الخلافة الراشدة الخلافة الأموية والخلافة العباسية وفن تزوير تاريخ الإسلام
هناك ثلاث حقبات زمنية واضحة لتطور كتب الإسلام مثل القرآن وكتب السيرة النبوية وتاريخ الإسلام حتى وصل إلينا فى شكله الحالى هذه الحقبات التى تشكل فيها الإسلام سببها حكم وسيطرة قبيلة عربية على باقى القبائل العربية فى الشام وفارس (إيران حاليا) هذه الحقبات الإسلامية مع أنها مختلفة فى نشأتها وتوجهاتها إلا أنها إتخذت من الإسلام وسيلة للحكم بالدين وفى النهاية ساهمت هذه الحقبات الثلاثة فى تكوين الإسلام بشكله الحالى فمن الواضح لقارئ التاريخ أن إسلام الخلافة الراشدة مختلف عن إسلام الخلافة الأموية وبالتالى مختلف عن إسلام الخلافة العباسية فالأخير متطور عن سابقيه فكل حقبة زمنية ساهمت فى تطوير القرآن فحقبة الخلافة الراشدة إنتهت عندما جمع عثمان بن عفان القرآن وحرق أكثر من 22 مصحف كتبها الصحابة قبل موت الرسول ولهذا قتلوه الصحابة أما فى عصر الخلافة الأموير فقد اضيفت سورة الإسراء وظهر الخلاف فىتحديد قبلة المسلمين هل هى فى القدس أم البتراء أم مكة وإنتهتت هذه الحقبة على نقل الحجر الأسود من كعبة البتراء غلأى كعبة مكة وفى عصر الخلافة العباسية اصيفت النقط والتشكيل وغيره كما ظهر ترايخ الإسلام كتبه فقهاء بنى العباس الذين عاشوا جميعهم فى إيران بعد موت الرسول بـ 200 سنة ولم يرى أحدهم مكة
مقالة للأستاذ / عبد الرضا حمد جاسم بعنوان الشك في اعجاز القرآن فى موقع الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 كتب يقول : [ رغم علم(شيوخ الإسلام) ان الكثير مما ورد عن محمد ركيك وضعيف ومشكوك به وتم جمعه بعد مئات السنين وتم صياغة الكثير منه لخدمة اغراض دنيوية ضيقه لحاكم او امير او ملك ولم يكن له حافظ كما ورد في حفظ النص القرآني
لقد حاول الأربعة من بعد محمد تثبيت شيء او معالجة اشياء لم يهيئ لها محمد اتباعه لا في احاديثه لهم ولا في الأيات التي قالها لهم و لا في ممارساته اليومية والدليل الضجة او الفتنة الأولى التي هزت الأركان ولما تزل التي حصلت بعد وفاة محمد وانكشاف ضعف الأيمان عند الكثيرين وما حصل فيما اطلق عليه السيد الكاتب بالرده... واضطرار ابا بكر قول قولته الشهيرة التي يمكن ان نستنتج منها مقدار الارتباك والحرج الذي ساد الوضع ولا يزال محمد مسجى لم يدفن بعد. فقد تركوا نبيهم مسجى وانشغلوا بغيره في دليل على عدم احترامهم للمتوفي وكيف أذا كان نبيهم لقد انشغلوا عن تأبينه ودفنه بنزاعات ان عكست شيء عكست ان هناك من تمنوا الخلاص منه ليورثوه وهناك من تحرروا في موته من عهدهم له بالموالات وهناك من كان مقتنعاً به وما قال وفعل واعطى حق ذلك في تكريمه بعد وفاته وقد قيل انه المسلم الوحيد الذي لم يقام له تشييع يليق به وبمكانته وكأنهم يريدون التخلص من جثته والدليل انه لم يذكر وصف لتشييعه او تأبينه او الحزن عليه خارج بيته وعائلته الأولى وليس عند زوجاته العديدات وهذا انتج الانشقاقات فيما بعد والتي وصلت حتى يومنا هذا حيث قال ابو بكر في محاوله منه لمعالجة التدهور الخطير وغير المتوقع:
(من كان يعبد محمد فأن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فأن الله حي لا يموت)
