Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثامن عشر

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 7225
تفسير إنجيل لوقا ص1
تفسير إنجيل لوقا ص2
تفسير إنجيل لوقا ص3
تفسير إنجيل لوقا اص4
تفسير إنجيل لوقا ص5
تفسير إنجيل لوقا ص6: 1- 16
تفسير إنجيل لوقا ص6: 17- 49
تفسير إنجيل لوقا ص7
تفسير إنجيل لوقا ص8
تفسير إنجيل لوقا ص9: 1-17
تفسير إنجيل لوقا ص9: 18- 62
تفسير إنجيل لوقا ص10
تفسير إنجيل لوقا ص11
تفسير إنجيل لوقا ص12
تفسير إنجيل لوقا ص13
تفسير إنجيل لوقا ص14
تفسير إنجيل لوقاص15
تفسير إنجيل لوقا ص16
تفسير إنجيل لوقا ص17
تفسير إنجيل لوقا  ص18
تفسير إنجيل لوقا ص19
تفسير إنجيل لوقا اص20
تفسير إنجيل لوقا ص21
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 1-46
تفسير إنجيل لوقا ص 22: 47- 71
تفسير إنجيل لوقا ص23
تفسير إنجيل لوقا ص24

تفسير إنجيل لوقا - مجمل الأناجيل الأربعة : الفصل21

تفسير / شرح إنجيل لوقا الإصحاح الثامن عشر
1. الصلاة بلجاجة (الأرملة وقاضي الظلم) (لوقا 18 : 1-8)
2. العبادة المتضعة (الفريسي والعشار) (لوقا 18 : 9-14)
3. العودة إلى بساطة الطفولة (لوقا 18 : 15-17)
4. ماذا أعمل لأرث الحياه الآبدية: التحرر من عبودية المال (لوقا 18 : 18-30)
5. السيد السيح يتتبأ بموته وقيامته :قبول الصليب (لوقا 18 : 31-34)
6. معجزة شفاء الأعمى فى أريحا الاستنارة (تفتيح عيني الأعمى) (لوقا 18 : 35-43)

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 18

1. الصلاة بلجاجة (الأرملة وقاضي الظلم) (لوقا 18 : 1-8)
تفسير (لوقا 18: 1)  1 وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكما كان فادينا يصلى فى كل حين ولايفتر عن الصلاة ولا يمل منها أبدا ، طلب إلى تلاميذه وإلى كل المؤمنين به أن يصلوا هم أيضا فى كل حين ، ولا يفتروا أو يملوا -
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 119
المسيح هو ينبوع كل بركة : " الذى صار لنا حكمة من الله " (١كو١ :٣٠) لأننا فيه صرنا حكماء وممتلئين بعطايا روحية ، والآن فكل من هو مستقيم الرأي سيؤكد أن معرفة تلك الأشياء التي بواسطتها يمكننا أن نفلح في كل طريقة تختص بحياة القداسة السامية ، والتقدم في الفضيلة ، هي هبة من الرب ، وهي تستحق تماما؟ أن نربحها لأنفسنا. ونجد احدهم يطلبها من الرب قائلا: " أظهر لى يارب طرقك وعلمنى سبلك " (مز ٤:٢٤ س)ء فالسبل التي تقود أولئك إلى حياة غير فاسدة ، والذين يتقدمون فيها بحماس ، هي سبل عديدة . ولكن هناك سبيل واحد يفيد أولئك الذين يمارسونه بنوع خاص الا وهو الصلاة ؛ والمخلص نفسه حرص على أن يعلمنا . بواسطة المثل الموضوع أمامنا الآن ؛ أننا يجب ان نستخدمه باجتهاد . فهو يقول " وقال لهم أيضا مثلا فى أنه ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل " 
وأنا أؤكد أن واجب الذين أوقفوا حياتهم لخدمته ألا يكونوا متكاسلين في صلواتهم، وأيضا لا يعتبرونها واجبا شاقا ومتعبا ، بل بالأحرى ان يفرحوا، بسبب حرية الإقتراب التى منحها الرب لهم ، لأنه يريدنا أن نتحدث معه كأبناء مع أبيهم . أفليس هذا إذا امتيازا جديرا جدا بتقديرنا؟ فإذا افترضنا أننا نستطيع أن نقترب بسهولة من أحد الذين لهم سلطان أرضي عظيم وكان متاحا لنا أن نتحدث معه بمنتهى الحرية ، أما كنا نعتبر هذا سببا لفرح غير عادي؟ أي شك يمكن أن يكون في هذا؟ لذلك حينما يسمح الرب لكل منا أن يقدم طلباته لأجل كل ما نريد وقد وضع أمام الذين يخافونه كرامة حقيقية عظيمة جدا وجديرة بان نربحها ، فليتوقف كل تكاسل يؤدي بالناس إلى صمت مؤذ ، ولنقترب بالأحرى بتسابيخ ونبتهج لكوننا قد أمرنا أن نتحنث مع رب وإله الكل ، والمسيح وسيط لنا ، والذي يمنحنا مع الرب الآب تحقيقا لكل توسلاتنا ، لأن الطوباوي بولس المبارك يكتب في موضع ما : " نعمة لكم وسلام من الله أبينا ومن ربنا يسوع المسيح" (٢كو ١ :٢). والمسيح نفسه قال في موضع ما لرسله القديسين: " إلى الآن لم تطلبوا شيئا بإسمى ، أطلبوا تأخذوا " (يو ١٦؛٢٤) لأنه هو وسيطنا وكغارتنا ومعزينا ، والواهب لكل ما نطلب . لذلك فمن واجبنا أن نصلي بلا انقطاع (1 تس 5: 17 ) ، وبحسب كلمات المبارك بولس، عالمين تماما ومتيقنين أن من نتوسل إليه هو قادر أن يتمم كل شيء . والكتاب يقول : " ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه ، فلا يظن ذلك ألإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب" (يع 1: 6 و 7) لأن المرتاب يرتكب فعلا خطية الاستهزاء لأنك ان لم تؤمن أنه سيميل إليك ويفرحك وبتمم طلبك فلا تقترب منه على الإطلاق ، لئلا توجد ملوما من القدير في أنك ترتابه بحماقة . لذلك يجب أن نتحاشى هذا المرض الوضيع.
 ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَقَالَ لَھُمْ أَيْضًا مَثَلاً". ضمير الغائب يعود على التلاميذ (لو 16: 1 & 17: 5، 22، 37 & 17: 37) . هذا المثل عن الصلاة بلجاجة وهى الصلاة التى تحمل معنى الإيمان والثقة في استجابة الله، صلوا بلا انقطاع (1تس17:5). وهذا المثل يشبه ما نجده فى (لو 11: 5- 13)
(2)  " أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ". هذه العبارة بها كلمات ترجمت من اللغة اليونانية كما يلى .. أ) dei  التي تعني "يجب" أو "من الضروري". .. ب) pas في صيغة ظرفية  هنا (pantote) والتي تعني "دائماً".
هذه ألاية  وصية بالصلاة كل حين بدون ملل أو إحباط لأى سبب من السباب (أف 6: 18) وفى آيات أخرى فى رسائل بولس وهناك أنواع من الصلاة وردت فى كتاب حياة الصلاة للأب العلامة متى المسكين ومنها المثابرة بالشكر والإلحاح وتسبيح وتمجيد الرب الإله وغيرها (فيل 4: 6) (كول 1: 3، 4: 2) (1تس 5: 17- 18)
(3)  " لاَ يُمَلَّ". هذه الكلمة فى اللغة اليونانية هى (egkakeō) كور 4: 1، 16) (غل 6: 9) (أف 3: 13 ) (2تس 3: 13)  والتى تشبه على الأرجح ekkakeoō) التي تعني حرفياً "يستسلم لليأس" ولكن مجازيا أن يكون متردداً ضعيفاً، أو متوانياً، أو كسولاً.
تفسير (لوقا 18: 2) 2 قائلا.كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب انسانا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولكى يوضح لهم أثر المداومة على الصلاة والإلحاح واللجاجة فيها ضرب لهم هذا المثل قائلا : كان فى مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب إنسان
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) " قَاضٍ لاَ يَخَافُ للهَ وَلاَ يهابُ إِنْسَانًا". كان قويا متصلبا قاسيا لم يكن يبالي برأي لله أو البشر. أى أنه لا يبالى أو ينفذ أو يحكم بالتعاليم الدينية الإلهية ولا بالقوانين العالمية البشرية  كانت أحكامه تستند إلى إهتمام شخصي أو تفضيل شخصي.
تفسير (لوقا 18: 3) 3 وكان في تلك المدينة ارملة.وكانت تاتي اليه قائلة انصفني من خصمي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وكان في تلك المدينة أرملة لا تفتأ تجئ إليه قائلة: إقتضى لى من خصمى . ففى هذا المثل نجد امرأة فقيره وضعيفة مات زوجها ففتشت بموته عائلها الذى كان يصد عنها غائلة الجوع ، ويرد عنها طمع الطامعين وجشع الجاشعين ، ويحميها من شر الذين يتطلعون إلى القليل الذى تركه لها ، فيغتصبون ذلك القليل عنوة وقهرآ ، أو خيانة وغدرا بعد أن يخدعوها بما يتظاهرون به من ورع وتقوى فتأتمنهم وتضع ما لديها ثقة فيهم وإطمئنانا إلى ورعهم وتقواهم المزعومين . وقد حدث بالفعل أن إحتال عليها محتال وإغتال حقا من حقوقها ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَرْمَلَةٌ". الأرامل كانوا غالباً ما يُستغلون في مجتمعات الشرق ومنها المجتمع اليهودى فكانوا يظلمون فى المواريث مثلا (انظر خر 22: 12- 24) (تث 10: 18 & 24: 17) بالرغم بأن هذا مثل كان شاهدا على ظلم المجتمع اليهودى للأرامل فى عصر يسوع وظلم القضاة أيضا إلا أنه أستغل هذا المثل ليوضح أنه وإن كان هذا القاضى سمع لإلحاح هذه المرأة  التى لا حول ولا قوة لها
(2) " أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي".كلمة أنصقنى يمكن أن تعني "برّئني" أو "أنصفني" (الو 18: 7 و 8 )
تفسير (لوقا 18: 4)  4 وكان لا يشاء الى زمان.ولكن بعد ذلك قال في نفسه وان كنت لا اخاف الله ولا اهاب انسانا
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فظل زمانا لا يشاء ذلك بيد أنه بعد ذلك قال فى نفسه: وإن كنت لا اخاف الله ولا أهاب إنسانا ، فلجأت الأرملة إلى قاضى المدينة ليقتص لها من خصمها ويعيد إليها الحق الذى اغتصبه منها بيد أن هذا القاضى كان لسوء حظها قاضيا ظالما لايخاف الله فى اداء واجبه ، غاشما لايهاب إنسانآ مهما كان مركزه بين الناس .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَكَانَ لاَ يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ". نحويا : ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري، وبالرغم من إلحاح المرأة على القاضى إلا أن القاضى كان يماطل رافضا أن ينصف هذه الأرملة ويمنحها حقها بالرغم من أنه كان يعرف انها مظلومة
(2) "لكِنْ بَعْدَ ذلِكَ". نحويا : جملة شرطية من الفئة الأولى
هذا القاضى الذى لا يهاب الله ولا إنسانا لا بد أنه كان ظالما ولكنه رجع عن إصراراة بعدم إنصاف هذه الأرملة لسبب من ألأسباب التى يراها ولكننا نرى بيلاطس البنطى الذى عرف ان يسوع بريئا وبالرغم من أمراته حذرته ورأت رؤيا إلا أنه حكم على يسوع بالموت من أجل أن يكسب ود القادة الدينيين وتكون مصلحة أمام مصلحة أخرى وإذا كان هذا القاضى رجع عن خطأه .. إلا أنه ستظل هذه القصة الخيالية مثلا نخرج منه بموعظة أنه إذا كانت هذه الأرملة المظلومة المنبوذة والبائسة التى تبحث عن حقها نجحت بإلحاحها فى إثناء هذا القاضى عن نسيانها فنحن لنا حقوقا مع الآب لأنه ابونا ويجب أن نصلى له بإلحاح شديد حتى ينصفنا إذا ظلمنا احد 
تفسير (لوقا 18: 5) 5 فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تاتي دائما فتقمعني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فإننى من أجل أن هذه الأرملة لا تفتأ تزعجنى، سأقضىلها حثى لا ترهقنى بمجيئها المستمر . فظل زمانا لايستجيب لها ولا يأبه لها ولا ينصفها من خصمها ، ربما إنتظار لأن نقدم إليه رشوة يتطلع إليها ، شأن القضاة الظالمين ، او ربما لمجرد أنه قاسى القلب شرير لا يحفل بالضعفاء ولا يرحم المساكين المظلومين . ولكن المرأة إذ كانت مؤمنة بحقها المغتصب ومصممة على إسترداده من غاصبه ظلت تلاحق ذلك القاضى الظالم الذى لا يؤمن بإله فى إلحاح ولجاجة وفى غير فتور ولا ملل ، ملاحقة إياه فى كل مكان يذهب إليه ، صارخه إليه بشكواها فى غير يأس ولا قنوط ، حتى أزعجته بملاحقتها الدائمة له وأرهقته بصراخها المستمر إليه حتى اضطرته اخر الامر لان يستجيب لها ويسترد لها من خصمها ، لابدافع من عدله ، أو من رشوة قدمتها إليه ، أو من خوفه من الله أو الناس ، فقد كان يتبجح فى وقاحة بأنه لا يخاف الله ولايهاب إنسانا، وإنما خلآصا من إزعاج تلك المرأه له وإرهاقها إياه  فإن كان هذا ما فعله القاضى الظالم الغاشم إزاء تلك المراة البائسة الضعيفة التى امنت بحقها وصممت على الحصول عليه ، فداومت على ملاحقته ليستمع إليها ، والصراخ إليه ليستجيب لطلبها
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "تَقْمَعَنِي".   كلمة تعني حرفياً "يعتّم عين أحدهم" ( 1 كور 9 : 27)   بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء.واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء.  " وكلمة تقمعنى تستعمل إستعاريا للإِشارة إلى أحد ما أو شيء ما يزعج باستمرار.
تفسير (لوقا 18: 6) 6 وقال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم قال الرب : اسمعوا ما يقول القاضى الظالم
تفسير (لوقا 18: 7) 7 افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أفلا يقتص الله لمختاريه الذين يصرخون إليه نهاراو ليلا؟ أيتمهل عليهم؟٠ فكم بالآحرى يفعل الله الكامل العادل الرحيم الكريم الرؤوف العطوف إزاء المؤمنين به المختارين منه ، الذين ظلمهم الظالمون ، ونكل بهم الطغاة الغاشمون ، وأثم فى حقهم الأشرار الآثمون ، وطاردهم المطاردون ، واضطهدهم المضطهدون، واعتدى عليهم الأعداء المعتدون ، فراحوا يصرخون إليه نهار أو ليلآ ، فى ضراعة دائمة ، وابتهال مستمر، وانسحاق كامل ، متوسلين إليه فى إيمان عميق بكماله وعدله ورحمته وكرمه ورأفته وعطفه ، بأن يحميهم من أولئك جميعا وأن يصد عنهم أذاهم ويرد إليهم ما سلبوه من حقوقهم، ويمسح بيديه الحبيبتين الحنونتين ما سببوه لهم من آلام وأسقام وأحزان وأشجان؟ هل يصمم الله أذنيه عن ضراعتهم الدائمة وإبتهالهم المستمر، أو يغمض عينيه عن إنسحاقهم الكامل , إيمانهم العميق؟ كلآ، فإنه وإن توانى أحيانآ بعض الوقت لحكمة يقصدها ولا يعلمها إلا هو ، سيستجيب لهم بقدر ما يؤمنون ، وسيقتص لهم من ظالميهم باسرع مما يظنون
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 119
والمثل الحاضر يؤكد لنا أن الرب سيميل سمعه لمن يقتمون صلواتهم بلا تكاسل ولا إهمال بل باجتهاد ومثابرة. لأنه إن كان المجيء المستمر للأرملة
المظلومة قد تغلب على القاضي الظالم الذي لا يخاف . الرب ولا يهاب إنسانا ، حتى إنه رغما عن إرادته انصفها ، فكيف من يحب الرحمة ويبغض الإثم ، ومن يقدم دائما يد المعونة لمن يحبونه ، فكيف لا يقبل اولئك المتقدمين إليه نهارا وليلا ولا ينصفهم إذ هم مختاروه؟ بل تعالموا الآن ولنفحص من هو هذا الذي يسيء إلبهم ، إن فحص هذا السؤال سوف بتولد عنه الكثير من النفع لكل من هم متعلمون جيدا . إن الذين يسيئون إلى القديسين عددهم عظيم جدا ، كما انهم من انواع مختلفة . إن الخدام والمعلمبن الأطهار الذين يفصلون كلمة الحق باستقامة يهاجمهم أعداء الحق بعنف ، هؤلاء - الذين يجهلون اقاليم المقدسة ، وهم بعيدون عن كل استقامة ، ويسيرون في طرق معوجة بعيدة عن الطريق المستقيم والملوكي ، إن مثل هؤلاء هم عصابات الهراطقة الدنسين والنجسين ، الذين يستحقون ان يدعوا ابواب الهلاك . هؤلاء يضطهدون ويضايقون كل من يسير باستقامة في الإيمان . وكرجال سكارى بالخمر لا يستطيعون الوقوف فيمسكون بمن هم قريبين . منهم حتى لا يسقطوا على الأرض بمفردهم . كذلك ايضا هؤلاء الذين بسبب انهم مقعدون وعرج يجلبون الدمار لغير الثابتين . ينبغي لكل من هم معروفون لدى الرب ان يقدموا توسلات من جهة هؤلاء الناس ، مقتدين في هذا بالرسل القديسين الذين صاحوا ضد شر اليهود وقالوا:" والآن يارب أنظر إلىتهديداتهم وأمنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة" (أع 4: 29) لكن ربما يقول قائل، قال المسيح في موضع ما للرسل القديسين: " أحبوا اعدائكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم٠" (لو 6: 27 و 28) فكيف يمكننا أن نصرخ ضدهم بدون ان نكون بذلك قد احتقرنا وصية إلهية! على هذا نجيب قائلين: هل إذن نصغي ان يعطيهم الرب القوة والجسارة حتى يهاجموا بشدة اكثر اولئك الذين يمدحون اعماله ولا يسمحون لهم بالتعليم هؤلاء النين يقاومون مجد من نوجه له توسلاتنا؟ كيف لا يكون هذا منتهى الحماقة؟ لذلك عندما تكون الاساءات المرتكبة في حقنا شخصية ، نعتبره مجدا لنا أن نغفر لهم ، ونكون مملوءين بالمحبة المبادلة ونقتدي بالآباء القديسين حتى لو ضربونا واحتقرونا ، حتى لو أصابونا بكل أنواع العنف فلا نوجه لهم أي لوم ونتسامى على الغضب والغيظ. إن مثل هذا المجد يليق بالقديسين كما أنه يسر الرب .
لكن عندما توجه أي خطية ضد مجد الرب ، وعندما نتكدس الحروب والمضايقات ضد الذين هم خدام للرسالة الإلهية ، عندئذ نتقدم في الحال إلى الرب طالبين معونته صارخين ضد من يقاومون مجده ، مثلما فعل أيضا موسى العظيم ، لأنه قال: " قم يا رب فلتتبدد اعداؤك ويهرب مبغضوا أسمك من أمامك " (عدد ١٠;٣٥ س) كما تبين أيضا الصلاة التي نطق بها الرسل القديسون أنه ليس أمرا عديم المنفعة لأجل نجاح الرسالة الإلهية وإضعاف يد المضطهدين. ويقول الرسل:" أنظر يارب إلى تهديداتهم " ، أي أجعل مقاومتهم لنا باطلة ، وأمنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة "(أع 4: 29)٠
لكن ان يوجد ناس يتاجرون بكلمة الحق ويؤثرون على كثيرين ليتخلوا عن الإيمان الصحيح ويورطونهم في اختراعات الضلال الشيطاني ويدفعون بهم -كما يقول الكتاب - لبتكلوا بأمور تخرج من قلوبهم " وليس من فم الرب" (إر 23: 16 س) فهذا ما قاله الرب : " متى جاء ابن الأنسان ألعله يجد الأيمان على الأرض " . إنه لا يغيب عن معرفته ، وكيف يمكن أن يكون هذا وهو الإله الذي يعرف كل الأشياء؟ فهو يخبرنا إذا بحسب كلماته هو نفسه أن " مجبة الكثيرين تبرد " (مت 24 : 12) ، " وأنه فى الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان الصحيح غير الملوم تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين في رياء أقوال كاذبة لأناس موسومة ضمائرهم " (١تي ٤ :١و٢) ونحن كخدآم أمناء نتقدم إلى الرب ضد هؤلاء متوسلين إليه أن يلاشي ويبطل شرهم ومحاولاتهم ضد مجده.
ويوجد آخرون ايضا ممن يسيئون إلى خدام الرب . ينبغي أن نقاومهم بالصلاة . ومن هم هؤلاء؟ هم القوات الشريرة المضادة ، والشيطان عدونا جميعا ، الذي يقاوم بشراسة أولئك الذين يعيشون حسنا ، والذي يوقع في مصائد الشر كل من ينام ، والذي يزرع فينا بذار كل خطية ، لأنه مع أتباعه يحارب ضدنا بشراسة . لأجل هذا يصرخ المرنم ضدهم قائلا :" إلى متى تميلون على الإنسان، ستقتلون جميعا كجدار مائل وسباح منحن " (مز 61: 3 س)  لأن مثل حائط مائل على جانب واحد، ومثل سياج ينحني كأنه تفكك ويسقط حالآ حينما يدفعه أي واحد عليهم ، كذلك أيضآ ذهن الانسان بسبب ميله الخاص الكبير إلى محبة اللذات العالمية ، فإنه يسقط فيها حالا بمجرد أن يجتذبه أحد إليها ويغريه بها. ولكن هذا هو عمل الشيطان ، ولذلك نقول في صلواتنا لمن هو قادر أن يخلص وقادر أن يدفع بعيدا عنا ذلك الكائن الشرير : " انصفني من خصمي" . وهذا ما قد فعله كلمة الرب الوحيد الجنس بصيرورته إنسانا ، لأنه طرح رئيس هذا العالم من طغيانه علينا ، وخلصنا ونجانا ووضعنا تحت نير ملكوته.
لذلك فما أروع أن نطلب بصلاة دائمة، لأن المسيح سيقبل توسلاتنا، ويتمم طلباتنا ، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَفَلاَ". نحويا : نفي مزدوج، وهذه الكلمة وسيلة قوية للتعبير عن "لا، أبداً، ولا في أي ظرف كان".
أ) إن أبانا السماوي هو الذى سشرق شمسة على الأبرار والأشرار أيضا فما سيفعله إذا غشتكة الأبرار عما يفعله ألشرار فيهم أفلا يرحمهم وهو بلا شك العكس تماماً من هذا القاضي الظالم القاسى  الأناني. ب) إن تأجيل هذا القاضى عن إنصاف هذه الأرملة  كان لغاية شخصية بحته ماتج عنه ظلم أكثر ولكن إذا أجل الرب إنصافنا فالنتأكد أنه سيكون لنا خير فيما بعد أعده الرب لنا   وراجع أيضا (رو 11: 25) (يو 10: 16)
(2) " الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ ننهارًا وَلَيْلاً". تشير هذه الاية بوضوح إلى الصلاة بإلحاح وصبر فى الليل والنهار أى فى أى وقت وهذا ما يطلق عليه الصلاة السهمية مثل تكرار عبارات قصير مثل "ياربى إرحمنى .. ياربى ساعدنى .. ألخ) أنظر (لو 11: 9: 13) (مت 7: 7- 12) الإلحاح فى الصلاة ليس معناه إستجابة الرب لطلباتنا لأنه ربما كان ما نطلبة سيؤذينا أو غير مناسب لنا ولنتأكد دائما أنه سيستجيب إذا كان ما نطلبه يسير من ضمن مشيئته لنا ولكن صلواتنا هى علاقة بيننا وبين إلهنا هى الثقة والإيمان به
(3) " مُخْتَارِيهِ". هذه الكلمة إشارة فى العهد القديم تعنى شعب يهوه وخاصة كخدام له (أش 42 - 43& 44: 28 & 45: 7)
(4) " الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نهــارًا وَلَيْلاً"" . عندما بدأ مرقس الإنجيل بالآية : صوت صارخ فى البرية إنما كان يعنى الصراخ إلى يهوه بأن يقبل من يعمدهم بمعمودية التوبة اكان ايضا صراخ للناس وتحذيرهم المستمر (أي دائماً). والصلاة هى صلة  الترتيب "نھاراً وليلاً" هو مصطلح فى اللغة اليونانية بينما ألاية فى (لو 2: 37) هو مصطلح عبرى وقد كان الوحى الإلهى الذى كتب لنا هذه الأناجيل بتدقيق وأستعمل كل مصطلح من مصادرة وطوه موهبة لوقا لصالح رسالة الخلاص (راجع أع 9: 24 & 20: 31& 26: 7)
(5) " هو متمهل عليهم ْ". هذا السؤال هو ثاني الأسئلة البلاغية في الآية (لو 18: 7) والذى يقارن بين يهوه وهذا القاضى الشرير  السؤال الأول يُتوقع أن يكون جوابه بالإيجاب والسؤال الثاني، يُتوقع أن يكون جوابه بالنفي.
كلمة " يمهل" فى اللغة اليونانية ،makrothumeoō  تعنى (أي يرجئ غضبه) وهى كلمة غامضة وقد تعني : أ) عين مختاريه المثابرين والمؤمنين على أن ينموا في الإيمان .. ب) يعطى وقتا للأشرار ليتوبوا (رو 2: 4) (2بط 3: 9) وتوجد ترجمة تضيف على الهامش عبارة : "ومع ذلك فھو طويل الأناة عليھم"، وهو ما يشير إلى طول اناة الرب على الخطاة
تفسير (لوقا 18: 8) 8 اقول لكم انه ينصفهم سريعا.ولكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أقول لكم إنه يقتص لهم سريعآ . ومع ذلك متى جاء ابن الإنسان يا ترى فهل يجد إيمانآ على الأرض؟ - ييد أن مخلصنا إذ كان يعلم ضد لإنسان وتقلب طبعه وتذبذب إيمانه ، قرر فى صيغة الاستفهام اوصيغة الاستنكار أن أغلب أهل الآرض لن يظلوا متذرعين بذلك القدر من الإيمان الذى يدفعهم فى مداومة الصلاة إلى الله ، والاستمرار فيها بغير فتور ولا ملل ، سواء عند مجئ ملكوته الذى كان يوشك أن يحل على الأرض ، أوعند مجيئه الثانى فى اليوم الأخير. فلن يظل حافظا لوصيته تلك ومحافظا عليها إلا القليلون وهذا هو معنى قوله ومع ذلك مت جاء ابن الإنسان يا ترى فهل يجد إيمانا على الأرض؟.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هذه نهاية مفاجئة لهذا المثل. يبدو أنھا ليست متعلقة بالقصة. عودة يسوع ستكون إنصاف المظلومين والصارخين إليه وتحقيق العدل لمختاريه (رؤ 6: 9- 11) وفى هذه ألاية يوجد حرف جر فى اللغة اليونانية:(en tachei) فماذا يعنى ؟ هل يعنى أ) فجأة أو ب) سريعاً؟  هل هذا المثل هو مقارنة أم مثال للحوافز ودوفع مختلفة من أجل إصدار حكم قضائى كان مجهزا للحكم فيه ومؤجل .. راجع ( خر 12: 35- 48 & 12 : 22- 30)
(2) "مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ ". يؤكد يسوع على أنه سيجئ مرة ثانية ممجدا فى نهاية الأزمنة  كقاضٍ.وديانا عادلا لكل البشر .. زكلمة إبن ألإنسان وردت فى (حز 2: 1) و (دا 7: 13) حيث يجمع إبن الإنسان الصفات البشرية والإلھهية :
(3) "أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ". يركز العهد الجديد على االمجئ الثانى ليسوع المسيح. ولكنه لا يخبرنا متى أو كيف. إنه يخبرنا أنه يجب أن نكون منشغلين بشكل فعال في عمل ألإيمان المنظور وأن نكون مستعدين لحظة بلحظة لمجيء المسيح. يبدو أن الاية تتشير إلى هذه النصيحة المزدوجة. وهذا الإيمان :
هو الإيمان بأن هناك ثقة بأنه سيجيب صلواتهم إذ يطلبون العون (الآية لو 18: 7). إن هذه ألاية مرتبطة بأحداث أسبوع الآلام الذي كان على وشك أن يحدث، هؤلاء التلاميذ الذى إهتز إيمانهم واحد خانه وسلمه وواحد أنكره ثم خافوا وإجتمعوا فى العلية  وعندما قام يسوع بدأ من جديد معهم وعن هذا قال ألعله يجد الأيمان على الأرض  .. هل صلى التلاميذ بعد صلب يسوع؟ لا نعرف  ..
ولكن عموما على المسيحيين أن يطلبون يهوه وأن يدققون فى طلباتهم أهى دائماً لأجل أمور شخصية أم لأجل أمور الملكوت؟ إن كانت لأمور شخصية، فإن المسيحيين عندئذ يكونون مثل قاضي الظلم ذاك أكثر من أن يكونوا أناساً يريدون أن يعترفوا أو يقرّوا بالإيمان.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 18

