Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الحرب العالمية مصر لا ناقة لمصر فيها ولا جمل

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
سير الحرب 2

Hit Counter

 

 

جريدة الأهرام 28/2/2008م السنة 132 العدد 44278 عن خبر بعنوان [ ديوان الحياة المعاصرة - لا ناقة لمصر فيها ولا جمل ] بقلم‏:‏ د‏.‏ يونان لبيب رزق الحلقة‏717‏
مشهد غريب عرفته مصر خلال الشهور الأولي من قيام الحرب العالمية الثانية‏,‏ خاصة بعد انضمام إيطاليا إلي ألمانيا في هذه الحرب في يونيو‏1940,‏ وأصبحت هناك قوات معادية علي تخوم مصر الغربية تتحفز لتوسيع نطاق الحرب وتهدد البلاد بزحف واسع لم يتأخر كثيرا‏.‏
غرابة المشهد تصدر عن أكثر من حقيقة‏;‏ أن مصر كانت قد ارتبطت بمعاهدة التحالف والصداقة مع أحد طرفي الحرب عام‏1936,‏ والتي ألقت عليها بأعباء محددة إذا ما اشتبك هذا الطرف‏,‏ بريطانيا‏,‏ في حرب مع قوة أخري‏,‏ وكان مفهوما أنه دولتي المحور أو إحداهما‏,‏ ومنها أن أحد أطراف الحكم في القاهرة‏,‏ الملك فاروق‏,‏ كان متعاطفا مع أعداء الدولة الحليفة ويتمني أن يري القوات الألمانية وهي تقوم بدورها المرتجي بتخليص بلاده من الوجود العسكري البريطاني‏,‏ ومنها أخيرا أن بعض القوي الشعبية كانت تري رأي الملك في هذا ونجحت في تسيير مظاهراتها في العاصمة تهتف ضد الوجود الإنجليزي‏,‏ وبدعوة قائد القوة الألمانية الإيطالية‏,‏ روميل‏,‏ إلي التقدم‏.‏هذا فضلا عن بعض من الساسة ممن عرفوا بولائهم للقصر أو عدائهم للإنجليز‏,‏ مثل علي ماهر وعزيز المصري وصالح حرب الذين رفعوا شعار تجنيب مصر ويلات الحرب‏,‏ الذين دعمهم شيخ الأزهر الشهير محمد مصطفي المراغي الذي أطلق قولته بأن هذه الحرب‏'‏ لا ناقة لنا فيها ولا جمل‏'.
وبسبب هذا المشهد الغريب الملتبس لم تجد الحكومة البريطانية مناصا من التحرك‏,‏ فيما جري من تقدم مدرعاتها يوم‏4‏ فبراير عام‏1942‏ لتحاصر قصر عابدين وتطالب الملك باستدعاء النحاس لتأليف الوزارة‏,‏ وقد جري كل هذا بينما تتقدم قوات المحور في طريقها إلي الإسكندرية لا تلوي علي شيء‏!‏

الصورة الجانبية صورة نادرة لجنرالات الحرب العالمية الثانية في لقطة تاريخية أمام الأهرامات الحرب كانت من 1939 إلى 1945
الاهرام فى 6 يوليو 1942
وإذا كانت الكتابات التاريخية قد عنيت بكل تلك الأحداث السابقة ووفتها بالدراسة والتحليل‏,‏ فإنها لم تعر نفس القدر من الاهتمام بمجريات الحرب التي كانت قد دخلت الأراضي المصرية‏,‏ وكانت تكتفي في العادة بالإشارة إلي معاناة الإنجليز مما جعلهم يرتكبون ما ارتكبوه‏,‏ وأن سوء موقفهم في ميدان القتال هو الذي دفعهم إلي التدخل في شئون مصر بقوة السلاح‏.‏
وفي رأينا أنه لا تكتمل الصورة دون البحث فيما كان يجري في هذا الميدان‏,‏ وهي الصورة التي يمكن أن نتبين أبعادها بقراءة صحيفة يومية مثل‏'‏ الأهرام‏'‏ اشتهرت بدقتها وحيدتها‏,‏ وإن كانت قد استقت أغلب معلوماتها عن مصدر من ثلاثة‏;‏ إما البيانات العسكرية التي تصدرها قيادة قوات الإمبراطورية‏,‏ وإما نقلا عن وكالة الأنباء الإنجليزية المشهورة‏,‏ رويتر‏,‏ وإما من خلال مراسلها الخاص في لندن‏,‏ الذي كان يبرق لجريدته بين الحين والآخر بما توفر له من معلومات لم يقدر لها النشر في المصادر الأخري‏,‏ ولا شك أن هذه الصورة ومهما حاولت جريدتنا التسلح بموضوعيتها كانت في النهاية ملونة بألوان العلم البريطاني‏!‏

