Home Up المماليك البحرية الإسلام والحياة العامة يقتلون الراهب يوحنا القليوبى المماليك الشراكسة تقسيم الجيش المملوكى نظارة الوزارة والحكم خلفاء بنى العباس بمصر وظائف مملوكية المماليك المسلمين والرشوة نظام المماليك العسكرى ميناء القصير والمماليك المماليك ووكالة وقف الحرمين المماليك بين الدين والسياسة ترميم مسجد الماس الحاجب ترميم المسجد السيد البدوى New Page 4460 New Page 4461 New Page 4462 New Page 4463 New Page 4464 New Page 4465 New Page 4466 New Page 4467 New Page 4468 مشاهير وعظماء وقديسى القبط | | وأصل هؤلاء الخلفاء بمصر أن أمير المؤمنين المستعصم بالله عبد الله آخر خلفاء بني العباس لما قتله هولاكو بن تولي بن جنكزخان في صفر سنة ست وخمسين وستمائة ببغداد وخلت الدنيا من خليفة وصار الناس بغير إمام قرشيّ إلى سنة تسع وخمسين فقد الأمير أبو القاسم أحمد بن الخليفة الظاهر أبي نصر محمد بن الخليفة الناصر العباسيّ من بغداد إلى مصر في يوم الخميس تاسع رجب منه فركب السلطان الملك الظاهر بيبرس إلى لقائه وصعد به قلعة الجبل وقام بما يجب من حقه وبايعه بالخلافة وبايعه الناس وتلقب بالمستنصر ثم توجه لقتال التتر ببغداد فقُتل في محاربتهم لأيام خلت من المحرم سنة ستين وستمائة فكانت خلافته قريبًا من سنة.
ثم قدم من بعد الأمير أبو العباس أحمد بن أبي عليّ الحسن بن أبي بكر من ذرية الخليفة الراشد بالله أبي جعفر منصور بن المسترشد في سابع عشري ربيع الأول فأنزله السلطان في برج بقلعة الجبل وأجرى عليه ما يحتاج إليه ثم بايعه في يوم الخميس ثامن المحرم سنة إحدى وستين بعدما أثبت نسبه على قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعز ولقّبه بالحاكم بأمر الله وبايعه الناس كافة ثم خطب من الغد وصلى بالناس الجمعة في جامع القلعة ودُعي له من يومئذ على منابر أراضي مصر كلها قبل الدعاء للسلطان ثم خطب له على منابر الشام واستمر الحال على الدعاء له ولمن جاء من بعده من الخلفاء وما زال بالبرج إلى أن منعه السلطان من الاجتماع بالناس في المحرم سنة ثلاث وستين فاحتجب وصار كالمسجون زيادة على سبع وعشرين سنة بقية أيام الظاهر بيبرس وأيام ولديه محمد بركة وسلامش وأيام قلاون.
فلما صارت السلطنة إلى الأشرف خليل بن قلاون أخرجه من سجنه مكرّمًا في يوم الجمعة العشرين من شهر رمضان سنة تسعين وستمائة وأمره فصعد منبر الجامع بالقلعة وخطب وعليه سواده وقد تقلد سيفًا محلّى ثم نزل فصلى بالناس صلاة الجمعة قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وخطب أيضًا خطبة ثالثة في يوم الجمعة تاسع عشري ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وحد سنة أربع وتسعين ثم منع من الاجتماع بالناس فاتمنع حتى أفرج عنه المنصور لاجين في سنة ست وتسعين وأسكنه بمناظر الكبش وأنعم عليه بكسوة له ولياله وأجرى عليه ما يقوم به وخطب بجامع القلعة خطبة رابعة وصلى بالناس الجمعة ثم حج سنة سبع وتسعين وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة فكانت خلافته مدّة أربعين سنة ليس له فيها أمر ولا نهي إنما حظه أن يقال أمير المؤمنين وكان قد عهد إلى ابنه الأمير أبي عبد الله محمد المستمسك ثم من بعده لأخي أبي الربيع سليمان المستكفي فمات المستمسك في حياته واشتدّ جزعه عليه فعهد لابنه إبراهيم بن محمد المستمسك.
فلما مات الحاكم أقيم من بعده ابنه المستكفي بالله أبو الربيع سليمان بعده له فشهد وقعة شقجب مع الملك الناصر محمد بن قلاون وعليه سواده وقد أرخى له عذبة طويلة وتقلد سيفًا عربيًا محلى ثم تنكر عليه وسجنه في برج القلعة نحو خمسة أشهر وأفرج عنه وأنزله إلى داره قريبًا من المشهد النفيسيّ بتربة شجرة الدر فأقام نحو ستة أشهر وأخرجه إلى قوص في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وقطع راتبه وأجرى له بقوص ما يتقوت به فمات بها في خامس شعبان سنة أربعين.
وعهد ل ولده فلم يمض الملك الناصر محمد عهده وبويع ابن أخيه أوب إسحاق إبراهيم بن محمد المستمسك بن أحمد الحاكم بيعة خفية لم تظهر في يوم الإثنين خامس عشري شعبان المذكور واقام الخطباء أربعة أشهر لا يذكرون في خطبهم الخليفة ثم خطب له في يوم الجمعة سابع ذي القعدة منها ولقب بالواثق بالله فلما مات الناصر محمد وأقيم بعده ابنه المنصور أبو بكر استدعى أبو القاسم أحمد بن أبي الربيع سليمان وأقيم في الخلافة ولقب بالحاكم بعدما كان يلقب بالمستنصر وكني بأبي العباس في يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة فاستمر حتى مات في يوم الجمة رابع شعبان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
فأقيم بعده أخوه المعتضد بالله أبو بكر وكنيته أبو الفتح بن أبي الربيع سليمان في يوم الخميس سابع عشرة واستقرّ مع ذلك في نظر مشهد السيدة نفيسة رضي الله عنها ليستعين بما يريد إلى ضريحها من نذر العامّة على قيام أوده فإن مرتب الخلفاء كان على مكس الصاغة وحسبه أن يوم بما لا بدّ منه في قوتهم فكانوا أبدًا في عيش غير موسع فحسنت حال المعتضد بما يبيعه من الشمع المحمول ل المشهد النفيسيّ ونحوه إلى أن وفي يوم الثلاثاء عاشر جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وكان يبلغ بالكاف وحج مرتين إحداهما سنة أربع وخمسين والثانية سنة ستين.