هذا القول يعني ان الكثيرين كانوا مقتنعين بشخصية محمد وتأثيره عليهم ولم يدخل الأيمان برب محمد الى قلوبهم ومن هنا كان الشك والأزمة التي رافقت الإسلام والتي لم تعالج بحكمه ولا بالموعظة الحسنه وانما بالسيف والإكراه كما سنستخلص مما ورد في المقال لاحقاً ونذكره
لقد شكك البعض بدقة ما كانوا قد تعرفوا عليه ليقابلوا بعدم دقه واستباحه عززت قناعاتهم بعدم دقة ما سمعوه ومارسوه فعلاً وقولاً على حياة محمد
ثم جاء عمر بن الخطاب البروليتاري الأول الذي صارع الحديد وطوعه والوحيد من المسلمين الأوائل التي عفرت وجهه نار منفاخ الحداد وحاول ايجاد طرق للعدالة مربوطة بقساوة الحديد وشدة النار التي تطوعه ونظر الى الفقير والفقراء لأنه منهم وأراد مجتمع ينصف الفقراء ويوجِدْ لهم حق في مال الأغنياء مقابل جهدهم واراد ان تكون قيمة الأنسان بعمله لا بماله واصله وفصله
ثم جاء عثمان الذي اوجد واسس ما تسير عليه بلاد المسلمين اليوم من مفاهيم(أولي الأمر) وتسلط ذوو القربى والمحسوبية والمنسوبة وحكم العوائل وسيطرة الأهل والأقارب والأنساب على مقدرات العامة لينتفض عليه الشعب المحروم المهزوم.. الجائع الباحث عن العدالة في بيت المال لتطيح به الجماهير التي كانت تهتف(الشعب يريد اسقاط النظام)(ارحل يعني أمشي انت مبتفهمش) وعندما امتنع عن القيام بالإصلاح الذي يريدون قتلوه
وهم بذلك سنوا سنه حسنه تطبقها الثورات الشعبية اليوم بعد اكثر من اربعة عشر قرنا لكن بعدالة قانون هذا الزمانً
ثم نادوا بعلي بن ابي طالب ابن عم نبيهم وصفيه والقريب اليهم في زهده وعلمه وعدالته التي اقترنت بعدالة عمر وحكمته التي قال فيها عمر البروليتاري عن علي الاشتراكي (لولا علي لهلك عمر)لا خوفاً على حياته ولكن لأن عمر ثائر متطرف او يؤمن بالسلاح وعلي حكيم متأني رغم شجاعته فعرف عمر ان ثوريته الزائدة ستذهب به وبما يريد فاحتكم لروّية علي التي تعلمها من ابن عمه الذي أدار امور الحياة بعد ثورته بتأني ودراسة المحيط وتقدير موازين القوى لبناء مجتمع جديد اخر شيء فيه العبودية حتى الى الله لقد كان محمد ثائر جعله اتباعه من بعد نبياً
جاء علي لينفذ ما فكر به محمد وابلغه الى علي بأن الصحراء قاحله وغير منتجه ولا يمكن البناء فيها ومنها لأنها رمال لا يمكن التأسيس فيها او عليها وان سكانها منشغلين بمقابلة قساوتها والخضوع لها واتقاء غبارها والتفكير بما يديم حياتهم فيها فلا وقت عندهم للأبداع والاستنتاج والتطوير وأن من يعطيهم شربت ماء يملكهم ومن يتفضل عليهم بشيء يسدون به احتياجاتهم يمتنون له. أفقهم ضيق وتفكيرهم محصور بأفق بسيط رغم انفتاح الأفق أمامهم
فقرر نقل مقر الدولة او الخلافة الى الكوفة الى تلك البلاد القريبة من الحضارات الى تلك التي فيها نهريين للحياة هما دجله والفرات وتلك الربوع السوداء خصباً وفيها النهر الثالث للحياة هو التاريخ والحضارة وقريب منها النهر الرابع للحياة هو القرب من الحضارات الإغريقية والفارسية التي يجب ان يتفاعل معها ويلتقي بها ليبني دوله لذلك لم يقوم علي بأي غزو لأحد او بقعه او امه لأنه كان يرفض ذلك وأراد التواصل الإنساني لذلك تراه اليوم الوحيد من الخلفاء الموصوفين بالراشدين الذي يحمل له اتباعه صور(رسم) ولو دققت النظر بها تجدها قريبة الشبه من حيث الملامح بصورة(رسم) السيد المسيح مع بعض الإضافات و تجد ان الكاتب البارع جورج جرداق لقب بكاتب علي وانه الوحيد من الراشدين الأربعة من ترك ارث ثقافي راقي يحاكي بعض قوانين حقوق الأنسان اليوم
