Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 الجلسة الأولى لمجمع نيقية فى 8 أكتوبر عام 451م

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
سبب عقد مجمع خلقيدونية
رسائل لاون
ما قبل مجمع خلقيدونية
الجلسة الأولى فى خلقيدونية
الرد على الإتهامات
أساقفة مجمع خلقيدونية
الجلسات التالية
البابا ديسقوروس بالمنفى
فهم خاطئ لترجمة خاطئة
الإضطهاد الخلقيدونى للأقباط
قرارات وقوانين مجمع خلقيدونية
طومس لاون
طومس لاون والأنبا غريغوريوس
الكنيسة القبطية ليست أوطاخية
أوطاخى يخدع لاون
مجامع وكنائس رفضوا خلقيدونية
القرار28 والمركز الأول
New Page 5651

Hit Counter

 

 

عدد الأساقفة الذين حضروا مجمع نيقية ومكان المجمع
وفى 15مايو عام 451م صدرت الأوامر الإمبراطورية بعقد مجمع عام فى نيقية. وبحلول أول سبتمبر وصل الأساقفة إلى نيقية ولكنهم أمروا أن يتجهوا إلى خلقيدونية القريبة من القسطنطينية. أما عن عدد الذين حضر من الأساقفة فيقول االمتنيح الأنبا إبسبذوروس (1) : " وقد إختلفت الرواية فى عدد الأساقفة الذين إجتمعوا فمن قائل أنهم نحو 330 اسقفاً ومن قائل أنهم ضعف هذا العدد ومن قائل أنهم  حوالى 500 أسقف ، ومنهم من صعد به إلى 630 أسقف .

وكان مكان المجمع كنيسة القديسة أوفيمية (2).

وعقدت الجلسة الأولى للمجمع فى 8 أكتوبر عام 451م.

وقد اتفق المؤرخين على أن الأمبراطور مرقيان(مرقيانوس) مركيان أو مرسيان 450-457 م Marcian والأمبراطورة بوليخاريا (بوليشاريا) بوليكاريا  Aelia Pulcheria قد حضرا إفتتاح المجمع ، وأنهما عينا 19 قاضياً مهمتهم حفظ النظام والإشراف على الجلسات ، فكانوا بمنزلة مجلس الوزراء ، وجلسوا فى وسط كنيسة القديسة أوفيمية حيث أنعقد المجمع ، وكان ترتيب جلوسهم كالتالى : الأمبراطور والأمبراطورة فى الوسط فى صدر الكنيسة عن يمينها البابا المصرى ديسقوروس ، فيوبيناليوس أسقف أورشليم ، فهيركلاس أسقف كونثية ، فأساقفة مصر وايلليريا .. بينما جلس على يسار المبراطور وزوجته أسقف القسطنطينية ، فمندوبوا اسقف روما وأساقفة أنطاكية وقيسارية وأفسس وبنطس وأخائية وتراقيا .

وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى (قصة الكنيسة القبطية ك 2 ص 45 )  : " أنه بالرغم من إعطاء المكانة الأولى لأسقف روما والثانية لأسقف القسطنطينية بوصفهما عاصمتى الأمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية إلا أن البابا ديسقوروس هو الذى أجلسوه عن يمين الأمبراطور للمكانة الروحية والعلمية التى إمتازت بها كنيسة الأسكندرية .

 وقد رأس الجلسات بالتناوب - مع القضاة المدنيين - أربعة أساقفة هم الخمسة الذين أطلق عليهم لقب بطاركة (3)

 

فى تلك الجلسة نُوقش البابا ديسقوروس بشأن عقيدة أوطيخا الذى برأه مجمع أفسس الثانى 449م

ومن المهم أن نذكر ما ذكره المتنيح الأنبا إيسيذوروس فى هذا الأمر لأنه مأخوذ من كتاب أصدرته كنيسة روما :" بعد ما جلس الاباء ، وقف نائب ألأسقف باسكانيوس الرومانى  فى وسط المجمع وقال : " معنا أوامر الأقنوم الرومانى بابا روما يأمر بها ديسقوروس أن لا يكون له جلوس فى هذا المجمع ، ولكن إحضروه هنا كى يرد عن الإتهمات على ما فعله ونحن ملزمون بحفظ ذلك فنفذوا ألأمر بخروجه وإلا نخرج نحن "

فأجاب القضاة : " أما ألأمر الخصوصى الذى يعرض على ديسقوروس فليكشف عن الشكاوى المتهم بها "

ف~أجاب النائب لوسنتيوس قائلاً : ينبغى له أن يحضر ويرد الجواب عما حكم به كونه إذ لم يكن معه سلطان بهذه القضية عقد بإفترائة مجمعاً بغير دستور الكرسى الرسولى (أسقف روما) "

[ ملاحظة من الموقع : لم يكن فى سلطة أى أسقف فى العالم منذ بدأ عقد المجامع المسكونية الدعوة لعقد مجمع مسكونى عالمى ، مهمة عقد مجمع تكون من السلطة المدنية المسيحية (وخاصة ألأمبراطور لأن المبراطورية البيزنطية كانت تحتوى على كراسى رسولية أى أسسها تلاميذ ورسل المسيح أما الغرب فلم يكن عندهم إلا كرسى روما(4) ) هو الذى يقوم بدعوة الأاسقفة ويحدد المكان ويأمر الجند بحفظ النظام ويحضر الإمبراطور أو ينتدب من ينوب عنه وعندما تصدر قرارات المجمع وأحكامه يقوم بتنفيذها .. إن ما قاله مندوب الأسقف روما ينم على الجهل بتقاليد المجامع ، وقد سمع ألمبراطور مرقيان هذه التهمة ولم يرد عليه بأنه هو الذى أمر بعقد المجمع وأرسل الدعوة للأساقفة ]

