Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

سير الحرب 2

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

 

جريدة الأهرام 6/3/2007م السنة 132 العدد 44285 عن مقالة [ ديوان الحياة المعاصرة - لا ناقة لمصر فيها ولا جمل ] بقلم العلامة المؤرخ : د‏.‏ يونان لبيب رزق - تابع الحلقة‏717‏
ويستطرد مراسل الأهرام في العاصمة البريطانية متحدثا عن المدي الذي يمكن أن يصل إليه روميل في تقدمه نحو مصر‏,‏ وأن ذلك يتوقف علي حجم ما تبقي له من الجنود والقدرة علي تموينهم‏'‏ والمعتقد إجمالا أنه لا يزال لدي الجنرال روميل ما يقرب من ربع الفرق الثلاث الميكانيكية التي كانت لديه في أوائل الأمر وظل يقودها حتي أواخر العام الماضي‏,‏ علي أن الجنرال روميل تلقي بعض النجدات ولكنها لا تعد كبيرة‏'.‏
وقد حرص الجانب البريطاني في سياسته لطمأنة المصريين علي نقل تصريحات الساسة الإنجليز حول الوضع في البلاد‏,‏ كما حدث في التصريح الطويل الذي أدلي به وزير الدولة السابق في الشرق الأوسط‏,‏ المستر ليتلتون‏,‏ والتي جاء فيها أن المساعدات‏'‏ التي وصلتنا من الولايات المتحدة كبيرة جدا‏,‏ وقد بدأ الجنود والضباط الذين بعثت بهم الولايات المتحدة إلي الشرق الأوسط العمل في الحال في هدوء وسكون‏.‏ وكانوا يتفانون في القيام بأعمالهم تفانيا تزينه دقة الأمريكيين في العمل ورغبة أولئك الضباط في التعاون‏.‏ ومما يدعو إلي الارتياح أن القوات العسكرية الثلاث في الجو والبر والبحر في شمال إفريقيا قد اتصلت ببعضها اتصالا وثيقا‏'.‏
في منتصف أبريل كان البريطانيون قد انسحبوا تماما إلي الأراضي المصرية الأمر الذي قدمته الأهرام في تقرير طويل تحت عنوان‏'‏ لماذا انسحبت القوات الإنجليزية من غرب برقة‏'‏ قدمت فيه مجموعة من التبريرات لهذا الانسحاب بأنه بعد أن دعت الحاجة الماسة إلي تلك القوات في ميادين أخري تقرر سحبها علي أن يترك منها العدد الكافي لصد الهجمات الخفيفة المعادية‏'‏ وقد ظهر فيما بعد أن العدو شارع في هجوم كبير فرأت القيادة البريطانية أنه من الحكمة الانسحاب صوب الشرق علي أن تقوم بعض العمليات بعرقلة تقدم العدو ريثما يتم انسحاب الجانب الأكبر من الجيش إلي مراكز دفاعية‏,‏ وقد زادت هذه الحركة من ضرورة سحب القوات البريطانية إلي شرق‏'‏ الجبل الأخضر‏',‏ ولو أن العدو اضطر إلي نقل الجانب الأكبر من قواته عبر الطريق الساحلية‏'.‏
ويبدو أن كلا من إذاعة برلين وإذاعة روما قد طنطنتا في ذلك الوقت بأسر ثلاثة من كبار القادة البريطانيين بالإضافة إلي ألفي جندي‏,‏ الأمر الذي دعا من أسمتها الأهرام‏'‏ المقامات العليمة‏'‏ أن تبرر بدورها ما أحاط بهذا الحادث من ملابسات‏,‏ فذكرت أن اثنين من هؤلاء‏,‏ الجنرال أوكونر والجنرال فيم‏,‏ راحا ضحيتي حادث من حوادث سوء الحظ التي تقع مرة في ألف مرة‏,‏ وأنهم قد سلكوا طريقا جانبيا لتفادي نقطة في الطريق الساحلية تقرر نسفها لعرقلة مرور القوات الألمانية‏,‏ في هذه اللحظة داهمت سيارة القائدين البريطانيين دورية من الجنود الألمان المسلحين بالبنادق الرشاشة علي الموتوسيكلات فوقعا في الأسر‏.‏ أما الألف جندي فقد وقعوا في الأسر عند الانسحاب من العقيلة‏.‏
