Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطانة الملكة شجرة الدر على مصر -  164

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
صلاح الدين الأيوبى156
العزيز عثمان 157
الملك منصور على 158
الملك العادل 159
الملك الكامل 160
الملك العادل الصغير161
الملك الصالح 162
السلطان توران شاه 163
السلطانة شجرة الدر 164

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن الأسرة الأيوبية الذين حكموا مصر بعد إحتلالهم مصر وهم يدينون لخلافة الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

  سلطنة الملكة شجرة الدر على مصر
سلطنة الملكة شجرة الدر على مصر هي الملكة شجرة الدر بنت عبد الله جارية السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب وزوجته وأم ولده خليل وكانت حظية عنده إلى الغاية وكانت في صحبته وهو ببلاد المشرق في حياة أبيه الملك الكامل ثم سارت معه لما حبسه الملك الناصر داود صاحب الكرك بالكرك ومعها ولدها خليل أيضًا وقاست مع الصالح تلك الأهوال والمحن ثم قدمت معه مضر لما تسلطن وعاش ابنها خليل بعد ذلك وتوفي صغيرًا‏.‏

ولا زالت في عظمتها من الحشم إليها غالب تدبير الديار المصرية في حياة سيدها الملك الصالح وفي مرضه وبعد موته والأمور تدبرها على أكمل وجه إلى أن قدم ولد زوجها الملك المعظم توران شاه فلم يشكر لها توران شاه ما فعلته من الإخفاء لموت والده وقيامها بالتدبير أتم قيام حتى حضر إلى المنصورة وجلس في دست السلطنة‏.‏
ولم تدع أحدًا يطمع في الملك لعظمتها في لنفوس فترك توران شاه ذلك كله وأخذ في تهديدها وطلب الأموال منها بسرعة سلم يحسن ذلك ببال أحد‏.‏
واتفقوا على ولايتها لحسن سيرتها وغزير عقلها وجودة تدبيرها وجعلوا المعز أيبك التركماني أتابكا لها وخطب لها على المنابر بمصر والقاهرة لكنها لم تلبس خلعة السلطنة الخليفتي على العادة غير أنهم بايعوها السلطنة في أيام أرسالًا وتم أمرها‏.‏
قال الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في تاريخه‏:‏ ‏"‏ شجرة الدر أم خليل الصالحية وجارية السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب وأم ولده خليل كان الملك الصالح يحبها حبًا عظيمًا ويعتمد عليها في أموره ومهماته وكانت بديعة الجمال ذات رأي وتدبير ودهاء وعقل ونالت من السعادة ما لم ينله أحد في زمانها‏.‏
ولما مات الملك الصالح في شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة على دمياط في حصار الفرنج أخفت موته وصارت تعلم بخطها مثل علامة الملك الصالح وتقول‏:‏ السلطان ما هو طيب‏.‏ وتمنع الناس من الدخول إليه وكان أرباب الدولة يحترمونها‏.‏
ولما علموا بموت السلطان ملكوها عليهم أيامًا‏.‏
وتسلطنت بعد قتل السلطان الملك المعظم ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب وخطب لها على المنابر وكان الخطباء يقولون على المنبر بعد الدعاء للخليفة‏:‏ ‏"‏ واحفظ اللهم الجهة الصالحية ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين أم خليل المستعصمية صاحبة السلطان الملك الصالح ‏"‏‏.‏ انتهى كلام الصفدي‏.‏