فقال القضاة : الواجب عليكم أن تنبؤونا عن ذنب المذكور فأجاب النائب الذى تكلم فى أول الأمر : " لا نطيق أن يصير لنا ولكم هذا الإحتقار أن يجلس هذا الذى إنما جاء ليدان ، لأنه عقد مجمعاً بدون أذن لاون أسقف روما "

فقال القضاة : " إن كنت قد جئت شاكياً فكيف تكون قاضياً ؟ "

حينئذ قدم أوسابيوس أسقف دوريليا  عرض حال مضمونة أن ديسقوروس رفيق أوطاخى ومفسد الإيمان : وبعد ما قدمه أمر القضاة أن يجلس بين الآباء ، وليس بين الرؤساء ، ولكى يحفظ البابا ديسقورس بالسلام فى المجمع ويتفادى أن يحدث شغباً لا داعى له قام من مكانه عن يمين الأمبراطور وجلس فى وسط الكنيسة إلى جانب القضاة المدنيين (6) .

ذكرت مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية جـ 2 ص 53  [ قال ديسقوروس مجيباً عما قاله مندوبوا روما إجابه كلها تعقل ورصانة قائلاً : " إنه لم يكن فى حاجة إلى إستئذان كرسى رسولى فى عقد المجامع ما دام صدر المر من إمبراطور يقضى بتشكيلها ]

[ ملاحظة من الموقع : كان أوسابيوس أسقف دوريليا المشتكى الأول على أوطيخا حضر أيضاً ليلعب دوراً ظالماً ضد البابا ديسقوروسولفق التهمة للبابا ديسقوروس بانه اوطاخى وبرغم من إعترافهم بتلفيق التهمة فى هذه الجلسة هو وزملائه الثلاثة من أساقفة الشرق وطلبوا الغفران إلا انه لعدم معاقبتهم لصقت التهمة الملفقة بالبابا ديسقوروس وبالكنيسة القبطية حتى هذا اليوم ]

ولما قرئ العرض حال قال ديسقوروس : " أسأل عظمتكم أن يفحص أولاً عما يخص الإيمان "

فأجاب القضاة : " ينبغى أن تصبر حتى يقرأ الأعمال "

ثم أمروا بدخول ثيئودوريت (تاودوريتس)أسقف قورش إلى المجمع لأن قدس لاون أسقف روما رده إلى كرسيه ، والإمبراطور لوكيان أمر أن يحضر المجمع هتف أساقفة مصر والبريا وفلسطين قائلين : " إرحمونا يا قوم أ لأن الإيمان قد باد ، أعلموا أن القوانين تطرد هذا خارجاً فإطردوه أنتم عنا وهو لا يزال محروماً ومقطوعاً من جسم الكنيسة(7) " ذكرت مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية جـ 2 ص 53  [ أحدث دخول تاودروس الأنطاكى ضجيجاً فى المجمع كما حدث قبلاً فى أفسس وقام الحزبان ضد بعضهما البعض حتى كادت قاعة إجتماع المجمع تصير ميداناً للضرب والحرب لولا مندوبى الإمبراطورة إستعملوا سلطتهم فى إعادة النظام .. ووقف أحدهم وخطب فى المجمع قائلاً : " أنه لا يجدر بالساقفة وهم قادة الكنيسة أن يفعلوا هذه الأفعال المشينة من صياح وصراخ وسب وقذف وضرب ولكم بل يجب عليهم أن يكونوا قدوة للشعب فى الهدوء وتسيير الأمور على محور الحكمة والفهم لذلك أرجوكم أن تستعملوا البرهان بدل المهاترة والدليل عوضاً عن القول الفارغ وأنصتوا لما يقرأ عليكم  " وقرأ الكاتب قرارات المجمع السابق وكان أعضاء الحزبين يقاطعونه بضجيج يكون إستحسان أو إستهجان فى بعض الأحيان  ]

أجاب اساقفة الشرق : " نحن وضعنا خطوطنا فى قرطاس أبيض وثبتنا القضية بخط أيدينا فإطردوا إلى الخارج أتباع مانى أطردوا غرماء قلابيانوس أطردوا مضادى الإيمان أطردوا ديسقوروس القاتل من يجهل اعمال ديسقوروس "

قال الأساقفة المصريون : " الإمبراطورة طردت نسطور والمجمع لا يقبل معلمه "

ووقف ثيئودوريت (تاودوريتس)أسقف قورش فى وسط المجمع وقال : " قدمت شكوى إلى الأباطرة لأجل أمرى (موضوعى) وما حدث لى من شرور ومصائب فأمروا بقرائته "

ثم جلس وبعد جلوسه قال الأساقفة الشرقيون " أكسيوس "

فأجاب أساقفة مصر والذين معهم وقالوا : " لا تقولوا أنه اسقف أطردوا عنا من قاوم الإله أطردوا عنا الهرطوقى "

أجاب الشرقيون : " ذو الإيمان المستقيم يستمر وذو السجس والإضطراب أخرجوهم "

قال الأساقفة المصريون : أطردوا إلى خارج من قاوم الإله ، أطردوا عنا من شتم المسيح ، هذا الإنسان أوجب للعن على كيرلس وقذف عليه فإن قبلناه طردنا ورفضنا كيرلس "

وبعد مناقشات كثيرة مثل هذه قال القضاة : " هذه الأصوات مثل صراخ الشعب ولا تفيد نفعاً لأحد الجانبين فإصبروا لقراءة الأخبار "

 فأجاب أساقفة مصر والذين معهم وقالوا : " يطرد عنا واحد ونحن من السامعين نحن نصرخ لأجل التقوى والإيمان الأرثوذكسى "

