البابا شنودة الثالث يقابل الرئيس المريكى كارتر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا شنودة الثالث أول بابا قبطى يقابل الرئيس الأمريكى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
أسماء الأساقفة والكهنة بالسجن
نقاط خلاف البابا مع السادات
البابا يقابل الرئيس الأمريكى
تحديد الإقامة ورهبنة البابا
حياة البابا أثناء تحديد إقامته
المتنيح الأنبا بيمن بالسجن
القمص بولس باسيلى بالسجن
الأنبا فام وأبونا ملطى
أسئلة لقداسة البابا
صور الجرائد
ذكريات أبونا لوقا سيداروس
ذكريات أبونا أثناسيوس بطرس
الآباء يعرفون بمقتل السادات
القمص عبد المسيح بسيط
القمص إبراهيم عبده
القاضى الذى عزل البابا

Hit Counter

 

أقباط المهجر.. ولقاء البابا بالرئيس الأمريكي
قلت لجيمي كارتر: إن اليهود ليسوا شعب الله المختار الآن وإلا فماذا نسمي الكنيسة المسيحية؟
دائما ما يتعرض البابا لأقباط المهجر بعد أن بعثوا بعدة مذكرات إلي رئاسة الجمهورية، ومنها المذكرة التي أرسلها أقباط أمريكا وكندا بتاريخ 11 فبراير 1977 ورسالة من أقباط أستراليا إلي رئيس مجلس الشعب في 9 مايو، وكلها تدور حول المحاور ذاتها التي جاءت في بيان الإسكندرية، وكان ذلك مبعث قلق للرئيس، خاصة مع قرب زيارته لأمريكا في شهر مارس للقاء جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الجديد في ذاك الوقت، وفوجئ الرئيس في هذه الرحلة، بأن منشورات توزع في الشوارع المحيطة بمقر إقامته في أمريكا تتحدث عن اضطهاد الأقباط في مصر ووصف موسي صبري الصحفى الخاص للسادات - أن الأقباط لا يستطيعون الخروج من منازلهم وإلا تعرضوا للقتل أو الاختطاف أو الاغتصاب. كما تجمعت أكثر من مظاهرة أمام البيت الأبيض ترفع لافتات ضد الرئيس، وظهرت إعلانات مستفزة في صحيفتي النيويورك تايمز والواشنطن بوست. مما دفع الرئيس لعقد مؤتمر صحفي في الطائرة التي عاد بها، عبر فيه عن استيائه الشديد ، وكتبت الجرائد في اليوم التالي تنتقد الكنيسة وذكرت تصريحات الرئيس بأنه لا سياسة في الدين. وعلي حد قول "موسي صبري" فإن السادات لم يفاجأ بالمظاهرات والمنشورات، لأنه كانت لديه معلومات قبل السفر أن هذه المظاهرات مدبرة من قبل بالاتفاق مع البابا شنودة في القاهرة، وتلقي الرئيس تقارير عن الأشخاص الذين حضروا من أمريكا لهذا الغرض، وقال السادات في هذا الشأن: "كل ذلك موجود ومدون لي وبأسماء الأشخاص". وفي هذا يقول البابا : لم أكن علي علم بما يقوم به أقباط المهجر في الخارج، كما أن سلطة الكنيسة علي رعاياها هي سلطة روحية وليست سياسية ولا يحق لها أن ترغمهم علي تصرف معين أو تمنعهم من التظاهر أو الاحتجاج. بالإضافة إلي أن المناخ الذي يعيشون فيه في أمريكا وأوروبا يسمح لهم بهذه المساحة من التعبير عن الرأي، ومع ذلك فقد طلبت لقاء الرئيس لمناقشة هذا الأمر ووضع حلول للمسألة ومنع الإساءة لمصر في الخارج، لكنه رفض لقائي ظنا منه أنني من حرض علي المظاهرات، وهذا غير صحيح.

