Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

إعدام صدام حسين رئيس العراق

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
فهرس الإسلام قبل غزو مصر
أسلحة الحروب القديمة
فيضان النيل
فهرس الأحتلال العربى
الخلفاء مميزاتهم وعيوبهم
تعديل أنظمة المتاحف المصرية
فهرس الأحتلال الأموى
فهرس الأحتلال العباسى
معبد بن عزرا اليهودى
فهرس الإحتلال الفاطمى
الإحتلال الأيوبى لمصر
أعدام صدام العراق
فهرس الحكم المملوكى
عواصم الخلافة الإسلامية
فهرس الأحتلال العثمانى
صفحة فهرس شيوخ الأزهر
فهرس الأحتلال الفرنسى
فهرس عودة الإحتلال العثمانى
ملابس الحرب الإسلامية
الوظائف بالدولة الإسلامية
الإحتلال الإسلامى
حق اللجوء السياسى لمصر
على أمين وعيد الأم
رياح الخماسين
الشيخ عبد الصمد
الخــط العربى
آثار دمشق
عيون راس سدر الكبريتية
هل توجد حضارة إسلامية؟
السيجماتا
نقابة الصحفيين
تاريخ الدعارة بمصر
تاريخ المؤتمر الإسلامى
تاريخ الجالية اليونانية
فانوس رمضان
أهل الكتاب ببلاط الخلفاء
سمعان صيدناوى
فهرس أسرة محمد على
الخصومات الثأرية
أول أمين للجامعة العربية
الأقباط فى العهد الملكى والجمهورى
تاريخ التصوف الإسلامى
الأمازيغ فى مصر
تاريخ الجامعات
فهرس الجمهوريات الإسلامية

Hit Counter

 

نشأة صدام حسين

ولد الرئيس العراقي صدام حسين في 28 أبريل/ نيسان 1937 م لعائلة سنية بقرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت شمال غرب بغداد , وتلقى تربيته على يد أمه صبحة، وزوجها وخاله خير الله طلفاح. الذي كان ذا نفس ، فضلا عن عمله بالجيش، قبل عزله منه عام 1941م .
وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالكرخ، وفشل في الالتحاق بالكلية العسكرية ،

صدام حسين وحزب البعث

وكان إنضمامه لتنظيم حزب البعث في العراق وهو في العشرينات من عمره هى الخطوة الأولى في طريق الوصول إلى منصب الحاكم المطلق , انتمى صدام حسين إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1956،

 نجحت مجموعة من ضباط الجيش بقيادة عبد الكريم قاسم في الإطاحة بالملك فيصل الثاني، ملك العراق، وتولي الحكم , وقام حزب البعث لمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء آنذاك بسبب أمره بإعدام عدد من الضباط العسكريين.

وفى عام 1959 شارك صدام حسين في محاولة اغتيال رئيس الوزراء، آنذاك ، عبدالكريم قاسم ,  أصيب صدام في العملية التي فرّ في أعقابها إلى تكريت  وتعرض لعملية اعتقال دامت ستة أشهر بين عامي 1958/  1959م. وهرب إثر ذلك إلى سورية أقام فيها ثلاثة أشهر فمصر حتى عام 1963 م  حيث أكمل تعليمه الثانوي بالتوازي مع تكوين خلايا للطلبة البعثيين في مصر. ثم عاد بعد انقلاب 8 فبراير/ شباط الذي أطاح بالحكومة

وبدأت شهره صدام حسين بعد أن أصبح  نائب للبكر في العراق , وبسبب عمليات القمع الدموي التي مورست بعد الانقلاب أبعد حزب البعث عن السلطة على يد حليفه الرئيس عبد السلام عارف، انقلب بدوره على حزب البعث وسجن بعضهم ومن ضمنهم صدام حسين استطاع صدام الهرب داخل العراق إلى أن نجحت الأجهزة الأمنية لعبد السلام عارف في إلقاء القبض عليه عام 1964، الأمر الذي زاد من صعود نجمه فقررت قيادة حزب البعث في عام 1966 انتخابه أمين سر القيادة القطرية للحزب، وهو لا يزال في سجنه .

