Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطان العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر - 157

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
صلاح الدين الأيوبى156
العزيز عثمان 157
الملك منصور على 158
الملك العادل 159
الملك الكامل 160
الملك العادل الصغير161
الملك الصالح 162
السلطان توران شاه 163
السلطانة شجرة الدر 164

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن الأسرة الأيوبية الذين حكموا مصر بعد إحتلالهم مصر وهم يدينون لخلافة الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

سلطنة الملك العزيز عثمان على مصر

سلطنة الملك العزيز عثمان على مصر هو الملك العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان سلطان الديار المصرية وابن سلطانها الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شادي بن مروان الأيوبي الكردي الأصل المصري‏.‏
ولي سلطنة مصر في حياة والده صورة ثم تسلطن بعد وفاته استقلالًا باتفاق الأمراء وأعيان الدولة بديار مصر لأنه كان كان نائبًا عن أبيه صلاح الدين بها لما كان أبوه مشتغلًا بفتح السواحل بالبلاد الشامية وتم أمره‏.‏ وكان مولده بالقاهرة في ثامن جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة‏.‏
وكان الملك العزيز هذا أصغر من أخيه الملك الظاهر غازي صاحب حلب وأصغر من أخيه الأفضل صاحب دمشق‏.‏
وكان الأفضل هو أكبر الإخوة وهو المشار إليه في أيام أبيه صلاح الدين ومن بعده وهو الذي جلس للعزاء بعد موت صلاح الدين وصار هو السلطان الأكبر إلى أن ظهر منه أمور منها‏:‏ أنه كان استوزر ضياء الدين الجزري فأساء ضياء الدين السيرة وشغف قلوب الجند إلى مصر وساروا إليها فالتقاهم الملك العزيز وأكرمهم وكانوا معظم الصلاحية‏.‏
واشتغل الأفضل بلهوه‏.‏ وكان القدس في يده فعجز عنه وسلمه إلى نواب الملك العزيز هذا فبان للناس عجز الأفضل‏.‏ ثم وقعت الوحشة بين العزيز هذا وبين أخيه الأفضل المذكور‏.‏
وبلغ الفرنج ذلك فطمعوا في البلاد وحاصروا جبلة وكان بها جماعة من الأكراد فباعوها للفرنج‏.‏
وبرز الملك العزيز من مصر يريد قتال الفرنج في الظاهر وفي الباطن أخذ دمشق من أخيه الأفضل وعلم الأفضل بذلك فكتب إلى عمه العادل أبي بكر بن أيوب وللمشارقة بالنجدة فأجابوه إلى ما يريد وكان مع العادل عدة بلاد بالشرق وكان لما توفي أخوه السلطان الملك الناصر صلاح الدين بالكرك قدم دمشق معزيًا للأفضل وأقام عنده أيامًا ثم رحل إلى محل ولايته بالجزيرة والرها وسميساط والرقة وقلعة جعبر وديار بكر وميافارقين وهي البلاد التي كان أعطاها له أخوه صلاح الدين في حياته وكان له أيضًا مع ذلك بالبلاد الشامية الكرك والشوبك‏.‏
والمقصود أن الملك العزيز هذا لما رحل من مصر إلى نحو دمشق سار حتى نزل بظاهر دمشق وقيل بعقبة الشحورة وجاء العادل بعساكر الشرق ونزل بمرج عدواء‏.‏
فأرسل إليه العزيز يقول‏:‏ أريد الاجتماع بالعادل فاجتمعا على ظهور خيلهما وتفاوضا فقال له العادل‏:‏ لا تخرب البيت وتدخل عليه الآفة‏!‏ والعدو وراءنا من كل جانب وقد أخذوا جبلة فارجع إلى مصر واحفظ عهد أبيك‏.‏
وأيضًا فلا تكسر حرمة دمشق وتطمع فيها كل أحد‏!‏ وعاد الملك العادل عنه إلى دمشق وأقام العزيز في منزلته‏.‏ وقدمت العساكر على الأفضل وبعث العادل إلى العزيز يقول له‏:‏ ارحل إلى مرج الصفر فرحل وهو مريض‏.‏ وكان قصد العادل أن يبعده عن البلد‏.‏