2. العبادة المتضعة (الفريسي والعشار) (لوقا 18 : 9-14)
تفسير (لوقا 18: 9)  9 وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم أراد فادينا أن يعلم تلاميذه والناس جميعا أن يكونوا متواضعين فى علاقتهم بالجميع ، ولا سيما بالله ، فلا يتمادون فى الثقة بما يتوهمون أنهم يتصفون به من ورع وتقوى ، وينقادون وراء هذا الوهم فيصفون غيرهم بالشر والفساد ، محتقرين لذلك إياهم ، متعالين عليهم
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 120
يا من تحبون التعليم وتتوقون إلى الإصغا ء، اقبلوا مرة ثانية الكلمات المقدسة ، وأبهجوا أنفسكم بعسل الحكمة ، لأنه هكذا هو مكتوب: " الكلمات الحسنة شهد عسل، وحلاوتها شغاء للنفس" ١أم 16: 24 س) لأن عسل النحل حلو جدا وينفع نفس الإنسان بطرق كثيرة أما العسل الإلهي الخلاصي فيجعل أولئك الذين يستقر فيهم ماهرين في كل عمل صالح ويعلمهم طرق التقدم الروحي، لذلك هلموا كما قلت نقبل ثانية في الذهن والقلب كلمات المخلص لأنه يعلمنا بأي طريقة ينبغي أن نقدم طلباتنا إليه حتى لا يكون فعل الصلاة بلا مكافأة لمن يمارسونه ولكي لا يثير أحد غضب الرب المانح العطايا من الأعالي بطلبه الأشياء التي يتخيل أنه سوف ينال منها بعض المنفعة ، لأنه مكتوب : "قد يكون بار يهلك فى بره " (جا 7: 15)
أتوسل إليكم أن تنظروا شاهدا على هذا مصورا : بوضوح في المثل الموضوع أمامنا. إنسان صلى وأدين لأنه لم بقدم صلاته بحكمة ، لأنه يقول : " انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار" وهذا يلزمنا أن نعجب بالترتيب الحكيم.للمسيح مخلصنا كلنإ في كل ما يفعله ويقوله٠ لأنه بالمثل الذى سبق قراءته علينا فإنه يدعونا إلى الاجتهاد الى واجب تقديم الصلاة بلا انقطاع لأن الإنجيلي قال: " وقال لهم أيضا مثلا فى أن يجتهدوا فى الصلاة كل حين ولا يمل" (لو ١:٦٨) لذلك الح عليهم ان يجتهدوا فى الصلاة كل حين ، ولكن كما قلت ، لئلا بصلاتنا بمثابرة ولكن بدون تمييز نغضب من نتصرع إليه ، فإنه يعرض لنا بطريقة ممتازة بأية طريقة ينبغي لنا أن نكون مجتهدين في الصلاة، هو يقول: " إنسانان صعدا الى الهيكل ليصليا "
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَقَالَ هذَا الْمَثَل".هذا المثل الثاني الذى قالة يسوع عن الإلحاح في الصلاة.
(2) "لِقَوْمٍ". الأمثال التى قالها يسوع لها عدة اهداف وقد يوجهها إلى فئة خاصة أو قد تكون عامة تستفاد منها فئات مختلفة من الناس وهذا المثل موجھة إلى الفريسيين والتلاميذ (راجع لوقا  الأصحاحات 15 - 17) ولكن هنا كلمة "قوم" (أي، الجموع)  لاحظوا أيضاً (لو 15: 3 & 19: 11) ومن الواضح أن سياق الحديث يدل ضمناً على أنه من ضمن المخاطبين طائفة فرييسيين (لو 16: 14- 15)  وكان يسوع يكرز بهذه المثال وهى طريقة من طرق التعليم الذى يرتكز على التفكير فى معنى المثل وهدفة ولماذا قيل ؟ وماذ يقصد؟ .. ألأخ لهذا كان يسوع يروى هذه ألمثال للجموع فى بيئة علنية ولا نعرف ما غذا كان يعلم تلاميذه بالأمثال ولكن ه كان يفسر لهم هذه الأمثال إذا غمض عليهم معنى السفر بشرط أن يسألواه
(3)  "وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِھِمْ أَنهم أَبْرَارٌ". كلمة "واثقين" نحويا :  اسم فاعل تام مبني للمعلوم من كلمة (peithoō) والتي تُترجم في العهد الجديد بمعنى "يقتنع"، "يثق"، أو "يكون متأكداً". يخاطب يسوع  لقوم من  الجمع الذى يسمع له الذين يعتقدون أنهم أبرار أمام الرب الإله إستناداً إلى نسبهم اليهودى إلى إبراهيم أو إلى تصرفاتهم التى يظهرونها للناس أو مواقفهم فى الدفاع عن العقيدة أو إلى مركزهم الدينى مثل الفريسيين والكتبة والمعلمين .. وغيرهم في أيام يسوع المسيح كانوا يعتبرون (أ) الصلاة (انظر مت 6 : 4- 6) .. و(ب) الصدقة (مت 6: 2- 4) .. و( ج) الصيام (انظر مت 6 : 16- 18) على أنها أعمال تجعلهم أبرارا فى نظر الناس كما هى فى نظر الرب وهذا هو البر الشخصى أخذوا مكافأه عنه بمديح الناس (مت 6: 1) 
􀍿 المثل السابق كان يتناول موضوع قاضٍ ظالم لم يؤمن بالرب ولا يهاب إنسانا  ، هذا المثل يتحدث يسوع عن أولئك  الذين يبدون من الخارج وفى الظاهر مؤمنين ويهابون الرب وينفذون تعاليمه ،  ولكنھم في حقيقة الأمر لا يفعلون هذا حبا فى الرب ولكنهم يتكّلون على صلاحهم وإنجازاتهم فى مجال تنفيذ الوصايا ليس طمعا فى إرضاء الرب ولكن طمعا فى سماع مديح الناس عنهم لهذا فهم يحبون المجالس الأولى فى المجتمعات والتحيات فى الأسواق والأماكن العامة ، يفعلون وصاياه الرب وهم يشعرون أنه مدين لهم مقارنين نفسهم بالخطاة والآثمين فيشعرون بالغرور فيسقطون فى اشر الخطايا وهى الكبراياء .
لقد كانوا يتوقعون أن يتم التعويض لهم كلياً عن أعمال برهم (الصدقة، والصوم، والصلاة، وعن أيضاً حفظهم لقوانين التقليد الشفهى للشيوخ).
إن البر الذاتي هو من أخطر خطايا الناس "المتدينين" فى عصرنا هذا (انظر لو 10: 29 & 16: 15 & 18: 9 ، 14)
تفسير (لوقا 18: 10) 10 انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخر عشار.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فضرب له المجد - هذا المثل لقوم كانوا على الأرجح من الفريسيين ، وكانوا يثقون فى انفسهم بانهم أبرار ، ويزدرون غيرهم ولاسيما العشارين جباة العشور اى الضرائب ،متهمين إياهم بأنهم أشرار . قائلا : صعد رجلان إلى الهيكل ليصليا وكان أحدهما فريسيا والآخرعشارا .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 120
اتوسل إليكم أن تلاحظوا هنا عدم المحاباة والنزاهة التامة التي للطبيعة التي لا تخطئ ، لأنه يسمي من كانا يصليان : " إنسانان" ، فهو لا ينظر إلى الغني أو القوة بل ينظر إلى التساوي الطبيعي بينهما ويعتبر كل الذين يسكنون على الأرض بشرا ، كما لا يختلفون في شئ بعضهم عن بعض ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ". الكلمة باللغة اليونانية exoutheneoō)  وردت فى إنجيل  لوقا فقط  (لو 18: 9 & 23: 11) (أع 4: 11) وفى الترجمة السبعينية باللعة اليونانية للعهد القديم وايضا أوردها بولس فى (رو 14:، 10) (1 كور 1: 28 & 6: 4 & 16: 11) (2كور 10: 10) ) (غلا 4: 14) (1تس 5: 20) إن مشكلة البر الذاتى لم تنتهى عندما أشار إليها يسوع فى هذا المثل  إنها ما زالت موجودة حتى ألان فى بعض المجتمعات المسيحية  وقال عنهم الكتاب لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها  وهذه تحذيرات على مر العصور وها هو الرب الإله طويل الناة هاهم يعرفون ذلك ولكنهم يطلبون الأرض أكثر من السماء وفى الإسلام نجدهم يحرقون جباههم بملعقة أو يسجدون على غطاء زجاجة كوكاولا حتى تنطبع زبيبة ليظهروا للناس أنهم اكثر ورعا ويصلون فى الشوارع ليظهروا أنهم يصلون ويظهرون صائمين ويذهبون إلى مكة طمعا فى اللقب يستعملونه فى تجارتهم وأعمالهم إنها تمثيلية يمثلون على بعضهم البعض وعلى الله هل هؤلاء الناس ارضوا الرب الذى لا يراه أحدا  ويعرف ويرى افعالهم؟
(2)  "الآخرين"  .. تعني حرفياً "باقى الناس"، ويقصد بهذه الكلمة أن الفريسيين يدينون  الآخرين الذين لا يفعلون افعالهم وهى حالة من الإستعلاء على الباقيين من الشعب بل أنهم تتطرفوا حتى أنهم كانوا ينظرون إلى باقى الطوائف الدينية على أنهم غير مقبوليين وخارجين عن محبة الرب وأن جماعتهم هى البارة فقط الفريسي كان يقف حتى بعيداً عن بقية المتعبدين. وكان يقارن نفسه وبما يفعلة حتى بالفريسيين من طائفته فكان يرى نفسه أكثر برّاً
من أولئك الفريسيين الآخرين.
(3) "الهيْكَلِ لِيُصَلِّيَا". كانت اليهود يصلون ثلاث أوقات صلاة في النهار وكانوا في القرن الأول. يصلون الساعة التاسعة صباحاً والثالثة بعد الظهر وكانت أوقات تقديم الذبائح اليومية في الهيكل
(الصلوات المتكررة بانتظام) ثم أضاف رؤساء الدين في أورشليم صلاة الظهر كصلاة ثالثة يومية فى النهار
في النھار. سياق هذا المثل المثل تفترض أنه حدث أثناء  صلاة الساعة التاسعة صباحاً أو الثالثة بعد الظهر .
(4) "وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ". الفريسى كان مشهورا بتدينه الشديد وإلتزامه بتنفيذ الشريعة  المكتوبة والشفهية  ولأجل تمسكهم بالمكتوب والشفهى كانوا ينظرون للآخرين أنهم أدنى منهم عند الرب فما بالك بالعشار الذى كان منبوذا من اليهود كشعب لتعاونهم مع المحتل فى أخذ الجزية بظلم منهم فكانوا ينظرون إليهم كصديق لروما  الذين يعبدون ألأوثان (لو 5: 30 &7 : 34 & 9: 2، 7 & 14: 1)
تفسير (لوقا 18: 11) 11 اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا.اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فوقف الفريسى ليصلى فى نفسه قائلا : اللهم اشكرك على أننى لست كسائرا لناس المغتصبين الطامعين الفاسدين ، ولا كهذا العشار .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 120
وماذا كانت إذن طريقة صلاتهما؟ يقول (النص): " اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا.اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. "
واضحة تماما أخطاء الفريسى الكثيرة ، أول كل شيء هو منتفخ وعديم الفهم لأنه امتدح نفسه ، مع أن الكتاب المقدس يصيح عاليا: " ليمدحك الآخر لا فمك ، ألأجنبى لا شفتاك " (ام ٢٧ :٢ س)ا لكن يمكن للمرء أن يقول له عن حق: أيها السيد الشريف لاحظ أن أولئك الذين يعيشون في ممارسة الأفعال الصالحة و المقدسة — كما يمكن للمرء أن يرى — هم غير مستعدين بالمرة أن ينصتوا لكلمات المداهنين، بل حتى وإن امتدحهم الناس ، ففي الغالب يغطيهم الخجل ، كما يخفضون أبصارهم إلى الأرض ويلتمسون الصمت من أولئك الذين يمتدحونهم . أما هذا الفريسى الذي لا يستحي فإنه يمتدح نفسه ويمجدها على أنه أفضل من الخاطفين والظالمين والزناة . ولكن كيف فات عليك أن كون الانسان أفضل ممن هم اردياء لا يثبت بالضرورة وكأمر بديهي أنه يكون جديرا بالاعجاب، بل حري بك أن تنافس أولئك الذين يفضلونك، فإن هذا هو الأمر النبيل والمكرم والذي يدخل . الانسان في مصاف الذين يمدحون عن استحقاق.
لذلك يلزم ألآ تتلوث فضيلتنا بالخطأ ، بل ينبغي أن تكون مخلصة وبلا عيب وخالية من كل ما يمكن أن يجلب لوما . لأنه ما المنفعة في أن نصوم مرتين في الأسبوع إن كنت تفعل هذا (الصوم) فقط كمبرر لجهلك وغرورك وتصير متكبرا وأنانيا ومتشامخا؟ أنت تعطي عشر ممتلكاتك وتتباهى بهذا ، لكنك من ناحية أخرى تثير غضب الرب بإدانتك للناس عموما واتهامك للآخرين وأنت نفسك منتفخ رغم انك لم ئكلل بالشهادة الإلهية للبر ، بل على العكس تكدس المديح لنفسك ، إذ يقول النص : " لأنى لست مثل باقى الناس " أيها الفريسى هدئ نفسك "وضع بابا ومزلاجا للسانك " (أنظر مز 140: 3 س) فأنت تكلم الرب الذي يعرف كل الأشياء. انتظر حكم الديان .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ". الفريسى وقف يذكر أمام الرب ما فعله فى كبرياء ويعدد أعماله بفخر (لو 18: 12) عند البحث فى  الأمثال لتفسيرها يجب أن يبحث المرء فيها عن عنصر "المفاجئة"، والانعطافة غير المتوقعة في تسلسل الأحداث، وموضع قلب الأدوار فيها . هذا هو  المفتاح إلى فهم المثل والوصول إلى الهدف الذى من أجله قال يسوع  المثل
.(14 - (الآيات 13
عبارة "يصلّي في نفسه هكذا" والتي تأتي بعد "وقف"، تعنى أن أحدا لم يسمعه يتكلم فى نفسه سرا ولكن الرب العالم بالقلوب أعلن ما قاله هذا الفريسى وهذه العبارة لها عدة أشكال مختلفة في تقليد المخطوطات باللعة اليونانية. وربما لها معنى ومصطلحاً آرامياً، "متخذاً موقف الصلاة" أى وقف فهل كان يفكر فى نفسه بهذه ألقوال قريبا أم بعيدا عن العشار
(2) "أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذا الْعَشَّارِ". هذا الفريسى كان يتكّل على ممارساته الدينية وتنفيذه الشريعة حرفيا تاركا الحق والرحمة والإيمان ، وهنا نجده يدين ألاخرين ولهذا فى المسيحية قيل أنه مهما فعلنا قولوا أننا عبيد بطالين . علينا أن نتذكر أن النبي أشعياء يقول أن أعمال البر عند البشر فيما يتعلق بالخلاص المستحق هى كَثَوْبِ عِدَّة أمام لله (انظر أش 64 : 6)
تفسير (لوقا 18: 12) 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فإننى أصوم مرتين فى الأسبوع، وأؤدى العشورعن كل ما أملك - وليت هذا الفريسى فيما قاله عندئذ فى نفسه كان يصلى فعلا لأن صلاة الإنسان هى ابتهال إلى الله وضراعة يسكبها بين يديه . وإنما كان كل ما قاله مجرد افتخار بنفسه واحتقار لغيره ، لأنه شكر الله ٠ لا على نعمته التى أسبغها عليه ، وإنما لأنه كما توهم فى نفسه لم يكن كسائر الناس المغتصبين الظالمين القاسقين وقد كان فى هذا يشير صراحة إلى العشار الذى كان يراه واقفا يصلى هو الآخر ، لأن الفريسيين كانوا يتهمون العشارين بانهم يغتصبون أموال الناس بالباطل ، ويظلمونهم فيما يجبونه منهم بغير حق ، ويحيون حياه الغش والفجور، حتى لقد كانوا حين يذكرونهم يقرنونهم دائما بالزناة والخطاة والأشرار. وإن كان ذلك الفرسى لم يقصر تفضيله لنفسه على نلك العشار وحده ، وإنما على سانر الناس . وكأنه هو البار وحده دون غيره من الناس جميعا . بل ليت ذلك الفريسى تفاخر فيما قال على الناس جميعا ، بل إنه تفاخرعلى الله ذاته إذ راح يعدد مآثره على الل ه، ناكر آلله أومنكر أياه بأنه يصوم مرتين فى الأسبوع ، يؤدى العشورعن كل ما بملك وكأنه إذ كان يفعل ذلك أصبح دائنا لله، واصبح الله مدينا له بالمكافأة والثواب عن تلك الأفعال التى وإن كانت من الفراتض التى أوصى بها الله في شريعته - لم تكن إلا مظهرا من مظاهر تلك الشريعة وليست جوهرها الذى إذا انتقى ينتقى المظهر معها لأنه ما قيمة الصيام وتأدية العشور إن كان الضمير فاسدا والقلب فاسقا والأفكار شريرة والأفعال ثائنة والأقوال متكبرة تضمن التعالى على الناس جميعا ، بل على الله المتعالى نفسه
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 120
ليس احد من أولئك الماهرين في الكفاح بتوج نفسه ، ولا ينال احد الإكليل من ذاته بل ينتظر استدعاء الحكم . خفض من غلوائك لأن العجرفة ملعونة ومكروهة من الرب . لذلك فلأنك تصوم بذهن منتفخ ، فبفعلك هذا لن تنتفع شيئا وتعبك سيكون بلا مكافأة إذ خلطت الروث مع الطيب . بل حتى حسب ناموس موسى فالذبيحة التي بها عيب لا تصلح للتقديم للرب . لأنه قيل له عن الغنم والبقر التي تقدم ذبيحة ينبغي الا يكون فيها عيب (انظر لا ٢٢: ٢١)، لذلك فحيث إن صومك مصحوب بالكبرياء فيجب أن تتوقع ان تسمع الرب يقول: " ليس هذا صوم إختاره يقول الرب " (إش 58 : 5). انت تقدم العشور لكنك بطريقة اخرى تسيء لمن تكرمه ، بكونك تدبن البشر عموما. هذا تصرف غريب عن الذهن الذي يخاف الرب ، لأن المسيح . نفسه قال: ٠٠" لا تدينوا لكى لا تدانوا ، لا تقضوا علىأحد فلا يقضى عليكم " (لو ٣٧:٦). ويقول ايضا واحد من تلاميذه: " واحد هو واضع الناموس والديان ، فلماذا تدين غيرك؟ " (انظريع ١٢:٤) لأن الانسان ذا الصحة الجيدة لا بنبغي ان يسخر من إنسان مريض بسبب انه ملقى وطريح الفراش ، بل بالحري يخاف لئلا يصير هو نفسه ضحية لآلام مشابهة . ينبغي لمن هو في معركة، الا يمتدح نفسه بسبب أنه أفلت من البلية وغيره سقط فيها ، لأن ضعف الآخرين ليس موضوعا مناسبا لمدح أولئك الذين هم في صحة جيدة ، بل حتى وإن كان الإنسان في صحة قوية أكثر من المعتاد فلا ينبغي أن ينال مجدا بسبب هذا. هذه هي إذا كانت حالة الفريسى المحب لنفسه.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ". كان الفريسيون في عصر يسوع يصومون يوم الاثنين والخميس تذكاراً لصعود موسى على جبل سيناء حيث تلقى الناموس من يهوه .ونزوله منه  ولم تكن هذه الشريعة حيث نصت بوجوب الصوم ليوم واحد في السنة (لا 16 ) هو يوم الكفارة (زك 7- 8) وفى فترة ما بين العهدين أضاف  الرّابّيون (المعلمون) أيضاً يوم صومٍ سنوي آخر لإحياء ذكرى دمار أورشليم الذى دمرها نبوخذنصر ملك بابل في عام 586 ق.م. (انظر إر 25 ) ؛ (مرا 1 -5)
(2) " أُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ". هناك نصا واضحا فى العهد القديم عن العشور فى (سفر ملاخي 3: 10) هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ." ولكن المسألة ليست فى العشور ذاتها كما أنها ليست فى  قيمة العشور أو ملائمتها . المشكلة هو أن هذا الفريسى يحاسب الرب أنت أعطيتنى هذه المقتنيات وأنا أعطيتك عشر هذه المقتنيات وبكلمة  "كل" حوّل الفريسى بهذه الكلمة كل ما فعله إلى بر ذاتي بدلاً من تقوى واضاع يهوه من حياته كما أهمل الرحمة لأنه لم يعطى هذا العشر وفى قلبه رحمة للفقراء والمساكين . هذا الفريسي كان يتكل على ما صنعه، ونلاحظ أنه فى هيكل يهوه ويكلم يهوه  بهذا الكلام  لقد ذهب هذا الناموسى أبعد من متطلبات الناموس (تث 14: 22) ولكنه لم يفهم الهدف من هذا العطاء فاضاع مفهوم الناموس وهو جوهر الناموس وهى الكلمات التى ذكرها يسوع الحق والرحمة والإيمان  هذه كانت مأساة المتعلقين بتنفيذ الشريعة بلا روحها  هؤلاء ذو البر الذاتي قد أستوفوا أجرهم من مديح الناس ولكن يهوه ينظر للقلوب والكلى لقد حولوا الشريعة قوانين لأنفسهم بها الكثير من الأوامر الصارمة الناهية وقليل من المحبة
ولما كانت المسيحية هو تصحيح مفهوم الناس حول الشريعة الموسوية لتكون فى درجة الكمال فقد إستمر عطاء العشر فى التعاليم المسيحية بل أن المسيحيين الأوائل  ذهبوا لأكثر من ذلك فقد كانوا  يبيعون كل مالهم ويضعونه تحت أرجل الرسل وقد ذكر العشر فى العهد الجديد لمرة واحده حينما حدث أن أرسلت الكنائس التى أنشأها بولس فى اليونان إلى الكنيسة فى أورشليم (2كور 8- 9) وكان العشر فى الحقيقة ممارسة يهودية لدعم الهيكل ، واللاويين المحليين ، والفقراء .. ولكن فى التطبيق المسيحى فى (أعمال 15) يقول بوضوح  أن المؤمنين اليونانيين ليسوا ملزمين أو مضطرين إلى دفع العشور اليهودية إلى الهيكل فى أورشليم أو لموظفين فيه.
يجب ألا نفتخر بأعمالنا لأن الرب أعد مسبقا هذه العمال لنسلك فيها (أف 2: 8- 10)  8 لانكم بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. 9 ليس من اعمال كيلا يفتخر احد.10 لاننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة، قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها.
تفسير (لوقا 18: 13) 13 واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء.بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أما العشار فوقف عن بعد ولم يجرؤ حتى على أن يرفع عينيه إلى السماء، وإنما أخذ يقرع صدره قائلا: اللهم ارحمنى أنا الخاطئ . أما العشار فلم يقف فى صدر الهيكل رافعا فى كبرياء واستعلاء كما فعل الفريسى كى يراه الجميع. وإنما انزوى فى مكان بعيد عن أعين الناس كى لايراه احد ، وهو- إذ هوعالم بخطاياه معترفا بها شديد الخجل منها - كان يشعر بأنه غير مستحق أن يقف فى أى مكان من بيت الله الطاهر القدوس، ومن ثم لم يجرؤ - وهو فى استخفائه واستحيائه وتذلله - حنى على أن يرفع عينيه إلى السماء ، وإنما أخذ يقرع صدره فى لوعة النادم المستغفر ، وفى ضراعة الخاطئ المقر بخطاياه ، المتوسل إلى الله أن يرحمه من عواقب تلك الخطايا ، وان يعفو عنه، بعد ان ندم وتاب ، قانعآ . لو أنه نال ذلك العفو منه - بأن يقبله كأحقرعبيده ، وكأنه يردد قول الابن الضال حين عاد إلى أبيه قائلا ٠يا أبى قد أخطأت إلى السماء وأمامك . ولم اعد مستحقا أن أدعى لك ابنآ، فاجعلنى كأحد اجرائك. (لوقا 15: 18- 19)
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 120
لكن ماذا عن العشار؟ بقول الرب إنه وقف من بعيد بدون حتى أن يجرؤ أن يرفع عينيه إلى فوق . ها انت تراه يمتنع عن كل جسارة في الكلام كمن ليس له حق في ذلك وهو مضروب بتأديبات الضمير ، لأنه كان يخشى أن يراه حتى الرب ، بسبب إنه كان مهملا في نواميسه ويسلك حياة الخلاعة والفجور . ها أنت ترى أيضآ أنه يدين شقاء نفسه بواسطة تصرفه الخارجي ، لأنه بينما وقف الفريسى الأحمق متجاسرا ومنتفخا ورافعا عينيه بلا تردد وهو يشهد لنفسه ويتباهى ، أما الآخر فكان يشعر بالخزي بسبب سلوكه ، ويخاف من ديانه ويقرع صبره ويعترف بخطاياه ، وكأنه يظهر مرضه للطبيب ويتوسل طالبا الرحمة، ماذا كانت النتيجة؟ لنسمع ما يقوله الديان : " هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك.لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع "لذلك فلتصل بلا انقطاع بحسب تعبير بولس الطوباوي ( 1تس 5: 17) ، ولكن لنحرص على أن نعمل ذلك بطريقة صحيحة . إن محبة الذات لا ترضي اللرب ، وهو يرفض الكبرياء الفارغة والنظرة المتشامخة والانتفاخ ، بسب الأمور التي لا قيمة لها ، بل حتى ولو كان الإنسان صالحا ومتزنا فلا ينبغي أن يسقط في كبرياء مخجلة، بل بالأحرى فليتذكر المسيح الذي يقول لرسله القديسين ؛ ٠٠ متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا " ٠٠ (لو٧ ١ :٠ ١). لأننا مديونون للرب فوق الكل بالضرورة أن نخدمه كعبيد وبطاعة مستعدة في كل الأمور . ورغم أنك تعيش حياة فائقة وممتازة فلا يجب أن تسأل من الرب أجرة بل بالحري أن نطلب منه عطية، وهو لكونه صالحا سوف يعطيك، وكأب محب سوف يساعدك، لذلك لا تمتنع عن أن تقول: اللهم ارحمني أنا الخاطئ ، وتذكر من يقول على فم إشعياء : "أظهر خطاياك أولا لكى تتبرر" (إش ٢٦:٤٣ س)ء وتذكر أيضا إنه ينتهر من لا يفعلون هكذا،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "أَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ".  نحويا : وَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ (اسم فاعل تام مبني للمعلوم) لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ (ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري مع نفي مضاعف) قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ (ماضي متصل مبني للمعلوم في الأسلوب الخبري) هذه العبارات الثلاث تصف شعور العشار بخطيته وعدم إستحقاقه بالوقوف فى هذا المكان المقدس   والعبارة الثالثة تحمل معنى التوبة فكان يقرع على صدرة حيث يوجد القلب .. إن ما فعله العشار كان عكس ما قاله الفريسى 
لاحظوا العبارة "وقف من بعيد": أخذ مكاناً بعيداً عن الجموع وأبعد عن المذبح). وعنده إحساس بأنه ظلم الناس فى عمله وبالنقص بأنه أقل من هؤلاء االذين نفذوا  الشريعة هذا بالنسبة للناس وخجل من أن يرفع عينيه للسماء لأنه أخطأ إلى يهوه وفى توبة وندم قرع صدره وهذا هو حال الخاطئ التائب والساس الكتابى فى الصلاة ليس وضع الجسد ولكن إنسحاق القلب
 (2)  " اللهّھُمَّ ارْحَمْنِي"*.  نحويا : أمر حاضر مبني للمجهول  وقادمة من الكلمة رحيم اليونانية ،hilaskomai)  من نفس جذر كلمة "كرسي الرحمة" أو "مكان الكفّارة" في الترجمة اليونانية النعرووفة بالسبعينية hilasterion في نظام الذبائح في إسرائيل (انظر عب 9  : 5 ) يُستخدم هذا الفعل ايضا كترجمة للفعل العبرى (salach راجع (BDB 699) ويُستخدم لمغفرة يهوه للخطأة وهذه الكلمة أيضا ترجمتها فى السريانية بمعنى "اصنع كفّارةً لي".  العشار والفريسى فى مكان عبادة عام لكل فى الهيكل ولكل الناس في وقت تقديم حمل كذبيحة (مرتين في اليوم).هذا الخاطئ لم يقدم ذبيحة مغفرة ولكنه قدم توبة كأنه يصرخ من أعماق قلبه "ليكن ذاك الدم عني". واخير كيف نظر الفريسى إلى نفسه وإلى العشار وإلى يهوه ؟ وكيف نظر العشار إلى نفسه وإلى الفريسى وإلى يهوه ؟ وكيف نظر يهوه للأثنين؟
(3) "الْخَاطِئَ". هذا المثل يصف يهوديين تحت ناموس واحد وإله واحد : احدهما فريسي ظن فى نفسه بأنه بار أمام يهوه بسبب تنفيذه الحرفى للشريعة والتقاليد الشفهية وعشار شعر أنه بعد عن يهوه وصنع خطأ فى عمله وظلم الناس إنه يشعر بنفسه على أنه "أكبر الخطاة" (استخدام أداة
التعريف الـ ). أليست مفارقة أن  العشار نزل إلى بيت مبرراً مقبولاً من يهوه واالفريسى مضى مبعداً عن يهوه .. إن التوبة ليست كلاما وإحساسا بالخطأ ولكنها عمل ايضا فلا بد أن يكمل العشار توبته برد كل الأموال التى أخذها ظلما إلى مستحقيها وإلا فلن تقبل توبته لأن ظلمه به إستمرارية كما ا، توبته فى راى بعض المفسرين إقتربت من الرحمة فوزع بعضا من أمواله على الفقراء والمساكين كما حدث مع زكا العشار غذا فقد قد العشار لما امر به يهوه أكثر من الفريسى لأن قلبه عرف الرحمة
تفسير (لوقا 18: 14) 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك.لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبررا أكثر من ذاك ، لأن من رفع نفسه اتضع ومن خفض نفسه ارتفع .. هكذا نرى ان ذلك الفريسى وقف يصلى ، على الأرجح فى مكان بارز من الهيكل ، كى يراه الناس فيتوهمون فيه الصلاح ، ومن ثم يحترمونه وترتفع مكانته فى أعينهم . لأن الفريسيين كما قال عنهم مخلصنا ، كل أعمالهم يعملونها بغية أن يراهم الناس . (متى ٢٣ : ٥) ، ولأنهم كما قال عنهم ايضنا ، يحبون أن يصلوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع ليراهم للناس (متى٦: ٥)٠
وفى النهاية نجد أن فادينا الإلهى الديان ، العالم بما فى النفوس علما كاملا ، والعادل عدلا. مطلقآ ، أصدرحكمه على هنين الطرازين من البشر فقرر أن العشارالمتواضع، المقر بخطاياه النادم عليها ، الطالب الرحمة والمغفرة من الله بشأنها ، قد نزل إلى بيته مقبولا أمام الله ، مبرأ من خطاياه اكثرمن ذلك الفريسى ، بل ربما دون ذلك الفريسى المترفع . المفاخر بفضائله ، الزاعم أنه دائن . حتى لله بها الذى لم ينطق بكلمة واحدة تدل على أنه يطلب للنفسه أى رحمة أو مغغرة . لأن من ادعى الرفعة لنفسه ، كان ذلك يتضمن استعلاء على الناس فيكرهونه ، وينبذونه من مجتمعهم، ولا يتعاملون معه ، فلا يلبث أن يؤدى به ذلك إلى الفقر إن كان غنيا ، وإلى الضعف إن كان قويا٠ وإلى فقدان مكانه إن كان ذا مكانة عظيمة ، وإلى الحرمان من جاهه إن كان ذا جاه عريض . كما أن نلك يتضمن استعلاء على الله ، وتمردا عليه ، قيسقطه الله كما سبق . أن استعلى الشيطان على الله وتمرد عليه فأسقطه الله وهوى به إلى أسفل سافلين . وأما من خفض نفسه ولوكان غنيا أو قويا أوعظيم المكانة أوعريض الجاه ، محبا للناس، خادما لهم معاونا إياهم ، باذلا من ماله وقوته ومكانته وجاهه لتوفير سلامهم وسلامتهم ، فإن الناس يحبونه ويرحبون به أينما ذهب ، ويبدون له التكريم والتعظيم حيثما رأوه ، ومن ثم يزداد غنى على غناه وقوة على قوته ومكانة فوق مكانته وجاها فوق جاهه، حتى ليرتضيه الناس كبيرا عليهم وسيدآ لهم كما أنه إذ تواضع أمام الله ، مطيعا إياه ، منفانيا في خدمته والولاء له يرضى الله عنه ويجعله من مختاريه ورعايا ملكوته ، فيمنحه بذلك شرف بنوته . ويرفعه بذلك إلى اعلى عليين، حيث ينعم مع الابرار والقديسين .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 120
ويقول : " هائنذا أحاكمك لأنك قلت لم أخطئ " (إر ٢؛ه٣)ء افحص كلمات القديسين، لأن احدهم يقول: " البار يلوم نفسه فى بداية كلامه " (أم ١٧:١٨ س)ء وآخر يقول: " قلت أعترف للرب بأثمى وأنت غفرت لى إثم قلبى " (مز 31: 5 س)
فبماذا سوف يجيب عن هذا أولئك الذين يتبنون آراء نوفاتوس [ نوفاتوس (او نوفاتيوس): كان كاهتا فى روما في القرن الثالث وكان مناوئا لأسقفها كيرنيليوس وكان يرفض قبول توبة الذين يخطئون بعد المعمودية.] الجديدة ويقولون عن أنفسهم إنهم أتقياء؟ أية صلاة يمتدحون؟ هل صلاة الفريسى الذي برأ نفسه أم صلاة العشار الذي ادان نفسه؟ فإن قالوا إنها صلاة الفريسى، فإنهم يقاومون الحكم الإلهى لأن (الفريس) قد أدين كمتكبر ٠ ولكن إن قالوا إنها صلاة العشار ، فلماذا يرفضون الاعتراف بعدم نقاوتهم؟ إن الرب يقرر بالتأكيد من يعرفون تعدياتهم جيدا وهم مستعدون للاعتراف بها ، أما اولئك الناس (النوفاتيون) فسيكون لهم نصيب الفريسى.
لذلك نقول؛ " إننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعنا " (يع ٣ :٢) ولا يوجد أحد خال من دنس حتى ولو كانت حياته يوما واحدا. على الأرض . إذن لنسأل الرحمة من الرب ، فإن فعلنا ذلك فإن المسيح سوف يبررنا ، هذا الذي به ومعه للرب الآب
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا". نحويا : اسم فاعل تام مبني للمجهول ما يشير إلى أن التوبة بقلب صادق تؤدى إلى المغفرة التي يعطيها الرب إلى التائبين والتوبة يتبعها عمل فلا يصح أن يتوب الإنسان ويحتفظ فى قلبه أو عقله او بيته بمسببات الخطية . لقد كانت المغفرة فى العهد القديم يؤديها الإنسان بشراء ذبيحة بثمن ولكن فى العهد الجديد تعطى مجانا  وهذا يتناظر مع التبرير (غلا 3 ) (رو 3: 21، 31 & 4: 5)كان الفريسي رجلاً فاضلاً ينفذ الشريعة بتدقيق ولكنه كان أيضاً ضالاً روحياً لأنه لم ينفذ روح الشريعة وكان يتكّل على نفسه ولم يفكر بأنه كان في حاجة إلى رحمة الرب  وغفرانه هذا الفريسى نموذج للمتدين اليهودى الذى يتكلم عنه اشعياء النبى فى (اشعياء 6: 9- 10) [ 9 ثُمَّ قالَ الرَّبُّ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذا الشَّعبِ: ‹اسْمَعُوا لَكِنَّكُمْ لَنْ تَفهَمُوا، وَانْظُروا لَكِنَّكُمْ لَنْ تَفهَمُوا!› 10 اجعَلْ ذِهنَ هَذا الشَّعبِ عاجِزاً عَنِ الفَهمِ، وَأغلِقْ آذانَهُمْ. أُغلِقُ عُيُونَهُمْ، فَلا يَقدِرُونَ أنْ يُلاحِظُوا بِعُيُونِهِمْ، وَلا أنْ يَسْمَعُوا بِآذانِهِمْ، وَلا أنْ يَفهَمُوا بِعُقُولِهِمْ، لِكَيلا يَرجِعُوا إلَيَّ فَأُشْفِيْهِ] (أش 29: 13)
(2) " كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ".  (اشعياء 57: 15)  (لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: «فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ. ] (مزمور 34: 18) [قَرِيبٌ هُوَ ٱلرَّبُّ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ.] (مز 51: 17)  وقد تم التمهيد لهذا الإنسحاق فى (لو 14: 11) (مت 23: 12)   هناك راجع البركات والويلات واللعنات إذا خالفوا الوصايا رفع العهد القديم قيمة الإنسان حينما ينفذ الوصايا حرفيا (تثنية 27- 29) العهد الجديد يخفِّض من قيمة الإنجاز  البشرى (إر 31: 31- 34) (حز 36: 22- 38)
(3) " وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ".  الكلمة اليونانية "يَرْتَفِعُ/رفيع المقام " (hupsooō)   تُستخدم للإشارة إلى  الفريسيين فى (لو 16: 15) وتُستخدم مع المتواضعين  فى (لو 1: 52& 14: 11) (راجع متى 23: 12) والإختلاف بين الإستخدامين لهذه الكلمة أن الفريسى الرفيع المقام فى المجتمع والإستخدام الثانى يشير إلى علاقة ألإنسان مع ربه ، الرب يرفع المتواضعين إلى صداقة حميمة معه نفسه.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 18