مما تقدم اضطررنا الى سرده لنبين مدى الفرق في تفسير اقرب الناس الى محمد لثورته واختلاف مناهجهم فيها التي تعكس الشك في النص او الأعجاز
ثم جاء الأمويين احفاد ووارثي احكام سيطرة أولي الأمر وتسلط العوائل لينتقل الإسلام من الله الى العائلة وهذا اباح ان يكون وكيل الله على الأرض الفاجر والمجرم والكاذب والمنافق وكل ذلك مسنود بنصوص صريحه وواضحة ولها القدسية لتزيد الشك حتى ان احد امراء بيت اميه او بنيها قال:....قل مزقني الوليد في اشارة منه الى فعلته في تمزيق القرآن امام العامة
وهو اليوم من الصحابة وأولي الأمر وهو الذي كان والسيد الكاتب يعرف انه يعتلي المنبر وهو ثمل وهم يؤدون خلفه الصلاة لأنه المسؤول امام ربهم
واليوم كما كان هناك من يبيح للوليد ان يكرعها ويأم المسلمين يأمرون المسلمين بإطاعة خادم الحرم او امام الجامع او المفتي الذي يكتنز المال ويسرقه والملوك والأمراء والرؤساء وكلهم مبجلين لا يجب مخالفتهم وانتم أدرى بما يفتي به اليوم وعاض السلاطين و كيف يبيحون لهم اكتناز المال والسرقة لأموال المسلمين وكل ذلك مسنود بآيات من النص واحاديث عن محمد
كل ذلك يأتي من شيء ابتدعه الأولين من اصحاب المذاهب والشيوخ والعلماء بأن ذنب الرعية في رقبة العالم والعلماء يتعمدون اشاعة الجهل واليأس والخنوع والحزن والذل عند العامة ليتصدروا الموقف
لقد اوصل هؤلاء المذنبين الحال الى تكذيب حتى من يؤدي شهادتهم ويقدس كتابهم ويصلي على قبلتم ويتبع نصوص قرانهم وسنة نبيهم لسبب بسيط انه يتوضأ بشكل يخالفهم ويبيحون دمه وعرضه وماله وهم يعرفون ان محمد عندما ظهر في مكة لم يجد من الماء ما يكفي للشرب حتى يتوضأ به خمس مرات في اليوم وبعضهم حرم الزواج من المذاهب الأخرى وحتى اليوم يمنعون البعض من اقامة صلاة الجمعة
من هذا المثل عليك ان تتصور الزيف والكذب والأجرام الذي اوجده الفقهاء واصحاب المذاهب بدينهم والذي يدل على ان الدين او النص ليس بالأعجاز او ليس فيه شيء يمكن ان يعتبر بسببه معجزه لأن اتباعه لا يحترمون حتى حرمة دمائهم واعراض اتباع الدين واموالهم
نعود لنصوص طرحها السيد الكاتب لنناقشها من ثنايا ما كتب:
يقول الكاتب(يرتكز الخطاب التكفيري مثله مثل اي خطاب تطرفي على الثقافة السطحية ومخاطبة العواطف وتهييج الغرائز ويهاجم النفس البشرية في نقاط ضعفها)(انتهى الاقتباس)]
*****************************************
التاريخ هو الشاهد على حياة الأمم والشُّعوب وحضارتها.
"التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون"، مقولة تُنسب إلى المفكر الألماني من أصل يهودي "والتر بنيامين"، وقد ظهرت القاعدة أو المقولة حوالي عام 1940م التي أطلقها صاحبها كي يُمَيِّـزَ بين ناسخ التاريخ أو مدوِّن الأخبار الذي يتأثر بالمنتصر وبين المؤرخ الذى يكتب الحقائق بكلا الجانبين سواء أكان الإنسانِ منتصرًا أم مهزومًا. ولجأ بعض الكتاب والمؤرخين عَمَدَ إلى تأليف الكتب بدون وضع أسمائهم عليها أو باسماء وهمية ؛ حتى لا ينالَهم بطشُ الحكام والإرهابيين المسلمين في عصرهم، لذا نجد كتبًا ومصادرَ عدة تحت مسمَّى "مجهول المؤلف".