الاهرام فى 2 يوليو 1942
وأضافت المقامات العليمة تقول‏'‏ لا شك أن عددهم قليل للغاية إذا ما قورنوا بالعشرين ألف جندي إيطالي والقواد الجنرالات الستة الذين أسرهم الإنجليز عندما داهموا القوات الإيطالية في جنوب بنغازي وهي تحاول الهرب منها‏.‏
وفي آخر نفس الشهر‏,29‏ أبريل‏,‏ كتب مراسل رويتر تقريرا طويلا عن الموقف الحربي ترجمته الأهرام بنصه‏,‏ وكان تحت عنوان‏'‏ مواطن الضعف في خطوط المحور‏'‏ وعددها علي النحو التالي‏:‏
‏*‏ مشكلة ضعف قواته الجوية خاصة وأن السلاح الجوي البريطاني وأسلحة الحلفاء الجوية تستطيع إيجاد قوة كافية عند وقوع معركة برية ما‏'‏ ولا ريب أن القتال الجوي الذي وقع في نهاية الأسبوع الماضي ظاهرة أخري من الظواهر التي تدل علي أن قوة المحور تزداد ضعفا بسبب خوضها غمار الحرب الجوية في ثلاثة ميادين‏.‏
‏*‏ نقطة الضعف الثانية للمحور ناجمة عن طول المواصلات التي تؤثر في الموقف الألماني فالمسافة الطويلة التي تصل إلي خط القتال الممتد من طرابلس مصدر قلق‏,‏ أما بنغازي التي تضرب بالقنابل ليلا فليست ميناء يصلح في جميع الحالات الجوية ولا يمكن أن تقارن بطبرق‏.‏
‏*‏ أما مصدر الخطورة الثالث فناتج عن قوة الجيش البريطاني الثامن الذي استفاد من المعدات الحربية الألمانية والإيطالية التي غنمها‏,‏ فعنده الآن ملايين من الرصاصات التي تصلح لمدافع سريعة غنمها البريطانيون‏.‏ وكتب صاحب التقرير أنه قضي أسبوعا مع أول فرقة بريطانية مدرعة أمضت أربعة أشهر في اشتباك متواصل بالعدو‏,‏ وقد أعيد تنظيمها بعد ما عانته من محنة‏.‏ ثم أن وحدات الفرسان الميكانيكية ووحدة الحرس المجهز بالسيارات المدرعة تحولت إلي تلبية العمل خلف أكبر حقل ألغام برية في العالم‏.‏
‏***‏
في أواخر مايو انتقل القتال إلي الأراضي المصرية‏,‏ الأمر الذي أبرزته الأهرام في عددها الصادر في اليوم الأول من الشهر التالي في عناوين كبيرة جاء فيها‏'‏ معركة لوبيا تبلغ أشدها‏-‏ إحباط خطط القيادة الألمانية وإنزال ضربات قاسية بقواتها‏-‏ هجوم البريطانيين علي قوات المحور وفتك الطائرات بها‏',‏ غير أن ما جاء تحت هذه العناوين كان يعكس أخبارا مختلفة‏.‏
خبر منها يتحدث عن القتال الحامي الوطيس وأن العدو نجح في فتح ثغرتين في حقول الألغام في المنطقة الوسطي ولكنهما ليستا واسعتي المدي‏'‏ والقوات الألمانية من جيش أفريقيا مشتبكة كلها في المعركة التي تدور رحاها شرقي خط الحلفاء‏,‏ فيما عدا وحدات قليلة من الفرقة التسعين الخفيفة‏'.‏ خبر آخر يذكر أن الجنرال روميل دفع بالأفواج الأولي من الفرقتين الخامسة عشرة والحادية والعشرين المدرعتين حول الطرف الجنوبي لخط الحلفاء في لوبيا ثم شفعها بالجزء الأكبر من بقية الجيش‏.‏