3. العودة إلى بساطة الطفولة (لوقا 18 : 15-17)
تفسير (لوقا 18: 15) 15 فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد آمن الناس بأن فادينا قدوس ومبارك ، قادر بمجرد لمسة من يده أن يمنح البركة وما تتمضمنه من . البركة من نعمة إلهية لا حدود لها . وقد سبق لإشعياء النبى أن تبأ قائلا: أسكب روحى على نسلك وبركتى على ذريتك (إشعياء ٤٤ :٣) .
ومن ثم قدم بعض للحاضرين إلى فادينا أطفالهم - وهم أحب الناس إليهم ليلمسهم ، فيسكب من روحه عليهم , يباركهم ، ويمنحهم تلك النعمة الإلهية التى تفوق كل نعمة فى السماء وإلأرض. بيد أن التلاميذ حين رأوهم يفعلون ذلك انتهروهم ، إذ كانوا كسائر الناس فى تلك الأيام ينظرون إلى الأطفال نظرة إزدراء وإحقتار واستهانة واستخفاف . كما انهم خشوا أن يكون فيما فعله أولئك القوم إزعاجا لمعلمنا وإرهاقا ٠ له وإضاعة لوقته .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 121
يدبر لنا المسيح كل اساليب النفع، ويفتح لنا طرق الخلاص على مصاريعها ، لأن هدفه هو أن يخلص سكان الأرض ويولد فيهم معرفة مساعي التقوى ، ويجعلهم ماهرين في كل فضيلة ، لكي بامتلائهم بكل ثمر الروح يكونون مقبولين . لذلك فلنر أية منفعة يولدها فينا بما قرئ علينا للتو ، لأنكم قد سمعتم الإنجيلي المقدس يقول إنهم قدموا إليه أطفالا ليلمسهم ، وعندما منعهم التلاميذ ، أخذهم وقال : دعوهم يأتون الى ولا تمنعوهم ، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله.
ان أمهاتهم هن اللاتي قدمن الأطفال طالبين بركة ملتمسين لمسة يده المقدسة لأطفالهن . اما التلاميذ المباركين فقد انتهروهن على فعلتهن هذه ، ليس لأنهم غاروا من الأولاد بل بالأحرى فعلوا هذا على سبيل الاحترام الواجب لمعلمهم ، وان جاز القول ، لكي يجنبوه اتعابا غير ضرورية ، معطين للنظام اهتماما كبيرا.
والأطفال إلى الآن يقربون ويباركون من المسيح عن طريق الأيادي المكرسة ، ونموذج هذا الفعل لا يزال مستمدا إلى هذا اليوم ، وقد انحدر إلينا من عادة المسيح كينبوع لهذه البركة . ولكن لايتم تقديم الأطفال بطريقة غير لائقة اومشوشة بل بترتيب ووقار ومخافة٠
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
1) ألآية (لو 18: 15) وما تلاها هى تغيير فى السياق الأدبى التعليمى وهو الأسلوب الذى كان يسوع يستعملة فى التكريز والتبشير والتعليم يكرز ويعلم به وقد ورد فى إنجيل لوقا من (لو 9: 51 ) حت (لو 18: 14)  والذي ليس شبيه ٍ مباشر في الأناجيل الإزائية الأخرى (متى ومرقس) . غى ألآية (لو 18: 15) يرجع لوقا إلى تسلسل الأحداث بحسب الترتيب الزمني كما وردت فى إنجيل مرقس.
(2) "قَدَّمُوا إِلَيْهِ الأَطْفَالَ أَيْضًا لِيَلْمِسهمْ". كان فى العادة يصلّي الرابي عليھ الأطفال الذين لم يصلوا لسن تطبيق الشريعة (أقل من 12 سنة) ، لتباركون لأجل حياة سعيدة صحية ومزدھرة. وكان يُظن أنهم يخلصون لأنهم  كانوا جزءاً من شعب إسرائيل. إننا ننكابق مفهوم البركات الرابية للأطفال الصغار.وتشير تلك ألآية إلى : أ) يسوع يُعنى ويعتنى حقاً بالأطفال الصغار ب)  إن هذه ألاية لا تعنى الأطفال وحسب ولكنها تعنى إيمان الأطفال البسيط .. إيمان مثل إيمان الأطفال (مت 18: 3) ويجب على الراشدين أن يتحلوا بهذا الإيمان ويكتسبوه فى حياتهم ح) لقد اتى يسوع إلى جماعات المهملين والمنبوذين في المجتمع مثل الأطفال والنساء والأرامل والخطاة الرديئي السمعة
هذه ألاية تشبه ما ورد فى متى 18 مع مؤمنين جدد تتم مقارنة إيمانهم  مع الصغار الذين يؤمنون بيسوع (مت 18: 6)
(3) " الأَطْفَالَ". كلمة ألطفال فى اللغة اليونانية ( brephos) يمكن أن تعني:   أ) الطفل الذى حملت به أمه ولم يولد بعد (لو 1: 41 ، 44)
ب)  الطفل المولود حديثاً (لو 2 : 12 ـ 16) (أع 7: 19) .. ج) أطفال أكبر سناً (لو 18 15* (2 تيم 3/ 8- 15) أما فى متى ومرقس فهما يستخدمان الكلمة اليونانية " أطفال "  ،(paidia) والتي تشير أيضاً إلى الأطفال من أي عمر كانوا
كان يسوع يشبر من هذا التشبيه ھإلى أن الأطفال يجب أن يكونوا في عمر يسمح لهم بفهم وممارسة عمل الإيمان (إيمان مثل الأطفال بسيط). بالنسبة إلى اليهود ، كان سنّ المسؤولية هو 13 سنة للصبيان bat mitzvah  و 12 سنة للفتيات (bar mitzvah)
تفسير (لوقا 18: 16)  16 اما يسوع فدعاهم وقال دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وأما فادينا فنهى تلاميذة . عن أن يفعلوا ذلك ، ودعا الأطفال إليه قائلا ددعوا الأطفال ياتون الى ولا تمنعوهم ، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله ، إذ أن الأطفال ٠٠ فى وداعتهم وبراءتهم وطهارتهم - لم يتلوثوا بعد بشرور هذا العالم واثامه ، ولم يداخلهم بعد ما بداخل الناس مع تقدمهم فى السن من خبث ومكر ، وخيانة وغدر ، ورياء وإلتواء ، وزهو وكبرياء، وشهوات وأطماع ، وغلظة قلب ولؤم طباع . فهم لايزالون يتصفون بالصفات التى يتصف بها ملائكة السماء .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 121
وبما أن المسيح قال ٠٠" دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله "  ، فتعالوا، نعم تعالوا لنفحص بعناية أي نوع من الأشخاص يلزم أن يكون أولئك الذين يريدون الحياة الأبدية والذين هم مغرمون بملكوت السموات ، لأنه يوجد بكل تأكيد من يقول: أي شيء يوجد في الأطفال مما هو جدير بالإقتداء؟ هل هو |عجزهم عن الحزم والذكاء؟ كيف يكون أمرا مصدقا أن نؤكد أو نتخى شيئا من هذا القبيل؟ ومع ذلك فالمسيح لا يريدنا أن نكون بلا فهم بل يريدنا أن نعرف بصورة كاملة كل شيء نافع وضروري لخلاصنا . لأن الحكمة أيضا تعد أنها سوف تعطي البسطاء ذكاء وللشبان بدء المعرفة والفهم (أم ٤:١ س)ا ونحن نجدها أيضا في سفر الأمثال كمن ترفع صوتها عاليا وتقول :" لكم أيها الناس أنادى ، وأنطق بصوتى لبنى البشر ، ايها الحمقى تعلموا ذكاء ، ويا جهال ضعوا قلتا في داخلكم " (أم 8: 4و 5 س) إذن يترتب على ذلك أن الجاهل ليس له قلب ، كما ينقصه الذكاء ، وذلك ليس في الأشياء التي تستوجب اللوم بل في الأمور التي تستحق المديح . لكن المخلص يشرح لنا في موضع آخر كيف يمكن للإنسان أن يكون بسيطا وذكيا بآن واحد . وذلك بقوله ؛ : " كونوا حكماء كالحيات بسطاء كالحمام " (مت ٠ ١٦:١)،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  نحويا : هذه الآية تحوي على فعلي أمر:  أ)  "دَعُوا" - ماضي بسيط مبني للمعلوم (مت 5 : 40) .. ب) "لاَ تَمْنَعُوا" - مضارع مبني للمعلوم مع أداة نفي، ما يعني التوقف عن عمل آخذٍ في الحدوث.
ھذه الآية لا تعني أن الملكوت يخص الأطفال فقط أو أن كل الأطفال سيدخلون الملكوت ، بل أولئك الذين لديهم ذات وثقة وإيمان الأطفال بيسوع هم الذين يدخلون الملكوت (متى 19: 13- 15) (مر 10: 13- 31)
 تفسير (لوقا 18: 17) 17 الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم فلهؤلاء الأطفال بعد أن يتطهروا من لوثة الخطيئة الأصلية للجدية ولكل من احتفظوا بصفات هؤلاء الأطفال من الذين تقدموا فى السن ولم يتغيروا - ملكوت الله ٠ ولذلك أكد مخلصنا له المجد هذا المعنى قائلا الحق أقول لكم ان من لا يقبل ملكوت الله مثل طفل فلن يدخله،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 121
ويكتب أيضا بالمثل بولس المبارك:" أيها الأخوة لا تكونوا أولادا فى أذهانكم بل كونوا أولادا فى الشر وأما فى الأذهان فكونوا كاملين " (١كو ١٤:.٢).
ولكن من الضروري أن نفحص ما معنى أن نكون أطفالا في الشر، وكيف يصير الإنسان هكذا ، أما في ذهنه فيكون كاملأ٠ فالطفل بسبب أنه يعرف القليل جدا أو لا يعرف أي شيء مطلقا ، يعفى بعدل من تهمة الانحراف والشر . هكذا أيضا من واجبنا أن نسعى للتمثل بهم بنفس الطريقة ، بأن نطرح عنا تماما عادات الشر، لكي نعتبر كأناس لا يعرفون حتى الطريق المؤدي للخداع ، بل كمن لا يعرفون الخبث والاحتيال ، وهكذا. يعيشون بأسلوبإ بسيط وبريء ، ويمارسون اللطف والاتضاع الفائق الثمن ، كما يمشون بسهولة عن الغضب والحقد . ونحن نؤكد أن هذه الصفات هي التى توجد في أولئك الذين يزالون اطفالا .
لأنه بينما تكون صفاتنا هكذا في البساطة والبراءة ، فإنه ينبغي أن نكون كاملين في الذهن ، فيكون لنا ذهن مؤسس بثبات في المعرفة الواضحة للذي هو بالطبيعة وبالحق خالق الكون وهو الإله والرب ؛ ولا نعترف بأي إله آخر معه أيا كان جديدا أو ما يسمى هكذا كذبا، ونتحاشى ما يجلب علينا الهلاك بانخداعنا بالابتعاد عنه ، بتبنينا لعادات الوثنيين ، لذلك يلزم ان يكون ذهننا ثابتا بقوة وواثقا وغير متزعزع في تمسكه بالإله الحى الحقيقي ، ويلزمنا أيضا ان نهرب من الشراك الأخرى و نبتعد عن أحجار العثرة التي يضعها إبليس ، واعني بها اولئك الناس الذين يغسلون التعليم المستقيم عن الرب ويزيفون الحق ويرفعون قرنهم عاليا ويتكلون بالشر ضد الرب . إنهم يتقيأون أفكارا من داخل قلوبهم ، ويضلون نفوس البسطاء، ويحاربون ضد مجد ابن الرب الوحيد، ويقولون إنه ينبغي ان يحصى ضمن المخلوقات ، بينما هم جميعا قد جاءوا إلى الوجود بواسطته . هؤلاء يجلبون على رؤوسهم ينونة صارمة وحتمية ، ولا يخشون ان يقولوا نفس هذه الأشياء ايضا ضد الروح القدس، لذلك فأيما شخص يقول عنهم إنهم ابواب جهنم لا يجانبه الصواب. والحكيم بولس يؤكد لنا أيضا أننا ينبغي ان نعرض عن مثل هؤلاء الناس بعيدا قائلا : " إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن أناثيما " (غل ٩:١) لذلك فالكمال الرئيسي للذهن هو ان يترسخ في الايمان ، وأن يكون فهمنا غير فاسد ، والكمال الثاني الذي يجاور هذا الكمال الرئيسي ومماثل له بل ورفيقه الدائم هو المعرفة الواضحة لطريق السلوك الذي يرضي الرب والذي نتعلمه من الانجيل ، والذي هو كامل وبلا لوم ، فأولئك الذين يسيرون في هذا الطريق يعيشون حياة البساطة والبراءة كما انهم يعرفون أية آراء ينبغي ان يتمسكوا بها ، وأية افعال صائبة ينبغي عليهم ان يفعلوها هؤلاء يدخلون من الباب الضيق ، ولا يرفضون تلك الأتعاب التي تتطلبها التقوى نحو الرب ، ولا تلك الأتعاب الضرورية لأن يحيوا حياة مجيدة . وهكذا فإنهم يتقدمون كما يجب إلى اتساع الفيض الذي هو نحو الرب ويبتهجون بعطاياه ، ويربحون لأنفسهم ملكوت السموات ؛ بالمسيح الذي به ومعه الرب الآب يليق التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "اَلْحَقَّ".كلمة الحق فى اللغة اليونانية تعنى حرفياً ھ"آمين".
(2) "مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ للهِ".  أ) "مَنْ" بشارة الإنجيل للجميع ولكن يجب أن يُقبل ويُقتبل ويُؤمَن به.
3) "يَقْبَلُ" (يو 1: 12)  [واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله، اي المؤمنون باسمه. ] إن يسوع وضع شرطا هو قبول الإيمان يكون فى بساطة قبول الأطفال ليسوع المسيح وفرحهم به ومجازاة قبولهم ليسوع هو أن يصبحوا أولادا لله ..
4) "مَلَكُوتَ للهِ"- هى طريقة للإشارة إلى إنجيل يسوع. فقد ورد فى  يو 1 : 2) كلمة "قبلوه" (أي قبلوا يسوع). إن دخول المرء إلى ملكوت لله يعتمد تماماً وكلياً على قبول يسوع فاديا مخلصا عن  إيمان/ثقة/قناعة مبشرا بإنجيل يسوع ، والذي هو يسوع نفسه. ثقة الأطفال البسيطة التى تصدق كل شئ والتى لا تشك هى سمة الإيمان الحقيقي. .. د) كيفية الدخول إلى الملكوت (لو 13: 24& 18: 24) ( مت 18: 3) (مر 10: 15) (أع 14: 22)
وردت كلمة يقبل فى إنجيل لوقا كلمة باللغة اليونانية (δέχομαι) (لو 18 : 17) بينما وردت فى إنجيل يوحنا  (يو 1: 12) كلمة  يقبل باللغة اليوةنانية λαμβάνω)  )، وكلتاهما بمعنى "يقبل".
5) "فَلَنْ يَدْخُلَهُ". نحويا :نفي مضاعف قوي، الذي يعني: "لا، أبداً، ولا في أي ظرف كان". " ببساطة، إيماننا بيسوع يجب أن  يشبه إيمان الأطفال ھوفرحهم به عندما قابلوه  وكما أن ألطفال يتكلون على والديهم فى كل شئ كذلك على المؤمنين أن يتكّلوا كلياً على شخص لله وتدبير يسوع، وليس بالإعتماد على استحقاقاتھم الذاتية أو إنجازاتھهم وقدرتهم  الشخصية  كوسيلة لأن قبول الرب لأعمالنا هو منحة وليس حق لنا نحاسب الله على عملنا فيدخلنا الملكوت إجبارا ، لنكن كل أعمالنا لمراضاة الرب عن حب له ورحمة لمن حولنا لأننا صورة محبته للعالم ولنكون مقبولين أمام لله في ملكوت السماوات (رو 3:  21- 31) إنه أمر صعب جداً على ذوي البر الذاتي من الناموسيين ومن الناس المتدينين في كل العصور والثقافات.