وتبارى الكتاب والشعراء فى مدح الخلفاء والأمراء والولاة المسلمين للثناء على الحاكم والتقرب إليه بكل حال وتبجيله وتمجيدة ، وهم في ذلك قدوتُهم قول الشاعر ابن هانئ في الخليفة الفاطمى بمصر المعز لدين الله الفاطمي:
مَا شِئْتَ لا مَا شَاءَتِ الأقْدارُ ** فاحْكُمْ فأنتَ الواحدُ القهَّارُ
فَكَأَنَّمَا أنتَ النبيُّ محمدٌ ** وكأنَّما أنصارُك الأنصَارُ
وإمتلأت كتب التاريخ الإسلامى الذى كتبه فقهاء وشيوخ المسلمين بالتزويرُ وطمسُ الحقائقِ؛ والمبالغة وحشوه بالأساطير وسرقة أحداث تاريخية لقادة جيوش ولصقها لأشخاص إسلامية كنوع من أنواع البروباجاندا لكنَّ أخطرها يتمثَّل في استمرار آثار هذا النوع من التاريخ المزور لفترات أنشأ اجيالا ملوثة بعقدة الأمة التى لا تقهر ، وهو ما ترك أثره على الأحداث التاريخية حتى يومنا هذا، والدعوة للرجوع للسلف والتقيد بما هو قديم فالتاريخ في مختلف عصوره يحتاج إلى مراجعة وتدقيق باستمرار
*************************************
أسبابُ التزييف أو التزوير في التاريخ :
1-الميول والأهواء الفكريَّة والمذهبيَّة: وهو ما يتضح لنا عند دراسة كتب أهل السنَّة وكتب الشيعة في بعض الأحداث التاريخيَّة، وكذلك عند تناول أحداث الحروب الصليبيَّة - على سبيل المثال - حيث يعمد مؤرخو الشرق الإسلامي لوصف هذا الاحتلال بالبربريِّ الغاشمِ، في حين أن كُتَّاب الغرب الأوروبي يصفون المسلمين بالعنف والشدة والقسوة والوحشية فى معاملة الحجاج المسيحيين وغيرها من الصفات التي تعبر عن وجهة نظر أصحابها الدينيَّة والمذهبيَّة والفكريَّة.
2- إرضاء الحكَّام ورجال السلطة: وهو أكثر ما نجدُه في تزييف التاريخ؛ حيث نجد الكثير من المؤرخين يعمد إلى ذكر محاسن العصر الذي يحيا فيه
************************************
القرآن والكتب الإسلامية ليست مصدر موثوق لتاريخ الإسلام
أولا : القرآن
هناك مشكلات فى إعتبار القرآن كتابا يؤرخ لتاريخ الإسلام بالمقارنة بالإنجيل وكتب اليهود المقدسة التى تذكر الحكام والأماكن والبلاد والمدن وحتى الأنهر والنباتات وغيرها من المقومات الجغرافية والبيئية والسيااسية والإجتماعية وغيرها مما يمكن إعتبارها مصدرا موثوقا فيه كمصدر للتاريخ فمثلا يصف القرآن مكة فى منطقة بها أعناب ونخيل وزيتون بينما مكة فى منطقة جبلية مقفرة تفتقر للمياة والقرآن عموما فى سورة المكية مثل سورة النحل لا يتكلم عن الصحراء ، وجغرافيته تتحدث عن الساحل الشامي حيث الخضرة والفواكه . عند قراءة القرآن نستغرب من عدم ذكر آياته شيئا عن بيئة مكة الصحراوية حيث الرمال والعواصف الترابية وقساوة الحياة الجافة . بعكس ذلك نقرأ نصوص القرآن تتحدث بلاد خضراء خصبة ، بلاد تجري فيها الأنهاروالعيون الفوارة ، ويرتكز القرآن في مواعظه على بلاد تنبت فيها البساتين والزرع والعنب والرمان والتين والزيتون الذي تفتقر له مكة والمدينة و مدن الحجاز هذا دليل واحد من العيد من الأدلة التى تجعلنا لا نتخذ التاريخ من القرآن .