فوصل الملك الظاهر غازي من حلب والملك المنصور من حماة وشيركوه بن محمد بن شيركوه من حمص والأمجد من بعلبك والجميع نجمة للأفضل‏.‏ فقال لهم العادل‏:‏ قد تقرر أنه يرحل إلى مصر‏.‏
واشتد مرض العزيز فاحتاج إلى المصالحة ولولا المرض ما صالح فأرسل الملك العزيز كبراء دولته فخر الدين اياز جهاركس وغيره يحلف الملوك وطلب مصاهرة عمه العادل فزوجه ابنته الخاتون‏.‏ ورجع كل واحد إلى بلده وذلك في شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة‏.‏ وقال العماد الكاتب الأصفهاني‏:‏ خرج الملوك لتوديع الملك العزيز إلى مرج الصفر واحدًا بعد واحد‏.‏
وأول من خرج إليه أخوه الملك الظاهر غازي صاحب حلب فبات عنده ليلة وعاد فخرج إليه أخوه الأفضل صاحب الواقعة فقام إليه واعتنقا وبكيا وأقام عنده أيضًا يومًا وكان قد فارقه منذ تسع سنين فلما عاد كتب إلى العزيز من إنشائه من عدة أبيات‏:‏ نظرتك نظرة من بعد تسع تقضت بالتفرق من سنين ولما انفصل العساكر عن دمشق شرع الأفضل على عادته في اللهو واللعب فاحتجب عن الرعية فسمي ‏"‏ الملك النوام ‏"‏ وفوض الأمر إلى وزيره ضياء الدين الجزري وحاجبه الجمال محاسن بن العجمي فأفسدا عليه الأحوال وكانا سببًا لزوال دولته‏.‏
واستمر الملك العزيز هذا بمصر وأمره ينمو ويزداد إلى سنة تسعين‏.‏
وفيها عاد الاختلاف ثانيًا بين العزيز والأفضل وسببه إغراء الجند والوسائط‏.‏
وكان أكبر المحرضين للعزيز على أخيه الأفضل أسامة حتى قال له‏:‏ إن الله يسألك عن الرعية هذا الرجل قد غرق في اللهو وشربه واستولى عليه الجزري وابن العجمي‏.‏ ثم قال له القاضي ابن أبي عصرون‏:‏ لا تسلم يوم القيامة‏.‏
وبلغ الأفضل قول أسامة وابن أبي عصرون فأقلع عما كان عليه وتاب وندم على تفريطه وعاشر العلماء والصلحاء وشرع يكتب مصحفًا بخطه وكان خطه في النهاية فلم يغن عنه ذلك وتحرك العزيز يقصده فسار الأفضل إلى عمه العادل يستنجد به فالتقاه العادل على صفين فسار معه بعساكر الشرق إلى دمشق وكان الأفضل لما اجتاز بحلب اتفق مع أخيه الظاهر غازي وتحالفا وجاء إلى حماة ففعل كذلك مع ابن عمه المنصور‏.‏ وصار العادل يشير عليه بعزل الجزري عن الوزارة ويقود له‏:‏ هذا يخرب بيتك‏.‏
فصار لا يلتفت إليه فحنق منه‏.‏
ثم إن العادل سأل الملك الظاهر غازي في شيء فلم يجبه فغضب لذلك العادل وانفرد عنهم وكتب إلى العزيز يخبره أنه معه ويستحثه على القدوم إلى دمشق فخرج العزيز من مصر مسرعًا ثم علم العادل أنه لا طاقة له بالعزيز ولا بالظاهر فراسل الأسدية الذين كانوا بمصر وأوعدهم بالأموال والإقطاعات‏.‏ وكان الملك العزيز قد قدم عليهم الصلاحية مماليك أبيه‏.‏
والأسدية هم مماليك عمه أسد الدين شيركوه وحواشيه الأكراد ثم دس العادل للأسدية الأموال وكان مقدم الأكراد الأسدية أبو الهيجاء السمين وكان العزيز قد عزله عن ولاية القدس وتقدمت الأسدية بسيف الدين جرديك فركب أبو الهيجاء بجموعه ومعه أزكش في الليل وقصدوا دمشق فأصبح العزيز فلم ير في الخيام من الأسدية أحدًا فرجع إلى مصر‏.‏
وشرع أزكش وأبو الهيجاء والأسدية يحرضون العادل على أخذ مصر وكانت الأسدية والأكراد يكرهون العادل وإنما دعتهم الضرورة إليه‏.‏ واتفق العادل مع ابن أخيه الأفضل وسارا إلى جهة العزيز نحو مصر‏.‏
