Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الملك فاروق والإسلام

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
زواج الدين والسلطة  

 

 حاول الملك التقرب من شيوخ الأزهر الذين أفتوا بنسبه إلى آل البيت، وقد دها الأزهر بمبايعة الملك خليفة للمسلمين .

الملك فاروق يستمع للشيخين مصطفى إسماعيل وأبو العينين شعيشع كانوا فيدعوة من القصر الملكي لقرائة القرآن فى إحدى المناسبات الدينية

الأهرام 29/8/2008م السنة 132 العدد 44461 عن مقالة بعنوان [ ديوان الحياة المعاصر : 22‏ يوما في القصاصين ] اسس هذه الصفحة د. يونان لبيب رزق سنة 1993 - الحلقة 720

الدكتورة لطيفة سالم قدمت نماذج لما قام به الملك مثل تخفيض إيجارات أرضه‏,‏ ووضع قمح المزارع الملكية تحت تصرف الحكومة للمساهمة في حل أزمة التموين‏,‏ كما طالب بالمشروعات التي تعود علي الفقراء بالمساعدة وتخفيض وطأة الأعباء الثقيلة‏,‏ وانتهز المناسبات ليأمر أن يقدم فيها الطعام لهم وتوزع عليهم المؤن والملابس من حسابه الخاص‏.‏
وتضيف الدكتورة لطيفة فتشير إلي أن الملكة فريدة أسهمت في الدعاية السالفة ونجحت في منافسة حرم النحاس التي انتشرت رائحة فسادها‏,‏ وللملكة مكانتها في قلوب المصريين‏,‏ وحرصت علي الارتقاء بها‏,‏ فأكثرت تبرعاتها للمطاعم الشعبية لتقدم الغذاء للفقراء وقامت بزيارتها‏.‏