والقرآن ذاته كتب بطريقة شعرية نثرية مفككة وتكرر العبارت ويفتقر للتسلسل لهذا يعتبر كتابا للصلوات وليس كتابا للسرد التاريخى وكلمة قرآن مشتقّة من كلمة "قريانا" (بكسر القاف) السريانية وهو تعبير سرياني من الطقسيات أو الليتورجيا liturgy السريانية والذي يعني " كتاب الفصول lectionary " كتاب القراءات الطقسيّة السريانية (باسم قريانا) يعتبر كتاب فصول آرامي سوري يحتوي على تراتيل واقتباسات من الكتاب المقدس، خلق للاستعمال في الطقوس المسيحية. المصدر: كتاب "قراءة آرامية سريانية للقرآن" لعالم فقه اللغة الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ نرجو الاحترام المتبادل للعقائد ويفضل عدم الدخول بنقاشات عقائدية.. كل واحد عدينو الله يعينو والتعليقات المكتوبة بنية سيئة رح تنحذف ويللي فيها اهانة للمعتقدات رح ينحظرو اصحابها
*******************************
كتاب قراءة آرامية سريانية للقرآن
كرِستوف لُكسنبرغ (بالألمانية: Christoph Luxenberg)، هو اسم مستعار لمؤرخ وعالم عربيات وساميات ألماني، اشتهر بكتابة كتاب قراءة آرامية سريانية للقرآن التي افترض فيها كتابة أجزاء من القرآن باللغة السريانية.
اختار المؤلف أن ينشر الكتاب باسم مستعار مخافة أن يستهدف بأعمال انتقامية بتهمة معاداة الإسلام
دخل لوكسنبرغ في الباب العاشر في لبِّ الموضوع عبر تحليل معنى كلمة “قرآن”، فيأتي بالحجة أن كلمة قرآن مشتقة من السريانية قريانا، وهو مصطلح فني مأخوذ من الليتورجيا المسيحية ويعني “كتاب الفصول”، أي القراءات الكتابية الثابتة المستعملة في إقامة رتبة القداس الإلهي على مدار السنة. وهو يستند فيما يذهب إليه على تهجئة الكلمة كما وردت في النصوص المبكرة. فكلمة قريانا كان يكتبها محمد بلا همزة (مدة)، وفق أحد الشهود الأوائل؛ وهذا يعكس، بحسب لوكسنبرغ، أثرًا سريانيًّا.
فبحسب الموروث الإسلامي، كانت لهجة محمد تلفظ الهمزة “ضعيفة”. وبالفعل كان آراميو سوريا والرافدين المسيحيون من الناطقين بالعربية يلفظون الهمزة بنفس الطريقة، تقريبًا كالـ/ي/. وفوق ذلك فإن المعاجم العربية–السريانية، التي مازالت محافظة على عدة قراءات “جاهلية” للكلمات العربية، تقرأ الكلمة السريانية قريانا كـقرآن و/أو قريان.
ويطرح لوكسنبرغ تدرُّج تهجئة هذه الكلمة كما يلي: قريان > قر[آ]ن، مكتوبة بلا ألف، ثم قران بالألف، لتصير في النهاية قرآن بإقحام الهمزة. من هنا لم يعد المفسِّرون مدركين أن الـياء يمكن أن تمثل /آ/، وهو استعمال مبرهن عليه بشكل واسع في كتابة الأفعال المعتلة الآخِر.
ويقدِّم لوكسنبرغ في ما تبقى من الباب توضيحات لمقاطع أخرى غير واضحة، حيث يعود الغموض إلى نفس الظاهرة، أحيانًا بشكل مباشر، وأحيانًا أخرى مترافقًا مع التباسات أخرى في منظومة الكتابة، كالخطأ في تنقيط التاء أو الياء، ثم تطبيق الاشتقاق نفسه.
[23]
يُختتَم الباب بتبيان أن المعنى الفني لـكتاب الفصول مازال متضمنًا في كلمة قرآن. لكن الأكثر لفتًا للنظر هو نتيجة مفادها أن مصطلح أم الكتاب، الآرامي الأصل، ينبغي أن يكون الأصل المكتوب وأنه لم يكن في النية على الإطلاق استبدال القرآن بالأصل المكتوب. وقد يحتجُّ بعضهم بأن تفاصيل الحجة في سياق قراءة سورتي يوسف 1-2 وآل عمران 7 قد ضُغِطَتْ في هامشين، لكن الحجة بيِّنة مع ذلك.
ويقدم لوكسنبرغ البرهان على أن مصطلح قرآن نفسه هو المفتاح لفهم تلك المقاطع الغامضة التي أسقط في يد المفسرين، من داخل الموروث ومن خارجه، وهم يتناولونها. فإذا كانت كلمة قريان تعني “كتاب الفصول”، وإذا كان النص نفسه يدَّعي أنه توضيح لنصٍّ أسبق، فإن النص الأسبق لا بدَّ أن يكون كُتِب بلغة مختلفة. والمرشح الأوحد في حالتنا هو العهدان القديم والجديد باللغة السريانية، الـبشيتا.