فلما وصلوا إلى القدس ولوا أبا الهيجاء كما كان وعزلوا جرديك عنها ثم ساروا حتى نزلوا بلبيس وبها جماعة من الصلاحية‏.‏
فتوقف العادل عن القتال ولم ير انتزاع مصر من يد العزيز وظهرت منه قرائن تدل على أنه لا يؤثر السلطنة للأفضل ولا يرى بتقدميته على العزيز‏.‏
فأرسل العادل إلى العزيز يطلب منه القاضي الفاضل وكان الفاضل قد اعتزلهم وانقطع إلى داره فأرسل إليه العزيز يسأله فامتنع فتضرع إليه وأقسم عليه فخرج إلى العادل فاحترمه العادل وأكرمه وتحدث معه بما قرره وعاد الفاضل إلى العزيز وتحدث معه فأرسل العزيز ولديه الصغيرين مع خادم له برسالة ظاهرة مضمونها‏:‏ ‏"‏ لا تقاتلوا المسلمين ولا تسفكوا دماءهم وقد أنفذت ولدي يكونان تحت كفالة عمي العادل وأنا أنزل لكم عن البلاد وأمضي إلى الغرب ‏"‏‏.‏
وكان ذلك بمشهد من الأمراء فرق العادل وبكى من حضر‏.‏ فقال العادل‏:‏ معاذ الله ما وصل الأمر إلى هذا الحد‏.‏
وكان العادل قد قرر مع القاضي الفاضل رد خبز الأسدية وإقطاعاتهم وأملاكهم وأن يبقى أبو الهيجاء على ولاية القدس‏.‏
ثم قال العادل للأفضل‏:‏ المصلحة أن تمضى إلى أخيك وتصالحه ما عذرنا عند الله وعند الناس إذا فعلنا بابن أخينا ما لا يليق‏!‏‏.‏
وكان العزيز أرسل يقول للعادل مع الخادم المقدم ذكره‏:‏ ‏"‏ البلاد بلادك وأنت السلطان ونحن رعيتك ‏"‏‏.‏ ففهم الأفضل أن العادل رجع عن يمينه وأنه اتفق مع العزيز على أخذ البلاد منه لكنه لم يمكنه الكلام ومضى إلى أخيه الملك العزيز واصطلحا وعاد إلى دمشق‏.‏ ودخل العزيز والعادل والأسدية إلى القاهرة يوم الخميس رابع ذي الحجة‏.‏
وسلطن العادل العزيز ومشى بين يديه بالغاشية‏.‏ ولو أراد العادل مصر في هذه المرة لأخذها وإنما كان قصده الإصلاح بين الإخوة‏.‏
ثم وقع بين العزيز هذا والأفضل ثالثًا وهو أنه لما عاد الأفضل إلى دمشق ازداد وزيره الجزري من الأفعال القبيحة والأفضل يسمع منه ولا يخالفه فكتب قيماز النجمي وأعيان الدولة إلى العادل يشكونه فأرسل العادل إلى
 

الأفضل‏:‏ ارفع يد هذا الأحمق السيء التدبير القليل التوفيق ‏"‏ فلم يلتفت‏.‏ فاتفق العادل مع ابن أخيه العزيز هذا على التوجه إلى الشام فسارا‏.‏
واستشار الأفضل أصحابه فكل أشار عليه بأن يلتقي عمه العادل وأخاه العزيز ولا يخالفهما إلا الجزري فإنه أشار بالعصيان فاستعد الأفضل للقتال والحصار وحلف الأمراء والمقدمين وفرقهم في الأبراج والأسوار فراسلوا العزيز والعادل وأصلحوا أمرهم في الباطن واتفق العادل مع عز الدين الحمصي على فتح الباب الشرقي وكان مسلمًا إليه فلما كان يوم الأربعاء سادس عشرين شهر رجب ركب العادل والعزيز وجاءا إلى الباب الشرقي ففتحه ابن الحمصي فدخلا إلى البلد من غير قتال فنزل العزيز دار عمته ست الشام ونزل العادل دار العقيقي ونزل الأفضل إليهما وهما بدار العقيقي فدخل عليهما وبكى بكاء شديدًا فأمره العزيز بالانتقال من دمشق إلى صرخد فأخرج وزيره الجزري في الليل في جملة الصناديق خوفًا عليه من القتل فأخذ أموالًا عظيمة وهرب إلى بلاده‏.‏
وكان العزيز قد قرر مع عمه العادل أن يكون نائبه بمصر ويقيم العزيز بدمشق‏.‏ ثم ندم فأرسل إلى أخيه الأفضل رسالة فيها صلاح حاله‏.‏ ثم وقعت أمور إلى أن سلم العزيز بصرى إلى العادل وكان بها الظافر‏.‏