الصورة الجانبية صورة نادرة أفراد الجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية وقد تسلقوا جسد أبو الهول كان قريباً من الأرض وقتها لأن جزءاً كبيراً من جسمه كان مدفوناً تحت الرمال لذا كانوا يصعدون على كتفه لأنه قريب منهم
ونبدأ أولا بقراءة ما بين سطور هذه البلاغات‏,‏ قبل أن نتمعن فيما جاء فيها‏:‏ أهم ما نلاحظه في هذا الشأن حرص الدولة الحليفة علي ألا تبث الذعر في صفوف المصريين‏,‏ ومن ثم غلب علي هذه البيانات روح التفاؤل‏,‏ بإبراز كل ما يشيع الاطمئنان في نفوس المصريين‏,‏ والتقليل علي قدر الإمكان من كل ما يثير القلق‏.‏
ولعل البيان الذي أصدرته القيادة العليا البريطانية في الشرق الأوسط ونشرته الأهرام علي صفحتها الأولي يوم‏8‏ فبراير‏1941‏ تحت عنوان‏'‏ سقوط بنغازي في قبضة البريطانيين ـ استيلاؤهم علي بلاد تعادل مساحتها مساحة فرنسا كلها‏',‏ يوضح هذا الاتجاه‏,‏ فقد جاء في موقع منها تحت عنوان فائدة سقوط بنغازي لمصر‏:'‏ لم يضع الاستيلاء علي بنغازي حدا للسيطرة الإيطالية علي ولاية برقة التي دامت ثلاثين سنة فحسب‏,‏ بل أقام فوق ذلك سدا يتراوح طوله بين ثلاثمائة وأربعمائة ميل من أرض تكاد تكون خالية من المياه‏,‏ في وجه كل هجوم يأتي من طرابلس‏'.‏
وتحدثت في موقع آخر عن الأهمية الحربية لبنغازي وأنه يقدم مساعدة كبيرة للأسطول البريطاني في البحر المتوسط إذ تحيط به حواجز المياه الخارجية والداخلية في الجانب الشمالي من الميناء الجديد الذي تبلغ مساحته‏270‏ ألف ياردة مربعة‏'‏ ويمكن دخول الميناء في جميع الأحوال البحرية وتستطيع الطرادات الكبيرة استخدامه‏'.‏
وعلي طريقة‏'‏ رامبو‏'‏ تضمن البيان وصفا مبالغا فيه عن نجاح القوات البريطانية في الاستيلاء علي بنغازي‏,‏ وأنها قطعت‏440‏ كيلومترا في ثلاث ساعات‏(!),‏ وأن سكان بنغازي الإيطاليين قد رحبوا بالجنود البريطانيين وقدموا لهم الهدايا من الطعام والنبيذ‏,‏ أما القوات الإيطالية فقد كانت تفضل التقهقر علي الأسر‏'‏ ومن الجلي أن الإيطاليين عدلوا في الأيام الأخيرة عن كل فكرة ترمي إلي حبس أنفسهم داخل حصن كما فعلوا في طبرق والبردية‏..‏ ويلوح من هذا أنهم لم يقاوموا مقاومة تذكر في المرحلة الأخيرة‏..‏ والنتيجة لهذا النصر الأخير هي أن الإيطاليين لا يستطيعون بعد اليوم إرسال قواتهم الاحتياطية إلي هذه المنطقة بحرا‏,‏ ولكن لا بد لهم من حملها في طريق طويل شاق من سرت‏'.‏
وبدت تصرفات البريطانيين وقتئذ وكأن الأمور قد استقرت لهم علي حدود مصر الغربية حتي أنهم أصدروا قانونا لتنظيم ولاية برقة‏,‏ والذي تضمن من بين ما تضمنه نصا بأن يباشر قائد القوات المرابطة في المناطق التي تم سقوطها السلطة اللازمة‏,‏ وأن يصدر منشورا يدعو فيه سكان البلاد المذكورة إلي إطاعة أوامر المسئولين العسكريين وأن يعين رئيسا للإدارة السياسية يتولي مباشرة جميع السلطات الضرورية‏.‏
غير أن الاستقرار الذي حلم به البريطانيون لم يتحقق‏,‏ إذ لم يمض سوي شهران علي دخول بنغازي حتي كانت جحافل قوات المحور تنزل في تلك البلاد‏,‏ واضطر ويفل القائد البريطاني‏,‏ الذي كانت تمجده بيانات القيادة البريطانية إلي سحب قوات الإمبراطورية‏,‏ وسكتت هذه البيانات عن ذكر ما يحدث إلا من بيان أصدره القائد المنسحب اعترف فيه بخطأ التقدير عندما عهد بحماية برقة إلي جنود ينقصهم التدريب والأسلحة‏'‏ ولم أكن أتوقع أن يقوم العدو بهجوم مضاد قبل نهاية أبريل‏,‏ وكنت أرجو أن أكون قد أعددت قبل ذلك جزءا من الفرقتين الهنديتين وأنجزت تجهيز القوات الباقية في برقة‏'.‏