ومن بعد ذلك قرئت رسائل من الأمبراطور مرقيان فيما يتعلق بإجتماع مجمع افسس الثانى

فأجاب ديسقوروس على الأسباب التى ذكرها الإمبراطور وقال : " يعلم الجميع أن الأمبراطور ثيؤدسيوس الثانى (السابق للأمبراطور مرقيان الذى امر بعقد مجمع أفسس) لم يجعل أمر المجمع لى وحدى  بل ولى (أى جعل الأمر) لـ يوبينال وتلاسيوس ومنح لهما التدبير فنحن بمما حكمنا به وافق لنا المجمع بأسره ، فلماذا ينسبون إلى وحدى تدبير هذه الأمور فالقرار إشترك فيه الثلاثة متساوياً ، وقد استصوب جميع المجمع ما حكمنا به فأقروا بأصواتهم ووضعوا خطوطهم بأيديهم وأخبرنا الأمبراطور بذلك وقد نفذ بأمر عال على كل ما حكم به المجمع المقدس "

فأجاب أساقفة الشرق والذين معهم وقالوا : " لم يوافق أحد بذلك من تلقاء نفسه وبقضية فلابيانس ، أغصبونا وأرعبونا بالضرب فوضعنا خط أيدينا (توقيعنا) فى قرطاس أبيض ، فكانوا يرعبوننا بالنفى ، والجنود واقفين يزاحموننا بالسيوف والعصى ، وحيث يوجد سيوف وأسلحة فليس هذا بمجمع لأجل ذلك أثر ديسقوروس أن يخوفنا بالعساكر فلسنا نحن الذين عزلوا فلابيانوس بل الجنود "

فأجاب أساقفة مصر والذين معهم وقالوا : " أليس الشمامسة الأولين فى تثبيت القضية فلماذا يصرخون ألان ؟ فالمجمع ليس هو إجتماع شمامسة بل إجتماع أساقفة فإطردوا إلى خارج من ليس له كلام فى المجمع ومن ثبت القضية يحضر فى وسط المجمع لأننا نحن ثبتناهم من بعد تثبيتهم لها "

قال أسقف أفسس : " رغماً عنا وضعنا خطوطنا (توقيعاتنا) بما حكم على فلابيانوس "

قال القضاة : " من أرغمكم " قال  أسقف أفسس : " أرغمنا رجال ديسقوروس وجنوده ورهبان اوطاخى وعددهم 300 لم يدعونى أن اخرج من مكتبة الكنيسة إلا بعد ما أثبتت القضية المكتوبة من ديسقوروس وبوبينال وتلاسيوس "

قال تلاسيوس : " ادخلونى الكنيسة ولا أدرى كيف دخلت " 

قال تاودروس أسقف البيسورية : كانوا يخاطروننا بالقتل وخوفونا حتى بقينا 15 نفراً وكأننا هراطقة طردونا "

وقال أساقفة الشرق والذين معهم : " كذلك جرى" فأجاب أساقفة مصر والذين معهم وقالوا : " المسيحى لا يخاف من أحد الأرثوذكسى لا يرتعب من أحد إوقدوا النار ونحن نريكم كيف يموت الشهداء ونحن نعلم لو كان الشهداء يخافون من الناس لما فازوا بالشهادة فلا يتراجع غير الجبان "

قال ديسقوروس : " لأنهم قالوا لم نسمع بما حكمنا وأمرنا به فى المجمع بل قدم إليهم قرطاس (ورقة) وهم كتبوا اسمائهم ، فما كان ينبغى منهم أن يثبتوا (يوافقوا على) القضية لأنهم لم يعرفوا ما قاله المجمع (حسب ما قالوه) وحكم به لأن الكلام والقرار لأجل صحة الإيمان ، ولكن حيث أنهم يعتذرون بكتابة أسمائهم فى قرطاس (ورقة بيضاء) من غير علم فإسأل أن تامروا لكى يقولوا لكم : من رتب خطابهم والفاظهم ( اى من كتب أقوالهم ) "

قال القضاة : " تقرأ بقية الأعمال " وفى أثناء القراءة قال أساقفة الشرق ومن معهم : " قد طرد لاون ما أحد قبل أسمه (أى لم تقرأ طومس رسالة لاون) "  وبعد قليل قال أساقفة مصر ومن معهم : " نسألكم أن تطردوا من لا حق له الكلام ، المجمع للأساقفة ومن ليس كلام له لماذا يهتف (أى يعلى صوته) ؟ "  

قال تاودروس أسقف البيسورية : " كتبة ديسقوروس هو الصارخون " فقال ديسقوروس : " أنا عندى كاتبان فقط ولا يتكلمان "

وبعد ذلك أتى ذكر لاون فقال القضاة : " لماذا لم تقرأ طومس (رسالة لاون) ؟ " قال أوسابيوس : " أخفاها ديسقوروس " قال أحد الشمامسة : " لم تقبل تلك الرسالة ولا قرئت ، بل هو اقسم على ذاته سبع مرات أمام المجمع وحلف وأقسم على نفسه أنه سيقرأها "

ثم سأل ديسقوروس فقال : " قلت مرتين أن تقرأ رسالة قدس لاون " وبعدما كرر عليه السؤال قال : " إنى امرت بقرائتها "

قال القضاة : " ليقل يوبينال فى ذلك الحين قال كبير الكتبة أن مع رسائل الأباطرة فأمروا بقرائتها " وقال القضاة : " وبعد قراءة تلك الرسائل أما قرئت؟ " قال يوبينال : " بعد ذلك لا كبير الكتبة ولا غيره قال أن معه رسالة ولم يذكره أحد برسالة أخينا لاون "

قال القضاة : " تقرأ الأعمال " وفيما كان يقرأ : " إن كان أحد جدد ليكن محروماً ... ألخ قال الأساقفة الشرقيون : " لم ننطق بهذا الكلام من نطق به؟ "

قال تاودروس أسقف البيسورية : " كتبه ديسقوروس كتبوا الأعمال وحدهم فليحضروا لكى يشهدوا على ذلك الكلام إن كانوا كتبوه أم قرأه أمامنا ومن عرفه ثبته "

