Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

ذكريات أبونا لوقا سيداروس عن السجن

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أسماء الأساقفة والكهنة بالسجن
نقاط خلاف البابا مع السادات
البابا يقابل الرئيس الأمريكى
تحديد الإقامة ورهبنة البابا
حياة البابا أثناء تحديد إقامته
المتنيح الأنبا بيمن بالسجن
القمص بولس باسيلى بالسجن
الأنبا فام وأبونا ملطى
أسئلة لقداسة البابا
صور الجرائد
ذكريات أبونا لوقا سيداروس
ذكريات أبونا أثناسيوس بطرس
الآباء يعرفون بمقتل السادات
القمص عبد المسيح بسيط
القمص إبراهيم عبده
القاضى الذى عزل البابا

 

فى فجر الخميس 3/9/2009م أستيقظ القمص لوقا سيداروس على تليفوت وكان المتكلم تاسونى مارى زوجه أبونا تادرس وقالت أن ناس من المباحث حضروا لمنزلهم وأخذوا أبونا تادرس " فسألها : " هل تأكدتم أنهم رجال بوليس ، هل كان أحد منهم يلبس زى رسمى هل تحققتم من شخصياتهم .. " فقالت : " لآ .. أنا أتصلت أبونا تيموثاوس وكيل البابا بالأسكندرية (تنيح)  ، فإنزعج من الخبر " وقال : " ليس عندى فكرة عن أى شئ أو أى إعتقالات" وإستطردت قائلة أ: " انا أتصلت بالأستاذ ألبير برسوم سلامه ,ايقضته من النوم فقثال أنه لا يعرف شيئاً " ( المرحوم الأستاذ ألبير برسوم سلامة كان وزيراً فى عهد السادات) 

ويستطرد القمص لوقا سيداروس قائلاً : " وبعد عدة دقائق سمعت عدة دقات قوية على باب البيت وعندما فتحت وجدت نفس الجماعة الأربعة وقالوا : أن مفتش المباحث العامة يريدنى ليسانى عدة أسئلة .. فقلت حاضر ، ثم فتحت زوجتى باب حجرة الجلوس (حجرة الضيوف) ودعيتهم للجلوس فإعتذروا بأدب وبسرعة دخلت ألبس مملابسى وخرجت جلست أمام مكتبى ألبس حذائى "

وقال ايضاً : " فى اثناء ذلك مد أحد الضباط الأربعة يده  إلى بعض الكتب الموجودة على مكتبى .. نظرت إليه وقلت ماذا تفعل ؟ .. فرد يده بسرعة وقال : " لا أبداً لا شئ " ثم قال اكبرهم رتبة : " لا تخف يا ابونا دى كلها كام ساعه " فقلت له : " من قال لك أنى خائف ، ألعلك أنت خائف " فرد على الفور : " إحنا فى بيت أبونا لا نخاف فقلت له : " حينا" ثم قال كبير الضباط مشيراً إلى صوره أبونا بيشوى كامل كانت معلقة فوق رأسى : " ده مين؟ ده أبونا بيشوى كامل "  قلت له : " لماذا تسأل هذا السؤال الغريب وأنت تعلم؟ قال : " لا والله يا ابونا أنا لا أعلم لأننى ضابط فى الجوازات وأنا منقول حديثاً للأسكندرية " وكنت قد أنتهيت من لبس حذائى وذهبت معهم ، وركبت عربه البوليس ووجدت أبونا تادرس وأبونا صموئيل ثابت ورجل مسيحى آخر جالسين والبوليس يملأ الشارع ومعهم مخبرين .

وعندما وصلنا مديرية الأمن أركبونى ميكروباص وكنا خمسة فيه أبونا تادرس وابونا صموئيل ، والأستاذ عادل بسطوروس المحامى والأخ جورج وأنا  ، وكان يحرسنا أربعة من رجال المباحث وضابط وسائق وظلت عربات نجده أخرى تحرس الميكروباص وتسير أمامه وتسلمنا من بلد إلى بلد حتى وصلنا سجن المرج كل ذلك ونحن صامتين .

