Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

مرور عامان بعد إختيار البابا تاوضروس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
فهرس مشاهير القرن20و21
البابا تاوضروس الثانى
طفل القرعة
قداس / صلوات القرعة الهيكلية
لا يجوز تهنئة البابا الكافر
الصحف المصرية والبابا تاوضروس
بريق الكرسى وصليب الإحتمال
خدمته قبل الباباوية
مع عائلته
الإختفال بإرتداء البابا الإسكيم
خطأ قانونى فى القرار الجمهورى
إقامة الكنائس بالخارج والداخل
قبل تجليس البابا تواضروس
مراسيم تجليس البابا
كلمة الأنبا باخوميوس وكلمة البابا
البابا تواضروس والملابس البطريركية
المسئولين الذين حضروا التنصيب
طفولة ونشأة البابا تواضروس
الكنيسة والحاكم والدستور
البدء بلائحة إنتخاب البابا
الإخوان يهددون البابا تاوضروس
قرارات البابا تاوضروس2
رأى البابا تاوضروس فى الدستور
رسائل البابا للشعب
إنشاء مجلس الكنائس المصرية
مؤتمر عن الرهبنة
مجلس كنائس مصر
لجنة حصر أملاك الكنيسة
الأنبا تاوضروس والكهنة المبعدين
رسامة وترقية كهنة
طبخ الميرون كيمائيا
الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة
لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس
أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
المجلس الملي والأعتداء على الكاتدرائية
بعد حادث الخصوص والكاتدرائية
ما هو عدد المسيحيين في مصر؟
المجمع المقدس والأنبا كيرلس وحبيب جرجس
البابا تاوضروس والرئيس مرسى
الكنيسة ومجلس الكنائس العالمى
عامان بعد إختيار البابا تاوضروس
رائيس جمهورية يهنئ بابا
لائحة إنتخاب البابا
كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني
العلاقات القبطية الروسية
رساله للبابا فرنسيس
Untitled 6193
Untitled 6194
Untitled 6195
Untitled 6196
Untitled 6197
Untitled 6198
صور البابا تواضروس

 

في الذكرى الأولى لإختيار البابا تواضروس..
في الذكرى الأولى لإختيار البابا تواضروس.."الفجر" تفتح ملف "إختيار بطريرك الأقباط" على مر العصور
الفجر 11/4/2013 جرجس صفوت – مينا صلاح
بدأت مسيرة إختيار راعي للكنيسة , منذ عصر تلاميذ المسيح ورسله الذين اتجه كل منهم إلى بلدة معينة ليكرز بالمسيحية فيها , وكانت مصر من نصيب مار مرقس الرسول و كاتب الانجيل الثاني , وبدأ مرقس بالبشارة في الإسكندرية وهناك تعرف على إنيانيوس اليوناني الوثني والذي إستضافه في منزله بعد إيمانه بالمسيحية و بدأت الكرازة من داخل منزل إنيانوس الذي أصبح البطريرك الاول بعد مارمرقس الرسول , ليتم تأسيس الكنيسة الاولى عام 64م.
و ظلت الاسكندرية من القرن الأول الميلادي حتى القرن الحادي عشر الميلادي هي مكان ومقر الكرسي البطريركي , ومنها يرعي البطريرك الرعية ويدبر امورهم , وكلمة "بطريرك" تعنى "أب الآباء" أو "رئيس الآباء" , حيث أن أصلها يوناني مكون من مقطعين (باتير) "πατήρ" أي أب و(أرشي) "άρχής" بمعنى رئاسة فيكون المعنى الكلي "رئيس الآباء"، كما وردت الكلمة في الترجمة السبعينية بمعنى "أب قوم"، أو "أب شعب"، كما تم الاشارة إلى الكلمة في الإنجيل عندما أُطلقت على إبراهيم وإسحق ويعقوب "بطاركة العهد القديم"، وعلى أبناء يعقوب الاثنى عشر, و من الناحية التاريخية لم تعرف كلمة "بطريرك" إلا في القرن الخامس الميلادي، حيث تم إستعمال هذا اللقب لأول مرة في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير (401-450م) .