قال القضاة : " لمن هذا الخط المكتوبه به الأعمال (أعمال مجمع أفسس) ومن كتبها ؟ "

قال ديسقوروس : " كل واحد من الأساقفة كان معه كتبته فكتبتى كتبوا نسختى ، وكتبة يوبينال كتبوا نسخته ، وكتبه تلاسيوس كتبوا نسخته ، وكان كتبه كثيرون للأساقفة الآخرين ، وكلهم كتبوا الأعمال ليس كتبتى وحدهم كتبوا ألعمال لأن كل واحد كان له كاتباً خصوصياً "

قال يوبينال : كان لى كاتب واحد فقط كتب مع الاخرين "

قال ديسقوروس : " ها إن كاتب يوبينال كتب مع ألاخرين وكاتب سيلاسيوس أيضاً كتب أيضاً وكاتب أسقف قونثية .. فلم قالوا عن كتبتى أنهم كتبوا وحدهم الأعمال ؟ (أى لماذا أتهموا كتبتى أنهم كتبوا بمفردهم أعمال المجمع ؟ ) "

وبعد قليل قال أسقف أفسس : " كتبنا خطوطنا فى ورقة بيضاء " (2)

وبعد أن إضطرب الأساقفة الشرقيين ولم يجدوا حجة قام أحدهم وإشتكى البابا ديسقوروس بأنه تآمر مع الأرشمندريت برسوما وعدد من الرهبان المصريين على قتل فلابيانوس .. فطالب الأساقفة المصريين لدحض هذا الإتهام الباطل رئيس الكتبه بقرائة رسالة الأمبراطورة بوليشاريا (بوليخاريا) إلى أسقف روما (8) ورد أسقف روما عليها ، وقد جاء فى الرسالتين أن فلابيانوس قد تنيح وهو فى المنفى ، وأن الإمبراطور مرقيانوس أمر بنقل جثمانه إلى القسطنطينية ، وعندما قرأ الرسالتين أعلن عن برائة البابا ديسقوروس والرهبان المصريين من هذه التهمة الملفقة القذرة (إقرأ الأكاذيب الملفقة التى ذكرتها مسز بتشر(9) الذى قالها الملكيين فى خطة مدبرة والتى رد عليها النبا ديسقوروس بما فيها موت فلافيان بسبب الضرب المجمع وقد مات فى المنفى )

قال القضاة : فلنقرأ بقية الأعمال " فقرأ الكاتب وعندما بلغ القارئ إلى قول ديسقوروس : " إنى افحص فى قوانين ألاباء الذين إجتمعوا فى نيقية وفى أفسس " أجاب ديسقوروس : " أنى قلت إنى افحص لا أجدد فإن مخلصنا أمر أن نفحص الكتب فالذى يفحص لا يجدد "

وفيما كان الكاتب يتلوا اعمال المجمع فيما يتعلق بتحديد الإيمان والحروم ، قال تاودروس : " لم ينطق أحد بذلك " فرد ديسقوروس : " هم يشاؤن أن ينكروا ما كانوا أقروا به فليقولوا الآن إننا لم نكن حاضرين ايضاً "

ولما تلى إيمان أوطاخى ا وقرئ الجملة التالية : " إن كيرلس حدد أن الذى يخالف الإيمان أو يزيد عليه أو ينقص منه شيئاً أو يعلم بخلافه يكون تحت القوانين "

قال أوسابيوس : " ذلك التحديد كذب لم يحد قانون بأمر ذلك "

قال ديسقوروس : " موجود ذلك التحديد فى أربعة مجلدات فهل ما حدد الأساقفة ليس بتحديد ، لعل عنده القانون ليس بقانون أو أن القانون خلاف التحديد !! "

وأثناء قرائة مضابط المجمع الأفسسى الأستثنائى (الثانى) الخاصة بتداول آباء المجمع الفلابيانى ضد اوطيخا فقد حاول اوطيخا أن يراوغهم ويجيب إجابات مبهمة فقال أصدقاء فلابيانوس : " لقد اساء المصرى الفهم وتصرف ديسقوروس تصرف الفرعون العاتى " وعندئذ أرادوا ان يعرف الآباء المجتمعين فى خلقيدونية موقف ديسقوروس 

وبعد قليل قال ديسقوروس : " إن باسيليوس أنكر خطابه المحرر فى دفتر الأعمال ، فإن كان اوطاخى أنكر الإيمان يخلاف إيمان البيعة ( الكنيسة) الذى سجله على نفسه كتايتاً ، وقدمه إلينا ، فيكون بذلك ذاغ عن الإيمان ، فهو لا يستحق العقاب فقط بل النار أيضاً ، أما أنا فمهتم بالإيمان ولست بشأن احد من الناس بل فكرى شاخص إلى اللاهوت فلا ابالى بأحد ولا أهتم بأحد سوى بنفسى وبالإيمان المستقيم الصحيح)

وإستمروا فى القرائة إلى وصل إلى قول باسيليوس أسقف سلوقية : " إنى أحرم كل من يقسم المسيح الواحد الذى جمع بين الطبيعتين وجعل منهما الطبيعة الواحدة لإله المتجسد" وما كاد رئيس الكتبة ينتهى من قرائة هذه الكلمات حتى قاطعة باسيليوس نفسه منكراً أنه تفوه بهذه الكلمات ..