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 18

4. ماذا أعمل لأرث الحياه الآبدية: التحرر من عبودية المال (لوقا 18 : 18-30)
تفسير (لوقا 18: 18) 18 وساله رئيس قائلا ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد حدث أن أحد الرؤساء ذوى المكانة الرفيعة بين اليهود سأل مخلصنا قائلا: أيها المعلم الصالح ماذا أعمل كى أرث الحياة الأبدية؟" ويبدوا من الأسلوب الذى تكلم به هنا الرئيس أنه كان مخلصا فى سؤاله . ولم يكن خبيثآ ماكرا ييغى الإيقاع بمعلمن أو إصطياد تهمة يوجهها إليه كما كان بفعل أعداء مخلصنا ومناوئوه ، كما يبدو أنه كان يحترم معلمنا إحترامآ حقيقيا لا ظاهريا ، ويثق فيه ثقة صادقة لامنافقة ، إذ دعاه بالمعلم الصالح . وقد كان لقب "المعلم" أرفع الألقاب فى المجتمع اليهودى وأكثرها دلالة على االتكريم والتعظيم . ثم إنه نعته بأنه "الصالح" ، إيمانا خالصا منه بصلاحه له للمجد فضلا عن أن السؤال الذى وجهه إليه كان يتضمن إيمانه بالحياة الأبدية فى السماء ، التى لم يكن يؤمن بها بعض معلى اليهود وعلمائهم أنفسهم ، ولاسيما الصدوقيون الذين كان منهم كهنة ورؤساء كهنة ومن ثم وجد فادينا فيه إنسانآ صادقآ فى رغبته ان يتعلم ، مخلصنا فى نيته أن يفهم ويتقدم فى الايمان . ولذلك أراد ان يأخذ بيده ليتعلم ويفهم حقيقة شخصية ذلك الذى جاء ليتعلم منه ويفهم على يديه .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 122
الذين يؤمنون أن الكلمة الذي أشرق من جوهر الرب الآب نفسه هو الرب بالطبيعة وبالحق ؛ فإنهم يقتربون إليه كما إلى إله كلئ المعرفة ، وهو كما يقول المرنم : " فاحص القلبوب والكلى" (مز ٧ :٩) ويرى كل ما يجري في داخلنا لأن كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه (عب ٤ :١٣) بحسب تعبير بولس الطوباوي. ولكننا لا نجد جموع اليهود يميلون إلى هذا لأنهم مع رؤسائهم ومعلميهم كانوا في ضلال ، ولم يروا بعيون أذهانهم مجد المسيح بل نظروا إليه بالحري كواحد مثلنا أقصد كمجرد إنسان وليس بالحري الرب الذي قد صار إنسانا ، لذلك فإنهم تقدموا إليه ليجربوه وينصبوا له فخاخ مكرهم وهذا يمكنكم أن تتعلموه مما قد قرئ الآن . لأنه يقول:" وساله رئيس قائلا ايها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية. فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.
والآن فذلك الذي يدعى هنا رئيس والذي تخيل في نفسه إنه عالم بالناموس ، والذي افترض أنه قد تعنه بدقة ، تخيل أنه يستطيع أن يتهم المسيح باحتقار الوصية التى نطق بها موسى الحكيم جدا ، وبأنه يدخل شرائع أخرى من عنده لأن هدف اليهود كان أن يثبتوا أن المسيح عارض وقاوم الوصايا السابقة بقصد أن يؤسس - كما قلت - وصايا جديدة بسلطانه الخاص تتعارض مع تلك الوصايا الموجودة سابقا، حتى يكون لمعاملتهم الشريرة نحوه حجة خادعة. لذلك تقدم (الرئيس) وتظاهر بالتكلم بلطف لأنه دعاه معلما ونعته بالصالح ، فأفصح عن رغبته في أن يكون تلميذا ، إذ يقول: " ماذا اعمل لارث الحياة الابدية"
٠لاحظوا كيف أنه خلط التملق مع الغش والخداع كمن يخلط المر مع العسل ، لأنه ظن أنه بهذه الطريقة يمكنه أن يخدعه . وعن مثل هؤلاء الناس قال واحد من الأنبياء القديسين : "  سانهم رمح نافذ ، كلمات أفواههم غاشة ، يكلم صاحبه بسلام ، لكن توجد عداوة في نفسه" (إر ٨:٩ س). وعلى هذا النحو أيضا يتكلم عنهم المرنم الحكيم ويقول : " فمهم مملوء لعنة ومرارة" (مز 10: 7 س) وأيضا : " " كلماتهم ألين من الزببت وهي سيوف مسلولة" (مز 55: 21)  لذلك تملق الرئيس يسوع وحاول أن يخدعه فتظاهر أنه يتخذ موقفا متعاطفا معه ، ولكن بماذا أجاب العالم بكل شيء وهو كما هو مكتوب : " الآخذ الحكماء بمكرهم "  (أى 5: 13) لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "رَئِيسٌ".   كلمة رئيس (أرخن)  archon  تطلق على شحص ذو مكانة إجتماعية بين الشعب أو ذو مكانة دينية رئيس فى إحدى الطوائف مثل رئيس مجموعة من الفريسيين أو رئيس مجمع محلى أو رئيس من رؤساء مجمع السنهدرين أو رئيس فى وظيفة مثل قائد عظيم أو قاضى أو رئيس من رؤساء الكهنة ... ألخ نيقوديموس كان فريسى وكان رئيس لليهود (يو 3: 1)  [ كان انسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. ] راجع معنى كلمة رئيس (أرخن) قاموس المصطلحات الكنسية | معاني المصطلحات
(2) "أيها الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟".هذا هو نفس السؤال الذي سأله  " الكاتب/الناسخ  ليسوع فى (لو 10: 25) ومن الملاحظ أن هذا الشخص مع كونه رئيس وذو علم إلا أنه يسأل عن عمل يعمله ليرث الحياة ألبدية كأن الحياة مع الرب هى عبارة عن خذ وهات أو أسلمك تسلمنى أو أعطيك عملا تعطينة حياة أبدية إن مضمونا المسيحية هى محبة الرب الإله أحب الرب الإله من قلبك وقدرتك (متى 22: 35- 38) "وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَامُوسِيٌّ، لِيُجَرِّبَهُ قِائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى.".. الحياة الأبدية هى عشرة مع الرب وحياة دائمة ومن المعروف أن معنى الحياة الأبدية هى الدخول إلى ملكوت الرب ونعيش معه حياة ابدية أى أن الحياة الأبدية كناية عن الملكوت ولنتذكر دائما أن المسيحية ليست دينا نعيش بشريعته ولكنها حياة نعيشها مع يسوع فى الأرض وفى السماء فى حياتنا القصية على الأرض وفى حياتنا الأبدية فى الملكوت
كان هذا الرئيس صادقًا في سؤاله للمسيح لذلك أحبه يسوع (مر10:21).وقيل عنه أنه ركض وجثا إذًا هو مهتم ويحترم يسوع.
تفسير (لوقا 18: 19) 19 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 وإذ سمعه مخلصحا يدعوه بالمعلم الصالح ، سأله سؤالا أراد به أن يستدرجه إلى ذلك ، قائلا له لماذا تدعونى الصالح؟ فإنه ليس صالحآ إلا واحد هو الله. أى مادام الرب وحده هو الصالح ، ومادام هذاالرجل قد نعته هو بالصالح ، فهو إذن ذلك الواحد الذى هو وحده الصالح وهو الله ذاته . فلم يكن سؤال مخلصنا إذن سؤالا استنكاريا ، ولا تعجبيآ ، ولم يكن سؤالا يسيطا أى استطلاعيا ، وإنما كان سؤالا توليديا أى ان المقصرد منه إثارة الشاب الغنى على التغير فى مدلول الكلمات التى نطق بها هو نفسه ، ومنها استطاع الرب يسرع أن يولد فى ذهن الشاب الرئيس المعرفة الحقيقية بشخص المسيح المبارك ، وأنه المتصف وحده بما لايتصف به غير الله وحده ، لأنه لبس صالحا إلاواحد وهو الله ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 122
ها أنت ترى كيف برهن المسيح أن ذلك الرجل ليس حكيمأ ولا متعلنا رغم أنه رئيس مجمع اليهود وكأنه يقول له: إن كنت لا تؤمن أنني أنا الله ورداء الجسد قد جعلك تضل ، فلماذا تدعوني بأوصاف تليق فقط بالطبيعة الفائقة (الإلهية) وحدها ، بينما أنت لا تزال تفترض أنني مجرد إنسان مثلك ولست فائقا على حدود الطبيعة البشرية؟اا فإن صفة الصلاح بالطبيعة توجد في الطبيعة التي تفوق الكل، أي في الله فقط وهو (الصلاح) الذي لا يتغير ؛ أما الملائكة ونحن الأرضيون فنكون صالحين بمشابهتنا له أو بالحري باشتراكنا فيه. فهو الكائن الذي يكون ، وهذا هو اسمه (أذظر خر ١٤:٣ وه١) وذكره الدائم إلى كل الدهور؛ اما نحن فإننا نوجد ونأتي إلى الوجود بأن نصير مشتركين في من٠هو كائن حقا، لذلك هو صالح حقا أو هو الصلاح المطلق، أما الملائكة والبشر - كما قلت - هم صالحون فقط بصيرورتهم مشتركين في الإله الصالح لذلك فلنضع الصلاح على أنه الصفة الخاصة بالله وحده الذي فوق الكل. وهو متصل جوهريا بطبيعته وهو صفته الخاصة. وكأنه يقول له: فإن كنت لا ابدو لك انني الرب حقا، فأنت قد نسبت الى عن جهل وحماقة الخصائص والفضائل التي للطبيعة الإلهية ، في نفس الوقت الذي تتخيل إنني مجرد إنسان اي من لم يلبس الصلاح ابدا، ولا صفة الطبيعة غير المتغيرة ، بل يحصل على الصلاح فقط بموافقة الإرادة الإلهية : " إذن فهذا هو مغزى ما قاله المسيح.
لكن ربما لا يوافق على صحة هذا الشرح أولئك الذين فسدت أذهانهم بمشاركتهم لشر آريوس ، لأنهم يجعلون الابن اقل من الله الآب في السمو والمجد ، أو بالأحرى هم يجادلون بأنه ليس هو الابن ، لأنهم لفظوه عن ان يكون إلها بالحق وبالطبيعة ، بل واستبعدوه عن أن يكون قد ولد حقا ، لئلا يؤمن الناس انه مساوي حقا في الجوهر لمن ولده ، لأنهم يؤكدون - كما لو أنهم حصلوا على مبرر لتجديفهم - من الفقرة الموجودة أمامنا الآن فيقولون: ها هو قد أنكر بوضوح وبصريح العبارة أنه صالح، وأفرز الصلاح جانبا على انه خاص بالله الآب فقط ، ولكن مادام (الابن) هو بالحق مساو للاب في الجوهر وقد خرج منه بالطبيعة ، فكيف لا يكون هو أيضآ صالحا إذ هو الله؟ إذا فلتكن هذه هي إجابتنا على الذين يقاوموننا ، حيث ان كل تفكير صحيح ودقيق إنما يعترف ان الابن له نفس جوهر أبيه ، فكيف لا يكون صالحا وهو إله؟ إذ لا يمكن إلآ أن يكون إلها مادام له نفس الجوهر مع من هو بالطبيعة الله. لأنهم بالتأكيد، مهما كانت الجسارة التي سقطوا فيها شديدة فلن يقدروا أن يثبتوا أنه من اب صالح خرج ابن غير صالح. وعندنا على هذا شهادة المخلص نفسه الذي قال: " لا تقدر شجرة جيدة   أن تصنع ثمارا ردية " (مت ١٨:٧). فكيف يخرج نبت رديء من جذر صالح ، او كيف يمكن ان يتدفق نهر مر من نبع عنب؟ هل كان هناك أبنا وقت ما لم يكن فيه الآب موجودا بينما نحن نعرف إنه هو الآب الأزلي؟ وهو آب لأنه قد ولد، ولهذا السبب فهو يحمل هذا الاسم (آب)، وهو لم يحمل هذا الاسم مثل من يستعير هذا اللقب يشبهه بشخص آخر، لأن منه تسمى كل أبوة في السماء وعلى الأرض (انظر أف 3:15). لذلك فنحن نخلص إلى أن ثمرة الإله الصالح هي الابن الصالح.
وبطريقة أخرى، كما يقول بولس الحكيم جدا: " هو صورة الله غير المنظور " (كو 1: 15) وهو الصورة لأنه يظهر في طبيعته الخاصة جمال ذاك الذي ولده ، فكيف يمكننا إذن أن نرى في الابن - ان كان غير صالح - الآب الذي هو صالح بالطبيعة وبالحق؟ إن الابن هو بهاء مجد الآب ومثل شخصه (لنظر عب١ :٣)، ولكن لو لم يكن صالحا، كما يقول الهراطقة العديمو الفهم ، بينما الآب هو صالح بالطبيعة فسيكون البهاء مختلفا في طبيعته ، ولن يملك جلال ذلك الذي جعله يضيء. كذلك الشبه أيضا سوف يكون مزيفا او بالأحرى لا يوجد شبه على الإطلاق ، لأنه لن يمثل من هو على شبهه ويترتب على هذا ان ما ليس هو صالحا يكون مضادا لما هو صالح.
يمكنني أن أقول الكثير ضد (الهراطقة) في هذه النقطة ، ولكن لكي لا يمتد حديثا بطريقة غير معقولة ، ولا يكون عبئا على أحد، فلن نقول المزيد في الوقت الحاضر ونمسك كما بلجام حميتنا في هذا الموضوع ، لكن في لقائنا القادم سوف نكد شرحنا لمعنى هذه الفقرة من الأنجيل ان شاء المسيح ان يجمعنا هنا سويا مرة اخرى ، هذا الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى ابد الآبدين. آمبن.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
أراكم وقد اجتمعتم هنا باجتهاد وغيره عظيمين ، وكما أظن فإنكم قد جئتم لتطلبوا لكي تاخنوا ما هو لكم . وأنا من جهتي اعترف قي وعت في اجتماعنا الأخير ان استكمل ما كان ناقصا في حديثي ؛ وأنا قد أتيت لأوفي ما علي كما لأولادي ، متوسلا إلى المسيح مخلصنا جميعا ان يمنح نوره الإلهي لذهني ويعطي نطقا للساني لكي ما إنتنفع أنا وأنتم معا . لأن بولس كتب يقول: " يجب ان الحراث الذي يتعب يأكل هو أولا من الأثمار " 2تى 2: 6) لذلك دعوني اولأ ان اذكركم بكل ما سبق ان تاملنا فيه ، وبعد ذلك نتقدم لنكمل ما بقى. فقد قال الإنجيلي الطوباوي : " وسأله رئيس قائلا ايها المعلم الصالح ماذا أعمل  لأرث الحياة الأبدية فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله." وهكذا إلى ما بقى من الدرس . لقد سبق لنا ان شرحنا معنى هذه الفقرة في الإنجيل ، وقيل لكم ما فيه الكفاية حول نلك النقطة ، لأننا أوضحنا ان الابن صالح بالطبيعة وبالحق مثل ذاك الذي ولده ؛ وأن الجواب : " لماذا تدعوني صالحا؟ ليس احد صالحا إلا واحد هو الله" ، قيل بشكل نسبى للسائل . لذلك هيا بنا لنفحص الآيات التي تلى ذلك من الإنجيل.
إذن ، ماذا يقول رئيس مجمع اليهود؟ " ماذا أعمل ارث الحياة الأبدية؟ " إنه لا يسأل بقصد أن يتعلم ، وإلآ لكان سؤاله جديرا بكل ثناء ، ولكن قصده هو أن يبرهن ان المسيح لم يسمح لهم أن يحتفظوا بوصايا موسى ، بل بالأحرى قاد تلاميذه واباعه إلى قوانين جديدة اشترعها من نفسه ، لأن رؤساء اليهود بهذا الإدعاء علموا الشعب الذي تحت سلطانهم قائلين عن المسيح مخلصنا كلنا : به شيطان وهو يهذى ، لماذا تستمعون له؟ " (يو 10: 20) ، لأنهم قالوا إن به شيطان وهو يهذي ، بافتراض انه أقام شرائعه الخاصة ضد تلك التي أعطيت لهم من فوق من الله (بواسطة موسى). وبالحري ينبغي ان نؤكد انهم هم الذين كان بهم شيطان وكانوا يهذون بشدة ، لأنهم يقاومون رب الناموس ، الذى جاء لا لكي ينقض الوصية التي اعطيت في القديم ، بواسطة خدمة موسى ، بل لكي يتممها ، بحسب كلماته هو نفسه (مت 5: 37) لأنه حول الظل إلى حقيقة. 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟". يحاول كثيرون مثل شهود يهوه والمسلمين أن يستخدموا هذه الآية ويفصلوها من سياق القصة  كدليل نصي على أن
يسوع لم يعتبر نفسه إلهاً .. ولكن االقصة بدأت عندما أطلق الرجل على يسوع لقب المعلم الصالح قائلا له : "أيها المعلم الصالح " فسأله يسوع "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟". وكلمة   "لِمَاذَا " :  : كَلِمَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ لاَمِ التَّعْلِيلِ وَ "مَا " :الاِسْتِفْهَامِيَّةِ وَ "ذَا":- الْإِشَارِيَّةِ ." أى ما هو السبب ؟"  وكان يجب على الرجل أن يجيب بسرد الأسباب التى دعته إطلاق لقب "الصالح" المعرفة بالألف واللام  على يسوع  إن أحد رؤساء الفريسيين يطلقون لقب " المعلم الصالح عليه عليه يعتبر حدثا هاما فى صالح كرازة يسوع أمام الشعب وكأن يسوع يقول للجموع أشهدوا أحد رؤساء الفريسيين الذين دائما يقاوموننى يقول أننى معلم صالح .. فلماذا ؟  إنه يجب على قراء الإنجيل أن يفهموا معتقدات الفريسيين وأفكارهم  فى تطبيق  الشريعة فى عصر يسوع  ما هى  أسباب هذا الرئيس  التى دعته إطلاق لقب الصالح عليه وتتويجه به    أهو الفكر الفريسى الذى يعدد الأعمال الصالحة التى فعلها يسوع ففاز يسوع بهذا اللقب فى فكره أم أنه توجه بهذا اللقب نتيجة  إعجاب بكل ما سمعه عن أفعال يسوع ومعجزاته  ام تعدى ذلك وأصبح يسوع هو ألإله فى فكره  طبقا لقول يسوع ذاته " ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" (مت19: 16، 17) ونتسائل أى ما هو مقياس الصلاح عند هذا الرجل وأى صلاح يقصد ؟ أهو صلاح بالنسبة لأعماله لأن عبيدا  فازوا بلقب الصالح نتيجة لأعمالهم لأنهم صنعوا مشيئة الله وحفظوا وصاياه "نعمّا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك" (مت25: 21)  أما  بالنسبة ليسوع وصلاحه لإلوهيته أنه صالح فى ألوهيته لأنه أكمل مشيئة الآب فى الفداء ..كما أنه اطلق على نفسه لقب "صالح" فقال  : " "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11) وصالح أيضا فى اعماله  لأنه قال الأعمال التى اعملها تشهد لى (يو 10: 25)  أى أنه فى كلا الحالتين صالح لأعماله وصالح فى ألوهيته  إن يسوع يسوع الصالح هو مشرع شريعة الكمال ومن هو كامل فهو بلا شك صالح لكماله  ولهذا نقول لهؤلاء الذين يهرطقون أن يسوع هو الصالح الذى لم يكن فى فمة غش وقال "من منكم يبكتني على خطية؟!" (يو8: 46).
(2) هذه ألاية تشبه ما ورد في (متى 19: 16) "أيها الْمُعَلِّمُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟
تفسير (لوقا 18: 20) 20 انت تعرف الوصايا.لا تزن.لا تقتل.لا تسرق.لا تشهد بالزور.اكرم اباك وامك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ثم بعد هذا الإيحاء والتوجيه غير للمباشر ، بدا مخلصحا يجيبه عن سؤاله إجابة مباشرة إن تكن بسؤال أيضا ، قائلا له اتعرف أنت الوصايا : لا تزن . لا تقتل . لا تسرق لا تشهد بالزور. اكرم اباك وأمك؟ وقد كانت تلك من الوصايا العشر التى هى أساس شريعة العهد القديم التى لو فهمها الإنسان على وجهها الصحيح وعمل بها فى روحها وحقيقلها وجوهرها. لا فى مجرد لفظها وشكلها ومظهرها، لكانت كفيلة بأن تجعله مستعدا لأن يسير فى الطريق الذى يؤدى به لأن يرث الحياة الأبدية .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
توقع رئيس المجمع ان يسمع المسيح كأنه يقول: " كف ، ايها الإنسان عن كتابات موسى ، تخلى عن الظل ، إنها كانت مجرد مثالات وليس أكثر ، اقترب بالأحرى من وصاياي التي في الإنجيل " لكنه لأنه لم يجبه هكذا ، لأنه ميز بمعرفته الإلهية هدف ذلك الذي يجربه ، ولكن لأنه ليس عنده وصايا أخرى سوى التي أعطيت بواسطة موسى ، فإنه وجه الرجل اليها قائلا له: " أنت تعرف الوصايا " ولئلا يقول الرئيس إن المسيح حوله الى وصاياه الخاصة ، عدد له تلك الوصايا التي في الناموس وقال له: " لا تقتل، لا تزن، لا تشهد بالزور.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  الوصايا العشر وردت في لائحة في (خر 20 ) وتعتبر أهم جزء فى سفر الخروج كما وردت فى (تث 5) إنها تنقسم بشكل أساسي إلى قسمين
