Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطان الملك المعظم توران شاه على مصر - 163

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
صلاح الدين الأيوبى156
العزيز عثمان 157
الملك منصور على 158
الملك العادل 159
الملك الكامل 160
الملك العادل الصغير161
الملك الصالح 162
السلطان توران شاه 163
السلطانة شجرة الدر 164

Hit Counter

 

****************************************************************************************

 الجزء التالى عن الأسرة الأيوبية الذين حكموا مصر بعد إحتلالهم مصر وهم يدينون لخلافة الأسرة العباسية السنية الإسلامية من مرجع - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

 

سلطنة الملك المعظم توران شاه على مصر
سلطنة الملك المعظم توران شاه على مصر هو السلطان الملك المعظم توران شاه ابن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك العادل سيف الدين محمد أبي بكر ابن نجم الدين أيوب بن شادي سلطان الديار المصرية الأيوبي الكردي آخر ملوك بني أيوب بمصر ولا عبرة بولاية الأشرف في سلطنة الملك المعز أيبك‏.‏
تسلطن الملك المعظم هذا بعد موت أبيه الملك الصالح بنحو شهرين ونصف وقيل‏:‏ أربعة أشهر ونصف وهو الأصح لأن الملك الصالح أيوب كانت وفاته في ليلة النصف من شعبان سنة سبع وأربعين بالمنصورة والفرنج محدقة بعساكر الإسلام فأخذت زوجته أم ولده خليل شجرة الدر موته مخافة على المسلمين وبايعوا لابنه المعظم هذا بالسلطنة في غيبته وصارت شجرة الدر تدبر الأمور وتخفي موت السلطان الملك الصالح إلى أن حضر المعظم توران شاه هذا من حصن كيفا إلى المنصورة في أول المحرم من سنة ثمان وأربعين وستمائة‏.‏
وكان المعظم هذا نائبًا لأبيه الملك الصالح على حصن كيفا وغيرها من ديار بكر‏.‏ ولما وصل المعظم إلى المنصورة فتح الله على يديه ونصر الله الإسلام في يوم دخوله فتيمن الناس بطلعته‏.‏
وسبب النصر أنه لما استهلت سنة ثمان وأربعين والفرنج على المنصورة والجيوش الإسلامية بإزائهم وقد طال القتال بين الفريقين أشهرًا ضعف حال الفرنج لانقطاع الميرة عنهم ووقع في خيلهم وباء وموت وعزم ملكهم الفرنسيس على أن يركب في أول الليل ويسير إلى دمياط فعلم المسلمون بذلك‏.‏
وكان الفرنج قد عملوا جسرًا عظيمًا من الصنوبر على النيل فسهوا عن قطعه فعبر منه المسلمون في الليل إلى برهم وخيامهم على حالها وثقلهم وأحدق المسلمون بهم يتخطفونهم طول الليل قتلًا وأسرًا فالتجؤوا إلى قرية تسمى منية أبي عبد الله وتحصنوا بها ودار المسلمون حولها وظفر أسطول المسلمين بأسطولهم فغنموا جميع المراكب بمن فيها‏.‏