وهنا هتف الأساقفة المصريون قائلين : " لا يقسمن أحد غير المنقسم " ووافقهم الأساقفة الشرقيون فأردف المصريون هتافهم بقولهم : " كما ولد المسيح هكذا تألم "

 وما إن قرئ شئ من كلام باسيليوس قال له القضاة : " إذا كنت تعلم بهذا التعليم فلأى سبب وضعت خط يدك فى عزل فلابيانوس " قال المذكور : " كنت موقوفاً على قضاء وحكم مائة وعشرين اسقفاً أو ثلاثين اسقفاً فإلتزمت ان أطاوعهم فى الأمور التى فرضوها " (4)

قال له ديسقوروس : " الآن كذبت الكتاب القائل فمن فمك تتبرر ومن فمك تدان (متى 12: 37) أستحييت من الناس وتجاوزت عن الصلاح وأهنت الإيمان لعلك ما سمعت : " ما كتب لا تخجل من شئ يهلكك " قال أساقفة الشرق والذين معهم : " أخطأنا جميعاً وكلنا نسأل الغفران "

قال القضاة : لماذا ذكرتم أنتم سابقاً بأنكم رغماً وقهراً إضطررتم أن تكتبوا أسمائكم فى قرطاس (ورقة) أبيض فى عزل فلابيانوس!! " قالوا : " اخطأنا كلنا ونطلب الغفران !! "

ثم قال تلاسيوس وأوسابيوس وأسطاسيوس : " كلنا اخطأنا وكلنا يطلب الغفران " (5)

وبعد قليل قال اوسابيوس : " أتضرع إليكم ان تبحثوا لأى وجه منعنى ديسقوروس من الدخول ؟ " قال القضاة : " لأى سبب منعته ؟ "

قال ديسقوروس : " أسألكم ان تقرأوا شهادة البيديوس فإنى ما كنت منعته لو لم يأتى البيديوس بأمر الأمبراطور ثيؤدوسيوس الثانى أن لا يدخل اوسابيوس للمجمع " وهكذا قال جوفينا أسقف أورشليم أيضا Juvenal of Jerusalem (موافقاً لديسقوروس ) قال القضاة : " فى أمر الإيمان لا يقبل هذا العذر"

قال ديسقوروس : " فإذا تبكتونى كأنى تعديت القوانين فهل أنتم تحفظونها فى إدخال  ثيئودوريت (تاودوريتس)أسقف قورش قال القضاة : "  ثيئودوريت (تاودوريتس) دخل بصفة مشتك " قال ديسقوروس : " ولأى سبب جلس فى درجة الأسقفية ؟ "

قالوا : " أوسابيوس وتاودوريتس جلسا فى صف المشتكيين"

وبعد ذلك تلا القارئ رسالتين لكيرلس واحدة لنسطور وأخرى ليوحنا اسقف أنطاكية وفى النهاية قال القضاة : " لأى سبب عزلتم فلابيانوس وأوسابيوس ؟ أجاب ديسقوروس :" أعمال المجمع تظهر لنا الحق "

فقرأ إيمان أسطاسيوس أسقف بيروت وعندما قال : " فإنه موجود أيضاً فى تلك الرسائل التى أرسلها للأساقفة هذا القول : ليس لنا أن نفهم طبيعتين بل طبيعة واحدة للكلمة المتجسد " قال اساقفة الشرق : " وهذا قول أوطاخى هكذا يقول ديسقوروس " أجاب ديسقوروس وقال : " لسنا نقول بالإختلاط ولا بالإمتزاج ولا بالإستحالة "

[ ملاحظة من الموقع : يبدو أن أساقفة المجمع لم يفهموا ما قالة البابا ديسقوروس وأنهم يخلطون بين قول أوطيخا وقول البابا ديسقوروس ، وما زالت الكنيسة القبطية تذكر عبارة " لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين" فى قانون الإيمان فى الصلوات الفردية اليومية والجماعية فى الكنيسة وفى آخر كل قداس ]

قال القضاة : " ليقل المجمع أن كان خطاب أسطاسيوس موافقاً لنص رسائل كيرلس " وقبل أن يجاوب قام أسطاسيوس فى وسط المجمع وبيده كتاب وقال : " إن كان قولى حائد عن الحق فهذا الكتاب لكيرلس إحرموه وأنا قد قبلت الحرم مثله " ثم قال أساقفة مصر والذين معهم : " أن انسطاسيوس نطق بالحق" 

وبعد قليل قال أسطاسيوس : لقد أخطأت فى حرم فلابيانس " وإنتقل هو وباقى ألأساقفة إلى الجهة الأخرى فقال لهم الأساقفة : " مبارك قدومكم "

قال حينئذ ديسقوروس : " امر واضح أن فلابيانس نفى لكونه قال بطبيعتين بعد الإتحاد أما أنا فلى شهادات القديس أثناسيوس وأغريغوريوس وكيرلس أنه لا يجب القول بطبيعتين بعد ألإتحاد ولكن بطبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد فإنهم ينفوننى مع ألاباء أنا اقول بقول ألاباء ولا أخالفهم بشئ وكتبهم عندى تشهد بذلك " أ. هـ