وقد دفع ذلك سائر الصحف في العالم إلي متابعة الموقف فكتبت جريدة واشنطون بوست أن هناك ما يحمل علي الاعتقاد بأن أسباب الهجوم الألماني والإيطالي في لوبيا سياسية أكثر منها حربية‏,‏ وأشارت الجريدة إلي أن الضغط الداخلي في إيطاليا وألمانيا يشتد باستمرار‏,‏ وأن هتلر وموسوليني يهمهما جدا الحصول علي أي انتصار وقتي‏'‏ وعلاوة علي ذلك وجد الحلفاء ضرورة إرسال نجدات برية وجوية إلي لوبيا فجعلوا إمكان فتح جبهة ثانية في القارة الأوربية قليل الاحتمال‏'.‏
في‏26‏ يونيو سنة‏1942‏ نشرت الأهرام ما يؤكد أن القتال قد انتقل تماما إلي الأراضي المصرية‏,‏ وقد جاء عنوانها الرئيسي‏'‏ ابتداء المعركة في سيدي براني ـ سحب القوات من السلوم وسيدي عمر‏',‏ حيث اعترفت المصادر البريطانية بأن الألمان يشنون هجوما واسعا‏,‏ وأن الجيش الثامن يوجه تهديدا خطيرا في المنطقة الممتدة نحو شرق سيدي براني‏'‏ ولا ريب في أن الاحتفاظ بخط دفاعي طويل كخط الحدود المصرية يتطلب عددا كبيرا من الجنود وتفوقا علي العدو في القوات المصفحة لمنعه من الالتفاف حول جناح قواتنا‏'.‏ مما كان أول اعتراف بما أصاب الحلفاء من متاعب‏.‏
وعلي الرغم مما عبرت عنه السلطات العسكرية البريطانية من أن‏'‏ مرسي مطروح‏'‏ تشكل نقطة دفاع قوية أمام هجمة روميل‏,‏ إلا أن قوات الرجل عصفت بها‏,‏ ووصلت إلي العلمين حيث دارت معركة من أشهر المعارك التي قررت مصير الحرب العالمية الثانية‏.‏
وقد ترددت أقوال في ذلك الوقت عن نصيحة أدلي بها عزيز باشا المصري‏,‏ رئيس أركان حرب الجيش المصري السابق‏,‏ نصح فيها الإنجليز بالتوقف عند هذه النقطة التي تمثل عنق زجاجة بين ساحل البحر المتوسط وبين منخفض القطارة‏,‏ وقد صدرت الأهرام يوم الخميس‏2‏ يوليو‏1942‏ وقد حملت عنوانا كبيرا‏'‏ ابتداء المعركة الكبري في الصحراء‏'‏ في ساعة مبكرة من صباح اليوم حيث أصبحت القوات البريطانية في موقع يمتد من جنوب‏'‏ العلمين‏'‏ إلي الطرف الشرقي من منخفض القطارة‏,‏ والمنتظر أن يقع أكثر القتال في هذه المنطقة‏,‏ وليس هناك ما يدل علي وجود عناصر من العدو شرق العلمين‏'.‏
في اليوم التالي وتحت عنوان‏'‏ المعركة الكبري في يومها الثاني ـ مفاجأة قوات المحور والهجوم علي مؤخرتها‏'‏ أخبرت جريدتنا قراءها بأن الجيش الثامن هاجم مؤخرة العدو‏'‏ ولا تزال مراكزنا في العلمين صامدة في وجه جميع المحاولات التي يبذلها الألمان لاختراقها‏..‏ وقد حشد العدو قواته صباح اليوم استعدادا لاستئناف الهجوم‏,‏ وقد وقع هذا الهجوم فعلا بعد الظهر فألقي العدو بكل شيء لديه‏.‏ وبينما كان الهجوم يأخذ سيره قامت قوات الجيش الثامن بدورة من ناحية الجنوب فاشتبكت مع جناح العدو الأيمن في حين صمدت مراكزنا في العلمين‏,‏ وأقامت مدفعيتنا ستارا هائلا من النيران‏'.‏