وأودعونى الزنزانه رقم 15 بعد التفتيش وبدون كلمة وكان معى فى الزنزانة الأستاذ عادل بسطوروس وأنا كنت  قبله ينزل بها .. وقمدمنا للرب سجوداً وصلاة الساعة السادسة وبدأنا نقرأ رسالة فيلبى التى كتبها بولس الرسول وهو فى سجنه .

رؤى وأحلام وإعلانات إلهية

وكان أحد ألاباء فى السجن يصلى قبل قتل السادات بيوم واحد ، وفى أثناء صلاته ودموعه الغزيره سمع صوت يقول خرج الأمر ، فإلتفت إلى زميلة الكاهن الموجود معه فى الزنزانه وقال له ماذا تقول فوجد زميله مثقل بنوم عميق فلم يكن الكاهن هو المتكلم ولم يكن الصوت صوته . 

ومن أعجب الأمور التى حدثت لنا الرؤى والأحلام والإعلانات الإلهية التى رآها الكثيرون ، وكان للمتنيح البابا كيرلس النصيب الأكبر فيها .. فقبل ترحلينا من الزانازين فى سجن بيوم واحد رأى واحد منا أن الزنازين تنهار وتنكسر والبابا كيرلس واقف يقول لكل واحد ياللاه يا إبنى .. (أى أخرج يا ابنى)

فلما سمعنا خبر إغتيال السادات بكى بعض الاباء بصوت مسموع وكان هذا ليس بكاء للفرح وحب النقمة ولا بغض ولكن لأنهم شعروا بيد الرب القوية الذى يستطيع أن ينجيهم من كل شر وبيد قوية وأنقذهم من آلامهم بطريقة لا تخطر على قلب بشر .. وخرج الجميع بسلام

الرب معنا فى شدتنا وضيقنا وأمراضنا

وتمجد الرب يسوع معنا فى فترة سجننا فقد كان كثيرين منا مرضى بأمراض مختلفة وبعض منهم كانوا متقدمين فى السن فمنهم من كان سنة 76 سنة مثلاً ولم يصب أحدهم بضرر وكانت يد الرب معهم وظهرت المعونة الإلهية وسندت الضعيف منا حتى خرج الجميع أفضل مما دخلوا برغم الظروف السيئة المعيشية فى السجن وإعدام العناية الصحية فشملت العناية الإلهية جميعنا .

خادم الأسقفية المتوقد الذهن

 وكان أول من زار الآباء هو خادم الأسقفية الأستاذ جرجس عبد المسيح الذى حباه الرب بنعمة جزيله وروح وذهن متقد - ففى الدقائق الذى سمحوا له برؤيتنا ورغم كثرة المسجونين وكان لا يعرف معظمنا ولكنه حمل رساله شفوية لكل واحد منا على حده والغريب أنه تذكر الأسماء والإحتياجات والأحباء والأقارب .. وبقدرة خارقة للطبيعة ومهمة ظل يلبى طلبات كل المسجونين وإحتياجاتهم ويوصل رسائلهم بطريقة عجيبه وظل يباشر نقل الرسائل والإحتياجات حتى خرج  جميع ألآباء من فى السجن

