Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأنبا كيرلس المطران القبطى أثناء الغزو الإيطالى لأثيوبيا

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نشأة ورهبنة الأنبا كيرلس
رسامة كيرلس مطراناً لأثيوبيا
المطران الأنبا كيرلس بأثيوبيا
أعمال وخدمات الأنبا كيرلس
الأنبا كيرلس والغزو الإيطالى
الغزو الإيطالى لأديس أبابا
تهديد وترغيب الأنبا كيرلس
المطران الأنبا كيرلس فى روما
عودة الأنبا كيرلس إلى مصر
الأنبا كيرلس الصامت الصابر
الإكليريكية والأنبا كيرلس وحبيب جرجس
نهاية السنوات العجاف
رسالة الأنبا كيرلس للأمبراطور
عودة الأنبا كيرلس وإنفصال الأثيوبيين
رأى الأثيوبيين فى الأنبا كيرلس
Untitled 2608

 

كان الأنبا كيرلس أتفق مع مقاول فرنسى على بناء كنيسة العذراء فى أرض المطرانية بأثيوبيا وإتفق معه على 12 ألف ولكنه لم يسدد إلا 8 ألاف حتى بدأ شبح الحرب العالمية الثانية ينتشر فى العالم بين الحلفاء من جهة ودول المحور من جهة أخرى (1) وبدأ شبح التهديد الإيطالى بالزحف على أثيوبيا ، فإنشغل الإمبراطور ورجال الحكومة والشعب كله بالتفكير فى الدفاع عن أثيوبيا لذلك لم يستطع أحد أن يساهم فى دفع المبلغ المتبقى للمقاول الفرنسى الذى بنى كنيسة السيدة العذراء ، ووعد الإمبراطور هيلاسيلاسى بأن يدفع كل المبلغ المتبقى بعد عودته من المعركة ولكن المقاول الفرنسى رفض هذا الوعد وقفل الكنيسة بالمفتاح ورفض أن يدخلها أحد للصلاة فيها حتى يأخذ المتبقى حقوقه المالية المتفق عليها قبل بنائها  .

وكان الإيطاليين قد فكروا فى غزو مصر فغزوا ليبيا من الشمال وفكروا فى غزو أثيوبيا ويخترقوها ويحتلوا السودان من الجنوب ويتلاقى الجيشان فى مصر وكان الإيطاليين يريدون أن تكون لهم مستعمران ويرجعون مجد الإمبراطورية الرومانية - وكان الإيطاليين يريدون الأخذ بالثأر من ألأثيوبيين لأن الأمبراطور منليك الثانى Menelik II كان قد هزمهم فى معركة عدوى (على الحدود الأثيوبية الأريترية ) سنة 1869م وكان بنيتو موسوليني يريد بهذا الغزو أن يحول اهتمام الإيطاليين بعيدا عن مشاكل الوطن، كذلك كان يأمل في كسب مصدر للمواد الخام اللازمة للصناعة الإيطالية.
فأعد الإيطاليين جيوشهم بأحدث ألات الحرب بقيادة دي بونو الذي بدأ غزو إثيوبيا  وبدأوا هجومهم في أكتوبر عام 1935 ودارت حرب شرسة ضارية بين قوتين غير متكافئتين على مدى سبعة شهور فغالبية الجنود الثيوبيين ليس عندهم غير البنادق يدافعون بها عن بلادهم فى حين كان القوات الإيطالية تتقدم بالدبابات والمدافع الثقيلة والطائرات فكانوا يحصدون أرواح الأثيوبيين حصداً وظل الأثيوبيين يقاومون فى بسالة نادرة وإستمات الأثيوبيين فى الدفاع عن بلادهم ولكن كان الإيطاليون فى بعض المناطق يتقدمون شبراً شبراً يوماً بعد يوم ، وكان هيلاسيلاسى يدير المعركة بنفسه أسوة بأسلافه العظام وتشجيعا لجنوده ، ولكن أستمر تقدم قوات العدو الإيطالى فى أراضى أثيوبيا