 أ) ان اربعة وصايا منها تخص الله
. 1. لا يكن لك الهة اخرى . 2. لا تصنع لك تمثالا . 3. لا تسجد لهن . 4. لا تنطق باسم الرب الهك .
 ب) ان ستة وصايا منها تخص الانسان وهى :
 1. احفظ يوم السبت . 2. اكرم اباك وامك . 3. لا تقتل . 4. تزن . 5. لا تسرق . 6. لا تشته .
هذه الوصايا لها وجهين : أولا: نظرة الإنسان للعلاقة مع لله وثانيا : نظرة الإنسان إلى العلاقة مع العهد ومع الإخوة والأخوات
وكان يسوع قد لخصها في: (مرقس 12: 31,30) (وتُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُلّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلّ فِكرِكَ، ومِنْ كُلّ قُدرَتِكَ. هذِهِ هي الوَصيَّةُ الأولَى. وثانيَةٌ مِثلُها هي: تُحِبُّ قريبَكَ كنَفسِكَ. ليس وصيَّةٌ أُخرَى أعظَمَ مِنْ هاتَينِ) .
هذه اللائحة من الوصايا مختلفة عن الترتيب الوارد في النص الماسوري لكلا النصين في خر 20 وتث 5 إذ تتعلق بالعلاقة الصحيحة بين شعب العهد .
تفسير (لوقا 18: 21) 21 فقال هذه كلها حفظتها منذ حداثتي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وقد أجاب الرجل قائلا كل هذا قد حفظته منذ حداثتى اى أنه كان شأن الرجل المتدين قد حفظ هذه الوصايا كلها وحافظ عليها بالمعنى الذى تلقنه من رجال الدين اليهودى . بيد أن رجال الدين هؤلاء قد لقنوه إياها كما فهموها هم فهما لفظيا سطحيا ظاهريا ، لافهما روحيا عميقآ جوهريآ . ٠لم يكن حفظه لها ومحافظته عليها على هذا الوجه كافيا لان يبلغ به نيل الحياة الابدية التى كان يشتهيها ويتطلع إليها.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
وما هو الجواب الذي أجاب به هذا المخادع الماكر ومدبر المكائد ، أو بالأحرى هذا الشخص الجاهل جقا والأحمق؟ -لأنه ظن انه حتى ولو كان الذي يسأله هو الرب ، فإنه يمكنه مع ذلك ان يتملقة بسهولة ليجيب بحسب رغبته ، لكن كما يقول الكتاب المقدس: " الإنسان المخادع لا يربح " (أنظر أم 12: 27 س)  ورغم انه صوب سهمه بعيدا عن هدفه وفقد فريسته ، لكنه تجاسر على أن ينصب له فخا آخر ، لأنه قال : هذه كلها حفظتها منذ حداثتى " . لذلك فهو يستحق ان يسمع منا هذا الجواب: "أيها الفريسى الأحمق " : " أنت تشهد لنفسك ، شهادتك ليست حقا" (يو ٨ :1٣) ولكن لنترك الآن هذا الجدل ، ولنر بأية طريقة صد المسيح عدوه اللدود والخبيث . فبينما كان يمكنه ان يقول : " طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات، طوبى للودعاء، طوبى لأنقياء القلب" (مت 5: 3- 8) فإنه لم يقل له شيئا من هذا القبيل ،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) « هذِهِ كُلها حَفِظْتها مُنْذُ حَدَاثَتِي »: بهذه العبارة التى قالها هذا الرجل يتضح أنه أحس فى نفسه أنه لم يصل لعمق العلاقة مع الرب .. وكلمة "حَدَاثَتِي " تعنى من حداثة سنة أى منذ نعومة أظفاره أى منذ صغره .. هذا الرجل لم يكذب إنه حقا حفظ الوصايا العشر يأمانه ولكن كان ينقصه شيئا ألا وهو روح الناموس أى كماله لقد حفظ الوصايا  تماما كما حفظها يسوع وكذلك بولس الرسول ونتأكد من هذا بقول يسوع للرجل : " أنت تعرف الوصايا" قبل سن 13 سنة  يحفظ جميع اليهود الوصايا طبقا للتقاليد اليهودية بار ميتزيفاه ( bar mitzvah) وهو السن الذى يبدأ فيه الرجل بتنفيذ الشريعة والعمل بها واشار بولس إلى هذه الحقيقة متشابها مع هذا الرجل فقال  في (فيل 3 : 6)  " من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم. " أى أن بولس حفظ ليس فقط الوصايا العشر وإنما الشريعة كلها 
تفسير (لوقا 18: 22) 22 فلما سمع يسوع ذلك قال له يعوزك ايضا شيء.بع كل مالك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ومن ثم فإن مخلصحنا لما سمع منه ذلك قال له : يعوزك مع ذلك شى ء آخر . بع كل ما لك ووزعه على الفقراء ، فتقتنى لك كنزا فى السماء وتعال اتبعنى . أى أنه لا يكفيه أنه عرف وصايا الشريعة وعمل بها على الوجه الذى فهمه به ، والذى ادى به لأن يتمسك بالأرضيات غافلا عن السمائيات، متشبثا بالحياة الأرضبة الفانية . مضحيآ فى سبيلها بالحياة السمائية الأبدية فإن كان يشتهى حقآ أن يردد تلك الحياة الأبدية ويتطلع إليها ، فليبرهن على ذلك ان يتخلى عن كل ما يملك من متاع الدنيا متصدقأ به على الفقراء، فيقتنى له بذلك بدلا من ذلك الكنز الأرضى الزائل . كنزآ خالدا فى السماء. وليتبع مخلصحنا فى كل تعاليمه ووصاياه التى تدعو كلها إلى السمائيات لا إلى الأرضيات ، وإلى التفرغ تفرغا كاملا للإهتمامات السمائية لا إلى الإهتمامات الأرضية ، لأنه لا يمكن للإنسان أن يسير فى وقت واحد فى إتجاهين متناقضين ، ولا ان يعبد فى وقت واحد سيدين متضادين، احدهما ارضى هو المال ، والاخر سماوى هو الرب فإن كان يريد عبادة المال فقد نبذ بنلك عبادة الله وإن كان يريد عبادة الله فلينبذ عبادة المال .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
لكن لأن الفريسى كان محبا للمال وكان غنيا جدا، فقد انتقل المسيح في الحال بما سوف يحزنه وقال له: " بع كل ما لك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" كان هذا (الكلام) مصدر عذاب وألم لقلب ذلك الإنسان الجشع الذي كان يباهى بنفسه بسبب حفظه للناموس ، وهذا برهن على أنه هش وضعيف أيضا وهول عموهأ غير مستعد لتقبل رسالة الانجيل الجديدة . ونحن أيضا نتعلم كم هو حق ما قاله المسيح:" لا يجعلون خمرا جديدة فى زقاق عتيقة لئلا تنشق الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف ، بل يجعلون خمزا جديدة في زقاق جديدة (مت ١٧:٩) ، لأن رئيس المجمع برهن أنه ليس سوى زق عتيق لا يمكنه أن يحفظ الخمر الجديد ، بل ينشق ويصير عديم الفائدة ، ذلك لأنه حزن مع أنه نال درسا كان يمكن أن يجعله يربح الحياة الأبدية.
أما أولئك الذين قبلوا في داخلهم ، بالإيمان ، ذلك الذي يجعل كل الأشياء جديدة ، أي المسيح ، فإنهم لا ينشقون إلى نصفيين بنوالهم الخمر الجديدة منه. لأنهم حينما اقتبلوا منه رسالة الانجيل التي تبهج قلب الانسان ، ارتفعوا فوق الغنى ومحبة المال ، وتوطد ذهنهم في الشجاعة ، ولم يقيموا وزئا للأشياء الوقتية بل بالأحرى عطشوا إلى الأمور الأبدية ، وأكرموا الفقر الاختياري، وكانوا مجتهدين في محبتهم للإخوة٠ لأنه كما هو مكذوب في. أعمال الرسل القديسين : " لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول او بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل ، فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج" ( أع4: 34- 35) ٠
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يُعْوِزُكَ أَيْضًا شَيْءٌ: بعْ كُلَّ مَا لَكَ". نحويا :  أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. قبل أن يتكلم هذا الرجل كان يسوع يعرف ماذا فى فكره وماذا كان يحس ولماذا هو بعيد عن الرب فقال له أنت تعرف الوصايا فرد الرجل حفظتها منذ حداثتى ثم فاجأه يسوع بمكمن المشكلة وأساسها أى كما نقول مربط الفرس .. الغنى هو المربط الذى إرتبط به هذا الرجل مع العالم ففقد إحساسه بروح الرب  وقد ورد فى (مرقس 10: 21)  21 فنظر اليه يسوع واحبه وقال له: «يعوزك شيء واحد. اذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب».  كان صادقا مع نفسه كان يحب الرب فنفذ الوصايا ولكنه كان يحب المال أيضا ولا يقدر أحد أن يحب الأثنين معا لقد احب يسوع هذا الرجل إن بعض المخطوطات القديمة المكتوبة (أي المخطوطة W و A ) تخبرنا أن يسوع كان لديه اھتمام كبير ومحبة كبيرة لهذا الرجل ،  ولكن هناك مقياس لدخول ملكوت السموات ويجب أن يجتازه الشخص ليستحقه فالمال اصل لكل الشرور فكيف يدخل هذا الغنى ملكوت السموات بغناه حاملا شروره رجع قصة زكا (لو 19: 1- 10) بع كل شئ أو أترك كل شئ   .. فالرسل والتلاميذ تركوا كل شئ (لو 18: 28) فقال بطرس: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». وهذا ما قاله يسوع بصراحة (لو 12: 33- 34) "بيعوا ما لكم واعطوا صدقة. اعملوا لكم اكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس 34 لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا. "
يسوع كان يعرف أن قلب هذا الرجل كان غير متجّه كلياً نحو الرب. (مت 6: 24) 24 «لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال.  لهذا فى الليتورجية القبطية (القداس الإلهى ) يقول الكاهن بصوت عال : " أين هى قلوبكم " ويرد الشعب : " هى عند الرب "  إن ما قاله يسوع لهذا الرجل يعنى دعوة ليكون  تلميذاً مثل الاثني عشر (انظر مت 19 : 21 ) (مر 10: 21)  هذا الرجل كان يمكن أن يكون قائدا مسيحيا بارزا فقد سمع الأنبا انطونيوس ما قاله يسوع له بعده بعدة قرون فنفذ ما قاله يسوع  واصبح علامة فارقة من تاريخ المسيحية  ومنارة تجذب الألاف حتى الآن  هذا الرجل جذبه الغنى بعيدا لقد كان عنده الفرصة ليدخل إلى الفرح ولكن غناه كان حائلا بينه وبين الرب لقد كان مثل الذين تحججوا بالأرض وآخر انه متزوج حديثا .. ألخ  استخدم يسوع هذه العبارة نفسها  ("تعال اتبعني") ليدعو آخرين : أ) لاوي (متى) (مر 2: 14) (لو 5: 27) (مت 9: 9) .. ب) بطرس وأندراوس،
(مت 4: 19) .. ج) فيلبس (يو 1: 43) دعوة التلمذة هى للجميع وليست للأثنى عشر فقط ولكن قليلين هم الذين ينالونها (مت 8: 22 ، 16 & 16: 24) (لو 9: 23 ، 59) (يو 10 27 & 12: 26 & 21: 22) نلاحظ أسلوب يسووع الجاذب مع من يحفظون الوصايا أن تعاملنا مع إنجيل يسوع هو : أ) ترحيب بيسوع المسيح  ب) إيمان بالحق حول يسوع بكل أعماله ووصاياه وأقواله وتعاليمه فى  (الإنجيل، االعهد الجديد) ج)  أن نحيا تشبه حياة يسوع  (التشبه بالمسيح)
(2) " وَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ". نحويا: أمر ماضي بسيط مبني للمعلوم. يسوع يهتم بالجميع خاصة بالفقراء. كان يسوع يهتم برعاية الفقراء ماديا وجسديا وأعطى فرصة لهذا الغنى بأن ينموا روحيا بالإهتمام بالفقراء (مت 6: 24) لقد كان اليهود فى عصر يسوع وحتى اليوم يرون أن الغنى هبه من الرب للحياة البارة (تث 27 - 29) يستخدم بولس هذا المثل التوضيحي نفسه في 1 كور 13 : 3)
(3) كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ". هذا يذكرنا بــ ـمت 6 : 19- 21)  يعتقد أن هذا الرجل كان يكنز كنزا فى الأرض لهذا اشار له يسوع بكلمة  "كنز"
(4) تَعَالَ اتْبَعْنِي". نحويا : "تَعَالَ" ظرف مستخدمٌ بمعنى فعل الأمر (مت 19 : 21) (مر 10: 21)
"اتبعني" أمرٌ حاضر مبني للمعلوم يؤكد على اتّباع مستمر (ليسوع). لاحظوا كيف أن يسوع حول مسار الحديث مع هذا الرجل من موضوع "عمل الصلاح" إلى "إتباعه" (إتباع يسوع ). فيسوع، وليس الإنجاز البشري، هو الطريق للحياة الأبدية.
إن التأكيد في العهد الجديد ليس على القرار الأولي بالإيمان أن "آمن فقط"  هى الخطوة الأولى فى السير فى طريق يسوع أنه مرحلة اولية يليها التسليم والتسليم الكامل بتنفيذ تعاليم يسوع هو إستمرارية الإيمان ،والتلمذة.
يشدد  العهد الجديد على العلاقة مع الرب (افيمان) قبل القناعة العقائدية ونمط الحياة المسيحية . هذه المعايير الثلاثة تشكل ثلاثية اليقين في العھد الجديد (مر 2: 14 & 8: 34 & 10: 21) (مت 4: 19 & 8: 22& 9: 9 & 16: 24 & 19: 21) (لو 5: 17 & 9: 23، 59 & 18: 22) (يو 1: 43 & 10: 27& 21: 22)
تفسير (لوقا 18: 23) 23 فلما سمع ذلك حزن لانه كان غنيا جدا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فلما سمع الرجل ذلك اغتم لأنه كان غنيا جدا ، ولأنه على الرغم من انه كان يطمع فى أن يختار عبادة الله ليرث الحياة الأدبية التى يتوق إليها ، كانت أمواله الكثيرة عزيزه عليه جدا بحيث جعلت إختياره لعبادة الله ووراثته للحياة الأبدية بهذا الشرط أمرآ عسيرا عليه، لايطيقه ولايحتمله ، ومن ثم فإنه كما جاء فى إنجيل القديس متى "مضى حزينا" (متى ١٩: ٢٢) ٠
تفسير (لوقا 18: 24) 24 فلما راه يسوع قد حزن قال ما اعسر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فلما رأى مخلصنا ذلك قال كم هو عسير على ذوى الثروات أن يدخلوا ملكوت الله ٠ إنه لأسهل ان يدخل الجمل فى ثقب الإبرة من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله . وذلك أن الإنسان الذى يحصر كل همه وإهتمامه فى جمع مال حتى يتوافر له منه قدر كبير، يتوهم ان فى ذلك المال سلامه وسلامته وقوته ومتعته فى هذه الدنيا ويتخيل أنه بدونه لا يستطيع أن يحيا ، ومن ثم يجعل عليه كل اتكاله من دون الله ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
أما رئيس المجمع فلأنه كان ضعيفا جدا في عزمه ، ولم يستطع أن يذعن لسماع نصيحة بيع مقتياته ، رغم أنها كانت ستكون لخيره ولها مكافئة جزيلة، فإن ربنا كشف المرض الذي كان يربض داخل قلب الرجل الغنى
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  "مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ للهِ!". كان رد فعل التلاميذ ابالنسبة لمفوهمهم عن الغنى (لو 18: 26) : «فمن يستطيع ان يخلص؟» وقول التلاميذ يظهر إعتقادهم كسائر اليهود أن الغنى دليل على بركة من يهوه نظرا لما ورد فى سفر أيوب عن الغنى . لاحظوا الأفعال والضمائر المفردة التي تبدأ الآية (لو 18: 18) قد أصبحت الآن جمعاً (أقوال عامة). يوفى هذه ألاية أكد يسوع أن الذيد يمتلكون أموراً دنيوية أرضية مثل الغنى والأملاك والأموال ومراكز ينتهى بهم الحال إلى أن تملكهم هذه الأشياء لأنهم يميلون إلى الاتكال على مواردھم الأرضية وليس على  يهوه (مت 19: 23- 30) (مر 10: 23- 31)
إستخدم يسوع الحوار الذى دار بينه وبين الرئيس فى تعليم الجموع والبشرية حول مشكلة الغنى والخلاص  مستخدماً هذا الرئيس كمثال.
تفسير (لوقا 18: 25) 25 لان دخول جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بل يجعله من دون الله حاميا يحميه ، وسندآ يسنده وصنما يعبده ولذلك يكون من أصعب الأمور عليه أن يعبد الله مع عبادته للمال ، حتى ليغدوا أسهل أن يدخل الجمل فى ثقب الإبرة من أن يدخل غنى فى ملكوت الله ، وذلك كناية عن الاستحالة المطلقة لأن يحدث هذا .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
وقال: " ما أعسر دخول ذوي الأموال الى ملكوت الرب ، لأن دخول جمل من ثقب أبره ايسر من دخول غني إلى ملكوت الله " ٠ ولا يقصد المسيح بالجمل هنا ذلك الحيوان، إنما ذلك الحبل الغيظ ، لأنها كانت عادة أولئك المتمزسون أن يسموا الحبل الغليظ جملا
لكن لاحظوا أنه لم يقطع تماما رجاء الأغنياء بل حفظ لهم موضعا وطريقا للخلاص ، لأنه لم يقل إنه يستحيل على الغني ان بدخل بل قال إنه يمكنه إنما بصعوبة 
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لأَنَّ دُخُولَ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ". هناك عدة نظريات لجأ إليها المفسرين تفسّر هذا القول :
 أ) عبارة "ثَقْب الإِبْرَة" تشير إلى بوابة صغيرة في سور أورشليم ما كان يستطيع أحد سوى المترجل الماشي أن يدخل منها وأحيانا يدفعون منها الجمل الصغير ليدخل منها ...
ب) الترجمة ربما تكون "جمل" أو "حبل" و ربّما لم يقصد الربّ يسوع "الجَمَل" بل "الحَبل"، وكان يريد القول بأنّه أسهل على الحبل الدخول في ثقب الإبرة من دخول الغني ملكوت السماوات، وهذا أمر منطقي ينسجم مع سياق الآية. والكلمة اليونانيّة الأصليّة التي استعملت في كتابة الأناجيل. فالجَمَل، باللغة اليونانيّة، هو kamilos ، والحَبل، باللغة اليونانيّة، هو kamelos . الفرق بين الكلمتين هو حرف واحد كان سببًا كافيًا للالتباس.
وفى النصّ السرياني – الفشيطو الذي يستعمل كلمة "چَملو"، يفسرها بعض علماء السريان، بـ "الجمل"، ويفسّرها البعض الآخر بحبل السفينة الغليظ، ربّما لأنّه كان مصنوعًا من وبر الجمل (قاموس اللباب، تأليف الآباتي جبرائيل القرداحي المريمي، المطبعة الكاثوليكيّة، الطبعة الأولى، 1891، أعيد طبعه العام 1994، دار ماردين، حلب، من إعداد وتقديم مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس).
ج)  فى أبقايا سور أورشليم المكتشفة حديثا فى كنيسة القديس ألكسندر نيفسكي بالقدس وجد فتحة فى السور يدخل ويخرج منها الناس ولكن هذه الفتحة ضيقة فيدخل منها الفقراء الهزيلى الجسم ولا يستطيع الأغنياء والبدينى والسمينى الجسم الدخول منها ربما قصد يسوع هذه الفتحة التى لا يقدر أن يدخل منها من يبتلع الجمل
د) ربما قصد يسوع المبالغة الشرقية فى هذا المثل لتوصيل تعليمه إلى المستمعين وقد أدت هذه المبالغة إلى رد فعل من التلاميذ أنفسهم
ه) ربما  كانت هذه العبارة مثلاً شائعاً فى عصر يسوع للدلالة على استحالة الشيء.
البند "ب" ورد  أولاً في المخطوطة السينائية وهى مخطوطة يونانية كُتبت بأحرف كبيرة ظهرت في وقت متأخر وفي بضعة مخطوطات مكتوبة بأحرف صغيرة (أي المخطوطة#، 543،472،437،130،124،59،13 ). إن 4  UBS يعطي كلمة "جمل" المعدل  الأعلى ويرى أنها مؤكدة.
وورد فى متى ومرقس هذا التعليم نفسه (rhaphis) ويستخدم الكلمة اليونانية إبرة) من كلمة ،(rhaptoō)  يخيط"، ولكن لوقا، الطبيب،(beloneē) والتي كانت تُستخدم مع الإبرة ، لتخييط الجروح (كلمة طبية).