فاروق منهجه في الظهور بمظهر المسلم الغيور علي دينه‏
وفي نفس الوقت واصل فاروق منهجه في الظهور بمظهر المسلم الغيور علي دينه‏,‏ فهو يرتاد المساجد‏,‏ ويحضر الاحتفالات الدينية‏,‏ ويستقبل ضيوف الدول الإسلامية‏,‏ ويقدم التبرعات للمنشآت الدينية سواء في مصر أو خارجها‏,‏ ومما لا شك فيه أن هذا الاتجاه أعطاه المزيد من الحب لدي الشعب علي حساب الوزارة‏.‏
حادث القصاصين
وأتت الرياح بما تشتهي السفن لتضيف رصيدا جديدا لشعبيته وخصما أيضا من رصيد الوفد‏,‏ ففي الوقت الذي كان يقوم فيه الملك بزيارة إلي طنطا ودمنهور ووسط مظاهر الابتهاج في البلاد والمحطات التي مر بها موكب الملك جاء‏'‏ حادث القصاصين‏'‏ ليضيف المزيد‏.‏ فقد نشر الأهرام في‏16‏ نوفمبر سنة‏1943‏ أن ديوان كبير الأمناء أورد أمس‏(15‏ نوفمبر‏)‏ النشرة الطبية الآتية‏:‏
حدث في الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم في طريق الاسماعيلية قرب القصاصين أن اصطدمت سيارة حضرة صاحب الجلالة الملك بسيارة نقل‏.‏
وقد أجريت الاسعافات اللازمة لجلالته في أحد مستشفيات الجيش البريطاني وتبين بعد عمل الأشعة أنه يوجد شرخ بسيط جدا لا يتجاوز السنتيمتر بالحرقفة اليسري مع رضوض بسيطة‏,‏ والحالة العامة جيدة والنبض والحرارة طبيعيا ن‏.‏ وقد وافق الأطباء علي أن ينتقل جلالته إلي قصر عابدين غدا صباحا‏.‏
الامضاءات‏:‏ الدكتور علي إبراهيم‏,‏ الدكتور روس‏,‏ الدكتور لودن‏,‏ الدكتور عباس كامل الكفراوي‏,‏ الدكتور أحمد النقيب‏,‏ الدكتور كامل حسين‏,‏ الدكتور فؤاد رشيد‏.‏ إلي جانب أنه انضم إلي طاقم الأطباء المعالجين‏,‏ الدكتور يوسف رشاد طبيب بحرية الملك‏.‏
وأضاف الأهرام المزيد من التفاصيل عن الحادث علي لسان مندوبه الخاص الذي ذهب إلي القصاصين وأرسل تقريره الذي أشار فيه إلي أن‏'‏ جلالة الملك كان يقود سيارته الخاصة في طريقه إلي الاسماعيلية لزيارة يخته الخاص‏,‏ وكان معه ثلاثة من رجال الحاشية الملكية‏,‏ وكانت إحدي سيارات اللوري سائرة في الاتجاه المقابل وأرادت اللوري أن تلف فجأة إلي اليمين دون أن يبدي السائق الإشارة الخاصة بالمرور‏,‏ فعمل جلالته علي أن يتفاداها‏,‏ وفعلا تمكن من ذلك‏,‏ ولكن مركبة اللوري ارتطمت بأحد جوانب السيارة الملكية‏,‏ ويقول الذين شاهدوا الحادث أنه لولا مهارة جلالة الملك في القيادة لأصيبت السيارة إصابة بالغة‏.‏
وشاهد الحادث اثنان من ضباط الطيران البريطاني فأسرعا إلي حيث كان جلالة الملك‏,‏ وصحبا جلالته إلي المستشفي العسكري ولم يعرفا أنه ملك مصر‏.‏
وقد قال الضابطان لمندوب الأهرام‏'‏ أنهما لم يريا في حياتهما شابا بهذه الشجاعة وقوة الاحتمال‏.‏ فعند وصول جلالته إلي المستشفي عرفه الأطباء وأرادوا أن يسارعوا إلي علاجه ولكنه أشار إلي أحد رجال الحاشية الذي أصيب في ساقه وقال للأطباء افحصوه هو أولا‏.‏
وأشار مراسل الأهرام أنه حينما وقع الحادث كان في السيارة الملكية انطون بولي أفندي وحسن حسنين افندي ويعقوب الأرناؤطي أفندي وهم من الحاشية الخاصة‏.‏ فأصيب أولهم بكسر يسير في أحد الأضلاع والثاني بكدمة خفيفة في كتفه والثالث بشرخ في عظام الساق‏.‏
وقد تحسنت صحتهم جميعا وسافروا إلي الإسكندرية لقضاء دور النقة في مستشفي فؤاد الأول‏,‏ وتفضل جلالة الملك فاتصل بالمستشفي للسؤال عنهم‏'.‏