وقال غيره‏:‏ وكانت تعلم على المناشير وغيرها ‏"‏ والدة خليل ‏"‏ وبقيت على ذلك مدة ثلاثة أشهر إلى أن خلعت نفسها واستقر زوجها الملك المعز أيبك التركماني الصالحي الآتي ذكره إلى أن اتفقت المماليك البحرية وقالوا‏:‏ لا بد لنا من واحد من بني أيوب يجتمع الكل على طاعته وكان القائم بهذا الأمر الأصر الفارس أقطاي الجمدار وبيبرس البندقداري وبلبان الرشيدي وسنقر الرومي فأقاموا في السلطنة الملك الأشرف الأيوبي‏.‏
وقيل‏:‏ إنه تزوجها أيبك بعد سلطنته وكانت مستولية على أيبك في جميع أحواله ليس له معها كلام‏.‏ وكانت تركية ذات شهامة ونفس قوية وسيرة حسنة شديدة الغيرة‏.‏ فلما بلغها أن زوجها الملك المعز أيبك يريد أن يتزوج ببنت الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وقد عزم على ذلك فتخيلت منه أنه ربما عزم على إبعادها أو إعدامها لأنه سئم من حجرها عليه واستطالتها فعاجلته وعزمت على الفتك به وإقامة غيره في الملك‏.‏
قال الشيخ قطب الدين‏:‏ ‏"‏ وطلبت صفي الدين إبراهيم بن مرزوق وكان بمصر فاستشارته ووعدته بالوزارة فأنكر عليها ونهاها عن ذلك فلم تصغ إلى قوله وطلبت مملوكًا للطواشي محسن الجوجري الصالحي وعرضت عليه أمرها ووعدته ومنته إن قتل المعز‏!‏ ثم استدعت جماعة من الخدام واتفقت معهم‏.‏
فلما كان يوم الثلاثاء الثالث والعشرون من شهر ربيع الأول سنة لعب المعز بالكرة ومن معه وصعد إلى القلعة آخر النهار وأتى الحمام ليغتسل فلما قلع ثيابه وثب عليه سنجر الجوجري والخدم فرموه وخنقوه وطلبت شجرة الدر ابن مرزوق على لسان الملك المعز فركب حماره وبادر وطلع القلعة من باب السر فرآها جالسة والمعز بين يديها ميت فأخبرته الأمر فعظم عليه جدًا واستشارته فقال‏:‏ ما أعرف ما أقول وقد وقعت في أمر عظيم مالك منه مخلص‏!‏ ثم طلبت الأمير جمال الدين بن أيدغدي العزيزي وعز الدين أيبك الحلبي وعرضت عليهما السلطنة فامتنعا فلما ارتفع النهار شاع الخبر واضطربت الناس ‏"‏‏.‏ انتهى كلام قطب الدين‏.‏
وقيل في قتله وجه آخر‏:‏ وهو أن شجرة الدر لما غارت رتبت للمعز سنجر الجوهري مملوك الفارس أقطاي فدخل عليه الحمام ولكمه ورماه وألزم الخدام معاونته وبقيت هي تضربه بالقبقاب وهو يستغيث ويتضرع إليها إلى أن مات وانطوت الأخبار عن الناس تلك الليلة‏.‏
فلما كان سحر يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول ركب الأمراء الأكابر إلى القلعة على عادتهم وليس عندهم خبر بما جرى ولم يركب الفائزي في ذلك اليوم وتحيرت شجرة الدر فيما تفعل فأرسلت إلى الملك المنصور نور الدين علي ابن الملك المعز تقول له عن أبيه‏:‏ إنه ينزل إلى البحر في جمع من الأمراء لإصلاح الشواني التي تجفزت للمضي إلى دمياط ففعل وقصدت بذلك لتقل الناس من على الباب لتتمكن مما تريد فلم يتم مرادها‏.‏
ولما تعالى النهار شاع الخبر بقتل الملك المعز واضطربت الناس في البلد واختلفت أقاويلهم ولم يقفوا على حقيقة الأمر وركب العسكر إلى جهة القلعة وأحدقوا بها ودخلها مماليك الملك المعز أيبك والأمير بهاء الدين بغدي الأشرفي مقدم الحلقة وطمع الأمير عز الدين الحلبي في التقدم وساعده على ذلك جماعة من الأمراء الصالحية فلم يتم له ذلك‏.‏
