Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أغرب إنتخابات تتم فى العصر الملكى بمقتضي دستور‏1923

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
فهرس الحرب العالمية الثانية
أستقالة وزير
البنات ووراثة العرش
‏عمارة‏ ‏الإيموبيليا‏
فاروق يصبح ملكاً
التجديد النصفى لمجلس الشيوخ
الموائد الرمضانية للملك فاروق
فاروق يغادر مصر
حرب فلسطين 1948
أحمد ماهر باشا
نادى الضباط
الحافة الوفدية وفاروق
مسلسل عن الملك فاروق
ديوان المراقبة
أغرب إنتخابات
على ماهر باشا
حريق القاهرة
إنفراج الأزمة الوزارية
الملك فاروق والملك سعود
طفولة الملك فاروق
بداية حكم الملك فاروق
فاروق والدول العربية
فلول الأسرة المالكة
فاروق والأمراء والملوك
النشاط الإجتماعى لفاروق
الإنضمام لعصبة الأمم
صور نادرة بمكتبة الأسكندرية
الملك فاروق والإسلام
مجزرة الإسماعيلية وحريق القاهرة
حصار الإنجليز لعابدين
أحمد حسين معشوق النساء
إحياء ذكرى الملك
الملك فاروق ومظاهرات الطلبة
الإقتصاد المصرى القوى
الملك وإنتخابات نادى الضباط
Untitled 176
الصحافة وتوريث الحكم
أرض الملك فاروق
إضراب العمد
الإنجليز يحاصرون عابدين
رؤساء وزارات الحكم الملكى
البوم صور
معاهدة 1936
حاشية الملك الفاسدة
البرلمان
تنازل الملك عن العرش
مبارك وقصور فاروق
موت فاروق بالسم
Untitled 2661
Untitled 2662
Untitled 2663
Untitled 2664
Untitled 2665
Untitled 2666
Untitled 2667
Untitled 2668
Untitled 2669
Untitled 2670

Hit Counter

 

جريدة الأهرام 22/11/2007م السنة 132 العدد   عن مقالة بعنوان [ ديوان الحياة المعاصرة - انتخابات غير مسبوقة ] بقلم‏:‏ د‏.‏ يونان لبيب رزق
الحلقة‏708‏
لم يكن قد مضي علي محاصرة الدبابات البريطانية لسراي عابدين يوم‏4‏ فبراير‏1942‏ وإرغام الملك فاروق علي دعوة زعيم الوفد‏'‏ صاحب المقام الرفيع مصطفي النحاس باشا‏'‏ لتأليف الوزارة الجديدة سوي ثلاثة أيام‏,‏ حين أصدر‏'‏ جلالة الملك‏'‏ مرسوما بحل مجلس النواب ودعوة المجلس الجديد للانعقاد يوم الاثنين‏30‏ مارس‏,‏ الأمر الذي علقت عليه‏'‏ الأهرام‏'‏ بالقول أن هذا المرسوم‏'‏ اختصر مواعيد الانتخابات‏,‏ وحدد موعد اجتماع المجلس الجديد بعد نحو خمسين يوما بدلا من سبعين‏'‏
ويبدو أن جريدتنا لم تكن تعلم بالمشاورات والمناورات التي جرت من قبل بين سراي عابدين‏,‏ والسفير البريطاني‏,‏ السير مايلز لامبسون‏,‏ في قصر الدوبارة‏,‏ والوفد بزعامة مصطفي النحاس‏,‏ فقد كان المطلب الإنجليزي بالتخلص من وزارة علي ماهر‏,‏ باعتبارها وزارة معادية لنشاط الحلفاء في الحرب‏,‏ يشترط تأليف وزارة جديدة يرضي عنها الوفد باعتباره القوة الشعبية الأولي في البلاد‏,‏ وأنه هو الذي وقع معاهدة‏1936‏ التي كان الإنجليز يطالبون بتنفيذها بإخلاص‏,‏ غير أن عابدين ظلت تتملص من الاستجابة للمطلب البريطاني مدفوعة بأمرين‏;‏ الأول‏:‏ المخاوف من حكومة وفدية تناطح السراي العتيدة في نفوذها الذي نجحت في فرضه بعد التخلص من الوزارة النحاسية في نهاية‏1938,‏ والرفض المتكرر من الزعامة الوفدية لقيام حكومة قومية أو ائتلافية تشارك فيها الأحزاب الأخري‏(‏ الدستوريين والسعديين‏)‏ بحكم ما تتمتع به من أغلبية في البرلمان‏.‏