واجتمع إلى الفرنسيس خمسمائة فارس من أبطال الفرنج وقعد في حوش منية أبي عبد الله وطلب الطواشي رشيد الدين والأمير سيف الدين القيمري فحضرا إليه فطلب منهما الأمان على نفسه ومن معه فأجاباه وأفناه وهرب باقي الفرنج على حمية وأحدق المسلمون بهم وبقوا يحملون عليهم حملة بعد حملة حتى أبيدت الفرنج ولم يبق منهم سوى فارسين فرموا نفوسهم بخيولهم إلى البحر فغرقوا وغنم المسلمون منهم ما لا يوصف واستغنى خلق وأنزل الفرنسيس في حراقة وأحدقت به مراكب المسلمين تضرب فيها الكوسات والطبول‏.‏
وفي البر الشرقي العسكر سائر منصور مؤيد والبر الغربي فيه العربان والعامة في لهو وتهان وسرور بهذا وقال سعد الدين بن حمويه في تاريخه‏:‏ لو أراد الفرنسيس أن ينجو بنفسه لخلص على خيل سبقٍ أو في حراقة لكنه أقام في الساقة يحمي أصحابه‏.‏ وكان في الأسر ملوك وكنود من الفرنج‏.‏ وأحصي عدة الأسرى فكانوا نيفًا وعشرين ألف آدمي والذي غرق وقتل سبعة آلاف نفس‏.‏
قال‏:‏ فرأيت القتلى وقد ستروا وجه الأرض من كثرتهم وكان الفارس العظيم يأتيه وسائق يسوقه وراءه كأذل ما يكون وكان يومًا لم يشاهد المسلمون مثله ولم يقتل في ذلك اليوم من المسلمين مائة نفس ونفذ السلطان الملك المعظم توران شاه للفرنسيس والملوك الذين معه والكنود خلعًا‏.‏ وكانوا نيفًا وخمسين فلبس الكل سواه‏.‏
وقال إن بلادي بقدر بلاد صاحب مصر كيف ألبس خلعته‏!‏ وعمل السلطان من الغد دعوة عظيمة فامتنع الملعون أيضًا من حضورها وقال‏:‏ أنا ما آكل طعامه وما يحضرني إلا ليهزأ بي عسكره ولا سبيل إلى هذا‏!‏ وكان عنده عقل وثبات ودين فالنصارى كانوا يعتقدون فيه بسبب ذلك‏.‏ وكان حسن الخلقة‏.‏
وأبقى الملك المعظم الأسرى وأخذ أصحاب الصنائع ثم أمر بضرب رقاب الجميع‏.‏ انتهى‏.‏
وقال غيره‏:‏ وحبسوا الفرنسيس بالمنصورة بدار ابن لقمان يحفظه الطواشى صبيح مكرمًا غاية الكرامة‏.‏
وقال آخر‏:‏ بمصر بدار ابن لقمان وهو الأصح وزاد بعضهم فقال‏:‏ دار ابن لقمان هي الدار الكبيرة بالقرب من باب الخرق يعني دار ابن قطينة انتهى‏.‏
وقال أبو المظفر في تاريخه مرآة الزمان‏:‏ ‏"‏ وفي أول ليلة منها يعني سنة ثمانٍ وأربعين كان المصاف بين الفرنج والمسلمين على المنصورة بعد وصول المعظم توران شاه إلى المخيم ومسك الفرنسيس وقتل من الفرنج مائة ألف ووصل كتاب المعظم توران شاه إلى جمال الدين بن يغمور يعني إلى نائب الشام يقول‏:‏ ‏"‏ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن‏.‏
نبشر المجلس السامي الجمالي بل نبشر الإسلام كافة بما من الله به على المسلمين من الظفر بعدو الدين فإنه كان قد استفحل أمره واستحكم شره ويئس العباد من البلاد والأهل والأولادة فنودوا‏:‏ ‏"‏ ولا تيأسوا من روح الله ‏"‏ الآية‏.‏
ولما كان يوم الأربعاء مستهل السنة المباركة تمم الله على الإسلام بركتها فتحنا الخزائن وبذلنا الأموال وفرقنا السلاح وجمعنا العربان والمطوعة واجتمع خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى فجاؤوا من كل فجٍ عميق ومن كل مكان بعيد سحيق ولما رأى العدو ذلك أرسل يطلب الصلح على ما وقع عليه الاتفاق بينهم وبين الملك العادل أبي بكر فأبينا‏.‏
ولما كان في الليل تركوا خيامهم وأثقالهم وأموالهم وقصدوا دمياط هاربين فسرنا في آثارهم طالبين وما زال السيف يعمل فيهم عامة الليل ويدخل فيهم الخزي والويل‏.‏ فلما أصبحنا نهار الأربعاء قتلنا منهم ثلاثين ألفًا غير من ألقى نفسه في اللجج‏.‏
