Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

ذكريات القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيرفى السجن

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أسماء الأساقفة والكهنة بالسجن
نقاط خلاف البابا مع السادات
البابا يقابل الرئيس الأمريكى
تحديد الإقامة ورهبنة البابا
حياة البابا أثناء تحديد إقامته
المتنيح الأنبا بيمن بالسجن
القمص بولس باسيلى بالسجن
الأنبا فام وأبونا ملطى
أسئلة لقداسة البابا
صور الجرائد
ذكريات أبونا لوقا سيداروس
ذكريات أبونا أثناسيوس بطرس
الآباء يعرفون بمقتل السادات
القمص عبد المسيح بسيط
القمص إبراهيم عبده
القاضى الذى عزل البابا

 

فى يوم 4 سبتمبر 1981م ذهب عبد المسيح بسيط  لنيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة لأنه كان أب إعترافه وتطرق الحديث معه فقد ذكر  أن البوليس يقوم بالقبض على مجموعات وأن أسم عبد المسيح بسيط من ضمن المجموعة التى سوف يتم التحفظ عليها ، وفى رجوعه لبيته شعر بتحركات غريبه من خلفه وخطواات تتابعه وفى المساء إشترى الجورنال ووجد صورة بعض الاباء وصورة أبونا بولس باسيلى وهنا تأكد أنه سيتم القبض عليه فى أى لحظة والسبب أن القمص بولس باسيلى كان قد أصدر عده شرائط يرد فيها غلى تعدى الشيخ شعراوى فى التلفزيون على المسيحية

وكان عبد المسيح بسيط أبو الخير يفعل نفس الشئ فقد كان عبد المسيح بسيط وقتها أمين خدمة كنيسة الملاك ميخائيل ببهتيم ويعظ فى أكثر من 30 كنيسة يرد بها على إفتراءات الشيخ الشعراوى ضد المسيحية التى كانت تذاع فى التلفزيون الحكومى بمصر كل جمعة ضمن جزء من البروباجاندا الإسلامية التى كان السادات يبثها لأسلمة جميع أقباط مصر  كما أنه كتب كتاباً سبب ضجة كبيرة وقتها وكان عنوانه " المسيح فى القرآن والفكر الإسلامى " وبعد خروجه من السجن ورسامته كاهنا ثم قمصاً أضاف إليه وطوره ,اصدره أكثر من مرة وحالياً يصدر تحت أسم " الأعظم .. مميزات المسيح فى جميع الكتب"

زائر الفجــر

وفى 5 سبتمبر 1981 م كان عبد المسيح بسيط يغط فى نوم عميق برغم معرفته بأنه سيتم القبض عليه إلا أن السلام الإلاهى الداخلى كان يملأ قلبه  وفى الساعة الخامسة من فجراً إستيقظ على طرقات شديدة على الباب وفتح الباب فإندفع صفين من العساكر لتحتل الشقة من باب حجرة نومه حتى باب الشقة وكان يقودهم أثنين من ضباط أمن الدولة وفالوا له : " نريدك لمدة ساعتين وسترجع" فإستأذنهم لأخذ الأنجيل وتغيير ملابسة ليلبس لبس الخروجوذهب معهم ليركب البوكس (عربة الشرطة التى ينقل فيها المجرمين الذين يتم القبض عليهم ليلاً أو فى الفجر " ولكن كما يعرف القارئ لم تكن المدة ساعتين التى سجن فيها عبد المسيح ولكنها لقد إمتدت الساعتين حتى أصبحوا عشر شهور ونصف فى السجن بدون تهمة 

وسارت عربية البوليس ومن خلفها عربية أمن مركزى للحراسة وسلمت عبد المسيح لقسم أول شبرا الخيمة حيث وضع فى التخشيبة (زنزانه بالقسم يوضع بها المجرمين فى صورة مؤقنة) بها شيوعى وتبادل معه أطراف الحديث وعرف منه أن البوليس يقبض على الأشخاص التى كانت تحدث شغب أثناء خطاب الرئيس " فقال عبد المسيح له : " أنا مدرس أنجليزى وفى نفس الوقت خادم فى الكنيسة وليس لى فى الشغب؟!!" وبعد مدة رحلوه فى عربه إتجهت فى البداية إلى مسطرد فقال فى نفسه : " هذا طريق سجن ابو زعبل ، أكيد سأسجن به" ولكن إتجهت العربه ناحية سريافوس فقال حينئذ : " أنا رايح ورا الشمس" ولكن توجهت العربه إلى سجن المرج فدخل غلى حجرة التفتيش وأخذوا ألشياء التى كانت مع فى الأمانات وإحتفظ بالإنجيل ولم يهينوه فإحساس المتعاملين معه أنه لم يفعل شيئاً بل كما هو معروف أخذوه كماله عدد لتحقيق موازنه وعندما رأى بعض الأساقفة والكهنة شعر بالأمان .