ثم استحصر الذين في القلعة الوزير شرف الدين الفائزي واتفقوا على تمليك الملك المنصور نور الدين علي بن الملك المعز أيبك وعمره يومئذ نحو خمس عشرة سنة فرتبوه في الملك ونودي في البلد بشعاره وسكن الناس وتفرقوا إلى دورهم ونزل الأمراء الصالحية إلى دورهم‏.‏ فلما كان يوم الخميس خامس عشرين الشهر وقع في البلد خبطة عظيمة وركب العسكر إلى القلعة‏.‏
واتفق رأي الذين بالقلعة على نصب الأمير علم الدين سنجر الحلبي في السلطنة وكان أتابك الملك المعز ويعرف بالمشد واستحلفوا العسكر له وحلف له الأمراء الصالحية على كره من أكثرهم وامتنع الأمير عز الدين ثم خاف على نفسه فحلف وانتظمت الأمور ثم انتقض بعد ذلك‏.‏ وفى يوم الجمعة سادس عشرين شهر ربيع الأول خطب للملك المنصور بمصر والقاهرة‏.‏
وأما شجرة الدر صاحبة الترجمة فإنها امتنعت بدار السلطنة هي والذين قتلوا الملك المعز أيبك وطلب المماليك المعزية هجوم الدار عليهم فحالت الأمراء الصالحية بينهم وبينها حمية لشجرة الدر لأنها خشداشتهم فلما غلبوا مماليك المعز منهم ومنها أمنوها وحلفوا لها أنهم لا يتعرضون لها بسوء‏.‏
فلما كان يوم الاثنين التاسع والعشرون منه أخرجت من دار السلطنة إلى البرج الأحمر فحبست به وعندها بعض جواريهًا وقبض على الخدام واقتسمت الأمراء جواريها وكان نصر العزيزي الصالحي وهو أحد الخدام القتلة قد تسرب إلى الشام يوم ظهور الواقعة وأحاطت المماليك المعزية بالدار السلطانية وجميع ما فيها ويوم ظهور الواقعة أحضر الصفي بن مرزوق من الدار وسئل عن حضوره عند شجرة الدر لما طلبته بعد قتل المعز واستشارته فعرفهم صورة الحال فصدقوه وأطلقوه‏.‏
وحضر الأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي وكان الناس قد قطعوا بموت المعز فعند حضور أيدغدي العزيزي المذكور أمر باعتقاله بالقلعة ثم نقل إلى الإسكندرية فاعتقل بها ثم صلب الخدام الذين اتفقوا على قتل المعز وهرب سنجر غلام الجوهري ثم ظفر به وصلب إلى جانب أستاذه محسن فمات سنجر من يوم الاثنين المذكور وقت العصر على الخشبة وتأخر موت الباقين إلى تمام يومين‏.‏
واستمرت شجرة الدر بالبرج الأحمر بقلعة الجبل والملك المنصور علي ابن الملك المعز أيبك ووالدته يحرضان المعزية على قتلها والمماليك الصالحية تمنعهم عنها لكونها جارية أستاذهم ولا زالوا على ذلك إلى يوم السبت حادي عشر شهر ربيع الآخر حيث وجدت مقتولة مسلوبة خارج القلعة فحملت إلى التربة التي كانت بنتها لنفسها بقرب مشهد السيدة نفيسة - رحمها الله تعالى - فدفنت‏.‏
وشجرة الدر أوقاف على التربة المذكورة وغيرها‏.‏
وكان الصاحب بهاء الدين‏.‏ علي بن محمد بن سليم المعروف بابن حنا وزيرها ووزارته لها أول عرجة ترقاها من المناصب الجليلة‏.‏
ولما تيقنت شجرة الدر أنها مقتولة أودعت جملة من المال والجواهر وأعدت أيضًا جملة من الجواهر النفيسة فسحقتها في الهاون لئلا يأخذها الملك المنصور ابن المعز أيبك وأمه فإنها كانت تكره المنصور ووالدته وكانت غير متجملة في أمرها لما تزوجها أيبك حتى منعته الدخول إليهما بالكلية فلهذا كان المنصور وأمه يحرضان المماليك المعزية على قتلها‏.‏
وكانت خيرة دينة رئيسة عظيمة في النفوس ولها مآثر وأوقاف على وجوه البر معروفة بها‏.‏ والذي وقع لها من تملكها الديار المصرية لم يقع ذلك لامرأة قبلها ولا بعدها في الإسلام‏.‏