وأما الأسرى فحدث عن البحر ولا حرج والتجأ الفرنسيس إلى المنية وطلب الأمان فأمناه وأخذناه وأكرمناه وتسلمنا دمياط بعونه وقوته وجلاله وعظمته ‏"‏‏.‏
وأرسل الملك المعظم مع الكتاب إلى ابن يغمور المذكور بغفارة الفرنسيس فلبسها ابن يغمور في دست مملكته بدمشق وكانت سقراط أحمر بفرو سنجاب‏.‏
فكتب ابن يغمور في الجواب إلى السلطان الملك المعظم المذكور بيتين لابن إسرائيل وهما‏:‏ أسيد أملاك الزمان بأسرهم تنجزت من نصر الإله وعوده فلا زال مولانا يبيح حمى العدا ويلبس أسلاب الملوك عبيده انتهى كلام أبي المظفر بعد أن ساق كلامًا طويلًا من هذا النموذج بنحو ما حكيناه‏.‏
وقال غيره‏:‏ وبمي الفرنسيس في الاعتقال إلى أن قتل الملك المعظم توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب يعني صاحب الترجمة فدخل حسام الدين بن أبي علي نائب السلطان في قضيته على أن يسلم للمسلمين دمياط ويحمل خمسمائة ألف دينار‏.‏
فأركبوه بغلة وساقت معه الجيوش إلى دمياط فما وصلوا إلا والمسلمون على أعلاها بالتكبير والتهليل والفرنج الذين كانوا بها قد هربوا إلى المراكب وأخلوها فخاف الفرنسيس واصفر لونه‏.‏
فقال الأمير حسام الدين بن أبي علي للملك المعز‏:‏ هذه دمياط قد حصلت لنا وهذا الرجل في أسرنا وهو عظيم النصرانية وقد اطلع على عوراتنا والمصلحة ألا نطلقه وكان قد تسلطن أيبك التركماني الصالحي أو صار حاكمًا عن المحلكة شجرة الدر فقال أيبك وغيره من المماليك الصالحية‏:‏ ما نرى الغمر‏!‏ وكانت المصلحة ما قاله حسام الدين‏.‏
فقووا عليه وأطلقوه طمعًا في المال‏!‏ فركب في البحر الرومي في شيني‏.‏ وذكر حسام الدين أنه سأل الفرنسيس عن عدة العسكر الذي كان معه لما قدم لأخذ دمياط فقال‏:‏ كان معي تسعة آلاف وخمسمائة فارس ومائة ألف وثلاثون ألف طبسي سوى الغلمان والسوقة والبخارة‏.‏ انتهى‏.‏
قال سعد الدين في تاريخه‏:‏ اتفقوا على أن يسلم الفرنسيس دمياط وأن يعطي هو والكنود ثمانمائة ألف دينار عوضًا عما كان بدمياط من الحواصل ويطلقوا أسرى المسلمين فحلفوا على هذا وركبت العساكر ثاني صفر إلى دمياط قرب الظهر وساروا حتى دخلوها ونهبوا وقتلوا من بقي من الفرنج حتى ضربتهم الأمراء وأخرجوهم وقوموا الحواصل التي بقيت في دمياط بأربعمائة ألف دينار وأخذوا من الملك الفرنسيس أربعمائة ألف دينار وأطلقوه العصر هو وجماعته فانحدروا في شيني إلى البطس وأنفذ رسولًا إلى الأمراء الصالحية يقول‏:‏ ما رأيت أقل عقلًا ولا دينًا منكم‏!‏ أما قلة الدين فقتلتم سلطانكم بغير ذنبٍ يعني لما قتلوا ابن أستاذهم الملك المعظم توران شاه بعد أخذ دمياط بأيام على ما سنذكره هنا إن شاء الله تعالى‏.‏
قال‏:‏ وأما قلة العقل فكذا مثلي ملك البحر وقع في أيديكم بعتموه بأربعمائة ألف دينار ولو طلبتم مملكتي دفعتها لكم حتى أخلص‏.‏
ثم لما سار إلى بلاده أخذ في الاستعداد والعود إلى دمياط فأهلكه الله تعالى‏.‏ وندمت الأمراء على إطلاقه‏.‏
ولما أراد الفرنسيس العود إلى دمياط قال في ذلك الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح قصيدته المشهورة وكتب بها إليه يعني إلى الفرنسيس وهي‏:‏ قل للفرنسيس إذا جئته مقال صدقٍ من قول فصيح آجرك الله على ما جرى من قتل عباد يسوع المسيح أتيت مصر تبتغي ملكها تحسب أن الزمر يا طبل ريح فساقك الحين إلى أدهم ضاق به عن ناظريك الفسيح وكل أصحابك أودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريح خمسون ألفًا لا ترى منهم إلا قتيلًا أو أسيرًا جريح وفقك الله لأمثالها لعل عيسى منكم يستريح إن كان باباكم بذا راضيًا فرب غش قد أتى من نصيح وقل لهم إن أضمروا عوده لأخذ ثارٍ أو لعقدٍ صحيح قلت‏:‏ لله دره‏!‏ فيما أجاب عن المسلمين مع اللطف والبلاغة وحسن التركيب رحمه الله‏.‏
