الخلاف التاريخي بين الكنيسة القبطية وكنيسة الروم الأرثوذكس، والبابا ديسقورس حامي الإيمان الأرثوذكسي المستقيم .....
لكاتبة / Farida Ramzy️ عن مقالة لها بالفيس بوك نقلت بتاريخ 16/12/2024
حد هيسأل ما علاقة الصور المنشورة بالخلافات بين الكنيستين؟!
يتهمونا الروم بأننا كنيسة أوطاخيين بل يحتقرونا كأقباط ولا يحترموننا ويسمونا بتهكم ( هترودكس). وحجتهم في تسميتهم لنا بالأوطاخيين، بأن البابا ديسقورس رفع الحرومات عن أوطاخي في مجمع أفسس الثاني لأنه هرطوقي ويحمل نفس بدعة أوطاخي !! ويزعمون بأن الكنيسة القبطية تأسست بعد أن رفض البابا ديسقورس قرارات مجمع خلقدونية ؟!
الحقيقة أن البابا لم يرفع عن أوطاخي الحرومات إلا بعد أن بدأ أوطاخي يعترف بخطأه ويعود للإيمان المستقيم ولو كان ظاهرياً، بينما البابا ديسقورس ومعه الأساقفة أقروا برفع الحرومات عن أوطاخي، ولكن بشروط، وهو يقول: « يكون أوطاخي محروما لو أنكر الايمان المستقيم ». أما أوطاخي فقد عاد إلى بدعته ثانية بعد تبرئته. وهذا لا دخل للبابا ديسقوروس فيه؛ إذ كان من الممكن أن تُعاد محاكمته وإدانته في مجمع آخر!
ــــ البابا ديسقورس رقم ( 25) لم يتم توجيه أي (إتهام أو هرطقة) له من خلال مجمع خلقدونية السياسي451م، ولم يضرب البطريرك فلفيان بطرك القسطنطينية كما يتهمونه، ولم توجه له أي تهمة عليه لا بالهرطقة ولا بالتعدي. بل قاموا بعزله فقط ولكن تم تحريمه ( بعد مجمع خلقدونية)، وليس أثناءه، وهنشوف ليه!
ــــ الطقس البيزنطي أساساً لم يكن موجوداً قبل القرن الرابع الميلادي. وكرسي القسطنطينية لم يكن له فرع موجود في مصر إلا بعد مجمع خلقدونية، وهو «البطريرك الملكاني» الذي أرسله الإمبراطور ويخضع له هذا الأسقف ليطبق قرارات مجمع خلقدونية على المصريين الأقباط ، وهو مجمع سياسي موجه اتخذ شكل عقيدي لتحقيق مطامع سياسية عن طريق العقيدة والمسيحية.
وظلت الخلافات ليومنا هذا بسبب القرارات العقائدية التي اتخذها مجمع خلقدونية المُسيَّس والذي كان أغلبية أساقفته لهم ميول نسطورية، ومجمعهم عزل البابا ديسقورس بسبب أعمال إدارية وتدبيرية، وليس لتهمة عقائدية أو هرطقة، فلم يكن عليه أي اتهامات بالهرطقة وقت عزله كما يزعم ويروج البعض من كنيسة الروم الأرثوذكس في الإسكندرية.
ــــ المجمع عزل البابا ولم يهرطقه، فهذا الاتهام بالهرطقة حدث سنة 518م. أي بعد مجمع خلقدونية، حدث في وثيقة البابا الروماني « هورمسداس» إللي عمل مجمع وطلع قرار بوثيقة يتهم فيها البابا ديسقورس بأنه مهرطق، وإنحاز الإمبراطور جيستنيان لبابا روما في هذا القرار ليحقق اهدافه ومطامعه السياسية، وأن يساعده بابا روما في حربه ضد القوطيين، فقرر الإمبراطور جستنيان أن يعترف بوثيقة البابا هورمسداس في مجمع القسطنطينية المكاني سنة 536م. ورفض منشور التسامح الديني للتوفيق بين الخلقدونيين واللاخلقدونيين، وأصبحت الكنيسة البيزنطية القسطنطينية تحت سلطة الإمبراطور يتحكم فيها ويفرض سلطته السياسة عليها ويعزل ويعيِّن بطاركة بحسب أهدافه التي تخدم سلطته، فحرم البابا ديسقورس ومعه ساويرس الانطاكي. وقرر أن يعلِّم وينشر بأن البابا ديسقورس مهرطق! فحدث الشقاق بين الكنيستين لوقتنا هذا بسبب اهداف ومصالح سياسية. فصار الروم يكرهون الكنيسة القبطية وشعبها وقتلوا عشرات الآلاف من الأقباط!
