Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القرار 28 وصراع على المركز الأول بالكنيسة

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
سبب عقد مجمع خلقيدونية
رسائل لاون
ما قبل مجمع خلقيدونية
الجلسة الأولى فى خلقيدونية
الرد على الإتهامات
أساقفة مجمع خلقيدونية
الجلسات التالية
البابا ديسقوروس بالمنفى
فهم خاطئ لترجمة خاطئة
الإضطهاد الخلقيدونى للأقباط
قرارات وقوانين مجمع خلقيدونية
طومس لاون
طومس لاون والأنبا غريغوريوس
الكنيسة القبطية ليست أوطاخية
أوطاخى يخدع لاون
مجامع وكنائس رفضوا خلقيدونية
القرار28 والمركز الأول
New Page 5651

Hit Counter

 

أرجع مجمع خلقيدونية معظم الأساقفة الذى عزلهم مجمع أفسس الثانى برياسة الأنبا ديسقوروس إلى كراسيهم عنداً ونكاية من أجل الرياسة فدبت روح غريبة فى الكنيسة وإتجهوا للأمور الإدارية ونسوا أصل الإجتماع ووجود السيد المسيح فى وسطهم وبعد أن عزلوا البابا ديسقوروس جلسوا يتناقشون من يكون فيهم الأعظم فتولد الشقاق ونما الزوان جنباً إلى جنب بجانب الزرع الجيد (متى 13: 24- 30) ولم يكن الزوان سوى النسطورية التى رجع أساقفتها إلى كراسيهم وظلت قوية حتى منتصف القرن السابع الميلادى فى العربية واليمن والشام والعراق وإمتدت حتى الهند وفعل الأساقفة تماماً كما فعل التلاميذ حينما تناقشوا عمن فيهم الأفضل والأكثر إمتيازاً ولم يقرأوا شرط العظمة ودليل الأمتياز الذى وضعه الرب يسوع لكنيسته (مرقس 1:43- 45 و لوقا 22: 25- 27) 

القرار 28 الذى صدر من مجمع خلقيدونية هو القرار الذى قسم بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية فقد كان الصراع على المركز الأول بالكنيسة بين القسطنطينية عاصمة الأمبراطورية الشرقية وكان أسقفها (بطريركها) أناطوليوس وكان أمبراطورها مرقيان وبين روما عاصمة الأمبراطورية الغربية وكان اسقفها (بطريركها) لاون وكان إمبراطورها فالنثينيانوس ، وكان المجمع السابق لمجمع خلقيدونى قد رتب الكنائس كالتالى : كنيسة روما هى الكنيسة الأولى ، ثم كنيسة القسطنطينية هى الكنيسة الثانية ، كنيسة الأسكندرية هى الكنيسة الثالثة ولم تراعى المجامع هذا الترتيب عدد تابعي كل كنيسة فقد كانت كنيسة الأسكندرية المصرية لها أكبر عدد من المؤمنين المسيحيين كما كانت لها عدد كبير جداً من الكنائس فقد كان تابعيها يمتدون من البحر البيض حتى النوبة والحبشة وغرباً ليبيا ( الخمس مدن الغربية) ، ولم تراعى هذه المجامع أيضاً العلم والتقوى وألإيمان ، ولكن حددت المراكز بالنسبة إلى أهمية المدينة فالعاصمتين روما والقسطنطينية إحتلا المركز الول والثانى تليهما الأسكندرية ، وقد كان المركز الول لكنيسة الأسكندرية فى المجامع الأولى وتولت رئاستهما وخرجتا بقرارات هامة فى الإيمان المسيحى ، والأقباط لا يهمهما المركز ولكن يهمهما الإيمان المسيحى والعمل من أجل المسيح