وما أن وقع الحادث حتي جاء رد الفعل الذي رصدته الأهرام فعلي المستوي الرسمي عندما علم رئيس الوزراء مصطفي النحاس أمر بإعداد قطار خاص يسافر فيه إلي القصاصين‏.‏ وقد أعد القطار فعلا غير أن أحمد حسنين أبلغه أن الحادث بسيط وأن صحة الملك علي ما يرام غير أنه في اليوم التالي‏16‏ نوفمبر توجه إلي القصر الملكي وسجل اسمه في سجل التشريفات وتوجه في عصر ذات اليوم إلي القصاصين‏,‏ وكان قد سبقه إلي هناك وزير الداخلية فؤاد سراج الدين‏.‏
حزب الوفد وحادث القصاصين
في ذات الوقت كان الوفد يحتفل بعيد الجهاد الوطني في‏13‏ نوفمبر‏,‏ واكتسب الاحتفال طابعا خاصا في ذلك العام‏(1943)‏ فقد مر علي تأسيس الوفد‏25‏ عاما‏,‏ فعندما افتتح المؤتمر في‏16‏ نوفمبر أبلغ سكرتير الوفد المؤتمرين أنه بعد موافقة مصطفي النحاس رفع أسمي آيات التهنئة إلي جلالة الملك بمناسبة سلامته ونجاته‏,‏ حامدا المولي سبحانه وتعالي علي كريم لطفه بجلالته‏,‏ ضارعا أن يحفظ ذاته العلية‏,‏ وأن يكلأه بعنايته‏.‏ وتوافد علي القصاصين الملكة نازلي والملكة فريدة وشقيقات الملك وبقية أمراء الأسرة العلوية‏,‏ والسيدة أم المصريين هدي شعراوي‏,‏ وكذا بقية الوزراء والسياسيين البارزين من أمثال أحمد ماهر وحلمي عيسي ومحمد حسين هيكل ومكرم عبيد ومحمد حافظ رمضان‏...‏ الخ‏,‏ وعلي حد قول مراسل الأهرام لم يكن في الاستطاعة إحصاء عدد الأفراد ولا أسماءهم فقد كانوا يتجددون ساعة بعد أخري‏,‏ بل دقيقة بعد أخري‏.‏
وفي القاهرة توافد العشرات من الأفراد والهيئات إلي تسجيل أسمائهم في سجل التشريفات لدرجة أن السجلات وصلت في بعض الأحيان إلي أحد عشر سجلا لأن البعض ممن يسجلون أسماءهم كانوا لا يكتفون بذلك بل يشفعون به عبارة يعرب فيها عن ابتهاله إلي الله أن يرعي الفاروق‏.‏ إضافة إلي آلاف الرسائل التي انهالت علي قصر عابدين من كل انحاء مصر‏..‏
علي الجانب الآخر قررت وزارة الأوقاف إذاعة الجمعة وخطبتها من مسجد السيدة زينب وقد دعا الخطيب في الخطبة الثانية دعاء حارا حمد الله فيه علي لطفه بجلالة الملك وسأله سبحانه وتعالي أن يعجل شفاءه‏,‏ كذلك أقيمت صلوات شكر في جميع الكنائس شكر لله علي نجاة جلالة الملك‏.‏
ولطمأنة الناس أكثر علي صحة الملك‏,‏ أبلغ أحمد حسنين مندوب الأهرام علي لسان الملك بأن‏'‏ صحته علي ما يرام ولله الحمد وأرجو ألا ينزعجوا فإن حالته تتحسن باطراد‏'.‏ إضافة إلي النشرات الطبية المستمرة التي كانت تنشر في الصحف لطمأنة الناس وقد جاء في النشرة السادسة في‏19‏ نوفمبر بأن صحة الملك تحسنت تحسنا كبيرا وقد رأينا عدم إصدار نشرات يومية تباعا‏.‏
إضافة إلي ما سبق فقد نشر مراسل الأهرام بالقصاصين ما يؤكد بأن صحة الملك علي ما يرام‏,‏ وأنه يداعب الأطباء الذين يعالجونه وأورد نص حوار بين الملك والدكتور علي باشا إبراهيم حيث طلب الأخير من الملك أن ينتقل إلي قصره لأن الحالة لا تدعو إلي إبقائه في المستشفي‏,‏ وهنا سأله الملك ولماذا لا أبقي حتي استكمل راحتي ؟ فقال علي إبراهيم باشا لأن المكان ضيق يا مولاي‏.‏ فقال جلالة الملك إن ضيق المستشفي لن يكون سببا في مغادرته‏,‏ لقد احتملني فيجب أن احتمله‏!‏ ثم ابتسم وقال‏:‏ يظهر أنك يا علي باشا تخشي مشقة الطريق عليك‏..‏ فقال علي باشا استغفر الله يا مولاي أنا في خدمة جلالتكم في كل وقت وكل مكان وليس عندي عمل خاص أخشي عليه‏,‏ فقد أغلقت عيادتي منذ أمد طويل‏.‏ ليس لي وجهة إلا خدمة جلالتكم‏'.‏

