| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس الأنبا كيرلس آخر مطران قبطى بأثيوبيا فى روما |
+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
إصابة المطران القبطى بشظايا قنبلة وحدث أن الإيطاليون أرادوا إظهار قوتهم وزهوتهم بإنتصارهم على الأثيوبيين بإستعراض قوتهم أمامهم بطريقة ظنوا أنها سترهب الأثيوبيين فأقاموا حفلة إستعراض عسكرى وأجبروا الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا كرجل دين على حضوره حتى يظهر أنه مؤيد لإحتلالهم فكان رد فعل المقاومة الأثيوبية أنهم ألقوا عدة قنابل شديدة الإنفجار وسط هذا الإستعراض وبالطبع تطايرت الشظايا فى كل إتجاه فأصابت بعضها الأنبا كيرلس كما أصابت المارشال جرازيانى نفسه مما أدى إلى إطلاق النار على الجموع المحتشدة فقتلوا على الفور أكثر من 300 أثيوبى غير الجرحى وهاجم الجيش الإيطالى المدنيين فتلوا وحرقوا عشراتت الألاف قدر عددهم 46000 أثيوبى فى مذبحة لم يشاهدها الجنس البشرى منذ مذبحة الجيش التركى ضد المسيحيين الأرمن والتى راح ضحيتها مليون مسيحى ولم يكتفى بقتل ذلك بل قتل كل المواليين للإيطالين والمنضمين للجيش التركى وقتل أيضا 400 راهب وشماس فى مختلف البلدان كانوا يتعبدون فى صوامعهم ، والنتيجة النهائية لقتلى الأثيوبيين نتيجة للغزو الإيطالى لأثيوبيا خلال خمسة سنوات وسبعة أشهر كانت 760 ألف اثيوبى أى ثلاثة أرباع المليون وبعد محاولة إغتيال الثيوبيين القائد الإيطالى الذى أصيب ونقل للعلاج ، أصيب المطران الأنبا كيرلس إصابات بالغة لأنه كان قريبا من القائد الإيطالى فنقلوه إلى دار المطرانية فاقد الوعى ، ولم يفق من إغمائته إلا وقت الغروب ، وعندها صدر الأمر بنقله إلى المستشفى الإيطالى لعلاجه وخلال فترة علاجه أوعزوا إلى الطبيب الألمانى أن يقضى عليه ، ولكنه رفض وعالجه بأمانة وبدقة وضمير صالح إلى أن شفى (وقد أبلغ الطبيب الألمانى المطران القبطى بطلب الإيطاليين له بقتله) ونتيجة لهذه الإصابات ظل إلى آخر حياته لا يستطيع أن يطبق أصابع اليد اليمنى ولا أن يثنى ركبته ثم قرر المارشال جرازيانى الإيطالى أن يسافر الأنبا كيرلس آخر مطران قبطى فى أثيوبيا Ethiopia إلى روما ليقابل بنيتو موسوليني(1) Benito Mussolini هناك بحجة أن صحته تستلزم العلاج الدقيق فى إيطاليا ولم يستطيع الحصول عليه فى أثيوبيا فقال له : " إذا كان لا بد من سفرى فإنى أصر على نزولى بمصر أولاً لمقابلة رئيسى البابا الإسكندرى " ولكن رفضوا طلبه بالرغم من إلحاحه . الأتبا كيرلس وكرامة الرتبة الكهنوتية ولما ركب الباخرة التى ستقله إلى إيطاليا كان معه عليها السفير الإيطالى فى أديس أبابا قبل الغزو مباشرة ، وحين أخذوه إلى الغرفة التى خصصوها له طلب أن يرى غرفة السفير فوجدها جناحاً يحتوى على غرفة نوم وصالون وحمام فقال فى حزم : " أحضروا حقيبتى إلى هنا وخذوا حقائب السفير إلى هناك " فأجابوه :" ولكنه سفير" فرد عليهم مؤكدا : " إنه سفير لملك أرضى ، أما أنا فإنى سفير لملك السماء والأرض" ولذهولهم من إجابته أحضروا له حقيبته وذهبوا بالسفير وحقائبه إلى غرفة غيرها لأنهم وجدوا أن الغرفة التى خصصوها للمطران القبطى لا تليق بمقام السفير. وهناا نقف أمام عظمة الأنبا كيرلس المطران القبطى الزاهد والناسك الذى رفض الإغراءات العالمية والدنيوية ورد بأنه يستطيع النوم على الأرض الجرداء ويلتحف السماء وعرضوا عليه البطريركية على كل أثيوبيا ولكنه رفض ولكنه رفض الغرفة الصغيرة التى أعدوها له وفضل جناح السفير لأنه رأى أن كرامة الرتبة الكهنوتية تقتضى عليه هذا الطلب وهذا ما عمل به وعلمه كبار النساك فقد علموا تلاميذهم فضيلة الفرز ومعناها مع من وفى أى موقف تطالب بالكرامة التى تخص الكهنوت وتنواضع عن كرامتك لنفسك وتشامخ الحكام جعله يطالب بكرامة الكهنوت . وعندما وصلت السفينة إلى السويس طلب أن يغادر السفينة