Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أوضاع الأقباط فى العصر الملكى والجمهورى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
فهرس الإسلام قبل غزو مصر
أسلحة الحروب القديمة
فيضان النيل
فهرس الأحتلال العربى
الخلفاء مميزاتهم وعيوبهم
تعديل أنظمة المتاحف المصرية
فهرس الأحتلال الأموى
فهرس الأحتلال العباسى
معبد بن عزرا اليهودى
فهرس الإحتلال الفاطمى
الإحتلال الأيوبى لمصر
أعدام صدام العراق
فهرس الحكم المملوكى
عواصم الخلافة الإسلامية
فهرس الأحتلال العثمانى
صفحة فهرس شيوخ الأزهر
فهرس الأحتلال الفرنسى
فهرس عودة الإحتلال العثمانى
ملابس الحرب الإسلامية
الوظائف بالدولة الإسلامية
الإحتلال الإسلامى
حق اللجوء السياسى لمصر
على أمين وعيد الأم
رياح الخماسين
الشيخ عبد الصمد
الخــط العربى
آثار دمشق
عيون راس سدر الكبريتية
هل توجد حضارة إسلامية؟
السيجماتا
نقابة الصحفيين
تاريخ الدعارة بمصر
تاريخ المؤتمر الإسلامى
تاريخ الجالية اليونانية
فانوس رمضان
أهل الكتاب ببلاط الخلفاء
سمعان صيدناوى
فهرس أسرة محمد على
الخصومات الثأرية
أول أمين للجامعة العربية
الأقباط فى العهد الملكى والجمهورى
تاريخ التصوف الإسلامى
الأمازيغ فى مصر
تاريخ الجامعات
فهرس الجمهوريات الإسلامية

Hit Counter

 

أوضاع الأقباط قبل وبعد ثورة يوليو 1952
الكاتب: خاص الكتيبة الطيبية - د. سليم نجيب

وضع الأقباط في عصر محمد علي الكبير
يجدر بنا أن نذكر أن الأقباط في عصر محمد على الكبير -مؤسس مصر الحديثة- تمتعوا بسياسية التسامح وروح المساواة بين جميع المصريين منذ توليه حكم مصر سنه 1805.
عندما نركز على هذا التسامح إنما نقف تجاة بانورما التاريخ فننظر إلى ما قبل عصر محمد علي للسلطة التي تولاها في عصر مضطرب غاية الإضطراب حيث كانت خزينة الدولة خاوية من المال، نجد محمد على بدأ في اتباع سياسة تسامح فقضى على التفرقة بين القبطى والمسلم لأن كلاهما يستطيعان أن يقدما للبلاد أحسن الخدمات. كما اتجهت سياسة محمد على إلى مساواة تامة بين المسلمين والأقباط في الحقوق والواجبات فعين أقباطاً مأمورين لمراكز برديس والفشن بالوجه القلبى، دير مواس وبهجورة والشرقية لقد تبع محمد علي هذه السياسة لسعة أفقه وهذا هوسر تفوقه وتوفيقه. وجدير بالملاحظة هنا أن تعيين أقباط مأمورين مراكز هوبمثابة تعيين محافظين للمحافظات الآن. وستان بين تعيينات الأقباط في هذا العصر الذهبي وبين عصرنا الحالي.
لم تلبث هذه السياسة التي اتبعها محمد علي تجاه الأقباط أن أتت ثمارها فانتشرت روح المساواة بين جميع المصريين في جميع القرى المصرية وتعاون المسلمون والمسيحيون تعاوناً صادقاً من أجل مجد الوطن. وهكذا ظل الأقباط طوال عصر محمد علي عنصراً في بحر الأمة المصرية التي تعيش في سلام ولم تقع بهم إلا الاضطهادات خفيفة جدا لا تذكر. (وطنية الكنيسة القبطية للراهب القمص أنطونيوس الأنطوني ص 367- 368).