إختيار البطاركة في الكنيسة الأولى :
وتنوعت طرق إختار البطريرك على مر العصور فنجد أن هناك من تولي مهام البطريركية بترشيح من البطريرك الذي سبقه مباشرة مثلما وصى القديس مرقس بتولي إنيانوس للمسؤولية خلفاً له , كما نجد أن هناك من تولى المسؤولية من مديري مدرسة القديس مرقس اللاهوتية مثل البطاركة يسطس و أومانيوس الذين تولوا مسؤولية البطريركية ليصبحا البطريرك السادس و السابع من تاريخ الكنيسة المصرية , كما أيضاً كان يتولي المسؤولية تلاميذ البطاركة السابقين ويتجلي ذلك في خلف البطريرك ارشلاوس رقم 16 للبطريرك بطرس الاول رقم 16 , تم تلاه البطريرك الكسندروس رقم 19 وكانا ارشلاوس والكسندروس تلاميذ لبطرس الاول , وبعد الكسندروس تولى المسؤولية اثناسيوس رقم 20 والذي كان تلميذاً له.
القرعة الهيكلية بين التأييد و المُعارضة :
إستمر الامر كالسابق ذكره , حتى تم العمل بنظام القرعة الهيكلية الذي أتى بالبابا كيرلس السادس رقم 116 و البابا شنودة الثالث رقم 117 و البابا تواضروس الثاني رقم 118 , و إستخدم الأقباط نظام القرعة الهيكلية بناء على سند من الكتاب المقدس بعهديه مثل :
• القرعة كانت تستخدم لفض المنازعات مثل : " تُلْقَى الْقُرْعَةُ فِي الْحِضْنِ، وَلَكِنَّ الْقَرَارَ مَرْهُونٌ كُلُّهُ لأَمْرِ الرَّبِّ" ( أمثال 16 : 33) , " تَفْصِلُ الْقُرْعَةُ فِي الْخُصُومَاتِ وَتَحْسِمُ الأَمْرَ بَيْنَ الْمُتَنَازِعِينَ الأَقْوِيَاء ( أمثال 18 : 18) .
• القرعة كانت تستخدم في إجراء الطقوس مثل : " وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى ٱلتَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ" (لاويين 16 :8) .
• القرعة كانت تستخدم لتقسيم الارض مثل : " إِنَّمَا بِالقُرْعَةِ تُقْسَمُ الأَرْضُ. حَسَبَ أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ يَمْلِكُونَ" ( عدد 26 : 55) .
كما تجلى إستخدام القرعة في تاريخ النواة الاولى للكنيسة , حيث ظهر ذلك في طريقة إختيار التلميذ الثاني عشر بدلاً من يهوذا الاسخريوطي , فتم ترشيح متياس ويوسف الذي دُعي برسابا , وبعد الصلاة وإجراء القرعة تم إختيار متياس ليصبح التلميذ رقم 12 بدلاً من الخائن يهوذا الاسخريوطي " أَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ , وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ، لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ» ,26 ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ، فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً" ( أعمال الرسل 1 : 23 -26 ).
إلا أن القرعة الهيكلية تعرضت لبعض الهجوم الذي تجلي في هجوم الأنبا بفنتيوس، أسقف سمالوط، بالمنيا، في كتابه "حتمية النهوض بالعمل الكنسي، عليها حيث أكد ان القرعة الهيكلية اسم مختلق لا أساس له لاهوتياً وعقائدياً، ولا يوجد نص قانوني كنسي يبرر إجراء مثل هذه القرعة، ولا يمكن إيقاف عقلنا عن التفكير السليم الذي يكون بالصلاة وإرشاد الروح القدس، الذي يعمل في إظهار من يحصل على أكثر أصوات للمؤمنين".
وأضاف ان تاريخ الكنيسة المصرية يخلو من أي أثر للقرعة الهيكلية، فمنذ العهود الأولى للكنيسة المصرية والقاعدة هي اختيار الباباوات عبر آلية الانتخاب بين المرشحين من قبل الشعب المسيحي كله، في العصور الأولى ثم من قبل الإكليروس وكبار العلماء في اللاهوت المسيحي وغيرهم من الوجهاء في عصور لاحقة، وذلك وفقاً لقانون الكنيسة الذي يتضمن نصاً (فإذا اختاره الشعب قبله الله)، فلا مجال لأن يقال إذن إن القرعة الهيكلية هي تعبير عن إرادة الله. الله يختار عبر إرشاد الناس لاختيار الأصلح".