المناقشات التى دارت للحصول على المركز الأول بالكنيسة            

بعد الإنتهاء من هدف اساقفة مجمع خلقيدونية من إقصاء عامود الإيمان البابا ديسقوروس وعزله ، إنشغلوا بأمور إدارية ، وبدأوا فى عراكهم من أجل المركز الأول فى الكنيسة الجامعة ونسوا وصية السيد المسيح  : " بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما.،  كما ان ابن الانسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20: 27 و 28) "  وكان القرار رقم 28 فى مجمع خلقيدونية هو أنه يجب أن تحتل القسطنطينية المركز الأول وتتساوى مع روما ، وما أن أثير هذا الموضوع للمناقشة فى مجمع خلقيدونية حتى ثار منوبوا لاون اسقف روما وأحدثوا ضجة معلنين أنهم لن يقبلوا فى أى حال هذه المساواة ، وقد كانوا يدورون حول فكرة واحدة وهى تفخيم أسقفهم وإضفاء ألقاب غير مألوفة عليه من قبل فى المسيحية مثل " رئيس أساقفة الكنيسة الجامعة " (1) ولم تكن هذه مجرد مناقشات لأن مندوبوا لاون قد إستماتوا فى دفاعهم عن أن يفوز اسقفهم بالمركز الأول بدون منافس ولكن لاون كان قد اوصاهم مقدماً أن يدافعوا عن سلطته بأرواحهم (2) وقد كانت صداقة أناطوليس أسقف القسطنطينية مع لاون أسقف روما من أجل أقصاء ديسقوروس اسقف السكندرية ولما حققوا هدفهم بعزلة زالت الصداقة وحلت محلها العداوة من أجل السلطة وتعالوا بنا نقرأ ما قاله اناطوليوس فى إحدى رسائلة إلى لاون : " أن كرامة أى كنيسة ترجع إلى أن أحد الرسل القديسين أسسها (3) " ولكنه تراجع وإحتدت المناقشات ولكن الأمر لم يقدر نواب لاون على مواجهته لأن الأساقفة الشرقيين وقفوا مع أناطوليس ولما رأى نواب لاون أن كل مناقشاتهم ضاعت هباء منثوراً إنسحبوا على الفور ، ولم يكن لإنسحابهم أثراً فى مجمع خلقيدونية لأنهم لم يمثلوا سوى كنيسة واحده من عشرات الكنائس ، ومن ثم سن الآباء القانون 28 الذى لم يكن سوى مؤيد للقانون الثالث من قوانين المجمع المسكونى الثالث ، وكما ذكرنا سابقاً أن الأساقفة إستندوا  إلى التقدم المدنى لهاتين العاصمتين ، وقد إلتزم الأساقفة بجميع إتجاهاتهم الصمت التام إلى المهاترات الرومان حين كانت موجهه إلى الأنبا ديسقوروس فكل منهم كان له غرضه فى الإستيلاء على جزء من الذبيحة ، ولكنهم نبحوا وقطعوا صمتهم عندما بدأ الرومانيون ينتقصون من أهمية القسطنطينية (4) أملاً فى الفوز بالمركز الأول - وسد الأساقفة آذانهم عن إحتجاج نواب روما على قانونهم 28 وإحتجاج لاون نفسه (5) لدى ألمبراطورة بوليشاريا (بوليخاريا) وزوجها الأمبراطور مرقيان (مرقيانوس) لأن هذا القانون دخل حيز التنفيذ فى الحال وصادقت عليه جميع الكنائس ومن بينها روما (6)

وكانت الخطوة ألخيرة لتنفيذ مجمع خلقيدونية قراراته هو تصديق الأباطرة الذين يمثلون ويمتلكون السلطة المدنية وتنفيذ على هذه القرارات وخاصة لأن البابا السكندرى ديسقوروس كان واسع النفوذ وله سلطة بعيدة المدى (7)

أمر الأمبراطور لم يشمل عزل البابا فقط ولكنه نفيه إلى جزيرة نائية

 وبعد ايام وصل خطاب الأمبراطور مرقيانوس يحمل المصادقة على قرارات مجمع خلقيدونية - ويحمل أمر نفى البابا ديسقوروس إلى جزيرة غنغرا ( عند شاطئ آسيا الصغرى ) ويأذن لبقية الأساقفة للعودة إلى بلادهم 