ولا ينسى الأقباط في عهد الزاهر ألغى محمد علي قيد الزي الذي كان مفروضاً على الأقباط في العصور السابقة كما لا ننسى أيضاً أن عصر محمد علي يُعتبر من أزهى العصور التي مرت بالكنيسة القبطية حيث ألغى كل القيود التي كانت تفرض على الأقباط لممارسة طقوسهم الدينية ولم يرفض للأقباط أى طلب تقدموا به لبناء اوإصلاح الكنائس. وتحدى قصر عابدين عدداً كبيراً من الأوامر الخاصة بالكنائس سواء لتعمير الكنائس أومساعدتهم في ذلك أوالإستعجال في تنفيذها، وقد تعددت هذه الأوامر لبناء الكنائس في عهود سعيد باشا والخديوى إسماعيل باشا (كتاب الأقباط ومسلمون للدكتور جاك تاجر ص 232- 233) كان محمد على أول حاكم مسلم منح المواظفين الأقباط رتبة البكوية واتخذ له مستشارين من المسيحيين.
وفي عصر سعيد باشا (1854- 1863) عمل على استمرار روح التسامح الديني والمساواة بين المسلمين والأقباط فقام بتطبيق قانون الخدمة العسكرية على الأقباط وألغى الجزية التي ظلت جاثمة على صدور الأقباط منذ الفتح العربي في منتصف القرن السابع. ودخل الأقباط لأول مرة مرة في سلك الجيش والقضاء وسافر بعضهم إلى أوروبا وكانت النهضة التعليمية لها النصيب الأسد فيها. ولا ننسى أن سعيد باشا عين حاكماً مسيحياً على مصوع بالسودان وهوإجراء يميز عهده أحسن تمييز ويهدف إلى إفادة البلاد لكل الكفاءات مهما كانت الديانة التي تنتمي إليها.
أما الخديوى إسماعيل باشا (1863- 1878) الذي تلقى علومه في فيينا ثم باريس فقد وجد عند عودته إلى بلاده أن الجويصلح لاتباع سياسة التسامح والمساواة على أوسع نطاق ونجده يقرر علانية ورسمياً بين الأقباط والمسلمين وذلك بترشيح الأقباط لانتخابات أعضاء مجلس الشورى ثم بتعيين قضاة من الأقباط في المحاكم ونتساءل كم عدد الأقباط الذين رشحهم الحزب الوطني الديمقراطي في انتخابات مجلس الشعب؟؟
كما يجب ألا ننسى أن الخديوى إسماعيل هوأول حاكم طلب رتبة الباشوية لرجل مسيحي وقد شغل الكثير من الأقباط في عصره مناصب عالية -وليست هامشية- فقد شغل واصف باشا وظيفة كبير التشريفات وأخرون (كتاب جاك تاجر ص 241).
وباختصار نستطيع أن نؤكد أن العلاقات بين الأقباط والمسلمين في عصر الخديوى إسماعيل تحسنت تحسناً ملحوظاً وأن مبدأ المساواة السياسية والاجتماعية أصبح أمراً مألوفاً في البلاد هذا ولأول مرة نرى حاكماً مسلماً يشجع أدبياً ويدعم مادياً التعليم الطائفي القبطي لأن الخديوي اسماعيل كان يؤمن بأن القبطي مصري كالمسلم على حد سواء هكذا كان الأقباط يتمتعون بالمواطنة الكاملة المتساوية مع اخوتهم المسلمين وذلك في القرن التاسع عشر وكيف انحدر بهم الحال الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين.
وضع الأقباط في القرن العشرين
وبمناسبة مرور نصف قرن على قيام ثورة يوليو1952،نهدي هذا المقال لجيل الشباب الذي لم يعاصر العصر الليبرالي الديمقراطي ما قبل الثورة وكيف كان حال الأقباط في هذا العصر الذهبي (1805- 1952)
إن إى مؤرخ منصف محايد يلمس أن أحداث ثورة 1919 تجلت فيها مظاهر الوحدة الوطنية في الحركة المشتركة للأقباط والمسلمين، كانت القيادة الوطنية -بزعامة سعد زغلول- واعية منذ البداية من أهمية موضوع الوحدة الوطنية والتي باركها ودعمها الشعب كله والتي أفرزت شعارات تقدمية مثل "الدين لله والوطن لجميع" "عاش الهلال مع الصليب".