من هنا، فإن لتأثير الآرامية على عربية محمد أصلاً نصيًّا قابلاً للتحديد.
ويقدم لوكسنبرغ في نهاية عمله حجة قوية مفادها أن سورة الكوثر إنما هي تلميح واضح إلى بشيتا رسالة بطرس الأولى 5: 8-9.
وبالفعل فإن هذه السورة التي لا يتجاوز طولها الثلاثة سطور من أصعب السور على كلا المفسِّرين العرب والغربيين.
ويبيِّن لوكسنبرغ السبب في هذا: لأنها مؤلفة من تدوين بالعربية لنصٍّ من العهد الجديد السرياني، بمعنى أن هذه السورة تكاد لا تحوي كلمةً عربيةً واحدة. إنها نصوص “موحى” بها؛ وبمقدار ما يحوي القرآن مقبوسات منها أو تأويلات لها فإن القرآن أيضًا “وحي”.
[24]
كانت هناك في زمن محمد لهجات عربية عديدة. وفي المواضع العشرة التي يدَّعي فيها القرآن أنه كُتِبَ بالعربية، يبيِّن لوكسنبرغ أولاً أن لتلك المقاطع أشكالاً نحوية مشكلة على المفسِّرين ويختلف تأويلها من مفسِّر لآخر. فهو، مثلاً، يشير في سورة فُصِّلت 44 أن ثلاثي فصَّل العربي يعني “قسَّم”؛ لكن سياق الكلام هنا كان يتطلَّب “ميَّز” أو “أوَّل” أو “ترجم”؛ إذ لا نجد هذا المعنى لهذه الكلمة العربية في أيِّ مكان آخر، كذلك لا تورِد المعاجم السريانية–العربية أيًّا من الكلمتين كترجمة للأخرى؛ ورباعي ترجم (المأخوذ عن السريانية مباشرة) هو الدال على الترجمة بالعربية. غير أن كلمة برش/برِّش السريانية يمكن أن تعني في نفس الوقت “قسَّم” و”ترجم” (ككلمة هبديل العبرية؛ وهذا أيضًا مثال على “نسخة دلالية” أشرنا إليها أعلاه). الطبري كذلك فهم فصَّل وكأنها مرادفة لـبيَّن (سورة الدخان 3)، التي تعني أيضًا “ترجم”. إن الآية 44 من سورة فُصِّلت تشهد بوضوح على مصدر للقرآن مكتوب بلغة “أعجمية”. وعلى خطى الطبري، يسجِّل لوكسنبرغ وجود خلل في نص هذه الآية يبيِّن وجود أصل غير عربي لأجزاء من القرآن. وحجته هنا ضعيفة بعض الشيء، لولا البراهين الإضافية المستنتَجة من أحد عشر موضعًا أخرى من القرآن، حيث طبَّق لوكسنبرغ هذه الحجج عينها وحججًا أخرى مشابهة تطبيقًا متماسكًا في حلِّ مصاعب تدور جميعًا حول المصطلحات المتصلة بوحي القرآن ولغته. وهذه الحجج تترك القليل من الشك في أن لوكسنبرغ كشف الغطاء عن سوء فهم أساسي لهذه المصطلحات ضمن سياقها القرآني.
[25]
يبيِّن لوكسنبرغ في الباب الثاني عشر أنْ ليس أصل القرآن ولغته وحدهما يختلفان عما يدَّعيه المفسِّرون الذين كتبوا في الأمر بعد انقضاء مائتي سنة على الشروع فيه، إنما أيضًا أن العديد من المقاطع الأساسية يتضمن كلمات أو عبارات تمت استعارتها من السريانية إلى العربية. ففي تحليله لسورة مريم، الآية 24، حيث جاء: “فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربُّك تحتك سريَّا”، يستنتج أن هذه الآية يجب أن تُقرأ كما يلي: ” فناداها من فور أن انطرحت [لتضع] ألا تحزني قد جعل ربُّك وضعك شرعيَّا”.
إن نقاش لوكسنبرغ المسهب لتعقيدات هذا المقطع يحلَّ الصعوبات النحوية للعربية بطريقة تتناسب مع سياق الكلام: يسوع ينفح في مريم الشجاعة على مواجهة أقربائها، على الرغم من وضعها طفلاً خارج الزوجية. ثم يقدم هذا الفصل حججًا مطوَّلة تتناول مشكلات مفرداتية وقواعدية وتركيبية ونظمية في سورة هود 116-11