وأما أمر الملك المعظم توران شاه صاحب الترجمة قال العلامة شمس الدين يوسف بن قزأوغلي في تاريخه في سبب قتله قال‏:‏ ذكرنا مجيئه إلى الشام وذهابه إلى مصر واتفق كسرة الفرنج عند قدومه فتيمن الناس بطلعته غير أنه بدت منه أسباب نفرت القلوب عنه فاتفقوا على قتله‏.‏
وكان فيه نوع خفة فكان يجلس على السماط فإذا سمع فقيهًا يذكر مسألة وهو بعيد عنه يصيح‏:‏ لا نسلم‏!‏‏.‏
ثم احتجب عن الناس أكثر من أبيه وكان إذا سكر يجمع الشموع ويضرب رؤوسها بالسيف فيقطعها ويقول‏:‏ كذا أفعل بالبحرية‏!‏ يعني مماليك أبيه الذين كان جعلهم بقلعة البحر بجزيرة الروضة ثم يسمي مماليك أبيه بأسمائهم وأهانهم وقدم الأراذل وأبعد الأماثل‏.‏ ووعد الفارس أقطاي أن يؤمره ولم يف له فاستوحش منه‏.‏
وكانت أم خليل يعني شجرة الدر زوجة والده الملك الصالح لما وصل إلى القاهرة مضت هي إلى القدس فبعث يهددها ويطلب المال والجواهر منها فخافت منه فكاتبت فيه فاتفق الجميع عند ذلك على قتله‏.‏
فلما كان يوم الاثنين سابع عشرين المحرم جلس المعظم على السماط فضربه بعض مماليك أبيه البحرية بالسيف فتلقاه بيده فقطع بعض أصابعه وقام من وقته ودخل البرج الخشب الذي نصب له بفارسكور وصاح‏:‏ من جرحني‏.‏ قالوا‏:‏ الحشيشية‏.‏
فقال‏:‏ لا والله إلا البحرية والله لا واستدعى المزين فخيط يده وهو يتوعدهم فقال بعضهم لبعض‏:‏ تمموه وإلا أبادكم‏!‏ فدخلوا عليه فانهزم إلى أعلى البرج فأوقدوا النيران حول البرج ورموه بالنشاب فرمى بنفسه وهرب نحو البرج وهو يقول‏:‏ ما أريد ملكًا‏!‏ دعوني أرجع إلى الحصن يا مسلمون‏!‏ ما فيكم من يصطنعني ويجيرني‏!‏ والعساكر واقفة فما أجابه أحد والنشاب تأخذه فتعلق بذيل الفارس أقطاي فما أجاره فقطعوه قطعًا وبقي على جانب البحر ثلاثة أيام منتفخًا لا يجسر أحد أن يدفنه حتى شفع فيه رسول الخليفة فحمل إلى ذلك الجانب فدفن به‏.‏
ولما قتلوه دخلوا على الفرنسيس الخيمة بالسيوف فقالوا نريد المال فقال‏:‏ نعم فأطلقوه وسار إلى عكا على ما اتفقوا عليه معه‏.‏
قال‏:‏ وكان الذي باشر قتله أربعة وكان أبوه الملك الصالح أيوب قال لمحسن الخادم‏:‏ اذهب إلى أخي العادل إلى الحبس وخذ معك من المماليك من يخنقه فعرض محسن ذلك على جميع المماليك فامتنعوا إلا هؤلاء الأربعة فإنهم مضوا معه وخنقوه فسلطهم الله على ولده فقتلوه أقبح قتلة ومثلوا به أعظم مثلة لما فعل بأخيه‏!‏ قال الأمير حسام الدين بن أبي علي‏:‏ كان توران شاه لا يصلح للملك كنا نقول لأبيه الملك الصالح نجم الدين أيوب‏:‏ ما تنفذ تحضره إلى هاهنا‏!‏ فيقول‏:‏ دعوني من هذا فألححنا عليه يومًا فقال‏:‏ أجيبه إلى هاهنا أقتله‏!‏ وقال عماد الدين بن درباس‏:‏ رأى بعض أصحابنا الملك الصالح أيوب في المنام وهو يقول‏:‏ # قتلوه شر قتله صار للعالم مثله لم يراعوا فيه إلا لا ولا من كان قبله ستراهم عن قليلٍ لأقل الناس أكله وكانوا قد جمعوا في قتله ثلاثة أشياء‏:‏ السيف والنار والماء‏!‏ وتسلطن بعده زوجة والده أم خليل شجرة الدر باتفاق الأمراء وخشداشينها المماليك الصالحية وخطب لها على المنابر بمصر والقاهرة‏.‏
وكانت ولاية توران شاه هذا على مصر دون الشهر وقتل في يوم الاثنين سابع عشرين المحرم من سنة ثمان وأربعين وستمائة وكان قدومه من حصن كيفا إلى المنصورة في ليلة مستهل المحرم من السنة المذكورة حسب ما تقدم ذكره‏.‏