رسائل لاون الغاضبة من أجل الرئاسة 

كانت الرياسة فى المجامع لأسقف الأسكندرية ثم أعطت المجامع حق الرئاسة لأكبر مدن الإمبراطورية أى أن الرئاسة كانت لحجم المدينة وأهميتها وظن الأساقفة أن المركز الأول هو لأهمية أو نشاط الأسقفية فقد كان أسقف الأسكندرية يرأس أكبر عدد من الأساقفة فى ذلك اليوم وتمتد الكنيسة التى يرأسها فى مصر وليبيا والحبشة وكان كثير ما يختار أساقفة إيبراشيات العالم القديم من الرهبان مصريين لشهرتهم فى البر والقداسة والحكمة والتعليم

وقد بعث اسقف روما إلى الإمبراطورة بوليشريا (بوليخاريا) تحدث فى رسالته أولاً عن المجمع الخلقيدونى بكل إزدراء وتحقير وكان السبب بلا شك أنه غضب من القانون رقم 28 .. ثم ثانياً : هاجم أنا طوليوس أسقف القسطنطينية بلهجة فيها شئ من الضجر لا تليق بأسقف وهكذا وضع الشيطان بذرة الشقاق فى قلب لاون الذى لم يحتمل من أن يكون أخيه أناطوليس أسقف القسطنطينية مشاركا معه فى المكانة الأولى فى الكنيسة ، ولم يكتفى لاون برسالة واحدة بل بعث بعدة خطابات إلى الإمبراطور مرقيانوس (مرقيان) تحدث فيها عن مجمع خلقيدونية بحدة تكشف عما فى قلبه من إحباط بسبب القانون 28 فقال فى إحدى رسائلة ما ترجمته : " لقد احسن أخى أناطوليوس صنهاً بالتخلى عن أخطاء الذين رسموه " (8)  .. زلكن الواجب كان يحتم عليه أن يرعى زمامكم لما أسديتموه نحوه بدلاً من الإندفاع فى سبيل مطامعه الخاصة ، لقد غضضنا الطرف عن هفوات رسامته لكى نرضيكم " (9) كيف يتغاضى اسقف يريد ان يكون رئيساً للكنيسة عن أخطاء فى التشريعات الكنسية من وجهه نظرة ويغض الطرف إرضاء للإمبراطور !!وإستمر لاون يهاجم أناطوليوس وقال أن القانون 28 الى ساوى كرسى روما بكرسى القسطنطينية .. كان بناء على طلب أناطوليوس وتحقيقاً لمطامعة الشخصية ، ولم يكن لاون مطلعاً على القوانين التى أصدرتها المجامع فقد جاء القانون رقم 28 الذى أصدره مجمع خلقيدونية توكيداً للقانون الثالث من قوانين مجمع القسطنطينية ( المسكونى الثانى ) وبالرغم أن كل الكنائس الرسولية تعرف القانون الثالث إلا أن لاون أنكر وجوده ، ونسى أن أساقفة مجمع خلقيدونية هم اساقفة رسوليين مثلة تماماً وأن الرئاسة هى رئآسة شرفية ليس إلا ، وان الوحدة فى الإيمان وليس وحدة فى الإدارة ، فالإدارة شأن داخلى فى كل كنيسة رسولية ينظمها أسقفها سواء أكان فى الخدمة أو سائر الأمور الأخرى بما يراعى البيئة والتقاليد والأصول العرقية ، أما الإيمان والعقيدة فيجب أن تقررة الكنيسة الجامعة ويجب أن تتداول وتتناقش فيه جميع الكنائس معاً وتقره حكم الأغلبية .

