Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

رسامة كيرلس آخر مطران قبطى لأثيوبيا

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
نشأة ورهبنة الأنبا كيرلس
رسامة كيرلس مطراناً لأثيوبيا
المطران الأنبا كيرلس بأثيوبيا
أعمال وخدمات الأنبا كيرلس
الأنبا كيرلس والغزو الإيطالى
الغزو الإيطالى لأديس أبابا
تهديد وترغيب الأنبا كيرلس
المطران الأنبا كيرلس فى روما
عودة الأنبا كيرلس إلى مصر
الأنبا كيرلس الصامت الصابر
الإكليريكية والأنبا كيرلس وحبيب جرجس
نهاية السنوات العجاف
رسالة الأنبا كيرلس للأمبراطور
عودة الأنبا كيرلس وإنفصال الأثيوبيين
رأى الأثيوبيين فى الأنبا كيرلس
Untitled 2608

Hit Counter

 

كيرلس مطران إثيوبيا
في سنة 1929م أرسل الإثيوبيون وفدًا يحمل رسالة من الأمبراطورة زيديتو والملك (تفرى) الأمبراطور هيلاسيلاسى طالبين من البابا يوأنس التاسع عشر أن يرسم لهما ولشعبهما مطرانًا ، ولكنهما طلبا خلافاً للتقاليد التى كانت سائدة بين الكنيستين رسامة أربعة رهبان أثيوبيين إختارهما بالإتفاق مع رؤساء الأديرة أسقفة تحت رياسة المطران القبطى لمعاونته فى أعماله الرعوية

ووصل الوفد الأثيوبى فى 19 مايو 1929م  وكانا مؤلفاً من وزير المالية والمعارف وبصحبتهما الرهبان الأربعة كذلك صحبهم مسيحة عبد السيد المدرس بالمدرسة القبطية التى أنشأها البابا كيرلس الخامس وذلك إجادته اللغة الأثيوبية ، فبعد أن قابلوا الأنبا يوساب وأخذوا بركنه الرسولية وعبروا له عن محبتتهم وولائهم لمار مرقس الرسول الكاروز العظيم ولخليفته المبجل ذهب الوزيران إلى قصر عابدين وقيدا أسمهما فى سجل التشريفات الملكية (1)

وذهب الوزيران والرهبان الأربعة بصحبتهم توفيق دوس (الوزير القبطى) ومسيحة عبد السيد لمقابلة البابا  يوأنس التاسع مساء الأربعاء 22 مايو 1929م وفى هذه المقابلة تفاهموا معه على موعد الرسامة ، كما أبلغوه رغبة الإمبراطور فى الإسراع بها ، وتشاوروا بعد ذلك مع البابا حول شخصية من سينال كرامة الرياسة العليا على الكنيسة الأثيوبية ، وبالطبع تقدمت عدة إقتراحات فى هذا الموضوع الذى له خطورته ، وأصدر البابا  يوأنس التاسع بإعداد الملابس الكهنوتية اللازمة للخدمة للمطران وللأساقفة الأربعة على نفقته الخاصة.

وكانت أعمال وقداسة القمص سيداروس فى بهجورة وفى دير ومن قبل فى أورشليم قد إنتشرت على طول ضفاف النيل على رغم من إنزواءه ونسكه وتقشفة فى بهجورة 20 سنة فلم يكن هناك إستعطاف أو وساطة  وأخيراً أعلن البابا لأبنائه الأثيوبيين عن إختياره ، وقال فى الخطاب الذى أرسله معهم إلى الإمبراطورة : " .... لقد وقع إختيارنا بإرشاد الرب على الراهب العابد الناسك التقى المتحلى بالفضائل القمص سيداروس الأنطونى ، وأقمناه مطراناً للمملكة الأثيوبية (الحبشة) بأسم الأنبا كيرلس ... "

 القمص سيداروس يحاول الهروب من الرسامة

ويقول أحد الذين إشتركوا فى موضوع رسامته : " لقد طلب الأنبا  يوأنس التاسع من القمص سيداروس أن يرسمه فإعتذر بأنه لا يعرف القراءة والكتابة ثم زاد على ذلك بأنه لا يعرف الطقوس الدينية ، ولكن أمام إصرار البابا لم يجد غير الهرب ، وأخيراً إتفق الأنبا يوأنس التايع مع كبار الأراخنة المحبطين به أن يرسل وفداُ برياسة توفيق دوس للحث عنه وإحضاره ، وبعد بحث وتقص عثروا عليه ـ فلما علم سبب مجيئهم أخذ يتوسل إليهم أن يساعدوه لدى البابا الجليل كى يعفيه من هذه الرسامة ونتيجة للإلحاحه وعده نوفيق دوس وعداً صادقاً أكيداً بأنه ستوسط له وعلى هذا الوعد قبل أن يركب السيارة معهم ، ثم حدث فى طريق ذهابهم إلى الدار الباباوية أن إنفتح باب السيارة فجأة فجذبة توفيق باشا بشدة ليغلقة حالاً بينما السيارة تجرى ، فإنجرحت يده جرحاً بليغاً ، وعندما إعتذر ليلجأ لأقرب صيدلية لتضميد جرحه مؤكداً للقمص سيداروس أن قداسة البابا لا بد سنتظرة .