لقد شارك الأقباط في الحياة السياسية بقوة ووطنية في هذه الفترة حتى يمكن اعتبارها من أزهى فترات الوحدة الوطنية. تواجد الأقباط بشكل طبيعي وملحوظ على الساحة السسياسية كلها وفي كافه المراكز القيادية ولذلك لم يكن بمستغرب أن ينتخب ويصا واصف -محطم السلاسل- رئيسا لمجلس النواب (البرلمان).
كان المرشح القبطى يرشح في دوائر كلها مسلمين وكان ينتخب بصرف النظر عن ديانة هذا المرشح أوذاك. فهكذا تواجد الأقباط تواجداً فعالاً على الساحة السياسية سواء أكان في البرلمان بمجلسيه، النواب والشيوخ، أومجالات الإعلام والفكر والثقافة والصحافة وكافة وظائف الدولة القيادية وغير القيادية. فكانت فترة تاريخية خصبة من حيث اختفاء التمايز الديني وبناء الدولة العلمانية وتقلص دور الدين على الساحة السياسية إلى أن قامت جماعة الإخوان المسلمين بزعامة الشيخ حسن البنا بالمطالبة بالحكم الدينى في مصر ورغم هذا تصدى له الوفد دائماً أبداً ضد هذا المطلب الديني وانتصر المجتمع المدني الديمقراطي حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952.
وضع الأقباط بعد الثورة
يلاحظ المعاصرون أن عهد جمال عبد الناصر لم يحدث فيه أن اثيرت الفتن الطائفية بالكم الذي حدث في العصور المتتالية.
إن حركه الجيش التي قامت في 23 يوليو1952 قامت على تنظيم سري بحت للضباط الأحرار ولم يكن ضمن هذا التنظيم أي قبطي أن ينتمي إلى الصف الأول ولقد رحب الأقباط شأنهم شأن بقية أبناء الشعب بقيام الثورة وتمر الأيام تلوالأيام ويغلب على الأقباط التوجس خاصة حول مشاركة الأقباط في حركة الجيش وتحول التوجس إلى قلق وبشكل خاص بعد أن استبعدت الثورة قادة الرأي من الصفوة القبطية سواء بفعل قانون الإصلاح الزراعي أوبالتأميمات. كما أن تغلغل الاخوان المسلمين وازدياد نفوذهم على رجال الإنقلاب العسكري أثار شكوك ومخاوف الأقباط ولا سيما أن معظم أو كل الضباط الأحرار كانوا من الإخوان المسلمين فكان جمال عبد الناصر يقوم بتدريب التنظيم السري العسكري للإخوان المسلمين وإمداده بالسلاح مع أنور السادات بل أن عبد الناصر نفسه كان عضواً في جماعة الإخوان تحت اسم حركي هو عبد القادر زغلول وذلك وفقا لرواية حسن العشماوي المحامى أحد قيادات الإخوان المسلمين آنذاك.
ألغى جمال عبد الناصر الأحزاب السياسية في يناير 1953 مستثنياً جماعة الإخوان المسلمين، لم يعد من الممكن لأي قبطي أن يرشح نفسه للإنتخابات أن ينجح مادامت لا توجد أحزاب يستند إليها، ولهذا ابتكر عبد الناصر ابتكار ابتكاراً جديداً لم يُمارس من قبل طوال الحياة البرلمانية في مصر منذ القرن التاسع عشر فابتكر أسلوب "تعيين" الاقباط في مجلس الشعب. فقرر إداريا قفل عشر دوائر اختيرت بدقة حيث التواجد القبطى محسوس وملحوظ وذلك بأن قصر الترشيح على الأقباط وحدهم وظل هذا المبدأ معمول به إلى أن أعطيت سلطة تعيين عشرة أعضاء لرئيس الجمهورية.
هذا ويلاحظ أن كل الوزارت التي تولاها الأقباط طوال عهد عبد الناصر كانت من الوزارات الهامشية كما أن معظم الأعضاء الأقباط المعنيين في مجلس الشعب أوالشورى الآن من الشخصيات القبطية الضعيفة الشخصية معظمم مصفقين مداحين طبالين وفي أفضل الأحوال صامتين.