وفي 17 يوليو/ تموز 1968 بمساعدة اثنين من المسؤولين المتنفذين في أجهزة حكم الرئيس السابق عبدالرحمن عارف ،  أطاح حزب البعث بعبد الرحمن عارف، الذي تولى الحكم خلفا لأخيه عبد السلام الذي لقي مصرعه إثر سقوط طائرته العمودية ، وكان صدام على رأس المجموعة المسلحة التي اقتحمت القصر الجمهوري. لكنه سرعان ما أقدم على إبعاد هذين الحليفين بعد أقل من أسبوعين.

أمتد حكم صدام حسين وقد بدأ ظهوره منذ ثلاثين عاما حكم منها عشرون عاما كرئيس لدولة العراق ركز صدام حسين بعد انقلاب 1968 على كيفية الإرتقاء في سلم الحكم والوصول إلى أعلى المراكز. واستطاع تحقيق ذلك بعد أن تخلص من خصومه ومنافسيه وكل من يشك بعدم ولائه داخل الحزب الحاكم وخارجه

وخلال فترة وجوده في الحكم نائبا للرئيس أحمد حسن البكر سعى إلى جمع خيوط الحكم في أيدي قلة من المقربين إليه والتحول إلى الرجل القوي في الحكم، حتى انتزاعه منصب الرئاسة من البكر الذي اضطر إلى الاستقالة لكنه توفي بعد ذلك بفترة قصيرة.

واتبع صدام سياسة الاعتماد على مراكز ودوائر استخباراتية متعددة تتابع تحركات الخصوم والمنافسين وتراقب بعضها بعضا. ووظف قدرات العراق الاقتصادية باعتباره أحد أهم البلدان المنتجة للنفط لأغراض ترسيخ حكمه وتضخيم القوات العسكرية عددا وعدة بطريقة تعكس طموحات تجاوزت في ما بعد حدود العراق.

وتركت نتائج تلك السياسة آثارها على حياة كثير من المواطنين العراقيين الذين أصبحوا في حالة من العوز والفاقة والمعاناة في بلد كان يعد من أغنى البلدان النامية.

وتولى السلطة في العراق الفريق أحمد حسن البكر، وشغل صدام منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، ابتداء من 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1969

وتعرض صدام نفسه لمحاولات لاغتياله أو الإطاحة به. كما جرت محاولة لاغتيال ابنه عدي عام 1996 سببت له عاهة مستديمة.

ومع صعود آية الله الخميني لقيادة إيران وتنامي ما تطلق عليه إيران "الثورة الإسلامية"، ألغى صدام حسين "اتفاقية الجزائر" الخاصة بشط العرب التي وقعها بنفسه مع شاه إيران عام 1975م , وأدى ذلك إلى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثماني سنوات (1980 - 1988) قتل خلالها أكثر من مليون شخص من الجانبين.

وفي 16 يوليو/ حزيران 1979 انتقلت السلطة إلى صدام حسين، الذي انتخب رئيسا للجمهورية، وأمينا عاما لحزب البعث العراقي، وقائدا لمجلس قياة الثورة، بعد أن جرى "الإعلان رسميا" عن تقديم رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر استقالته.

بدأ بحرب ضد إيران عام 1980 وذلك بعد سنة واحدة من توليه رئاسة الدولة استمرت ثماني سنوات

ثم غزو الكويت ما تسبب في حرب الخليج الثانية.
و قد فرضت عليه الأمم المتحد ة حصاراً وبالرغم من أن العراق عانى من حصار إلا أن قبضة صدام على الحكم لم تضعف حتى دخول القوات الأمريكية إلى بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان 2003م وإقصاءه عن الحكم



زواجه من النساء

تزوج صدام حسين للمرة الأولى عام 1962 من ابنة خاله ساجدة خير الله طلفاح وأنجب منها عدي وقصي، الذين قتلتهما القوات الأمريكية في شهر تموز/ يوليو 2003.

كما أنجبت ساجدة لصدام ثلاث بنات، تزوجت اثنتان منهما من الأخوين صدام وحسين كامل  وبعد عدة أشهر فرّا زوجى بنات صدام حسين إلى الأردن من وجهه وأعطاهم الآمان إذا رجعا إلى العراق ولكنه قتلا عقب دخولهما الأراضي العراقية .