وكان البابا يوأنس التاسع قد أتفق مع المطارنة الذين سيشتركون معه فى الرسامة على أنه بمجرد دخول الراهب سيداروس ألأنطونى وقبل التفوة بأى كلمة ، سيضع الصليب المقدس على رأسه مباشرة ، وبذلك يتقيد الراهب الذى يريد أن يهرب ويضطر للسكوت خضوعاً للصليب وأن يبقى وينال الرسامة وقد نفذت الخطة وما أن وصل القمص سيداروس إلى فناء الكاتدرائية وقبل أن يقبل يد البابا يوأنس التاسع كان الصليب قد رفع فوق رأسه وبدئ أيضاً بتلاوة الصلوات الإبتدائية للإختيار وعندئذ لم يملك الراهب المتواضع غير دموعه فسكبها غزيرة فنزلت من خديه وسقطت علة لحيته وملابسة حتى بللت الأرض ولم يستطع كل الواقفين حوله التحكم فى أنفسهم فإنهمرت الدموع من أعينهم وبكوا معه وعلى رأسهم البابا يوأنس التاسع نفسه فكان هذا الموقف صورة حية لما قالة المرتل قديما : طوبى لأناس عزهم بك . طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا (مز84: 5، 6 )  وهكذا كانت الدموع مفتاح حياته مع الرب

حفل رسامة  الأنبا كيرلس آخر مطارنة الكنيسة القبطية من الأقباط

وتلبية لرغبة الوفد أثيوبى فى عدم الإبطاء بدئ بالإستعداد فوراً لحفلة الرسامة ، ففى مساء السبت 25يونيو فى الساعة التاسعة مساء نزل قداسة البابا للكاتدرائية يحيط به الاباء المطارنة والأساقفة وقد تأبط إثنان منهم ذراعى الراهب القمص سيداروس الأنطونى وهم جميعاً بملابس التقديس يتقدمهم الشمامسة بترنمون بالألحان الكنسية العذبة ، وسمعت أجراس الكاتدرائية ترن رنات الفرح معلنة على الملأ بداية صلوات إلباس الإسكيم المقدس ألبسة للراهب سيداروس ونادى عليه بالأسم الجديد "كيرلس" الذى إختاره له ، وأختتم الصلوات بإعطاء بركته الرسولية للمطران والأساقفة الجدد ثم للباقيين ، وكانت دموع الأنبا كيرلس تنهمر على خديه فى صمت وتنساب على ثيابه من بداية الصلوات لآخرها .

وكانت الإستعدادات للحفلة الكبرى : حلة رسامة الراعى الأول للمملكة الأثيوبية ، وأربعة رعاة للعمل معه وقد أقيمت هذه الحفلة صباح الأحد 2 يونيو سنة 1929م وقد دعا المجمع المقدس والمجلس الملى كبار رجال الدولة المصرية وسفراء الدول ورؤساء الكنائس المختلفة .

وفى الثامنة والنصف من صباح ذلك اليوم دخل الموكب الكهنوتى الكاتدرائية المرقسية فى كلوت بك يتقدمه الشمامسة حاملين الصلبان والأعلام وهم يرنمون الألحان الخاصة بهذه المناسبة ، وسار المطارنة خلفهم مباشرة ومعهم الأساقفة يحيط البعض منهم الراهب سيداروس الأنطونى الذى لم يجف له دمع بينما يحيط البعض ألاخر بالأساقفة الأثيوبيين الذين أحنوا رؤوسهم امامه وكان قداسة البابا قد نزل مع الفجر إلى الكاتدرائية ، فلما وصل الموكب إلى خورس (1) الشمامسة خرج من الهيكل لإستقبالهم فتقدم إليه  الأنبا كيرلس مطران اثيوبيا ومعه الأساقفة الأثيوبيين وأحنوا رؤوسهم أمامه ، فأعطاهم نصائحة الأبوية وأوصاهم بالثبات على العقيدة الأرثوذكسية والمداومة على تعليمها للشعب حتى آخر نسمة من حياتهم.