ويروي البابا قصة الزيارة الشائكة لأمريكا عام 1977 والتي أغضبت منه الرئيس السادات كثيرا فيقول: في أعقاب زيارة السادات لأمريكا، وجهت لي الإدارة الأمريكية دعوة من خلال الأنبا .صموئيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة لزيارة أمريكا، وتحدد موعدها علي أن تكون يوم 14 أبريل 1977 أي بعد زيارة الرئيس لأمريكا بشهر تقريبا، وحدث أن سافرت فوجدت استقبالا عظيما من المصريين المسيحيين المقيمين في أمريكا. كان من المقرر - وفق جدول الزيارة - أن ألتقي جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الجديد آنذاك. إلا أنني كنت غير مرتاح لطلب الإدارة الأمريكية لقائي الرئيس الأمريكي، خاصة أنها المرة الأولي في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية التي يلتقي بطريركها رئيساً أمريكياً. كما أن الساحة السياسية كانت تشهد حراكا شديداً علي المستويين الإقليمي والدولي خصوصا في العلاقات المصرية الأمريكية. فطلبت مرافقة السفير أشرف غربال، سفير مصر في واشنطن، في زيارتي للبيت الأبيض ليكون شاهدا علي ما سيدور في اللقاء فلا يساء فهم وتفسير ما سيحدث فيه من الرأي العام الداخلي، لاسيما أن الإعلام الرسمي أخذ يشن هجوما شديداً علي نشاط أقباط المهجر وإتهمهم بالخيانة والعمالة وتشويه صورة مصر في الخارج.
التقيت الرئيس الأمريكي لمدة نصف ساعة في وجود السفير المصري والأنبا .صموئيل مسئول العلاقات الدولية في الكنيسة. استفسر خلالها عن أوجه نشاط الكنيسة القبطية التي كان مهتمًا بها وتاريخها وآثارها القديمة، كما تحدث عن رحلة العائلة المقدسة إلي مصر. وقدمت له أيقونة ذات ثلاثة جوانب، علي أحدها تظهر القديسة مريم، وعلي الجانب الثاني تعميد المسيح، وعلي الثالث تظهر قيامة المسيح. إلا أنني فوجئت بالرئيس الأمريكي يقول أمام مندوبي الصحافة والتليفزيون في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، إنه يعرف أن عدد الأقباط في مصر بلغ 7 ملايين - وهذا هو الرقم الصحيح لتعداد الأقباط في مصر الصادر عن الكنيسة- بينما تعداد الدولة كان مليونين وثلث المليون نسمة- وفي الجلسة المغلقة التي أعقبت المؤتمر الصحفي، وجه الرئيس الأمريكي عدة أسئلة حول الكنيسة القبطية، وعن رأيي في موضوع القدس لأنه يعرف أن الكنيسة القبطية لها رأي في المشاكل السياسية لاسيما الصراع العربي الإسرائيلي. وكان الرئيس الأمريكي يريد من كل ذلك، استدراج الكنيسة القبطية إلي موقف «ملائم»- من وجهة النظر الأمريكية - في مشاكل الصراع العربي الإسرائيلي. فقلت له: إن اليهود ليسوا شعب الله المختار في الوقت الحاضر، وإلا ماذا نسمي الكنيسة المسيحية؟.. فإذا كنا نعتقد أنهم شعب الله المختار فمعني ذلك أننا - المسيحيين- لسنا مختارين من الله بالمرة. أما عن المشاكل السياسية فنحن نتحدث عن المبادئ العامة الأساسية الخاصة بالمشكلة، أما التفاصيل فهي متروكة لرجال السياسة. ويبدو أن الرئيس السادات لم يلتفت لتفاصيل ما دار في اللقاء لكنه آلمه أن يكون هناك إتصال - من أي نوع- بين الكنيسة الأرثوذكسية والإدارة الأمريكية، فغضب من الزيارة برمتها.