قرار هروب الإمبراطور هيلاسيلاسى من أثيوبيا بعد هزيمة جيوشه

فرأى الإمبراطور ان يغادر أثيوبيا إلى حين حتى لا يقع فى يد عدو يعتنق مسيحية غير مسيحية بلاده فكان الجنود الإيطاليين يدخلون الكنائس ويقتلون المصلين والكهنة الذين ييؤدون الشعائر المقدسة أمام المذبح فترك ميدان القتال بعد أن أيقن هزيمة جيشه وعاد إلى أديس أبابا العاصمة وقبل أن يدخل قصره ذهب إلى مقابلة الأنبا كيرلس آخر المطارنة ألأقباط فى أثيوبيا وتعانق الرجىن وإختلطت دموعهما معاً ،  وأخبر هيلاسيلاسى أبيه الروحى الأنبا كيرلس عن عزمه الهروب من البلاد لأنه رمز لأثيوبيا وطلب منه أن يرافقة إذا رغب ، فأجابة خادم الرب الأنبا كيرلس إن رغبته هى رغبة أبنه الروحى وأنه مستعد لتنفيذ ما يشير به ، وكان الأمراواطور يود أن يكون راعيه معه ، ولكن وزير المالية الذى كان برفقه الأمبراطور هيلاسيلاسى أثناء هذا اللقاء أستصوب بقاء الراعى فى أديس أبابا تقوية لنفوس الشعب ، وعلى ذلك سلم الإمبراطور ذو القلب الكبير على المطران القبطى وطلب منه أن يباركه وصالح دعواته ، وطلب منه أن يرعى الشعب ويوليه عنايته خاصة فى هذه الضيقة وإفترق الرجلان وما زالت دموعهما تنهمر غزيرة .

 

عصبة الأمم والغزو الإيطالى لأثيوبيا

وفى 5 مايو 1936م دخل الأثيوبيون أديس أبابا العاصمة الأثيوبية وعلى الرغم من مبادئ "عصبة الأمم" (2)  التى تمنع الغزو والإعتداء إلا أن وزيرى الخارجية البريطانى والفرنسى رضى بالغزو الإيطالى لأثيوبيا ، بل أن حكومات أوربا كلها إكتفت بإبداء إستثنائها لهذا الغزو دون أن تتخذ خطه عملية لطرد قوات الغزو الإيطالى أو حتى الإعتراض على هذا الغزو . (3)  وكل ما فعلته عصبة الأمم لإيقاف الغزو الإيطالى هو مقاطعة كثير من التجارة الإيطالية؛ إلا أن جهود عصبة الأمم كانت غير مجدية.         

الأمبراطور هلاسيلاسى وأمراء العائلة المالكة فى دول العالم وبعضهم كان ضيوف على أقباط مصر

وذهب الإمبراطور هيلاسيلاسى إلى لندن عاصمة بريطانيا وبدأ فور وصوله فى إستثارة الرأى العام البريطاني ضد الوحشية والبطش الإيطالى ضد شعبه ، أما ألمراء وعائلاتهم فبعضهم لجأ إلى فرنسا بينما لجأت غالبيتهم إلى مصر (4) فنزلوا ضيوفا على القبط ، البعض منهم على حساب البطريركية مباشرة ، والبعض الآخر فى بيوت إستأجرها لهم كبار الأراخنة ، كما أن كل الأولاد الذين كانوا فى سن الدراسة دخلوا المدارس الإبتدائية والثانوية والجامعة على حساب أهل الكرم (5)

وحينما أستطاع الصليب الأحمر دخول أثيوبيا حملهم الأقباط كل ما يستطيعون من مأكل وملبس وأدوية .

 ****************************

المراجع

(1) فى عام 1939 م قامت الحرب العالمية الثانية بعد أن بدأتها دول المحور  والتى كانت تضم أساسا ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر وإيطاليا بقيادة بينيتو موسوليني ثم انضمت إليهم اليابان بقصفها لميناء بيرل هاربور الأمريكي(الإمبراطورية اليابانية - الفاشية الإيطالية - النازية الألمانية)  وانضم إليهم دول أخرى مثل النمسا ورومانيا وبلغاريا والمجر واستمرت حتى عام 1945 ووقفت ضدهم دول االحلفاء (الاتحاد السوفيتي - بريطانيا - الولايات المتحدة الأمريكية)

(2) عصبة الأمم هو التسمية الأولى وتغيرت لتصبح الأمم المتحدة

(3) دائرة المعارف البريطانية الطبعة 15 سنة 1937م ج6 ص 1011 ج 12 ص 751

(4) مجلة مدارس الأحد العدد العاشر السنة الثالثة ديسمبر سنة 1949م وهذا العدد كله حول أثيوبيا

(5)  لم تكن فى هذا الوقت المرحلة الإعدادية فى نظام التعليم المصرى كما أن جميع مراحل التعليم كانت بمصروفات . 

