*******************************************
جريدة وطنى بتاريخ 8/6/3008م السنة 50 العدد 2424 عن مقالة بعنوان [ رهبان دير أبوفانا: كفانا جلسات صلح عرفية.. أين القانون؟!! قداسة البابا يطالب بمحاسبة الجناة ومختطفي الرهبان الثلاثة ] تحقيق: نادر شكري - عماد خليل
مرة أخري تعرض دير أبوفانا بمركز بملوي محافظة المنيا يوم السبت قبل الماضي لهجوم من العربان في شكل مجموعات مسلحة تدعي أحقيتها في أرض الدير الأثري الذي يعود للقرن الرابع الميلاد, والاعتراض علي بناء السور المحيط بأرض الدير, في حين أن رئاسة الدير تؤكد ملكية الدير للأرض وأنه تم شراؤها مرتين الأولي من الجهات الرسمية والثانية من العربان كما أن بناء السور الذي بدأ بالفعل يتم بقرار من محافظ المنيا السابق فؤاد سعد الدين بعد معاينة جميع الجهات الرسمية وصدور موافقاتها.
الهجوم الأخير أسفر عن أعمال تدمير كبيرة في مقدسات وممتلكات الدير كما أفرز عن سابقة تعد الأولي من نوعها حيث اختطف المعتدون ثلاثة رهبان وقاموا بتعذيبهم لمدة 12 ساعة, فضلا عن المصير المجهول الذي يكتنف شقيق أحد الرهبان...
وطني في قلب الحدث تجولت وسط المباني والزراعات والنفوس المحطمة فكانت الروايات علي ألسنة من عاشوا الأحداث الأليمة لحظة بلحظة...
تحقيقات النيابة
كانت نيابة مركز ملوي برئاسة يونس حسن مدير النيابة ومعاونة أحمد عبدالفتاح وكيل النيابة بدأت في اليوم التالي الأحد التحقيق في الأحداث والاستماع لأقوال الرهبان الثلاثة الذين تم اختطافهم من قبل العربان وقالت إن أحداث الخلافات بين عدد من مواطني عرب قصر هور الرهبان والعاملين ترجع إلي أن الدير كان قد قام بشراء قطعة الأرض المتنازع عليها من أحد الأشخاص منذ 5 سنوات باسم الأب كيرلس لضمها للدير وحاول الدير بناء سور حول هذه المساحة مما أدي إلي اعتراض بعض المسلمين في هذه المنطقة علي البناء وأسفر عن إصابة سبعة رهبان ومقتل مسلم يدعي خليل إبراهيم محمد 39 سنة وتم القبض علي ثمانية أشخاص من العربان فضلا عن الأخوان رفعت وإبراهيم فوزي. ويسعي أحمد ضياء الدين محافظ المنيا والقيادات الشعبية والتنفيذية في المحافظة إلي عقد جلسة الصلح بين الطرفين للوقوف علي أسباب المشكلة وهو ما يرفضه رهبان الدير مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم والتعدي لي حرمهم المقدس ولن يجسلوا في جلسات بدوية عرفية لأنه اعتداء من طرف واحد ويقولون: كفانا سكوت وكفانا تنازل وكفانا جلسات عرفية نحن نريد القانون!.
الأنبا ديمتريوس
الأنبا ديمتريوس مطران ملوي والأشمونين قال: رهبان دير أبوفانا عبروا عن استيائهم من المعاملة السيئة داخل المستشفي الجامعي بالمنيا, فقررنا نقل جميع المصابين إلي القاهرة لضمان الرعاية والاهتمام.
أرفض إلقاء القبض علي رفعت فوزي وشقيقه من أجل الضغط علي الكنيسة لإتمام الصلح والمطرانية والدير لن يتنازلا عن حق أبنائهما الذين تعرضوا للضرب والجلد والدير سبق له أن تنازل عن 100 فدان للعرب منعا للمشاكل وقمنا بشراء الأرض مرتين قبل ذلك وبناء السور جاء تطبيقا لتصريح المحافظ السابق وحصلنا علي جميع الموافقات من الهيئات المختلفة بعد عناء شديد ولا يوجد نزاع علي ملكية الأرض لأنها محسومة لصالح الدير وفقا للأوراق التي لدينا ولا صحة للتصريحات التي تقول إن أرض الدير ملك للدولة.