فيما تزوجت الثالثة من سلطان هاشم أحمد، وهو ابن آخر وزير للدفاع في حكومة صدام، قبل سقوط العراق في ايدي قوات الحلفاء، بقيادة الجيش الأمريكي.
تزوج صدام مرة ثانية عام 1986 من سميرة شاهبندر صافي، التي تنتمي إلى إحدى الأسر العريقة في بغداد وأنجب منها عليًّا. ولصدام حسين عدد من الأحفاد، كانوا دائمي الظهور معه في اللقاءات الاجتماعية العائلية.

حروب خارجية
في سبتمبر/ أيلول عام 1980 دفع صدام حسين بقواته الى مقاطعة خوزستان ذات الاغلبية العربية في إيران في خطوة قال آنذاك إنها تستهدف "وقف المد الفارسي الى العراق والمنطقة العربية" في أعقاب اندلاع الثورة الإسلامية هناك عام 1979 .
وقد نجم عن هذه الخطوة حرب طاحنة امتدت ثماني سنوات وأتت على مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين وقصمت ظهر اقتصاد البلدين.
وحدثت خلافات ثنائية على بعض آبار النفط الحدودية مع الكويت وبعد خفض الكويت أسعار نفطها انذاك وهو ما علق عليه العراق بأنه " تسبب في خسائر مادية جسيمة للاقتصاد العراقي" .وبمجرد انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية عام 1988، اتهم العراق الكويت بتعويم سوق النفط والتسبب في تدني أسعاره. فيما اعتبرت الكويت ذلك مجرد ذريعة منه للتهرب من دفع قروض مستحقة عليه للكويت.
ولم يكد العراق يسحب أنفاسه بعد تلك الحرب حتى أمر صدام بغزو الكويت في 2 أغسطس/ آب 1990 قائلا "إنها جزء من الأراضي العراقية وإنها كانت تتبع تاريخيا لواء البصرة" بوصفها المحافظة 19.

أدى ذلك إلى تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، في عهد الرئيس جورج بوش الأب تحالفا دوليا لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت، لكن صدام رفض الانصياع لهذه الضغوط وقرر خوض الحرب التي أطلق عليها اسم "أم المعارك" غير أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شن ما عرف باسم "عاصفة الصحراء"، ما أدى إلى دحره من الكويت وفرض حصار عليه، بعد أن فرض مجلس الأمن عدة عقوبات ضد العراق، من ضمنها جعل منطقتين في الشمال ذات الأغلبية الكردية والجنوب ذات الكثافة الشيعية منطقتي حظر جوي.
وقد أحتشد جيوش قرابة 28 دولة غربية وعربية وعلى رأسها الولايات المتحدة فيما عرف بحرب الخليج الثانية والتي اسفرت عن تدمير الجيش العراقي وفرض حصار اقتصادي دولي أنهك البلاد وأفقر الشعب , صدام أحرق آبار نفط كويتية قبل الانسحاب , 

أبادة جماعية للشيعة والأكراد
وبالرغم من الإنفجارات التي شهدها العراق ضد نظام الحكم التي تمثلت في الانتفاضة التي عمت الجنوب والشمال في أعقاب هزيمة الجيش العراقي في حرب الكويت، تمكن صدام من الإبقاء على قبضة حكم شديدة ونجح في إخماد انتفاضات للأكراد في شمالي العراق والشيعة في الجنوب و اتهم لنظامه بارتكاب عمليات إبادة جماعة كان ابرز ما تصدرها استخدام الأسلحة الكيماوية لقمع انتفاضة الأكراد في عام 1988م .
كما وجهت لصدام اتهامات أخرى تضمنت عمليات تهجير للسكان في داخل العراق وإلى خارجه وإحداث تغييرات بيئية لأغراض أمنية مثل تجفيف منطقة الأهوار في جنوبي العراق وتدمير الحياة الطبيعية فيها.
إلا أن حكمه تعرض أيضا لهزات داخلية تمثلت بهرب اثنين من أعضاء الحلقة الضيقة المحيطة فيه، وهما صهراه حسين كامل المسؤول عن التصنيع العسكري وأخوه صدام كامل الذي كان من ضمن حماية الرئيس. و حين قررا العودة إلى العراق بضمانات من صدام نفسه قتلا على الفور في بغداد.