وفي محاولة الملك للتملص من الضغط البريطاني فقد أتي بعد علي ماهر بوزارتين ترأسهما رجال من المعروفين بحسن علاقتهم مع الإنجليز‏,‏ حسن صبري باشا والذي عمل لفترة من حياته ممثلا للحكومة المصرية في لندن‏,‏ والذي توفي بشكل درامي في البرلمان أثناء إلقائه لخطبة لعرش‏,‏ ثم حسين سري باشا الذي كان يمت بصلة قرابة للملك فضلا عن حسن العلاقة مع قصر الدوبارة‏.‏
غير أن زيادة روح العداء للإنجليز بين المصريين في تلك الفترة الحرجة من فترات الحرب العالمية الثانية دعا الأولين إلي استخدام القوة‏,‏ فكانت حادثة‏4‏ فبراير بكل تداعياتها‏,‏ وجاء تأليف وزارة النحاس بشروطه وليس بالشروط الملكية‏,‏ وكان أول هذه الشروط إجراء انتخابات لمجلس نواب جديد‏,‏ وهو ما لم يستطع فاروق سوي الرضوخ له‏,‏ فكان الإصدار الفوري لمرسوم حل مجلس النواب القديم وإجراء انتخابات لمجلس جديد‏,‏ في أقل وقت تسمح به الإجراءات الدستورية‏.‏
وفي تلك الظروف انعقدت أغرب انتخابات جرت بمقتضي دستور‏1923,‏ فلم يكن أحد قد تبين بعد موقف الأحزاب التي ساندت الملك طوال الفترة ما بين عامي‏1938‏ و‏1942,‏ والتي تمتعت بأغلبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ‏,‏ خاصة الأحرار الدستوريين والسعديين ومعهم تحالف من الحزبين الملكيين اللذين تأسسا في عهد الملك فؤاد‏,‏ واللذين اندمجا في حزب واحد هو‏'‏ الاتحاد الشعبي‏',‏ والذي حصل علي عدد قليل من الأصوات‏.‏
والفكرة السائدة أن هذه الأحزاب قد رفضت منذ البداية خوض الانتخابات والمشاركة في عهد جاء علي‏'‏ أسنة حراب الإنجليز‏'‏ علي حد قول زعيم أحدها‏,‏ غير أن متابعة الأهرام تؤكد أن مشاورات طويلة قد جرت قبل أن تتخذ قيادات أحزاب الأقلية قرارها بالمقاطعة‏.‏


أهرام 25/3/1942
الأهرام -------------------------->
تقول جريدتنا في عددها الصادر يوم‏13‏ فبراير عام‏1942‏ وتحت عنوان‏'‏ السعديون يدخلون المعركة الانتخابية‏-‏ بين النحاس باشا والدكتور ماهر باشا‏-‏ اجتماع حزبي الأحرار والاتحاد الشعبي‏',‏ والذي جاء تحته أن الهيئة السعدية اجتمعت لمدة أربع ساعات ثم أصدرت قرارا إجماعيا بدخول المعركة الانتخابية‏,‏ وأن الحزبين الآخرين بصدد اتخاذ قرار بنفس الشأن‏,‏ وأن ثمة اتصالات قد جرت بين الدكتور أحمد ماهر ومصطفي النحاس في هذا الموضوع‏.‏
ويبدو أن ذلك التصور قد ساد بسبب ظروف الحرب القائمة‏,‏ وتحت سلاح التهديد بأن تلك الظروف قد تحث الحكومة الوفدية الجديدة علي التوصل إلي تفاهم مع تلك الأحزاب علي نوع من اقتسام الدوائر لتوفير الجو الهادئ للانتخابات المزمعة‏,‏ غير أنه لم يمض وقت طويل حتي ثبت أن هذا التصور في غير مكانه‏.‏