 ثم أتجه البابا يوأنس ناحية الشرق ووقف أمام الهيكل وبدأ شعائر الرسامة ، وخلال الصلوات عاود الإتجاه غرباً لأن الذين سيقومون برسامته يتجهون شرقاً ، فوضع البابا يمناه على رأس الأنبا كيرلس وتبعه جميع الحاضرين من المطارنة والأساقفة يداً فوق يد - والأكبر (2) يده من تحت وهكذا بالتتالى وبعد الإنتهاء من الصلوات وضع اليد عليه وضعوا أيديهم على الأكتاف اليمنى للأثيوبيين ، ثم إستكملوا الصلوات بإلباس المطران فالأساقفة الأربعة الملابس الكهنوتية الخاصة بالتقديس ، وأثناء ذلك كانوا يترنمون بالشعائر الخاصة لمثل هذه المناسبة ، وفى ختام الصلوات وضع البابا التاج الأسقفى بيده على رأس الأنبا كيرلس وإختتموا هذه الشعائر المقدسة بالقداس الإلهى الذى إشترك فيه المطران والأساقفة الجدد . 

ولما أنتهت هذه الصلوات القدسية قام الأرخن الكبير حبيب جرجس وألقى كلمة قداسة البابا يوأنس - نيابة عنه - وكانت كلمة قيمة أوضح فيها الصلة المتينةالتى ربطت مصر بأثيوبيا ، صلة بدأها النيل المبارك ودعمها أثناسيوس الرسولى وإستمرت وثيقة على مدى أجيال طويلة ، وقد قال ضمنها هذه العبارات : " ... أيها الأبناء الأعزاء - منذ اليوم الذى سلمنى فيه إلهى رعاية كنيسته المرقسية وقلبى متجه نحو شعبى المبارك أثيوبيا ، وإحساسى متعاطف معهم ، وكم أتمنى أن أزور أبنائى الأثيوبيين فى بلادهم وأمنحهم البركة الرسولية ، وأتعزى برؤية شعب أحبه من كل قلبى ، وقد أحبه قبلى جميع البطاركة أسلافى ، وإنى أشعر بهم دائماً نصورين فى قلبى وحاضرين فى ذاكرتى فى كل صلاة أقدمها إلى الرب تعالى عن جميع شعبى ، متمنياً هناء بلادهم ورخائها وسعادة شعبها وتقدمهم روحيا وأدبياً ..  وقد إخترنا القمس سيداروس الأنطونى وأقمناه مطراناً للمملكة الأثيوبية بإسم ألنبا كيرلس وأنبناه عنا فى رعاية شعبنا المبارك فى أثيوبيا بخوف الرب ليحرص على على المحافظة على هذه الوديعة المقدسة التى أئتمن عليها كأسلافة المطارنة ، ويحافظ على النفوس التى سلمت لرعايته بنعمة الروح القدس ، وقد صادف هذا الإختيار إرتياحاً تاماً وقبولاً من أبنائنا أعضاء الوفد الأثيوبى.. "

وقضى كل من المطران والأساقفة الأثيوبيين الذين رسموا ثلاثة أيام فى خلوة وصلاة فلإستاذة من نعمته .

وفى الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الخميس 6/6/1929م سافروا إلى الإسكندرية يصحبهم البابا الأنبا يوأنس والأنبا يوساب مطران جرجا والأنبا يوأنس مطران بنى سويف وأعضاء الوفد ألأثيوبى ، وفى صباح اليوم التالى أقام البابا قداساً بالكاتدرائية المرقسية  حضره مطران أثيوبيا الأنبا كيرلس والثلاثة أساقفة الأثيوبيين وبعد تناول الإفطار أخذهم المسئولون وطافوا بهم فى شوارع الأسكندرية وميادرنها للتفرج عليها بوصفها المدينة التى هى مركز كرازة مار مرقس الرسول (2)   

وبعد ذلك بحوالى 12 يوماً غادر المطران القبطى لأثيوبيا وثلاثة أساقفة الأثيوبيين مصر قاصدين أثيوبيا

  ********************************

المراجع

(1) كان هذا السجل بالديوان الملكى مخصص للزوار الذين يأتون للبلاد فى مهام رسمية ولم يطلبوا مقابلة الملك وبالتالى لن يمثلوا فى حضرته .   

(2) كتاب يوسف جرجس عن الأنبا يوأنس ص 109 و 113

(3)  قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م  

This site was last updated 08/06/10