وقد أكد المتنيح الأنبا غريغوريوس (1) أن البابا ديسقوروس قال : " أن عزل ونفى فيلابيانس قد حكم عليه مجمع افسس بعدل لأنه قال بطبيعتين بعد الإتحاد بينما أن أقوال الآباء أثناسيوس وأغريغوريوس وكيرلس تؤيد أننا لا نستطيع أن نتحدث بعد الإتحاد إلا عن طبيعة واحدة للكلمة المتجسدة " ثم صاح ديسقوروس فى المجمع : " رفضت ورفض معى الآباء ، لكنى أحامى عن إعتقاد ألاباء ولن احيد عنه بأى حال ] وقال .. أنه يوافق على القول بأن السيد المسيح (من طبيعتين) ولا يوافق على أنه (طبيعتان ) بعد ألإتحاد ، حيث لا يمكن التحدث عن طبيعتين بعد الإتحاد ، ولم تخفى المؤرخة مسز بتشر إعجابها بالأنبا ديسقوروس فذكرت فى تاريخ الأمة القبطية جـ2 ص 54 أن : [ ديسقوروس كان عاقلاً وحكيماً ولم تبدوا منه إشارة تدل على النزق والتهور بل كان يجرد سيف البرهان القاطع ويلفظ كلامه بمنتهى الفصاحة والحصافة ويبوح بما يعتقد به فى مسألة الطبيعتين والمئيئتين غير هياب ولا وجل ومما فاه به ديسقوروس فى مجمع خلقيدون قوله : إن الأسباب التى بنى عليها الحكم على فلافيان أسقف القسطنطينية واضحة وصريحة هى أنه كان يعتقد بوجود طبيعتين للمسيح بعد التجسد ولقد عثرت على شواهد من أقوال البطاركة أثناسيوس وغريغوريوس وكيرلس وفيها أنهم كانوا يعتقدون بعدم وجود طبيعتين بعد التجسد بل أن { طبيعة واحة للكلمة المتجسد } فإنه إذا كان فى إعتقادى خطأ فيكون اصله من خطأ هؤلاء ألآباء الذى أقول أنا بقولهم ولا أحيد عن مبادئهم ، وحتى يكون المجمع على ثقة من قولى أخبره أنى نقلت اقوالهم بالحرف وإعتنيت كثيراً فى ضبطها على الأصل والتحقق من صحتها " وقد تذمر مندوبو روما من حرية ديسقوروس فى عرض أفكاره وكلامه وقالوا : أن فلافيان لم يسمح له بمثل هذه الحرية فى مجمع أفسس فأجابهم القضاة : إن هذا المجمع يقتفى آثار العدل والحق فى أعماله فهو يمنح الحرية لعرض الأفكار الصحيحة لجميع الأعضاء على السواء ] .

سبب طلب الأساقفة خمسة أيام للجلسة التالية

وقدموا إلى البابا ديسقوروس طومس لاون ليقرأة ويوقع عليه ولم يكد البابا يقرأ الطومس فى ترجمته اليونانية حتى وجده أقرب إلى النسطورية منه إلى الأرثوذكسية !! فلم يتردد فى توقيع الحرم الطومس وعلى صاحبة ولم يعترض أسقف واحد فى مجمع خلقيدونية لمسلك البابا ديسقوروس فى هذا العمل الخطير ، إذ أنه من ناحية دحض إدعائاتهم بإعلانه إيمانه الأرثوذكسى الصميم ومن ناحية أخرى أنه بمجرد حرمه لطومس لاون ساور بعض الأساقفة الشك فى التعليم الذى تضمنه طومس لاون .

ولاحظ القضاة المدنيون ذلك فتسائلوا : " هل فى هذا الطومس ما يقتضى الإرتياب فى إيمان صاحبة ؟ " فتظاهر الأساقفة بعدم الإرتياب فيه ولكنهم طلبوا مهلة خمسة أيام للتداول وأجيبوا لطلبهم !!!!!

وبعد هذا حل المندبون جلسة المجمع على أن يعاد إنعقادها بعد خمسة ايام .

**********************************

المـــــــــــــراجع

(1) الكلية الإكليريكية اللاهوتية للأقباط الرثوذكس - علم اللاهوت المقارت - بقلم الأنبا غرغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمى ص 134        

 

 فقال "إذا كان أوطيخا يتمسك بمفاهيم ترفضها عقائد الكنيسة، فهو يستحق ليس العقاب فقط بل حتى النار (أى جهنم) أيضاً. ولكن اهتمامى إنما هو بالإيمان الجامع الرسولى وليس بأى إنسان أياً كان". (Ibid., p.51. )
( تعليق من الموقع : ثيئودوريت أسقف قورش نسطورى منعه الأمبراطور من حضور مجمع أفسس السابق بناء على توصية الآباء الأرثوذكس ) 


وقال أيضاً فى نفس الجلسة من المجمع الخلقيدونى: "أنا أقبل عبارة من طبيعتين بعد الاتحاد ( )

Ibid., p.55.
 

وهو فى تأكيده على الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة أراد أن يثبت عدم التقسيم بين الطبيعتين من بعد الاتحاد، وفى قبوله لعبارة "من طبيعتين بعد الاتحاد" أراد أن يؤكّد ما أكّده القديس كيرلس الكبير عن استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد وعدم امتزاجهما.
أقر المجمع الخلقيدونى رسائل القديس كيرلس الإسكندرى المجمعية وطومس لاون بعد مراجعته على حروم القديس كيرلس الإثنى عشر. ( )

Cf. Hefele, C.J. p. 345
وقد حكم المجمع الخلقيدونى بحرم وإدانة وعزل أوطيخا وبإلغاء أغلب قرارات مجمع أفسس الثانى 449م. وبعزل البابا ديسقوروس الإسكندرى لأسباب إدارية وقانونية، وبإعادة ثيئودوريت أسقف قورش وهيباس أسقف الرها إلى رتبة الأسقفية بعد أن وافقا على حرم نسطور وتعاليمه. ولكن المجمع لم يحكم على كتابات ثيئودوريت وإيباس ضد تعليم القديس كيرلس الكبير كما لم يحكم على ثيئودور الموبسويستى معلم نسطور ولا على تعاليمه.
وبالرغم من أن رسالة هيباس أسقف الرها إلى ماريس الفارسى والتى هاجم فيها مجمع أفسس المسكونى 431م تعاليم القديس كيرلس الكبير وحرومه الإثنى عشر قد قُرئت فى المجمع إلا أن المجمع لم يحكم بإدانتها ( )

Cf. Samuel, V.C. p.84.