صدام حسين والأمم المتحدة
وبرغم التعنت الذي أبداه صدام في التعامل مع قرارات الأمم المتحدة ولجان التفتيش اضطر للالتزام باتفاق النفط مقابل الغذاء الذي يسمح ببيع العراق بعضا من نفطه لشراء أغذية وأدوية. ووفقا لقرارات الأمم المتحدة، قرر مجلس الأمن الدولي تشكيل لجان للتفتيش عن أسلحة العراق، استمرت في العمل حتى ديسمبر/كانون الأول 1998، قبل أن تتهم العراق بعدم التعاون.
وقد أدت الخلافات حول التفتيش عن أسلحة التدمير الشامل إلى تعرض العراق لقصف أمريكي بريطاني في ديسمبر/ كانون الأول عام 1998، في ما عرف بعملية " ثعلب الصحراء" واستمرار القصف على منطقتي حظر الطيران المفروضتين في الشمال والجنوب، حتى دخول قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان عام 2003.
ودفعت هجمات سبتمبر/ أيلول عام 2001 العراق إلى الواجهة ووضعته في مقدمة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
وبدأ المسؤولون الأميركيون، لأول مرة، يدعون علانية إلى إسقاط النظام كهدف مركزي، بعد إزاحة نظام طالبان في أفغانستان، وركزوا على ذريعة رئيسية لشن الحرب هي وجود برنامج لأسلحة التدمير شامل وهي الذريعة التي اعترفت الإدارة الأمريكية نفسها في وقت لاحق بأن لا أساس لها من الصحة وأنه لم يعثر على أي دليل يؤكدها بعد الغزو.
وأدى دخول قوات التحالف إلى بغداد إلى فرار صدام ومعظم المسؤولين الكبار في نظامه، وأصدرت واشنطن قائمة من 55 مسؤولا سابقا يتصدرها الرئيس السابق وولداه عدي وقصي اللذان قتلا في هجوم امريكي على منزل في مدينة الموصل في يوليو/ تموز 2003.

وفي سبتمبر/أيلول 2002 أعلن بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن نظام صدام يشكل تهديدا مباشرا قبل أن يأمر صدام حسين بضرورة التنحي ومغادرة العراق ومنحه مهلة استمرت ثمان وأربعين ساعة.

ورفض صدام حسين الامتثال للمهلة، مما فسح الطريق في 20 مارس/آذار 2003 أمام غزو نفذته قوات متحالفة تقودها الولايات المتحدة للعراق، ومن ثمّ الإطاحة بصدام حسين بدخولها بغداد في التاسع من أبريل/نيسان 2003

ومنذ ذلك التاريخ ظل صدام حسين مختفيا ومكتفيا بإرسال أشرطة صوتية تهدد القوات المتحالفة والمتعاونين معها، وواعداً في البعض منها بالعودة إلى كرسيّه قبل أن تنفذ القوات المتحالفة حملة أدت إلى اعتقاله في الثالث عشر من ديسمبر/كانون الأول عام 2003، في المدينة التي شهدت صعود نجمه، تكريت، قبل عقود طويلة من الزمن.
وبعد هذا بخمسة أشهر تقريبا تم اعتقال صدام نفسه في منتصف ديسمبر/ كانون الأول عام 2003 م ب وكان مختبئ فى جحر محفور بطريقة بدائية تحت الأرض وذلك بعد ان ألقي القبض على معظم المسؤولين السابقين المدرجة أسماؤهم في القائمة.
وبعد احتجاز دام أكثر من عام بدأت محاكمة صدام وعدد من معاونيه على رأسهم أخوه غير الشقيق برزاي التكريتي في أولى الاتهامات التي وجهت له والتي تعلقت بعمليات اعدام 148 شخصا في بلدة الدجيل الشيعية في أعقاب محاولة لاغتياله في عام 1982.
وقد انتهت المحاكمة بصدور الحكم بإعدامه شنقا الى جانب كل من اخيه برزان ورئيس محكمة الثورة إبان حكم صدام، عواد حامد البندر.
ووجهت انتقادات شديدة لمحاكمة الرئيس العراقي السابق باعتبارها ضربا من الانتقام يمارسه الامريكيون المنتصرون، واستشهدوا لاثبات حجتهم بالاهتمام الكبير الذي اولته الولايات المتحدة لهذه المحاكمة.
اما محامو صدام، فقد اتهموا الحكومة العراقية بالتدخل في سير المحاكمة، وهو اتهام أيدتهم فيه فيه جماعة هيومان رايتس ووتش الامريكية لحقوق الانسان.
وشهدت محاكمة صدام استبعاد قاضيين في قضيتي الدجيل والأنفال بعد اتهامهما بالتعاطف معه.
وجاء حكم الإعدام على صدام بينما كان لا يزال يحاكم في قضية أخرى تتعلق بعملية الأنفال التي تتعلق اتهاماتها باستخدام نظام صدام الأسلحة الكيماوية ضد الأكراد شمالي العراق عام 1988.
وقد قوبل الحكم على صدام بترحيب عالمي وخاصة من الولايات المتحدة ولكن الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان تحفظت على الإعدام كعقوبة
.