وعانى الاقباط من كنيسة الروم البيزنطيين الملكانيين في مصر حوالي 190 سنة بسبب كرسيهم الملكاني الرقيب على الكنيسة القبطية وعلى شعبها لتنفيذ قرارات مجمع خلقدونية، طبعا ده حصل تحت « الاحتلال الروماني»، وأضطهد الأقباط بسبب تمسكوهم بالإيمان ((بالطبيعة الواحدة للمسيح)) بحسب ما وضعه البابا كيرلس الأول عمود الدين، بأن الكنيسة تؤمن بأن للمسيح طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد، فبعد الاتحاد الاقنومي فالمسيح اتخذ له جسدا وصار واحد مع لاهوته بغير إختلال ولا إمتزاج ولا تغيير.
ـــ في كتب مادة الدين بالمناهج اليونانية. بداية من الصف الرابع الابتدائي، يعلمون الاطفال في تاريخ كنيستهم والحركات الهرطوقية التاريخية الاولى مثل هرطقات آريوس ونسطور وأوطاخي ومنها أن الأقباط أصحاب الطبيعة ((المونوفيزيتية - مونوفيزيتس - الطبيعة الوحيدة وليست الواحدة - Μονοφυσιτισμός)) وليس كما يؤمن الأقباط بالطبيعة الواحدة التي هي (( ميا فيزيس- الطبيعة الواحدة وليس الوحيدة))
وهذا إدعاء كاذب ومضلل وإفتراء من مدرسين يونانيين متخرجين من جامعات لاهوتية يونانية! شعب كنيسة الروم شايفين شعب الأقباط وكنيستهم درجة تانية معتبرين أنفسهم يحتكرون الايمان المسيحي وبالنسبة لهم غير المسيحي هو شخص افضل من المسيحي القبطي !
والكلام ده بشهادة مسيحيين روم عاشوا بينهم وتعلموا في مدارسهم اليونانية. فالأقباط غير مرحب بهم في الاكليروس اليوناني. رغم أن الخلافات سياسية إلا أنهم عايشين بعقلية الإمبراطورية القديمة اللي فاكرين أنهم رقباء على إيمان الأقباط، وأن المسيحية دين وطني خاص باليونانيين فقط ومقصورة عليهم !
الروم مشكلتهم أن عقليتهم اسقطتهم في نفس الفكر التعصبي لليهود ! ولو كانت الكنيسة القبطية مسكت حكم الدولة أو إدارتها لتم تسييس الايمان المسيحي القبطي وكانت ستلقى نفس مصير هذه الكنائس التي تلوثت بالسلطة الزمنية السياسية .
ـــ ترفض الكنيسة القبطية رفضاً قاطعاً، ما إدعاه أوطاخي وهرطقته بأن للمسيح طبيعة ((وحيدة)) وأن اللاهوت ابتلع الناسوت وإمتزج به كما إدعى الهرطوقي أوطاخي!
الكنيسة القبطية هي كنيسة تأسيسية منذ أن أسسها مارمرقس وكتب فيها انجيله بالقرن الأول، وبعيدة كل البعد عن كنيسة الروم الأرثوذكس وخصوصا بُعدها عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي هي مجرد إرساليات تمويلية غربية منذ مئتين
سنة فقط.
ـــ اليوم هي ذاتها كنيسة الروم الأرثوذكس التي لها بطريرك في الإسكندرية للأرمن الأرثوذكس في مصر وإفريقيا. هو ذاته اللي بيخدم أجندة النظام العالمي الجديدة، ويهيئون الطريق لكهنوت المرأة. وبما أن كنائس افريقيا خاضعة له قام برسامة شماسة في زيمبابوى من كام يوم اسمها « انجيليك مولن » من قبل المتروبوليت سيرافيم مطران زيمبابوي بموافقة المجمع المقدّس لبطريركيّتهم بالإسكندرية التي تطل علينا كرأس الأفعى، بحسب الطقس البيزنطي. وبعد رسامة أنجيليك « بوضع اليد عليها» كالشمامسة الرجال، قامت الشماسة بخدمة المناولة لجميع المصلين. كما في الصور هكذا 👇
المصدر الكاتبة / Farida Ramzy️ عن مقالة لها بالفيس بوك نقلت بتاريه 16/12/2024