حينما تم اصطدام جماعة الأخوان المسلمين مع رجال الثورة بسبب التنافس على السلطة، أراد عبد الناصر أن يُزايد على جماعة الإخوان بإعادة الدولة الدينية بعد حوالى 150 عاماً على ظهور المجتمع المدني في عصر محمد علي ولهذا يرى غالي شكري أن بذور الفتنة الطائفية وضعت في عهد عبد الناصر ولأن الدين كان حاضر لآداء وظيفته في عهد عبد الناصر ففي أثناء صراعه مع الإخوان المسلمين راح يزايد عليهم تكتيكياً وذلك بإصدار عدة قرارات مثل
1. جعل الدين مادة أساسية في مختلف مراحل التعليم تؤدى إلى النجاح والرسوب.
2. إنشاء جامعة الأزهر على غرار الجامعات العصرية مقصورة على الطلبة المسلمين فقط وذلك لدراسة جميع فروع العلم.
3. إنشاء دار القرآن في 14مارس 1964 لنشر التراث القرآني.
4. إنشاء إذاعة القرآن الكريم.
5. قيام كمال الدين حسين بأسلمة برامج التعليم.
6. تصريح أنور السادات في جدة -عندما كان السكرتير العام للمجلس الإسلامي عام 1965- بأنه خلال عشر سنوات سوف يحول أقباط مصر إلى الإسلام أو تحويلهم إلى ماسحي احذية وشحاذين (أسامة سلامة - مصير الأقباط - صفحة 217).
7. إنشاء 280 معهداً عاليا للعلوم الدينية فقط و6000 معهد ابتدائي وإعدادي وثانوي وأصبح عدد طلاب المعاهد الدينية في المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية مليونا و250 ألف طالب وطالبة وأصبح عدد الشيوخ نصف مليون تقريبا ينتشرون في 190 ألف مسجد وزاوية في أنحاء القطر حتى 1992فقط.
أما إجراءات التأميم التي قام بها عبد الناصر في يوليو60/ 1961 كادت تقضى على نسبة وعدد كبير من الأعمال والصناعات والوظائف المهنية والفنية التي كان الأقباط فيها بنسب عالية وهى قطاع النقل والصناعة والبنوك وعين بدل المديرين الأقباط مديرين مسلمين أما انتزاع والاستيلاء على الأراضي الزراعية بموجب قانون الإصلاح الزراعي فكانت خسارة الأقباط فيها بنسبه 75% هذا ويلاحظ أنه عند توزيع هذه الأراضي على الفقراء الفلاحين تم توزيعها على الفلاحين المسلمين فقط.
هذا ويلاحظ أن جمال عبد الناصر حينما أمم الشركات قرر خطبته للشعب أن قرارته لم تستلهم من الماركسية أواللينينية وأعلن أن رسول الاسلام هو أول من نادى بأسلوب التأميم وأنه "أبو أول اشتراكية" (الأقباط النشأة والصراع للصحفي ملاك لوقا - صفحة 640).
نتيجة لكل هذه الاحداث تم استبعاد الأقباط من الحياة السياسية فبمجالس الأمة (الشعب) ليس للأقباط حضور وكذلك مجلس الشورى كما إنعدم تواجد الأقباط في أجهزة المخابرات ومباحث أمن الدولة والجيش والجامعات والمعاهد التعليمية ولا يوجد محافظ واحد قبطي ولا سفير قبطي ولا مدير آمن ولا مديري الشركات والبنوك والمؤسسات (د. سميرة بحر - الأقباط في الحياة السياسية المصرية ص 167،166).
ثم جاء عهد أنور السادات وهو ربيب وتلميذه الشيخ حسن البنا زعيم الإخوان المسلمين وكان التيار الناصرى واليساري شبه مسيطر على البلاد وفي الجامعات والنقابات والأجهزة الاعلامية... إلخ. وقد أراد السادات أن يضرب هذا التيار فأرتمى في أحضان التيار الديني الأصولي وأطلق على نفسه "الرئيس المؤمن" وكأن الرؤساء السابقين ليسوا مؤمنين، ولا ننسى مقولة السادات المشهورة "أنا رئيس مسلم لدولة إسلامية" وأفرج السادات عن جميع المعتقلين المسلمين وشجع بل مول إنشاء تنظيمات للجماعات الإسلامية للوقوف ضد التيارات اليسارية والناصرية في اجتماع عقده مع عديله المهندس عثمان أحمد عثمان ومع محمد عثمان إسماعيل وكان محافظا لأسيوط وبدأت هذه التنظيمات الإسلامية تنشر ثقافة التعصب والكراهية والتكفير فكان عهده مفتتح لتوالي الأحداث الطائفية بين المسلمين والأقباط.