لائحة 57 وتعليق البابا شنودة عليها :
نصت لائحة 57 على قيد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في كشوف، وهم أعضاء المجمع المقدس، المكون من الأساقفة على مستوي الجمهورية وعددهم 74 أسقفا منهم 13 أسقفا عاما بلا أبرشية، إضافة إلي 12 مطرانا و39 أسقفا لأبرشيات و9 رؤساء أديرة، إلى جانب أساقفة المهجر وعددهم 15 أسقفا.
ويضاف إلي هؤلاء الأراخنة ممثلون للمطرانيات المختلفة علي مستوي الجمهورية، والأراخنة هم "وجهاء الأقباط" في المدينة التي تقع بها المطرانية، و يبلغ عدد تلك المطرانيات 60 مطرانية علي مستوي الجمهورية، ويتم اختيار 12 من الأراخنة من كل مطرانية.
إلا أن تلك اللائحة لاقت هجوماً شرساً طالب بتغييرها وبناء على ذلك أصدر المجلس الملي بياناً رسمياً حول إتفاق اللائحة مع الانجيل والمطالبة بعدم تغييرها والتمسك بها وكان ذلك عام 2009 كان نصه "تقدم أعضاء المجلس الملي العام بخالص التهنئة لقداسته كما يهنئون الشعب القبطي في الكرازة كلها, ويهنئون أنفسهم, فقد عاشوا عصر قداسته, وسمعوا عظاته وتعاليمه. في هذه المناسبة إذ يقر أعضاء المجلس الملي العام أن الروح القدس الممثل في القرعة الهيكلية وفقا لما تنص عليه لائحة انتخاب البطريرك المعمول بها منذ عام 1957 هو الذي اختار البابا شنودة الثالث للجلوس علي كرسي مارمرقس الرسول, وهاهي الأيام والسنين تثبت علي وجه اليقين أن اختيار الرب كان هو الأفضل لمجد الكنيسة ونمو الشعب القبطي في الروحانية وفي المعرفة المسيحية للإيمان المستقيم... لهذا يعلن أعضاء المجلس الملي العام للشعب القبطي الأرثوذكسي. أنهم جميعا يتمسكون بالقرعة الهيكلية كأساس لاختيار خليفة مارمرقس الرسول وفقا للأحكام والإجراءات المنصوص عليها باللائحة المعمول بها حاليا والتي تتفق مع تقاليد وقوانين كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. أنه لا تفكير في إجراء أي تعديل في تلك اللائحة ويؤكد المجلس الملي العام أنه لم يتم بحث أي مشروع لتعديل أحكام اللائحة المعمول بها منذ عام 1957 ولم يقدم أي مشروع في هذا الشأن من أي من أعضاء المجلس الملي العام. إن أعضاء المجلس الملي العام وهم رأي واحد وقلب واحد وأنهم أبناء لقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث يعلنون هذه الحقائق ويشاركون كما هي العادة في كل عام جميع فئات الشعب القبطي في مصر وبلاد المهجر في الاحتفال بعيد جلوس قداسته الذي سيقام في الكاتدرائية المرقسية بالمقر البابوي بالأنبا رويس طالبين من رب الكنيسة أن يحفظ حياة وقيام أب الآباء وراعي الرعاة البابا شنودة الثالث إلي مدي الأعوام".
وكان قد صرح مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث شخصياً , قبل سفره بساعات إلى الولايات المتحدة فى رحلة علاج , بأنه لن يسمح بتعديل لائحة انتخاب البطريرك، وللمرة الثانية خلال أسبوعين تكلم قداسته خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية مساء 9/12/2009م عن لائحة إنتخاب البطريرك والقرعة الهيكلية : "لن أعدل اللائحة لزيادة عدد من لهم حق الانتخاب". وأضاف بعصبية شديدة: "مش هاخلى شوية عيال ينتخبوا البابا".
و الجدير بالذكر أنه على إثر الهجوم على اللائحة قرر الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، أن يكتب المرشحون الذين سيصلون إلى القرعة الهيكلية تعهداً بإعداد لائحة جديدة خلال عام من تولّي أي منهم للكرسي البابوي.
إختيار البابا تواضروس بطريركاً للأقباط الأرثوذكس :
و بعد نياحة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث في 17 مارس 2012 عن عمر يناهز 89 عاماً، شرعت الكنيسة فى اتخاذ الاجراءات اللازمة لإجراء القرعة، وفي يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، وبعد صوم شعب الكنيسة ثلاثة أيام صوم من الدرجة الأولى ، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات.