*************************************************************************************************************************

خبر أعدام صدام حسين

الأهرام الأحد 31/12/2006 م السنة 131 العدد 43854

مع بزوغ شمس أول أيام عيد الأضحي المبارك وقبل ان تغرب شمس عام‏2006‏ نفذت الحكومة العراقية حكم الاعدام شنقا بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اثر إدانته في مذبحة الدجيل التي لقي فيها‏148‏ قرويا شيعيا مصرعهم في ثمانينات القرن الماضي‏.‏
جري تنفيذ حكم الاعدام الذي أصدرته المحكمة الجنائية العراقية في‏5‏ نوفمبر الماضي وأيدته محكمة التمييز في‏26‏ الشهر الجاري في مديرية الاستخبارات العسكرية السابقة بمنطقة الكاظمية ببغداد والتي شهدت في عهد صدام اعدام الآلاف من العراقيين‏.‏
وأشرف علي تنفيذ الاعدام منير حداد القاضي بمحكمة التمييز ورئيس هيئة الادعاء‏,‏ كما حضر المراسم ممثل مكتب الارتباط الأمريكي في المحكمة الجنائية‏.‏
وكشف عضو البرلمان العراقي ومستشار رئيس الوزراء العراقي سامي العسكري عن اللحظات الأخيرة التي سبقت انهاء حياة زعيم عربي أثار الجدل البالغ ابان توليه السلطة لمدة تزيد علي ربع قرن‏,‏ وصرح العسكري لوكالة رويترز بان عملية اعدام صدام اجريت مابين الساعة‏5.30‏ و‏5.45‏ صباحا وان وفاته كانت سريعة للغاية ما إن انفتح باب في الأرض تحت قدميه‏.‏
وكشف العسكري عن الحالة المزاجية لصدام قبل دقائق من تنفيذ الاعدام حيث بدا هادئا للغاية ولم يرتجف في البداية لدي اقتياده الي القاعة الصغيرة التي نفذ فيها الحكم علي أيدي ستة حراس وكان مرتديا سترة وسروالا اسودين وحذاء أسود وكان مقيد اليدين ومكبلا بالاغلال ويحمل معه مصحفا‏.‏
واضاف العسكري انه بعد ان دخل صدام القاعة أجلسوه علي مقعد وقرأ عليه احد القضاة الحكم لكن عندما شاهد الرئيس المخلوع الكاميرا تدخل لتسجيل الحدث بدأ يردد عبارات كالتي كان يرددها في المحكمة مثل الله اكبر وعاشت الأمة وفلسطين عربية‏.‏
وبعد أن أبلغ صدام بوصيته طلب منه ان يتلو الشهادة قبل ان يستسلم لجلاديه الملثمين اللذين وضعا الحبل حول رقبته ودخل صدام في مشادة معهما لرفضه وضع غطاء أسود علي رأسه لكنه انصاع لهما في لحظة وصفها موفق الربيعي بأن صدام كان ضعيفا جدا خلالها بشكل لا يتصور‏.‏
وقام احد الجلادين بجذب ذراع في المقصلة فسقط صدام نصف متر بعد فتح باب تحت قدميه وسمع صوت عنقه يدق علي الفور وسالت الدماء علي الحبل وتركت الجثة معلقة في المشنقة نحو‏10‏ دقائق قبل ان يؤكد الطبيب وفاته ثم رفع من المشنقة ووضع في كيس أبيض‏.‏
واوضح العسكري انه لم يحضر الإعدام أي من رجال الدين حيث لم يطلب صدام حضور احدهم وانه لم تكن له طلبات أخيرة‏,‏ وقد ظل الحاضرون صامتين وهم يشاهدون عملية الاعدام لكنهم تبادلوا التهاني بعد تأكيد وفاته‏.‏
وفي محاولة لانهاء اللبس‏,‏ أعلن الربيعي ان صدام وحده أعدم‏,‏ أما المدانان الآخران أخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق وعواد البندر رئيس المحكمة الثورية السابق فقد أرجئ تنفيذ حكم الاعدام فيها إلي مابعد عيد الأضحي‏.‏
وقد أذاع التليفزيون الرسمي العراقي وبعض الفضائيات العربية والغربية لقطات لعملية الاعدام بعد تنفيذها في حين عرضت قناة بلادي العراقية الخاصة جثة صدام مغطاة بكفن أبيض وممددة علي سرير وظهر منها الجانب الأيسر من وجهه‏,‏ وتحظي تلك القناة بدعم احد التيارات الشيعية النافذة في البلاد وطالب الربيعي ـ بدوره ـ العراقيين إلي التوحد وطي صفحة صدام معبرا عن أمله في ان يكون هذا اليوم العظيم يوما للوحدة الوطنية ويوما لتحرر الشعب العراقي‏.‏