السادات يفكر فى إلغاء تعيين البابا
وقام إسماعيل فهمي وزير الخارجية المصري لأمريكا في الأسبوع الأول من سبتمبر، ليلتقي فيها الرئيس الأمريكي حول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وقد أخذ أقباط المهجر في الإعداد للمظاهرات والمؤتمرات التي ستكون في انتظار الوزير. وخشي الرئيس أن تتسبب تلك المظاهرات في إحراج الوزير في زيارته، فاتصل بموسي صبري وطلب منه أن يتدخل لدي البابا لمنع تلك المظاهرات. لكن موسي صبري اعتذر للرئيس لأن البابا يري أنه لا يخلص النصيحة له وأنه منحاز للسادات. لكن الرئيس قال له: «أبلغه بأي طريقة تشاء أنه إذا لم يعدل عن مثل هذه التصرفات فإنني سأصدر قرارا من سطرين بإلغاء القرار الجمهوري بتعيينه» فلم يجد موسي صبري إلا الأنبا غريغوريوس لكي يبعث بالرسالة من خلاله.
ويروي البابا تفاصيل ما جري: تسلم الأنبا غريغوريوس رسالة من أحد الكتاب الصحفيين مبعوثة من الرئيس، مفادها أن الرئيس غاضب بشدة بسبب ما يحدث من أقباط المهجر في أمريكا وأن مظاهراتهم سوف تسبب حرجاً لوزير الخارجية في زيارته لواشنطن، فطلبت من الأنبا غريغوريوس البحث مع الكاتب سبل الحفاظ علي صورة مصر في الخارج ورفع الحرج عن الوزير المصري في زيارته لأمريكا، فجاء الأنبا غريغوريوس يخبرني بأن الكاتب يطلب مني أن أكتب جواب ترضية للرئيس، بل إنه أعطي الأنبا غريغوريوس صيغة الخطاب لأوقع عليها، بالإضافة إلي مخاطبة أقباط المهجر للكف عن مظاهراتهم واحتجاجاتهم. فقلت: إذا كان الخطاب سيريح نفسية الرئيس فسوف أكتبه بيدي، وأرسلت خطابا بالفعل في 10 سبتمبر 1977 أنه أب لكل المصريين وأنني أضع مشاكل المسيحيين بين يديه، كما طلبت من الأنبا .صموئيل أن يجري اتصالا هاتفيا يوم 13 سبتمبر بقيادات أقباط المهجر المجتمعين في لوس أنجلوس ليبلغهم أن المشاكل قد سويت وأن الأقباط في مصر سعداء، وطلب منهم إرسال برقية شكر إلي الرئيس لاهتمامه بشئون الأقباط. كما أرسلت بنفسي إلي القساوسة في أمريكا وإنجلترا وأستراليا برقية باسمي يوم الخميس 15 سبتمبر أخطرهم بأنه لا توجد قوانين جديدة حول "الردة". لكن من المرجح ألا يذكر البابا أن كل هذه الإجراءات تمت متأخرة عن زيارة الوزير المصري فلم تحقق الغرض منها ونظم أقباط المهجر المظاهرات في استقبال وزير الخارجية التي زادت من غضب الرئيس السادات.
ويستكمل البابا روايته: طلبت لقاء الرئيس مجددا لبحث حلول للأزمات التي تتفجر، فأرسل إلي ممدوح سالم- رئيس الوزراء- فاستقبلته في المقر البابوي، وأبلغني أن ما نشر حول قانون الردة لا يعبر عن رأي الحكومة وتعهد لي بعدم خروج القانون.
في 9 نوفمبر 1977 قصد الرئيس مجلس الشعب، وتحدث في خطبته عن أحداث 18و19 يناير وعن قضية "الإلحاد" ثم أعلن لأول مرة عن عزمه زيارة إسرائيل، وهو الأمر الذي لم يكن متوافقا مع توجهات البابا، لذا من المرجح أن يتغاضي البابا عن ذكر ما واكب تلك الواقعة من أحداث وسيكتفي بذكر موقفه من قضية الصراع العربي- الإسرائيلي، وإعلانه منع زيارة المسيحيين لبيت المقدس إلا بعد حل القضية الفلسطينية، حتي إن من خالفوا هذا القرار وسافروا إلي إسرائيل عاقبهم البابا بحرمانهم من ممارسة سر "التناول" في الكنيسة وطالبهم بالإعتذار علنا علي صفحات جريدة «الأهرام» وقتها.

 

This site was last updated 12/21/10