Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

هرطقة أنثروبومورفيزم

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الإصطلاحات الخاصة باللاهوت
مخطوطة أنجيل يهوذا
البدع والهرطقات 2
بدعة بيلاجيوس للبابا
شيعة الناصريين
زعماء البدع
البدعة الغنوسية
مونتانوس هو الروح القدس
بدعة النيقولاويين
الهرطقة السيمونيـــــة / البدعة السيمونية
بدعة آريوس1
بدعة يهوذا
الدوسيتية
خلاف على عيد الفصح
بدعة سبليوس
بدعة نسطور
بدعة كرنثيوس
الهرطقة الفريجية
الأدفنتست طائفة غير مسيحية
الهرطقات للبابا شنودة
الكتب والأناجيل المنحولة
البدعة الأبيونيةو  ورقة بن نوفل
هرطقة أنثروبومورفيزم
الأيقونات والصور وحرب الأيقونات
بدعة مقدونيوس
الشفاعة الكفارية والتوسلية
بدعة لوشيانوس
بدعة بولس السميساطى
بدع العداء لمريم
بدعة أوطاخى
بدعة بيرلس
بدعة هيراكس
لمونوثيليتيه هرطقة كيروس أسقف الإسكندرية
شهود يهوة غير مسيحيين
الفكر الماسونى
فروق العقيدة بين الأرثوذكس والكاثوليك
المانوية
هرطقة الإسلام وشبه المسيح
بدعة أبوليناربوس
هرطقات مختلفة
بدعة ملكية الأسقف
التجديف على الروح القدس
هرطقة الشيخ شعراوى
المورمون
بدعة إكثيسيس Ecthesis
الخلاف حول طبيعة المسيح
الهرطقة الأسطورية / المثيولوجية
موقف الكنيسة القبطية من المثليين

هرطقة أنثروبومورفيزم

الهرطقة التى وقع فيها البابا البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 (385- 412م)

معنى Anthropomorphism و Metaphors لـ جون إدوارد

تعبير “أنثروبومورفيزم” لُغويَّاً ينقسم لمقطعين، أنثروبوس (ἄνθρωπος) و تعني إنسان و مورفي (μορφή) و تعني هَيئة. يُشير التَّعبير إلى إضفَاء الصِّفات و الأعمَال و الهَيئة الإنسانيَّة على أي كيان غير إنسَانيّ، أو يُمكن تلخيصه بأنَّه تشبيه (metaphor) يضَع كيان لا إنسانيّ في صُورة إنسانيَّة. الأنثروبومورفيزم و التَّشبيه هما من أكثر ما إستخدمه كُتَّاب أسفار العهدين لكي ما يُقدِّموا الله للإنسان بصورة يستطيع الإنسان أن يتقبَّلها فِكريَّاً و حَياتيَّاً. لا يخلو سِفر من الأسفار من هَاتين الأداتين، بدءاً من التَّكوين إلى الرُّؤيا، لا فقط أسفار الكِتَاب بل حضَارَات العَالَم القَدِيم أجمَع. نَقرَأ في سِفر التَّكوين أن الله “قَال” و “رَآي” و “نَظَر” و “إسترَاح” و “نَفَخ” و “سَارَ” و غيرها، بالطبع لا يُمكن أن نعتبر كون الله يستريح و ينفُخ و يَطير (مز 18 : 10) تعبيراً يحتوي مَضمُوناً إيمانيَّاً بحسب ظَاهره، بل علينا أن نَعى المَقصُود الضِّمنيّ لا الظَّاهر الحَرفيّ. كما ينبغي التَّشديد على أنَّه كما أن هذه التَّشبيهات أعانت الذِّهن البشريّ كثيراً كيما يعي ما هو خارج عنه بحسب الطَّبيعة و بالتَّالي خارج المعرفة إلَّا أنَّها قد تقمع رغبة الإنسان في المعرفة الحقَّة بالله، متى أُخرجت هذه التَّعبيرات عن هدفها و وُضِعَت كإيمانيَّات تكون قد ألحقت بالإيمان أضراراً لا تقل كارثيَّة عن أيَّة صورة مُشوَّهة مُستقاه من خارج الكتاب المُقدَّس. بمعنىً آخر، لقد إستخدم روح الله موهبة الإنسان في التَّدوين فأسقط صفات الإنسان على الله كيما يُقرِّب فكر الإنسان من فكر الله، و لكن حينما ينضُج الإنسان فيصير قادراً على الطَّعامِ القويّ لا يعُود اللبن مُشبعاً له، بل يَحتاج أن يُنقِّي أفكارَه من هَذه الإسقاطات كيما يقتَدِر أن يُبصِر بجَلاء سِر الله.