كتاب عن هذه الأحداث

    لقد كتبت 150 - 200 صفحة وقد أوصيت أن تنشر بعد نياحتى

************************************

يقول القمص لوقا سيداروس فى كتابه " رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين " : فى الأيام الأولى لوجودنا داخل سجن المرج " كان الرئيس السادات قد قام
بإعتقال كثير من القيادات الدينية " ، كان الجو وقتها مشحونا بالغيوم من كل ناحية ، لم يكن أحد يتوقع ما حدث
كأن الظلام قد أطبق من كل ناحية و لكن رجاءنا فى السيد المسيح كان هو البصيص الوحيد للنور .
كان الآباء المحبوسون من كل أنحاء مصر ، و كثير منهم لم يكن يعرف الآخر
كانت هذه الأيام الأولى تمر بطيئة ثقيلة على النفس . و كنا فى الصباح الباكر فى كل يوم نصحوا على صوت كنسى فيه عزاء كبير ، يصلى مقتطفات من القداس الألهى
و كنا نسمعه يسبح بنغم روحى يزيح عن النفس الكمد الذى كان يشيعه جو السجن و حرس السجن . كان هذا الأب الكاهن من سوهاج ، و بمرور الأيام أصبح عمله هذا كصياح الديك فى الفجر ، ينبىء دائما بإنقشاع الظلام .
كانت الزنزانة التى أقيم فيها فى منتصف العنبر المكون من ثلاثة أضلاع و كان هذا الأب يقيم فى زنزانة فى طرف الضلع الأول ، فلم تكن هناك فرصة لأتحدث عنه أو أراه و كان الحمام الوحيد بالعنبر بجوار زنزانتى ، فكان عندما يأتى عليه الدور ليستحم كنت أراه ، فكان يسلم على و هو لا يعرفنى و أنا أراه من طاقة الزنزانة التى لا تزيد عن قبضة اليد .. و لأنه كان مصابا بحساسية فى
الصدر سمحوا له بحمام يومى ..
كان و هو فى الحمام أيضا يصلى ، و لكنه يصلى الأواشى فقط عن سلام الكنيسة و أوشية الآباء .. و لما دققت السمع فيما يصلى وجدته يقول " الرئيس و الجند و المشيرين نيحهم جميعا
" .. لم يكن أحد من الحراس أو الضباط يفهم شيئا و كان بعض الآباء يقولون " آمين " .. و لم يمض سوى أيام حتى صنع الرب صنيعه العجيب و أستجاب . و بعدها إنتقلنا جميعا إلى سجن بوادى النطرون ، و عشنا جميعا فى عنبر واحد ،
و تعرف بعضنا ببعض عن قرب شديد ، إذ قد عشنا معا عدة شهور .
فلما عرفت هذا الأب عن قرب وجدته رجلا بسيط القلب مملوء بالعاطفة . كانت نفسيته بسيطة ، علاقته بالمسيح ليس فيها قلق و لا تعقيد
، كان يحب المسيح من قلب بسيط كقلب طفل صغير . توطدت العلاقة بيننا جدا ، و كنا كلما سرنا لبعض الوقت نتكلم عن أعمال الله و تأملنا فى كلامه و وعوده الصادقة .
قال لى مرة و نحن نتكلم عن أعمال الله ، أن من أعجب القصص التى عاشها فى خدمته إنهم أيقظوه يوم سبت النور بعد أن سهر الكنيسة حتى الصباح بعد إنتهاء القداس الألهى الساعة السابعة صباحا ثم ذهب لبيته ليستريح .. أيقظوه بإنزعاج و قالوا له قم إعمل جنازة .. قام من نومه العميق منزعجا
و سأل من الذى مات ؟ قالوا له الولد فلان .. أبن ثلاثة عشر عاما . لم يكن الولد مريضا و لكن فى فجر اليوم وجدوه ميتا .. و حزن أهل الصعيد صعب و صلوات الجنازات رهيبة .. لا سيما إذا كان موت مفاجىء أو ولد صغير السن . قام الأب و هو يجمع ذهنه بعد ، مغلوبا من النوم ، فكأنه كان تحت تأثير مخدر .. لم يستوعب الأمر .
كان يعمل كل شىء كأنه آلة تعمل بلا إدراك ، غسل وجهه و ذهب إلى الكنيسة ، وجد الناس فى حالة هياج و عويل . دخل هذا الكاهن الطيب ، باكيا مشاركا شعبه ، وضعوا الصندوق أمامه ، و كان لهم عادة فى بلده أن يفتحوا الصندوق و يصلى على المتوفى و الصندوق مفتوح . صلى صلاة الشكر ، ثم رفع صليبه ،
و بدلا من أن يصلى أوشية الراقدين ، صلى أوشية المرضى بغير قصد و لا إدراك ، كان كأنه مازال نائما .. و فيما هو يصلى " تعهدهم بالمراحم و الرأفات .. أشفيهم " ، إذ بالصبى يتحرك و هو مسجى فى الصندوق .. قال
: لم أصدق عينى ، جسمى كله أقشعر . تجمد فى مكانه و لكنه أكمل الصلاة ، و زادت حركة الصبى ..
صرخ الكاهن ، إنه حى ، ه

This site was last updated 03/01/13