(1) "جمل" ورد ذكر الجمل للمرّة الأولى في الكتاب المقدّس لمّا غادر أبرام الأرض الموعودة من الربّ، هربًا من المجاعة، متوجهًا إلى مصر برفقة امرأته ساراي. كانت ساراي جميلة جدًّا، فأحسن فرعون مصر إلى أبرام بسببها، فصار له "غنم وبقر وحمير وخدّام وخادمات وحمائر وجمال" (سفر التكوين 12 : 16).
وفى العهد الجديد، نقرأ أنّ يوحنا كان يضع لباسًا من "وبر الإبل" (متى 3 : 4)؛ وأنّ الربّ يسوع يوبخ الكتبة والفرّيسيين، قائلاً لهم: "أيّها القادة العميان، يا أيّها الذين يصفّون الماء من البعوضة ويبتلعون الجمل" (متى 23 : 24)؛ ثمّ يربط دخول الغني ملكوت الله بدخول الجمل في ثقب الأبرة، فنتساءل كيف يكون ذلك؟ أما كان باستطاعة الربّ يسوع استعمال كلمة أكثر تعبيرًا، لا يضطرّ فيها السامع في حينه، أو القارئ في أيامنا الحاضرة، والمعروف عن الربّ يسوع أنّه كان يستعمل كلمات سهلة الفهم وبمتناول الجميع؟ هل أراد، عن قصد، استعمال هذه الصورة الغريبة العجيبة المبالغ فيها للدلالة على أمر مستحيل حصوله كما ورد في الآية السابقة حين اتّهم الفريسيين بـ "ابتلاع الجمل"؟ لقد أخذ هذا الغنى بركة الغنى ولم يعطى عنه حسابا فكأنه  وهذا يعنى أنه لم يطمر وزنته "الغنى" فحسب بل أضاعها
 الشاب الغنى وثقب الإبرة 
تفسير (لوقا 18: 26) 26 فقال الذين سمعوا فمن يستطيع ان يخلص.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
ولما كان اليهود يعتقدون أن الأغنياء والأثرياء - وهم زعماوهم ورؤسائهم الدينيين والمدنيون على السواء ، وهم الذين يهيمنون على السنهدريم اعلى سلطة دينية ومدنية لهم ، ويسيطرون على الهيكل أقدس أمكنتهم ، ويرأسون للمجامع التى هى معابدهم ومحاكمهم ومدارسهم- هم أقدر الناس على التقرب إلى الله . وأجدر الناس بدخول ملكوته ، أدهشهم ذلك القول من مخلصنا ، فقال السامعون فى استغراب ، فمن يستطيع إنن أن يخلص ؟
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
 عندما سمع التلاميذ الطوباويون هذه الكلمات اعترضوا قائلين : " فمن يستطيع ان يخلص" وكان احتجاجهم لصالح أولئك الذين لهم أموال ومقتنيات ، لأنهم (التلاميذ) كانوا يقولون : إننا نعرف ان لا احد سيقتتع بأن يتخلى عن ثروته وغناه ، فعن يستطيع ان يخلص؟
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟". قال يسوع : "دخول جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله." كان رد فعل التلاميذ أنهم سألوه سؤالا إستفهاميا  لأن ما قاله يسوع كان على العكس تماما من معتقدهم وتقاليدهم وفهمهم للعهد القديم من الكتاب المقدس ، فحسب تعليم الطوائف اليهودية أن : الغنى هو بركة من يهوه وهناك بلا شك أمثلة لأنبياء أغنياء منها يعقوب وما ناله من بركة وأيوب .. ألخ بل منهم من كانوا ملوكا مثل داود الملك وابنه سليمان ... ألأه  ولكن يسوع خصص فى حديثة تأثير هذا الغنى على الإنسان ، لقد تحدث من قبل عن الغنى الغير متدين الذى كان يبنى مخازن أكبر هذا المثل الذى عنوانه "الغنى الغبى" ولكن فى هذا الجزء من الإصحاح يقدم لنا مثلا عن رجل رئيس يعنى أنه رئيس مجمع أى قائد دينى أى انه متدين وأبعده غناه عن إلهه ، الغنى بركة بلا شك وكان هناك أنبياء أغنياء وملوك أغنياء وبعض من تبع يسوع كانوا أغياء مثل نيقوديموس ويوسف الرامى وكذلك بعض النساء اللواتى تغن يسوع كانوا أغنياء ولم يؤثر فيهم الغنى أى تملكوا الغنى وطوعوه لصالحهم وصالح يهوه ولكن هذا الغنى تملكه الغنى وشعر بأنه أعلى من الناس لغناه  إجتماعيا بسبب مكانته لأنه رئيس مجمع  فتملكه الغرور والكبرياء فبعد عن يهوه ولم يدرك أن هذا الغنى معطى له ليفعل الصلاح فينال ملكوت السموات (تث 27- 29) للخدمة وعمل أعمال الصلاح والبر وإلا فلماذا باركه الرب أصلا بهذا الغنى وهذا المثل  يتحدث عن هذا الإعتقاد اليهودى الخاطئ عن بركة الغنى  كما نرى في أيوب وفي المزمور 73 ويعتقد كثير من الناس أن مهارة الإنسان فقط هى التى أوصلته لهذا الغنى ولكن ينسى أن يهوه قد هئ لهذا الغنى الظروف لكى تكثر الثروة بإختصار ليس فكر الإنجاز البشرى وحده هو الذى حقق ما وصل الغنى من غنى أو إلى مكانة إجتماعية بسبب غناه أو تقوى تسببت إلى مكانة دينية إنما مهما فعلتم فقولوا نحن عبيد بطالون .. كثير من ألآيات كان مفسروا اليهود يفسروها بشكل مختلف عن مضمونها ومحتواها وهدفها وجعلوها تقاليد سواء أكانت شفهية أو مكتوبة "التلمود" وكان يصحح يسوع هذا المفهوم وها هو يريد من هذا الرجل أن يفهم معنى بركة الغنى بهذا الحديث الذى كان بينهما فقد قال فى موضع آخر (متى 9: 13)  "فاذهبوا وتعلموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة "
تفسير (لوقا 18: 27) 27 فقال غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال مخلصنا . غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله . أى أنه إن كان الأغنياء والأثرياء عاجر إلى درجة الاستحالة عن الخلاص ودخول ملكوت الله ، فإن الله الذى يستطيع كل شئ ولا يستحيل عليه شئ ، مما هو مستحيل على الناس ، قادر على أن يحول قلوب الأغنياء والأثرياء عن عبادة المال إلى عبادته هو ، متى توافر لهم أو لبغضهم من الاستعداد ما يؤهل قلوبهم المظلمة لأن نتقبل قبسا من نوره الإلهى ، وما يؤهل ضمائرهم المائتة لأن تدب فيها الحياة فى لحظات الإشراق الروحى الذى كثيرا ما دفع ببعض الملوك لأن يتخلوا عن عروشهم ، وكثيرا ما دفع ببعض ذوى الجاه الدنيوى والاتجاه الأرضى لأن يزدروا جاههم ويغيروا اتجاههم . نابذين ذلك كله ، ومتحذين وجهتهم نحو السماء رافعين أعينهم من اسفل إلى اعلى ، وقد زالت الغشاوة عن ابصارهم وبصائرهم ، فرأوا الله ومجد ملكوته ، فانقطعوا لعبادته وتطلعوا إلى مجد ذلك الملكوت فى ندم وتوبة ، وفى خضوع وخشوع ، وفى انسحاق يؤهلهم لكل استحقاق للخلاص من ربقة الدنيا والتحليق فى تحرر وانطلاق نحو السماء ، حيث يطرقون أبواب الملكوت الله فيدخلونه ويصبحون من أبنائه وورثته - وإذ قال فادينا لذلك الرجل الغنى إنه لكى يرث عليه الحياة الأبدية عليه أن يتنازل عن كل ما يملك ويتبعه ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 123 (كيف يخلص الغنى)
لكن بماذا أجاب الرب؟ لا " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله
" لذلك فقد احتفظ لأولئك الذين يقنتون ثروات، بالإمكانية ان يحسبوا مستحقين لملكوت الرب لو أرادوا ، لأنه حتى ولو كانوا يرفضون كلية التخلي عما هو لهم ، لكن يمكنهم أن يبلغوا تلك الكرامة بطريقة اخرى. والمخاص نفسه أظهر لنا كيف وبأي طريقة يمكن أن يحدث هذا إذ قال ٠٠ ١١ اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم فعي المظال الأبدية"(لو ٩:١٦). لأنه لا يوجد شيء يمنع الأغنياء لو أرادوا أن يجعلوا الفقراء شركاء ومقاسمين لهم في الغنى الوافر الذي يمتلكوه. ما الذي يعيق من له مقتنيات وافرة من أن يكون لطيف المعشر ومستعد أن يوزع على الآخرين مسرعا إلى العطاء ، وأن يكون رؤوقا وممتلئا بتلك الشفقة الكريمة التي ترضي الرب . إننا سوف نجد ان الحرص على تتميم هذا العمل ليس هو بلا مكافاة ولا عديم النفع لأنه مكتوب " الرحمة تفتخر على الحكم " (يع 2: 13) ٠
لذلك فإن مخلصنا وربنا كلنا، يهبنا ما يفيدنا بكل حجة وبكل طريقة، الذي به ومعه لله الآب الملك والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
  في الأناجيل الآزائية (متى ومرقس ولوقا) تأتى قصة ذلك الشاب الغنى وقول يسوع  أن من العسير دخول الأغنياء إلى الملكوت، مباشرة بعد قصة مباركته للأطفال وقوله أن لمثل هؤلاء ملكوت السموات، هنا مثل حقيقى للشاب الغنى ومثل حقيقى واقعى لأطفال في بساطتهم وعدم تعلقهم بالعالم حيث يسهل دخولهم للملكوت، أمّا من فضل محبة العالم فمثل هذا يصعب دخوله للملكوت. وبهذا فالإنجيل يعرض صورتين متناقضتين إحداهما للحياة والأخرى للموت ليختار كل إنسان بينهما.(تث 10:30). الصورتين إحداهما تصور البساطة مع غنى يهوه والملكوت والأخرى تصور غنى العالم ومجده بدون إله وهو زائل وفانى وسوف نتركه.
(1)  لقد أعطى يهوه فى العهد القديم عهودا ووعودا كانت فى وقتها تبدوا مستحيلة تحقيقها عند ألأنبياء والشعب "الناس" ولكن بالإيمان صدقوها فنالوا المواعيد راجع ( تك 18: 14) وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض (أى 42: 4) (إر 32 : 17 ، 27) (ز 8: 6) (مت 19: 26) (مر 10: 27) (لو 1: 37)  يهوه هو المعطى الغنى فهو يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار ولكنه خاصة يحب الأغنياء الذين يسيرون معه ويطبقون شريعته فى حياتهم أمثال  إبراهيم (وكل الآباء البطاركة)، وداود (وكل الملوك الأتقياء ) ألم يقل على داود وجدته حسب قلبة وكان ملكا وكان غنيا ، ونيقوديمس، ويوسف الذي من الرامة هم أمثلة كتابية جيدة مفتاح قول يسوع هو أين يضع هؤلاء قلوبهم مع كنوزهم أم مع يهوه  على من يتكلون على الرب أم على الكنوز الغنى الذى يتكل على كنوزه فقد جعل امواله إلها يعبده
تفسير (لوقا 18: 28) 28 فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
قال بطرس لمعلمه حين سمع منه ذلك ها نحن اولاء قد تركنا كل شئ وتبعناك." قاصدا بذلك أن يسأل :"فما مونصيبنا إذ فعلنا ذلك؟.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 124
ذلك الذي هو ينبوع التعاليم المقدسة يجعل هنا أيضا نهرا ا صحيا يتدفق لنا، كما يبدو أن المناسبة نفسها تدعونا أن نقول لمن يفحصون الكلمات الإلهية: " أيها العطاش هلموا إلى المياة " (إش 55: 1) فقد وضع أمامكم ان تشتركوا في نهر البهجة الذي هو المسيح ، لأن داود النبي ذكره بهذا الاسم فقال للرب الآب الذي في السماء : " فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون يروون من دسم بيتك ومن نهر بهجتك تستقيم" (مز 35: 8 س) ٠ اما ما هو هذا النهر الذي يدقق إلينا منه ، فهذا هو ما تعلمه لنا بوضوح الدروس الإنجيلية الموضوعة امامنا الآ ن: (إذ بقول الانجيل) : " فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك " ويضيف متى الانجيلي: " فماذا يكون لنا ؟ " (مت ١ ١ :٢٧)ا لكن قبل ان ننتقل إلى أي من النقاط الأخرى ، لنسأل اولأ عن المناسبة التي أوصلت إلى هذا الموضوع الحالي . لذلك ، حينما قال المسيح مخلصنا كلنا لأحد رؤساء مجامع اليهود : *اذهب بع كل ما لك ووزع على الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني ، سأله التلاميذ: ماذا سينالون من الرب (أولئك) الذين حفظوا هذه الوصية ، ولأجل منغمة الآخرين فلقد وضع التلاميذ على أنفسهم توضيح حدود هذا الأمر. لكن — بحسب ما أتخيل - ربما يجيب البعض عن هذا: ما هو الذي تخلى عنه التلاميذ عموما لأنهم كانوا اشخاصا يكسبون ضروريات الحياة بعرقهم وكدهم ، ولأن صناعتهم كانت صيد السمك ، فهم يمتلكون على الأكثر قاربا وشباكا. ولم يكن لهم بيوت جميلة او أي مقتنيات أخرى، لذلك فما الذي تركوه أو عوضا عن اي شيء يسالون من المسيح مكافأة؟ بماذا نجيب عن هذا؟ لأجل هذا السبب بالذات يسألون هذا السؤال الضروري جدا ، لأنه بقدر ما كانوا لا يمتلكون شيئا سوى ما هو زهيد وتافه القيمة ، فإنهم سوف بعرفون الطريقة التي بها يجازي الرب ويبهج بعطاياه أولئك الذين لم يتركوا سوى القليل لأجل ملكوت الله راغبين أن يحسبوا جديرين بملكوت السموات لأجل محيتهم له. فالرجل الغني لكونه قد تخلى عن الكثير فإنه يتوقع مكافأة عن ثقة ، لكن الذي لا يملك سوى القليل وقد تخلى عنه ، هل كان يحق له أن يسأل أية آمال سيمني نفسه بها؟ لأجل هذا السبب فالتلاميذ كممثلين لمن هم في حالة شبيهة بهم ، من جهة أنهم لم يتركوا سوى القليل قالوا؛ " ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك"
كما يلزم أن نلاحظ هذا أيضا أنه لدى التأمل بطريقة صحيحة، فإننا نجد أن ألم التخلي هو نفسه سواء أكان التخلي هو عن كثير أو عن قليل. هلموا كي نرى المغزى الحقيقي للأمر بمثال بسيط. لنفترض أنه كان على رجلين أن يقفا عريانين ، وفي فعلهما هذا نزع الواحد منهما عن نفسه ثيابه الغالية الثمن ، بينما الآخر خلع فقط ما كان رخيصأ وسهل الإقتناء ، ألا يكون ألم التعرى واحدا في الحالتين؟ هل يمكن أن يكون هناك شك حول هذه النقطة؟ لذلك بقدر ما لن الأمر إنما يتعلق بالطاعة والنية الحسنة ، يلزم أن يوضع هؤلاء الفقراء على قدم المساواة مع الأغنياء، الذين رغم أن ظروفهم تختلف ، لكن كان لهم استعداد متساوي وقبلوا برضا بيع كل ما لهم . كذلك أيضآ الحكيم جدا بولس الرسول تبنى قضيتهم عندما كتب هكذا؛ " لأنه إن كان النشاط موجودا موجوئا فهو مقبول على حسب ما للإنسان لا على حسب ما ليس له" (2كو 8: 12) ٠ لذلك فإن تساؤل الرسل الأطهار لم يكن غير معقول .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) لم يصدم بطرس وحده بل كل التلاميذ لدى سماعهم رد يسوع على هذا الرئيس المترف  المخلص الفاضل. الذى مضى حزينا لأنه أحب المال أكثر من محبة يهوه أراد التلاميذ أن يعرفوا ما هو نتيجة حياة التسليم والتكريس التى إتبعوها تاركين كل شئ وساروا وراء يسوع  ( لو 5: 11)
تفسير (لوقا 18: 29)  29 فقال لهم الحق اقول لكم ان ليس احدا ترك بيتا او والدين او اخوة او امراة او اولادا من اجل ملكوت الله.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال فادينا له ٠ولكل الذين كانوا حاضرين عندئذ يستمعون إلى تعاليمه الحق الحق أقول لكم إنه ما من أحد ترك بيتا أوزوجة أو إخوة أو ابوين أو أبناء من أجل ملكوت الله ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 124
إذن ماذا قال لهم المسيح الذى لا يأخذ بالوجوه ؟ " الحق أقول لكم ان لبس أحد ترك بيوتا أو إخوة أو أولادا أو والدين من أجل ملكوت الله إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعاقا كثيرة وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية ٠ هذا إعلان يليق بالرب ، وقرار مقنس يستحق الأعجاب ، بل لاحظوا كيف أنه رفع كل السامعين إلى رجاء أكيد ، واعدا ليس فقط بملء العطية السخية التي تغدق على القديسين ، بل أيضا مثبتا وعده بقسم ، إذ بدأ إعلانه باستعمال كلمة " الحق" ، والتى ؛ إن جاز القول؛ تؤدى دور القسم. وهو لم يكتف بأن ينال وعوده أولئك الذين  احتقروا المال ، بل أيضا أولئك الذين تركوا أبا أو أما أو زوجة أو إخوة لأجل ملكوت الله ، وقال إنهم سوف يأخذون أضعافا كثيرة في هذا الدهر، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. أما كون أن أولئك الذين يعيشون حياة فاضلة ينالون بالضرورة الحياة الأبدية، فهذا أمر ليس فيه أي شك على الإطلاق . لكن يوجد أولأ سؤال ضروري بخصوص من هم الذين تركوا أبا وأما وزوجة وإخوة وبيونا. وثانيا أيضآ يجب أن نفحص فحصأ دقيقا ما هي الطريقة التي سوف ينال بها من يفعلون هذا ، أضعافا كشرة في هذا العالم.
يترك بعض الناس الأب والأم والزوجة والاخوة وكثيرا ما يعتبرون العاطفة الطبيعية التي توجبها روابط القرابة كلا شيء لأجل محبة المسيح ، والمسيح يعلمنا بأية طريقة يفعلن هذا بقوله مرة : من احب أبا أو اما أكثر منى فلا يستحقنى ، ومن احب ابنا أو إبنة اكثر منى فلا يستحقنى (مت 10: 37) كما قال في مرة اخرى : " لا تظنوا إنى جئت لأفرق إني جئت لألقي سلاما على الأرض ، ما جئت لألقي سلاما بل سيفا، فإني جئت لأفرق الانسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنه ضد حماتها (مت 10 : 34 و 35 ) ٠
أن رسالة الانجيل الإلهية عندما تصطاد العالم كله كأنه في شبكة ؛ إلى الايمان به وترفعه إلى نور معرفة الرب ، فيوجد هناك من يدخلون بسرعة، ولكن البعض يقاسون من خزي مهين إذ يكونون خائفين سواء من آبائهم أو من أمهاتهم ، ويعطون اعتبارا عظيما لغضبهم او حزنهم ، لأنه ان كان هؤلاء الوالدون غير مؤمنين ، فلن يوافقوا على ان أولادهم او بناتهم يسلمون ذواتهم لخدمة المسيح ، ويتخذون عن الضلال الذي تربوا عليه والذي صار أمرا اعتياديا بالنسبة لهم (أي عبادة الأوثان). وأحيانا عندما يكون الأبناء غير مؤمنين ويتخذون موقفا عدائيا (من المسيح) فإنه لا يكون لآبائهم الشجاعة لأن يغيظوهم بأن يسرعوا إلى الايمان، ويمسكوا بالخلاص الذي بالمسيح. ويمكن ايضا أن يعطي نفس التفسير من جهة الإخوة مع الإخوة والكنه مع حماتها والحماة مع كنتها. أما الأقوياء في الذهن الذين لا يفضلون شينا على محبة المسيح فإنهم يمسكون بالإيمان بغيرة ويحاولون باجتهاد ان يدخلوا الى بيت الله من خلال العلاقة الروحية، ولا يعيرون انتباها للحروب أو بالأحرى الانقسامات التي سوف تترتب على إيمانهم ، مع أقربائهم حسب الجسد ، وبهذه الطريقة يترك بعض الناس البيت والأقرباء لأجل المسيح لكي يربحوا إسمه " (انظر مت ٢٩:١٩) ويدعوا مسيحيين، أوبالأحرى لأجل مجده ، لأن اسمه كثيرا ما يعني مجده.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "الْحَقَّ".  ترجمتها آمين
(2) " إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ". اعندما تراجع هذه ألاية مع (مت 19 : 29)(مر 29: 30) ستلاحظ إختلاف ترتيب ذكر الأشياء التى تركوها عنه هنا
تفسير (لوقا 18: 30)  30 الا وياخذ في هذا الزمان اضعافا كثيرة وفي الدهر الاتي الحياة الابدية
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 إلا وينال فى هذا الزمان أضعافآ مضاعفة ، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية، ، اى أن أى تضحيات من جانب الإنسان بالممتلكات الأرضية أو العلافات العائلية من أجل ملكوت الله إن كانت تحول بينه وبين التطلع نحو ذلك الملكوت ، ينال عنها الإنسان فى هذا الدهر أثئاء حياته على الأرض من البركات الروحية والتمنيات الإلهية ، فضلا عن اعمال المحبة والمدة ، التى يلقاها من الناس . مالا يمكن تقديره بأى مقتنيات أرضية ، أو مقارنته بأى إمتيازات دنيوية . واما فى الدهر الآتى ، أى فى الحياة الأخرى السماوية ، فإنه ينال عنها الحياة الأبدية فى ملكوت الله ، حيث يتنعم بكل ما اعده الله لأبناء ذلك الملكوت من بركات وتعزيات لا يمكن ان يحدها عقل أو يصل إلى مداها خيال ٠ وتأسيسا على ذلك القول ألإلهى وتطبيقا الكلمات مخلصنا له المجد ، فإن الآباء الرسل ومن جرى مجراهم من خدام الإنجيل ، وكذلك الرهبان ، من تركوا من أجل الله وظائفهم وأعمالهم السابقة التى كانوا يتعيشون منها ، كما تركوا الآهل من زوجة أو إخوة أو ابوين أوأبناء . من أجل خدمة الإنجيل و ملكوت الله ، قد نالوا ما عوضهم عن محبة أهلهم ، محبة كثيرين جدا ممن تلدهم كلمة الله عن طريقهم ، فصار لهم - بفضل خدمتهم لله - إخوة وأخوات، وبنون وبنات ، وآباء وأمهات ، أكثر ممن تركوا اضعافا مضاعفة . وهؤلاء يبغون نحزهم من مشاعر المحبة والعودة والاهتمام والرعاية ما يعوضهم عن محبة الأهل الذين تركوهم من اجل الإنجيل وملكوت الله . على أن خدام الله لا يكسبون هذا وحده على الأرض، وإنما يكسبون أيضا فى الحياة الأخرى الجزاء الصالح الأخروى، والحياة الأبدية مع الله.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 124
وبعد ذلك دعونا نري بأية طريقة ينل الذي يترك بيتا أو أبا أو أما أو إخوة بل وربما زوجته، أضعافا كثيرة في هذا الزمان الحاضر . هل هو سوف يصير زوجا لزوجات كثيرات أم سوف يجد على الأرض آباء كثيرين بدلا من أب واحد وهكذا يتضاعف عدد اقربائه الأرضيين؟ ليس هذا هو ما يقوله ، بل بالأحرى هو أنه بالتخلي عن هذه الأشياء الزمنية والجسدية فإنه سوف ينال ما هو أعظم جدا في قيمته، أي سوف ينال أضعاف المرات ما صرف النظر عنه . ولنأخذ من فضلكم الرسل الأطهار كأمثلة لنا ، فنقول عنهم إنهم كانوا أشخاصا غير متميزين بحسب المركز الدنيوى ، ولم تكن لهم مهارة في الفصاحة وفي الإلقاء ، وليس لهم لسان بليغ ولا كلمات فخمة بل بالعكس كانوا غير مدربين على الكلام وبحسب المهنة كانوا صيآدي سمك ، وكانوا يقتاتون من تعبهم . لكن كل ما كان لهم قد تركوه كي يكونوا ملازمين للمسيح دائما وخداما له ولم يستطع اي عائق ان يعيقهم او يجتذبهم بعيدا في انشغالات أخرى او مطالب دنيوية ٠ ونالوا كانوا قد تركوا كل شيء، فما الذي ربحوه؟ نعم لقد امتلئوا من الروح القدس ، ونالوا سلطائا على الأرواح النجسة ليخرجوها وصنعوا معجزات ، حتى ان ظل٠ بطرس كان يشفي المرضى ، وصاروا بارزين بين الناس في كل مكان ، متقدمين في - المجد ، وجديرين بالاقتداء (بهم)، وصاروا مشهورين وهم أحياء ، وكذلك فيما بعد (انتقالهم) ، لأنه من . هو الذي لا يعرف اولئك النين علموا العالم سر المسيح؟ من لايعجب من إكليل المجد الذي وهب لهم؟
لكن ربما تقول: اهل يلزم ان نصير كلنا مثلهم؟ على .هذا السؤال نجيب ان كل واحد منا أيضا نحن الذين آمنا بالمسيح وأحببنا اسمه ، إن كنا قد تركنا بيتا ننال المنازل التي فوق وان كنا قد تركنا أبا فسوف نربح ذلك الآب الذي في السموات. وان كان احد قد ترك من إخوته فسوف يقبله المسيح أخا له ، وإن ترك زوجة فستكون الحكمة التي تنزل من فوق من عند الله هي رفيقته في البيت. لأنه مكتوب: " قل للحكمة أنت أختى وأجعل الفهم صديقك" (أم 7: 4 سبعينية) ، وبواسطتها سوف تثمر ثمارا روحية جميلة ، وبواسطتها سوف تصير شريكا في رجاء القديسين وتنضم إلى رفقة الملائكة . ومع انك تركت امك ، فسوف تجد اما اخرى اروع بما لايقاس ، اي اورشليم العليا التي هي حرة وهي أمنا جميعا (غل ٤ :٢٦).
فكيف لا تكون هذه الأشياء مضاعفة جدا أكثر من تلك التي تركت ، لأن تلك التي تركت هي مؤقتة زسريعة الزوال وتتلف بسهولة ؛ لأنها كالندى وكالحلم هكذا تزول. أما الذي يحسب أهلا لهذه الأمور الأبدية فهو يصير لامعا حتى فى هذا العالم بل ويغارون منه بسبب أنه يكون مزينا بالمجد امام الله والناس.
لذلك فإن هذه الأشياء هي مضاعفة جدا عن كل ما هو أرضى وجسدي. والذي يعطيها لنا هو ربنا ومخلصنا جميعا الذي به ومعه الرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القبس إلى ابد الآبدين. أمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
.(1) مكافآت هذا الزمان هو : الروح/الروح القدس. قبل الآلام، وعد يسوعُ تلاميذَه بأن يرسل لهم الروح القدس، وشرح لهم ما سيفعله هذا الروح فيهم (يو 16/7-14)، وأتمَّ وعدَه بعد القيامة (يو 20/22-23). وهذه هى الثمار : سلام وفرح الآن وفي المستقبل وستكون هناك شركة وجھاً لوجه مع ملئ اللاهوت .
(2) " إِلاَّ".  نحويا :نفي مزدوج قوي ، يؤكد أنهم سينالون من كل بد مكافأتھم فى المستقبل . العائلة التي يتركها المرء من أجل إيمانه بالمسيحية  ستتضاعف إلى ملء عائلة الرب .. إن الرب سيعوضه كما عوض أيوب البار
(3) " الدّهھْرِ الآتِي".
(4) الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ". وردت فى إنجيل يوحنا بشكل واضح ومرات كثيرة (يو 3: 15)  لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. (لو 4: 36 & 5: 39 &6: 54 ، 68 & 10: 28 & 12: 25 & 17: 2- 3)  ولكنه ذكر فى الأناجيل الآزائية بضعة مرات (متى 19: 16 ) (مت 25: 46)  فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية». (مر 10: 17 ، 30) (لو 10: 25 & 18: 11) ويبدوا أن لها علاقة بالنص العبرى الذى ورد فى ( دانيال 12: 12
("حياة أبدية.([BDB 761،ēolam] "وردت كلمة الحياة  بثلاث معان  psuchē و bios) الحياة الأرضية، - zoeē
 الحياة الروحية).
الحياة ألأبدية التى تكلم عنها يسوع ليست حياة مرتبة كرونولوجياً وفق تسلسل زمني، بل حياة في شركة مع  الرب وهى علاقة روح بروح أى روح مع أصلها ومنبعها فى صلة لا نهائية