وأقام العزيز بعد ذلك بدمشق مدة وصلى الجمعة عند قبر والده بالكلاسة وأمر ببناء القبة والمدرسة إلى جانبها ثم أمر محيي الدين بن الزكي بعمارة المدرسة العزيزية ونقل السلطان صلاح الدين إلى الكلاسة في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة‏.‏
وكان الأفضل قد شرع في بناء تربة عند مشهد القدم بوصية من السلطان صلاح الدين‏.‏ وكان الملك العزيز إذا جلس في مجالس لهوه يجلس العادل على بابه كأنه بردداره‏.‏
فلما كان آخر ليلة من مقام العزيز بدمشق وكانت ليلة الاثنين تاسع شعبان قال العادل لولده المعظم عيسى‏:‏ ادخل إلى العزيز فقبل يده واطلب منه دمشق وكان المعظم قد راهق الحلم فدخل إلى ابن عمه العزيز وقبل يده وطلب منه دمشق فدفعها إليه وأعطاه مستحقه وقيل‏:‏ بل استناب العادل فيها نم أعطاها للمعظم في سنة أربع وتسعين‏.‏
وكان خروج الملك العزيز من دمشق في يوم تاسع شعبان المذكور‏.‏ وسار إلى مصر ومضى الأفضل إلى صرخد واجتاز العزيز بالقدس فعزل أبا الهيجاء السمين عن نيابتها وولاها لسنقر الكبير ومضى أبو الهيجاء إلى بغداد‏.‏
واستمر الملك العزيز بمصر واستقامت الأمور في أيامه وعمل في الرعية وعف عن أموالها حتى قيل‏:‏ إن ابن البيساني أخا القاضي الفاضل بذل على قضاء المحلة أربعين ألف دينار فعجل منها عشرين ألفًا وكان رسوله في ذلك الملك العادل عم العزيز المقدم ذكره وبذل له عن ترسله خمسة آلاف دينار وللحاجب أبي بكر ألف دينار ولجهاركس ألف دينار‏.‏
فاجتمعوا على العزيز جميعًا وخاطبوه في ذلك وألح عليه الملك العادل‏.‏ فقال له العزيز‏:‏ والله يا عم هذا الرجل بذل لنا هذا البذل ‏"‏ لا ‏"‏ عن محبة لنا والله إنه ليأخذ من أموال الرعية أضعاف ذلك لا وليته أبدًا‏!‏ فرجع العادل عن مساعدته فلما آل الأمر إلى العادل صادر ابن البيساني المذكور وأخذ منه أموالًا كثيرة انتهى‏.‏
وقال القاضي شمس الدين بن خلكان في ترجمة الملك العزيز هذا بعد أن ذكر اسمه ولقبه قال‏:‏ أو كان ملكًا مباركًا كثير الخير واسع الكرم محسنًا إلى الناس معتقدًا في أرباب الخير والصلاح وسمع بالإسكندرية الحديث من الحافظ السلفي والفقية أبي طاهر بن عوف الزهري وسمع بمصر من العلامة أبي محمد بن بري النحوي وغيرهم‏.‏
ويقال‏:‏ إن والده لما كان بالشام والقاضي الفاضل عبد الرحيم بالقاهرة عند العزيز ولد للعزيز المذكور ولد فكتب القاضي الفاضل يهنئ والده السلطان صلاح الدين بولد ولده فقال‏:‏ المملوك يقبل الأرض بين يدي مولانا الملك الناصر دام رشده وإرشاده وزاد سعده وإسعاده وكثر أولياؤه وعبيده وأحفاده واشتد بأعضاده فيهم اعتضاده وأنمى الله عدده حتى يقال هذا آدم الملوك وهذه أولاده وينهي أن الله تعالى - وله الحمد - رزق الملك العزيز - عز نصره - ولدًا مباركًا عليًا ذكرًا سريًا ‏"‏ برًا ‏"‏ زكيًا نقيًا تقيًا من ورثةٍ كريمة بعضها من بعض وبيت شريف كادت ملوكه تكون ملائكة في السماء ومماليكه ملوكًا في الأرض‏.‏ انتهى ما كتبه القاضي الفاضل في التهنئة‏.‏

مــــوت العزيز
قال ابن خلكان - رحمه الله -‏:‏ ‏"‏ وكانت ولادة العزيز بالقاهرة في ثامن جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة‏.‏