ليقابل البابا القبطيى ولكن طلبه قوبل بالرفض ، وأمام عجزه عن بلوغ هدفه طلب إليهم أن يدعوا سكرتيره ينزل ، فقبلوا هذا الطلب ونزل السكرتير حاملاً رسالة إلى أبيه الروحى ليوصلها لبابا يؤنس ، وبذلك عرف المصريون جميعاً حكومة وشعبا أن المطران القبطى غادر أثيوبيا مجبراً إلى أيطاليا ضد رغبته ةوقع هذا الخبر كالصاعقة على الكهنة والأراخنة وأيضاً رجال الدولة الأنبا كيرلس المطران القبطى لأثيوبيا فى روما ووصلت السفينة إلى ميناء نابولى ونزل منها ووجد وفداً حكومياً رسمياً فى إنتظاره وأخذه إلى فندق وهناك كشف عليه الطبيب ، وبعد يومين صدرت ألأوامر بالذهاب إلى روما ، ويبدو أنهم تعلموا الدرس فأعدوا لنزوله مكاناً فخماً ، وهناك أيضاً وعاوده طبيب هناك أيضاً ، وبعد فحصة أفهم ولاة الأمر أنه يجب نقله لمصحة ، ومع أن المسئولين وافقوا إلا أنه رفض فنقلوه إلى فندق أكثر فخامة وظل الطبيب يزوره ويكشف عليه من وقت لآخر . وبعد مدة تحسنت صحته فحددوا له موعداً لمقابلة رئيس الوزراء الإيطالى بنيتو موسوليني فإستقبله فى بادئ الأمر بشدة وعنف لإرهابه ولكن هيهات لراهب ناسك أن يخاف الناس ، وكان وزير المستعمرات إلى جانب الدوتشى (وهو لقب حصل عليه موسيلنى ) ، وأمام الهدوء والسلام والسكينة التى كانت على الأنبا كيرلس المطران القبطى فى أثيوبيا صمت رئيس وزراء حكومة إيطاليا ووزيرة فترة ثم سأله : " ما السبب فى مجيئك إلى ؟" فأجاب : " لقد دعانى رجالك فى أثيوبيا للمجئ إليك لأعرض عليك مشكلة الكنيسة الأثيوبية على مسامعك ، وأفهمونى أن الحل فى يدك وحدك " فقال رئيس الوزراء : " لقد تعارفنا اليوم وكفى ، وإن شاء الرب نتحدث فى هذا الموضوع فيما بعد " ثم توالى عليه رسل الدوتشى موسولينى رئيس وزراء إبطاليا يحاولون إستمالته ويتحدثون معه ‘ن ضرورة إنفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة القبطية تطبيقاً للإحتلال الإيطالى لأثيوبيا وأنها أصبحت ضمن أملاك إيطاليا فيجب أن تتبعها أيضا الكنيسة الأثيوبية وعلى الرغم من إلحاحهم المتوالى إلا أنه أستمر فى الرفض فى إصرار . ثم وصلته دعوة من الدوتشى موسيلينى لحضور حفلة فى دار المجلس الفاشيستى (2) ولما وصل وجد الحرس مصطفاً على جانبى المدخل من باب الحديقة إلى باب قلعة الإجتماع شاكى السلاح (2) بينما يقف زملاؤهم فى جهة أخرى يعزفون السلام الملكى الإيطالى ، وإجتمع المدعوون لهذا الإجتماع وبدأ بالخطب الرنانة التى أشتهر بها النظام الفاشيسى ورحبوا فيها بحضور الرئيس الدينى الأعلى للأثيوبيين ، وبعد إنتهاء خطبهم وتصوير الإجتماع وتصويره ألحوا عليه أن يلقى كلمة فقال : بعد التحية .. لقد جئت إلى هنا بناء هلى دعوة من الحكومة الإيطالية لحل مشاكل الكنيسة الأثيوبية القائمة الآن وفى الوقت عينه أنا أحمل وعداً من نائب الملك فى أديس أبابا بحل هذه المشاكل ، فأرجوا أن تعمل الحكومة الإيطالية على تنفيذ هذا الوهد بضمان حرية العبادة فى الكنيسة ألأثيوبية ، وأن تتيح لها حرية التصرف فى شئونها الدينية ، فلا دخل للكنيسة فى السياسة ، ولا يجب أن تتدخل السياسة فى شئون الكنيسة ، هذا من جهو ، ومن الجهة الأخرى لا يمكننى أن أوافق إطلاقاً على إنفصال كنيسة أثيوبيا عن الكنيسة القبطية المصرية لأن إتصالهما قديم العهد ، وأنى أقرر الآن ما سبق أن قلته لنائب الملك ولوزير المستعمرات فى أديس أبابا هو أننى لن أخون الأمانة التى أودعت إلى من قبل رئاسة الكنيسة القبطية ، وأننى ما زلت متمسكاً بهذه العلاقة الوطيدة التى ظلت ثابتى على مدى العصور السالفة ... " وما كاد الأنبا كيرلس يقول هذه العبارات حتى إنسحب الحاضرون وإنفض الإجتماع ، وأطفئت الأنوار وخرج الجميع من غير أن يكلفوا أنفسهم حتى تحيته ! وعاد الأنبا كيرلس إلى مقر إقامته مع من عينوهم لمرافقته وحدهم . **************************** المراجع
|
This site was last updated 11/20/14