واشار مستشار الأمن القومي العراقي في تصريحات لقناة العراقية الحكومية إلي انه تم التعجيل بتنفيذ الاعدام في صدام قبل الدخول في أيام العطلة الرسمية‏.‏ورفض الربيعي الانتقادات بأن تنفيذ الاعدام تم يوم العيد قائلا‏:‏ ان العيد يبدأ مع شروق الشمس وان صدام اعدم قبل الشروق‏!‏وأعرب عن اعتزازه بالطريقة التي تم بها اعدام صدام لأنها تمت بالشكل اللائق وطبقا للشعائر الاسلامية والعراقية‏.‏وأشار إلي انه سيتم تطبيق كامل للشعائر الاسلامية في عملية الغسل ثم لفه في الكفن ثم الصلاة عليه ثم دفنه بكل احترام ووضع حراسة علي قبره‏.‏ وقال الربيعي ان صدام هو مواطن عراقي وليس هناك اي مشكلة في دفنه بالعراق بل ان هذا من حقه‏.‏وعن مطالبة بعض افراد عائلته بدفنه في اليمن‏,‏ قال الربيعي ان الجسد هو ملك للعائلة وان الحكومة العراقية ستحترم رغبتهم‏.‏
ورأي الربيعي في النهاية ان اعدام صدام هي قضية اقامة للعدل مشيرا إلي مئات الآلاف من اليتامي والأرامل في حلبجة والانفال والحرب مع ايران وغزو الكويت‏.‏
توقيت الإعدام
واكد مصدر عراقي رفيع المستوي لـ الأهرام ان توقيت الاعدام جاء بالتنسيق بين الجانبين العراقي والامريكي‏,‏ وان الجانب العراقي طلب تنفيذها أمس بالذات الذي صادف أول ايام عيد الأضحي للسنة بينما اليوم الاحد أول ايام العيد للشيعة وبالتالي يكون الجميع منشغلين مما يقلل من الضغوط التي قد تتعرض لها الحكومة العراقية من جانب بعض الدول العربية والاسلامية‏.‏
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته انه كان لابد من تنفيذ الحكم خلال الـ‏30‏ يوما من تأييد محكمة التمييز لحكم الاعدام وهو مايعني عدم امكانية محاكمته في بقية القضايا الاخري التي سقطت الاتهامات الموجهة لصدام فيها بوفاته لكنها لم تسقط عن بقية المتهمين‏.‏
وألمح المصدر إلي ان التعجيل بإعدام صدام كان مرده ايضا إلي تجنب احتمال تعمد الرئيس المخلوع احراج الولايات المتحدة وشخصيات دولية اخري في قضية الانفال حيث كانت المحاكمة ستكشف عن الدور الامريكي في تسليح جيش صدام‏.‏
وأشار المصدر إلي مطالبة طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق مؤخرا بالشهادة في قضية الأنفال وتأكيد محاميه انه لديه معلومات ستقلب الأمور رأسا علي عقب‏.‏
احتفالات الشيعة
وقد شهدت الاحياء الشيعية في بغداد مواكب أفراح واطلاق نار ابتهاجا برحيل صدام الذي ذاق الشيعة في عهده الأمرين لكن ذلك لم يمنع بعض المواطنين من التشكيك في حقيقة إعدامه التي اعتبروها صورية‏.‏
وبالرغم من اعلان الحكومة العراقية عن خطة أمنية استثنائية تحسبا لأعمال عنف انتقامية من جانب السنة وأنصار صدام شملت فرض حظر في مدينة الرمادي كبري مدن محافظة الانبار ومعقل المسلحين في غرب العراق كما أغلقت مدينة تكريت مسقط رأس صدام‏,‏ الا ان‏30‏ شخصا لقوا مصرعهم وأصيب العشرات اثر انفجار سيارة ملغومة باحد الأسواق في مدينة الكوفة جنوب العراق وبدت بغداد هادئة وشبه خالية ولزم المواطنون منازلهم تحسبا الاعمال انتقامية‏.‏
وشهد عملية الاعدام‏20‏ شخصا بينهم ممثلون عن الحكومة والقضاء العراقيين علي رأسهم موفق الربيعي مستشار الأمن القومي‏,‏ وذكرت أنباء غير مؤكدة ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حضر عملية الاعدام‏.‏