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 18

5. السيد السيح يتتبأ بموته وقيامته

:قبول الصليب (لوقا 18 : 31-34)
تفسير (لوقا 18: 31) 31 واخذ الاثني عشر وقال لهم ها نحن صاعدون الى اورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
بيد أن مخلصنا أراد - إذ صرح بالمجد الذى يناله أولئك الذين يتركون كل شئ ويتبعونه -ألايخطئ تلاميذه فهم ذلك . فيظنون ان هذا المجد الذى وعدهم به هومجد دنيوى ، كما كانوا لا يزالون إلى ذلك الحين يتوهمون ، وكما كان اليهود جميعا يظنون فيما يتعلق بالمسيح الذى ينتظرونه٠ على مقتضى ما لقنهم معلميهم وعلماؤهم الدينيون، موهمين إياهم ان المسيح الذى تنبأ بمجيئه الأنبياء سيجئ كملك ارضى وكقائد حربى يقودهم نحو الحرية والإستقلال من الرومان ويعيد مجد مملكة إسرائيل ، فانتحى فادينا بتلاميذه الاثنى عشر وصرح لهم بالحقيقة التى تتعارض مع كل ظنونهم ، وتتناقض مع كل اوهامهم ، فيحول من جهة بينهم  بين أن تلعب المطامع برءوسهم فى أن يكونوا هم الأمراء والوزراء فى تلك المملكة الأرضية التى يحلمون بها ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 125
تكلم النبي الطوباوي داود عن واحدة من تلك الأمور التي لها أهمية عظمى لمنفعتنا، خصوصا وأنها تشير إلى ما يحدث دائما بالنسبة لأذهان الناس فيقول: " تهيأت ولم أنزعج " (مز 118: 6 س) لأن كل ما يحدث على غير توقع ، إذا ما كان متسما بالخطورة ، فإنه يعرض حتى أشجع الناس للاضطراب والانزعاج ، وأحيانا يصيبهم بمخاوف لا تحتمل . أما إذا كان قد ذكر قبل حدوثه، فإن وقعه يسهل تجنبه، وهذا هو على ما أظن معنى " تهيأت ولم أنزعج " لأجل هذا السبب ، فإن الكاب الموحى به من الرب ، يقول - بشكل مناسب جدا -لأولئك الذين سوف يبلغون للمجد بسلوكهم طريق القداسة هكذا: " يا إبنى إذا تقدمت لخدمة الرب أعدد نفسك للتجربة ، ووجه قلبك وإحتمل " (إبن سيراخ 2: 1 و 2) إن الكتاب يتكلم هكذا لكى يعلم الناس أنهم بممارسة الصبر والإحتمال فإنهم سوف يتغلبون على التجارب التي تقابل كل من يعيشون بالتقوى ، ويبرهنوا على تساميهم على كل ما يمكن أن يزعجهم٠ كذلك هنا أيضآ ، فإن مخلص الكل لكي يعد مسبقا أذهان التلاميذ فإنه يخبرهم بأنه سوف يعاني الآلام على الصليب والموت بالجسد بمجرد صعوده إلى أورشليم. وأضاف أيضا أنه سوف يقوم ثانية ، ويمسح الالم ، ويزيل خزي الآلام بعظمة المعجزة لأنه أمر مجيد ويليق بالله أن يكون قادرا على كسر رباطات الموت والعودة بسرعة إلى الحياة. لأن القيامة من الأموات بحسب تعبير الحكيم بولس -تشهد له أنه الله وابن الله (رو ٤:١)٠
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "وَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لهم ". تنبأ يسوع عن موتة والطريقة التى سوف يموت بها عدة مرات لتلاميذه فى أماكن وظروف مختلفة  ولكن كان هذا الأمر مختوم عن عن أن يفهمه  التلاميذ (لو 9: 22 ، 44 & 17: 25) كما أنه يسوع لمح عن موته فى مكان معين هو أورشليم  راجع ( لو 5: 35 & 12: 50 & 13: 32- 33)
(2) " وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هو مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ". أشار بعض أنبياء العهد القديم عما سيلاقيه المسيا (المسيح) وقد إنطبقت هذه النبؤات جميعاه على يسوع وهذا يعتبر دليلا عن أن الوحى الإلهى كان صادقا ولا يستطيع اليهود حتى اليوم أن بفسروا كيف إنطبقت النبؤات التى وردت فى سفر المزامير وأشعياء مثلا على يسوع من ألم والطريقة التى خاب بها يهوذا معلمه يسوع وقيامته  وتفاسيل أخرى دقيقة (تك 3: 15) (مز 22& 41: 9 & 118) (أش 53) (زك 9: 9) & 11: 12- 13)
تفسير (لوقا 18: 32) 32 لانه يسلم الى الامم ويستهزا به ويشتم ويتفل عليه
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وليمهد أذهانهم لتلك الأحداث الرهيبة التى تنتظره وتنتظرهم . مشجعا إياهم فلا تمسهم حين نقع أونثبط همهم أو تؤدى بهم إلى اليأس والقنوط ، وإنما يكونون مستعدين لها متوهمين وقوعها عاقدين العزم على مواجهتها بإيمان عميق وجنان ثابت فقال لهم :" ها نحن أولاء صاعدون إلى أورشليم ، وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان ، فإنهم سيسلمونه إلى الوثتين ويهزأون به ويهينونه ويبصقون عيه،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 125
لكن يلزمنا أن نشرح ما هي المنفعة التي نالها الرسل القديسون من معرفتهم باقتراب تلك الأمور التي كانت على وشك الحدوث . إنه بهذه الوسيلة قطع مسبقا كل الأفكار غير اللائقة وكل فرص العثرة. سوف تسألون : كيف وباي طريقة؟ وأنا أجيب: إن التلاميذ الطوباويين تبعوا المسيح مخلصنا كلنا في جولاته في اليهودية ورأوا أنه لم يوجد شيء ، مهما كان فائقا على الوصف ، وجديرا بالاعجاب لم يستطع أن يعمله. إنه دعا الموتى من قبورهم بعد أن أنتنوا ، وأعاد البصر للعميان ، وصنع أيضا أعمالا أخرى لائقة بالرب ومجيدة ، وسمعوه يقول: اليس عصغوران بباعان بفلس ؟ وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم " (مت 10: 29) ٠ والآن فهم الذين قد رأوا هذه الأشياء وتشددوا بكلماته (التي قادتهم) إلى الشجاعة ، كانوا على وشك أن ينظروه يحتمل سخرية اليهود ، ويصلب ويستهزئ به ويلطم من الخدام . لذلك كان ممكنا أن يعثروا بهذه الأمور ، ويفكروا في داخل أنفسهم ويقولون : ذلك الذي هو عظيم هكذا في قوته ، وله مثل هذا السلطان الإلهي ، والذي يجري المعجزات بإيماءته فقط ، وكلمته مقتدرة حتى إنه يقيم الموتى من قبورهم ، والذي قال أيضا إن عناية أبيه تصل حتى إلى الطيور ؛ والذي هو الابن الوحيد الجنس والبكر - كبف أنه لم يعرف ما كان مزمعا أن يحدب؟ هل هو أيضا أخذ في شباك العدو وصار فريسة لأعدائه مع أنه وعن أنه سوف يخلصنا؟ فهل أهمل وأحتقر من ذلك الآب الذي بدون مشيئته لا يمكن أن يسقط ولا حنى عصغور صغير؟ ربما قال أو فكر الرسل القديسون في هذه الأشياء فيما بينهم وماذا كانت ستصير النتيجة؟ إنهم أيضا مثل باقي جموع اليهود كانوا سوف يصيرون غير مؤمنين وجاهلين بالحق.
لذلك فإنه أخبرهم مقدما عما كان سوف يحدث ، حتى يكونوا على دراية بأنه قد عرف بآلامه قبل أن تحدث ، ومع أنه كان في استطاعته لن يهرب منها بسهولة ، إلا أنه مع هذا تقدم لملاقاتها بإرادته . فبقوله: ٠" ها نحن صاعدون إلى أورشليم." فهو - أن جاز القول - شهد بقوة ، وأمرهم أن بتذكروا ما سبق أن أخبرهم به ولضاف أن كل هذه الأمور قد سبق أن تنبأ عنها الأنبياء القديسون. لأن إشعياء يتكلم كما بلسان المسيح: " بذلت ظهرى للسياط وخدى للطم ، ووجهى لم استر عن خزى البصاق " (إش 50: 6 س)٠ وأيضا يقول عنه في موضع اخر : " مثل خروف يساق إلى الذبح وهو صامت ، مكنعجه /مام الذى يجزها " (إش 53: 7 سبعينية) وأيضا؛ كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقه  والرب سلمه بسبب خطايانا " (إش 53: 6 س) .
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) هذه النبوءة تحقت فى (لو 22: 63 ، 65 & 23: 11)
تفسير (لوقا 18: 33) 33 ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وبعد ان يجلدوه يقتلونه ، وفى اليوم الثالث يقوم .. وقد كان ذلك بالفعل هوالذى تنبأ به الأنبياء عن المسيح المنتظر حين يجئ ، - أن اليهود على الرغم مما سيصنع بينهم من معجزات إلهية وينادى به من تعاليم سماوية ، سينكرونه ويتنكرون له ويهينونه ويستهينون به ويعالدونه ويعتدون عليه ويحاربونه , ويتأمرون ضده ثم يمسكونه ويتهمونه كذبآ ويشهدون عليه زورا ويحكمون عيه ظلما ، ثم بعد أن يوسعوه ضربا وتعزيبا ، وهزءآ وسخرية ، ومهانة وعارآ ، يقتلونه بأشنع وسائل القتل وابشعها وحشية وقسوة ويلاما وإذ جاء فى نبوءات المزامير تآمر الرؤساء على الرب وعلى مسيحه (المزمور٢:٢) وجاء فى نبوءات إشعياء النبى بلسان المسيح :" بذلت ظهرى للضالابين وخدى للناتفين . وجهى لم أستر عن العار والبصق (إشعياء 50: 6) . وجاء فى نبوءات إرميا النبى بلسان المسيح أيضا :" صرت للضحك كل النهار . كل واحد استهزأ بى .. لأن كلمة الرب صارت لى للعارا والسخرية كل النهار " (أرميا ٠ ٢ : ٧و ٨) وقد أشارت النبوءات إلى أن اليهود يقتلون المسيح بوسيلة كانوا لا يستخدمونها إلا مع أخطر اللصوص وأحقر المجرمين ، وهى تسمير يدى المحكوم عليه وقدميه فى خشبة على هيئة الصليب يعلقونه عليها حتى يموت. وقد جاء فى نبوءات المزامير بلسان المسيح :" أحاطت بى كلاب جماعة من الأشرار إكتنفتنى ثقبوا يدى ورجلى." (مزمور ٢١(٢٢) : ١٦).كما نكرت النبوءات صرلحة أن المسيح بعد أن يموت على الصليب ويدفن يقوم فى اليوم الثالث من يين الآموات حيا ، إذ جاء فى نبوءات هوشع النبى بلسان المسيح:" يحيينا بعد يومين.. فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه." (هوشع ٦ : ٢) ويدل ذلك على أن فادينا كان يعلم بكل ما سيحدث له علما كاملاً وبتفصيل دقيق ، يتفق مع النبوءات التى تبأ بها الأنبياء والتى كان ينبغى فى التدبير الإلهى أن تتم بحذافيرها .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 125
وكذلك يرسم لنا داود الطوباوي في المزمور الواحد والعشرون - كما لو كان صورة مسبقة للآلام على الصليب، وضع يسوع أمامنا متكلما كإنسان معلق على الخشبة (فيقول) " أما أنا فدودة لا إنسان ، عار عند البشر ومحتقر الشعب ، كل الذين يرونني يستهزئون بي، يتكلمون بشفاههم ويهزون رؤوسهم قائلين اتكل على الرب فليخلصه" (مز 21: 6- 8 س) ٠
لأن بعضا من اليهود كانوا يهزون رؤوسهم الأثيمة ويستهزئون به قائلين: " إن كنت إبن الله إنزل من على الصليب ونحن نؤمن بك " (مت 27: 40 و 43) وأيضا قال (داود): اقتسموا ثيابى بينهم وعلى لباسى ألقوا قرعة " (مز ٢١؛١٨) كما يقول في موضع آخر عن أولئك الذين صلبوه: " ويجعلون فى طعامى علقما وفى عطشى يسقوننى خلا "(مز68: 21 س) .
لذلك، فمن كل ما كان مزمعا أن يصيبه، لم يوجد شيء لم يسبق الإخبار به قبل حدوثه، والرب بعنايته رتب هذا لمنفعنا حتى عندما يحين الوقت لحدوثه ، لا يعثر أحد، لأنه كان في استطاعة من عرف مسبقا ما كان مزمعا أن يحدث له ، أن يرفض التألم كلية. إذن، لم يجبره أحد على ذلك بالقوة ، ولا ايضا كانت جموع اليهود أقوى من قدرته لكنه خضع للتألم لأنه عرف أن آلامه سوف تكون لأجل خلاص العالم كله. إنه احتمل في الواقع موت الجسد ، لكنه قام ثانية إذ داس على الفساد ، وبقيامته من الأموات غزس في أجساد البشر الحياة النابعة منه ، لأنه فيه تم إعادة كل طبيعة البشر إلى عدم الفساد. وعن هذا شهد الحكيم بولس وقال: " فإنه إذ الموت بإنسان ، بإنسان أيضا قيامة الأموات " ( 1كو 15: 21) وأيضا: لانه كما فى آدم يموت الجميع ، هكذا فى المسيح سيحيا الجميع " (1كو 15: 22) لذلك فلا يحق لمن صلبوه أن يتمادوا في الكبرياء إذ أنه لم يبق بين الأموات ، إذ نرى أنه كإله له قوة لا تقاوم ، بل بالأحرى عليهم أن يبكوا على أنفسهم بسبب كونهم مذنبين بجريمة قتل الرب، وهذا هو ما وجدنا المخلص يقوله للنسوة اللواتي ئ يبكيئ لأجله: " يا بنات أورشليم لا تبكين على بل أبكين على أنفسكن وعلى أولادكن (لو٢٣؛٢٨) لأنه لم يكن من الصواب أن ينحن على من كان مزمعا أن يقوم من بين الأموات محطما بذلك الفساد ومزعزعا سلطان الموت ، بل العكس كان يليق بالأكثر أن ينحن على مصائبهن.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "الْيَوْمِ الثَّالِثِ". في التقليد اليهودى  للزمن يحسبون  كل جزء من اليوم كان يُعتبر يوماً كاملاً. يوم الجمعة : مات يسوع قبل الساعة 6 مساءً يوم الجمعة، ولذلك، كان ذلك يوماً واحداً.
يوم السبت  : كان في القبر يوم السبت كله وكان هذا هو يومه الثانى .
يوم الأحد وقام من بين الأموات في وقت قبل شروق الشمس يوم الأحد (فجر الأحد) [كان اليهود يبدأون يومهم من الساعة 6 مساءً اليوم السابق)؛ وذلك كان هو اليوم الثالث.
تفسير (لوقا 18: 34) 34 واما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الامر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
أما تلاميذه لم يفهموا من ذلك الذى ناله لهم شيأ ، لأن معلمى اليهود كانوا قد اخفوا عنهم تلك الحقائق الواردة فى نبوءات انيبائهم ، والمدونة فى أسفارهم المقدسة ، عما سيحدث للمسيح الآتى إليهم ولم يصرحوا لهم إلا بالآمجاد التى سيحققها لهم - ويا ليتهم فهموا تلك الأمجاد فهما روحيا سماويآ صحيحا، وإنما اولوها على مقتضى اطماعهم وشهواتهم تأويلا ماديا ودنيويا خاطئا ، ومن ثم فهمها التلاميذ كما فهمها سائر اليهود ذلك الفهم المادى الدنيوى، فلم يفقهوا مما قاله لهم معلمهم عندئذ شيئآ . وقد كان معناها الصحييح محجوبا عنهم ، لأن عقولهم القاصرة كانت عاجزة عن أن يفهموا ، ولأن قلوبهم التى كانت لا تزال مغلقه حالت بينهم وبين أن يفهموه ، فلم يفهموه إلا بعد أن تحقق فعلا ، وعندئذ شهدوا به ، وجاهدوا حتى اسشهدوآ فى سبيل إعلانه للعالم أجمع.
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 125
سبق مخلص الكل وأعلن هذه الأشياء للرسل الأطهار ، لكن الكتاب يقول: أما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الأمر مخفى عنهم " ، لأنهم لم يعرفوا بعد بالتدقيق ما سبق أن أعلن عنه الأنبياء القديسون ، لأنه حتى الذي كان هو الأول بين الرسل لما سمع المخلص يقول مرة إنه سيصلب ويموت وبقوم، ولأنه لم يكن قد فهم بعد عمق السر، فإنه قاوم (الرب) قائلا : " حاشاك يارب ، لا يكون هذا " (مت ٢٢:١٦)، لكن الرب انتهره لأنه يتكلم هكذا ، لأنه لم يكن يعرف بعد معنى الكتاب الموحي به من الرب فيما يختص به. لكن عندما قام المسيح من بين الأموات ، فإنه فتح أعينهم كما كتب أحد الإنجيليين القديسين ، لأنهم استناروا واغتنوا بالشركة الفياضة مع الروح؛ لأن الذين لم يفهموا قبلأ كلمات الأنبياء ، حثوا فيما بعد الذين آمنوا بالمسيح أن يدرسوا كلام الأنبياء قائلين: " وعندنا الكلمة النبوية وهى أثبت ، التى تفعلون حسنا إن إنتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم ، الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح ٠فى قلوبكم " (٢بط ١٩:١). وهذا أيضآ بلغ كماله، لأننا بما قد استنرنا في المسيح الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى ابد الآبدين. آمين.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1)  لاحظوا العبارات الثلاث التى قيلت عن التلاميذ : "فلم يفهموا من ذلك شيئا - وكان هذا الامر مخفى عنهم - ولم يعلموا ما قيل " بالرغم من التلاميذ لم يفارقون يسوع إلا عندما أرسلهم فى رحلات كرازية تبشيرية لكنهم لم يقدروا أن يستوعبوا التنبؤات التى قالها يسوع لهم عن موته لأنها كانت مخفية عن إدراكهم كان يخبرهم عن موته حتى إذا حدث هذا لا يفنى إيمانهم  إن هذا التنبؤ يعتبر وحيا ومعرفة الغيب فى آن واحد إذ أنه يعتبر وحيا أوحى به إلى تلاميذه ويعتبر انه يعرف مستقبله والطريقة التى سيموت بها .. ألخ ومن يعرف الغيب إلا الإله وحده لم يفهوا ولم يعلموا بالرغم من انهم رأوا معجزاته وآمنوا بانه المسيا ولكن بطريقة باقى اليهود كانوا يعتقدون أنه قائدا ومحاربا (لو 2: 50 & 9: 45 & 18: 34)
(2) "كَانَ هذا الأَمْرُ مُخْفىً عَنهمْ". نحويا : فعل تام مبني للمجهول فيه كناية. الكثير من تعاليم  التى سمعها التلاميذ الأثنى عشر والرسل  السبعين لم يفهموا معناها إلى ما بعد القيامة (يو 12 : 16)  وحلول الروح القدس في يوم الخمسين (عيد العنصرة) : (يو 14: 26 & 15: 26 & 16: 13- 15)  لم يستطيعوا أن يدركوا ويفهموا ويعلموا كل ما قيل لهم إلا بعد إكتمال عمل يسوع فى الفداء على الصليب وقيامته فقد كان أمرا مختلفا عما كانوا يعرفوه ويدركوه ويتوقعونه