فأقيم بعده ابنه المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بعهده إليه في يوم الخميس ثاني عشرة وخلع عليه بين يدي السلطان الملك المنصور محمد بن الملك المظفر حاجي وفوض إليهنظر المشهد ونزل إلى داره فلم يزل حتى تنكر له الأمير اينبك في أوّل ذي القعدة سنة ثمان وسبعين بعد قتل الملك الأشرف شعبان بن حسين وأخرجه ليسير إلى قوص.
واقام عوضه في الخلافة ابن عمه زكريا بن إبراهيم بن محمد في ثالث عشري صفر سنة تسع وسبعين وكان قد أمر برد المتوكل من نفيه فرد إلى منزله من يومه فأقام به حتى رضي عنه أينبك وأعاده في العشرين من ربيع الأول منها إلى خلافته ثم سخط عليه الظاهر برقوق وسجنه مقيدًا في يوم الإثنين أول رجب سنة خمس وثمانين وقد وشي به أنه يريد الثورة وأخذ الملك.
وأقيم بعده في الخلافة الواثق بالله أبو حفص عمر بن المعتزم أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحاكم في يوم الاثنين المذكور فما زال خليفة حتى مات يوم السبت تاسع شوال سنة ثمان وثمانين.
فأقام الظاهر بعده في الخلافة أخاه زكريا بن إبراهيم في يوم الخميس ثامن عشرية ولقل بالمستعصم وركب بالخلعة وبين يديه القضاة من القلعة إلى منزله فلما أشرف الظاهر برقوق على زوال ملكه وقرب الأمير يلبغا الناصري نائب حلب بالعساكر استدعى المتوكل على الله من محبسه وأعاده إلى الخلافة وخلع عليه في يوم الأربعاء أول جمادى الأولى سنة أحدى وتسعين وبالغ في تعظيمه وأنعم عليه فلم يزل على خلافته حتى توفي ليلة الثلاثاء ثامن عشري رجب سنة ثمان وثمانمائة وهو أول من اتسعت أحواله من الخلفاء بمصر وصار له إقطاعات ومال.
فأقيم في الخلافة بعده ابنه المستعين بالله أبو الفضل العباس وخُلع عليه في يوم الاثنين رابع شعبان بالقلعة بين يدي الناصر فرج بن برقوق ونزل إلى داره ثم سار مع الناصر إلى الشام وحضر معه وقعة اللجون حتى انهزم فدعاه الأميران شيخ ونوروز فمضى من موقفه إليهما ومعه مباشر والدولة فأنزلاه ووكلا به وسارا به لحصار الناصر ثم ألزماه حتى خلعه من السلطنة وأقامه شيخ في السلطنة وبايعه ومن معه في يوم السبت خامس عشري المحرم سنة خمس عشرة وثمانمائة وبعث إلى نوروز وهو بشمالي دمشق حتى بايعه فنالوا بإقامته أغراضهم من قتل الناصر وانتظام أمرهم ثم سار به شيخ إلى مصر وأقام نوروز بدمشق فلما قدم به أسكنه القلعة ونزل هو بالحراقة من باب السلسلة وقام بجميع الأمور وترك الخليفة في غاية الحصر حتى استبد بالسلطنة فكانت مدة الخليفة منذ اقاموه سلطانًا سبعة أشهر وخمسة أيام ونقل الخليفة إلى بعض جور القلعة ووكل به من يحفظه وأهله وقام من بعده بالسلطنة.
السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي: أحد مماليك الظاهر برقوق في يوم الاثنين أول شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة فسجن الخليفة في برج بالقلعة ثم حمله إلى الإسكندرية فسجنه بها ولم يزل سلطانًا حتى مات في يوم الاثنين ثامن المحرم سنة أربع وعشرين فكانت مدته ثمان سنين وخمسة أشهر وستة أيام.
فأقيم بعده ابنه.
السلطان الملك المظفر شهاب الدين أبو السعادات أحمد: وعمره سنة واحدة ونصف فقام بأمره الأمير ططر وفرق ما جمعه المؤيد من الأموال وخرج بالمظفر يريد محاربة الأمراء بالشام فظفر بهم وخلع المظفر وكانت مدته ثمانية أشهر تنقص سبعة أيام وقام بعده.
السلطان الملك الظاهر أبو الفتح ططر: أحد مماليك الظاهر برقوق وجلس على التخت بقلعة دمشق في يوم الجمعة تاسع عشري شعبان سنة أربع وعشرين وقدم إلى قلعة الجبل وهو موعوك البدن في يوم الخميس رابع شوال فثقل في مرضه من يوم الاثنين ثاني عشرية حتى مات في الأحد رابع عشري ذي الحجة فكانت مدته ثلاثة أشهر ويومين فأقيم بعده ابنه.
السلطان الملك الصالح ناصر الدين محمد: وعمره نحو عشر سنين فقام بأمره الأمير برسباي السلطان الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر برسباي: أحد مماليك الظاهر برقوق وجلس على تخت الملك في يوم الأربعاء ثامن عشر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة. |