فبدأ السادات بتعديل الدستور المصري بضغط من الجماعات الاسلامية بأن أضاف إلى المادة الثانية من دستور سنة 1971 "الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية مصدر الرئيسى للتشريع" ثم عدلت فيما بعد عام 1980 لتكون "الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع".
ولقد ساعد السادات الجماعات الإسلامية على بسط نفوذها في الجامعات والنقابات وبدأت شكاوى الأقباط تتصاعد وبدأت بذور الفتنة الطائفية تنمو بمباركة السادات. وتبنى السادات كل ما هو ديني ودعم هذا التيار الديني لحمايته وتحقيق أغراضه ودعم موقفه واذا بالرياح تأتى بما لا تشتهى السفن فقد هبت عاصفة التعصب ودمرت طاقم القيادة السياسية باغتيال السادات.
ولا شك أن موقف السادات المتشدد في عملية بناء وترميم الكنائس وتطبيق الشروط العشرة والخط الهمايوني أدى إلى حدوث عنف طائفي أولها حادث حرق الكنيسة في الخانكة في نوفمبر 1972. وتشكلت لجنه برلمانية برئاسة المرحوم د. جمال العطيفي وأصدر العطيفي تقريره كان ضمن توصياته إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة. وللعلم فان هذا التقرير الذي صدر عام 1972 لازال حبيس الادراج إلى يومنا هذا، وبدأ انتشار في طول البلاد وعرضها ثقافة التعصب والكراهية وعدم قبول الاخر وتكفير المسيحيين بدءا من مدارس الأطفال إلى أعلى مستويات الدولة واختفت شعارات " الدين الله والوطن للجميع" "عاش الهلال مع الصليب" وحل محله شعار "الإسلام هو الحل" وهكذا انحدرت الأحوال في البلاد من الدولة الليبرالية الديمقراطية إلى الدولة شبة الدينية الثيوقراطية مهمتها نشر التعصب والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، رحم الله الزعيمين الخالدين سعد زغلول ومصطفي النحاس.
ونود فقط أن نذكر أنه في عهد السادات حدثت فتن طائفية عنيفة بدءاً بأحداث حرق كنيسة الخانكة في 8 سبتمبر 1972 ومروراً باغتيال القس غبريال عبد المتجلى كاهن كنيسة التوفيقية (سمالوط - المنيا) ووقعت اصطدامات عنيفة بين المسلمين والأقباط استخدمت فيها الاسلحة النارية وكان ذلك يوم 2 سبتمبر 1978، وطوال أعوام 1978، 1979 زادت حدة التوتر وتزايدت أعمال العنف وصدرت منشورات عديدة تكفر "النصارى" وتجيز قتلهم والإستيلاء على أموالهم (المصحف والسيف- نبيل عبد الفتاح ص 103) وفي أوائل عام 1979 أحرقت كنيسة قصرية الريحان الاثرية بمصر القديمة وفي 18 مارس 1980 إعتدت بعض الجماعات الإسلامية على الطلاب المسيحيين المقيمين بالمدينة الجامعية بالإسكندرية وفي 17 يونيو 1981 نشب عنف طائفي عنيف بين الأقباط والمسلمين في حي الزاوية الحمرا لمدة ثلاثة أيام متتالية ووصل عدد القتلى طبقاً للتقرير الحكومى إلى 17 قتيلا و112 جرحى، ولا يزال حتى تاريخه هناك مسجونون أقباط بسبب أحداث الزاويه الحمرا نذكر منهم نعيم ابراهيم معوض (حكم مؤبد) كما قتل 3 واصيب 59 في حادثة الاعتداء على كنيسة مسرة بشبرا بسب إلقاء قنبلة من الخارج على الكنيسة (الأقباط - النشأة والصراع الصحفي ملاك لوقا ص 649) وفي أخر عهد السادات في 4 سبتمبر 1981 – عزل السادات قداسة البابا شنودة وحدد إقامته بدير الانبا بيشوى بدلاً من عزل وزير الداخلية سبحان الله ( طبعا لا يملك لا السادات ولا اى رئيس آخر عزل بطرك الأقباط، السادات قد يعين من يشاء ليخاطبه بصفه بطرك الأقباط ولكن هذا التعيين غير قانونى على الإطلاق وليس له أي قيمة من وجهة نظر كل قبطي وهذا هو المهم) كما قبض السادات على 1536 من مختلف التيارات والإتجاهات السياسية والدينية ولم يمر شهر ويومين إلا وقتل السادات بأيدى "أولاده" الذين تربوا في أحضان الفكر الديني المتطرف اللهم لا شماتة بل عبرة وتذكيراً كما قال مكرم عبيد.