وقد كان القانون رقم 28 الرد الواضح للإدعاءات أسقف روما بالرئاسة على الكنيسة والتى كانت قد بدأت فى الظهور فى مجمع خلقيدون ، فلم يكن بغريب أن يصر الأساقفة الشرقيين على تنفيذه (10)

كان هدف بابا روما لاون الرئيسى هو إقصاء البابا ديسقوروس كخصم لأن البطاركة الأقباط إعتادوا رئاسة المجامع وكانت لهم شهرة واسعة فى العالم فى التعاليم والتقاليد الإنجيلية  وقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية جـ2 فى حاشية ص 58 و 59 ما نصه : " إن بابا روما لم يكن راضياً عن مجمع خلقيدونية ولم ترقى فى عينه القرارات التى أصدرها مع أنه تمكن بواسطته من سحق خصمه العنيد ديسقوروس ولكنه لم يحصل على غايته وهدفه التى كان يسعى إليها وهى التصديق من ألأمبراطورة أو المجمع بأولوية ورئاسة الكرسى الرومانى على باقى الكنائس فضلاً عن أن المجمع قرر فى المادة 28 تجريد بابا روما من هذه الدعاوى ، وقد إغتاظ لاون (ليو) أيضاً لأنه كان يقصد إدخال هذه العبارة فى القرار الذى صدر بحرمان ديسقوروس وهى : " نحن نواب بابا روما رئيس الكنيسة الجامعة نحرم ديسقوروس بمصادقة المجمع على ذلك " إلا أن المجمع رفض هذه الجملة وإكتفى بالجملة التالية : " رئيس أساقفة روما العظمى ... "

وحتى أن البطريرك الدخيل الذى عين بدلاً من ديسقوروس وكان مكروها من المصريين ولم يعترفوا به أصر على إستقلاله عن روما وقالت المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية جـ2 فى حاشية ص 59 ما نصه : " ومع أن بروتوريوس صادق لاون (ليو) إلا أن لم يتنازل له عن إدارة الكنيسة القبطية فى إصدار رسائل عيد الفصح التى كان يكتبها بطاركة مصر على الدوام .

                

مـــــــــــــــــراجع

(1) تاريخ الكنيسة ( باللغة الفرنسية) للآرشيمندريت جيتى جـ 4 ص 604

(2) دائرة معارف العلوم الدينية جـ 8 ص 150

(3) دائرة معارف العلوم الدينية جـ 8 ص 150 وفيها أعترف بمساواة جميع الكنائس التى اسسها الرسل .

(4) الخلاصة الوفية فى أرثوذكسية الكنيسة القبطية - مقال للأستاذ فرنسيس العتر أرشيدياكون كنيسة الرسولين بطرس وبولس بالقاهرة - نشرة فى مجلة الصخرة العدد الذى يجمع بين شهرى أكتوبر ونوفمبر سنة 1949 من السنة العاشرة ص 19 - 24

(5) تاريخ الكنيسة ( باللغة الفرنسية) للآرشيمندريت جيتى جـ 4 ص 594

(6) " الباباوية المنشقة " للآبيه جيتى ( باللغة الفرنسية) ص 103 - وايضاً تاريخ الكنيسة ( باللغة الفرنسية) للآرشيمندريت جيتى جـ 4 ص 594
(7)  تاريخ الكنيسة ( باللغة الفرنسية) للآرشيمندريت جيتى جـ 4 ص 594

(8) كان الأنبا دييسقوروس هو الذى وضع اليد على أناطوليوس أسقف القسطنطينية على أثر الحكم الذى أصدره المجمع الأفسسى الثانى ( ألإستئنافى) ضد فلابيانوس

(9) تاريخ الكنيسة ( باللغة الفرنسية) للآرشيمندريت جيتى جـ 5 ص11 

(10)  تاريخ الكنيسة ( باللغة الفرنسية) للآرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 11- 21 وقد أورد هذا الكاتب فى كتابه الرسائل التى بعث بها لاون الأول فى جـ 5 فى ص 19

This site was last updated 07/23/08