وكان قد توجه إلى الفيوم فطرد فرسه وراء صيد فتقنطر به فرسه فأصابته الحمى من ذلك وحمل إلى القاهرة فتوفي بها في الساعة السابعة من ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من المحرم سنة خمس وتسعين وخمسمائة - رحمه الله تعالى - قال‏:‏ ولما مات كتب القاضي الفاضل إلى عمه العادل رسالة يعزيه من جملتها‏:‏ ‏"‏ فنقول في توديع النعمة بالملك العزيز‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله قول الصابرين ونقول في استقبالها بالملك العادل‏:‏ الحمد لله رب العالمين قول الشاكرين وقد كان من أمر هذه الحادثة ما قطع كل قلب وجلب كل كرب ومثل وقوع هذه الواقعة لكل أحد ولا سيما لأمثال المملوك ومواعظ الموت بليغة وأبلغها ما كان في شباب الملوك فرحم الله ذلك الوجه ونضره ثم السبيل إلى الجنة يسره‏.‏
وإذا محاسن أوجهٍ بليت فعفا الثرى عن وجهه الحسن والمملوك في حال تسطير هذه الخدمة جامع بين مرضي قلب وجسد ووجع أطرافٍ وعليل كبد فقد فجع المملوك بهذا المولى والعهد بوالده غير بعيد والأسى في كل يوم جديد وما كان ليندمل ذلك الفرح حتى أعقبه هذا الجرح والله تعالى لا يعدم المسلمين بسلطانهم الملك العادل السلوة كما لم يعدمهم بينهم صلى الله عليه وسلم الأسوة ‏"‏ وأخذ في نعت الملك العادل إلى أن قال -‏:‏ ‏"‏ ودفن بالقرافة الصغرى يعني العزيز في قبة الإمام الشافعي - رضي الله عنه -‏.‏
وقبره معروف هناك ‏"‏ انتهى كلام ابن خلكان برمته ولم يتعرض لشيء من أحواله ولا إلى ما كان في وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي في تاريخه‏:‏ ‏"‏ وفيها يعني سنة خمس وتسعين توفي الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين صاحب مصر‏.‏
كان صلاح الدين يحبه وكان جوادًا شجاعًا عادلًا منصفًا لطيفًا كثير الخير رفيقًا بالرعية حليمًا‏.‏
حكى لي المبارز سنقر الحلبي - رحمه الله - قال‏:‏ ضاق ما بيده بمصر يعني عن العزيز ولم يبق في الخزانة درهم ولا دينار فجاء رجل من أهل الصعيد إلى أزكش سيف الدين قال‏:‏ عندي للسلطان عشرة آلاف دينار ولك ألف دينار وتوليني قضاء الصعيد فدخل أزكش إلى العزيز فأخبره فقال‏:‏ والله لا بعت دماء المسلمين وأموالهم بملك الأرض‏!‏ وكتب ورقة لأزكش بألف دينار‏.‏
قال‏:‏ اخرج فاطرد هذا الدبر ولولاك لأذبته‏.‏
وقد ذكرنا أنه وهب دمشق للملك المعظم وكان يطلق عشرة آلاف دينار وعشرين ألفًا‏.‏
وكان سبب وفاته أنه خرج إلى الفيوم يتصيد فلاح له ظبي فركض الفرس خلفه فكبا به الفرس فدخل قربوس السرج في فؤاده فحمل إلى القاهرة فمات في العشرين من المحرم ودفن عند الشافعي - رحمه الله - عن سبع وعشرين سنة وشهور وقيل‏:‏ عن ثمان وعشرين سنة‏.‏
ولما مات نص على ولده ناصر الدين محمد وهو أكبر أولاده وكان له عشرة أولاد ولم يذكر عمه العادل في الوصية‏.‏ وأوصى للأمير أزكش وكان مقدم الأسدية وكبيرهم وعاش بعد العزيز مدة طويلة ‏"‏‏.‏
انتهى وقال ابن القادسي - خلاف ما نقل أبو المظفر وابن خلكان وغيرهما - قال‏:‏ ‏"‏ كان قد ركب وتبع غزالةً فوقع فاندقت عنقه وبقي أربعة أيام ومات‏.‏ وبقي على ولده الأكبر محمد إن أمضى العادل ذلك‏.‏ وكانت الوصية إلى أمير كبير اسمه أزكش فوثبت الأسدية عليه فقتلته ‏"‏‏.‏ انتهى‏.‏
وقال الشيخ شمس الدين يوسف بن قزأوغلي في تاريخه‏:‏ ‏"‏ ولما مات العزيز كان لابنه محمد عشر سنين وكان مقدم الصلاحية فخر الدين جهاركس وأسد الدين سرا سنقر وزين الدين قراجا فاتفقوا على ناصر الدين محمد يعني ابن العزيز وحلفوا له الأمراء‏.‏
