Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

إنتهاء السنوات العجاف التى قاسى منها الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
نشأة ورهبنة الأنبا كيرلس
رسامة كيرلس مطراناً لأثيوبيا
المطران الأنبا كيرلس بأثيوبيا
أعمال وخدمات الأنبا كيرلس
الأنبا كيرلس والغزو الإيطالى
الغزو الإيطالى لأديس أبابا
تهديد وترغيب الأنبا كيرلس
المطران الأنبا كيرلس فى روما
عودة الأنبا كيرلس إلى مصر
الأنبا كيرلس الصامت الصابر
الإكليريكية والأنبا كيرلس وحبيب جرجس
نهاية السنوات العجاف
رسالة الأنبا كيرلس للأمبراطور
عودة الأنبا كيرلس وإنفصال الأثيوبيين
رأى الأثيوبيين فى الأنبا كيرلس
Untitled 2608

Hit Counter

 

الأنبا كيرلس آخر المطارنة الأقباط فى أثيوبيا لم ينسى يوماً أنه نساكا متعبداً

الأنبا كيرلس يبنى كنيسة فى قريته

لم ينسه بريق العالم ولا إنحناء الملوك والأمراء أمامه قريته الصغيرة فى صعيد مصر - قرية دير النغاميش (1)  - وكان النبا كيرلس قد عاش طفولته فى القرية فبنى كنيسة على قطعة من الأرض مجاورة لسكنى الكهنة على أسم السيدة العذراء على أن العناية الإلهية لم تمهلة ليستكملها فإستكملها بعده القس جاورجى الجبلى (2) الذى كان سكرتيره فى أثيوبيا والذى ظل يخدمه إلى أن رسم كاهناً مساعداً لأبيه القمص جرجس .

ومع الهموم والإتهامات ومشاغله على أبنائة الأثيوبيين التى تراكمت عليه لم ينسى يوماً أنه بدأ حياته بالإبتعاد عن العالم ناسكاً ومتعبداً ، فكان يختفى أسبوعاً فى كل سنة يعيشة فى خلوة مع الرب يسوع ليغسل عن نفسه  مما يكون قد علق به من أوساخ نتيجة الإحتكاك بالعالم ، وكان لا يعرف أحد مكان خلوته إلا أقرب المقربين له ، وهؤلاء كانوا يحفظون فى سرية تامه ما يعرفونه عنه  .

وعندما كان يعود كان كل الذين يرونه يجدونه يسطع نوراً بطريقة غاية فى العجب يبهرون أمامها ، وفى مدة إختلائه كان يحصن نفسه الجريحة لتتحمل هجمات الأقباط الإعلامية بالهدوء والصمت فكانت التسمية الساخرة التى أطلقها عليه خصومه من الأقباط " ابو الهول" كانت صورة رائعة لهذا الشهيد بغير سفك دم الذى تشابه مع أبى الهول فى صمته بالرغم من أنه يقف يحمى مصر كما يقول شعب مصر 

وقد كان المطران القديس يلتمس العذر لمهاجمية ، فكم مرة قال رداً على غضب المخلصين له لسكوته على مهاجميه : " معذورين ، موش شايفين غير الكرسى المذهب الفخم الموضوع عن يمين الإمبراطور ، وموش دريانين باللى وراه! "

.. وهكذا مرت سنين الضيقة العجاف

وفى سنة 1942 م بدأت إيطاليا تذوق طعم الهزيمة وتفقد سيطرتها على المناطق التى إحتلتها وبدأت قوات الحلفاء في التقدّم لشمال إيطاليا من خلال صقلية فأجبرت إيطاليا على توقيع معاهدة استسلام عام 1943وضعت العالمية الثانية أوزارها وإضطرتهم دول الغرب (الحلفاء أمركا وبريطانيا ) على الإنسحاب من أثيوبيا ، وكان الرأى العالمى قد إهتز من نداءات هيلاسيلاسى وأعمال القمع الوحشية التى مارسها الإيطاليون ضد الشعب الأثيوبى وعاد العاهل الأثيوبى إلى بلاده كما عاد الأمراء : كل من منفاه الإختيارى وإلتأم شملهم بعد الشتات وحينما وصل الأمبراطور لإلى أثيوبيا سأل عن ألأنبا كيرلس وعلم بكل الأحداث التى واجهها فأرسل وفداً على طائرة خاصة إلى القاهرة يطلب إلى الكنيسة وإلى وزارة الخارجية المصرية السماح له بالعودة لأن أولاده الشعب الأثيوبى يريده .