حاولت وزارة الخارجية البريطانية التخفيف من أثر هذا الاعتراف فأوعزت لصحيفة التايمز الوثيقة الاتصال بها أن تنشر مقالا أكدت فيه أن الطريق الذي اتبعه الجنرال ويفل كان الوسيلة المحتملة للاحتفاظ بالأراضي التي تم فتحها‏,‏ وكان من المستحيل أن يفتح طرابلس بالقوات التي كانت تحت إمرته‏'‏ والاعتراف النبيل الذي يعلنه الآن لن ينقص من الثقة بأخلاقه ومهارته العسكرية‏',‏ وهو المقال الذي نشرته الأهرام وقرأه عموم المصريين‏!‏
‏***‏
كانت الفترة التالية التي أعقبت الانسحاب البريطاني من بنغازي والتي اقتحمت خلالها القوات النازية بقيادة روميل الأراضي المصرية هي الفترة التي وجدت خلالها القيادة العليا في الشرق الأوسط البريطانية عنتا في إصدار البيانات التي تذكر الحقيقة في نفس الوقت تهدئ من روع المصريين‏,‏ واتبعت لتجاوز هذا الموقف عدة وسائل‏.‏
منها ذكر جانب من الحقيقة ففي بيان لها بتاريخ‏16‏ سبتمبر‏1941‏ أنه لم يقع احتكاك فعلي مع قوات العدو مع أن القوات البريطانية توغلت إلي مسافة بعيدة داخل مراكز العدو الذي قابل ذلك بإطلاق نيران علي المنطقة الشرقية من استحكامات هذه القوات‏,‏ ومنها إبراز أي نشاط تقوم به قوات الإمبراطورية خاصة سلاح الطيران الملكي البريطاني الذي قامت طائراته يوم‏10‏ نوفمبر بعدة غارات‏'‏ فسجلت إصابات مباشرة علي مستودع ألماني كبير للمؤن والمهمات في بنغازي فنشبت فيه حرائق‏..‏ وفي نهار أمس قامت طائرات من قاذفات القنابل التابعة لسلاح جنوبي إفريقيا بهجمات موفقة علي الورش والأبنية العسكرية في مطار بركة‏,‏ وأغارت الطائرات البريطانية علي سيارات النقل في الطريق بين أجدابية والعقيلة‏,‏ فحطمت عدة سيارات وعطلت عددا كبيرا منها‏'.‏
ومنها اختيار واقعة بعينها بعيدة عن سائر الواقع يكون البريطانيون قد أحرزوا فيها تفوقا غير متوقع‏,‏ منها‏:‏ الحديث عن‏'‏ جيب‏'‏ من جيوب المقاومة ظل ثابتا أمام البريطانيين لوقت‏,‏ فتركهم الأخيرون وشأنهم‏'‏ ولما جن الليل سمعناهم يحزمون أمتعتهم وكانت قيادتنا تعلم أن النازيين سيحاولون الهرب والإفلات‏,‏ ولكن لم يكن هناك مكان يلتجئون إليه‏,‏ ولذلك قرت ألا تضيع أرواحا أخري في إخضاعهم وأن تتركهم لأحضان الصحراء القاسية التي لا تعرف شفقة ولا رحمة‏'.‏
ويستطرد البلاغ بأنه هذه الخطة لقيت نجاحا عظيما فقد تم العثور في اليوم التالي علي مئة منهم ـ وبعضهم من الإخصائيين في ضرب المدافع السريعة‏-‏ يهيمون علي وجوههم في الصحراء‏,‏ وكانوا في حالة عجز لا يجدون سيارات تنقلهم ولكنهم كانوا يحاولون الذهاب إلي أي مكان بعيدا عن الجنود الإنجليز‏,‏ وقد وقعوا جميعا في الأسر‏.‏
بيد ن ذلك لم يمنع القيادة البريطانية من أن تسجل حقيقة مفادها تفوق الألمان علي الإيطاليين في أعمال القتال‏,‏ فقد كانوا يخرجون ويسلمون‏'‏ وقد وجدنا أنهم ليسوا علي استعداد للقتال من مسافات قريبة‏,‏ أما الألمان فقد كانوا يتولون ضرب المدافع وكانوا يعتصمون بحفر حصينة فكانوا أصلب عودا‏'!‏
في يوم‏28‏ يناير عام‏1942,‏ وقبل حادثة‏4‏ فبراير بأسبوع واحد فحسب‏,‏ طير مراسل الأهرام في لندن برقية تتضمن حالة الحرب في الصحراء الغربية جاء فيه أن قوات الجنرال روميل المصفحة والميكانيكية تقدمت تقدما جديدا يحتمل أن يكون تهديدا مباشرا لنواحي بنغازي‏,'‏ وأن القتال استمر طيلة يوم الأحد في منطقة واسعة وأنه شديد الشبه بالمعارك البحرية من حيث استخدام السرعة والمدافع وإحكام تسديد النيران‏.‏ ولا شك في أن دبابات الجنرال روميل أثبتت أنها من نوع ممتاز وفي بعض الحالات أثقل من الدبابات البريطانية والأمريكية ومجهزة بمدافع أكبر حجما وابعد مدا من معظم مدافعها‏.‏ وقد اعتمد البريطانيون في جميع أدوار الحرب الحالية علي كثرة عدد وحداتهم الميكانيكية‏'.‏
======================

 

This site was last updated 11/06/08