Home Up هتلر حرب الإذاعات متحف العالمين للحرب العالمية الحرب وتقييد حرية الصحافة تطهير ألغام المحور والحلفاء إعلان الحرب على ألمانيا لشيخ أمين حسنين ورومل الملك والألمان والإنجليز إنتحار رومل سير الحرب 1 الملك فاروق والألمان الملك فاروق مع تشرشل هتلر ومفتى القدس نصب تذكاري لإيطاليا New Page 3287 New Page 3288 New Page 3289 ألغام الحلفاء والمحور الألمان وغزو مصر | | جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٠٤ عن مقالة بعنوان [ لشيخ أمين حسنين.. المطرب الذي غني لـ«روميل» وضرب «فتوات بولاق» ] كتب محمد كامل ٣٠/٩/٢٠٠٧
هل تعرف الشيخ الذي قدم شكوي؟! ضد السنترال علي أسطوانة؟ أنت لا تعرفه إذن إليك قصته. بهذا السؤال أفردت مجلة الكواكب في عددها الصادر في أغسطس عام ٥٦، موضوعاً بمناسبة شهر رمضان الكريم عن الشيخ «أمين حسنين»، وهو الذي أعفي من التجنيد لحفظه القرآن الكريم، الذي ضرب فتوات بولاق في إحدي حفلاته، الذي سجل أكثر من ١٧٠ أسطوانة مع الشيخ زكريا أحمد وهو المطرب الذي غني «لتعلب الصحراء» روميل. وكان للشيخ «أمين» أغنيات شعبية جميلة منها «شبيك لبيك.. عبدك وملك ايديكي»، و«آلو.. آلو متين آلو ولا حدش رد»، وكانت كلها أغاني تمثل صوراً من المجتمع المصري في ذلك الوقت فيها الشكوي والنقد، والشيخ أمين المطرب القديم المعروف جاء من القليوبية.. وكان والده من رجال الأزهر، وأستاذاً للقراءات، وله خمسة أبناء حفظوا جميعاً القرآن الكريم، وانصرف أربعة منهم إلي الأعمال المدنية، وكان الشيخ أمين في المدرسة الابتدائية وحصل علي شهادتها، وفي دراسته للثانوية تقدم بطلب الالتحاق بالمدرسة الحربية وقبلوه فيها، ولكن والده رفض ذلك وقال له، يا ولدي.. إن إخوتك ذهبوا في الحياة الدنيا مذاهب شتي، وأريدك أن تكون شيخاً مثلي تحفظ القرآن الكريم وترتله بصوتك الجميل. وأمام رغبة والده لم يسعه إلا أن يخرج من المدرسة الحربية ويتقدم لامتحان في حفظ القرآن الكريم حتي حصل علي شهادة رسمية بأنه من حفظة كتاب الله وأعفي من التجنيد لهذا السبب. ولأنه من حفظة القرآن فكان يذهب للموالد ليغذي موهبته في الموسيقي والغناء، فكان يغني ويطرب فيها، حيث كان والده صديق والد الشيخ زكريا أحمد الموسيقار المعروف، فكلاهما كان موظفاً بالأزهر وكانا يلتقيان دائماً حتي نشأت علاقة مودة وإخاء وكشفاً عن هويتهما معاً للموسيقي. كان أستاذهما هو الشيخ درويش الحريري وبعض كبار المقرئين المعروفين وذات يوم كان الشيخ «أمين حسنين» يتلو قصة المولد النبوي، فاستمع إليه وكيل إحدي شركات الأسطوانات، فطلب منه أن يحضر إليه للاتفاق معه علي تسجيل الأسطوانات. وفي عام ١٩٢٢م كان الأستاذ بديع خيري يؤلف الأغنية والشيخ زكريا أحد يلحنها والشيخ «أمين حسنين»، يغنيها وملأ نحو ١٧٠أسطوانة وكان يأخذ أجراً عشرين جنيهاً علي الواحدة، وراتباً شهرياً قدره مائة وخمسون جنيهاً ومدة العقد عشر سنوات، وعندما أرادت إحدي شركات الأسطوانات ضمه إليها، ارتفع أجره في الأسطوانة الواحدة إلي أربعين جنيهاً. ويمتاز الشيخ «أمين» إلي جانب صوته القوي، بقوي بدنية خارقة حيث إنه دعي لإحياء حفل صاحبه فتوة، ببولاق ونشبت معركة وإذا به يمسك بكرسي ويضرب حتي هرب جميع الموجودين من أمامه وكأنهم لم يصدقوا أنهم نجوا بأرواحهم، وهم فتوات بولاق. وقد طاف الشيخ «أمين» أنحاء العالم العربي كله، بدءاً من فلسطين وشرق الأردن وسوريا ولبنان والعراق حتي استقر في تونس والتي شهدت الحرب العالمية الأخيرة وتعرض لأهواله كثيرة. حيث جاء الجيش الألماني إلي تونس وعلي رأسه «تعلب الصحراء» «روميل» وعرف الشيخ أمين وتقرب إليه، وكان روميل يعرف اللغة العربية جيداً، وفي كل ليلة كان يذهب إليه الشيخ ليغني أمامه، وتولي إذاعة بعض النشرات باللغة العربية في الراديو. وعندما انحصر الجيش الألماني في تونس واعتزم الانسحاب، كان الشيخ أمين في منزله، وإذا بأحد رجال البوليس من أصدقائه يقول له إن روميل أهدي إليه سيارة فاخرة ودعاه مع مجموعة من أصدقائه للذهاب إلي مكان علي الشاطئ وهو مصيف الباي، وشاءت الظروف أن ينسحب الجيش الألماني من البقعة فوجد الشيخ أمين نفسه محصوراً في مكانه وكانت القنابل تتساقط من حوله وهو في ذهول لا يقوي أن يحرك قدميه وكان إلي جواره صديق وإذا به يجد أن شظية قسمت هذا الصديق نصفين وظل ثلاثة أيام بغير طعام ولا شراب حتي تم الانسحاب وعاد إلي القاهرة مرة أخري، ولكنه لم يستطع البقاء بها بسبب ظروف الحياة فقرر العودة إلي تونس ليبقي فيها مع أخيه. |