**************************************************************************************

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 139 من 167 ) : "السلطان الملك المعظم غياث الدين توران شاه‏:‏ وقد سار من حصن كيفا في نصر شهر رمضان فمر على دمشق وتسلطن بقلعتها في يوم الاثنين لليلتين بقيتا منه وركب إلى مصر فنزل الصالحية طرف الرمل لأربع عشرة بقيت من ذي القعدة فأعلن حينئذٍ بموت الصالح ولم يكن أحد قبل ذلك يتفوه بموت السلطان بل كانت الأمور على حالها والخدمة تعمل بالدهليز والسماط يمد وشجرة الدر تدبر أمور الدولة وتوهم الكافة أن السلطان مريض ما لأحد عليه سبيل ولا وصول ثم سار المعظم من الصالحية إلى المنصورة فقدمها يوم الخميس حادي عشريه فأساء تدبير نفسه وتهدد البحرية حتى خافوه وهم يومئذٍ جمرة العسكر فقتلوه بعد سبعين يوما في يوم الاثنين تاسع عشري المحرم سنة ثمان وربعين وستمائة وبموته انقضت دولة بني أيوب من ديار مصر بعدما ماتت إحدى وثمانين سنة وسبعة عشر يومًا وملك منهم ثمانية ملوك‏.‏

This site was last updated 03/19/10