وقد انتهت الانتخابات باختيار كل من: الأنبا رافائيل (حصل على 1980 صوتاً)، الأنبا تواضروس (حصل على 1623 صوتًا، أي في المركز الثاني)، القمص روفائيل آفامينا (حصل على 1530 صوتًا).
وقد حصل الأنبا تواضروس على تذكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج مصر: نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة - نيافة الحبر الجليل الأنبا دميان أسقف ألمانيا - نيافة الحبر الجليل الأنبا سوريال أسقف ملبورن بأستراليا - نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس أسقف المنيا - نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم أسقف سوهاج - نيافة الحبر الجليل الأنبا أنداروس أسقف أبوتيج وتوابعها.
وبعد صيام الشعب المسيحي صوم عام من الدرجة الأولى ثلاثة أيام ، تم إقامة قداس القرعة الهيكلية يوم 4 نوفمبر 2012، ووقع الاختيار الإلهي على الأنبا تواضروس البالغ من العمر 60 عاماً، حيث قام الطفل "بيشوي جرجس سعد" (6 سنوات) طفل القرعة الهيكلية بسحب الاسم من بين الثلاثة أسماء وهو مُعْصَب العينين، بحضور اللواء ماهر مراد، مساعد وزير الداخلية حسبما تقتضي لائحة عام 1957.
***********

100 كنيسة مدمرة حصيلة العام الأول للبابا تواضروس الثاني

الأقباط متحدون الاربعاء ٦ نوفمبر ٢٠١٣ -  كتب: سميرة كامل

مر عام علي القرعة الهيكلية التي أتت بالبابا تواضروس الثاني بطريكاً للأقباط الأرثوذوكسي، في اليوم الذي تزامن صدفة مع عيد مولده، وبمرور عام الآن يتم عامه الـ 61 وهو جالساً علي كرسي المرقصية، العام الذي شهد فيه المجتمع المصري تغيرات سياسية عصفت برئيس جمهورية ثاني ليصبح بذلك رئيسين داخل السجون المصرية، عشرات القلتي والمصابين وتعرض 100 كنيسة للحرق بالإضافة إلي الهجوم علي كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في العباسية بالمولوتوف للمرة الأولي في التاريخ. لم تمر شهور علي الاحتفال بالبابا تواضروس الثاني بطريركاً حتى وقعت اشتباكات قرية "الخصوص" التي سقط فيها 7 قتلي أقباط وعشرات المصابين من الأقباط، إثر إشاعات عن رسوم مسيئة علي جدران احد المساجد في القرية، وتم تشييع جنازة الضحايا من الكاتدرائية وتم مهاجمة مشيعين الجنازة، مما أدي لسقوط مصابين آخرين، ومحاصرة الكاتدرائية وإلقاء المولوتوف عليها. بينما اعتكف البابا في الدير للمرة الأولي رافضا تلقي العزاء، واتهام المسئولين حينها من الإخوان للأقباط ببدء الاشتباكات الأمر الذي أخرج البابا من صمته واعتكافه منددا بتصريحاتهم والهجوم علي الكاتدرائية، إلا أنها شهور قليلة حتى تم عزل الرئيس مرسي وظهر البابا في المشهد مجاوراً لشيخ الازهر والفريق أول عبد الفتاح السيسي معلناً خارطة طريق جديدة لمصر. 100 كنيسة واكثر تعرضت للحرق والهدم عقب فض أعتصامي رابعة والنهضة تحتاج لـ 190 مليون جنية تكلفة إصلاح كما أكد البابا في عامه الأول، إلا أنه أقر أنها ضريبة يدفعها الأقباط بسعادة ثمناً لحرية مصر واستقرارها، وبالرغم من موقفه لم تتوقف العمليات ضد الأقباط الذين فوجئوا بالنيران تخترق أجساد الأطفال في حفل زفاف بكنيسة العذراء بمنطقة الوراق، ليسقط 4 قتلي من ضمنهم طفلتين. من جانبه أكد المفكر القبطي كمال زاخر أن البابا تواضروس استطاع تحويل دور الكنيسة السياسي للدور الوطني، وقال "منذ اليوم الأول للبابا وهو يسعي لسحب الكنيسة من اللعبة السياسية وبالرغم من الظروف الدرامية للبلاد إلا انه استطاع فصلها عن السياسة، كما انه فتح باب الحوار للجميع وليس المقربون فقط وهو ما كان يحتاجه الكثيرون بالإضافة إلي اتخاذه قرارت حسمت عدة قضايا معلقة داخل الكنيسة". وتابع زاخر مضيفاً "للبابا تواضروس الثاني رؤية إدارية وترميمه للعلاقات بالكنائس الاخري وبخاصة الكاثوليكية يحسب له، ولكن يحتاج البابا قدر من الحذر فيما يخص الدائرة المحيطة به لأن كثيرون منهم متربصون له وضده بعد قراراته الإدارية بخصوص عدد من الأساقفة".
