Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القديس يوحنا ذهبى الفم يشرف على خدمته بالرسائل من منفاه بالقوقاز

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
يوحنا ذهبى الفم للأنبا غريغوريوس
يوحنا يترهبن
يوحنا شماساً وقساً
فترة الأسقفية
نفى يوحنا ونياحتة
ثورة بقيصرية كبادوكية
ذهبى الفم بالقوقاز
رسائل القديس يوحنا
ألامه بالمنفى بالقوقاز
موقف أسقف روما
نياحة القديس يوحنا
أقوال وكتابات يوحنا

 

المنطقة التى نفى إليها القديس يوحنا ذهبى الفم كانت جنوب القوقاز وفى هذه المنطقة لم يهدأ البطريرك القديس يوحنا ذهبى الفم ولكنه قام بإرسال رسائل كثيرة للخدام والأطباء والعلمانيين يشجعهم ويقويهم ويدبر إحتياجات الفقراء فكانت رسائلة وهو فى المنفى خير رد على أعدائه واثبتت هذه الرسائل التى كانت تنفجر حباً لأن الإتهامات بأنه متكبر ومحباً للعزلة عن الناس كانت إتهامات جوفاء لا اساس له من الصحة .

وكركوزة تمثل العزلة بعينها ، لكن هذه العزلة أهون عندى من الأعداء والمتاعب ، لذلك أقول أنى بلغت هذه العزلة كمن يصل إلى الميناء "

لقد إعتبر القديس يوحنا ذهبى النفس نفسه فى راحة خلال أسابيعه الأولى مع أنه لم يكن حراً يذهب حيث شاء (5) وكان حاكم أرمينيا يحبه ويهتم به كما ذكر القديس فى رسالتة إلى قرياقوص (6) الأسقف فيقول : " : " إن سيدى سوباتير Sopater حاكم أرمينيا التى أنا سجين فيها ، يعاملنى كأب بل يخدمنى أكثر من أب ، وإذ أبحث عن طريقة أعبر بها عن شكرى له أجد الفرصة سانحة فى محبتك لى وذلك أن له أبنا يعيش منذ فترة طويلة فى مدينتك لأتمام تعليمه ، فأرجوك أن تسرع برؤيته وتظهر له خدمتك ، بهذا تدفع عنى ديونى لأبيه ، وتكون نافعاً لى ، أعطه أن يلتصق بالحكام وبعائلتك وبكل الذين يقدرون أن يجعلوه مرحاً فى غربته ، فيكون كمن فى وطنه ، بهذا يصير هذا الشاب سعيداً ، وتسعدنى أنا ايضاً وتسعد نفسك ، بهذا تلزم الحاكم ، فى شخص أبنه ، المملوء حناناً وسمواً أن يكون ميناء يلجأ إليه كل المحتاجين "

وكان يشتاق لزيارة واحداً من أحباءه من الذين عرفهم فى أيام خدمته ، ولكن القوقاز بلد بعيدة ونائية والطريق إليها  نائى وملئ بالأخطار والجو ردئ وقارص البرودة ، وكان الكثيرين يريدون الذهاب إليه فيعلن لهم عن شوقه ليراهم ويسمعهم ولكنه يعود ويشدد عليهم ألا يحضروا خوفاً عليهم ، ولهذا لم يكن له وسيلة للإتصال بهم غير الرسائل يبعث بها غليهم وينتظر ردهم لمعرفة أخبارهم ، ولكن كان كثير من الرسائل لا تصل إليه لأن حامليها كانوا يرجعون بها خوفاً أخطار الطريق وهجوم اللصوص وقطاع الطرق .

