Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أهل الكتاب فى بلاط الخلفاء

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
فهرس الإسلام قبل غزو مصر
أسلحة الحروب القديمة
فيضان النيل
فهرس الأحتلال العربى
الخلفاء مميزاتهم وعيوبهم
تعديل أنظمة المتاحف المصرية
فهرس الأحتلال الأموى
فهرس الأحتلال العباسى
معبد بن عزرا اليهودى
فهرس الإحتلال الفاطمى
الإحتلال الأيوبى لمصر
أعدام صدام العراق
فهرس الحكم المملوكى
عواصم الخلافة الإسلامية
فهرس الأحتلال العثمانى
صفحة فهرس شيوخ الأزهر
فهرس الأحتلال الفرنسى
فهرس عودة الإحتلال العثمانى
ملابس الحرب الإسلامية
الوظائف بالدولة الإسلامية
الإحتلال الإسلامى
حق اللجوء السياسى لمصر
على أمين وعيد الأم
رياح الخماسين
الشيخ عبد الصمد
الخــط العربى
آثار دمشق
عيون راس سدر الكبريتية
هل توجد حضارة إسلامية؟
السيجماتا
نقابة الصحفيين
تاريخ الدعارة بمصر
تاريخ المؤتمر الإسلامى
تاريخ الجالية اليونانية
فانوس رمضان
أهل الكتاب ببلاط الخلفاء
سمعان صيدناوى
فهرس أسرة محمد على
الخصومات الثأرية
أول أمين للجامعة العربية
الأقباط فى العهد الملكى والجمهورى
تاريخ التصوف الإسلامى
الأمازيغ فى مصر
تاريخ الجامعات
فهرس الجمهوريات الإسلامية

 

 