*****************************

 عامان من وطنية البابا تواضروس الثاني (تقرير)

الأقباط متحدون الثلاثاء ٤ نوفمبر ٢٠١٤ -  كتب – نعيم يوسف

كنيسة وطنية "الكنيسة المصرية لها تاريخ كبير من الوطنية وعلى أكتافها قامت الحركة الوطنية"، كلمة أكدها الدكتور محمد البدري، سفير مصر لدى روسيا، خلال استقباله للبابا تواضروس الثاني، في زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، تعبيرا عن وطنية الكنيسة والبابا. اليوم.. الثلاثاء، الرابع من نوفمبر، يوافق مرور عامان، على اختيار البابا تواضروس الثاني، رأسا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن طريق القرعة الهيكلية، ليبدأ فصلا جديدا في وطنية الكنيسة القبطية على أيدي بطريركها الـ118 من سلسلة بابوات الإسكندرية وهو البابا تواضروس الثاني. الخروج من السياسة والدور الوطني استهل البابا تواضروس الثاني، مرحلة رئاسته للكنيسة بالإعلان عن عدم تدخل الكنيسة في السياسة دون التخلي عن دورها الوطني، حيث واصل البابا نتائج القرار الذي اتخذه معلمه الأنبا باخوميوس، قائمقام البطريرك بالإنسحاب من تأسيسية الإخوان للدستور، ليعلن أن الكنيسة لديها بعض التحفظات على الدستور الجديد، وأن الأقباط في مصر والخارج لهم كامل الحرية بالموافقة أو رفض الدستور الجديد، الأمر الذي نتج عنه رفض الأقباط لدستور الإخوان. الرد على أحداث الكاتدرائية لم تمر عدة شهور، وفي مطلع شهر أبريل من عام 2013، تم الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية عقب تشييع جثامين شهداء الخصوص منها، وسط انفلات أمني وإهمال واضح جدا، وهنا جاءت تصريحات البابا القوية التي قال فيها: "أن حق الشهداء في رقبة المجتمع والدولة"، وأن "الأمور اللي جرت عدت كل الخطوط الحمراء والتقصير وسوء التقدير والاهمال واضح جدا في التعامل مع الأزمة، وده أمر يسببلنا ألم كبير، ومشاعر المسؤولين لا تكفي أبدا لأن الأمور وصلت إلى حالة من التسيب والفوضى". وأضاف أن الرئيس اتصل به ووعده بتوفير الحماية للكاتدرائية ولكن "على أرض الواقع لم نجد ذلك"، مشيرا إلى أن ما جرى "لم يحدث في أسوأ العصور". لم تمر على هذه الحادثة أكثر من شهران، إلا وكان البابا وشيخ الأزهر، في ضيافة الرئيس ليستنجد بهم لمنع المواطنين من الخروج في مظاهرات 30 يونيو، فجاء رد الأزهر والكنيسة مطابقا، وصادما للرئيس الإخواني، وهو أن المواطنون أحرار في المشاركة أو عدمها. لم الدعوة لمظاهرات تمرد قبيل مظاهرات 30 يونيو بيوم واحد قال البابا: "مصر تحتاج كل المصريين اليوم : نفكر معا ..نتحاور معا ..نعبر معا عما في قلوبنا تجاه الوطن ولكن بﻻ عنف ، بلا اعتداء ، وبلا دم ،صلوا من اجل مصر". ثم قال في يوم الـ"تمرد"، قال البابا "كل مصري دمه غالي . أرجوك يا مصري شارك وعبر ولكن احترم الأخر"، واستشهد بالأية التي تقول: "في مزمور 23 : ان سرت في وادي ظل الموت ﻻ اخاف شرا ﻻنك انت معي". مضيفا، "الوعود اﻻلهية كثيرة حاول ان تتذكرها واقرأ معي سفر يشوع الاصحاح 1 للاطمئنان"، وذلك بسبب التهديدات الكثيرة التي كانت تلاحق الأقباط وتحذرهم من المشاركة في المظاهرات ضد الإخوان. وعقب المهلة التي أعطاها الجيش لكل القوى السياسية، لمدة 48 ساعة قال البابا: "تحية اجلال وتعظيم إلي ثلاثي مصر العظيم : الشعب ..