مما جعل الفريق الذى رفض قرارات مجمع خلقيدونية يشعر بأن هناك تعاطفاً فى المجمع مع الجانب النسطورى. إلا أن المجمع قد أكّد قداسة البابا كيرلس، ولم يقبل ثيئودوريت وهيباس إلا بعد توقيعهما الحرم على نسطور.
وقد أوضح الجانب الخلقيدونى فيما بعد موقفه تجاه هذا الأمر مظهراً رفضه للنسطورية بصورة أكيدة فى المجمع التالى للخلقيدونيين الملقب بالمجمع الخامس والمنعقد فى القسطنطينية عام 553م؛ حيث حكم هذا المجمع بحرم شخص وكتابات ثيئودور الموبسويستى معلّم نسطور، وبحرم كتابات ثيئودوريت أسقف كورش وكذلك هيباس أسقف الرها ضد تعاليم القديس كيرلس الكبير.
وضع مجمع خلقيدونية تعريفاً للإيمان وكان أعضاء المجمع فى البداية يرفضون هذا الأمر، ولكنهم تحت إلحاح مندوبى الإمبراطور قد رضخوا فى النهاية. وكانت المسودة الأولى تنص على أن المسيح هو "من طبيعتين". ولكن مندوبى الإمبراطور ألحوا أن يتضمن النص "فى طبيعتين". وبعد مقاومة كبيرة على أساس أن هذه العبارة متضمنة فى "طومس لاون" الذى قبله المجمع ولا داعى لوضعها فى تعريف الإيمان، قبلها المجمع تحت إلحاح من مندوبى بابا روما وممثلى الإمبراطور.
لم يكن التعريف الذى قبله المجمع نسطورياً بل إن المجمع فى قراراته قد أكّد على حرم كل من النسطورية والأوطاخية. ولكن التعريف لم يتضمن عبارة "الاتحاد الأقنومى" ولا عبارة أنه "لا يمكن التمييز بين الطبيعتين إلا فى الفكر فقط" وهى العبارات الهامة فى تعليم القديس كيرلس الكبير. كما أنه وردت عبارة تحرم "كل من يعتقد بطبيعتين قبل الاتحاد وبطبيعة واحدة من بعد الاتحاد" والمقصود بهذه العبارة هو أوطيخا وعقيدة الامتزاج بين الطبيعتين. ومن المعلوم أن الجانب اللاخلقيدونى يحرم من يقول "بطبيعتين قبل الاتحاد" لأن هذا التعبير يفترض وجود الناسوت قبل اتحاده باللاهوت، لكن هذا الفريق يقبل "من طبيعتين فى الاتحاد" و "من طبيعتين بعد الاتحاد". أما حرم من يقول "بطبيعة واحدة بعد الاتحاد" فكان يحتاج إلى توضيح أنه لرفض عقيدة الامتزاج، لأن هذا الحرم من الممكن أن يُفسّر أنه ضد تعليم القديس كيرلس الكبير "طبيعة واحدة متجسدة لكلمة الله" وهو التعليم الذى تمسك ويتمسك به الجانب اللاخلقيدونى حتى الآن، مع رفضهم التام لفكرة الامتزاج وتأكيدهم على استمرار وجود الطبيعتين فى الاتحاد.
هذه الأمور العقائدية هى التى أدت إلى رفض البابا ديسقوروس مجمع خلقيدونية، ورفض مجموعات عديدة فى الشرق -بما فى ذلك الشعب المصرى- لهذا المجمع. قد حاول مجمع القسطنطينية عام 553م أن يعالجها باستخدام عبارات القديس كيرلس الكبير "الاتحاد الأقنومى" و"لا يمكن تمييز الطبيعتين إلا بالفكر فقط" وبشرح معنى رفض من يعتقدون بطبيعة واحدة على أساس الامتزاج. ولكن ظل الخلاف بين الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين حول عبارة "فى طبيعتين" و "من طبيعتين".
فى مجمع خلقيدونية وافق الأساقفة المصريون الأربع عشر الحاضرون على حرم أوطيخا ولكنهم لم يقبلوا التوقيع على قرارات المجمع ولا على طومس لاون.
وحدثت اضطرابات كبيرة فى الشرق بسبب قرارات مجمع خلقيدونية ومع تغيير الأباطرة كانت الظروف تتغير.
وانتخب فى 16 مارس 457م فى الإسكندرية البابا تيموثاوس الثانى (الشهير بأوريلُّوس) خليفة للبابا ديسقوروس بعد وفاته وتمكن فى عهد الإمبراطور "باسيليسكوس" من عقد مجمع عام آخر فى أفسس سنة 475م (يلقبه البعض مجمع أفسس الثالث) حضره 500 أسقف. هذا المجمع حرم تعاليم أوطيخا وتعاليم نسطور ورفض مجمع خلقيدونية. وقد وقّع على قرار هذا المجمع 700 أسقف شرقى. ( )

 Ibid. p. 101-105

وقد أوضح موقف البابا تيموثاوس من خلال المجمع أن الجانب الرافض لمجمع خلقيدونية لم يكن بالضرورة أوطاخى المعتقد كما اتهمه، فى أغلب الأحيان، الجانب الخلقيدونى

 *********************************

المــــــــــــــراجع

(1) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 و ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس الجزء الأول

حيث قال ص 497 نحن لا نعتمد على رواية الكنيسة القبطية التى طبعاً لا تروق لعين الخصم بل على رواية الأخصام ومنها نقف على الحقيقة ضالة المنصف ، ومصدر ر ما نقوله هو أولاً التاريخ الغربى المطبوع فى روما 1694م بأمر الكنيسة الرومانية لهداية مخالفيها ، وقد ندمت على إصدار هذا الكتاب فجمعت النسخ المطبوعة وأعدمتها ، ويوجد منها نسختان

الأولى : أحدهما فى مكتبة البطيركية أحدهما بخط اليد

الثانية : نسخة أخرى باللغة السريانية وجدت فى المتحف البريطانى ترجمت إلى الإنجليزية سنة 1867م وإلى الفرنسية سنة 1875م

ثالثاً : تاريخ الإنشقاق لجاسيموس مسرة المطبوع سنة 1891م .  