وقد لخصت جريدتنا ما جري في العلمين خلال ثلاثة أيام‏;‏ الأربعاء والخميس والجمعة‏..‏ في اليوم الأول قامت قوات روميل بثلاث هجمات علي مراكز الحلفاء في العلمين وصفه الألمان بأنه‏'‏ تعقب للقوات المهزومة نحو الدلتا‏',‏ وفي اليوم التالي قامت قوات المحور بهجوم كبير آخر‏,‏ وقد تقدم جنود المشاة هذا الهجوم بغية تدمير المدافع البريطانية لإفساح المجال لقواتهم المصفحة‏,‏ وكانت المدفعية تؤيد المشاة الألمان ولكن المدافعين قاموا بهجوم مضاد حاولوا به تأييد قوات المحور المصفحة للمشاة مما أدي إلي إحباط الهجوم‏,‏ وفي اليوم الثالث والأخير ـ الجمعة ـ استأنفت قوات روميل المصفحة الهجوم في منطقة العلمين‏,‏ غير أن البريطانيين نجحوا في تعطيل بعض الدبابات والاستيلاء علي بعض المدافع والأسري‏.‏
بدأت المعركة تنفرج في يوم الأحد‏5‏ يوليو‏,‏ الأمر الذي نتبينه من عناوين الأهرام في اليوم التالي وكانت‏:'‏ زمام المعركة في قبضة الحلفاء ـ انسحاب قوات المحور من أكمة في جنوب لبنان‏-‏ أسر‏600‏ ألماني ومراسل حربي‏-‏ غارات عنيفة علي منطقة الضبعة‏',‏ وهي الأخبار التي علقت عليها جريدتنا بالقول‏'‏ يبدو من آخر الأخبار التي وصلت إلي القاهرة من ميدان القتال أن زمام المعركة قد انتقل إلي أيدي القوات البريطانية وحلفائها‏,‏ كما أنه ليس هناك ما يدل علي أن جنود روميل يحفرون خنادق ليرابطوا فيها‏,‏ وقد كان من أهم العوامل التي رجحت كفة الحلفاء السرعة في إصلاح دباباتهم التي أصيبت خلال المعركة‏'.‏
وقدمت الأهرام وصفا لجغرافية المنطقة التي جرت فيها المعركة وأن الطريق الساحلي الوحيد فيها هو الذي يصلح للنقل بالسيارات الثقيلة‏..‏ وعلي بضعة أميال قليلة غربي العلمين يتفرع طريق من الطريق الساحلي الرئيسي يجري جنوبا بغرب ويجتاز النطاق والسهل الصخري إلي حافة المنخفض‏,‏ وإلي الجنوب مباشرة من العلمين يوجد درب يؤدي إلي نقطة قريبة من بحيرة‏'‏ المغره‏'‏ الملحة‏,‏ وهنا ينتهي المنخفض‏.‏
في أيام نفس الشهر يوليو الأخيرة بدأت القوات البريطانية هجومها في جبهة العلمين وأحرزت بعض التقدم‏,‏ ورغم المحاولات من قبل قوات المحور لتجديد هجومها إلا أن القوات الحليفة قد نجت في صدها‏,‏ ولم يمض وقت طويل حتي صدرت الأهرام في يوم‏10‏ نوفمبر عام‏1942‏ وهي تحمل عنوان‏'‏ مطاردة قوات المحور في لوبيا ـ الطائرات تواصل إرهاقها في تقهقرها‏',‏ وجاء فيه أن قوات الحلفاء اجتازت الحدود المصرية وأنها نجحت في استرداد مرسي مطروح‏'‏ بعد أن سكتت مقاومة العدو وخمدت آخر بقية له من النضال‏,‏ وكان مندوب الأهرام في طليعة الصحفيين الذين دخلوا المدينة الكبيرة بعد تخليصها من قوات المحور‏,‏ ووجد جثث القتلي في الميدان مما كان بمثابة الإعلان الرسمي لانتهاء معركة العلمين‏,‏ وتوقف القتال علي الأراضي المصرية‏.

===========================================================

 

Home

This site was last updated 10/26/08