ففي يوم‏24‏ من نفس الشهر‏,‏ وفي خبر صغير في الصفحة الرابعة تحت عنوان‏'‏ الأحرار والسعديون في الانتخابات‏'‏ أن حزبي الأحرار والدستوريين قد أصدرا قرارا أن لأعضائهما الحق في دخول الانتخابات بصفة شخصية‏,‏ ودللا علي ذلك بأن اثنين من أعضاء مجلس إدارة حزب الأحرار‏,‏ عبد الجليل أبو سمرة باشا ورشوان محفوظ باشا‏,‏ قد دفعا التأمين في اليوم السابق‏,‏ الأمر الذي يتطلب البحث عن الأسباب التي دعت زعماء الحزبين إلي القرار بالانسحاب من الانتخابات‏,‏ وإن أسمياه اسما مهذبا‏..‏ أن يتركا لأعضائهما حق خوضها بصفة شخصية‏.‏
أول هذه الأسباب‏-‏ في تقديرنا‏-‏ أن الزعامة الوفدية قد رفضت اليد الممدودة إليها بنوع من اقتسام الدوائر‏,‏ فقد كانت هذه الزعامة تؤمن بأن أحزاب الأقلية لا قيمة لها دون مساندة سراي عابدين‏,‏ وهي المساندة التي توقفت مرغمة بعد التدخل البريطاني في حادثة‏4‏ فبراير‏,‏ وقد زادت هذه الأحزاب اقتناعا بتصميم الوفد علي موقفه بعد أن أقرت سكرتارية الحزب الشعبي الكبير أسماء مرشحيها في الانتخابات التي نشرتها الصحف في تلك الأثناء‏,‏ والتي لم تترك سوي مجموعة محدودة جدا لغير الوفديين حددتها بالاسم‏,‏ وكان أغلب أعضاء هذه المجموعة يحظون بالتقدير العام بغض النظر عن هويتهم الحزبية‏,‏ منهم الصحفي المرموق الذي ظل يصرح بمناصرته للحزب الوطني فكري أباظة ومنهم صاحب جريدة الأهرام جبرائيل تقلا باشا‏,‏ أو لمكانتهم في طوائفهم مثل رينيه قطاوي بك‏,‏ أو في دوائرهم مثل سيد محمد بدراوي باشا ومحمد بهي الدين بركات باشا‏.‏وقد بلغ مجموع الدوائر التي لم يرشح فيها الوفد أيا من أعضائه‏13‏ دائرة‏.‏
ولعل نفس السبب هو الذي أوحي للأحرار الدستورين بأن يضع التحفظ القائل بالتصريح لأعضائه بخوض الانتخابات بصفة شخصية‏,‏ فالمعلوم أن هذا الحزب كان يضم منذ نشأته نخبة من كبار ملاك الأراضي الزراعية‏(‏ الأعيان‏),‏ وهي الملكية التي كانت تلعب دورا حاسما في ترجيح كفة هؤلاء في الانتخابات بعد التأييد‏(‏ الإجباري‏)‏ الواسع الذي كانوا يلقونه من فلاحي زمامات القري التي يمتلكونها بعد أن يسوقهم عمدها ومشايخها إلي صناديق الاقتراع ليصوتوا للمرشح الموعود‏!‏
وقد استمر الحال علي هذا النحو طول عهد تطبيق دستور‏1923,‏ الأمر الذي كانت تنبئنا به الإحصاءات الصادرة بعد الانتخابات‏,‏ بما فيها الجولة محل هذه الدراسة‏,‏ والتي جاء في الأهرام عنها القول‏'‏ امتازت‏14‏ دائرة بكثرة ما أعطي فيها من أصوات‏,‏ بينها‏8‏ في الوجه القبلي و‏6‏ في الوجه البحري‏,‏ وكانت دوائر المحافظات والمدن الكبري وأسوان أقل دوائر الانتخاب أصواتا‏,‏ وفي دائرة دشنا‏,‏ بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم‏960,14‏ ناخبا‏,‏ وهو أكبر رقم انتخابي‏.‏