المصحف هو الذي أنقذني
وكانت المناسبة فرصة لإثبات أن العناية الإلهية كانت رحيمة بالملك فقد روي مراسل الأهرام علي لسان الملك في حوار مع أحمد حسنين باشا عندما قال له‏'‏ أتعرف ما أنقذني؟ فأجاب حسنين باشا‏:‏ إن ضباط الطيران الذين شهدوا الحادث يقولون أن الفضل لمهارة جلالته في القيادة‏.‏
فأخرج الملك مصحفا ذهبيا من جيبه وقال‏:‏
كلا‏..‏ بل هذا المصحف هو الذي أنقذني‏.‏

وقال جلالته أنه يضع في كل سيارة من سياراته مصحفا شريفا غير المصحف الذهبي الذي يحمله دائما في جيبه‏.‏ وحدث أن طلب جلالته أمس‏(17‏ نوفمبر‏)'‏ مسبحة‏'‏ فقدم إليه معالي حسنين باشا مسبحته‏'.‏
وكان الحادث مناسبة للتبرعات للفقراء والمحتاجين ومطاعم الشعب ومرضي المستشفيات وصندوق المحرومين‏,‏ وكانت فرصة أيضا للملك ليذبح الذبائح من مزارعه بأنشاص لإطعام عمال المنطقة وإطعام فقراء البلدة‏.‏
وخارج مصر فقد شكر العراقيون الله علي نجاة الملك‏,‏ وكان الدعاء في مساجد فلسطين بالشفاء للملك‏,‏ إلي جانب أن إمام المسجد الأقصي الشيخ مصطفي الأنصاري أرسل برقية إلي كبير الأمناء طالبا أن يرفع إلي جلالته أصدق عواطف الابتهاج بسلامته‏.‏ وكذلك ابتهاج أهالي سوريا بشفاء الملك‏,‏ إلي جانب برقيات التهاني من المفوضية المصرية ببيروت والمفوضية المصرية بمدريد إضافة إلي البرقيات التي وردت للاطمئنان عليه من رئيس الجمهورية التركية ومن الوصي علي عرش العراق ومن ملك إنجلترا ومن شاهنشاه إيران ومن ملوك ألبانيا والمملكة العربية السعودية ورؤساء سوريا والبرازيل وشيلي والصين ومن أمير الكويت وأمير شرق الأردن ومن امبراطور أثيوبيا‏.‏
وطوال فترة تواجده في القصاصين وحتي عودته إلي القاهرة في‏7‏ ديسمبر لم تتوقف الزيارات إلي القصاصين ولم تتوقف حفلات التبرع للفقراء والمحتاجين وهو ما أفاض الأهرام في وصفه‏.‏
ويبدو أن الذين كانوا حول الملك رأوا أن الحادث تم استغلاله لصالح القصر في مواجهة الوفد‏,‏ وعليه كان قرار عودة الملك إلي القاهرة في‏7‏ ديسمبر سنة‏1943,‏ وفي القاهرة كانت هناك ترتيبات أخري للاستقبال فيصف لنا مراسل الأهرام كيف أن القاهرة قد لبست ثوبا رائعا من الزينات‏,‏ وكيف أن الجماهير بكرت تأخذ طريقها إلي سراي القبة‏,‏ وكيف أنها ألفت أمواجا متدافعة متلاحمة من سراي القبة حتي ساحة عابدين‏,‏ وكيف كانت الزينات ممتدة علي طول الطريق وأقواس النصر مقامة بين مسافة وأخري وبجانب كل قوس إحدي فرق الموسيقي أحضرها الأهلون‏.‏
واشتد ضغط الجماهير في الميادين الكبري حتي اضطر رجال الجيش إلي مضاعفة عددهم لحفظ طريق الموكب الملكي وقد اصطفت قوات الجيش المصري من مختلف الأسلحة علي جانبي طريق الموكب الملكي‏,‏ وقد حملت كل أورطة العلم الخاص بها والفرقة الموسيقية التابعة لها‏.‏
ولاحت في الجو أسراب طائرات سلاح الطيران الملكي وكانت تحلق علي غير ارتفاع‏,‏ وقد اشترك مع هذه الأسراب سرب من طائرات نادي اتحاد الطيران‏..‏ وقد وفد علي قصر عابدين الأمراء والوزراء والعلماء والكبراء وكبار ضباط الجيش وكبار الموظفين وقيدوا أسماءهم في سجل التشريفات ثم أخذوا مكانهم في فناء القصر الداخلي للاشتراك في استقبال الموكب الملكي‏.‏
