تفسير / شرح أعمال الرسل (أع 4: 13) 13 فلما راوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا انهما انسانان عديما العلم وعاميان، تعجبوا. فعرفوهما انهما كانا مع يسوع.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) " فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُس َوَيُوحَنَّا ،"
فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ خاب رجاء المجلس في أنه يخيف الرسولين بوقوفهما أمامه وسؤالهم إيّاهما لينكرا ما فعلاه أو يقولا ما يوجب عليهما الحكم.
*** بُطْرُس وَيُوحَنَّا بعد أن كان يوحنا معروفا فى لجنة السنهدرين وقف مع بُطْرُس متهما امامهم كما وقف المسيح امامهم وكان يُوحَنَّا حاضرا محاكمته ولم يذكر الكاتب شيئاً من كلام يوحنا ولكن من المحتمل أن يوحنا صدّق كلام بطرس بالقول أو بشهادة إمارات وجهه فحكموا بمجاهرته كمجاهرة بطرس.
2) " وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا ٱلْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ، ."
( ١كورنثوس 1: 27- 31) 27 بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء. 28 واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود، 29 لكي لا يفتخر كل ذي جسد امامه. 30 ومنه انتم بالمسيح يسوع، الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء. 31 حتى كما هو مكتوب:«من افتخر فليفتخر بالرب».
*** عَدِيمَا ٱلْعِلْمِ : الكلمة ھي (agrammatos ) والتي ھي كلمة "كتابة" مع أداة نفي. قد يعنى أنهما كانوا :
1 - جاھلين أم أميين
2 - لم يتعلموا في المدارس الرابية أى انهما لم يتعلما في المدارس اليهودية كالكتبة ولم يجلسا عند أقدام الربانيين لتعلم الشريعة.
*** وَعَامِّيَّانِ : ھذه ھي الكلمة (idiōtēs )والتي تترجم عادة "علماني" أو "غير مدرب في مجال معين". كانت تشير أصلا لإلشارة إلى الدخيل إزاء عضو في الجماعة (١ كور ١٤ :١٦ ،٢٣ - ٢٤) ( ٢كور ١١ :٦ )
أي من أدنياء الناس أصلاً وبلا مكانة فى المجتمع حالاً واستنتجوا ذلك من هيئتهما ولهجتهما فكان كلامهما وجراءتهما مما لا يتوقع من أمثالهما. وكان معظم انتصار الإنجيل منذ أول عهده إلى اليوم على أيدي مثل ذينك الرجلين (١كورنثوس ١: ٢٧). بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء.
3) " تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ»"
*** تَعَجَّبُوا.: ھذا ناقص مبني للمعلوم إشاري (كما الفعلان التاليان).
تدل ضمنا إما على بدء عمل أو عمل متكرر في الزمن الماضي (إشاري األسلوب). لوقا يستخدم ھذه الكلمة ً، لھا مدلول إيجابيً غالبا (١٨ مرة في لوقا وأعمال الرسل)؛ وھي عادة، ولكن ليس دائما .(لو 11: 38) (أع 4: 13) ( أع 13: 41)
*** فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ : في الحقيقة كان ھذا إطراء. يسوع كان أيضا لم يدرس في المدارس الرابية، ومع ذلك فقد كان يعرف العھد القديم جيدا. لم يحضر إلى مدرسة المجمع كما جميع أطفال اليھود (كما فعل بطرس ويوحنا) حيث كان مطلوب منھم أن يفعلوا ذلك. ھؤلاء الرؤساء أدركوا جرأة وقوة بطرس ويوحنا. لقد رأوا نفس الأمر في يسوع.
*** فَعَرَفُوهُمَا الخ ذكروا ما نسوه وهو أنهم عهدوهما من تلاميذ يسوع والذي نبههم على ذلك تعجبهم مما فعلاه. ولا بد من أن كثيرين من أولئك الرؤساء شاهدوا مراراً أعمال يسوع وسمعوا تعليمه حين كان تلاميذه معه (متّى ٢١: ٢٣ ولوقا ١٨: ١٨ ويوحنا ١٢: ٤٢) وقيل أن يوحنا كان معروفاً عند رئيس الكهنة (يوحنا ١٨: ١٥) الرسولان وإن لم يكونا قد تعلما من الربانيين ولكنهم تعلما من الرب يسوع شفاهاً رب الشريعة ومن الروح القدس إلهاماً وكانا أيضاً واثقين بما تكلما به فهذا جعل لكلامهما قوة عظيمة. والسامعون اقتصروا على التعجب فلم يستفيدوا سواه.
الذي تكلم في هذا اليوم هو الذي تكلم في مساء اليوم الذي قبله في الهيكل وأقام في هذا عين الأدلة التي أقامها في ذاك ولكن آمن في اليوم السابق ألفان ولم يؤمن في هذا اليوم أحد وعلة قبول الحق في الأول الاستعداد وعلة عدمهِ عدمهُ.