السبب الثاني‏:‏ نتج عن الخطوة السريعة التي اتخذتها الحكومة الوفدية الجديدة بإبطال المرسوم الصادر بإيعاز من السراي في‏24‏ مارس‏1941‏ الخاص بوقف انتخاب أعضاء لمجلس الشيوخ وتعيين أعضاء بدلا من الذين خرجوا بالقرعة مما كان محل اعتراض كثيرين باعتباره عملا غير دستوري‏,‏ علي اعتبار أن عملية التعيين ليست مستقلة بذاتها‏,‏ فهي أحد عنصري عملية التجديد‏'‏ وهذا التجديد إذا لم يقع في وقت واحد لا يسمي تجديدا‏,‏ كما وجب إبطال أحكام المادة الثانية من المرسوم لأنه وقع باطلا‏,‏ ولأن التعيين يجب أن يحتفظ به إلي ما بعد ظهور نتيجة الانتخابات‏'.‏
وكان معني ذلك بالنسبة لأحزاب الأقلية أن تجري الانتخابات علي نسبة من الـ‏41‏ مقعدا لمجلس الشيوخ هي التي سقط أعضاؤها في اقتراع‏1941‏ في ظروف تسمح بفوز الوفديين بشكل ساحق‏,‏ ثم أن تقوم الحكومة النحاسية باختيار الأعضاء المعينين‏,‏ ولن يكون ضمن هؤلاء عناصر من المعروفة بعدائها للحزب الشعبي الكبير أو مناصرتها لسراي عابدين‏,‏ ومن ثم جاء قرارها بعدم خوض انتخابات مارس‏1942‏ متسقا مع الظروف المستجدة‏,‏ وليس موقفا مبدئيا‏,‏ كما حاول البعض تصويره‏!‏

***‏
يمكن وصف الانتخابات التي جرت خلال شهر مارس‏1942‏ بأنها كانت انتخابات وفدية‏-‏ وفدية‏,‏ ولم يدخلها من خارج الحزب الكبير سوي بعض العناصر المستقلة التي حظيت بمباركته‏,‏ كما سبقت الإشارة‏,‏ أو بعض العناصر التي دخلتها بصفتها الاستقلالية‏,‏ وكان دخولهم أقرب إلي عملية انتحارية أو بحثا وراء الشهرة‏,‏ لدرجة أن أحدهم نال صوتين فحسب‏,‏ وقد حرصت الأهرام علي عدم ذكر اسمه حتي لا ينال مبتغاه‏!‏
المظهر الأخير من مظاهر التفرد لانتخابات مارس عام‏1942‏ تمثل في اشتراك عدد من الصحفيين فيها‏,‏ بعضهم من صحفيي الوفد‏,‏ أحمد قاسم جودة وجلال الدين الحمامصي‏,‏ ولم يكن هناك ثمة مشكلة بالنسبة لهؤلاء‏,‏ فقد تمتعوا بالتأييد الجارف الذي تمتع به سائر المرشحين الوفديين‏,‏ والبعض الآخر من الصحفيين الذين أيدهم الوفد ومنع أعضائه من منافستهم‏,‏ وكان منهم صاحب الأهرام جبرائيل تقلا باشا‏,‏ ويبدو أن الكثيرين من الذين كانوا يعلمون مصدر قوة الجريدة العريقة قد رأوا أن الأفضل الانسحاب منها لصالح تقلا بك ففاز بالتزكية‏.‏
بقي من هؤلاء صحفيان مرموقان هما الأستاذ فكري أباظة والأستاذ توفيق دياب‏,‏ وعلي الرغم من أن الأول كان من رجال الحزب الوطني إلا أنه نال تأييد الوفد‏,‏ كما سبق التنويه‏,‏ وهو ما لم يحصل عليه الثاني بالرغم أنه من رجال الوفد الأقدمين إلا أنه كان قد خرج عليه وقتئذ‏,‏ وقد رشح الاثنان نفسيهما في دائرة‏'‏ منيا القمح‏'‏ في مديرية الشرقية‏,‏ وجري بينهما ما يمكن أن نسميه حرب المنشورات‏,‏ التي تقدم الجانب الطريف‏,‏ غير المسبوق أيضا في هذه الانتخابات‏.‏