ومن أمثلة اليهود الذين استعان بهم الفاطميون في الوزارة اليهودي أبونصر صدقة بن يوسف الفلاحي الذي عين وزيراً عام 1044م واستعان بيهودي آخر هو أبوسعد التستري من النفوذ والغنى والقرب من الخلفاء والأمراء مبلغًا عظيمًا، جعل بعض المسلمين يغبطونهم عليه أو يحسدونهم، حتى ضج المسلمين وقال في ذلك الشاعر المصري الساخر الحسن بن خاقان:
يهود هذا الزمان قد بلغـوا ** غاية آمالهم و قد ملكوا
المجد فيهم والمال عندهمـو ** ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر إن نصحت لكم ** تهودوا قد تهود الفـلك
وتشهد كتب التاريخ أن الخليفة ألأموى معاوية اتخذ كاتباً نصرانياً اسمه سرجون، وأن أبا عبيدة رضي الله عنه اتخذ أيضا كاتباً نصرانياً ولكن عمر بن الخطاب نهى عن ذلك.
وقد استخدم معاوية النصارى في مصالح الدولة، وقرّب النابهين منهم، وعهد بالإدارة المالية إلى أسرة نصرانية، ظلت تتوارث فيما بينها تلك الإدارة وهي أسرة سرجون.
وأبقى في دواوين الشام الكتاب من النصارى من أهل البلاد لكثرتهم يكتبون باليونانية، كما اختار معاوية الطبيب النصراني " ابن أثال " ليكون طبيبه الخاص، وكتب " ابن بطريق " وهو رجل من أهل فلسطين لسليمان بن عبد الملك، وكتب " تاذري بن أسطين " لهشام بن عبد الملك.
وبرز من النصارى شعراء فحول فقربهم الخلفاء، ومنهم: الأخطل التغلبي، والذي يعد شاعر بني أمية. قال عنه عبد الملك بن مروان: إن لكل قوم شاعراً، وإن شاعر بني أمية الأخطل. ومنهم أيضاً " أعشى بن ربيعة " و " مرقص الطائي " و " نابغة بن شيبان ".
ولقد اعترف المؤرخون من غير المسلمين بذلك يقول " أرنولد ": لا يسعنا إلا الاعتراف بأن تاريخ النصارى في ظل الحكم الإسلامي يمتاز ببعده بعداً تاماً عن الاضطهاد الديني.
ويقول " ول ديورانت ": لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزردشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا تجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائرهم الدينية، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم .
وذكر " السير توماس أرنولد " أسماء بعض الوزراء والولاة المسيحيين في الدويلات الإسلامية، وأسماء الأطباء المقربين من الخلفاء، ثم قال: إن المسيحيين أحرزوا ثروات، وتمتعوا بنجاح عظيم في عصور الإسلام الأولى بفضل ما كفل الإسلام لهم من حرية الحياة والملك والعقيدة، حتى كان منهم أصحاب النفوذ العظيم في قصور الخلفاء .
ويذكر القرضاوي: أنه يجوز لأهل الذمة تولى وظائف الدولة كالمسلمين، إلا ما غلب عليه الصبغة الدينية كالإمامة، ورئاسة الدولة، والقيادة في الجيش، والقضاء بين المسلمين، والولاية على الصدقات ونحو ذلك.
وما عدا ذلك من وظائف الدولة يجوز إسناده إلى أهل الذمة؛ إذا تحققت فيهم الشروط التي لا بد منها: من الكفاية، والأمانة، والإخلاص للدولة.
وقد صرح الإمام الفقيه الماوردي في كتابه " الأحكام السلطانية " بجواز تقليد الذمي " وزارة التنفيذ "، ووزير التنفيذ هو الذي يبلغ أوامر الإمام، وهذا بخلاف وزارة التفويض.
وقد تمرغ عدد غير قليل منهم في بلاط الخلفاء، ويذكر الدكتور الخربوطلي في كتابه أهل الذمة ما يلي:
اشتهر من بين أهل الذمة في العصر العباسي كثير من العظماء مثل " جرجس بن نجتيشوع " طبيب الخليفة العباسي " أبي جعفر المنصور"، وقد وثق فيه الخليفة وأكرمه، ومن هؤلاء " جبرائيل بن نختيشوع " طبيب " هارون الرشيد " الذي قال الرشيد عنه: كل من كانت له حاجة إلي فليخاطب بها جبريل، لأني أفعل كل ما يسألني فيه ويطلبه مني. وكان مرتب الطبيب عشرة آلاف درهم سنوياً، ويصله كل سنة بعشرين ألفاً.
وأشاد ترتون بتسامح المسلمين فقال: والكتاب المسلمون كريمون في تقدير فضائل هؤلاء ممن على غير ملتهم، حتى ليُسمون " حنين ابن اسحق " برأس أطباء عصره، و" هبة الله بن تلميذ " بأبو قراط عصره وجالينوس دهره.
وكان " نختيشوع بن جبرائيل " ينعم بعطف الخليفة المتوكل حتى إنه كاد يضاهيه في ملابسه، وفي حسن الحال، وكثرة المال، وكمال المروءة، ومبارته في الطيب والجواري والعبيد.
ولما مرض " سلمويه " بعث المعتصم ابنه لزيارته، ولما مات أمر بأن تحضر جنازته إلى القصر، وأن يصلى عليه بالشموع والبخور جرياً على عادة النصارى، وامتنع المعتصم يوم موته عن أكل الطعام.
أما " يوحنا بن ماسويه " فقد خدم الخلفاء العباسين منذ "الرشيد" إلى "المتوكل"، وكان لا يغيب قط عن طعامهم، فكانوا لا يتناولون شيئاً من أطعمتهم إلا بحضرته، ومن ثم لم يكن هناك أدنى كلفة بينه وبين الخليفة المتوكل، فكان الخليفة يداعبه في رفق ولين.
وقد ذكر صاحب كتاب " عيون الأنباء في طبقات الأطباء " عدداً من أهل الذمة الذين عاشوا في ظل الدولة الإسلامية نذكر منهم:
• في العهد الراشدي:
أرسل معاوية طبيباً نصرانياً من الشام ليداوي عثمان من مرض أصابه.
• في الخلافة الأموية:
1ـ كان لمعاوية طبيبان نصرانيان:
الأول: ابن أثال وكان خبيراً بالسموم .
الثاني: أبو الحكم الدمشقي وكان عالماً بأنواع العلاج والأدوية والطب.
2ـ حكم الدمشقي وهو ابن أبي الحكم السابق وكان من أطباء الدولة الأموية.
3ـ عيسى بن حكم الدمشقي وقد عمر حتى جاوز المئة.
4ـ تياذدق وكان الطبيب الخاص للحجاج بن يوسف الثقفي.
5ـ عبد الملك بن أبجر الكناني وكان طبيباً لعمر بن عبد العزيز عندما كان أبوه والياً على مصر وقد أقنعه عمر بالإسلام فأسلم.
• في الخلافة العباسية:
اشتهرت عائلة " نجتيشوع " بالطب وبرز منهم عدد من الأطباء في الخلافة العباسية ومنهم:
1ـ " جوريجوس بن جبرائيل بن نجتيشوع " وقد استدعاه المنصور فداوى المنصور من مرض أصاب معدته، فجعله طبيباً له ولأسرته، وكان المنصور يقول له: اتق الله وأسلم أضمن لك الجنة. فلم يُسْلِم.
2ـ نجتيشوع بن جورجيوس. وقد خلف أباه في الطب، وجعله هارون الرشيد طبيبه الخاص.
3ـ يوحنا بن نجتيشوع وكان طبيباً للخليفة العباسي الموفق بالله.
4ـ نجتيشوع بن يوحنا وكان طبيباً خاصاً للراضي بن المقتدر.
كما اشتهرت كذلك عائلة " ماسويه " بعد عائلة " نجتيشوع " وكان منهم:
1ـ ماسويه الخوري.
2ـ يوحنا بن ماسويه وكان من المقربين من الخليفة الواثق.
3ـ عيسى أبو قريش النصراني.

******************************

المراجع

1- السياسة الأموية تجاه أهل الذمة ومؤسساتهم في بلاد الشام / د: مروان القدومي / بحث في مجلة الدعوة الإسلامية الليبية / العدد الخامس

2- عيون الأنباء في طبقات الأطباء / ابن أبي أصيبعه / ط دار مكتبة الحياة بيروت / ص 183وما بعدها.

This site was last updated 08/15/11