وكان سيف الدين أزكش مقدم الأسدية غائبًا بأسوان فقدم فصوب رأيهم وما فعلوه إلا أنه قال‏:‏ هو صغير السن لا ينهض بأعباء الملك ولا بد من تدبير كبير يحسم المواد ويقيم الأمور والعادل مشغول في الشرق بماردين وما ثم أقرب من الأفضل نجعله أتابك العساكر‏.‏ فلم يمكن الصلاحية مخالفته‏.‏
وقالوا‏:‏ افعل فكتب ازكش إلى الأفضل يستدعيه وهو بصرخد وكتبت الصلاحية إلى من بدمشق من أصحابهم يقولون‏:‏ قد اتفقت الأسدية على الأفضل وإن ملكوا حكموا علينا فامنعوه من المجيء فركب عسكر دمشق ليمنعوه ففاتهم وكان الأفضل قد التقى نجابًا من جهاركس إلى من بدمشق بهذا المعنى ومعه كتب فأخذها منه وقال‏:‏ ارجع فرجع إلى مصر‏.‏
ولما وصل الأفضل إلى مصر التقاه الأسدية - نحكي ذلك كله في أول ترجمة الملك المنصور بن العزيز هذا إن شاء الله -‏.‏
وكان الملك العزيز قويًا ذا بطشٍ وخفة حركةٍ كريمًا محسنًا عفيفًا لم يرد سائلًا وبلغ من كرمه أنه لم يبق له خزانة ولا خاص ولا ترك ولا فرش‏.‏ وأما عفته فإنه كان له غلام تركي اشتراه بألف دينار يقال له‏:‏ أبو شامة فوقف يومًا على رأسه في خلوة ليس معهما ثالث فنظر العزيز إلى جماله وأمره أن ينزع ثيابه وقعد العزيز منه مكان الفاحشة فأدركه التوفيق ونهض مسرعًا إلى بعض سراريه فقضى وطره وخرج إلى الغلام وأمره بالخروج عنه‏.‏ انتهى‏.‏
ويحكى عن عفته عن الأموال‏:‏ أن عرب المحلة قتلوا بعض أمرائه وكان والي المحلة ابن بهرام فجباهم عشرة آلاف دينار وجاء بها إلى القاهرة فصادف في الدهليز غلامًا خارجًا من عند السلطان فقال ابن بهرام‏:‏ ارجع إلى السلطان واستأذنه لي فقال الغلام‏:‏ دعني أنا في أمر مهم للسلطان قد وهب لشيخ صياد دينارين وقد سيرني إلى الجهات كلها فلم أجد فيها شيئًا وقد تعذر عليه هذا المبلغ اليسير فقال‏:‏ ارجع إليه معي مال عظيم‏.‏
فلما دخل ابن بهرام إلى العزيز فض المال بين يديه وقال‏:‏ هذا دية فلان فقال‏:‏ أخذتها من القاتل قال‏:‏ لا بل من القبيلة فقال العزيز‏:‏ لا أستجيز أخذه رده على أربابه فراجعه فاكفهر فخرج ابن بهرام بالمال وهو يقول‏:‏ ما يرد هذا مع شدة الحاجة إلا مجنون‏.‏ فرحم الله هذه الشيم‏.‏ انتهت ترجمة الملك العزيز من عدة أقوال‏.‏

 الملك الظاهر أحب أولاد أبيه إليه
لما فيه من الخلال الحميدة ولم يأخذ منه حلب إلا لمصلحة رآها أبوه صلاح الدين في ذلك الوقت‏.‏
وقيل‏:‏ إن الملك العادل أعطاه على أخذ حلب ثلاثمائة ألف دينار يستعين بها على الجهاد‏.‏
ثم إن صلاح الدين رأى أن عود الملك العادل إلى مصر وعود الملك الظاهر إلى حلب أصلح‏.‏
قيل‏:‏ إن علم الدين سليمان بن جندر كان هو السبب لذلك فإنه قال لصلاح الدين وكانت بينهما مؤانسة قبل أن يتملك البلاد وقد سايره يومًا وكان من أمراء حلب والملك العادل لا ينصفه وقدم عليه غيره وكان صلاح الدين قد مرض على حصار الموصل‏!‏ وحمل إلى حران وأشفى على الهلاك ولما عوفي ورجع إلى الشام واجتمعا في المسير قال له - وكان صلاح الدين قد أوصى لكل واحد من أولاده بشيء من البلاد -‏:‏ بأي رأي كنت تظن أن وصيتك تنفذ‏!‏ كأنك كنت خارجًا إلى الصيد ثم تعود فلا يخالفونك‏!‏ أما تستحي أن يكون الطائر أهدى منك إلى المصلحة قال صلاح الدين‏:‏ وكيف ذلك وهو يضحك قال‏:‏ إذا أراد الطائر أن يعمل عشًا لفراخه قصد أعالي الشجر ليحمي فراخه وأنت سلمت الحصون إلى أهلك وجعلت أولادك على الأرض هذه حلب - وهي أم البلاد - بيد أخيك وحماة بيد ابن أخيك تقي الدين عمر وحمص بيد ابن عمك أسد الدين وابنك الأفضل مع تقي الدين بمصر يخرجه متى شاء وابنك الآخر مع أخيك في خيمة يفعل به ما أراد فقال له صلاح الدين‏:‏ صدقت فأكتم هذا الأمر ثم أخذ حلب من أخيه العادل وأعادها إلى ابنه الملك الظاهر وأعطى العادل بعد ذلك حران والرها وميافارقين ليخرجه من الشام‏.‏ وفرق الشام على أولاده فكان ما كان‏.‏