بأسلوبه الساخر بدأ فكري أباظة هذه الحرب بمنشور تحت عنوان‏'‏ ردي يامنيا القمح‏'‏ زعم فيه أن هناك رجلا طيب القلب نقي السريرة من أحد نواحي الدائرة اختار له اسما غريبا‏'‏ الزعبلاوي‏'‏ يقول عنه‏:‏
‏'‏أولا‏:‏ أنني غريب عن منيا القمح‏!‏ هل حقيقة أنا غريب‏,‏ هل كفر شحاته مولدي ومدفني تابع لمركز‏'‏ سمولنسك‏'‏؟ مديرية بورما؟ مملكة سيام؟ هل ابن عمي عمدة منيا القمح اسمه تيموشنكو من عائلة خاركوف؟ ردي يامنيا ا لقمح
‏'‏ ثانيا‏:‏ يقول عم الزعبلاوي أنني تركي‏.‏ من أين آتي لك ياجداه‏:‏ ياشيخ العرب حسن أباظة بن شيخ العرب محمد العايدي بن يعرب بن قحطان‏.‏ تركي ياعم زعبلاوي‏!‏؟
‏'‏ثالثا‏:‏ يقول عم الزعبلاوي أنكم ياأباظية تحتكرون الدوائر‏.‏ حرام ياعم زعبلاوي والله حرام‏!‏ الأسرة المكونة من‏200‏ نفس لها مرشحان ونحن‏8000‏ وعلي هذا النصاب يجب أن نرشح‏80!‏ ولكنا رشحنا خمسة‏;‏ ثلاثة يرشحهم الوفد ورابع ترك له الوفد الدائرة وواحد من منازلهم فهل هذا كثير؟
‏'‏ رابعا‏:‏ يقول عم الزعبلاوي أنني لم أشتغل طول حياتي بالسياسة‏!‏ أي والله يقول هذا علي الملأ‏:4‏ مرات مرشح ونائب ياعم زعبلاوي‏!200‏ خطبة سياسية علي المنابر‏!200‏ محاضرة في الراديو‏!‏ ربع قرن في الأهرام واللواء والأخبار والمصور والمصري وكل المجلات ياعم زعبلاوي‏!‏ هل لم أشتغل طول حياتي بالسياسة؟ ردي يامنيا القمح‏'.‏
رد الأستاذ توفيق دياب جاء في اليوم التالي وقد حرص الرجل علي ألا ينهج أسلوب السخرية الذي اتبعه منافسه‏,‏ فهو يعترف أنه لم يكن ينوي ترشيح نفسه في هذه الانتخابات إلي أن كان صباح يوم الجمعة‏27‏ فبراير وأنه حاول النوم في تلك الليلة وعجز عن ذلك حتي الساعة الرابعة من الصباح‏'‏ فإذا قوة باطنة لا أدري كنهها ولا مصدرها تدفعني من الفراش إلي حيث‏(‏ زر‏)‏ الكهرباء‏,‏ فأضيء غرفة نومي وأقف مشدوها كالمسحور‏,‏ وكل جارحة من جوارحي تناديني بأن لا بد من دفع تأمين ترشيحك لدائرة منيا القمح قبل انتهاء هذا اليوم الأخير‏..'‏ وكان ما أراد الله دون قصد إلي تهجم عليك‏,‏ أو سلب نعمة في يدك‏
بل إني لصادق حين أعلن علي الملأ أني أول الآسفين أن يكون النضال في هذه الدائرة بين أصدقاء‏..‏ فاسمع يا أخي‏,‏ ولك أن تؤمن بأسرار الغيب أو لا تؤمن‏,‏ لقد أراني الله برهانا من لدنه بأني صاحب كرسي النيابة عن دائرة منيا القمح‏.‏ وهو برهان صادق لا محيد عنه ولا مهرب‏',‏ وبالرغم من غرابة القصة فنحن نصدق توفيق دياب الذي أصبح صوفيا في آخر حياته‏,‏ ولكن يبقي تصديق منافسه فكري أباظة للقصة‏,‏ وهو ما لم يحدث‏.‏
جاء الرد علي صورة بلاغات رسمية حسب توصيفه‏:‏
بلاغ‏1:‏ عنواني من الآن فصاعدا‏(‏ بالهو‏)‏ بدائرة منيا القمح‏,‏ ولما كان‏(‏ الهو‏)‏ لا حدود له فلا داعي لمراسلتي هذه الأيام لأني موجود وغير موجود‏.‏
بلاغ‏2:‏ أذاع بعضهم أنني سعيت في نقل دائرة‏(‏ س‏)‏ إلي بلد‏(‏ ح‏)‏ وهو اختراع فلست أحمق لأنقل بلدة مقرها‏900‏ ناخب أتعلق بهم إلي بلدة أخري عدد ناخبيها‏300.‏