ويصف لنا بعد ذلك سير الموكب الملكي من سراي القبة إلي قصر عابدين‏,‏ وكيف كانت حرارة واستقبال الناس للملك وكيف أن كثير من الأهالي كانوا ينثرون الزهور في طريق الموكب الملكي‏,‏ وكيف أن أصحاب بعض المقاهي أعربوا عن ابتهاجهم فأخذوا يوزعون المشروبات والمثلجات علي الجماهير مجانا‏,‏ وأنه قد حلقت فوق الموكب ثلاثون طائرة بينها سبع وعشرون من قاذفات القنابل وثلاث أخري تحمل عشرة الآف علبة من الحلوي وطاقات الزهور فكانت تلقي هذه الحلوي والزهور بالباراشوت‏,‏ وكيف أنه عند وصول الموكب إلي قصر عابدين دوت هتافات الجماهير التي تدفقت إلي ميدان عابدين حتي ضاق بها علي سعته‏.‏
كان من الطبيعي بعد كل ما جري طوال ثلاثة أسابيع أن يعبر الملك عن شكره لشعبه ومما جاء به‏:‏
‏'‏ لك الحمد يا ربي لطفت بي في قضائك‏,‏ وغمرتني برضائك‏,‏ فلم تكد تقترب يد الخطر مني حتي ردها عني جناح من رحمتك وطائف من حكمتك‏.‏
وحقا يا إلهي ما جزعت للحادث حين وقع إلا خشية حرماني أن أعبدك وأن أحمدك‏,‏ فإن نعماءك علي لا يكفي معها عبادة العمر شبابا وكهولة وشيخوخة‏.‏
سبحانك جري علي قدرك وحفظتني قدرتك‏.‏
وأنتم يا أبناء شعبي لكم بعد الله حمدي وحبي‏,‏ فإن ما أحسسته من وفائكم وولائكم أثناء ألمي ضمد جرحي وجعل صحرائي حية وارفة الظلال‏.‏
ولقد تعودت في صحتي أن أطوف ببلادي لأن هذا واجب الملك‏,‏ وما تصورت في مرضي أن تطوف بي البلاد هكذا مستفسرة عن صحة مليكها‏,‏ بل ابنها‏,‏ فما أنجب وطنا أنتم أبناؤه‏,‏ وما أسعد ملكا أنتم رعيته‏.‏
إن الحادث الذي وقع علمني أن تعلقي بكم لا يعدله إلا تعلقكم بي‏,‏ ولقد كنت أشعر أنكم تحبونني لأني أحبكم فوددت ألا يذاع النبأ حتي لا تجزعوا ولكنكم سرعان ما علمتم بما حدث لي‏,‏ وسرعان ما علمت بما حدث لكم وما حدث منكم‏.‏
ثم عدت إلي عاصمة ملكي فرأيت ما وددت معه لو استحالت أنفاسي ونظراتي كلمات شكر فإنها وحدها تستطيع تصوير ما ارتسم في ذهني وخاطري من معني وشعور‏.‏
إن من أجمل أماني الإنسان أن يري من يحبه ولقد رأيتكم‏,‏ رأيت مصر كلها فيكم وأحسست مدي ما تشعرون به يجيش في جوانحي خفقا وفي خاطري أملا وفي قلبي إيمانا بكم‏.‏
يا أبناء شعبي‏,‏ إنني ملككم أملك أن أحبكم‏,‏ ولكني لا أملك شكركم‏.‏
والمتتبع للحادث منذ بدايته وحتي وصول الملك إلي قصر عابدين‏,‏ يجد أن حالة الملك الصحية لم تكن تستدعي المكوث في المستشفي العسكري بالقصاصين مدة ثلاثة أسابيع‏,‏ أو بالتحديد‏22‏ يوما علي حد قول أحد سكرتارية الديوان الملكي‏,‏ غير أن الحادث استغله الملك والذين حوله كي يكتسب المزيد من التفاف الشعب‏,‏ وهو ما تمثل في الوفود التي ظلت تأتي إلي المستشفي طوال الفترة المذكورة وكذا التبرعات التي استمرت حتي بعد عودة الملك إلي عابدين للإنفاق علي الفقراء والمساكين واليتامي والمرضي‏,‏ وهذا الالتفاف جاء خصما من رصيد الوفد في الشارع المصري‏,‏ بل لا نبالغ إذا قلنا أن ما تم كان بتدبير وتخطيط محكم ونجح القصر في حسم الجولة لصالحه‏.‏
 

This site was last updated 12/29/13