وتظهر مشاعرة واضحة فى رسالته التى وجهها إلى الدوق ثيؤدوسيوس (7)  : " أنك لم تكف عن تقبيل رسائلى ، أما أنا فقد قبلت كاتب الرسالة كاتب (ربما قصد حامل الرسالة) ، حوطت بيدى حول عنقة وقبلت رأسه الغالية على ، أيه تعزية لى ، فإنه لم تصلنى رسالتك بل ( كأنى ) رأيتك بجوارى ، تحيا معى " 

وكتب إلى الطبيب Hymnetus  يوصيه بالأسقف Seleucus قائلاً : " لقد عرفت مرض سيدى الموقر ، فحاول أن تهدئ آلامه مستخداً مهارتك فى إبرائه من ضعفه ، هذه المهارة التى طالما أنقذ من الغرق كثيرن تعرضوا لعنف هذه الأمواج "

وقد كان القديس يوحنا يهتم بالخدمة فى أسقفيته وكان يعرف أخبارها من الزوار (8) فكان يكتب للخدام مشجعاً ومعزياً وناصحاً وموبخاً فكتب إلى فالانتين أن يسند ويساعد دومتيان المسئول عن خدمة العذارى والأرامل الفقيرات (9) فقال له : " ألجأ إليك كمن يلجأ إلى الميناء لكى تنقذهن من غرق الجوع ، أتوسل إليك بشدة أن تسنده ، أنت تعرف أن لى هبات عندك ، لقد تركتها لك كى تقدمها للفقراء "

وكتب لكاهن ثاوفيلس يشجعة على الإهتمام بحياة المؤمنين الروحية ومعاونتهم فى الجهاد ، وأن يبعث إليه بأحوالهم حتى يطمئن عليهم (10) ووبخه فى رسالة أخرى ومعه ساكيس مساعده فقال لهم (11) : " من يستطيع ان يبرئكما بينما قد حرم البعض ونفوا وطروا ، ولا تقدمان للشعب الذى حطمته العاصفة معونة وتعليماً "

وكتب رسالة إلى العلمانى ملخس يعزيه فى وفاة أبنته فقال (12) : " تهلل فأنك قدمت روحها لسيد المسكونة ، كما يقدم المزارع الصالح ثمراً ناضجاً "  

وكتب إلى الحاكم   المحب للروحيات يقول له (13) : " لقد وهبتنى جناحين ، وسببت لى فرحاً عظيماً لأنك وانت تعلن لى عن الأمور المحزنة ذاتها بكلمة تفرض نفسها على كل الأحداث .. مجداً للرب فى كل شئ .. هذه الكلمة تسبب لإبليس جرحاً مميتاً ، وتهب لقائلها هدوء وسعادة وسط الضيقات .. "

وإهتم القديس يوحنا بما حدث لإرساليات الكنيسة فى فينيقية فأرسل الكاهن روفينوس فى صيف عام 406م يقول له (14) : " لقد علمت أن النيرات إشتعلت من جديد فى فينيقية ، وان ثورة الوثنيين قد إزدادت ، وكثير من لارهبان ماتوا لذلك ألزمك أن تسرع ما إستطعت لتقف فى جبهة القتال ، أنا أعلم أن مجرد وجودك وحده يجعل الأعداء يهربون ، وأن صلواتك عذوبتك وصبرك وشجاعتك التى هى من الصميم حياتك ، هذا كله يعدم ثورتهم ويسند أصدقائك ويسبب أعمالاً صالحة كثيرة .. أريد أن أعلم أنك وضعت رجليك على حدود فينيقية حتى يكف عنى إضطرابى .

إن كان ممكناً فلتبعث لى بخطاب فى كل فرصة حتى أتتبع مدى ما وصلتم إليه ، وإن كنتم إقتربتم من الهدف فإنه فى حالة وجود معوقات أجاهد أن أتغلب عليها ، فإنى أبعث بعشرة ألاف لكى يعونوك ... حتى لو كانوا فى القسطنطينية ، إن كنت تعتقد بضرورة إرسال إخوة ، أطلب منى هذا !

أما عم رفات القديسين الشهداء فإطمئن ، فقد أسرعت وأرسلت إلى سيدى الكاهن الكلى التقوى Geronce  وسيدى أتروبوس الكلى الورع أسقف أرابيسوس اللذين لديهما الرفات حقيقية وسيسلمونها لك بعد قليل فى فينيقية .