وفي عهد الرئيس مبارك استمرت الفتن الطائفية نبرز هنا بعض الأحداث الدامية التي وقعت على الأقباط إمبابة 1991، قرية دميانة 1995، كفر دميان 1996، عين شمس 1990، 1996، الاسكندرية 91، 94، 95، الفيوم 96، ديروط 92، 93، القوصية 94، أبو قرقاص 90، 97، سمالوط 91، ملوي 95، المنيا 89، 94، 96، منشية ناصر 92، أسيوط 92، 95، 96، طما 92، 96، طنطا 96، قنا 93، 95، صنبو 96، الكشح 98، 2000، حرق كنيسة بالقرب من المنيا فبراير 2002، كنيسة العبور يناير 2002.
هذا بخلاف الإعلام والصحافة التي كثيرا ما تهاجم العقيدة المسيحية وتتهم النصارى بالكفر وكذا رأينا وضع الأقباط ينحدر انحدار منذ النصف الثانى من القرن الماضي أي منذ قيام الإنقلاب العسكرى في 23 يوليو 1952 وهكذا وصل وضع الأقباط بعد أن كانوا شركاء في الوطن، شركاء في القيادة السياسية، متواجدين تواجداً كاملاً مع اخوتهم (في الوطن) المسلمين في ظل النظام الليبرالي الديمقراطى منذ عصر محمد على الكبير حتى 23 يوليو1952 ومنذ ثورة يوليو أصبح الأقباط على هامش الحياة السياسية غير شركاء في الوطن بعيدين بل مستبعدين من المراكز القيادية وسلطات اتخاذ القرار مهمشين في كافة السلطات التشريعة والتنفيذية والقضائية والإعلام والصحافة لأن سمة العصر هو الإنتماء الديني قبل الإنتماء للوطن.
ما هوالحل؟؟ الحل هوالقيام بإصلاح سياسي ودستوري شامل يعيد المجتمع إلى المجتمع المدنى الليبرالي الديمقراطي، يعطى حق المواطنة الكاملة لكل المواطنين بغض النظر لانتماءاتهم الدينية أوالسياسية أوالجنسية مع تغيير المناخ العام في برامج التعليم والإعلام وذلك بنشر ثقافه المحبة والتسامح وقبول الآخر.
إن مصر في حاجة إلى تطبيق مبادئ سعد زغلول ومصطفى النحاس تلك المبادئ التي أوصلت مصر في نصف القرن الماضي إلى مصاف الدول المتمدينة العظيمة رغم أنها كافحت في تلك الفترة الاحتلال البريطانى. إن مصر في حاجه إلى بناء وطن موحد يجمع كل المواطنين على اختلاف ديانتهم وثقافتهم في ظل مجتمع مدني ليبرالى حتى يعود لمصر وجهها السمح وحتى ينطلق جميع ابنائها -مسلمين ومسيحيين- إلى تشييد مستقبل ديمقراطي زاهر لبلادنا العزيزة حتى يرفرف علم مصرنا مرة اخرى علم الهلال والصليب وتعود شعارات الدين الله والوطن للجميع عاش الهلال مع الصليب.
Be the first to comment on this post.

 

 

This site was last updated 07/25/10