احتجاجات قبطية
واصل آلاف من الشباب المسيحي احتجاجاتهم أمام مطرانية ملوي, وديوان عام محافظة المنيا, ومستشفي ملوي العام, عقب الهجوم علي الدير احتجاجا علي التقصير الأمني في حمايته من هجمات البدو, واضطرت قوات الأمن لاستدعاء قوات إضافية حتي تتمكن من السيطرة علي الموقف بعد تصاعد حدة غضب الأقباط من التقصير الأمني.
كان قداسة البابا شنودة الثالث قد اطمأن في اتصال من الولايات المتحدة الأمريكية قبل عودته يوم الأربعاء الماضي علي صحة الرهبان من خلال الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي معبرا عن استيائه من الاعتداءات علي حياة الرهبان العزل للمرة الثانية خلال هذا العام دون تدخل سريع من الأمن وطالب قداسته بمحاسبة الجناة الذين تعدوا علي الدير وقاموا بخطف الرهبان وتعذيبهم جسديا ونفسيا طوال ساعات الليل وتعريض حياتهم للخطر مطالبا بعدم التهاون في هذه القضية لأنها تمثل تطورا خطيرا في التعدي علي حرمة الأماكن المقدسة, وطالب قداسته بعودة الشخص الرابع المختطف حتي الآن وهو شقيق الراهب مينا.
في المؤتمر الصحفي بديوان المحافظة
أكد اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي بمقر ديوان المحافظة أن أحداث دير أبوفانا مجرد مشاجرة بين طرفين وليست لها علاقة بالدين حيث كان من الممكن أن تتم بين مسلمين ومسلمين أو بين أقباط وأقباط كما توجد 9 محاضر خلاف بين العرب والدير من عام 2005 إلي 2008 بنفس الأحداث والشكل والقدر حيث شهدت المنطقة اشتباكات سابقة, علي حد قوله, وأشار إلي أنه قرر تشكيل لجنة تشمل كل الجهات الخاصة بالنزاع علي الأرض من هيئة الآثار وأملاك الدولة وممثلين عن الطرفين من أجل وضع حلول ترضي الجانبين وتكون جذرية حتي لا يتكرر ما حدث, ونفي دعوته لعقد جلسة صلح لأن تلك الجلسات غير مجدية دون الوصول لحلول فعلية تأخذ طريقها للتنفيذ علي أرض الواقع.
أشار المحافظ إلي أن المظاهرة التي قام بها الشباب القبطي أمام مطرانية ملوي لا يمكن أخذها علي أنها أعمال ضد النظام لأن الشباب خرج في غضب بسبب مس مقدساتهم.
المهاجمون معروفون!
الراهب أنطونيوس آفا فانا روي تفاصيل الهجوم وقال: يوم السبت قبل الماضي في الساعة الخامسة مساء فوجئ رهبان الدير بحوالي 70 شخصا يطلقون الأعيرة النارية باتجاههم من الجانب الشرقي الذي يضم مزارع الدير وبعض قلالي الرهبان حيث بدأوا بالهجوم علي مبني القلالي وقاموا بإطلاق الأعيرة علي الرهبان الموجودين فهرب العمال من داخل المبني وقاموا بتدمير موتورات الري وأشعلوا النيران بالقلالي بعد أن قاموا بسرقة ما بها ثم صعدوا إلي أعلي المبني حيث كنيسة البابا كيرلس وقاموا بانتهاك حرمة المقدسات وتدمير مذبح الصلاة وتمزيق الأناجيل والصور المقدسة وإشعال النيران في مبني كبير لعيش الغراب ومنحل وقاموا بهدمه من خلال الاستيلاء علي حفار الدير المكلف بحفر موضع السور. ثم قامت مجموعة أخري بتدمير السور السلكي الذي تم إقامته منذ فترة لحماية الدير.