الذين أداروا ظهورهم بالعداء فى أيام محنته يسألون عنه بالأبتسام والحب

 وما أن ذاع خبر رجوع الأنبا كيرلس كرئيس للكنيسة الأثيوبية حتى سارع العظماء والكبراء فى توافدهم للسؤال عنه هذا الذى ظل فى حجرته منسيا من الناس حتى رفعه الرب وأعطاه الكرامة مرة ثانية ليعود ويجلس على كرسي رئاسة الكنيسة الأثيوبية مرة أخرى ، وقد تعجب الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا ذات مرة وقال لزائرية بهدوئه المعتاد وإبتسامته الحلوة : " لى ست سنوات فى هذا المكان - ألم تعرفوا الطريق إليه إلا اليوم ؟ " فلم يجد جواباً بل أن الألسنة والمقالات التى أتهمته سكتت وإحمرت الوجوه خجلاً مما قالوه فى حق الأنبا كيرلس آخر مطارنة الأقباط فى أثيوبيا فقد ظنوا أنه فقد مكانته وأنه مسئول عن فقدها ، ولكن ما دام قد أصبح هو مطلب الأمبراطور هيلاسيلاسى والأمراء وجب الإستفسار عنه فالذين يجرون وراء بريق العالم والسلطة سهل عليهم التلون بلون الحرباء التى تتخذ من اللون المحيط بها لونا لها       

 

*****************************

المراجع

(1) قرية دير النغاميش وتقع شرق النيل على مسافة 8 كم من معدية البلينا ، وبالقرية ثلاث كنائس : أ - كنيسة الشهيد فيلوثاؤس وقد أعيد بناؤها حديثاً ولم يتبق من الكنيسة القديمة سوى حجاب مطعم بأشكال هندسية ويمتاز بوجود شباك فى المنتصف على الجانبين .

ب - كنيسة السيدة العذراء ذات الأثنى عشر قبة وبها ثلاثة هياكل شيه متساوية وصحن يتوسطه عامودان والجزء القبلى من الصحن تهدم فى العصر الحالى ، ويوجد بالكنيسة صالة مدخل غربية ويوجد فى نهايتها البحرية مغطس مربع داخل حوض مستدير طوب ملون فى أشكال هندسية .

جـ - كنيسة ماريوحنا - دير النغاميش

(2) حينما ترك نصحى القمص سكرتيرية ألأنبا كيرلس ليصبح كاهناً لأهل قريته حل أخوه محلة فى خدمة المطران ألنبا كيرلس آخر المطارنة ألأقباط فى أثيوبيا وهم من عائلة مسيحية تقية تسلموا الكهنوت أباً عن جد لعدة أجيال مضت ، ومن شدة حبهم للكنيسة فإن الأجيال الحديثة منهم ذهبوا ليتعلموا فى الكلية الإكليركية عند نشأتها ونالوا دبلومها وكان القس جاورجى أحد أبناء هذه العائلة الذين نالوا نعمةالكهنوت بالوراثة والعلم وقد جمع بين الكهنوت ورياسة المدرسة ألأولية الملحقة بكنيسة السيدة العذراء والتى كانت إحدى المدارس المرتبطة بجمعية السيدات لتربية الطفولة وتذكر المؤرخة أيريس حبيب المصرى أن أبنه القس ديمتريوس هو أيضاً نال دبلوم الكلية الإكليريكية وحل محل والدة لأن المراحم الإلهية شائت أن ينتقل القس جاورجى إلى الفردوس بعد إنتقال الأنبا كيرلس بخمسة سنوات

(3)  كتاب -  الدليل إلى الكنائس والأديرة المصرية القديمة إعداد قسم العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية بإشراف الراهب القس / صموئيل السريانى - ماجستير مهندس / بديع حبيب جورجى - دير الأنبا بيشاى سوهاج

This site was last updated 08/20/10