ماذا حدث فى غرفة الإعدام ؟

وبينما كان وثاق الحبل يشد على عنق صدام قبل إعدامه، يقول صدام: "يا الله"، ثم يردد أحد الحضور:" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد"، ثم يردد بعضهم بعده نفس العبارة، ويتبعونها بالقول:" وعجل فـَرَجَهُم والـْعَن عدوهم"( عانين على ما يبدو الأئمة وفقا للمعتقدات الشيعية).
"مشنقة العار"
وفي الحال يردد شخص آخر اسم "مقتدى" ثلاث مرات( في إِشارة على ما يبدو إلى الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر) وهنا يقول صدام، الذي كان يقف بهدوء ورباطة جأش : " هيه هاي المشنقة... مشنقة العار" بينما كان يقاطعه أحد الحضور بقوله:" إلى جهنم".
وبعدها يصيح أحدهم:" يعيش محمد باقر الصدر"، ثم يكرر آخر:" إلى جهنم"، وهنا يعلو صوت أحدهم قائلا:" رجاء لا..بترجاكم لا..الرجل في إعدام."
وبعدها يبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين:" أشهد أن لا إله وأشهد أن محمد رسول الله" واللتين يتلوهما المسلم عادة عندما يعرف أن منيته قد أزفت.
ثم يسمع صوت جلبة، ويكرر صدام تلاوة الشهادتين، وقبل أن يكمل الشطر الثاني منها، يسمع صوت مدو يهوي معه جسد صدام ويختفي في فتحة تحت قدميه، وهنا تتعالى أصوات الحاضرين:" اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد."
ويسارع أحد الحاضرين إلى الهتاف بكلمتين:" سقط الطاغية."
وهنا تسود أصوات هرج ومرج ، وبدا أن الحاضرين يسرعون إلى أسفل منصة الشنق لتفقد جثمان صدام الذي بدا رأسه متدليا تحت سطوع نور الكاميرات ناظرا لأعلى وقد التف حبل المشنقة حول رأسه.
وبينما كان بصيص بريق الحياة يخبو من عينيه سريعا وأثار دماء تغطي وجهه صاح آحد الحاضرين ( على ما يبدو أنه طبيب) بالبقية ليتركوه خمس أو ست دقائق للتأكد من وفاته.
وهنا يتواصل صياح الحاضرين وتلمع في المكان أضواء الكاميرات تلتقط صورا لجثمان صدام والروح تفارقه، وتتعالى أصوات بعضهم تحث آخرين على عدم الاقتراب.
ولاحقا بدت جثة صدام ممددة على الأرض ملفوفة بكفن أبيض، بينما ظهر أنه وضع على طرفه الأيسر وقد فارق الحياة، لتطوى بذلك مرحلة من مراحل العراق.

أين دفن صدام ؟

أفادت أنباء أن جثمان الرئيس العراقي الراحل العراقي الراحل صدام حسين قد دفن في بلدة العوجة مسقط رأسه قرب مدينة تكريت.وذكر موسى فرج وآخرون من أفراد عشيرة أبو ناصر التي ينتمي إليها أنه دفن عند الساعة الرابعة صباحا تقريبا بتوقيت العراق وأن مراسم لائقة أقيمت له.
 

=====================================================================

 

 

 

This site was last updated 03/19/10