و.. الجيش ..و.. والشباب.. عاشت بلادي حرة قوية". وفي يوم 2 يوليو كتب البابا عبر حسابه على "تويتر": "ما اروع الشعب المصري وهو يسترد ثورته المسلوبة بأسلوب حضاري فائق الرقي ، بفكرة " تمرد " وشبابها المضحي العظيم..أنا أصلي من اجل جميع أهل مصر". المشاركة في بيان عزل مرسي في الثالث من يوليو، وعقب إعلان الفريق السيسي القائد العام للقوات المسلحة عزل الرئيس الإخواني، ووضع خارطة الطريق قال البابا: إنها لحظة فارقة في تاريخ الوطن، وهذه خريطة للمستقبل التي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة باتفاق كل الحضور، وضعنا فيها كل العناصر التي تضمن سلامة الطريق لك المصريين، وضعت باخلاص قلبي، ومحبة شديدة للوطن وبرؤية للمستقبل القريب والبعيد، وضعها ناس مخلصون للوطن للحل الظرف الراهن دون اقصاء احد" مؤكدا، "لقد اجتمعنا تحت علم مصر الذي يضمنا جميعا". الاعتداء على الكنائس من الإخوان قام الإخوان المسلمون وأنصارهم، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بتوجيه غضبهم إلى الأقباط، واعتدوا عليهم، وهنا عقب البابا قائلا: "ده ثمن الحرية" إحنا تم الاعتداء على أكثر من 100 موقع وكنيسة بصورة بربرية إضافة إلى أكثر من 1000 بيت ومحل عمل، بصورة شرسة وغير طبيعية أعادتنا إلى عصور الغابات، والهدف هو الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، ولكننا منتبهون لذلك". الدعوة للاستفتاء على الدستور "نعم تزيد النعم"، كلمة أثارت جدلا واسعا، بعد أن قالها البابا تواضروس، قبيل الاستفتاء على الدستور الجديد، إلا أنه أصر عليها وكررها، ما دفع الأقباط للتوجه بكثافة للتصويت بـ"نعم" على الدستور، فجاءت نتيجة الاستفتاء مبهرة للجميع. عدم دعم مرشح رئاسي بعينه خلال الانتخابات الرئاسية وفي احتفالات عيد القيامة قام الموجودون بالكاتدرائية بالتصفيق الحاد للمرشح عبد الفتاح السيسي، وتصفيق ضعيف للمرشح حمدين صباحي ما دفع البابا إلى التصرف بحكمة وقطع التصفيق للسيسي، في إشارة إلى عدم الدعم من الكنيسة لأي من المرشحين. دعوة للمساهمة في بناء مصر وعندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب توليه الحكم، عن العديد من المشاريع، طالبا دعم المصريين، قال البابا عقب لقائه: ": أوجه دعوتنا لكل الاخوة المصريين مسيحيين ومسلمين بالداخل والخارج خاصة رجال الأعمال ورجال الفكر بضرورة أن نشترك معا بفكر واحد فى استعادة قوة الاقتصاد المصري. مشروع قناة السويس مفاجأة سارة جاءت بعد تولى الرئيس بشهرين فقط. الأمر الذى يدفعنا كمصريين للمشاركة فى صندوق تحيا مصر. وأدعو كل المصريين للبعد عن السلبية والتحلي بروح الإيجابية والمشاركة بما يصب فى النهاية لصالح مصر". دعم في زياراته الخارجية خلال زياراته وجولاته الرعوية الخارجية، يحمل البابا دائما معه الوطن في قلبه ليكون سفيرا لـ"مصر الجديدة"، التي يبنيها أبناؤها ويتصدون لكل الأخطار الخارجية والداخلية، ليعلن أن الأقباط هم جزء من الوطن، ومن أبرز ما أقواله بهذا الشأن، رده على أحد الصحفيين الروسيين عندما سأله: ألا تريدون أن تكون للأقباط دولة مستقلة في مصر؟؟ فرد البابا: "أقدامنا تمشي على الأرض وفكرنا في السماء".


This site was last updated 11/05/14