ودخل إلى الزنزانه ووجد بها واحد من أقارب البابا شنودة من أسيوط وآخر كان مقاول تخصص فى بناء الكنائس والمساجد ، وشعر بجوع شديد وقال لهم : " أنا جعان فيه أكل وقالوا  له : " " ألك نفس تأكل؟ " وقدموا له عسل أسود وعيش نظيف واكل

وكانت الزنزانة طولها 2 متر وعرض متر وبها ثلاثة وفى نهايتها نصف متر يفصل طوبة ونصف ويستعمر كدورة مياة وبدون باب وكان ألأمر محرج جداً بالنسبة لهم وظلوا أربعة أيام بالزنزانه يتبولون ويتبرزون بالجردل بلا تنظيف حتى صارت رائحة الزنزانه لا تطاق والفتحة الوحيدة عبارة عن 10 سم بالباب وبعد أربعة أيام أخرجوا كل المساجين المسيحيين وتمت مناداتهم بأسمائهم وفصلوا العلمانيين وكانوا 85 مسيحى كانت إتهاماتهم أنهم تشاجروا مع مسلمين ورحلوهم إلى سجن أبو زعبل وتبقى 8 أساقفة و 24 كاهن و 24 مسيحى من العلمانيين كانت تهمتهم مرتبطه بالخدمه ضلوا بسجن المرج

وعندما نادى الضابط على أسمه بنبره فيها اتهديد ، وقال له : " أبنت بقى عبد المسيح بسيط بتاع الإنجليزى فى طوخ الثانوية؟ " فقال : "نعم" ثم أستطرد قائلاً : " إبقى قابلنى ؟ " بإيحاء أنه سيسجن حتى يموت أو أنهم سيعذبونه ... إلخ  

صلوا كمان وكمان علشان ربنا يا يعدلها يا يشوف له حل    

وأرسلوه للزنزانة رقم 2 بالعنبر حرف  T  وهو بداخل عنبر أو مبنى التجربة وكان يشاركه فى الزنزانه الدكتور عادل وهبة مكرس لخدمة خلاص النفوس ، وبدأت أسقفية الخدمات فى إرسال أناجيل وأجبيات للصلاة ، ووضع الأاساقفة نظام للصلاة وعمل دراسات فى الكتاب المفدس كان يلقيها علينا الأنبا بيمن وكان ابونا إبراهيم عبده مختص بالترانيم ويقرأ القمص أبونا يوسف أسعد قسمة الإبن الوحيد والتى مطلعها " أيها الإله الوحيد الذى أحبنا" وهكذا تحول السجن إلى ملكوت والقضبان الحديدية إلى سلام لم يعهدوه من قبل

وحلم أحد المسجونين العلمانيين أن البابا كيرلس ظهر له فى حلم وقال له خلاص ورأى نفس الحلم أبونا يوسف من حاجر مشطا فى سوهاج وتأكدنا أن هناك حلاً إلهياً يعجز عنه البشر

وفى يوم 5 أكتوبر قالوا للمساجين من ألاباء الأساقفة والكهنة والعلمانيين الخدام أن الأنبا صموئيل أسقف الخدمات سوف يأتى بعد إنتهاء العرض العسكرى يوم 6 أكتوبر للغذاء معهم  فكانت هناك أوامر مشدده لتنظيف العنابر وزنازين السجن وسمحوا لهم بالإستحماام فى دورة المياة وأستعدوا للغذاء مع الأنبا صموئيل ومن سيأتى معه من القادة ومأمور السجن .

وفى اليوم التالى الموافق 6 أكتوبر مرت فوق السجن طيارة واحدة ذهبت ولم ترجع ، ولاحظوا حركة غير معتادة فى السجن فقد لبس جمسع الضباط اللبس الميرى حتى الطبيب وكان القلق واضحا على وجوههم بأن هناك أمراً خطيراً حدث وعندما سألوا قالوا لهم : " أن زيارة الأنبا صموئيل ألغيت " ولم يوضحوا السبب !!  