نهاية حكم الأسرة الأيوبية على مصر (الإحتلال الأيوبى)

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 931 من 761) : "دولة المماليك البحرية وهم الملوك الأتراك وكان ابتداء أمر هذه الطائفة أن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب كان قد أقره أبو السلطان الملك الكامل محمد ببلاد الشرق وجعل ابنه العادل أبا بكر ولي عهده في السلطنة بمصر فلما مات قام من بعده العادل في السلطنة وتنكر ما بينه وبين ابن عمه الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودود بن العادل أبي بكر بن أيوب وهو نائب دمشق فاستدعى الصالح نجم الدين من بلاد الشرق ورتب المعظم ثوران شاه على بلاد الشرق وأقره بحصن كيفا وقدم دمشق وملكها فكاتبه أمراء مصر تحثه على أخذها من أخيه العادل وخامر عليه بعضهم فسار من دمشق في رمضان سنة ست وثلاثين فانزعج العادل انزعاجًا كبيرًا وكتب إلى الناصر داود صاحب الكرك فسار إليه ليعاونه على أخيه الصالح فاتفق مسير الملك الصالح إسماعيل بن العادل أبي بكر بن أيوب من حماه وأخذه دمشق للملك العادل أبي بكر بن الملك الكامل محمد في سابع عشري صفر سنة سبع وثلاثين والملك الصالح نجم الدين أيوب يومئذٍ على نابلس فانحر أمره وفارقه من معه حتى لم يبق معه إلا مماليكه وهم نحو الثمانين وطائفة من خواصه نحو العشرين وأما الجميع فإنهم مضوا إلى دمشق وكان الناصر داود قد فارق العادل وسار من القاهرة مغاضبًا له إلى الكرك ومضى إلى الصالح نجم الدين أيوب وقبضه بنابلس في ثاني عشر ربيع الأول منها وسجنه بالكرك فأقام مماليك الصالح بالكرك حتى خلص من سجنه في سابع عشري شهر رمضان منها فاجتمع عليه مماليكه وقد عظمت مكانتهم عنده وكان من أمره ما كان حتى ملك مصر فرعى لهم ثباتهم معه حين تفرّق عنه الأكراد وأكثر من شرائهم وجعلهم أمراء دولته وخاصته وبطانته والمحيطين بدهليزه إذا سافر واسكنهم معه في قلعة الروضة وسماهم البحرية وكانوا دون الألف مملوك قيل ثمانمائة وقيل سبعمائة وخمسون كلهم أتراك‏.‏

فلما مات الملك الصالح بالمنصورة أحس الفرنج بشيء من ذلك فركبوا من مدينة دمياط وساروا على فارسكور وواقعوا العسكر في يوم الثلاثاء أول شهر رمضان سنة سبع وأربعين ونزلوا بقرية شرمشاح ثم بالبرمون ونزلوا تجاه المنصورة فكانت الحروب بين الفريقين إلى إلى خمس ذي القعدة فلم يشعر المسلمون إلاّ والفرنج معهم في المعسكر فقتل الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ وانهزم الناس ووصل رودافرنس ملك الفرنج إلى باب قصر السلطان فبرزت البحرية وحملوا على الفرنج حملة منكرة حتى أزاحوهم وولوا فأخذتهم السيوف والدبابيس وقتل من أعيانهم ألف وخمسمائة فظهرت البحرية من يومئذٍ واشتهرت ثم لما قدم الملك المعظم توران شاه أخذه في تهديد شجرة الدر ومطالبتها بمال أبيه فكاتبت البحرية تذكرهم بما فعلته من ضبط المملكة حتى قدم المعظم وما هي فيه من الخوف منه فشق ذلك عليهم وكان قد وعد الفارس أقطاي المتوجه إليه من المنصورة لاستدعائه من حصن كيفا بإمرة فلم يف له فتنكر له وهو من أكابر البحرية وأعرض مع ذلك عن البحرية وأطرح جانب الأمراء وغيرهم حتى قتلوه وأجمعوا على أن يقيموا بعده في السلطنة سرية أستاذهم‏.‏

This site was last updated 03/19/10