تاريخ كتابته سنة 140 ق: م راجع Oxford dict of Christ Church
(2) Bruce, I, 185