الامبراطور منليك الثاني (17 أغسطس 1884- 12 ديسمبر 1913م). Menelik II كان واحدًا من أعظم أباطرة إثيوبيا. تعمد بإسم نگوس شوا (1866-1889) ثم نگوسا نگاست إثيوپيا من 1889 حتى وفاته ولد منليك الثانى فى منطقة قريبة من مدينة أديس أبابا الحالية عندما كان يوحنس الرابع إمبراطوراً على أثيوبيا وبعده أصبح منليك الثاني أمبراطوراً على أثيوبيا في عام 1889م  . وفي نفس العام وقع معاهدة ويشيل مع إيطاليا حيث حددت هذه المعاهدة الحد الفاصل بين الأقاليم الإثيوبية والممتلكات الاستعمارية الإيطالية فى أفريقيا على امتداد ساحل البحر الأحمر. توقيع معاهدة "أوتشيالي" الشهيرة في 2 أيار-مايو-أيار 1889، وهي المعاهدة التي اختلفت صياغة نسختها "الإيطالية" عن نسختها "الأمهرية"؛ حيث أظهرت النسخة الإيطالية أثيوبيا في وضع "المحمية الإيطالية"، وفي الشهر نفسه أبلغت إيطاليا الدول بسط حمايتها على بلاد الصومال الواقعة بين الصومال الإنكليزي وأراضي سلطان زنجبار، ونتيجة لهذه الخدعة وطنع إيطاليا فى إحتلال أثيوبيا فبدأت في التغلغل داخل الأراضي الإثيوبية وبسبب آخر أنه في عام 1894 توصلت بريطانيا وإيطاليا إلى اتفاق مشترك بشأن الحدود بين أراضي الصومال الخاضعة لهما، فسيطرت بريطانيا على هود، وإيطاليا على الأوغادين، دون أن تستشير أي منهما الأثيوبيين أو الصوماليين في هذا الاتفاق الذي خلق تحديداً واستفزازاً للطرفين الأثيوبي والصومالي. وفي عام 1893م  إضطر الإمبراطور منليك إلى إلغاء المعاهدة إزاء التحرشات الإيطالية لبلاده وشهد عام 1895 انهيار العلاقات الأثيوبية الإيطالية، وسرعان ما نشبت المواجهة المسلحة بينهما في أمبا الأجي في كانون الأول-ديسمبر 1895، وفي موقعة "عدوة" الشهيرة التي جرت في آذار-مارس 1896 هُزمت القوات الإيطالية بقيادة الجنبرال باراتيري بعد ثلاثة أيام من القتال وعلى إثرها، اعترفت القوى الاستعمارية الكبرى باستقلال إثيوبيا وكانت أول هذه الاتفاقات معاهدة الصلح بين أثيوبيا وإيطاليا في 26 تشرين الأول-أكتوبر 1896، التي أنهت الحرب بينهما، ونصت على إلغاء معاهدة أوتشيالي، واعترفت باستقلال أثيوبيا، ورسمت بموجبها الحدود بين أرتيريا وأثيوبيا. ووسع الإمبراطور منليك بلاده بضم أقاليم جديدة إقتطعها من المستعمنرات الإيطالية فى أفريقيا وإستطاع الاستيلاء على معظم الأراضي الواقعة إلى الجنوب، وجعل عاصمة البلاد هي أديس أبابا وكان قد بدء فى إنشاؤها سنة 1886م،  وكانت قبلها العاصمة التاريخية والمقدسة لمعظم ملوك الحبشة هي مدينة أكسوم وبدأ العمل في تشييد خط للسكك الحديدية ربط بين أديس أبابا وجيبوتي بعد اكتماله. كما قام أيضًا بتطوير التجارة وأسس أول المدارس والمستشفيات الحديثة في إثيوبيا.

******************************

المراجع

(1) قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م  

 

This site was last updated 01/19/12