أشار الراهب: الأشخاص المعتدون معروفون لدي الجهات الأمنية التي لم تصل إلا في وقت متأخر بحضور ضابطي المباحث خالد الشوماني وياسر غندور ولكن لم تكن معهما أية قوة وكان المعتدون قد دمروا كل شئ!
الضابط هشام في إجازة!
أضاف الراهب أنطونيوس: رئيس المباحث قام بمعاملتي معاملة سيئة ورفض أن يتحدث معه أحد من الرهبان ولم يقم بالقبض علي أي من المعتدين ولكن قام بالقبض علي المقاول رفعت فوزي صاحب الحفر بتهمة قتل رجل مسلم رغم أن المقاول رفعت لم يكن متواجدا أثناء الهجوم والمحاولة لتحويل واقعة الهجوم إلي اشتباك متبادل.
تساءل الراهب أنطونيوس: ماذا نفعل هل نترك الدير؟!, نحن نعيش في صحراء جرداء بعيدا عن العالم ولكن العالم لم يتركنا وهناك تواطؤ من الشرطة واضح لأنه عند اتصالنا بنقطة شرطة هور قالوا إن الضابط هشام في إجازة ولا يوجد أحد بالنقطة, فأين التعاون الأمني, لأنه من غير المعقول ترك الدير والرهبان العزل يتعرضون للهجوم لمدة أربع ساعات دون تدخل أمني!!
أين شرطة هور القريبة؟!
الراهب مينا آفا فانا قال: المعتدون استمر هجومهم لأكثر من ثلاث ساعات حيث قاموا بتدمير مبني مزرعة البابا كيرلس ونزع الأشجار وإطلاق النيران علي أحد الجرارات الزراعية ملك الدير مما أسفر عن إصابة الراهب باخوم بطلقة في ساقه وأخري في كتفه وإصابة الراهب فيني آفافانا بطلقة في ذراعه وإصابة كل من الأخ ساويرس والأخ ميخائيل زكريا راهبان تحت الاختبار بإصابات في الذراع والساق, وظل إطلاق الرصاص مستمرا لساعات طويلة لم تتدخل الشرطة خلالها لإنقاذهم رغم أن نقطة شرطة هور تبعد عن موقع الحادث بثلاثة كيلو مترات ولم يستجب أحد لاستغاثات الرهبان المتكررة ولم يجد باقي الرهبان ملاذا سوي الاحتماء بالدير الأثري من طلقات الرصاص التي تساقطت عشوائيا علي أنحاء الدير.
خطف وتعذيب!!
الراهب دوماديوس آفافانا, في وصفه للهجوم, قال: لا أعرف أسباب هذا الهجوم ولا كيف أصفه بعد تعديه علي حياة الرهبان وخطف ثلاثة رهبان كانوا بمزرعة الأنبا أنطونيوس, حيث قام المعتدون بالقبض عليهم وتقييدهم وجرهم إلي خلف قمة جبلية عالية وتعدوا عليهم بالضرب باستخدام العصي والشوم وقاموا بعصب أعينهم. أضاف الراهب دوماديوس: ذاق الرهبان الثلاثة جميع أنواع التعذيب وهم الرهبان: يوأنس ومكسيموس وأندراوس, فضلا عن خطف شقيق الراهب مينا ويدعي إبراهيم تقي وقد عاد الرهبان الثلاثة صباح اليوم التالي للخطف وهم في حالة خطرة وتم إنقاذهم في اللحظات الأخيرة ولكن مازال مصير إبراهيم تقي غير معروف. أما المباني فقد تم تدميرها بالكامل وتمت سرقة مواتير الكهرباء والري والأجهزة الكهربائية وزوايا الحديد وتم تحرير محضر بالسرقات كما سرق جرار زراعي وتم حرقه بعيدا عن الدير!
تصريحات وافتراءات!!