لا تهمل شيئاً إذاً ، فإنك ترى غيرتى التى أظهرها لك ، أسرع لكى تقدر أن تنتهى من بناء الكنائس التى ينقصها السقف ، قبل حلول فصل الشتاء " 

وكتب رسالة للمرسلين المضطهدين قال فيها (15) : " إلى الكهنة الرهبان بفينيقية ، الذين يعلمون الوثنيين .. لا يترك القبطنة السفينة وهى تغرق ، ولا الأطباء المرضى وهم فى خطر ، لماذا أقول لكم حتى لا تنسحبوا من فينيقية بسبب الإضطرابات وكثرة المشاكل التى قامت فيها !! كلما إزدادت الإضطرابات وكثرت المشاكل وإرتفعت الأمواج بقسوة إلتزمتم بالإستمرار ومضاعفة مجهوداتكم مع ثباتكم وسهركم وغيرتكم ، لكى لا يهدم أحد بنائكم الجميل ويفسد زرعكم ، إذكروا التعب الذى تحملتموه والألم الذى تتعرضون له والصلاح الذى تكملونه ، وتغلبكم على الكثير من العادات الوثنية التى نلتموها بنعمة الرب ، وتحسن الموقف فى فينيقية ، فإن هذا كله يزيد من مكافأتكم وأكاليلكم .

فى القريب العاجل يحل الرب كل المشاكل ويكافئكم على صبركم .

إثبتوا إذاً وتمموا عملكم .

لا ينقصكم شئ ، فقد أعطيت الأوامر أن يقدموا لكم الملابس اللازمة والأحذية والمئونات وكل ما يحتاجه أخوتكم .

إن كنت وأنا وسط برية كركوزة (القوقاز) أرى نفسى غارقاً فى هذه التجربة المرة ، أهتم بإرساليتكم إلى هذه الدرجة ، فكم بالحرى يكون إهتمامكم أنتم وقد أخذتم كل ما تحتاجون إليه بوفرة فإنه يليق بكم أن تبذلوا كل ما فى وسعكم ، أستحلفكم ألا تجعلوا أحداً يبث فيكم الخوف ، فإن الأسباب كثيرة التى تجعلنا نترجى موقفاً أفضل ، كما ستعرفكم رسائل سيدى الكاهن الكلى التقوى قنسطس ..

أرسلت إليكم يوحنا ليسند روحكم .

لقد قمت بواجبى وشجعتكم بكلماتى ونصائحى وسهرت لكى لا ينقصكم شئ .. فإنه لم يعد شئ ما يوبخنى إن كنتم تتركون أنفسكم للكذابين والمنافقين عوض الإنصات إلى " 

ولم يكن من السهل على القديس يوحنا ذهبى الفم أن يرسل هذه الرسائل الكثيرة ورسالته إلى ألبيدوس(16) توضح لنا مدى المعاناه التى لاقاها القديس فى إرساله هذه الرسائل إذ يعتذر له عن عدم رده على رسائلة لوجوده فى مكان أشبه بسجن بل أكثر منه قسوة ، مع ندرة الأشخاص الموثوق فيهم لحمل الرسائل ، هذا بجانب مرضة الذى يهدده بين الحين والآخر ، فقد حث أنه كان ملازم الفراش طيلة الشتاء فيقول له : " هذا هو سر سكوت قلمى لا قلبى ... فإنى وإن كنت فى برية بعيدة أكثر من هذه التى انا أعيش فيها ، فإن ذكراكم تظل محفورة فى ذهنى "   

************************

المــــــــــراجع

(7) Ep.58. PG 52 : 641

(8) Ep.38  PG 52: 631  

(9) Ep.63  PG 52: 613

(10) Ep.217  PG 52: 730

(11) Ep.119  PG 52: 673- 674.

(13) Ep.193 PG: 719- 720.

(14) Ep.126 PG 52: 685- 687.

(15) Ep. 123  PG52: 676 - 678

(16) Ep. 188 Pg 52: 695.

(17) راجع كتاب أبونا تادرس يعقوب عن ذهبى الفم 

This site was last updated 12/19/11