لن أُناقش تِلك الأمثِلة الواضحة كتلك التي ذَكرتها سَابِقاً، ببساطة لأنَّه لا يُوجَد بَدِيل عن ذلك المَعنَى، فالسياق الأسطُورِي و التَّشبيهي يبدو جليَّاً فيها بما لا يتركُ مَجالاً لنقاشٍ. حِينَمَا يقُول المُرنِّم [تَصاعَدَ دُخانٌ مِنْ أنْفِهِ، و نارٌ آكلةٌ مِنْ فَمِهِ، و جمْرٌ مُتَّقِدٌ و لهِيبٌ. أزاحَ السَّماواتِ و نَزلَ مِنها، و الضَّبابُ الكثيفُ تَحتَ قدَمَيهِ. رَكِبَ على كروبٍ و طارَ وحلَّقَ على أجنِحَةِ الرِّياحِ (مز 18 : 8-10)]، لا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تجد من يؤمِن بأن الله قد نفث دُخانً من أنفهِ و أنَّه قد ركب على كاروبٍ، بل يعرف جميعنا أن كُل ما كُتب قد كُتب لكي ما يُشير لقُدرة الله على الطَّبيعة. هذَا السِّياق الذي قد تَراه شَديد الأسطُورِيَّة ليس الوحيد، فالكتاب بعهديه و جَميع أسفَاره لا يتخلَّى عن الإستعَارات و التَّشبيهات التي تَصلُح لبناً للأطفَال، و لكنَّها لا تُشبِع رجَالاً. ألا يتشابه ما كُتب عن المَلكوت و الجَحِيم و تَعامُلات الله مع البَشر كثِيراً مع تِلك الأمثِلة ؟، ألم يحِن الوقت أن نُطعَم طعَامَ الكبَارِ ؟. هذا ما يُجيب على سؤال أقلقني لشهور، لماذا تتعَارَض بعض آيات الكتاب مع ما نَختبره مَع الله بشَكل مُبَاشِر ؟!. الإجَابة هي لأننا نَخلِطُ اللَّبن بالطَّعَامِ القَويّ، فيعسُر هَضم الأطفَال و لا يَشبَع الكِبَار. هذه التَّعبيرات و الإستعارات يُمكن تمثيلها بالمُحرِّكات التي تدفع مكُّوك الفضاء، كُل ما عليها أن ترفعه للأعلى بعيداً عن الأرض، و كُلَّما إبتعد يتخلَّص منها واحداً تلو الآخر حتَّى ينطلق مُنفرِداً بسرعته التي ما كان ليبلغها لو تمسَّك بتلك المُحرِّكات الثَّقيلة. لا يوجد أي دُور إيمَانِي حَقِيقيّ لهَذِهِ التَّعبيرات سِوى كونها وسِيلَة تَرفع أذهَانِنَا فوق أفكَار العَالم السَّخيفة تِجَاه الله، و ما أن إرتفَعَت أذهَاننا صَارت هَذه التَّعبيرات البَشريَّة ثُقلاً لا يُحتمَل، يُضيِّق علينا و يَحصُر أفكارنا في سِجن المادَّة و الزَّمن و الإرادة، فإن شِئنَا أن ننطَلِقَ بحقٍ فعَلينا أن نتخَلَّى عن هذِهِ الوسَائل لنُأكُلَ الطَّعَام القويّ.

 

This site was last updated 09/07/19