وزوج السلطان صلاح الدين ولده الملك الظاهر بغازية خاتون ابنة أخيه الملك العادل المذكور‏.‏

السلطان العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر سنة 598 هـ

السنة الأولى من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة تسع وثمانين وخمسمائة على أن والده السلطان صلاح الدين يوسف حكم منها المحرم وصفرًا‏.‏
فيها كانت وفاة السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب
وفيها توفي السلطان مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر عز الدين صاحب الموصل وابن أخي السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد‏.‏
كان خفيف العارضين أسمر مليح اللون عادلًا عاقلًا محسنًا إلى الرعية شجاعًا صبر على حصار السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب له بالموصل ثلاث مرات وحفظ البلد وفرق الأموال العظيمة‏.‏ وكان دينًا صالحًا خرج من الموصل لقتال الملك العادل أبى بكر ابن أيوب وكان العادل على حران بعد موت صلاح الدين‏.‏ فعاد مريضًا ومات في شهر رمضان وكانت أيامه ثلاث عشرة سنة وستة أشهر‏.‏
وأوصى بالملك من بعده لولده الأكبر نور الدين أرسلان شاه وكان أخوه شرف الدين مودود يروم السلطنة الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الشيخ سنان بن سليمان البصري زعيم الإسماعيلية‏.‏
والسلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في صفر بقلعة دمشق وله سبع وخمسون سنة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وثلاث أصابع‏.‏ مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وثماني أصابع‏.‏
السنة الثانية من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة تسعين وخمسمائة‏.‏
وفيها توفي السلطان طغرلبك شاه بن أرسلان شاه بن طغرل شاه بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق السلجوقي آخر ملوك السلجوقية بالعراق سوى صاحب الروم‏.‏
وكان مبدأ أمره - عند وفاة والده - سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وكان صغير السن فكفله البهلوان إلى أن مات في سنة اثنتين وثمانين فكفله بعده أخوه البهلوان لأبيه حتى أنف من الحجر وخرج عن يده وانضاف إليه جماعة من الأمراء وكسر عسكر الخليفة وأسر ابن يونس وهابته الملوك‏.‏
وكان طغرلبك هذا سفاكًا للدماء قتل وزيره رضي الدين الغزنوي وفخر الدين العلوي رئيس همذان‏.‏ ثم وقع له أمور ومحن وأخذ وحبس‏.‏ وقد تقدم أن طغرلبك هذا آخر ملوك السلجوقية وعدتهم نيف وعشرون ملكًا ومدة ملكهم مائة وستون سنة‏.‏
وأول من ملك منهم طغرلبك في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ثم ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق وهو ابن أخي طغرلبك ثم بعده ولده ملكشاه ثم ولده محمود ثم أخوه بركياروق ثم أخوه محمد شاه ثم ولده محمود ثم واحد بعد واحد‏.‏