تفسير انجيل لوقا الاصحاح 18

6. معجزة شفاء الأعمى فى أريحا

الاستنارة (تفتيح عيني الأعمى) (لوقا 18 : 35-43)
تفسير (لوقا 18: 35) 35 ولما اقترب من اريحا كان اعمى جالسا على الطريق يستعطي.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وعلى الرغم من ان مخلصنا وهو فى طريقه إلى أورشليم ، كان بطم أنه فى هذه المرة فى طريقه إلى الموت على يد اليهود ، لم ينقطع عن أن يقدم إليهم الخدمة والرحمة اللتين تنعطويان على أعمق وأسمى معانى الحب والحنان . فقد حدث أنه لما اقترب من أريحا ، كان رجل فقير أعمى جالسا فى مدخل الطريق يستعطى .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
كل من ليس له فهم بعد ولم يقبل الإيمان بالمسيح، يحق أن تقال له الكلمات التي نطق بها داود: " هلموا وأنظروا أعمال الله ، الآيات التى جعلها على الأرض " (مز 45: 8 س) لأنه صنع آيات ليس بحسب نمط بشري ، مع أنه كان في الهيئة إنسانا مثلنا ، لكنه صنعها بالأحرى بسلطان إلهي لانه كان إلها وهو في الهيئة مثلنا ، إذ أنه لم يتغير عما كان عليه ، كما ييرهن لنا مغزى النص الذي قرئ الآن من الإنجيل. لأنه يقول إن المخلص : " كان مجتازا فصرخ إنسان أعمى وقال : يا ابن داود إرحمنى " ٠ فلنفحص تعبير ذلك الإنسان الذي فقد بصره، إذ هو أمر لا يمكن أن نتجاوزه دون فحص ، فربما بفحص ما قيل سنحصل على شيء له منفعة عظيمة جدا بالنسبة لنا.
فباي منفعفة يوجه الأعمى صلاته للمسيح؟ هل كما إلى مجرد إنسان ، بحسب ثرثرة اليهود الذين رجموه بحجارة قائلين في حماقتهم: " لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهأ ؟١يو 10: 33) ٠ لكن ألم يكن واجبا أن يفهم الأعمى أن إستعادة البصر لا يمكن لن تم بوسائط بشرية بل تحتاج على العكس إلى قوة إلهية وسلطان لا يمتلكه إلا الرب وحده؟ لأن ليس شيء مهما كان ، غير ممكن لدى الرب . لذلك فإنه تقدم إليه كما إلى الرب الكلي القدرة؛ لكن كيف يدعوه ابن داود؟ وبماذا يمكننا أن نجيب على هذا؟ على ما أظن ربما يمكن أن نشرح الأمر هكذا : حيث ان الأعمى تربى في الديانة اليهودية وكان من ذلك الجنس بالمولد ، فلم تغب عن معرفته بالطبع النبوات الموجودة في الناموس والأنبياء القديسين بخصوص المسيح . فقد سمعهم بنشدون من كتاب المزامير تلك العبارة: " أقسم الرب لداود حقا ولا يخلف ، لأجعلن من ثمرة بطنك على كرسيك" (مز 131: 11 س) وعرف أيضا أن النبي الطوباوي إشعياء قال: " ويخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله " (إش 11: 1) وأيضا : " هوذا العنراء تحبل وتلد ابقا ويدعون اسمه عمانوئيل " (إش ٧؛١٤).
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "لَمَّا اقْتَرَبَ يسوع مِنْ أَرِيحَا". يشكك أعداء المسيح حول إختلاف الأناجيل الإزائية حول هذه الرواية
(أ) إنجيل متى نجد فيه أعميين ( مت 20: 30)
أو (ب) مرقس ذكر أن الرجل أسمه برتيماوس (مر 10: 40)
(ج) كما انه هناك إختلافا ظاهريا فى المكان والموضع ف، يسوع داخلٌ (لو 18: 35) أو خارج (مت 20: 29) (مر 10: 46) إلى أريحا، يبدو أن سرد هذه الرواية بهذه الطريقة يؤكد الرواية لأن البعض من كتبة الأناجيل رأى يسوع يشفى أعميتان والآخر رأى أعمى واحد فى مكانين مختلفين ربما أحدهما لم يكن مصاحبا يسوع طول الوقت أو ربما أرسله يسوع فى مهمة قبل أن يدخل المدينة لهذا سجل كل واحد عما رآه .. وكانت هناك مدينتين تسمى أريحا المدينة القديمة والمدينة الجديدة التى  بناها هيرودس الملك على النظام الرومانى
(2) "أَعْمَى". دونت الأناجيل شفاء عدة عميان فى أماكن أخرى غير اريحا . لقد أوردت نبوءات العهد القديم أن المسيا سيشفي العميان (أش 29: 18 & 35: 5 & 42: 7 ، 12) لقد شفى يسوع عيون العميان فى جسدهم ولكن هناك عميان روحيا لهم أعين ولا يرون ولهم آذان ولا يسمعون (إر 5: 21) "اِسْمَعْ هذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ. "(أش 42 : 18- 19 & 95: 9- 10) (يو 9) 
تفسير (لوقا 18: 36) 36 فلما سمع الجمع مجتازا سال ما عسى ان يكون هذا.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فلما سمع ذلك الرجل جلبة الجمع الذين كانوا لا يفتأون يتزاحمون حول فادينا أينما ذهب والذين كانوا مجتازن معه فى هذه المرة أيضا ، سأل ما عسى أن يكون هذا؟ ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
لذلك فالأعمى كإنسان آمن في الحال أن الكلمة وهو الرب ، هو الذي قبل بإرادته أن يولد بالجسد من العذراء القديسة ، فاقترب منه على إنه الرب وقال: " يا ابن داود إرحمنى " لأن المسيح شهد بأن هذا هو تفكير الأعمى عندما قدم توسله، بقوله له: " إيمانك قد شفاك " إذن فليخز الذين يظنون أنفسهم أنهم ليسوا عميانا مع أنهم كما يقول الحكيم بطرس عميان وقصيرو البصر (انظر 2بط 1: 9) لأنهم يقسمون الرب الواحد يسوع المسيح إلى اثنين ، الذي هو نفسه كلمة الآب (لكنه هو الذي صار إنسانا وتجسد ، لأنهم ينكرون أن الذي ولد من نسل داود هو حقا ابن الرب الآب؛ لأنهم يقولون ان الولادة هي امر يخص الانسان فقط ويرفضون في جهلهم العظيم انه صار جسدا ، ويحتقرون ذلك التدبير الثمين والذي لا ينطق به والذي به تم فداؤنا ، بل وربما يتكلمون بحماقة ضد الابن الوحيد الجنس ، لأنه أخلى ذاته ونزل إلى قامة الطبيعة البشرية ، وكان مطيعا للآب حتى الموت ، لكي بموته بالجسد يمكنه ان يبطل الموت ، ولكي يمحو الفساد وأن يطرح خطية العالم بعيدا .
تفسير (لوقا 18: 37) 37 فاخبروه ان يسوع الناصري مجتاز.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فأخبروه بأن يسوع الناصرى مجتاز . وإذ كان مخلصنا يسوع المسيح الذين كانوا يلقبونه إذ عاش فى الناصرة - بالناصرى ، قد ذاعت شهرته فى كل الأراضى المقدسة وأنحائها بسبب تعاليمه التى كان لا يفتأ ينادى بها ومعجزاته التى كان لا يفتا يصنعها ، انتهز ذلك الأعمى المسكين هذه الفرصة الذهبية التى أتيحت له ،
تفسير (لوقا 18: 38) 38 فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فصرخ قائلآ :" يا يسوع ابن داود ارحمنى ، وقد دل قوله هنا على أنه قد آمن بأن يسوع الناصرى هذا هو نفسه المسيح ابن الله الذى تنبأ الأنبياء بأنه سيجى ء من نسل داود ، ولنلك لقبه بابن داود وقد طذب منه ان يرحمه لأن الأنبياء كانوا قد تنبأوا بأن المسيح الذى ينتظرونه حين يجى ء سيرحم الضعفاء الباسين ، إذ تنبأ إشعياء النبى بأنه :"على بائسيه يترحم. (إشعياء 49: 13)
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
ليت امثال هؤلاء يقتدون بهنا الأعمى لأنه تقدم إلى المسيح مخلص الكل مؤمنا أنه الرب ؛ ودعاه الرب وابن الطوباوي داود، وشهد أيضا لمجده بسؤاله إياه ان يعمل عملا لا يستطيع أن يتممة إلآ الرب وحده،
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". المخطوطة اليونانية اليونانية المكتوبة بالأحرف الكبيرة D)  تقول ناصري ( 4 ((Bezae) راجع (لو 4: 34 & 24: 19) راجع موضوع اسماء يسوع على الموقع
(1) "يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!". كان إشارة إلى مسيانية معينة مرتبطة ب 2 صم 7 ( راجع (لو 1: 27 ، 32 & 2: 4) (مت 9: 27 & 12: 23 & 15: 22 & 20 30 ، 31 & 21: 9 ، 15 & 22: 42)  كيف عرف هذا الأعمى أن يسوع هو إبن داود إن ما قاله فى هذه يدل على إنتشار الكرازة فالجميع سمعوا عن يسوع انه ابن داوود حتى هذا الأعمى ولكن قليلين من الشعب اليهودى قبلوه ونالوا الملكوت
(2)  " لِيَسْكُتَ، أَمَّا هو فَصَرَخَ أَكْثَرَ". هذا مثال عن الإلحاح يدل على الإيمان الشديد أن يسوع سوف يشفيه وقد إختلف طرق الإيمان فالبعذ كان يالمس هدب ثوبه والبعض قال له إن أردت .. ألخ وقد  تم ذكره في الآيات (لو 18: 1- 8)
تفسير (لوقا 18: 39) 39 فانتهره المتقدمون ليسكت.اما هو فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
وإذ ظن الذين كانوا يسيرون فى مقدمة الجمع أن هذا الرجل بصراخه سيزعج المعلم، انتهروه ليسكت ، ولكنه - لعمق إيمانه بالرب يسوع ، وحاجته لأن ينال الرحمة منه، وثقته بأنه لن يخيب رجاءه أخذ يصرخ ويصرخ أكثر فأكثر فى إلحاح ولجاجة قائلآ:"يا ابن داود ارحمنى. ،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
ويا ليتهم يعجبون ايضآ بالثبات الذي به اعترف بالمخلص ، لأن هناك بعض الذين انتهروه عندما اعترف بإيمانه ، ولكنه لم يستسلم ولم يتوقف عن صراخه بل أبكم جهل أولئك الذين كانوا ينتهرونه ليسكت. لذلك فعن صواب أكرمه المسيح ، إذ دعاه وأمره أن يقترب منه . افهموا من هذا ، أيها الأحباء ، أن الإيمان يضعنا نحن أيضا في حضرة المسيح ، وهكذا ودخلنا إلى الرب لكي نحسب نحن أيضآ أهلا لكلامه ،
تفسير (لوقا 18: 40) 40 فوقف يسوع وامر ان يقدم اليه.ولما اقترب ساله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فوقف مخلصنا له المجد وأمر بان يأتوا به إليه فلما اقترب سأله قائلا ،ماذا تريدنى أن أفعل لك؟ وقد كان مخلصنا يعلم بالفعل ماذا يريد الرجل ان يفعل له ، ولكنه أراده أن يحدد طلبه على مسمع من الحاضرين ، لكى تظهر المعجزة التى سيصنعها فى كامل مجدها أمامهم فيؤمنوا ٠
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
لأنه حينما أحضر الأعمى إليه سأله قائلا : " ماذا تريد أن أفعل بك؟ فهل كان المخلص يجهل ماذا يريد الرجل؟ لأنه كان واضحا أنه يطلب الخلاص من المرض الذي أصابه؟ كيف يمكن أن يكون هناك أي شك في هذا؟
تفسير (لوقا 18: 41) 41 قائلا ماذا تريد ان افعل بك.فقال يا سيد ان ابصر.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
فقال الرجل يارب أن أبصر،
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
لذلك فقد سأله المسيح عن قصد، لكي ما يتعلم أولئك الذين كانوا واقفين حوله والمصاحبين له أنه لم يكن يطلب مالا ، بل بالحري لأنه يعتبره إلها فإنه سأله عملا إلهيا ، ٠عملا مناسبا للطبيعة التي تفوق الكل .
إذن ، فحينما أعلن عن طبيعة طلبه بقوله : يا سيد أن أبصر، آنذاك، نعم! آنذاك، كانت الكلمات التي قالها المسيح بمثابة توبيخ لليهود لعدم إيمانهم ، لأنه بسلطان فائق قال: "أبصر"مدهش هو هذا التعبير ! وهو بالحق جدير بالرب ويفوق كل حدود طبيعة البشر! اي من الأنبياء القديسين تكلم بمثل هذا؟ أو استخدم كلمات بمثل هذا السلطان العظيم؟

ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "يَا سَيِّدُ". يدل السياق على أن يسوع له أكثر من لقب . ھذا الأعمى كان قد نادى يسوع بلقبين ياسيد و "ابن داود". كان قد سمع عن يسوع ونسبه ومعجزاته وقدرته الإلهية وتصرف بناءً على ما كان قد سمعه فنال الإبصار الجسدى
تفسير (لوقا 18: 42) 42 فقال له يسوع ابصر.ايمانك قد شفاك.
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 فقال له فادينا "ابصر. إن إيمانك قد خلصك" وهكذا كانت كلمة واحدة من مخلصنا يقولها فى صيغة الأمر شأن صاحب السلطان ، كافية لأن يتحقق فى الحال ما امر به . ولو كان هذا الذى امر به يبدو فى أعين البشر مستحيلا فهر يقول للشئ كن فيكون ، شأن الله الخالق . وذلك لأنه هو الله الخالق نفسه ، لأنه ابنه وكلمته ، ولأنه واحد معه ، ولأنه خلق الكل به (أفسس ٣ : ٩)
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
ذن لاحظوا أن المسيح لم يطلب - من آخر القوة على استعادة البصر لذاك الذي كان محروما من النظر ، ولا هو أجرى المعجزة الإلهية بفعل الصلاة إلى الرب ، بل نسبها بالأحرى إلى قوته الذاتية ، وبإرادته القادرة على كل شئ صنع ما أراده ، إنه قال له: " أبصر" وكان الأمر بالإبصار نورا لمن كان أعمى لأنه كان امرا من ذاك الذي هو النور الحقيقي.
ثانيا : التفسير الحرفى والتاريخى والجغرافى - إعداد عزت اندراوس
(1) "إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ". هذه العبارة التى قالها يسوع مرارا لمن كان يشفيهم تحوي كلمتين إنجيليتين  
أ) الإِيمَان pistis) كان إيمان هذا الأعمى قويا جدا كان يريد شيئا منه وأنه هو الوحيد الذى يستطيع أن يفتح عينية هذا الرجل نفذ كلام يسوع الذى ب) شَفَى s
ozoō) تترجم هذه الكلمة من اللغة اليونانية بـ  "يخلّص". كانت تشير في االعهد القديم إلى التحرير الجسدي، من العبودية ومن الإحتلال .. ألخ  وتشير أيضا إلى الخلاص الروحى وهو المعنى الذى ورد فة هذه ألاية (لو 7: 50 & 8: 48 & 17: 19)
يكشف لقاء هذا الأعمى بيسوع الجانب المسياني من خدمة يسوع وإيمان هذا المتسول الأعمى الذى لم عنده شئ يقدمه إلا إيمانه القوى . بينما الرئيس الشاب الغني، الذي كان لديه كل شي، أضاع كل شيء كان مهما لديه .
تفسير (لوقا 18: 43) 43 وفي الحال ابصر وتبعه وهو يمجد الله.وجميع الشعب اذ راوا سبحوا الله
أولا : التفسير الروحى/   الرمزى والمجازى الذى أسسه العلامة القبطى أوريجانوس - والتأملى الذى أشتهرت به الكنيسة القبطية  
تفسير إنجيل القديس لوقا للمتنيح العلامة القبطى الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي
 ولأنه كما جاء فى إنجيل القديس يوحنا ، كل شى ءبه كان ، وبغيره لم يكن شئ مما كان، (يوحنا ١ :٣) وبالفعل ابصر الرجل الأعمى على الفور ، وقد توطد إيمانه بذلك الذى خلصه وخلص البشر جميعأ، فتبعه وهو يمجد الله . كما أن كل الجمع الحاضرين إذ رأوا الذى حدث أخنوا يسبحون الله الذى كان قائما فى تلك اللحظة بينهم وهم لا يعلمون، لأنه كان متخذت جسد الإنسان وابن الإنسان . ولم يكونوا بعد يعلمون تلك الحقيقة التى تعو على مدارك البشر، والتى أعلنها القديس يوحنا فيما بعد فى إنجيله ٠ إذقال إن ,الكلمة اتخذ جسدأ، وحل بيننا  ورأينا مجد، (يوحنا 1: 14) .
تفسير إنجيل لوقا البابا القديس كيرلس السكندرى (عامود الدين) عن عظاته ترجمة د / نصحى عبد الشهيد - عظات 126
والآن وقد تخلص من عماه، فهل أهمل واجب حبه للمسيح؟ بالتأكيد لا، إذ يقول (النص) إنه "تبعه" وقدم له المجد اللائق بالرب ، لذلك فإنه تخلص من عمى مزدوج ، إذ أفلت ليس فقط من عمى الجسد ، بل أيضآ من عمى الذهن والقلب ، لأنه ما كان ليمجد كإله لو لم يكن قد اقتنى البصر الروحي. علاوة على ذلك فقد صار واسطة لأولئك الآخرين أن يعطوا للمسيح المجد أيضا، إذ
يقول (النص)، وجميع الشعب سبحوا الرب . ( لذلك من الواضح من هذا عظم إثم الكتبة والفريسيين ، لأنه انتهرهم بسبب رفضهم أن يقبلوه ، رغم المعجزات التي صنعها ، بينما الجموع مجدته كإله بسبب الأفعال التي صنعها ، وهم من جانبهم (أي الفريسيون) لم يقدموا له هذا التمجيد ، بل جعلوا المعجزة فرصة للإهانة والاتهام، لأنهم قالوا ان الرب عمل المعجزات ببعلزبول ، وبتصرفهم هكذا صاروا سبب هلاك الشعب الذي كان تحت قيادتهم ، لذلك احتج الرب على خبثهم بصوت النبى القائل : " ويل للرعاة الذين يهلكون ويبددون غنم ميراثى" (إر 23: 1 س) لأن الرعاة صاروا أغبياء ولم يطلبوا الرب من أجل ذلك لم يفهم أحد من الرعية فتبددت " (إر ٠ ١ : ٦ ٢ س) وهكذا كان حالهم ، أما نحن فإننا تحت قيادة رئيس رعاة الكل المسيح، الذي به ومعه للرب الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى أبد الآبدين. آمين.

***
القديس بارتيماوس ابن تيماوس
في ثلاث كلمات عن هذا التلميذ الذي تبع المسيح وقد ذكره القديس مرقس والقديس لوقا منفردا بينما ذكر القديس متي اثنين ( اعميان ) ربما كانت معجزتين ولكن الرأي الأكثر قبولا انه معجزه واحده وكانا اثنين ولكن الذي تبع المسيح وصار تلميذا وقديسا هو بارتيماوس الاعمي :
١- الخادم والخدمه في الطريق :
( كان بارتيماوس ابن تيماوس جالسا علي الطريق !!!!!! يستعطي ) & ( اذهبوا الي مفارق الطرق !!!!! وكل من وجدتموه فادعوه الي العرس فخرج أولئك العبيد الي الطرق !!! وجمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا وصالحين ، فامتلأ العرس من المتكئين مت ٢٢ : ٩ - ١٠ ) ... يااخي الحبيب الخدمه ليست في الكنيسه فقط وليست الدرس والإلقاء فقط .. الخدمه الحقيقيه في الشارع وفي البحث عن الاشرار وليس الصالحين فقط .. حتي لو كنت بلا إمكانيات ولكن انت تقف علي قارعه الطريق تستعطي النفوس وتترجاها لتدخل الي عرس ابن الملك .. هذا هو عملك ... البحث عن البعيد والخدمه في الشوارع لجمع اولاد الله البعدين هي اعظم الخدمات وثق انك لن تري عمل الله الا علي قارعه الطريق ولن تراه وسط الأولاد الابرار الحاضرين .. يااخي لكي تبصر ؟؟ عمل الله وقوته اخرج الي الطرق باحثا ومستعطيا نفوس أولاده .
٢- الخادم والخدمه من خلال الصراخ الي الله :
( فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدأ يصرخ ويقول يايسوع ابن داود ارحمني ، فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا ياابن داود ارحمني فوقف ؟؟؟ وأمر ان ينادي فنادوا الاعمي قائلين له .... ثق .... قم ... هوذا يناديك مر ١٠ : ٤٧ - ٤٩ ) ... في انجيل القديس لوقا بدا إصحاحه الثامن عشر بمثل قاضي الظلم وانتهي بارتيماوس الاعمي مقدما لنا يقينية الاستجابه بالصراخ والإلحاح او قل ان يسوع لن يصم أذنه عن الصارخين اليه ليلا ونهارا ( افلا ينصف الله مختاريه الصارخين !!! اليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم ، أقول لكم انه ينصفهم سريعا لو ١٨ : ٧ ) يااخي الحبيب انا وانت نشكو من صعوبه الخدمه ومن تفاقم المشاكل وتعقدها ونشكو جدا من عدم استجابه الأولاد والبنات لكلمات النعمه ونشكو الاباحيه والالحاد اللذان سيطرا علي النفوس ونبحث عن الحل ... انه لايوجد الا حلا واحدا وهو الصراخ الي الله .. وثق انه سوف يستجيب ويغير النفوس .
٣- الخادم والخدمه من خلال البصيره والرؤية :
( وفي الحال ابصر !!!!! وتبعه !!! وهو يمجد !!! الله لو ١٨ : ٤٣ ) .. فللوقت ابصر وتبع يسوع في الطريق !!!! مر ١٠ : ٥٢ ) ... يااخي الحبيب الخادم يحتاج البصيره والرؤية الحقيقيه للمشاكل وللخدمه ... كثير من الخدام يخدمون بلا رؤيه ولهذا ضاعت الخدمه وضاعت النفوس ... نحن نحتاج الي رؤيه حقيقيه للامور ولمشاكل الأولاد والدخول الي أعماقها ومعرفه سببها ولا ضاعت الخدمه ... نحن نحتاج الي خادم يبحث بدقه في مشاكل أولاده ( وحدث في تلك الايام لما كبر موسي انه خرج الي اخوته لينظر !!! في أثقالهم خر ٢ : ١١ ) ... انظر يااخي في اثقال اولادك وابحث عن الأسباب وضع خطه ورؤيه لحلها واجلس مع اخوتك في الخدمه وابحثوا عن الأثقال وحلها بدلا من الندب علي احوال الخدمه دون حلول





This site was last updated 08/19/20