(2) القديسة أوفيمية كانت رئيسة دير على جبل الزيتون فوق المدينة المقدسة أورشليم ، حيث كان هناك دير للعذارى على جبل منحوت في صخرة وأسمه دير الشركة ، وقد بنيت على إسمها عدة كنائس فى أنحاء العالم ومن هذه الكنائس الكنيسة التى عقد فيها مجمع خلقيدونية .

(3)  أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص 45

(4) البابوية المنشقة (باللغة الفرنسية ) للآبيه جيتى ص 100 وهؤلاء الخمسة هم أساقفة أورشليم والأسكندرية والقسطنطينية وروما

(5) دائرة المعارف الدينية الفرنسية ج3 ص 293

(6) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ بمكتبة الفاتيكان الراهب فرنيسي ماريا ، وصادق عليه ثلاثة كرادلة - طبع فى روما سنة 1694م ويوصف البابا ديسقوروس فى ص 83 بكلمة " التقى"- مار ساويرس يعقوب توما فى كتابة تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية جـ 2 ص 158 - 160 .. تاريخ الكنيسة (باللغة الفرنسية) للأرشيمندريت جيتى جـ 4 ص 584

(7) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ بمكتبة الفاتيكان الراهب فرنيسي ماريا ، وصادق عليه ثلاثة كرادلة - طبع فى روما سنة 1694م ص 103 -  مار ساويرس يعقوب توما فى كتابة تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية جـ 2 ص 160 - 165 وقد كتب ما نصه : " والحقيقة الراهنة هى أن مجمع خلقيدون إلتأم لتنفيذ مآرب شخصية بحته ليس ألا "

(8) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ بمكتبة الفاتيكان الراهب فرنيسي ماريا ، وصادق عليه ثلاثة كرادلة - طبع فى روما سنة 1694م ص 74 - 75

(9) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى ص 47 - 48 قالت مسز بتشر : " وحدثت ضوضاء وجلبة عندما سطر عبارة ليست ضد يوسيبوس فقط ولكن ضد فلابيان نفسه مما أوقع المجمع فى خوف وأضطراب وحدث أن كثيرين من الأساقفة رموا أنفسهم على أقدام ديسقوروس وطلبوا منه الرافة والتساهل قائلين : " إذا كان فلافيان يستحق اللوم والتعنيف فلومه وعنفه لكننا نتوسل إليك أن ى تحكم على بطريرك مثله بالحرمان لأجل قس بسيط لا هو فى العير والنفير (من السذاجة أن يصدق إنسان هذه الكلمات التى قالها الأساقفة وهذه القوال ما هى إلا محاولة مفهومة لتحويل الخلاف على العقيدة إلى خلاف شخصى تصور ديسقوروس انه يثأر لأن فلابيان حرم أطيخيوس فى مجمع القسطنطينية المحلى ) والوصف التالى الذى ذكرته مسز بتشر تصور تصوير خبالى لديسقوروس تصوره كفرعون يحكم ويأمر : " حينئذ نهض ديسقوروس نهضة ألأسد من عرينه وصعد على درج عرش الرئاسة وشخص فى الحضور فساد الصمت والسكون والهدوء فقال يخاطب الأعضاء :" إسمعوا يا هؤلاء أن الذى يرفض منكم التوقيع على هذا الحكم على فلافيان فليكن له معى شأن آخر ، أنى لا زلت انادى بحرم فلافيان وشجبه ولو شد لسانى من حلقى ، أما إذا كنتم قد عولتم على الثورة فهذا ليس فى طوكم ولا يستطيع حتى أمرائكم إتيانه " وبينما كان ديسقوروس يتلو هذه الأقوال دخل برسوم الأنطاكى ورهبانه من الداخل وإندفعوا إلى الكنيسة كالسيل العرمرم ومعهم خليط من الجنود والرهبان وخدمة الكنيسة " القندلفتية" وعدد من العامة وأخذوا يصيحون ويضجون ويصخبون ثم صاروا يضربون ويلاكمون من يقابلهم من ألحاضرين فى مجمع أفسس ثم تعدوا على فلافيان وأوسعوه ضرباً وإهانة وداسوه بأقدامهم وركلوه وكان برسوم يقودهم ويحرضهم على قتل البطريرك البائس بالمدى والحراب ، فخاف أساقفة المجمع وإضطروا فأجابوا على كل طلب سألوهم إياه ولم يتأخروا عن شئ خوفاً على حياتهم (صعب تصديق هذه الحادثة لأن المسيحية هى ثبات على الإيمان )  حتى أنهم وقعوا على ورقة بيضاء كتب عليها بعد ذلك حرم فلافيان ، وقد اثرت هذه الضربات واللكمات فى فلافيان تأثيراً شديداً فمات هاى أثرها (وهذه كذبه اخرى لأن فلابيان مات فى المنفى وقد أحضر الأمبراطور مرقيان رفاته إلى القسطنطينية ) وناقضت مسز بتشر ما كتبته أن لاون أسقف روما أرسل رسالتين إحداها إلى الأمبراطور ثيئودوسيوس والأخرى إلى بوليكاريا شقيقة الأمبراطور التى كانت ساخطة على حرمان فلافيان سخطاً شديداً والرسالة الثالثة أرسلها إلى فلافيان جوباً على رسالته ولكن كان فلافيان قد أنتقل من أرض الشقاء إلى دار النعيم ، وما نريد أن نؤكد عليه هنا أن فلافيان لم يمت فى ختام مجمع أفسس كما أوردت هى بل مات فى المنفى وبعد أن أرسل لاون رسالته الثالثة وهو لا يعلم أنه مات ، وكان إرسال الرسائل ياخذ وقتاً حيث كانت ترسل مع شخص يحملها يركب حصاناً فكانت الرسالة قد تأخذ شهراً أو أكثر .

This site was last updated 07/21/08