الطفل الذي خلد ذكر البابا شنودة
المصرى اليوم  21/2012م حوار - أحمد منعم
المهندس أيمن منير كامل، أو كما يطلق هو على نفسه "أيمن شنودة الثالث" هو الطفل الذى استخدمته السماء - وفقاً لإعتقاده - فى إختيار البابا المتنيح شنودة الثالث بطريركاً للكرازة المرقسية، وبابا للأرثوذكس المصريين فى نهاية عام 1971 خلفاً للبابا الأسبق كيرلس المتوفِ فى وقت سابق من العام ذاته.وكان الإختيار فى عام 1971 خلال قرعة أجرتها الكنيسة للإختيار بين ثلاثة أساقفة - هم الحاصلون على أكثرية الأصوات بين غيرهم من الأساقفة فى المجمع المقدس آنذاك - ووفقاً للائحة، ووفقاً لما أكده أيمن فإن إختيار الطفل الذى سيسحب اسم البابا الجديد فى القرعة الهيكلية يتم بشكل غير متحيز.
مصراوى أجرى حوارا مع أيمن، الطفل الذى صار فى منتصف الأربعينات من عمره، وقد استقبل نبأ رحيل البابا بشديد الأسى حيث قال "لقد كانت علاقتى به حميدة لدرجة أنه يمكنك تشبيهها بعلاقة الأب بالإبن، فطالما كان عوناً لى فى حياتى، وطالما قدم لى المعونة الحكيمة التى لا تصدر إلا عن أب".
هل كان البابا مستشارك فى أمورك الحياتية كإختيار مجال الدراسة و الكلية التى تدخلها أو مجال العمل؟
بكل تأكيد، لدرجة أن البابا كان يقدم لى النصائح الأبوية بدون طلبها لأن "سيدنا البابا" كان لديه فراسة عظيمة مكنته من معرفة كل شئ بمجرد نظرة فى وجه من يقابله أو بمجرد سماع صوتى فى مكالمة هاتفية، وأذكر أننى حاولت ترك الكلية فى فترة من الفترات وامتنعت عن الدراسة فعندما بلغه الخبر طلبنى ونصحنى بالعودة إلى الكلية ودفعنى وقتها لإكمال التعليم.
البعض توقع أن "طفل القرعة الهيكلية" أصبح كاهناً أو رهباناً لكن المعروف أنك "مهندس" فلماذا لم تفكر فى سلك طريق الرهبنة كالبابا أو الطريق الكهنوتي؟
لأننى أعرف تماماً صعوبة ووعورة هذا الطريق، لأننى من عائلة كهنوتية أصلاً، فعم والدتى كان مدرس فى المعهد الإكليركي، وبالمناسبة فقد كان عم والدتى هذا هو الشخص الذى تتلمذ عليه يديه "سيدنا البابا"، المجال الكهنوتى يحمّل من يدخله أعباءً لا أستطيع أنا تحملها فلو أردت أن أًصير رهباناً فكان يستوجب علي أن ألتزم " البتولية " - أى لا أتزوج -، ولو أردت أن أصبح كاهناً فإن الأحمال ستتضاعف علي لأنى لن أتمكن من التوفيق والجمع بين إلتزاماتى الأسرية.
المفترض أن الأيام القادمة ستشهد قرعة هيكلية جديدة لإختيار خليفة للبابا الراحل فهل تفكر فى أن تقدم إبنك لأن يكون هو طفل القرعة الهيكلية الجديد مثلما كنت أنت؟
لا طبعاً، المسألة "مش" وراثة، والكنيسة فى الفترة القادمة فى حاجة لإصلاحات كبيرة أهم من أن نفكر فى شخص الطفل الذى سيسحب القرعة الهيكلية القادمة، لكن على كل حال لن أحاول الدفع بابنى لكى يصبح هو الطفل الذى سيسحب اسم البابا الجديد.
بحكم إقترابك من البابا، هل حقاً كان يدبر - وفقاً لمزاعم البعض - مخططاً يعطى الغلبة للمسيحيين على حساب الأغلبية المسلمة فى البلد؟
هذا الكلام عارى تماماً من الصحة، والبابا كان يحب إخواننا المسلمين، وبحكم إقترابى من شخص البابا طوال سنوات وجوده على كرسى البابوية فإننى عرفت أنه كان يحمل بداخله فائق الإحترام لشخصين من بينهم فضيلة الشيخ الراحل "محمد متولى الشعراوى" وكثيراً ما كان يمتدحه بسبب حكمته ورجاحة عقله ولأنه كان حجة فى اللغة العربية، و"سيدنا البابا "كان يقول دائماً "انا بابى مفتوح لأى شخص يريد سؤالى فى أى مسألة دينية أو دنيوية " فلو كان البعض يشك فى البابا فلماذا لم يذهب ليستوثق منه ويتأكد من صحة هذه الإدعاءات؟ وبالعكس، فالمسيحيين يعيشون فى مصر فى حمى " إخوانهم " من المسلمين.
كان أيمن منير قد نفى في حوارات تلفزيونية شائعات بأن جهاز ''أمن الدولة'' حثه على اختيار البابا شنودة لمنصبه لاعتبارات سياسية حينها وقال انه كان معصوب العينين بشدة.
وأضاف أن جده كان أكبر كاهن في كنيسة العذراء والقديس يوسف بسموحة بمدينة الاسكندرية وقد تنبأ بأنه سيكون الطفل الذي سيختار البابا القادم وأبلغ والدته لتذهب من الاسكندرية وتأتي إلى القاهرة، وبالفعل ذهب إلى مصر لكن لم يحالفه الحظ هو وأمه بالحصول على التذكرة للدخول إلى الكاتدرائية القديمة في هذا الوقت حيث قال الانبا انطونيوس أن كل التذاكر نفذت، لكن القدر أبى الا أن يشأء دخوله إلى الكاتدرائية حيث تسلم تذكرة أحد الصحفيين الذى كان يعرف والده وفوجئ القائم بمقام عدم وجود أي طفل لذلك سمح بدخول تسعة كان هو من ضمنهم.
وأكد أن جميع الأطفال تمت تغطية أعينهم بشريط ''ستان'' وتم اختياره لكي يقوم باختيار ورقة واحدة من بين ثلاثة ورقات مشمعة بالشمع الأحمر بها كل من ''الانبا تيمساويس'' و''صمويل'' و''شنودة'' ووقع الاختيار على الأخير على الرغم من حصوله على 343 صوت فقط في حين كان الانبا صامويل حاصلا على 434 صوت.
وأوضح أن الطفل يتم اختياره لأنه لا ينتمي لأي شخص أو اتجاه داخل الكنيسة مؤكداً على أن اسقف التعليم قام بكشف الورقتين الأخريتين أمام مسمع ومرأى من الحضور حتى يزيل أي تشكيك وشائعات في ظل وجود ممثلين من رئاسة الجمهورية وأمن الدولة والداخلية.