وطغريلبك ‏"‏ بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وكسر الراء المهملة وبعدها ياء ولام ساكنتان ‏"‏‏.‏ وهو اسم باللغة التركية لطائر معروف عندهم‏.‏  وبك‏:‏ هو الأمير واضح لا يحتاج إلى تفسير‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وخمس أصابع‏.‏ مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون

السنة الثالثة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة‏.‏
فيها أقطع الملك العزيز فارس الدين ميمون القصري نابلس في سبعمائة فارس من مقاتلة الفرنج‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وإصبعان‏.‏ مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏
السنة الرابعة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وست وعشرون إصبعًا‏.‏ مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثماني عشرة إصبعًا‏.‏
السنة الخامسة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة‏.‏
وفيها توفي الأمير طغتكين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين بن أيوب ولقبه سيف الإسلام‏.‏ كان والي اليمن ملكها من زبيد إلى حضرموت وكان شجاعًا مقدامًا شهمًا‏.‏ وتوفي بزبيد‏.‏ وولي اليمن بعده ولده شمس الملوك إسماعيل وادعى الخلافة‏.‏
 أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وخمس وعشرون إصبعًا‏.‏ مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏
السنة السادسة من سلطنة العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف على مصر وهي سنة أربع وتسعين وخمسمائة‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع وعشرون إصبعًا‏.‏ مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وإصبعان‏.‏
******************************************************************************

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 139 من 167 ) : " السلطان الملك العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان ‏:‏ وقد كان يومئذ ينوب عنه بمصر وهو مقيم بدار الوزارة من القاهرة وعنده جل عساكر أبيه من الأسدية والسلاحية والأكراد فأتاه ممن كان عند أخيه الملك الأفضل علي الأمير فخر الدين جهاركس والأمير فارس الدين ميمون القصري والأمير شمس الدين سنقر الكبير وهم عظماء الدولة فأكرمهم‏.‏
وقدم عليه القاضي الفاضل فبالغ في كرامته وتنرك ما بينه وبين أخيه الأفضل فسار من مصر لمحاربته وحصره بدمشق فدخل بينهما العادل أبو بكر حتى عاد العزيز إلى مصر على صلح فيه دخل فلم يتم ذلك وتوحش ما بينهما وخرج العزيز ثانيًا إلى دمشق فدبر عليه عمه العادل حتى كاد أن يزول ملكه وعاد خائفًا فسار إليه الأفضل والعادل حتى نزلا بلبيس فرجت أمور آلت إلى الصلح وأقام العادل مع العزيز بمصر عاد الأفضل إلى ملكته بدمشق فقام العادل بتدبير أمور الدولة وخرج بالعزيز لمحاربة الأفضل فحصرا بدمشق حتى أخذاها منه بعد حروب وبعثاه إلى صرخد وعاد العزيز إلى مصر وأقام العادل بدمشق حتى مات العزيز في ليلة العشرين من محرم سنة خمسين وتسعين وخمسمائة عن سبع وعشرين سنة وأشهر منها مدة سلطنته بعد أبيه ست سنين تنقص شهرًا واحدًا فأقيم بعده ابنه‏.‏
 

This site was last updated 03/19/10