وفى يوم 7 أكتوبر كان هو اليوم المحدد لزيارة أهالى المسجونين ولكنه ألغى بسبب مقتل الرئيس السادات وكان إحساس الجميع أن هذا هو مصير الذى يمد يده للكنيسة التى يرأسها المسيح ولم يكن هذا هو إحساس الآباء الإكليروس والمسيحيين ولكنه كان أيضاً إحساس ضباط السجن

وفى يوم 16 أكتوبر نقلوا جميع المسجونيين إلى سجن وادى النطرون ووضعوهم كلهم فى عنبر واحد وبدأوا يتعرفون على بعضهم البعض وقرأوا الصحف القديمة والجديدة ، وهناك قال لهم أحد الضباط الكبار فى الرتبة: " صلوا كمان وكمان علشان ربنا يا يعدلها يايشوف له حل "

ثم رجعوا كل المساجين مرة أخرى للمرج ولكن فى عنابر ومن الظاهر أنها أعدت لهم وبها سراير نظيفة ، وإستمروا فى الصلاة وعمل جلسات سمر ، وكان أبونا إبراهيم عبده وأبونا لوقا سيداروس يلعبون الطاولة وألأساقفة يعملون مناظرات حول العلامة أوريجانوس وكان البعض مؤيد والآخر معارض وكان السجن فيما يبدوا كمؤتمر من المؤتمرات الروحية المسيحية التى تعدها الكنائس ، وأقاموا صلاة عيد الميلاد وفى عيد الختان رشح المتنيح ألأنبا بنيامين أستاذ اللغة الإنجليزية الأستاذ عبد المسيح بسيط أبو الخير ليرسم شماساً (أوغنسطس) كما تم ترشيح الدكتور نبيل شماساً أبصلتس وقام الأنبا تادرس أسقف بورسعيد برسامته وبعدها كان يقول عنه : " أبنى الذى ولدته فى قيودى"

  وكان الشماس عبد المسيح بسيط أبو الخير يشعر بألام نفسية فى السجن لأنه مفيد الحركة وهو الشاب الخادم الذى لم تكن حركته تهدأ فراح يسجل خواطره ولم يجد قلماً إلا أعواد الكبريت المحروقة فكتب على حائط  الزنزانة : " من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص " بعود كبريت محروق ثم أستعمل أعواد الكبريت لتسجيل الأحداث على صفحات الإجبية وما زال محتفظ بها ، ومن هذه الأحداث "يوم الترحيل" وغياب ألأنبا صموئيل عن الزيارة ، وسجل شعور الآباء وقلقهم على الكنيسة ككل ، وكانت تاسونى زوجة أبونا تادرس يعقوب ملطى تحضر كميات كبيرة من الكتب التى كان يستعيرها الآباء الكهنة والأساقفة لقرائتها ومن ضمنهم الشماس عبد المسيح بسيط وقد وضع مسودات عدد من الكتب فى السجن منها : " إعجاز الوحى والنبوة فى سفر دانيال " وكتاب ىخر : " هل صلب المسيح حقاً وقام"

دخل عبد المسيح بسيط علمانيا وكان أستاذ للغة الإنجليزية وخرج شماساً ثم رسم قساً بعد ذلك ثم رقى قمصاً وقال القمص عبد المسيح عن أيام السجن  : " لقد كنت علمانياً فى وسط خيره الأساقفه والكهنة شهور لم ينفصل عنهم شئ وذكر تعبير جميل فيقول عشت فى قلب الكنيسة وعرف ما يسعد الكنيسة وما يبكيها "  

وعن رسامته فيقول : " كسبت ثقة 8 أساقفه رشحوه للكهنوت وكان الأنبا مرقس أب إعترافه وعندما فكر قداسة البابا شنودة الثالث فى ترشيح شخص لرسامته على مسطرد فطلب من الأنبا مرقس ومن الأنبا أغاثون أسقف الإسماعيلية والمشرف على عيد العذراء ترشيح هذا الشخص رشحوه ولكن تم تأجيل الرسامة سنين وكان السبب الذى قيل هو الظروف الأمنية فقد تم ترشيحه فى 1983م وتمت سيامته بيد قاسة البابا شنودة الثالث فى 15/12/1985م 

 

 

This site was last updated 03/01/13