الراهب كيرلس آفافانا معبرا عن حزنه واستيائه لهذا الهجوم البربري قال: هناك تواطؤ شديد من جانب الشرطة ونرفض تصريحات محافظ المنيا اللواء ضياء الدين الذي قال إن ما حدث هو اشتباكات بين الرهبان والعربان وإطلاق نار متبادل. فهذه التصريحات التي صرح بها المحافظ للتليفزيون المصري غير صحيحة لأن الرهبان لا يحملون سلاحا بل كانوا فريسة سهلة للمعتدين وتم خطف ثلاثة منهم دون أية مقاومة.
أضاف: تصريحات المحافظ من شأنها أن تثير الوضع وترجح كفة المعتدين لأنه يسعي من خلال ذلك إلي التقليل من حجم الجريمة التي وصلت إلي خطف رجال الدين وتعذيبهم من قبل هؤلاء المجرمين الذين قاموا بالهجوم علي الدير مرتين في يناير الماضي بالأسلحة النارية وحرق ثماني قلالي للرهبان.
ماذا عن القتيل؟!
أشار الراهب كيرلس: المقاول المتهم بقتل المسلم لم يكن موجودا في موقع الأحداث وقت الحادث وما يحدث محاولة للضغط من أجل إتمام الصلح دون حصول الدير علي حقه.
قال الراهب: محافظ المنيا طلب منا بعد الحادث أن ندفع إتاوات للعرب والذين سبق أن دفعنا لهم مرتين كما أشار المحافظ لصعوبة السيطرة علي العرب علي حد قوله وبالتالي فالتصالح أفضل معهم ونحن نرفض ما تردده بعض وسائل الإعلام والمحافظ بمقولة: حدوث تبادل إطلاق النار بين الرهبان والمعتدين.
شقيقي برئ
وطني التقت إبراهيم فوزي عبده قبل إلقاء القبض عليه بتهمة الاشتراك في قتل الشخص المسلم مع شقيقه, أكد: شقيقي رفعت ليست له علاقة بمقتل الشخص المسلم وفي هذا اليوم ذهبت للدير حوالي الساعة الرابعة والنصف للحصول علي بعض الأموال من الأب أنطونيوس لأني وشقيقي نبني السور وبعدها سمعنا بإطلاق نيران من العربان وتوجهنا لمكان ضرب النار في سيارة مع أبينا أنطونيوس وكان العربان علي بعد 150 مترا منا وضربوا السيارة ولذلك اختبأنا وراء تبة بالدير وبعدها رجعت لنقل الآباء الرهبان المصابين وبعدها اتصل بي ضابط المباحث للسؤال عن شقيقي وتم إلقاء القبض عليه واتهامه بقتل المسلم ولو قيدت القضية ضد أخي فإن ذلك سيضرنا بشكل كبير نتيجة خلق ثأر مع العرب!
------------------------
بيان الخسائر بدير القديس أبوفانا المتوحد
* سرقة جرار زراعي
* سرقة كمبيوتر
* سرقة ماكينة كهرباء
* سرقة كاميرا فيديو
* سرقة 4 أنابيب بوتاجاز
* سرقة مخزن التعيين الجاف
* سرقة مقص سيراميك
* سرقة 2 موتور كهرباء
* سرقة 4 موبايلات
* سرقة 15 فأسا
* سرقة 18 كوريكا
* سرقة مبلغ 4500 جنيه
* هدم وتخريب محطة المياه الرئيسية للري
* تخريب 2 جرار
* حرق 4 قلالي للرهبان
* تخريب الكنيسة الموجودة بالمزرعة
* تلف أكثر من 40 طن أسمنت
* حرق وهدم مخزن وقلاية منفردة ومخزن المعدات الخاصة بشبكة الري
* هدم سقف المنحل وتلف الخلايا
* هدم مزرعة عيش الغراب
حاميها حراميها فى وجود حراسة أمن الدولة والبوليس حول دير أبو فانا .. سرقة عربة خلاط كبيرة من دير أبو فانا فى يوم 3/7/2008م وقد عمل الرهبان محضر إثبات حالة بسرقة العربة الخلاط .