بلاغ‏3:‏ يقول بعضهم لإخواني الفلاحين أنني لم أتزوج‏.‏ وأنا صحيح لم أ تزوج‏.‏ وقانون الانتخاب لم يمنع العزاب‏.‏ وقد تزوج قادتنا وأقطابنا في عمر أكبر من عمري‏.‏ وهذا حافظ رمضان لم يتزوج‏!‏ وأنطون الجميل بك لم يتزوج‏!‏ والشيخ المحترم محمود أبو الفتح لم يتزوج‏,‏ ياعم عاوز تزوجني‏'‏ بالغصب‏'.‏
بلاغ‏4:‏ وصلت مئات الرسائل من مدن القطر المصري يبدي فيها مرسلوها دهشتهم من أني أتعب في الانتخابات‏.‏ والجواب بسيط‏!‏ دائرتي هي الدائرة الوحيدة التي هبط فيها الوحي ونزل فيها سيدنا جبريل‏.‏ أستغفر الله والعياذ بالله‏.‏ وكان واضحا أنه يسخر من اتجاه دياب الصوفي‏.‏
بلاغ‏5:‏ إلي قرائي ومعارفي في الإسكندرية وأسيوط وطنطا وكل بلاد القطر أقدم هذا الرجاء وصوا علينا في البلاد والكفور واكتبوا لنا‏'‏ كرتا‏'‏ فيه ما يلي‏'‏ رافعه تاريخه نظيف نرجو شموله بأصواتكم‏'‏
رد توفيق دياب في اليوم التالي‏:‏ إنك شديد السخرية بإيمان المؤمنين ويقين الموقنين‏.‏ فأنت تزعم أني ادعيت تلقي الوحي من ربي حين أخبرت بنجاحي وفشلك‏,‏ قبل أن أعرف إقبال الناس علي شخصي الجاد و إدبارهم عن شخصك المازح‏.‏ علي أنه إذا كان وحي الله إلي الرسل وحيا يكتبه وأديانه‏,‏ ووحي وسيطه جبريل فإن الله يوحي إلي عباده المتواضعين لمعا من العلم ولمعات من الإشراق قد تكون رؤيا صادقة تكشف عن حادث مستقبل أو هداية ملهمة تنقذ من الضلال‏..‏ الفرق بيني وبينك أني أستعين بالله أما أنت فتستعين بسواه‏,‏ وإني أتخذ آيات الله يقينا فأما أنت فتتخذها هزؤا‏.‏
آخر منشورات فكري أباظة جاءت تحت عنوان‏'‏ الصندوق‏'‏ في نفس يوم الاقتراع وجاء فيه‏:'‏ اليوم يوم الصندوق فاللهم املأه بالأغلبية الساحقة من أوراقي ياكريم‏,‏ ياحليم‏,‏ يارب العالمين‏.‏ لم يخذلني الصندوق مرة واحدة من سنة‏1926‏ حتي اليوم‏.‏ وصندوق منيا القمح سيد الصناديق وأطهر الصناديق وأصدق الصناديق فهو لا يخون الثابت المبدأ الأمين الصديق‏.‏
ولم ينس في هذه المناسبة استرضاء منافسه فكتب يقول أن المعركة انتهت علي خير فلا جروح أصابت الأبدان‏,‏ وإن أصابت النفوس والأذهان‏..‏ وهذه إن لم تضمد الآن ضمدت بعون الله بعد الآن‏.‏
وفي أعقاب ظهور النتائج بفوز فكري أباظة رد عليه توفيق دياب التحية بأحسن منها‏,‏ كان مما جاء فيها‏:‏ أن معركة الانتخاب معركة واحدة‏'‏ وكان سقوط المعقل من يدي حادثا حدث علي غير انتظار‏.‏ لكنك فزت ياصديقي فهنيئا لك فوزك ودعاء خالصا لك بالسداد والتوفيق‏.‏ أما أنا فانتفعت بهذه الجولة العابرة‏.‏ لقد استبدلت في الأسابيع الثلاثة بالركود نشاطا‏,‏ وبالجمود جهادا‏,‏ وخبرت ناسا‏,‏ وعرفت أخلاقا وسبرت أغوارا‏.‏ هنيئا لك الفوز مرة أخري‏.‏ ودعاء خالصا لك بالتوفيق وعفا الله عما سلف مني ومنك‏'.‏ وطويت بذلك الخطاب الصفحة الأخيرة من انتخابات‏1942‏ غير المسبوقة‏.

This site was last updated 10/26/08